Skip to main content

Full text of "برتراند راسل سيرتي الذاتية"

See other formats


1١91١5 "لاما‎ 


01 سجييرة 


ادكو رعبد الله عبد الحافط الدكتورقايزاسكتدد 


الدكتورشفيق الى الدكتور أمينالعيوطى 


مراحعة 
الدكتور شوق الشكى 
سا 
1 


ذارالمغارك بمدل 


سير الذاميّة 


الناشم : دار المعارف ممصر -- ١١11‏ كورئيش ااثيل ‏ القاهرة . ع, م 


الحتوبات 


اسبلال : ما عشت من أجله 


١‏ - الطفولة 

؟ ‏ المراهقة 

“ا . كامبردج 

غ -- اللعطوبة 

ه - الزواج الآول 

؟ ‏ أصول الرياضيات 
لا كامبردج مرة أخرى 


اسبلال 
ماعقت من أجله 


لقد تحكمت قى حياق انفعالات ثلاثة» بسيطة بيد أنها متناهية فى القرة : 
الحنين للحب » والبحث عن المعرفة » والإشفاق الشديد على الذين يقاسون 
ويتعذيون . ولقل تقاذفتى هذه الانفعالاات » كالرياح العاتية ىق طريق غير 
مستقم فوق بحر حميق من العذاب » يصل إلى حافة اليأس ذاتها . 


تايمست ١ك‏ ل ء أولا”» لأنه يجلس النشوة » وهى نشوة وبا ت من العم 


حد"ً! كان بمكن معه أن أضحى با فى من الحياة من أجل يضم ساعات من 
هذه السعادة . نم تلمسته ثانياً » لآنه خفف الوحدة » هذه الوحدة الرهيبة 
الى يشرف فيها الوعى الراجف على حافة عام يدلف إلى هوة باردة سحيفة 
لا سبر لما غور ولاسحياة فيها ٠‏ شم تلمسته ع أخيراً » قى الرؤية الى تتمثل 
للشعراء والقديسين نحيما ينظارون بعين الخيال إلى الفردوس وذلك عن طريق لحب 
الذى دربط بين قلبين ربطاً كاملا" فيستشعران تجاوب العشاق الإلحيين . هذا 
هو ما سعيت إليه » وبالرغ من أنه قد يبدو أفضل مما تمنحه حياة الإنسان ع 
فقد كان ق اللهاية ‏ هو ما وجدته . 

وبنفس الدافع سعيت إلى المعرفة . كنت أرغب ق فهم قلوب الناس » 
ومعرفة السبب الذى يجعل النجوم تضىع . كنا حاولت أن أتبين القوة الى قال 
بها فيثاغورس والى عمقتضاها يسيطر بها العدد على فيض الكائنات . ولقد 
حققت شيئاً من ذلك » ولكى لم أصل إلى الكثير . 

وقد أدى لى ذلك الحب ولك المعرفة » بقدر ما توفر لى مسهما » إلى التسانى 
. النى بلغ لى عنان المياء . ولكن عاطفة الإشفاق كانت تعيدنى ثانية إلى 


لا 


/ 
الأرض . إن صرخات الألم تتردد أصداؤها فى قلبى . إن وجود أطفال يتشورون 
جوعاً وضحايا يتعذبون على أيدى الطغاة . وشيويخ عاجزين قد أصبحوا عبثاً 
مقيتاً على أبنائهم - إن وجود عالم من الوحدة والبؤس «الألم لما ييل الحياة 
الإنسانية "كما يجب أن تكون إلى سخرية للساخخرين . إنى أتوق إلى تخفيف 
وطأة الشر » ولكى لا أستطيع » فإننى أعانى منه أنا الأخخر , 

تلك كانت حياق . لقد وجدت فيها ما أستحق أن أعيش من أجله : 
ولو منحت الفرصة لأسعدى أن أعيشبا مرة أخرى . 


إل إديث 


عبر الأعوام الطوال 
ظلات أحث عن السلام 
ولحكبى وحلءدت النشوة ووسجددت العتاء المضبى 
ووحدت انون 
ووجدات الوحلءة 
ووحدتث الألم الممحش 
أما السلام ع فل أجده 


8 
والآن » وقد أدكتبى الشيخوحة 
وأشرفت على النهاية 
عرفتك 


ومن خلال معرفى بك 
وجنءت النشوة ووجدات السلام 
وعرفت الراحة 
بعد سئوات عديدة من الوحدة الموحشة 
عرفت كيف تكون الحياة » وكيف يكون الحب 
فإِذا ما رقدت الان 
فإنى أرقد راضى النفس . 
برتراند رسل 


الفصل الأول 
مرحاة الطبعوال 


كان أول ما أذكره بوصو وصول إلى « عبروك لودج ٠‏ فى فيراير/1851 . 
ولحى أكون: دقيقآ أقرر أى لا أذكر لحظة وصولى إلى ذلك المنزل » 
ولو أن ذا كرق ما تزال تعى السقف الزجاجى الكبير لإإحدى محطات لندن الى 
تقع فى بباية اللحط الحديدى ء وأغلب الظن أنها بادنجتون » الى فيها غادرت 
القطار والى خلها “جميلة إلى حد يفوق كل تصور . وكل ما أذكره من أخداث 
دو الأول ف ١‏ عيروك لودج 6 هو الشاى الذى قلم ق قاعة الخدم ؛ وهى -حجرة 
رحيبة عارية من الأثاث بها منضدة ضخمة » كا كان هناك عدد 
من المقاعد أحدها عال وبغير مسند . وى هذه الحجرة كان الخدم -جميعاً 
دتناولون الشاى باستثناء المشرفة على المنزل » والطاهى » والوصيفة » والساق ع 
ومؤلاء كانوا يكونون فيا بيهم نوعاً من الأستقراطية تتخذ مكانها فى -حجرة 
مديرة الببت . ولقد أنجلست على الكرسى العالى لأتناول الشاى » وأذكر بمنهى 
الوضو م أنى عجبت للسبب الذى حدا بالخدم إلى الاهام بأمرى إلى درجة كبيرة, 
ولى أكن أعرف فى ذلك الحين ألى كنت بالفعل موضع مداولات بجادة بين 
كبير الأمناء وعدد من أعضاء مجلس الملكة النامبين غيم من الأشخاص 
البارزين » ولم أثنبه للإحاطة بالأحداث الخريبة الى سبقت يب إلى « يروك 
لودج ٠‏ إلا بعد أن تقدم لى العمر . 


كان والدى 9 اللورد أميرلى » قل توق مزل زعن وجيرز © بعك فيرة طويلة 

من التدهور الذى أذ يتفاقم » ثم ماتت وإلدشق وشقيقتى على إثر إصابتهما 

بالدفريا بعد عام ونصف من فاته . ولقد كانت والدق » كا عرفتها من خلال 
1١١‏ 


١ 
قادرة على‎ ٠ مذكراتها وخطاباتها» قوية البنية » تفيض حيوية . لماحة . جادة‎ 
. الابتكارء لا يتطرق إلببا الحوف . ولابد أنبا كانت جميلة فا توحى صورها‎ 
سوداوى‎ ٠ عزيفاً عن الدنيويات‎ ٠ أما والدى فكان بميل للفاسفة » والدرس‎ 
المزاج » متزمتاً . وكان كلاهما متشيعين متحمسين للإصلاح وصاحى نلريات‎ 
فيهء» كا كانا مستعدين لتطبيق أية نظرية كانا يعتنقامها . وكان‎ 
يمن‎ ٠. والدى من مريدى الفيلسوف جون ستيوارت مل "كا كان صديقاً له‎ 
هنا كان تشيعه لتحديد النسل وق المرأة فى التصويت مما أدى إلى فقده مشعده‎ 
فى البرلان . كا تعرضت والدق فى بعض الأحيان للمتاعب نتيجة لارائبا‎ 
المتطرفة » وقد -حدث قى حفل أقامه والدا الملكة مارى أن قالت دوقة كامبردج‎ 
إنك زوحة الاين . بك أن‎ ٠ إىى أعرف من أنت‎ ٠ أمجل‎ ١ : قُْ صوت مرتفع‎ 
أممع الآن أنك لانحبين سوى الراديكاليين'  والأمريكيين القذرين . إن اندن كلها‎ 
تعرف ذلك » وجميع المنتديات تتحدث عنه . لابد أن أتفحص ثيابك الداخلية.‎ 
» !! لأرى ما إذا كانت نظيفة‎ 
: ولعل الطاب التالى من القنصل البريطانى فى فلورنسا لآ تاج إلى توضيح‎ 
امّملإل١٠ ؟؟ سيتمس‎ 
عزيزقى الليدى أميرلل‎ 
بل إلى أكره شخصيته ومبادثه أشد‎ ٠ 2'7 لست من المعجبين بماتزيى‎ 
الكراهية وأمقّبما إلى أبعد الحدودء و بالإضافة إلى هذا فإن المنصب الذى أشغله‎ 
عنعبى من أن أكون وسيلة تتبادلان ببا المراسلات » بيد ألى لا أود أن أسبب لك‎ 
ضيقاً ىق هذا الصدد » ولهذا فقد اتبعت السبيل الوحيد الذى يمكننى اتباعه حبى‎ 
يتسلم خطابك » وهو أن أضعه فى مكتب البريد وأرفق به العبارة التالية‎ 
. » طرف بروكيوراتورى ديل رى » جايتا‎ « 
الخخلص‎ 
أ . ياجت‎ 
, الراديكاليون هم أعضاء الأحزاب السياسية الى تؤين بالسياسة الليرالية التحررية‎ ) ١ ( 
. (؟) ماتزيى هو الزعيم الإيطالى الثائر الذى كان ينادى بوحدة إيطاليا وحريبا‎ 


ولقد أهدى ماتزينى والدلى حافظة ساعته' » وهى الآن فى حوزق . 

ولقد ديجت و«الدتى على إلقاء الطب فى جانب إعطاء المرأة حق التصويت» 
وق مذكراةبا وردث فقرة تتحدث فيها عن جماعة ( أخحوات بور ؛ » وهى تضم 
مسيز سيدق ويب والليدى كورتى بوصفهما من زهرات الجتمع . ولقد مبيأت 
لى فيا تلا من سنوات فرصة التعرف إلى مسز سيدق ويب عن كثب » وشعرت 
تحسه ق ش عصية مسز ويب من نخحفة وعبث 3 فى حين كنت أرى من خلال 
خطاباامى » وأسوق مها علسبيل المثال خطابها طئرى كرممبتون » وهو من 

! الفلسغة الوضعية (٠ك‏ أنها كانت فى بعض اللناسيات تلجأ الخفة ولندلل . 

يحيث إن الخانفب من شخصيا الذى واجهت به العالم ربا كان أقا إزعانجاً 
ته 3 سين 2 ال 2 
من ذلك الذى بدا ى مذكراما . 

كان ألى متحرر الفكر » وقد كتب مؤّافاً ضخماً نشر بعد وفاته » أسعاه 
« تحليل العقيدة الدينية » » كا كان يلك مكتبة غنية تضم مؤلفات آباء 
الكنيسة ء وكتايات عن البوذية » ودراسات عن الكوتفوشيوسية » إلى غير ذلك . 

د 1 مأ 1 وذ ا لكسراءه هما الل 
ولد قهى وما طويلة” الريف لإعداد كتابة . على أنه درج © هو ووالكثش »6 
ف المرحلة المبكرة من زواجهما على قضاء بضعة أشبر من كل عام فى لندن » 
حيث كانا يقمان ق منزذما فى « دينزيارد » . وقد تنافست والدلى وشقيقها ع 
مسز -جورج هوارد ٠‏ ( الى أصبحت تدعى بعد زواجها الليدى كارليل) ى 
الاههام بالتعبير الفنى فى صورة حياة المنتديات الآدبية أو اتمالؤات » فكنت 
اب ف وصالثت قم هجيللد جحي ال 1 مين أأ مكف 3 ما 0 

تشبك ىق « صالول 6 مسر هوارد جميع الرسامين > الدين ينامول وى ما قبل 

البريطانيين ابتداء من مل إلى من هم دونه . 


سس ل ل سس ا ا باسو سس دمصي ل هرا 


١ )َ‏ ) الفلسفة الى أسسها أويجست كونت وهى تومن بالحقائق الثابتة وترفض المطلقات , 
(؟) تأسست سنة 1848 فى إنجلترا وتهدف إلى العودة إلى ما قبل الغئان رافائيل الثى عاش 


0 #]!] ! - م الك حبر لم ةث الى »1!. 141 
قى عصر اليشة ق إيطاليا » وذلك من ناحية الروح او نثخنا ية والبعد عن التقاليد الخامدة السائدة , 


١ 
وفى عام 1815 سافر ألى وأى إلى أمريكا » حيث توثقت أواصر حصداق-بما‎ 
مجميع الراديكاليين فى بوسطن » ولعل بصرهما لم يعتد إلى المستقبل فيتسورا أن‎ 
من كانا يعجبان يحماسبم للدمقراطية ويععارضهم الناجحة لارق من أمريكيين‎ 

وأمريكيات » سيأق من صلبهم من يقتل « ساكو وفائزيى» . 

لم يكن أنى وأنى قد تجاوزا الثانية والعشرين عندما تزوجا . وكان ذلك ى 
عام 1814 ء ثم رزقا بشقيق بعد نسعة أشهر وأربعة أيام من زواجهما ٠‏ وهو 
أمركان يراه أى شقيى ‏ مبعث فخر كا يبدو من سيرته الذاتية . وقبل أن 
أولد بقليل أقام والدى فى منزل موحش تماماً يدعى «رافتزكر وفت» ( واسمه اللتالى 
و جليدان هول )) وهو يقع فى غابة ععتد فوق -جانى مهر 3 وأى 8 الشديك 
الانحدار . ومن هذا المنزل » كتبت أنى بعد أن ولدت بأيام ثلائة ٠‏ تصغى 
لوالدسها : يزن المولود 8 رطل» ويبلغ طوله [حدى وعشرين بوصة ١‏ وهو مكتنز 
الجسم » قبح الصورة إلى ند بعيد والكل يراه شبيياً « بغرانك ٠»‏ عيناه زرقاوان 
متباعدتان » وذقنه يكاد لا يبين » وهو يشيه قرانك تماما حيها كان رضيعاً . 
إن لبى الآن غزير . لو أنى تأخحرت فى إرضاعه لنظات » أو لو أنه كان بعاى 
من الغازات أو أية متاعب أخرى » فإنه يثور ثورة هائلة . . ويصرخ ويركل 
وينتفض حى يهدئ أخد من ثائرته . . . وهو يرفع رأسه وينظر إلى ما حوله 
بكثير من الحيوية . 

ولد سجاءوا لأخحى عدرس علل, درجة كبيرة ل كنا أتصو على 
الأقل من خلال الإشارة لأممائه الى وردت ق مؤلف ول “جيمس ء » 1 
النفس ع!١)‏ . وكان هذا المدرس من المتشيعين « ا و» ها كان مهتما 
بدراسة غرائز الدنجاج » مما حدا بأفراد أسرقى » تسهيلا” لدراسته . أن ركنا 
اللنجاج يعيث فساداً فى كل -حجرة فى البيت » با فى ذلك -حجرة الاستقبال . 
أما عن تكوينه الحسوانى » فقد كان مصدوراً برح به الداء » ولم يمهله الأأجل 





)01 انظر بالإضافة إلى هذا مقالة ج . ب . س هولدين : م أخحلة !١‏ لبر يملانية تسلرك الدوان » 
الخزه الثانى رقم ١‏ 4646 . 


١ 


طويلا” بعد وفاة والدى . ويبدو أن ألى وأى قررا » عل أساس نظرى بحت ع 
أنه بالرغم من أن الوااجب يقضى بألا ينجب هذا المعلم أطفالة” نظراً لعلته» فإن من 
الظلم له أن يعيش كالأعزب محروماً من رعاية امرأة . ومن ثم فقد سمحت له 
والدى بأن يعيش معها » ولو أنه ليس هناك ما يدل على أمها كانت سعيدة 
بذلك . ولم يستمر هذا الترتيب سوى فيرة قصيرة » إذ بدأ تنفيذه عقب ميلادى» 
م مانت أنى بعد ذلك بعامين فقط ء على أن أنى رأى أن يبق المدرس يعد هذا 
إلى حين » وعندما -حانت منية ألى وجدوا أنه أوصى بأن يتولى الرجل » بالاشاراك 
مع كوبدن ساندرسون ء وقد كان كلاهما ملحداً » مهمة الوصاية على ولدديه . 


غير أن جدى وجدق اكتشفا من خلال كتابات أنى الراحل ما.حدث 
فها بمختص برعاية أنى لهذا المعلى » تمأ سبب هما ذعراً بالغآ يتفق وتزمت 
الفكتوريين » ومن ثم قررا أن بحتكما إلى القضاء إذا اقتضى الأمر حتى 
ينقذا طفلين بريئين من براثن كافرين متآمرين . واستشار الكافران المتآمران 
سير هوراس داق ( اللورد داق فهما بعد) فأكد لمما أن الدعوى أن تكون قَْ 
صفهما » ولعله اعتمد فى تقديره على سابقة مشاببة ىحالة الشاعر شيالى . 
وهكذا سلمى 
كوبدن سانددسون إلى جدى وجدق ف اليوم الذنى أشرت إليه . وما من 
شك أن هذا الخانب من حياق ساعد على اهام الخدم بأمرى . 

أما عن أنى فلا أذكر من أمرها شيثاً » فيا عدا سقوطى يوماً من عربة 
يجرها مهر » ولابد أن أنى كانت موجودة وقتئذ . وأعتقد أن هذا ابانف من 


11 ا 1 1ه 3 بلع طآطآأ همك سد لأس 1 4ط 1ع لها 
فغذا أرساما 'ا واحتى إى سانسرئى) لمعتييت الوصباية - 


سساة مي 


ذكرياق حقيى » فقد تأكدت من صمته فى مرحلة متأخرة » وبعد أن ظللت 
أحتفظ به فى نفسى مدة سنوات. أما فما مختص بأى فإنى أذكر عنه أمرين : 
أرما أنه أهدانى صفحة علها طباعة باللون الأحمر » وهو لون بعث قى نفسى 
الرضا » مها أذكر أنى رأبته دوم قَّ الحمام . ولقد دفن ألى وأنى فق حديقة منزطما 
فى «افتزكروفت بيد أن رفاتهما نقل بعد هذا إلى مقبرة العائلة فى تشينيز . 


ل 
رافتزكروفت 
مساء الأربعاء 
أبى العزيزة 

سسعل |4 أن تعلمى أن أنتوى أن أعرض تفشسى على رادكليف عجرد 
استطاعى ذلك »ع ويؤسفى أن أحيطك بالسبب © وشو أن أعانى من نزلة 
شعبية حادة يحتمل أن تلزمبى فراشى فنرة من الوقت . تسلمت رسالتك المكة 
بالقلم الرصاص » وأسفت إذ علمت أن المرض قد ألم بك أيضساً . وبالرغم “من 
أنى فى حالة من الإعياء فقد رأيت أنه لا بأس قى الكتابة إليك . حيث إفى 
مسبد . ولا حاجة لى للقول إن مرضى ليس خطيراً ٠‏ مها أنه ليس من المتوقع 
أن دتقاة . غير أن رق عر سرة 0-7 5 اسيفحال ١‏ لأمراض كانت سن المرارة لحيث 
لم أعد فى منأى من القلق ١‏ أو أفترض السلامة حي ثلا سلامة . إن رثى ملاببتان 
وقل تزداد حالى سوا . أتيسل إلنك ألا ترق أو تتصرق بشى ء من التسر ع 
إن لدينا طبيباً شابا رقيق الحخاشية بدلا" من أودلاند» ولعله سيقوم بكل ما بمكن 
عمله من أجل إثباتاً لقدرته حيث إنه قد بدأ يباشر عمله هنا . أكرر القول إى 
أتوقم أن أتمائل للشفاء » على أنه لو ساءت <البى فإنى أتمبى أن أموت بنفس 
ا 
الحددوء والسكينة اللذين يستشعرهما ذلك الذى« يلم أطراف الغطاء حوله ثم يستسلم 
لنوم تتسخلله الأحلام السعيدة 4 . 

أما عبى فلست أحس قلقاً ولا تردداً . ولحى أشعر حت بألم عميق 
بالنسبة لقلة سأضطر أن أفترق عنها » وبالأخص أنت . وإنى إذ أكتب «الألم 
والضعف يلاما لست أجل ما أيلم للف سم هذا المي اليا 
2 - فى لس جد ما اقدم للك سوى هذا التعبير القاصر عن تقديرق 
العميق تبك الالص الدنى لا يتحول ٠.‏ وعطلفك عل 5 ى أو بدأ أن 
لا أستحقهما . وإنه لمما يسبب لى أسفاً عميقاً أنى 17 بعش الأ-حيان 
أن أبدو فتظًا » وإن كان كل ما رجوت أن أستظهره لا يعدو الحبة . ل أنجر 
إلا القليل جدً! مما كنت أرجو أن أؤديه » ولكنى آمل ألا يكون هذا القليل 


قد أنجز يصورة خحاطائة . 1 00 11 لنية فا أ ١‏ 1 اضيا 
لو وافتىن فإنى أموت وى نفسى إحساس بالر: 





١1 

إذ أنجزت عملا هاما واحداً فى حياق . أما عن طففل الحبيبين فامل أن تزوريهما 
كثيراً وبقدر ما بمكنك » وأن يجدا فيك أما هما . إن جرانى سيجد مستقرًا كا 
تعلمين ق الغابة الى أحببتها وق البقعة اللدميلة الى أعدت لى . لست من التفائل 
نحيث آمل أن تشيعى جمانى» بيك أنه سعدقى أن أتصور إمكان حدوث ذلك , 
ولعلى جد أنانى إذ أسبب لك ألا من خلال هذه الرسالة » وكل ما هناك 

هو أنى أشفق أن أصبح فى حالة من الضعف لا تمكنى من الكتابة . وسأوالى 
الكتابة ما دام فى استطاعبى ذلك . أود أن أقرر أيضاً أنى لم أأجد من ألى الحبيب 
سو العطف والرقة طوال -حياق » وهو أمر أحس إزاءه بامتنان عميق . وآمل 


مخلصاً أن تجنبه الأقدار فى نهاية -حياته الطويلة النبيلة 2 الناقىء من فقّدان 


ان أن أبعث م بح العميق لأجانا وروللو وويالى المسكين 


ابنك المهب 


إن « عبروك لودج » » حيث كان يسك نجدى وجدى » منزل «حيب يقع فى 
١‏ ريتشموند بارك 6 ويتكون من طابقين وقد كانهذا المنزل نفحة من نفبحات 
الملك » وقد اشتق أسمه من الليدى بمبروك الى أغرم بها جورج الثالث عندما 
أصيب بالكنون . وكانت الملكة قد أهدت هذا المنزل إلى جدى وحلق 
فى الأربعينات من القرن التاسعم عشر ليسكناه مدى الحياة » وى هذا المنزل 
م الانجماع الشهير خلس الوزراء » ذلك الانجماع الذى وصفه الكاتب كينجليك 
فى مؤلفه ٠‏ غزو شبه جزيرة القرم » ؛ وذكر كيف استغرق عدد من أعضاء 
مجلس الوزراء فى النوم -حين اتخذ قرار دخول حرب اللقرم . ولقد عاش كينجليك 

الفترة المتأخخرة من حياته فى ريتشموند وإى لأذكره جيداً . وقد سألت 
سير سبنسر وولبول يوماً عن السبب الذى حدا بكينجليك أن يبغض تابليون 
الثالث إلى هذا الحد » فأجاب أنهما تشاجرا بسبب امرأة . وكان من الطبيعى 
أن أسأله و ملا سردت على القصة ؟ » وكان رده « لا يا سيدىان أفعل » . 


عأ" .م412 ذلك .اا . 
ل ثلل0 


با سا 
- 9 


16 
وكانت مساحة حديقة بمبروك لودج أحد عشر فداناً . معظمها متروك على 
حاله . وقد لعبت هذه الحديقة دوراً فى غاية الأهمية فى حياق حى ناهرت 
الثامنة عشرة من عمرى . فإذا اتجهت شمالا” طالعك منظر رائع يمتد من أيسوم 
داوئز إلى ونلسور كاسل بين هايند هيد وليث هل . وقد تعودت عيتاى مرأى 
الأفاق الفسيحة ومنظر الغروب الذى لا يعوقه ثىء . ولقد فقدت سعادة العيش 
منذ أن حرمت التطلع إلى هذين المنظرين . كان هناك الكثير من الأشجار 
الحميلة » البلوط والزان وشهيلوط المند والقسطل الأسبانى والزيزفون وال ز البالغ 
الحمال وأشجار الكر يبتوميريا والديودارا البى أهداها أمراء المند . كا كان هناك 
أخصاص وأسوا من نبات العليق وخمائل من نبات الغار . وكل الما كن 
المتوارية التى بمكن أن يتوارى فها الميء عن الكبا بصورة لا مكن معها كشفه . 
كما كان هناك عدد من الحدائق المخصصة للزهور يبا أسوار من النبات . وقد 
زاد همال الحديقة تدريجينًا خلال الأعوام الى قضضيتها فى بمبروك لودج . إذ 
تساقطت الأشجار الكبيرة » ونمت الشجيرات فى الممرات ٠‏ واستطاات الشائش 
المنفرة على الحضيرة » ونمت هذه الأسوار من النبات حتى لاوات الأشجار . 
وبدا كا لو أن الحديقةتعود بالذاكرة أسفاً إلى أيام مجدها الخاليات. عندما تمتى 
فوق مخحضيرانها سفراء الدول . وأعجب الأمراء بأحواض زهورها . عاشت الخديقة 
فى ماضيها » وعشت معها فى ذلك الماضى . ونسجت فيها أوهاماً عن والدى 
وشقيقى . وتصورت ما كان عليه جدى فى عنفوانه . وكان معفل الأحاديث 
الى سمعنها يدور حول أشياء -حدثت فى القدبم . منها ما كان يتردد من أن جدى 
نار نابليون فى جزيرة إلبا » وأن اللم الأكير للق تولى الدفاع عن »جيل طارق 
أثناء -حرب الاستقلال الأمريكية » وأن مجلس الولاية قاطع سجدها لأنه قال 
إن العالم خلق قبل عام 40٠4‏ قّ . م » واستند فى أنه إلى وجود كثير من الخنمم 
على سفوح إتنا . وتدرجت الأحاديث فى بعض الأحيان إلى فترات زمنية 
أحدث ؛ وهنا قد يقول لى البعض إن كارليل!'؟ نعت هريرت سبيئسر ” أبأنه 


. كارليل (هولا١! - 1881 ) مؤرخ وأديب إسكتلتدى‎ )1١( 
. سينسر ( 1880 - 1108 ) فيلسوف إنجليق معروف‎ )1( 


1 
0 سطحى تهاماً » » وإن داروين ألحس أنه قد حظى بشرف رفيع للا زأرة مسير 
جلادستون ”2 . وكان ألى وأى قد توفيا واعتدت أن أتساعل : ترى أى نوع من 
الناس كان والداى؟ كا كان من عاد أن أتجول فى الحديقة وحيداً ٠‏ ألجمع 
بيض الطيور أو أتأمل فى دورة الزمن . وإذا نجاز لى أن أحتكم إلى ذكرياق 
الشخصية فإن انطباعات الطفولة الحامة ذات الأثر الفعال لا تصل إلى مستوى 
الشعور إلا فى اللحظات العايرة وأثئناء انشغال الأطفال باهعاما هم » والأطفال 
لا يصرحون بهذه الانطباعات مطلقاً للكبار . وأعتقد أن فيرات الاطلاع الجر 
من سجانب الصغار حيث لا تفرض التزامات من اللخارج . لما أهمية بالنسبة للم 
حيث [نها تتبح الفرصة لتكوين هذه الانطباعات الى تبدو عايرة ولكها 
جوهرية فعلا . 
كان -جدى كما أذكره شيخاً جاوز العانين ١‏ يتتقل على مقعد ذى عجلات 
فى أرجاء الحديقة أو يجلس فى -حجرة يقرأ هانسارد ( مضبطة البرلان) . وكنت 
فى السادسة عندما مات جدى وأذكر يوم فاته أنى رأيت شقيق ( وكان يومئذ 
فى المدرسة) وهو يستقل عربة فى طريقه إلى المنزل على الرغم من أن الفصل 
الدراسى لم يكن قد اننهى . وهتفت صائحاً « مرحى »و ء وقالت مرديى « صه 
لا تقل اليوم ( مرحى ) » . ومن هذا يمكن استنتاج أن -جدى لم تكن له أهمية 
كبيرة عندى , 
ولكن الأمر كان على العكس من هذا فى حالة .جدق . كانت تصغر 
جدى بثلاثة وعشرين عامآ » كنا كانت أهم شخص بالنسبة لى خلال طفولى . 
كانت إسكتتلندية الأصل » تعتئق المذهب الكنسى المشيخى ٠‏ كنا كانت 
ليبرالية فى معتقدامما السياسية والدينية ( كم أصبحت تؤمن بالوحدانية ى سن 
السبعين ) » غير أنْها كانت غاية فى الصرامة فى كل ما يتعلق بالأخلاق . كانت 
صغيرة السن» حيية وحجولاء عندما تزوجت جدى » قى حين كان هذا الآخير 


)١(‏ جلادستون 18١5(‏ - 1848 ) تو رئاسة الوزارة الإنجليزية بوصفه زعم الأحرار من 


> 14 1 ل #برذة فى 94 وىي.ء. عع»و أأ. عسيع.ع..ء .. مالك فى 1١‏ 5 © ث قث ١‏ 
فلشلفل © 14 تان “كرا 1 وإضة لارام 1 تحن 14211 4 ألأتأا. 


؟” 
أرمل ولديه طفلان من زوجته الأول عدا أربعة من أبنائها هى . وقد وصل إلى 
منصب رئيس الوزراء بعد أعوام قلياة من زواجه يمجدق . ولابد أن أعباء هذا 
المنصب كانت ثقيلة الوطأة على هذه الأأخيرة » وهى تقس كيف دعيت يونا 
لتناولالإفطار قى منزل الشاعر روجرز ء وكيف أن المثسيف بعد أن لاحل تحجلها 
واضطرابها قال : « عليك بقليل من هذا اللسان . إنك فق حاجة إأيه يا عرز يزى». 
وكان واضحاً من -حديتها أنها لم تستشعر يوماً أحاسيس الب . ذكرت لى هرة 
أنها أحست هدوءاً عميقاً عندما سجاءتها أمها أثناء شور العسل . وى مناسبة أخمرى 
سمعنها تبدى أسفها لما تراه من أن كثيراً من القصائد يدور حول موضوع اللعب 
بالرغم من شدة سخافته . ولكنها كانت زوجة وفية بأندى . ولم أسلبفل يوماً. يقار 
ما تبي لى من الإدراك » ألها تقاعست فى أى وقت من الأوقات عن أن تؤدى, 
ما كانت تعتيره »ع بحم مقاريسبا الصارمة » واجبات عاءبا إزاءة . 

ولقد كانت بعد هذا » كأم وكجدةء شديدة الحنان ٠.‏ وإن لم يكن حنالبا 
دائماً فى مله . وى تصورى أنها لى تكن تقدر مطالب الغرائز اللحيوانية فى الإفسان 
أو الطاقة المتوثبة فيه. وكانت تتطلب من الناس أن ينظروا إلى كل شبىء هن 
خلال ضياب عاطى كذلك الذى تميز يه العصر الفكتورى ' . وأذكر أنى 
حاوات مرة أن أقنعها أنه مما لا يستقم مع المنطق أن تطالب بأن يد كل فرد 
مسكناً لائقا ثم ترتاع فى الوقت نفسه من بناء المساكن ابلتديدة لأن منظرها قذى 
فى العيون . كانت ترى أن لكل عاطفة من العواطف تحقوقاً خاصة بها ٠.‏ خعيث 
لا يضحى بواحدة منها فى سبيل الأخرى من أجل ثشبىء بارد كالمنطلق . وكان 


تعليمها عل السن المعهردة ىق عصرها » فكانت تتكل الفرنسية . والالانية 1 
والإيطالية دون ما خخطأ بل دون أن تلحظ فى إحداها لكنة الأنجنى . كا أنها 


درست بتمعن شكسيير وملتول وشعراعء ارت الثامن عشر . وكانت 


تحفظل عن 
ظهر قلب أسماء الاثى عشر برجا وأسماء ربات الشعر التسعة . كا كانت 





)١(‏ أى العصر الذى حكنت فيه الملكة فكتوريا وهو عصر متميز بالحمود على تقاليد ممينة 
ويتشدداى السلوك الشهمى . 


1" 
ملمة إمامآً دقيقاً بتاريخ إنجلرا من زاوية حزب الأأحرار » هذا علاوة على 
إحاطتا بالأعمال الأدبية اللخالدة الفرنسية والألمانية والإيطالية . وتركزت معرفها 
بالسياسة وإدراكها الشخصى الوثيق بها فى الفئرة الى تلت 1817٠‏ . ولكن 
لم يكن هناك فى تربيتها وثقافتها محل لأى شى ء يتطلب إتمال الفكر أو يمت 
بصلة ياتا العقلية . فا كانت تفهم مطلقاً كيف يعمل ال مويس ق جرى 
انبر » مع أنى سمعت الكثيرين يحاولون أن يشرحوا لها فكرة الحويس . وكان 
دستورها الخلى هو الدستور الشائع بين المتزمتين فى عصر فكتوريا » ما كان 
يمكن أن تقتنع بأن من استخدم عبارة بذيئة فى إحدى المناسبات » يكن أن 
يتوفر له رغماً عن هذا بعض اللتصال الحميدة . بيد ألها كانت تستثئى من 
هذه القاعدة الأخيرة بضع حالات ءهنها أنبا كانت تعرف آنستين من عائلة بيرى 
وكانتا صديقتين لهوراس وولبول !)»2 وقد قالت لى دوماً دين أى تحفظ « كانتا 
تنتميان للجيل القديم » وتستخدمان يعض ألفاظ السباب ق أحيان قليلة » . 
وكانتات جدق كالكثيريمن هن على شاكلا تستثى بايرون'') بطريقة 
لا تستقم مع منطقها الأخلاق ع فتعتبره ضصحية تعسة لتب فاشل أيام الشباب . 
أما بالنسبة لشيلك 9) فلم تكن بهذا التسامسح» إذ كانت تعتيره إباحيا ما كانت 
تعتبر شعره مهافت . أما كيتس 9! فلا أظن أنها سمحت به يوبا . وعلى حين 
كانت متفقهة فى دراسة الأعمال اللخالدة لكتاب أوربا سحبى -جوتة وشيلر 
فإنها لم تكن تعرف شيئاً عن كتاب أوريا المعاصرين لها . ولقد أهداها مرة 
تورجينيف *2 إحدى قصصه ولكبا لم تقرأها قطاء بل لم تكن ترى فيه أكثر 
من ابن ع لبعض أصدقائها . وكانت تعرف أنه مؤلف ء غير أن هذا كان 
شأن الكثير ين فق ذلك الوقت . وبالطبع كانت خالية الذهن ماما عن علم 
0 (1) هوراس وولبول (01097اؤ -0و/ا١‏ ) نبيل إنجليزى اشبر بكتابة قصص الرعب الى 
أشبرها ( قلعة أوترانتو) . 

(؟ و م و 4) بايرون وشيلل وكيتس عن شعراء الرومانسية الإنجليزية الذين عاشوا فى الريع 
الأخير من القرن الثامن عشر والريم الأول من القرن التاسم عشر . . . 

(0) تورجيئيف (1818 - 1848# ) قصاص روبى معروف . 





71 
النفس بعناه الحديث . وكل ما كانت تعرفه هو أن هناك دوافع معينة لاسلوك 
الإنسانى » فحب الوطن وروح الخدمة العامة » وحب امرء لأطفاله ٠.‏ كلها 

دوافع حمودة . أما حب الال . وحب السلطة والغرور . فكلها دوافع ذميهة . 
وكان رأمها أن الصاين ان الناس يتصرفون دائياً بوحى من دوافعهم الخرة ٠.‏ 
ولكن الأشرار . حى أسوأهم . ليسوا مجردين من الخير ٠‏ ولو فى بعض مانظات. 
وكانت ترى ق الزواج نظاماً يراً. كان واضحاً لديها أن واجياً على الزوج والز وجة 
أنحب كل منهما الاخرء ولكنه واجب لايتبغى المغالاة فيه . فإذا كانت الرغية 
الجنسية هى الى تجمع بين الزوجين فلابد أن هناك شيئاً مريباً . ما كانت 
بالطبع لتفصح عن رأها هذا فى مثل هذه العبارات . وإنما كان غاية ما ت- 

قوله فى هذا الصدد . وما قالته بالفعل هو : « لست أعتقد . نا تعلم . 

حب الأزواج درق ف ستاه إلى حب الاين للبنين . لآن هناك دافا كاي 
الآنانية قَْ الحب الذىير بط بين الأزواج» . وكان هذا أقم بى ماعكن أن تصل إلله 
أفكارها فيا يتعلق بموضوع اللننس . وأظتى سمعتها يود تقترب من هذا الموضوع 
ارم بلرمحة أكير ٠‏ وذلك عندما قالت إن اللورد بالمرستون كان شتتلناً عن 
غيره من الناس من -حيث إن سلوكه لم يكن طيبا تماماً. ول تكن -جدتى تميل 
لشرب اللدمر» وت ه الطباق » وتكاد تتحول إلى شخص نباق . كانت حياهها 
غاية ؟ التعشف . طعامها فى منهى البساطة ؛ وإفطارها فى الثامئة . وإلى 
أن تاهزت العانين ' حدث أن جلست بومآً على مقعد مر ح إلا بعد 
الانهاء من تناول الشاى . وكانت متجردة تماماً عن الدنيوية . 15 كانت 
تحتقر أولتك اللين يقدرون ما تمنحه اللحياة من سجاه وشرف . و يؤسفبى أن أقرر 

أن موقفها من الملكة فيكتوريا ل يكن ينطوى عا لى شىء من الاحيرام . وكان من 
عادمها أن تروى بكثر من الاستمتاع كيف أنبا كانت ذات دم ف قصر 
وندسور وألت يها وعكة فتفضلت الملكة قائلة : « لا بأس فى أن تجلس 
الليدى رسل . أما الليدى كذا والليدى كذا فعليهما أن تقفا أمامها , . 


ولا بلغت الرابعة عشرة من عبرى بدأت أضيق بقصور جحلل ؛ الفكرى : 


برف 
كا بدا لى دستورها الأخلاق البيوريتائى صارماً متطرفاً . ولكن حبها العميق 
لى وأنا طفل . واهيّامها الكبير بكل ما ى صالتى » جعلانى أحبياء وهيا لى 
شعوراً بالأمن والطمأنينة . وهو ما يفتقر إليبما الأطفال . وأذكر عندما ناهزت 
الرابعة أو الخامسة من عمرى أنى رقدت فى فراشى متيقظاً أفكر فها يمكن أن 
يكون عليه الموقف من بشاعة لو ماتت جددقى . وعندما توفيت فعلا ١‏ وكان 
هذا بعد أن تزوجت ٠.‏ لم أهم مطلقاً . ولكى إذ أسترجع الذكريات » وقد 

تقدم لى فى العمرء يزداد إدراكى لأهمية الدور الذى لعبته فى تشكيل نظرفٍ إلى 
الحياة . ولقد أعجبت بشجاعتها ٠‏ واهّامها بالقضايا العامة » وعدم اكثراما 
بالمواضعات أو برأى الأغلبية » وكان لهذه الصفات أثرها على نفسى باعتبارها 
تستحق التقليد . ولقد أهدتنى إنجيلاة كتبت على صفحته الأولى النصوص 
الأثيرة لدمها . ومن هذه ه لا تتبع يموع فى فعل الشر . ولقد كان من أثر 
توكيدها لهذا النص ما جعلبى فى فترات متأخرة من حياقى لا أخشى الانماء إلى 
أقليات ضثيلة العدد . 

وعندما " كنت غلاماً كان لد أربعة أشقاء ما زالوا على قيد الحياة » 
وشقيقتان . وكان من عادتهم جميعا الهىء من وقت لآخر إلى بمبروك لودج . 
كان أكير الأشقاء لورد منتو ٠»‏ وكنت أناديه باسم الخال ويليام . والثانفى سير 
هترى إليوت وقد أمضى حماة حافلة فى الميدان الدبلومابى ٠»‏ بيد ألى لا أذكر 
عنه الكثير . أما الثالث - الخال تشارلى - فأذكره جيداً نظراً للمساحة الطويلة 
الى يشغلها اسمه وألقابه على أغلفة الرسائل : الأميرال المبجل سير تشارلس 
إليوت ١‏ حامل | الرتبة الثانية من وسام وون.ع ؛ سمعت أيضاً أنه تقلد منصب 
أمير البحار وأن هناك رتبة ة أرفع هى أميرال الأسطول » وأذكر أن هذه الإشارة 
آلتنى وشعرت أنه كان يجب على خالى ألا يسكت على ذلك . 
ويأق أخيراً جورج إليوت - الشقيق الأصغر ‏ وكان أعزب . كنت أعرفه 

باسم الخال دودى . وكان أم شىء طلب إل ملاحظته فيا يحتص به هو شبهه 


الوثيئق جلك جلكق 04 المسير در يشوك 3 الذى أدت فكرة حدم يركان !| إثنا به لل 


4 
هرطقة يؤسف لا . وفمأ عدا ذلك ١‏ يكن هناك ما عيز الخال دودى . وأعود 
إلى الخال ويليام فأذكر عنه شيثاً كان غاية فى الإيلام .جاء مرة إلى بمبروك لودج 
فى إحدى أمسيات شور يونيو » وكان اليوم كله مشمساآ بحيث استمتعت بكل 
لحظة فيه . وعندما حان الوقت لأقر القوم تحية المساء قال لى فى وقار إن قدرة 
الإنسان على الاستمتاع بشىء تتناقص مع مرور الأعوام » وإنه لن يتوافر لى 
الفتع بيوم آخدر من أيام الصيف كذلك الذى انقضى . وانفجرت باكياً . . 
امبمرت الدموع من عيى كأنها نهر يفيض . . وظلات أبكى «لدة لويلة بعد 
أن رقدلت ف فراشى . ولقد أثبتت تجريى فيا بعد أن ملاحظته هذه لم تكن 

صيحة بقدر ما كانت قاسية . 


كان الكبار الذين عشت بيهم قاصرين بشكل واضح عن فهم حدة 
انفعالات الأطفال . اصطحبيق يوماً » وكنت فق الرابعة من عمرى ١‏ إلى مصور 
ف ريتشموند . ولاقى الرجل صعوبة كبيرة فى إقناعى بالحلوس دون حركة . 
وأخيراً وعد بفطيرة إذا فعلت . وكنتحهى ذلك الوقت لم آكل مثل هذه النطيرة 
سوى مرة واحدة.. وظل هذا الإحساس ثل فى نفسى قمة النشوة . ولهذا حيست 
أنقاسى ونجحت الصورة . بيد أنى لم أحصل على الفطيرة . 

وف مناسبة أخرى معت أحد الكبار يقول لاحر « مبى سيأ لبون )١‏ 
الصغير ؟ » وأرهفت أذنى وسألت « هل تنتظرون قدوم أسد ؟ » وكانت الإسجابة 
انم » سيأق يوم الأحد . إنه أليف نجددًا » وسيراه فى -حجرة الاستقبال ٠»‏ . 
وظللت أعد الأيام حى كان يوم الألحد ثم مرت ساعات الصباح» وأخبيراً قيل لى 
إن ,الأسد الصغير فى الغرفة وإن فى استطاعتى أن أذه ب إلى هتاك لأراه. وفعلت 
هذا » وإذا به شاب عادى يدعى ليون . وهنا غلببى الشعور يخيبة الأمل . 
وما زلت أذكر العذاب الذى برح لى وأنا أتقلب فى أعماق اليأس . 

لنعد بعد هذا إلى عائلة جدق . لا أذكر سوى القليل عن شقيقتها ليدى 





6 الجكلة +.-ا معى أسد . 


هه" 
إليزابيث روميل»فيا عدا أنها كانت أول من ذكر أماى امم رديارد كبلنج "2 
وكانت تعجب أشد الإعجاب عؤلفه « قصص بسيطة من التلال » . وأما الشقيقة 
الأخرى » ليدى تشارلوت يورتال » وكنت أدعرها الخالة لول » فكانت أكبر 
حيوية . قيل إنها سقطت من فراشها وهى طفلة » ثم تمتمت دون أن تستيقظ 
و نكست رأسى ء وفقددت كيريانى » . وقيل أيضاً إنها إذا سمعت الكيار 
يتحلثون عن المثنى فى أثناء النوم » مضت من فراشها فى الليلة التالية وأخمذت 
تسير بطريقة تمنت أن تقنع الأخرين بأنها تمثى وهى نائمة . أما الكبار » وقد 
رأوها يقغلى » فقد قرروا ألا يتناولوا الموضوع بالحديث . وكان لهذا الصمت 
ما ملا الصبية بالأسى والحيبة » وأخيراً قالت « ألم يرفى أحد بالأمس أسير وأنا 
نائمة ؟ » . وظلت فى حياتها معرضة لآن يجانبها التوفيق فى تعبيرها عما تشعر به . 
أرادت مرة أن تطلب عرية لثلائة أشخاص » وحارت كيف تتصرف » فالعربة 
ذات العجلتين أصغر من أن تتسع لثلاثة » وذات العجلات الأربعة أكير من 
أن يستخدمها ثلاثة » ولذا طلبت من الخادم أن يأى بعربة ذات عجلات 
ثلاثة . وف مناسبة أتدرى توجهت إلى اللخطة ى طريقها إلى القارة وكان فى توديعها 
خادم يدعى جورج . ودار قى خاطرها أن من المحتمل أن تكتب إليه ى شأن 
خاص بالمترل ء وتذكرت فجأة أنها لا تعرف اسمه الكامل . وتحرك القطار 
وأخجرجت المرأة رأسها من النافذة وصرحت « جورج ء جورج »ء ما اسمك ؟ ) 
وجاءها الرد « جورج يا سيدق » . وعند هذا الحد كانت المسافة قد بعدت 
فتعذر عليه مماعها . 
وبالإضافة إلى جد كان يقي فى المنزل شخصان هما العم روإلو والعمة 
أجائا » ولم يكن أى منهما متزوجاً . لعب عمى روللودوراً هاما فى سى الأول » 
حيث كان حدئى كثيراً عن أمور علمية » وكان يعرف الكثير عن عن العلم . كان 
يعانى طوال -حياته من خجل هرضى وصل من الحدة أن منعه من إنجاز أى شبىء 
يقتضى اتصالا” بالآخرين . ولكنه فى صلته لى » وطالما كنت طفلا” » لم يكن 


لي لياع ا لقا ا لا و وس سوس ويسم .ست مم لمم مص ل موسا مس اجو ري سف اعم ا مسوم 


000 كبلتج (1856 ده 55 ١ ١‏ ) شاعر وقصاص اشير بتحسه للإميراطورية البر وطالية. 


ف 

يستشعر الحجل . بل درج على أن يتحدث إلى يشبىء من الدعابة واشمون 
لم يعتدهما الكبار فيه . وأذكر أنى سألته يوماً لماذا تتفظون بالزبجاج الملون فى 
نوافذ الكنائس . فأجاب فىوقار شديد أن الأمر لم يكن يبذه السورة قديماً . 
وإما حدث يما . بعد أن اعتلى القس المير . أن رأتى عن تملال النافذة 
شخصاً حمل على رأسه دلوا به طلاء أبيضض . وإذا بقاع الإناء سقط والطللاء 
يسيل على الرجل فيغطيه باللون الأبيشس . وانتابت القس توبة من الشحك 
أعمجزته عنالاستمرار فى العظة.ومنذ هذا التاريخ وضع الرجاب الملون فى أوافا. 
الكنائس-حجبالمرئيات . كان يعمل فى وزارة الخارجية . ولكنه كان يعانى ألا فى 
عينيه .وعندما عرفته أولا ل يكن يستطيع أن يقرأ أو يكتب . وتحسنت ححالته بعد 
ذلك. ولكنه انقطع بعد هذا عن العمل فى المكاتب . كان أنعد عاساء الأرصاد 
الحوية» وقام بأحاث قيمة عن الا ثار الى ترتبت على ثورة بركان كراكاترا سام 
8817 » وقك تسبب عن هذا الانفجار ق إنجليرا اضطراب فى غروب الشمس . 
بل لقد ظهر يما فى سمائها قمر أزرق . وكان من عادته أن تمدثى عن الدليل 
على أن كرا كاتوا هو السبب ق غروب الشمس فى غير الساعات الأليفة . 
وكنتت أستمع إليه بك لجوارحى. وكان لحديثه أث ركبير فى شعحذ اهمال العاسية . 


كانت عمبى أنجاثا أصغر الكيار المقيمين فى بمبروك اودج . إذ كانت 
تكيرى بتسعة عشر عاماً أى أنبا كانت تناهز الثانية والعشرين عندها جكت 
أو" إلى المنزك . وقد حاولت مراراً أن تلى على" دروساً فى العام الأول من وصول . 
ولكنها م تلاق نجاحاً واضحاً . كانت تحتفظ بثلاث كرات ملوئة : سحمراء 
وصفراء وزرقاء . وأذكر ألما كانت عممسلك بالكرة اللجمراء وتسأل : « أى لون 
هذا ؟ » فأقول « الأصغر ؛. وهنا تقربها من العصفور الكناريا وتقول « هل 
نظن أن هذا هو نفس لون العصفور؟ » فأجيب « لاه . ولكن لأنى لم أكن 
أعرف أن لون الكناريا أصفر م تفدنى اولاها كثيراً . ولابد ألى تعلمت العبيز 
بين الآلوان عرور الزمن » ولكبى لا أذ كر سوى الفترة البى كنت فيها عاجرا 
عن العبيز بينها . ُ حاولت عمتى أنجائا أن تعلمى القراءة ولحكن الأمر كان 


يف 
أصعب من أن أنجزه . وإن كنت كتلميذ لها قد نجحت فى قراءة كلمة 
واحدة وهى « أو » . أما الكلمات الأخرى فلم تستوعيها ذاكسش ٠‏ وإن كانت 
كلها بنفس الطول . ولابد أن هذا كان مثبطاً لعزيمها » حيث إفى أرسلت إلى 
مدرسة للأطغال قبل أن أناهز الخامسة بقليل : وهذه نجحت أخيراً فى تعليمى 
هذه العملية العسيرة وهى القراءة. وقد تولت عمبى أجاثا العناية لى وأنا فى السادسة 
أو السابعة وعلمتى تاريخ تطور الحركة الدبمقراطية فى إنجلرا . ولقد شغفت 
بهذه الدراسة فعلا” . وما زات أذكر حتى اليوم الكثير مما علمتتى فى هذا 
السبيل . 
إفى أحتفظ حبى الآن بالكراسة الصغيرة الى كتبت فيها أسئلنها وأجوبتها » 
وقد أملتها على" . ولعل بعض الأمثلة توضح رأيها . 
س: ولاذا تشاجر هترى الثانى ' وتوماس بكيت 2197 ؟ 
ج : لآن هترى أراد أن يضيع حل للشرور الى ترتبت على وجود حاشيةقوية - 
كالخاشية الملكية ‏ تحيط بكل أسقف ‏ من الأساقفة » وبذلك أصبح 
هناك قانونان منفصلان » أحدهما للكنيسة والآخخر لسائر الناس . ولم يقبل 


يكت أن يتلا م٠‏ نفذ الأسائقفة > ولكته اط أنحا أن ريائة عا 
|اا6ال26-- 0000ل ل آل الع تي ا” 7 سصون 7 اط عيبب ضار 2007 


دساتير كلارندن”'' ( وسترد أحكامها فما بعد) . 

س : وهل -حاول هترى الثانى أن يصلح -حكونة البلاد أم لا؟ 

ج : نعم . فهولم ينس مطلقاً . خلال فيرة .حكمه المزدحمة بالأعباء » أن 
يصلح القانون . فازدادت أهمية قضاة الحا اللزئية ابتوالين الذين 
ل يفصلوا فقط فى أمور المقاطعات المالية . كما كانوا يفعلون ى أول 
الأمر ٠‏ ولكنهم أيضاً نظروا فى الدعاوى ء وفصلوا ى القضايا . ويرجع 


وسمممه م اسمممدا دس ١‏ السام ١‏ عسي سييه 


. عل إنجلرا وأيرلئدة‎ ١١84 إل‎ ١١٠4 وكان ملكا من‎ ١١# هترى الثانى ولد سند‎ )١( 
(؟) أما بكيت فقد كان رئيساً لأساقفة كائتر برى ودافم عن استقلال الكنيسة ضد هارى‎ 
. الثاق‎ 
1 يه 5 الا‎ - 1 ١ اع‎ . 


(+) فق ١١54‏ أصر هترى الثانى على السيطرة على الكنيسة الإنجليزية . 


1 
الفضل فى ظهور بدايات نظام احااكة أمام الخحلفين فلهوراً واضحا إلى 
الإصلاحات الى قام بها هترى الثالى . 

وم يرد ذكرلمنتل بكيت فى هذه الأسئلة والأنجوبة . فى حين جاء ذاثر 
إعدام تشارئز الأول » دون تعقيب عل إدانته . 

وبقبت عمتى أنجاثا بلا زواج . وكانت قد خخطبت لقس . ولكدبا كانت 
تصاب أثناء فترة اللاطبة بنوبات جنون » مما أدى إلى فسخ هله الخطبة . 
وأصبحت يخيلة» تعيش ف منزل كبير لا تستعمل إلا القليل من.حجراته حى 
لفحم » وم تكن تتم دحم إلامرة واحدة فى الأسبوع السبب نفسه . م نت 
ترتلى مجوارب 0 من الصوف تسترنى دائماً على كعببا . وف محذلم 
الأوقا تكانت تتحدث -حديثاً عاطفينًا عن طيبة بعفى الأشخاص التناهية . 
أو سفالة بعض الأشخاص الآخرين . ولى يكن هؤلاء وأولئنك إلا من صمنع 
الخيال . وكانت تكره كلا من زوججى وزوجة أنتى طالما كان كل منا على 
وفاق مع زوجته . ولكنها أحبتهما بعد انفصاهما عنا . وحيما اصعلحيت ز وجى 
الثانية إليهبا لكى تراها للمرة الأول وضعت صورة ز ص الأول عل المدفأة : 


اأهاء “1 أله ل١‏ أ | ل أن 065 عن لحني 6 
وقالت لزوجى الثانية: ف حينم “رك 3 استديح ل أعمم تي لتمجر ىق 


أليس العزيزة وإنى لأتساءل عما يمكن أن محدث لو أن برق 59 قدر الله ». 
وفى إحدى المرات قال لها أختى : « إنك يا عمتى دائماً لاتعرفين إلا ازوجة قبل 
الأخيرة » . وبدلا منأن تور غضببا لهذه الملاحظة ضجت بالسحك وأنيذدت 
تسرد هذه الملاحظة لكل م قابلها . وكانت أحاناً تثير دهشة هن مسب ذا 
امرأة عاطفية ترتج عليها الأمور بسرعة » با تظهره فجأة من فطنة وذكاء 
لقد كانت ضحية تزمت «جدى . ور بما استطاعت أن تعيش سعيدة : وناجحة - 
وقادرة على التصرف ء لو لم يعلموها أن اللخنس إثم . 

وكان أخى يكبرى بسبع سنوات . ولذا لم يكن يرافقى طويلا . فلم أكن 
أراه إلا فى العطلاث لتغيبه الداتم فى المدرسة . وكنت أكن له ذلك الذى نه 


بالطيء لطميعة كل أد انام أسه الكسب 6 م واه 1 اللحه 5 
حل أ 2 أححيه آاه جبر ع وكنث أشعر ف بداية اللوتلار نلا لسرانا نت 2 


1 
لعودته » ولكنى سرعان ما كنت أتمى أن تنبى هذه العطلات ٠»‏ لآنه كان 
سخر منى ويشايقنى . وأذكر أنه ى إحدى المرات سحين كنت ق السادسة 
من عتمرى ١‏ صاح يناديى يصوت عال قائلا” : ويا ولد » ورفضت غاضياً 
أن أرد عليه معتيراً أن هذا ليس اسمى . وقد قال لى فما بعد إنه "كان حمل عتقود 
عنب كان يزمع تقديمه لى لو أنى ذهبت إليه . ولا كنت منرعا منعا باتنا من 
أكل الفاكهة ٠١‏ فقد آلتنى هذه اللسارة . وكان هناك أيضاً جرس صغير كنت 
أعتقد أنه نخصى 3 ولكن أنحى كان يدعى كلما عاد أن هذا الجرس خصه هوء 
فكان يأخذه منى » رتم أنه كان أكير سدًا من أن يشعر بسعادة لامتلاكه هذا 
الحرس . . . وظل محتفظ بادرس حى بعد أن كبر . وظللات أشعر بالغضب 
كلما وقعت عيئناى عليه . ولقد عانى والداى ( كنا يظهر من الخطابات المتبادلة 
ببما) الأمرين من ينخحى . وعلى كل فقد كانت أنى تفهمه لآنه كان ينتمى 
بطلبعه ومظهره إلى آل ستائى وهم آلا . ولم يكن آل رسل يفهمونه مطلقاً. بل كانوا 
ينظرون إلمه منذ البداية على أنه من أعوان الشيطان ”2 . ولا وجد أحى أن هذا 
هو رأييم فنه » حاول بطبيعة الخال أن يكون أهلا” لهذه الشبرة . وكانت هناك 
محاولات لإبعادى عنه . ولكى ما كدت أعلم ببذه المحاولات حتى استنكرتها . 
وكان بالرغى من ذلك طاغى الشخصية » ولقّد شعرت بعد أن قضيت معه بعض 
الوقت » وكأننى لا أستطيع أن أتنفس . وظلات طوال حياته أشعر نحوه بمزيج 
من الحب وانلدوف . وكان هو يفتقد من أعماقه حب الناس له ويتمناه . ولكنه 
لم يسقطع أن يببئى على حب أحد له لفرط غلظته . وكان يشعر بمرح داخلى 
حيها يفتّد حب أحد له » ويصير قاسياً » جردا من الضمير . غير أن أسرأ 
أفعاله كانت ترجع إلى أساب عاطفية . 
وف سنواق الأول فى « بميروك لودج » كان الخدم يلعبونث فى حياق دوراً 
اا ) عكتب جدى فى إحدى المناسبات لوالدى يطلب منه ألا يأخذ مشاغيات أشى مأخذ المد 
ولاسما أن تغارلز جيمس فركس كان أيضاً لفلا مشاغبا » وبالرغ هن هذا فقد سطع نجمه ( أصبح 
رئيسا للوزراء) . 


٠‏ به 
أهم من دور أفراد الأسرة . كانت هناك مدبرة المنزل العجوز ٠١‏ وتدعبى مسر 
كوكس » كانت تعمل عربية لكدنى حيما كانت بجدقى طفلة . وقد كانت 
منتصبة القامة قوية البنية » حازمة . مخلصة للأسرة . كنا كانت دائمة العملف 
على . كذلك كان هناك ساق يدعى ماكالبين وهو اسكتاندى قح كان تجلسى 
على ركبتيه ويقرأ لى عن حوادث القاطرات فى الصحف اليومية . وكنت إذا رأبته 
تسلقت ساقيه وقلت : « أخخبرنى عن حادثة حدثت » . وكانت هناك أيشاً 
طاهية فرنسية تدعى ميشو . وكانت مخيفة ٠.‏ ولكن بالرغم من صفات,ا البى كانت 
تثير الرهبة لم أكن أستطيع أن أمنع نفسى من الذهاب إلى المطبخ لكى أتفرج 
على اللحم وهو يدور على الشواية العتيقة الطراز ٠‏ ولكى أمرق قطع الملح لانى 

كنت أحيه أكر من السكر : وكانت هى تجرىق خلى وق ددها سكين إلا 
غير ألى كنت أهرب مها بسهولة . وق سخارج المنزل كان يوجد بستانى يدعى 
ماكرونى غير أنى لا أذكر عنه إلا القليل لأنه ترك الخدمة حينًا كانت فى 
الحامسة من عمرى . وكان هناك أيضاً ٠‏ إلى جانب هؤلاء . الخارس وزوجته , 
مسير ويسز سنجلتون » وكنت أحبهما لأنهما كانا يعطيانى التفاح المشوى . 
والبيرة » وكانت من الممنوعات بالنسبة لى . وقد خلف ماكروفى بستانى آخخر 
يدعى فيل » ذكرلى أن الإنجليز هم القبائل العشرة المفقودة من بنى إسرائيل . 
ولا أظن أنبى صدقته ماما وقتئذ . وحيما جثت « بمبروك لودج » لالمرة الأولى . 
كانت لى مربية ألانية تدعى مس هتشل » وكنت حينئذ أتكلم الألمانية بنفس 
الطلاقة الى أتكلم بها الإنجليزية . ولقد تركت الخدمة بعد أيام من وصول إلى 
« بمبروك لودج؛ » وخلفها مربية ألانية تدعى ويلهلمينا ٠‏ أو مينا من باب 
الاختصار . وأذكر بجيداً الليلة الأولى الى أرادت أن تعطينى فيها حماماً فقد 
وجدت أنه من الحكمة أن أقاومها فلم أكن أعرف ما تنوى أن تفعله . وأخيراً 
اضطرت أن تطلب مساعدة من الخارج ع فلك أن باءت ماولاما بالفشل . 
ولكى مرعان ما أحبينها » فعلمتى أن أكتب الحروف الألمانية . وأذكر أنتى 
قلت لا بعد أن تعلمت كل حروف التاج والحروف العادية الألمانية : « والآن 


١م‏ 
ى أن أتعلم الأرقام ؛ وشعرت بالارتياح والدهشة حين علمت أن الأرقام قُْ 
الألانة هى نفس الأرقام ف الإنجليزية . ولقد كانت تصفعى أحباناً » وأذكر 
أننى كنت أيكى كلما فعلت ذلك . غير أن ذلك لم يكن ليقلل من صداقى لا . 
وظلت معى حبى بلغت السادسة . وكانت لى ٠»‏ أثناء وجودها » خادمة تدعى 
آدا كانت توقد المدفأة ى الصباح وأنا ما أزال فى سريرى . وكانت تنتظر حى 
تتوهج الأخشاب ثم تضيف الفم . وكنت أتمى ألا تضع فحماً لأنى كنت 
أحب قصف أعواد اللتشب وتوهجها . وكانت المربية تنام معى ى الغرفة . 
ولا أذكر أبدا أنها ارتدت أو خلعت ملابسها . وليفسر أتباع فرويد ذلك 
كا يحلو لم . 


أما من ناحية الطعام » فقد كنت أعامل فى سنواق المبكرة بأسلوب إسبرطى 
صعم ٠‏ جما قد لا يتفق فى نظر الناسىهذه الأيام مع قواعد الصحة . ققد 
اعتادت سيدق فرنسية عجو ز ١‏ تقطن ف ريتشمونك ء وتدعى مدام ديتشيجويان - 
وهى ابنة أخ تاليران وزير خارجية نابليون - أن تقدم لى علباً كبيرة من 
أفخر أنواع الشكرلانة ولم يكن يسمح لى إلا بعلبة واحدة ق أيام د 
ولكنى كنت أضطر إلى تقديم هذه العلب للكبار » سواء كان اليوم يوم 
أحد . أو أحد أيام الأسبوع . كا كنت مغرماً بتكسير التبز فى الصلص » 
وكان يسمح لى أن أفعل ذلك فى حجرة توبى )ع وليس فى -حجرة الطعام . وكانت 
عاد أن آذ قسطأ من النوم قبل تناول طعام العشاء » فإذا تأخرت فى نو 
تناولته فى حجرق . أما إذا استيقظت ف الوقت المناسب فكنت أتناوله فى حجرة 
لمائدة . ولذا كنت أتظاهر بأنى تأخرت فى نو حرى أتناول طعاى فى حجرق . وأخيراً 
نح أمرهم الشك فى أنتى أتظاهر بالنوم ٠‏ فى أحد الأيام ؛ وبيها أنا راقد فى 
سريرى 2 لكزنى » فصلبت جسدى حاسياً أن هكذا يكون الناس أثناء النوم . 
ولكى تععهم يقولون : « إنه ليس نائماً . لأن جسده متصلب» » ولم يكتشف 
أحد اذا كنت أتظاهر بالنوم . بأذكر مرة فى ولت الغداء » وبعد أن استبدلت 
يمَالة للاعتقاد 


الأطباق 4 أن أعطى كل واحد برتقالة إلا أنا . وم تقدم لى 


2 


بابي 
الراسخ بأن الفاكهة ضارة بالأطفال . وكتت أعرف أنه لا ينبغى أن أطلب 
واحدة » لأن ذلك يدل على سوء الأدب . ولكن ما إن أتعليت 'عيفة فارغة حبى 
جمعث أطراف شجاعبى وقلت : « طبق ٠‏ ولا شىء عليه ٠‏ . وتسحاك اللدية . 
ولكى ١‏ أحصل على برتقالة . 

ول أكن أتناول فاكهة أو سكرا بالمرة ٠‏ ولحى دنت أتنايل الخضير 92 
المواد الكر بوهيدراتية . و الرضم من ذلك لم أمرض دوماً واحداً . إلا حييا أصبت 
با لحصية إصاية خفيفة» قى سن النادية عشرة . ومنذ أيحت أهم بالأ«لفال 
وذلك يعد مولد أطفالى: »لم أعرف طفلا. يتمتع بنفس الصحة البى “دنت أنا فييا . 
وإى واثق أن أى خبير بتغذية الأعلفال قد يظن أنه "كان لابد أن أصاب 
عمختلف أمراض سوء التغذية . ورعأ أشذتى عادة سرقة التفات ابر ٠‏ وهى 
عادة لو عرفها أهلى لأصيبوا بالرعب والانزعاج الشديدين . ملقّد كانت غريئة 
امحافظة لة على النفس » هى السبب فى أول كذبة كذبها . فد حدءث أن تركتى 

بى لدة نصف ساعة بعد تعلمات صارمة بألا أكل التوت ف غياءبا . ولا عادت 

يت أقف إلى جانب الشجيرات بشكل يدعو إلى الريبة ٠.‏ فقالت : « كنت 
تأكل توتا : فقلت : ولا ه فقالت : ١‏ أرنى لسانك ». ومملكبى الاعجل . وشعرت 
بأنى من الأشرار : 

ولقد كان عندى فى حقيقة الأمر استعداد الشعور بالأفب . وحييًا كنت 
أسأل عن الترنيمة المفضلة عندى كنت أقول : « أتعبتى الحياة . وأثثقات كاهل 
الذنوب » . وق إحدى المرات ء حيما قرأت جد قصة الابن الضال . أثناء 
صلاة الأسرة » قلت لا بعد أن اننبت : « أعرف لاذا قرأت هذا . . لأنى كسرت 
إبريق »؛ . وقد اعتادت أن تسرد هذه الحكاية فى سرور بعد ذلك بسئوات . 
غير واعية أنها كانت مسئولة عن ظاهرة مرضية سببت عند أولادها نتائج 
خطيرة تدعو للأمى . 

وتدور أوضح ذكرياتى الأول حول المواقف الى كنت أتعرض فيها للاممبان» 
فلقد استأجر جداى فى صيف عام /ا/141 ٠‏ من رئيس أساقفة كر يرى » 


ا 
منزلا"” بالقرب من برودستيرز » يسمى « ستون هاوس » . وكانت الرحلة بالقطار 
تبدو لى حاويلة جدًا . حتى بدأت أتخيل بعد فثرة من الوقت أننا لابد أن نكون 
قد وصانا إلى اسكتاندا » ولذلك قلت : دق أى قطر تحن الآن ؟ » . فضحكوا 
جميعاً وقالوا : « ألا تعرف أنه لا يمكنك أن تخرج من إنجلرا دون أن تعير 
البحر ؟ » . وم أشأ أن أشرح لم لم تساءلت » وتولائى تحجل شديد . وحيا كنا 
هنالك نزلت إلى البحر قى عصر يوم مع جد وبع ممى أنجانا » وكنت أرتدى 
حذاء -جديداً . وكان تحر شىء قالته لى مربيى وأنا خارج هو : «حاذر أن 
تبل حذاءك » . غير أن المد أحاط لى وأنا فوق صثرة » فطلبت إلى جلش وعمى. 
أجاثا أن أخوض فى اماء كى أبلغ الشاطئ . ولكى م أشأ أن أفعل ذلك » 
فخاضت عمى وحملتى . وحسيوا ا خائفاً » إذ أنى لم أخبرهم بأوامر 
مربيتى ١‏ ولذلك تقبلت صاغراً محاضرة عن اللحبن كان لابد منها نتيجة لسلوكى 
هذا . 

وجملة القيل . أن الوقت الذى أمضيته قى 9 ستون هاوس » كان ممتعا 
روسجه عام . وما زات أذ كر ١‏ نورث فورلاند » الى كنت أحسب أنها إحدى زايا 
إنجاترا الأربعة . لأنى كنت أتخيل إنجلتراء فى ذلك الوقت » على أنها مستطيل. 
وما زلت أذكر الآثار القديمة فى ريتشبورو البى راقت لى » ١‏ والحجرة المظلمة » 
فى رامسجيت ٠‏ الى -جذيتى أكثر . وأذكر أيضاآ حقول القمح المتموجة » «الى, 
اختفت. لأس الشديد. حيا عدت إلى هذا المكان بعد ثلاثين عاماً . وما زلت» 
بالطبع » أذكر مياه ج الشاطى المعتادة من أصداف وكائنات رية وسور ع 
ورمال ٠‏ وقوارس صيد ٠.‏ ومنارات . وأدهشى أن الأصداف تتزداد التصاقاً 
بالصخور ؛ حرا تحاول الإنسان أن ينتزعها مها . فقلت لعمتى أجاثا : « هل. 
الأصداف تفكر يا #ى ؟ ه فأجابت : ولست أعرف ». فأضفت قائلة” ٠‏ 
« إذن نجب أن تتعلمى 4 . 

ولست أذكر مجيداً الواقعة الى عرفتبى يصديى هوايمهد ( الفيلسوف ألفريء 
نورث هوايبد) . فلقد قيل لى إن الأرض مستديرة ولكى رفضت أن أصدق 


سيرق الذائية 


٠ 

ذلك . فكان أن دعت أسرنٌ قس الأدرشية الذى كان بالمسادفة والل هوا بيات ء» 
لحى يقنعبى بذك . وتحتث تأثير هنا العامل الديى ثبينتت هذأ اأرأى وبدأت 
فى حفر ثب يوصل إلى الخهة المقابلة لى من سطلح الأرض . وعلى كل فأنا 
أعرف عن هذه الادثة سماعاً فقط: . 


وحينا كنت فى بر ودستيرز ٠‏ أخذوق كىّ أرى موسى هونتفيورى ٠١‏ وهو يبودى 
عجوز كان يعيش ف المنطقة ويلق كثيراً من التبجيل ٠‏ ( وى دائرة المعارف. . 
الإنسيكلوبيديا بريتانيكا ‏ ذكر أنه تقاعدل عام 1874) . وكانت هذه هى 
المرة الأولى الى أسم فيها عن وجود يبود » شخارج الكتاب المقدس . ولقد شرح 
لى أفراد أستّى شرحاً جيداً » قبل أن بأخذوقى ازيارة هذا العجوز . مدى 
ما يستحقه من احيرام وإعجاب » بالمظالم الى مى ها الييود قبل أن يعدلى جدى 
أاعل إزالها . وكان لتعالم جلشٌ ف هذه المناسبة ٠‏ تأثير وافسح على ٠‏ ولكذبا 
كانت تتركبى حائراً » فى مناسبات أخرى . ولقد كانت شديدة التح.س لنكرة 
اقتصار إنجلترا على حدودها . وكانت ترفض الحروب الاستعمارية بشدة . 
وقد أخيرتتى أن حرب الزولو -حرب 5 ثمة غاية الإثم ٠.‏ وأن المسئول الأول عن 
هذا الإثم هو الشير بارتل فرير » حاكم رأس الرجاء الصالح . ومع ذنك . فحن 
مجاء السير بارئل ليقم ف وعبلدون » واصطحيتى ازيارته: الاحظلت أنهالم تعامئه 
عل أنه وحش ضار . وقد وجدت هذا التناقض شديد العسر على فهمى . 


وقد اعتادت: «جدق أن تقرأ لى بصوت عال ٠‏ وخاصة قصيص ماريا 
إدجويرث . وكانت بين قصص الكتاب قصبة بعنوان : « المفتاح المزريف م ع 
وصفتها جدق بأنها قصة غير مهذبة . قائلة إنبا تفضل لذلك ألاتقرأها لى . 
ولكى قرأت القصة بأكلها » إذكنت فى كل مرة أحضر فيها الكتاب بلندق 
من فوق الرف » أقرأ جملة . ولقد باءعت محاولاتها لمنعى من معرفة الاشياء 
بالفشل . فى أثناء قضية طلاق السير تشارلز ديلك المثيرة » الى نفارت بعد 


ذلك" 43 كانت تيدص عا أن تدقع أأصيية* 1 وعم م عم ولكى اع معت ؛ أن 
2 "لا كأ 2 الود الل 0 ١7‏ 5 : 


١ 

أذهب لإحضار هذه الصحف طا من عند بواية الحديقة » وأن أقرأ كل كلمة 
عن الطلاق قبل أن تصل الخرائد إلييا . ويما زاد اهتانى يبذه القضية أننى كنت 
قد ذهيت معه » فى إحدى المرات » إلى الكنيسة وكنت أتساعل عن مشاعره وهو 
ينصت إلى الوصية السابعة من الوصايا العشر . وحيما تعلمت أن أقرأ بطلاقة » 
اعتدت أن أقرأ لها » وببذه الطريقة استطعت أن ألم بالأدب الإنجليزى إلامآً 
كبراً . فترأت معها شكسبير وملتون 2١‏ » ودرايدن'2 وقصيدة « الواجب 6 
لكوبر "2 و«قص رامول »29 لطومسون ء وروايات جين أوسين "2 » وبجموعة 
كبيرة عن الكتب الأخرى . 

وهناك وصف جيد أنو « يمير وك لودج ف الكتاب الذى ألفته آمابل هوث 
جاكسون (١‏ واسمها جرانت دف قبل اازواج ) وعنوانه : « طفولة فيكتورية ) . 
وكان أب هو السير ماونتستيوارت جرانت دف » وكانت سر ا تقطن ق منزل 
كبير فى تويكنام . وقد كنا ء أنا وهى » أصدقاء منذ سن الرابعة إلى أن ماتت 
أثناء الخترب العفلى الثانية . وهها معت لأول مرة عن الشاعر فيرلين 13 والروالى 
دستويفسكى 23 » وعن الرومانسيين الألمان» وكثير يبن خيرم من كبار الأدياء . 


ولكها ف كتاببا تتحدث عن ذ كريأت فيرة باكرة أسبق من هذه الفيرة فتقول : 


, كان صديق الو يك هرو درترانك سل 4 الى كان يعيش قْْ عير وك لودج 
ف -حى ”ريتشمونل يارك“ . وقد كنا . برق وأنا » صديقين حميمين » وكنت 


ساعد امم 


. ملتون هو الشاعر الإنجليزى جوت ملتون صاحب ملحمة الفردويس المفقود‎ )١( 

0) درايدث هو الشاعر الإنجليزى الذى مات فى سنة 17٠٠١‏ ولكنه عد من أنمة شعراء القرن 
الثامن عشي ٠‏ وقد كتب قصائد ومسرحيات كثيرة ومشبورة . 

0 كو بر هو الشاعر وليام كوبر الذى عاش ف القرن الثامن عثر فى إنجلرا . 

0 لومسون هو الشاعر جيمز طومسون الذى عاش ف القرن الثامن عشر فى إنجلرا . 

( ه) جين أوستن روائية إنجليزية مشبورة عاشت ف أواخر القرن الثامن عشر فى إنجلترا . 

. 18137 فيرلين شاعر فرنسى يعد زعيما المدرسة الرمزية وعاش من 1848 إى‎ )١( 

010( دستويفسكى (1881-1881) قصاص روبى مشبور صاحب ( الخرية والعقاب) 


شعي لس ا لخ ا عم 


1 
و ( الإضوة كارامازوف ) وقصص أخرى . 


اف 
أكن لآخيه فرانك الحميل المرهوب ٠‏ إعجاباً شديداً فى السر . ويتسفى أن 
أقول إن قرانك كان يوافق أخحى ى نظرته إلى الفتيات السغيرات . دقان من 
عادته أن در بطى من شعرى إلى الأشجار . أما برقى ء الولد السخير ابأناد الى 
كان يرتدى سرة من القطيفة الزرقاء . ويسطحب معه مر ببة جادة مثله . 
فقدكان داناً كريم الحلق : وكنت أسعد كثيراً بتناول الشاى فق مير وك لودج . 
ولقد تحققت » برغم أنى كنت لاأزال طفلة ء أن هذا لكان لا يساح لتشئة 
الأطفال .. ولقد كانت الليدى رسل تتحدث حديثاً هاءساً . أما الايدى أجاثا 
فكانت تتشح دانم بشال أبيض وتبدو «غلوبة على أمرها . أما ر واو وسل قا د قار يكن 

يتكلم أبدا . كان يصافح الإنسان بطر يقة تكاد تحملم عفلام أصابعه . ولكنه 
كان ودوداً للغاية . وكانوا بدنحلون اللتجرات و درون - وكيم أشياح ٠‏ ولم يبك 
أن أحداً منهم شعر أبداً بالجوع . لقدكانت هذه تنشئة غر يبة لولادين غير ين 


موهوبين وغير عاديين © . 


وكانت أه ساعات يوبى ع خلال الحزء الأكبر من علفوابى ٠.‏ هى تلك 
لتى كنت أقضيها عفردى فى الحديقة . وكان أكير جوانب حياق وتسيداً . 
هو ذلك الذى كنت فيه وحيداً . وكنت لا أذكر أفكارى الخحادة الأتدرين 
إلا فها ندر . وكنت أشعر بالندم دائماً كلما فعلت ذلك .كنت أعرف كل ركن 
ف الحديقة ( وكنت أترقب سئة بعل أاد ودر بيخ البيشساء ق مكان ما 
وعش الطير فى مكان آخحر » وزهرة اللبخ وهى تبرز من الابلاب المتشابك . 
وكنت أعرف أين توجد أول زهور اش 5 أى أشجار البلوط تورق قبل 
غيرها . وأذكر أنه ف عام 6 أورقت شجرة بلوط ق الرابع عشر *ن 
أبريل . وكانت نافذقى تطل على شجرتين من شجر الخور اللومباردى ٠‏ يبلغ 
ارتتفاع كل منها ءأئة قدم . واعتدت أن أراقب ظل المازل يزحف مرتفعآ علديما 
أثناء غروب الشمس . وكنت أستيقظ مبكراً جد! . وأحياناً كنت أرى كوكب 
از 0 وقَْ إحدى المرات ظئنت أن الكوكب مصباح ف الغابة . وكنت 


ا 


ى الشر وق ف الآيام » وق أيام أبر ا المشرقة . كنت أتسلا مء اللمادل 
لخر ريه 9 ا 


ال 


' 
1 ع 
3 
با 

0 


انلا 
لأقوم تجولة قبل الإفطار . وكنت أرقب الغسق وهو يصبغ الأرض بالحمرة 
والسحب بلون الذهب . وأصغيت الريح ؛ وهللت للبرق . وكان ينتابى طوال 
لفواى شعور ر متزايد بالوحدة وباليأس من مقابلة إنسان يطيب لى الحا.يث 
. ولد أنقذتبى الطبيعة والكتب والرياضيات ( فما بعد) من اليأس التام . 
ومع ذلك كانت سئوات طفولى الأولى سعيدة ء و تصبح هذه الوحدة غير 
حتملة إلا مع اقتراب المراهقة . لقد كان عندى مربيات ألمانيات س.ويسريات 
وكنت أحبون ٠١‏ ولم يكن ذكائى قد نما نما يجعلنى أعانى من نقص أسرق ق 
الذكاء . ولابد أنى ٠‏ برغم ذلك . كنت أشعر ببعض الزن ١‏ لأنى أذكر أنى 
كنت أعمى لو أن والدى كانا على قيد الحياة . ولقد عبرت ذات ١.رة‏ عن شعورى 
هذا لحدى ء وكان عمرى حينئك ست سزوات ٠‏ فقالتلى إنه من -حسن -دفلى 
أنهما مانا . ولقّد تركت ملاحظلها هذه أثراً سيئاً فى نفسى » فق ذلك الوقت » 
ونسيتها إلى الشعور بالغيرة . ولم أكن بطبيعة الخال أعرف أنها قالت ما قالته 
لسبب وجيه ٠‏ من وجهة النظر الفيكتور د به القابمة على التزمت ف الاخلاق . 
ولقد كان وجه جدتى من الوجره المعبرة ٠»‏ وبالرغم من تجر بنها العظيمة فى العالم 
الكبير . لم تتعلم مطلقاً فن إخفماء عواطفهاء وكنت ألاحظ أن أية إشارة للجنون 
كانت تصيببا بنوبة من العذاب » وكنت أتساءل عما يمكن أن يكون سبب 
ذلك . وم أكتشف : إلا يعد سنوات عديدة » أن ها ولداً فى «ستشى للأمراض 
العقلية » كان ضابطاً فق كتيبة من كتائب النخبة ع ثم فقد عقله بعد بضع 
سئوات . والققصة الى سمعبها ء ولا أستطيع التغيت من صحبها برغم ذلك : هى أن 
زملاءه الضياط كانوا يعابثونه لأنه كان طاهراً لا يقرب النساء . وكانوا يحتفظون 
بدب ء كحيوان الكتيبة المدلل ٠‏ وذات يوم من باب التسلية » أطلتوا الدب 
عليه قهرب » وفقد ذا كرته . محيما عير عليه يتجول ق شعاب الر يف » وضع فى 
ملجأ للعمال لأن شخصيته لم يمكن التعرف عليها . وى منتصف اليل قهز 
صائحا : « الدب . الدب » . وحنق أحد المتشردين » وكان ينام فى السرير 
اجاور له . ولى يسترد ذا كرته بعد ذلك ٠‏ ولكنه عاش حبى تعدى العانين 
من مره . 


8 
وحيما أحاول أن أتذك ركل ما عكنى أن أستررجعه من ملقولى الميكرة . أسد 
أن أول شى ع أذ كره بعد وصولى إلى عبر وك لودج هو السير ١‏ فى الثلوج البى كانت 
الشمس الساطعة قد بدأت تذيبها » بعد حوالى شهر من دض ٠‏ ودؤيص 
شجرة زان كبيرة ملقاة على الأرض : تقلع إلى كتل نحشبية . والثشى 
الذى أذ كره هو عيد ميلادى || رابع ٠‏ حين أهدى إلى بوق أحذت ت أنفة ف 
طيلة اليوم » وتناولت الشاى مع كك عيد ميلادى ف منزل صيى . والذبىء 
التللى الذى أتذكره » هو دروس عببى عن الألوان والقراءة ٠‏ ثم فصل الروثسة 
الذى بدأ قبيل بلوغى الخامسة » واستمر ما يقرب من عام ونصف . وقد ملأنى 
ذلك بالسرور البالغ . وكان الذكان الذى اشترى منه البوق نا يتبين من العيارات 
المكتوبة على الصندوق» ق شارع برنرز المتفرح من شارع أكسف ورد . وما زلت 
حبى يومنا هذا » أفكر ف شارع برزرز » مالم أستجمء بع انتباهى . كشىء أشبه 
بقصر علاء الدين ( ىق قصص ألف ليلة وليلة ) . وعرفت فق فصل الروضة هذا 

أطفاله "آخرين 3 م أعد أعرف شيئاً عن معظمهم . ولكى قابلت واحدا م 

وهو جيدى بيللى » قى عام 46 ق فانكيفر وذلاتك حييا كنت أهيطا . د 

القطارات . ٠‏ وأعلم الآن أن السيدة الطيبة البى كانت تقوم بتعليمنا كانت عت 
مميج فرويبل السلم » ما كان يعتبر ء» فى ذلك الوقت . أحدث الأساليب . 

وما زلت أتذكر » إلى حد ما ٠‏ كلالدروسر؛ بالتفصيل ٠‏ ولكنى أعتقد أنما هرق 

طرياً أكثر 7 أى شىء أخدر ؛ هو اكتشاق أن اللونين الأمافر والآز رق 

يكونان الاون الأحضر . 


0 
مه 
ل 4 


وحيما بلغت السادسة مات جدى . وبعد ذلاك بوقت قصير ذهينا 
سانت فيلاذز فى برتشاير» لكى نقغى الصيف وأذكر الحالة اله الغر بيد 
ذات الأبواب اكشبية » والكسر الحشبى فوق ال بر © والخلجان الءخرية ق 
البحيرة » وابخيل الذى در: تفع ف الناحية الأخرى ى. وأذ كر أن الوقت الذى قنسيته 
هناك كان وقتاً سعيداً . 


1 
ة 


ما الذكرى التالية » وهى أقل إمتاعاً ؛ فعن -حجرة فى أندن » ق مدزل رقم م 


من 
ميدان شيشامء حيث ثارت مر بيى على وأنا أحاول أن أستذ كرءجدول الضرب » 
غير أن دموعى كانت تعوقى باستمرار . وقد استأجرت جدق منزلا” فى لندن 
لبضعة أشبر حيمًا كنت ف السابعة » فيدأت حينتذ أرى أمرة أتى . وكان 
جدى لأنى ميتاً » أما والدة أنى . وهى الليدى ستائل أوف الدرل » فكانت 
تعيش فى منزل كبير ٠‏ رم ١؛‏ » شارع دوفر "2 » مع ابنتها مود . وكنت كثيراً 
ما أذهب لأتناول الغداء معها . وبالرغم من أن الطعام كان شبيا » لم يكن 
سرورى كاملا" » لآنبا كانت سليطة اللسان » ولى تكن تلى اعتباراً لأحد مهما 
كان عمره أو جنسه . وكان اللتجل يتملكنى فى -حضرتها . وكان هذا يضايقها 
لأنه لى يكن هناك ى أسرة ستانلى إنسان حجول ‏ وكنت أبذل جهد المستميت 
كى أثير إعجابها » ولكن جهودى كانت تفشل بشكل لم أكن لاتنباً به . فأذ كر 
أننى قلت لا إن طول ازداد بوصتين ونصف بوصة فى الأشبر السبعة الماضية » 
وإنى طبقاً هذه النسبة » سروف أنمو !4 يوصة ف السنة . فقالت : ١‏ ألا تعلم أنه 
لا يصح أن تتكلم عن أية كسور إلا الأنصاف والأرباع ؟ هذه .حذلقة » . 
فأجبت : و أعل هذا الآن » . فقّالت وهى تلتفت إلى خالى مود : 9 من شابه 
أباه فا ظلم » . كانت أحسن جهودى تضيع بصورة أو أخرى كما حدث فى 
هذه المناسية . 


واستدعتبى فق إحدى المرات » وكنت فى الثانية عشرة تقريباً » إلى حجرة 
مليئة بالزائر ين» سألتنى إذا كنت قد قرأت سلسلة كاملة من الكتب الى تتناول 
أ عا 001 ناث ع وفعت أل أأناء رء قائلة ١ ٠‏ له لدى دناه 
ما ليا . يرا مهاه 2 وكة ار رامل ٠‏ #8 نيسر ١‏ خمقفيا ف 
أذكياء » . لقدكانت عقليتها من طراز العقلية الإنجليزية فى القرن الثامن عشر » 
فكانت عقلانية » يعوزها اللحيال » تؤمن بحركة التنوير وتحتقر التزمت الفيكتورى 
الذى ليس له ما يبرره . وكانت من الشخصيات الرئيسية البى كان لما شأن فى 





)١(‏ دمر تماماً فى الحرب العظمى الثائية » أثناء الحجوم الذى كانت تشنه الطائرات 


الماارء اس 
الالمانية 8 





4 
إنشاء كلية جيرتون 7" . وها صورة معلقة فى قاعة جيرتون : شير أنه بعد ممانيا 
ضرب بآرائما عرض الحائط إذ كانت دائاً تقول : « ما دمت عل قيد اللنياة 
فلن تبنى كنيسة فى جيرتون » . فيدأ البناء فى الكنيسة اللحالية فى نفس اليوم 
الذى توفيت فيه . وما كدت أبلغ دور اأراهقة حبى بدأت اول إلغاء 
ما اعتيرته سيئا فى تربيى . فكانت تقول : ( لا يستطيع أحد أن ييل شيعا 
ضدى » ولكى أقول دائماً إن كسر الوصية السابعة م. الوصانا العذر لا يعا. شيا 
إل ل الوصية السادسة . لآن ذلك يتعلل عإ لى أى حال . ركسا التلرف 
الأخر ”2 . ولقد أدخحلت السرور على نفسها فى إحدى المناسيات حين ططايت 
رواية تريس شاندى 9) كيدية لعيد ميلادى . فقالت : «١‏ لن أكتب فيه 
إهداء » لآن الناس سوف يقرولون ما أغ, رب جدتك ني . ومع ذلك فقد كتبت 
الإهداء . وكانت النسخة طبعة أول تمهورة بإمضاء المؤلف . وهذه هى المناسية 
الوحيدة » على ما أذكر » الى استطعت فيها أن أبعث السرور فى نفسبا . 

وكانت تحتقر بشدة كل ما تعتيره ستخيفاً . واعتادت أن قم أعياد 
ميلادها حفل عشاء لثلائة عشر شخصا ' وأن تجعل أكثر الموجودين إعاناً 
بالمخرافات يرج أولا” . وأذ> ذكر ذات مرة » أن إحدى حفيداتها . وكانت متكلفة 
ف تصرفاتها جاءت لزيارتها وق صحبها كلب مدلل أثار جدنى بنباحه . فاحتييت 
الحفيدة بأن كلبها ملاك . فقالت جدق ساخخطة : و ملاك *؟ .. ملك ؟ 
ما هذا اهراء ؟ أتعتقدين أن له روحآ ؛ » فقالت السيدة الصذرة على الور ؛ 
« نمء ياجدنى » . وظلت -جدق طول فيرة العصر ١‏ وحفيدةا 
قْ حبها » تقول لكل ناثر على حدة : « أتدرى ما تقواه هذه الفتاة الغبية 
جريزل ؟ إنها ثة تقول إن الكلاب أرواحاً , . وكان من عادتها أن تجلس بعد ظهر 
كل يوم ف -حجرة الاستقبال الكبيرة حيث تأت جماعات من الزائرين و بينيم 
)١(‏ يجامعة كامبردج » وهى إحدى كليتين للبنات بالقاممة ؛ 
(؟) الوصية السادسة : لا تسرق . 

بأوصية السابعة : لا تزن . 


١د‏ 
(؟) من أشبر قيس الكاتب لورانس ستيرن (11/ا سم باو) , 


١ 
لز نيا‎ 


أشهير كتاب العصر ٠‏ لتناول ,الشاى . وإذا م ترك أحدهم الغرفة التفتت إلى 
الادرين قاثلة بأمى : : « إن الأغبياء متعرولن جل 1 6 . ولقد نشأت يعقوبية )اع 

إذ كانت تنتمى إلى عائلة ديلوذز الإبرلئدية » الى هر بت إلى فرنسا بعد معركة 
بوين ٠‏ والى كان لها فرقة خخاصة بها ق اللحيش الفرنسبى . وعقدت الثورة 
الفرنسية الأصلح بيها وبين إيرلندا » ولكن جدق نشأت ق فلورنسا » حيث 
كان أبوها وزيراً . وق فلورنسا كانت تذهب مرة كل أسبوع لزيارة أرملة 
الشاب المطالب بعرش إنجلترا . وكانت تقول إن الشبىء الوخيد الذى كانت 
تعتبره مسخيفاً ى أسلافها هو انماقهم لليعاقبة . ولم أكن أعرف جدى لأى , 
ولكى معنم يققولون نه / اعتاد أن 0 جدق » وشعرت أنه إذا كان الأمر 
كذلك فلابد أنه كان رجلا رائع؟ 2)9. ولقد كانت لا أساة شرة لكان 


أسرة صحمة من اد بناء 
والبنات » كان ممه 5 لتناول الغداء معها فق أيام الأحد . وكان ابنها 
الأكبر مسلما » ويكاد يكون أصي” تماماً . أما الثانى ٠»‏ ليولف » فقد كان حر 
التفكير . وكان ينفق وقته . وهو ف مجلس إدارة مدرسة لندن » فى مهاجمة 
الكنيسة . وكان الابن الثالث. ارنون قسًا كوثوليكاء وباو آبابى. نا ماكان 
أيضاً أسقف أموس . وبيما كان ليولف فطناً » واسع المعارف » سليط إلا 
كانالدرنون بدينا شره. حاضر النكتة . أما هيرى المسلم » فتيد كان را من 
كل مزايا ال'سرة ٠‏ ثّا كان . ف رأنى ٠‏ أثقّل من عرفت طول حياتقى ظلاة . 
قبالرغم من عس.ميه كأن يصر عل أن يسوم كل ما يقال له . وكان غداء الأحد 
تتخلله مناقشات عنيفة . إذكان بين البنات وأزواج البنات من ينتمى إلى 
الكنيسة الرسعية ء كنئيسة إنجلترا ٠‏ ومن عثل الفلسفة الوضعية » وم'م دم 


له مه لة ل) عنثايا) 


بوحدانية الله وينكر التثليث . هذا إلى جانب المذاهب الدينية الى كان أزوا واج 


البنات عثلوها . وحيما كان التدل يصل إلى درجة كبيرة من العنف » كان 
هترى يشعر أن هناك غسجة » فيسأل عن السبب » وحينئك كان من يجلس 


اربج 


_-- 
2# 


ا 
الخسد ا ني 


. أى حزب الوريث الاسكتلتدى المطالب يعرش إنجلترا فى القرن الثامن عشر‎ )١( 
. 15178 سيدات 1 لدرلى و بتلم نانمى ميتفورد‎ ٠ (؟) هذا حقيى » انلر‎ 


13 
قريب منه » يصيح فى أذنه بأقوال تدل على التحيز فيصيح الأتدر ون دلاء 
لا يا هيرى » ليس الأمر هكذا » . وهنا كانت الشجة تصيح ثايفة نحقا . 
وكانت لعبة خالى ليولف المفضصلة أثناء تناول غداء الأسد هى أن يأل : « من 
منكم يثمن بالمحبى اللدرق لقصة آدم وحواء ؟؟ » وكان هدفه من توجيه هذا السؤال 
هو أن ثم المسلم وا والقس على أن يتفقا معاً وهو الشبىء الذى كانا يكذرهانه , 
وكنت أذهب إلى مآدب الغدداء هذه فى خورف وارتعاد . لآنى كنت أخحشى أن 

تنقلب هذه الطغمة على . وكانت هناك صصديقة واحدة كنت أعتيد ليا . 

ولى تكن تنتمى © من ناحية المولد » إلى آل ستانلى . وكانت هذه الصديقة هى 
زوجة خالى ليولف ) شقيقة السير هيو بل . وكانت بجالى داممآً تعقير نشبا 
واسعة الأفق جددًا الأتبالم تعرض على زواج ليولف من بنت تاجر أوما كانت 
تسميه مصاهرة الأرستقرا اطية لمهنة « التجارة » . ولكبى / أكن أتأثر بكلامها 
هذا » لآن السير هيو كان أكير من مليوتير 


و بالرثم من أنه كان بلحدثى شخصية طاغية ٠‏ كانت طا نقائص ١‏ فى أنيل 
الأيام © وحيها كنا ننتظر مسر -جلادستون أتناول الشاى معنا . قالت لنا إذبا 
سوف تبين له أوجه اللتطأ فى سراسته نحو و هنح الي؟ الذااى لإيرائدا . وكنت 
حاضراً من أول الزيارة حبى ايها » ولكبى ا أسمعها تتفوه بكلءة نقد ولحدة 
هذه السياسة . حى هى 2 استطاع جل دسدون أن يشحمها بنقارة من تينه الى 
تشبه عين الصقر . وقد أخيرق اللورد 0 ؛ زوج ابنبا ٠.‏ بقصة أخرى 
أكثر إذلال” ا حدثت ذات مرة حيها كانت تق : ف ١‏ نورث كاسل » . فق 
كان مع الفنان المصور بيرن جونز » الذذى كان م م هناك أيفماً . حافناة ا 
عل شكل سلحفاة . وكانت توجد هناك سلحفاة حقيقية تسلات دجلا . ذات 
يوم » إلى المكتبة . وأوحى ذلك بخيلة لطيفة إلى الحاضر ين من الشباب . إذ وفسعوا 
حافظة التبغ » أثناء الغداء . يوار مددفأة حجرة الخلوس . وحيمًا عادت السدات 
من «حجرة الطعام اكتشف أحدهم بطر بقرة مسرحية كيف أن السلحفاة قل 
تسللت إلى حجرة ابلتلوس . وحيما رفعت من مكانبا ٠‏ تيأ أحدهم ددا فيشة 


43 
قائلا إن ظهر السلحفاة قد أصبح رخواً . وهنا أحضر لورد كارليل الليزء 
المطلوب من دائرة المعارف » وتظاهر بأنه يقرأ فقرة فى الكتاب تقول إن الخرارة 
الشديدة قد ينتج عنها ذلك الأمر ( ليونة ظهر السلحفاة) . وأظهرت جدق 
اهتاماً كبيراً بها ظنته .حقيقة ومن ظواهر التاريخ الطبيعى » وقالت إنها كثراً 
ما أشارت إلها ق مختلف المناسبات . وبينا كانت تتشاجر مع ابنها الليدى 
كارليل » اخيربها ابتها ق خيث ٠‏ محفيقة ما حدث . فقالت حدق : وقد 
تكون لى نقائص عديدة » غير ألى لست غبية » وأنا أرفض أن أصدقك » . 
وكان أخى » الذى كان له طبع آل ستائلى » يحب هؤلاء ء ويكره آل رسل . 
أما أنا فكنت أحب هؤلاء الأخير بن» وأخشى آلستائل . غير أن عواطق تخيرت 
حيما كبرت . فأنا مدين بخجلى » وحساسيتى » وح للميتافيزيقا » لآل رسل . 
ومدين لأسرة ستانلى يطاقبى » وصحبى اللحيدة وروحىالمعتوية العالية . وعلىالعمومء 
فإن ما ورئته عن هؤلاء الأخيرين ء أفضل مما ورئته عن الأولين . 
وأعود إلى الحديث عما أتذ كره من طفولى » فأقول إن ما أذكره بوضوح 
بعد ذلك هو شتاء 188٠١‏ 1881 ء الذى كنا نقضيه قى بوريموث . ولقد 
عرفت مناك لأول مرة اسم توماس هاردى »الذى كانت روايته و نافخ البوق 6 
ذات الأجزاء الثلاثة » موضوعة على منضدة حجرة الخلوس » وأعتقد أن السبب 
الوحيداق ألى أذكره » هو أنبى تساءلت -حينئل عما يكون نافخ البوق» وعرفت أن 
الرواية كانت بقلم مؤلف 0 بعيداً عن الخشد المائج و و أكن أعرف أيضاً ماهو 
الحشد المائج . و بيما كنا هناك قالت لى مربي الألمانية إنه لا بمكن لأحد أن 
محصل على هدايا عيد الميلاد مالم يؤمن « يبابا نويل ؛ . ولقد أبكانى هذا لأى 
/ أستطع أن أومن عثل هذه الشخصية . والثىء الالحر الذى أذكره عن هذا 
المكان هو العاصفة الثلجية التى لم أر لما مثيلا” » وأذكر أننى تعلمت هناك 
الانزلاق على الكليد » وهى التسلية الى كنت شديد الولع بها فى صباى . 
ول تكن تفوتى فرصة واحدة للانزلاق على الحليد » ولو كانت الثلوج غير 


مأمونة ٠‏ فبيها كنت أقم ذات مرة قى شارع دوفر » ذهبث إلى حديقة صان 


3 
جيمس لأتنحلق ٠‏ وهناك سقطت . وأحمسست بالعار 


قَّ الشوارع ولكى لم أقلم عن عادة الاذر ىّ حرا لى الثلوج الى وق كاه : 5 أذ كر 
شيئاً بالمرة عن العام الثالى » غير أن عيد ميلادى العاشر ما زال عالقا بذا كرق 


. ونا أ, رت 35 


بوضوح تام : : وكأنه كان بالأمس . كانت الدئيا مشرقا قَةَ ودافئة . وكنت أجلس 
فى شجرة لبرنون مزدهرة . ثم بعد ذلك جاءتنى سيدة سو يسرية لتلعب معى 
بالكرة . وكانت قد جاءت للاختيار الشضعى ٠»‏ وبعد ذلك أللقّت بالعمل 
كربية لى . وصصحت لها لفظة « امسك » بالكرة البى أخعلات فى استعماها . 
وحيما كان على أن أقطع كعكة المملاد ٠‏ شعرت جل شلديل لآنى ' أستطع 
أن أسحب القطعة الأول . غير أن الشىء الذى ما يزال عالقا بذاكرق . هو 
إشراق الشمس . 

وف سن الحادية عشرة بدأت دراسة هننسة إقليدس . وكان أنى يقوم 
بتدريسها لى . وكان ذلك من أهم أحدءاث حياتقى ٠‏ وقاء برنى كأنه المي الأول . 
أكن أتخيل أن هناك ق الحياة شيئاً أكر إمتاعاً . و بعد أن تعلست الاستدلال 
الخامس » قال لى أنتى إنه من الأجزاء البى يجمع الآخروك على سعوبتها . 
ولكى لم أجد صعوبة تذكر . وهذه هى المرة الأأيل البى تحققت فيبا من أنى 
على شىء من الذكاء . ومنذ هذه اللحظة حبى التبانى أنا وهوايبد من تأليف 
« أصول الرياضيات» » وكنت حينئذ ق الثامنة والثلائين . كانت الرياضيات 
هص شغ الأول ؛ ومنبع سعادل اأرئيسى . غير أنها ككل سعادة لم تكن خالسة 
بغير شوائب . فلقد قيل لى إن إقليدس قد أثبتٍ أشياء 5 ثم أصيت تخيبة أمل 
شديدة عندما عرفت أنه ابتدأ ببديبيات . ورفضت فى أول الأمر أن أقيل 
بديبياته مالم يقدم أخحى لى الأسباب الى تدعو لقبولها ء ولكنه قال : « إذا 
م تقبلها فلن تستطيع الاستدرار » ولا كنت أرغب ف الاستمرار فقد قبلا 
مؤقتاً على مضض . ولقد لازمى الشلك الذى خامرفى حينئذ مخصوص مقدمات 
الرياضيات ٠‏ وحدد اتجاه العمل الذى قمت به بعد ذلك . 


3 


ووجدت أن بدايات ابخبر أكثر صعوبة » وربما كان ذلك زتيسم 


هه 
لتدريسها بأسلوب م“ . فلقد كان على' أن أحفظ الآتى عن ظهر قلب : 
« إن مريع مجموع عددين يساوى مجموع مر بعيبما.مضافاً إليه ضعف ما ينتج 
عبما » . ولى تكن لدى أدنى فكرة عن معى هذا الكلام . وحيما كنت أنسى 
هذه الكلمات كان مدرسى يرميى بالكتاب © وهو شىء ١‏ ينشط 
ذكائى بأى شكل . ممع ذلك سا ركل شىء على ما يرام بعد البدايات الأول 
الجبر . ولقد اعتدت أن أثير إعجاب المدرس اللتديد ععلوماق . وق إحدى 
المرات » وكنتم فى الثالثة عشرة من عمرى » برمت » أمام مدرس جديد ء 
بنسآ » فقال لى : «لاذا يدور هذا البنس ؟» فأجبت : ولألى أديره بازدواج 
إصبعى 6 | فقال : « وماذا تعرف عن الازدواج ؟ فقلث : و إنى أعرف كل 
شى ء عن الازدواج » . وكانت جد قى وف داتم من أن أرهق نفسى بالعمل» 
لذلك قصرت من ساعات دراستى . وكانت النتيجة أننى اعتدت أن أعمل ى 
غرفة نوى'! فى الخفاء مستعيئاً بشمعة واحددة . وكنت أجلس إلى مكتى قى 
قميص النوم فى الليالى الباردة على استعداد لآن أطى“ الشمعة وأقفز إلى السرير 
عند ماح أقل صوت . 
وكنت أكره اللاتيئية والرونانية » وأعتقد أنه من الغباء أن أتعلم لغة لا يتكلمها 
أحلء . كنت أحب الر ياضيات أكثر من أى شىء آخر » ويعددها التاريخ . 
ولالم يكن هناك إنسان آخخر أقارن نفسى به » فقد بقيت لوقت قت طويل لا أعرف 
إن كنت أحسن أو أرداً هن الأولاد الاتخحرين . ولكى أذكر أنى معت دوماً 
عبى روللو يقول « وداعاً » بلدويت» عميد كلية باليول بأكسفورد »عند الباب 
النارجى » ثم يردف قائلاً : « نعرء إنه يتقدم بطريقة حثيثة حقنًا » وعرفت ء 
بالرغم من أنى لا أدرى كيف ٠»‏ أنه كان يتكلم عن دراسى . وما كدت 
أتحقق من أننى ذكى » -حتى قررت أن أقوم بشىء ذى أهمية فكرية إذا كان 
ذلك فى الإمكان . وصح منى العزم فى مرحلة الشباب كلها على ألا أسمح لثبىء 


3 إلءء يأن ماف ل انت كلما 5-7 ! 01 بنطء» ؛ ها , تضليل ثا . لقلى 
٠‏ السام 2 ٠‏ 2 حرا 


3 
نعمت بالخياة أغاية ما أستطيع . وإن كان بعض ما استمئعت به ينبع من ذزعة 
شريرة . فقد اعتاد طبيب العائلة » وهو اسكتلندى عجو ز سوالف تششبه صيف 
الم ؛ أن #زودنا ف عربته الى كانت تنتظره عند الباب الخارجى ريما ينهى من 
علاج مرضاه . وكان لسائقه قبعة عالية توحى بعلو كعيه فى مهنته . فكنت أصعد 
إل مطح المنزل .حيث أطل على غطاء الرأس الفاخدر هذا » وألى على -حافته 
المستوية بأ كنام الورد المتعفن الذى كنت أجمعه من البالوعة . فكانت تتناثر 
هنا وهناك محدثة صوت ارتطام بالقبعة ما 'كنت أطرب له . وسرعان ما كنت 
أخى رأسى حتى يعتقد أنها تتساقط عليه من السماء . بل إننى كنت أحياناً أقوم 
بأسوأ من ذلك ؛ كنت أقذفه بالكرات الثلجية وهو يقود السيارة معرضاً حياته 
وحياة سيده » العينتين » للخطر . كنا كانت لى تسلية أخرى تطيب لى كثيراً . 
فحيها كانت الخديقة تزدحم أيام الالحاد بالناس كنت أتسلق شجرة زان 
كبيرة تقوم عند مباية أرضنا . وحينا كنت أصل إلى أعلى قدة فيها ٠.‏ كنت 
أتدلى منها ورأسى إلى الأرض » ثم اتحذ فى الصياح . وكنت أرقب اللجماهير الى 
احتشدت وأتحذت تتناقش باهمام بالغ فى الطريقة المثلى لإنقاذى . وحيمًا كنت 
أرى أنهما على وشك أن يتخذوا قراراً فى هذا الشأن » كنت أعتدل » وق هدوء 
أهيط إل الأرض . وكنت آتى أعمالا” أشد عبئاً » فى تلك الأثناء التى كان 
جيمى بيل يقم فيا عندنا . فقد اكتشفنا مقعد الحمام ذا العجلات : وأذكر 
أن جدى كان يجلس عليه ويدفع من مكان إلى آآخحر ٠‏ فأخذناه من الأدجرة 
الى كان عذزوناً فيها » وأخحذنا ندفعه على كز أزالتلال الى عرفناها . وحيما علم 
أفراد أسرق بذلك » اعتبروه كفراً » وأنيونا تأنيباً شديدا . كا كنا نقوم ٠‏ إلى 
جانب ذلك » بأشياء لم يكن الكبار يعرفون عنها شيئاً . فكنا «ثلا” ذر بط -حياد” 
ف غصن شجرة » ونتأرجح » بعد مران طويل » فى دائرة تامة لتعود إلى النقطة 
الى بدأنا منها .. ولولا مهارتنا الفمائقة لتوقفنا عند المنتصف » وارتطمنا بيجذع 
الشجرة ؛ ذلك الارتطام الذى يؤلم الظهر . وكنا » إذا ما زارنا أولاد آآخرون ع 
تعرض علييم هذه اللعبة بنجاح . فإذا ما حاولوا أن يقلدونا » كنا نشعر بغرح 


3 
حبيث طا : إذا ما فشلوا فى مسعاه وتأموا . وكان لعمى ر وللو الذى ظللنا بععض 
الوقت نقضى معه ثلاثة أشهر فى العام » ثلاث أبقار وحمار . ولا كان الحمار 
أكير ذكاء من الأبقار ٠‏ فقد تعلم أن يفتح البوابة الى تفصل بين اللقول . 
وكانوا يقولون إنه حدا رجامح عديم الخدوى . ولكى كنت لا أوافقهم على ذلك » 
فقد تعلمت » بعد حاولات غير موفقة » أن أركبه بلا سرج أو عنان . وكان 
يرفس ويقفز ولكنه لم يفلح فى الإلماء لى إلا فى تلك المرة الى ربطت فيها بذيله 
صفيحة مليئة بالأحجار . ولقد اعتدت أن أمتطيه وأطوف به الريف » حبى 
حينا كنت أذهب لزيارة ابئة الاورد ولزلى الذى كان يعيش على مسافة تقرب 

من ثلاثة أميال من منزل عبى . 


الفصل الثانى 
مجاه المراهقة 


كانت طفولى » بوجه عام ؛ سعيدة ومستقيحة ولا التياء فيبا . وشعرت أثناءها 
بإحساس ودى نحو معظم الكبار الذين ثم احتكاكى بهم . وى أذكر تخريراً 
واضحاً ددا طرأ على" عندما بلغت ما يسمى فى عل, نفس الطفل الآن عرحلة 
(البلوغ ) فى تلك المرحلة كان يلذ لى أن أستخدم الاخة الدارجة وأتظلاهر باتعدام 
الشعور وأتشبه « بالرجال ه عامة. وبدأت أحتقر أهلى لذعره الشديد من تلاك 
اللخة واعتقاده السخيف بأن تسلق الأشجار يفضى إلى المهالك . و بلغ من كيرة 
ما حرم على أن أفعله أن تولدت عندى عادة الكمان واغتادعة الى لازمتى حى 
سن النادية والعشر ين . وأصبحت بعد ذلك أصدر عن طيبع راسخ حين أحتفيظ 
لنفسى با أريد أن أفعله » لا أفضى به لأحد . ولم يفارقى ذلك الشعور الطاغى 
أبداً بل كان يدفعى بشكل غريزى نحو الإخفاء والتعمية . وما زالت عندى 
إلى الآن نزعة إلى إفاء الكتاب الذى أقرأ فيه عندما تمل على" الوافدون » وإنى 
لأمسك لسانى عادة عن الإفضاء بالمكان الذى كنت فيه والإفصاح عما كنت 
أفعله . ولا يتسى لى التغلب على هذه النزعة إلا بعد جهد جهيد ءن فعل 
الإرادة » ذلك أنها تولدت عندى: ونمت على مر السنين الى كان يتعين على" 
فيها أن أشق طريئى بين مجدوعة من الرمات السسخيفة التى لا معنى لطا . 

كانت سنوات المراهقة بالنسبة لى يملؤها الإنحساس بالوحدة والشقاء . وكنت 
مضطرًا فى حيانى العاطفية والعقلية إلى التذرع بالكيّان عن الناس » وكانت 
اهماماق موزعة بين اللتنس واللدين والرياضيات. وذكرياتى فيا يتعلق بموضوع 
الجنس إذ ذاك يشويها شعور من عدم الارتياح , ولا أحب أن أعود بالذا كرة 


مم 


44 


إلى ما كنت أشعر به ى تلك السنين ١‏ ولكنى سأبذل قصارى سعى فى سرد 
ما وقع لى بالفعل لا ما كنت أود أن يحدث . كانت المرة الأولى البى وقفت فيا 
على حقائق الحنس عندما كنت فى الثانية عشرة من عمرى وعلى يد صبى اسه 
إرنست لرجان كان] أحد رفاق فى روضة الأطفال ونحن صغار . وقد بت معه 
ذات ليلة ى نفس الغرفة » فأخل يشرح لى طبيعة العملية الخنسية ودورها فى 
إنجاب الأطفال معتمداً فى توضيح ما يقوله على الحكايات اللطيفة البى تثير 
الضحك . ووجدت ما قاله مثيرآ للاههام إلى أقصى حد » ولكن كلامه لم يبر 
فى جسمى أى رد فعل لصغر سبى . وبدا لى بديهيثًا إذ ذاك أن الاباحية اللنسية 
هى النظام الأمثل » وأن نظام الزواج المسيحى مرتبط بالحرافات المسيحية الى 
تجاوز حل العمّا 1 نا واثق أن هذه الفكرة لم تطرأ إلا بعد مرور فارة وجيزة 
على إدرا كى الحقائق 


0 عشرة هن غمرى © ذكر لى مؤدنى الخاص أنى يصدد 
الدخول فق مرحلة هامة من التغير الكسمانى . وكنت إذ ذاك قادراً » على نحو ما ع 
أن أفهم مرماه . إذ كان معى فى تلك المرة غلام شخ راسعه جيعى ييل وهو نفس 
الشخص الذى قابلته فى مدينة فانكوفر فها بعد ق عام 19174 ء وكنت وإياه 
ثقلب وجوه الرأى ٠‏ بل كنا نشرك معنا الخدم الذى كان فى مثل سننا » ولعله 
كان يكيرنا بسنة وكان يعرف أكير مما نعرف . وعندما تسرب الخير بأننا قضينا 
واة 5 فى حديث مريب مع اللخادم تعرضنا لكلام فيه لهجة الأسى العميق 
أمرنا بالذهاب إلى الفراش ولى يصرف انا من طعام إلا الحبز والماء . والغريب 
ان هذه المعاملة لم تصدى عن الاهمام بموضوع الجنس بل قضينئا وقتاً طويل” 
فى حديث يعد نخارجاً عن -حدود اللياقة وى التعرف عل أشياء كنا نجهلها » 
وقد وجدت القاموس الطبى مفيداً ق هذا الصدد . ولا بلغت اللخامسة عشرة من 
عبرى أخذت تجتاحبى مشاعر الحنس . بحيث لم أكن أقرى على احالها . 
فيا كنت أجلس مستعدً! للعمل أحاول التركيزكان ذهنى يتشتت على الدوام 
بسيب الرعية الخنسية . وتولدت عندى العادة السر 5 ولكى كنت داعا ألر م 


مع 


م 
حدود الاعتدال ولا اأشتط ٠‏ وظللت أمارسها حتى سن العشرين ثم أقلعت عنها 
فحأة حين عرفت الب . 


كان المؤدب الذى أخبرنى بقرب حلول قترة الباوغ هو نفسه الذى تحدث 
معى بعدها بعدة أشبر عن صدر الرجل وبدى المرأة ( والكلمة الإنجايزية الى 
تدل على المعبى الثالى هى نفسها الى تدل على المعبى الأول مع زيادة 
الخرف 58 الذى يبين صيخة الجمع ) وكان ملاحظته هذه من شدة الوقع فى نفسى 
ما جعلى أبدو وقد صدمت » وقد عاونى على استجماع ححيانى وتزمى بعدها . 
وف فترة البلوغ بددت ساعات طويلة كل يوم فى اشهاء النظر إلى جسد أنى 
وكنت أسترق النظر من خلال النوافذ إلى الخادمات وهن يقمن بارتداء ملابسين 
على أمل رؤيتهن ولكن دون .جدوى . وقضيت أنا وصديى فترة فصل من فول 
الشتاء فى بناء ببت تحت سطح الأرض : كان يتكون من نفق طويل يتعين 
على المرء لكى يجتازه أن ينحف على يديه وركبتيه وينتهى إلى غرفة من ست أقدام 
مكعبة . وكانت عندنا تحادمة كنت أتسل إليها كى تصحببى إلى المنزل وهثاك 
كنت أحضلها وأقبلها . وى مرة طلبت إليها أن تقضى معى ليلة . ولكبا قالت 
إنها تؤثر الموث على أن تجيبى إلى ما طلبت . وصدقنها فقد ظهرت عايه! الدهشة 
وقالت إنها كانت تظنبى ولد صالاً » ووقفت عند هذا الحد فلم أتماد معها 
وكنت ق ذلك الوقت قد تخليت تماماً عن الاتجاه العقلى فى تناول موضبوع الس 
بعد أن تمسكت به فى مرحلة العو السابقة . وتقبات الآراء السائدة حر مذ على 
أنها آراء سديدة تماماً وركبى الم فأصبحت أعد نفسى من الأشرار النجار . 


2 الوقت تفبسيه زاد سم بكر راأسة فس اذ عكىت” ح!! 2 .أ ا 1 وله عط بخار 
2 ى 2 لعما الى دراسسها بحمايه ور 


قليل من الذاكاء . ولكن قيل لى إن الانشغال بعملية الاستبطان ذلاهرة مرضية , 
فاستمّر قى ر وعى أن هذا ليس إلادليلة” آخر على شذوذى وخر وجى على الأليف» 
ولكى بعد سنتين أو ثلاث فى الاستبطان أدركت فجأة أن هذا هو السبيل 
الوحيك الام للحصول على قدر كبير من المعارف الهامة ومن ثم لا يصمح استنكاره 


ووصمه بانه ظاهرة مرضية . وشعرت بارتاح عتدما وصلت إلى هذه التقطلة 
٠‏ رك مامه 2 0 م 7/6 . 


١ه‏ 
هذا الانشغال اللسدى كان يلازمه تعلق شديد بالمثاليات ولم أفطن إذ ذاك 
إلى أن لهذا التعلق أساساً جنسينًا . وأصبحت أستمرئ -جمال الغروب والسحب 
والأشجار ى فصل الربيع واللتريف ٠‏ وكان شعورى نحوها مشبوباً بالعاطفة 
المتقدة نظراً إلى أن هذا الشعور ليس إلا تسامياً بالمنس قى اللاوعى وتحاولة 
للهرب من الواقع . وأقبلت على قراعة الشعر . وابتدأت بالشعر الردىء والبالغ الرداءة 
كشعر قصيدة « الل كرى » للشاعر تنيسون أمير شعراء الإنجليز ىق 7 
فكتوريا ٠‏ ثم قرأت ق السادسة عشرة والسابعة عشرة من عمرى » على قددر 
ما أتذكر الآن ٠‏ كل أشعار ملتون ومعظم أشعار اللورد بايرون وعدداً كبيراً من 
مسرحيات شكسبير ٠‏ وأجزاء كبيرة من شعر تنيسون ثم اننهيت بالشاعر شيللى » 
وقد عدرت عليه بمحض المصادفة ذات يوم حين كنت جالساً فى غرفة الاستقبال 
فق بيت الى مود الكائن بشارع دوقر . فى فبرة الانتظار فتحث ديوان شيالى 
عند قصيدته « ألاستور ٠‏ . وبدت لى أجمل قصيدة قرأنها فى حياق» وكان 
السر الأكبر قى إعجانى بها كامتاً » بطبيعة الخال » ى بعدها عن الواقم . 
وسألت الكبار عما إذا كان شيالى يعتبر شاعراً عظيا فوجدتهم يسيئون الظن بهء 
ولكن هذا لم يصدنى عنه فاندفعت إلى قراءته فى وقت فراغى كله وحفظته عن 
ظهر قلب و«أنا أعلم أنه ليس هناك من أففى إليه بما يجول قى ذهبى وخاطرى 
بشأنه . وكنت أتمى فى قرارة نفسى لو أنى التقيت يشيللى وعرفته فى ححياته 
فما كان بطر لى أن هناك إنساناً أتجاوب معه فى الشعور بقدر ما تجاويت 
مع شيللى . 
وإل جانب اهمّاى بالشعر كنت أُملم بالدين والفلسفة اهتاماً كبيراً 
وكان جدى لألى من أتباع الكنيسة الإتجليكانية ( كنيسة إنجلرا) فىحين كان 
جدى لأى من أتباع الكنيسة المشيخية الاستكلندية » وإكنه اننهى تدريجيا 
إلى مذهب التوحيد . وكانوا يصحبونى يوم الأحد » إلى الكنيسة الأسقفية 
الخاصة بالأبروشية فى بيترشام أسبوعاً » ثم يصحبونى فى الأسبوع التالى 


> ااه 
5 


ألكنيسة المشيخية فى ريتشموفد » فحن كانا بلقنوتى فى الييت مذهب' التوحيد» 


؟ه 

وقد آمنت به حتى سن النامسة عشرة تقريباً . فى تلك السنة بدأت بشكل 
منضلم فى تمحيص الحجج والبراهين العقلية البى تساق لإثبات الأركان الأساسية 
الى تقوم عليها الديانة المسيحية . وقضيت ساعات لا تنتهى ق تأمل ذلك 
ا موضوع» ولم أستطع مفاتحة أحد فى شأنه توفاً من إيذائه فى مشاعره ولناجى 
أنا أيضاً إلى المدوء . وخيل إلى" أنى لو توقفت عن الإيمان بالله وشعرية الإرادة 
وبالخلود أصبت بالشقاء . ومع ذلك بدت لى الأسباب المبررة لا غير مقنعة 
إطلاقاً . وكان أول ما تخليت عنه هو الاعتقاد فى حرية الإرادة ٠‏ فى سن 
الخامسة عشرة أصبحت متتنعاً بأن حركة المادة . سواء كانت هذه المادة حية 


فى لغة إنجليزية تكتب بحروف يونانية وجدها فى كتاب « العر ينات اليونانية »ع 
وفعلت ذلك لكيلا يطاع أحد على ما كنت أفكر فيه . وقد أثيت فى هلا كرق 
اعتقادى بأن الحسم البشرى ليس إلا آلة . وكان ينبغى أن أجد لذة عقلية 
فيا صرث إليه من التعلق بالمذهب المادى » ولكتى توصات استناداً إلى أسس 
مطابقة تقريباً لا ذكره الفياسوف ديكارت ( وكانت كل معرفى به قائمة على 
أنه ممترع الإحدائيات فى علم الرياضيات) توصات إلى الاعتقاد بأن الوعى 
حتيقة لا عكن إنكارها : ان م فإن المادية المطاقة لا يمكن أن توم . كان 
هذا فى سن الناسة عشة . وبعد ذلك بسنتين تقريباً أصبحت أعتقد أنه 
لا توجد -حياة بعد اموت » ولكنى بقيت على اعتقادى فى وجود الله لآن « انعلة 
الأول » كانت قى نظرى حجة على وجود الل لاا يمكن دحشبا . ومع دلات فلما 
بلغث الثامنة عشرة من تعمرى ٠‏ وقبيل التحاق تجامعة كاميردج قدت على كتابه 
لل هو ( سيرته الذاتية) قرأته فلفتت نظرى بجملة فيه مؤداها أن والده عامه أن 
هذا السؤال : من خخلقك؛ ؟ لا يمكن العثور له على جواب شاف . وذلك لآنه 
يوحى مباشرة بسؤال| آخخر ومن الى خلق الله ؟ وصرفى هذا عن حكاية « العلة 
الأول ٠‏ وأصبحت بعدها ماحداً . ولكنى فى أثناء تلك الفترة التلويلة من الشكوك 


0ه 
الدينية كان ينتاى الشعور بالشقاء والتعاسة لأنى كنت أتخل تدريجيا عن 
عقيدقى . غير أن هذه العملية ما كادت تم وتصل إلى قرار حى وجدت لفرط 
دهشى أنى مسر وار جك أ لآنى تخالصت من ا موضوع درمتةه 1 
ولكنى لم أتخل عن القراءة قط طيلة تلك المدة . بل كنت أقرأ بشراهة 
وعامت نفسى وقرأت من اللغة الإيطالية ما كان يكفيى لقراءة الشاعر دانى 
صاحب ١‏ الكوميديا الإلهية » والمفكر السياسى ماكيافيالى صاحب ١‏ الأمير » . 
كا قرأت للفيلسوف الفرنسى أوجست كونت غير أنى لم أعبأ به كثيراً » كذلك 
قرأت للفيلسوف بجون ستيوارت مل كتابيه فى « الاقتصاد السياسى » و المنطق » 
يْلاصّبما تلخيصاً دقيقاً . وقرأت للمفكر كارليل بشغف كبير ولكى رفضت 
رفسا باننًا تلك اللدجج العاطفية الى كان يسوقها لإثبات اللدين ء إذ كان رأف 
الذى ثبت عليه منذ ذلك الوقت ٠.‏ أن القضية الدينية يحب ألا تقبل إلا إذا كان 
لما سند كالسئد المطلوب فى قضية عامية . وقرأت المؤرخ جيبون؟! “وكتاب ميلمان 
المسمى « تاريخ المسحية » كنا قرأت رواية « أسفار جليفر » للأديب سويفت 
فى الطبعة الكاملة غير المتقّحة . وكان لما ذكره كاتب الرواية ى معرض -حديئه 
عن قوم أسعهم و ياهو » أثر كبير فى نفسى ء وأتحذت أنظر إلى الخلوقات 
البشرية ق ضوع تلك الرؤية . 
أيجو أن يكوك مفهوماً أن تلاك الحياة العقلية الى كنت أحياها لم يفتضح 
أمرها لأحد من كنت أعاشرهم بل ظلت مدفونة فى خاطرى » فقد كنت 
من الناحية الانجتاعية نحجولاة وكان فى تصرق شىء من الطفولة وقلة الكياسة 
كنت أتحرى الأدب وأحب الخير للناس ولكنى كنت أحسد أولئك الذين 
يدخخلون فى علاقات اجماعية ببساطة وبلا تحرج أو مضاضة فى النفس . أذكر 
أنه كان هناك شاب اتمه كاترمول لم يكن يتمتع بسمعة طيبة من الناحية 


ع يسيس مم سسسمم اد صم مسمس عونمم ماحم ام ممجسو 


(1) إدورد جيبون (/ام/ا11 - 1744) هو المؤرخ الإنجليزى المشبور وصاحب ( سقوط 
الإمبراطورية الرومانية ) . 


4ه 

الأخحلاقية . لاحظته مرة يعشى مع فتاة أنيقة وقد ارتفعت بربما الكلفة . وكان 
واضحاً أنه يسرها . فآ ليت على نفسى ألا أتصرف أبداً بطريقة تسر أى فتاة 
أتعلق بها . وقبل حلول عيد ميلادى السادس عشر كانت قد تجبعت ادي 
القدرة أحياناً على التحدث عن بعض الأشياء مع الذين كانوا يتولون تعلييسى 
الخاص . فحى ذلك الوقت كان تعليمى كله فى المنزل ولكن القائمين عليه من 
الدرسين الخصوصيين لم يكونوا يعملون أكير من ثلاثة أشور . ولى أدر هذا 
سبباً ولعل ذلك مرجعه إلى أنى كنت أحملهم على الدخول معى فى مؤامرة تدع 
بها أهل كلما اشتطوا فى مطالبهم مبى ٠‏ وكان أحد هؤلاء المدرسين من أنصار 
مذهب اللاأدرية . وكان يسمح لى بالتجادل فى الدين معه وأظن أن هذا كان 
هو السبب ق طرده عندما الكشف أمره . أما أقرب أولئك المدرسين إلى أهل 
وأطولم بقاء معى . فرجل مصدور على شفا الموت كان نفسه كريه الرائحة 
إلى حد لا يحتمل . ولى يخطر يبال أهلى إذ ذاك أن وجودى فى مره على 
الدوام شىء غير مستحب من الناحية الصحية . 


وقبيل عيد ميلادى السادس عشر أرسلول إلى أحد المدرسين الملحقين 
بالحيش قى أولد ساشجيت الى كانت إذ ذاك بقعة ريفية . ولم يكن يقوم 
بالتدريس ليعدنى لدخول اليش ٠‏ بل لكى أنجح فى امتحان الم.ابقة ألخول 
كلية ترينى يجامعة كاميردج» وكان الآخرون «جميعاً تقر يباً يستعدون للالتحاق 
بالحيش فيا عدا واحداً أو اثنين كانا يستعدان للتقدم إلى الدراسات اللاهوتية . 
وكانوا ٠‏ باسئنالى ٠.‏ فى السابعة عشرة أو الثامنة عشرة أو التاسعة عشرة . 
فكنت أصغرهم سنا . وكانوا فى السن الى تسمح لم ببدم الاتصال اللمنسى 
بالعاهرات ٠‏ وكان هذا الموضوع هو شغلهم الشاغل كلما تحدثوا . وكان أشدم 
إثارة للإعجاب شابا يتشدق بأنه أصيب بالزهمرى وشى منهء مما أثار زُهوه . 
فكانوا يحلسون حوله يتندرون ببذىء الحكايات ٠‏ وكاما أتوا علىا حدث من 
الأحداث أتاح 1 ذلك فرصة لإبداء ملاحظات غير لاثقة . وأذكر أن المدرس 
أرسل أحدهم مرة ومعه مذ كرة منه إلى منزل مجاور ٠.‏ فلما عاد حكى للاخرين 


هه 
أنه دق الخرس فخرجت له خادمة قال لها : « إننى أحمل سالة ( والكلمة ى 
الإنجليزية تحمل معبى الرسالة ومعبى الغلاف الواق من الحمل ) فردت عليه : 
إننى مسرورة لآنك تحمل الرسالة  »‏ وفى مرة سمعوا إحدى التراذم الكنسية 
ترتل وفيبا هذه الكملة ‏ سأقم نصبا تذكاريا من الحجر » فتبامسوا فيا بيهم » 
وكأن فى هذه الكلمات تلميحات جنسية . وعلى الرغم من انشغالى الصامت 
بالمنس -- فيا سبق فقد سببت لى مواجهى له على هذا النحو الفاضح. 
صلمة عميقة . وأصبحت متزمتاً ى آرافى وقررت أن الخنس بلا حب تميق ليس 
إلا عملية بهيمية » فأجفات عنه وانطويت على نفسى وقلا تمن احتكاكى بالاخرين 
بقدير الإمكان ٠‏ ومع ذلك وجدوا فى مادة طيبة لامداعبة » فكانوا يجعلونى 
أجلس على كرسى فوق مائدة وأغنى الأغنية الوحيدة الى كنت أعرفها إذ ذاك. 
وهى : 

إبراهم العجوز مات وانطوى 

ون ثراه بعد الان عمرة أخرى 

وقد اعتاد أن يلبس سترة كبيرة بالية 

مزررة تماماً من الأمام 

وكانت له أيضاً سترة أخرى 

من نوع محتلف 

وبدلا” من أن يزررها من الأمام 

كان يزررها من املف 

وسرعان ما أدركت أن فرصى الوحيدة للإفلات مهم كانت فى تذرعى, 
بروح الفكاهة السمبحة . وبعد فصل درامى أو اثنين وفد عليهى فى آآخخر 
يصلح لعبهم وعتاز عنى بأنه كان يستثار بسهولة وسرعة فانصرفوا. عبى وتركوفى 
لشأق » كا أنى تعودت بالتدريج حلديعهم ولم يعد يسبب لى صلعة . ومع 
ذلك تولانى شعور عميق بالتعاسة . وكان هناك مر ضيق عبر الحقول يؤدى 
إلى نيوساوشجيت كنت أسلكه كلما أردت مشاهدة الغروب وحدى أو التفكير 


كه 
فى الانتحار . ولكى لم أنتحر لأنى كنت تواقاً إلى الاستزادة من الرياضيات . 
ولو عرف أهلى نوع الأحاديث الى كانت تدور إذ ذاك لأصابهم الذعر طبعاً : 
ولكن لا كان تقدى فى الرياضيات يسير بشكل مرض فقد كانت رغبى على 
العموم فى أن أب حيث أنا ول أفه بكلمة عن نوع المكان الذى كنت أتردد 
عليه . وق ببهاية السنة ونصف السنة ء دخات امتحان المسابقة فى ديسمير عام 
8 وحصات على منحة دراسية صغيرة . وطيلة الشهور العشرة الى سبقت 
ذهانى إل كاميردج لزِمت المنزل أستل كر مع الشخص الى أ-حشبيره عرس 
اليش ليعلمى . 

وكان لى أثناء ترددى على المدرس الللتصوصى صديق ٠‏ هو إدوارد فتزجرالد . 
وكانت أمه أمريكية وأبوه كندينا . وقد اشهر إدوارد فتزجرالك فى السئين الآخيرة 
بوصفه من أعظ متسلق الخبال الذين قاموا بمجهودات باهرة فى جبال الآلب 
النيوزيلئدية وجبال الأنديز . وكان أهله من الأثرياء الذين يسكنون فى قصر 
منيف هو رم فى رتلانك جءت 2١‏ , 58 له أحت تكتب الشعر؛» ها كان 
هو نفسه صديقاً للشاعر روبرت براوننج "2 الذى كنت أقابله كثيراً عنده ى 
القصر . وقد أصبحت فيا بعد زوجة للورد إدموند فترموريس . ثم زوجة 
ليجل أسباق تسمت باسمه فأصبيحت سنيورا دى فليى . وكانت هذه الأخمت 
تكيره بكثير» كا كانت على للم تام بالدراسات الكلاسيكية . وقد أضمرت 
كْ تفسى إعجاياً رومانسينًا شديداً با ء إلا أنبى عندما قابلبا بعد ذلك ممدة ع 
تبين لى أنها ثقيلة الظل بشكل لا يطاق . وكان أخحوها إدوارد قد تلق تنشئته الأول 
فى أمريكا » كما كان على سجانب كبير -جددًا من الثقافة . ولكنه كان يميل إلى 

م 
(؟) براوننج (1815 - وهم )١‏ شاعر إنجليزى من أئمة شعراه القَرن التاسم عشر . 


كنت قد قايلت براونتج قبل ذلك وعمرى ستتان عندما كأن مدعوا للغداء فى مير ولك لودج . 


وكان براونتج يتحدث بلا انقطاع فى حين كان الجميع يريدون الاسباع إلى الممثل سلفينى الذى كان قد 
أحضره . وعند ما فاض فى الكيل صرخحت قائلا : 
« كر أود أن يكف هذا الرجل عن الكلام» + وقد كف بالفعل . 


/اه 

الكل والتكلف المرذول وكان متصدراً جدً! فى جالات كثيرة وخاصة فى الرياضيات 
إذ كان فى سعه أن يذكر السنة الى صنع فيها نوع مشهور من اللدمور أو 
السيجار الفاخر . كما كان يستطيع أن يبتلع ملء ملعقة من المستردة المخلوطة 
بالتوابل الخرافة . وكانت له معرفة وثيقة بمواخير أوربا » كنا كان إلامه بالأدب 
واسعاً .وق أثناء فيرة التحضير للدرجة العلمية الأولى يجامعة كامبردج » .جمع 
مكتبة عظيمة من الطبعات الأول لبعض الكتب . ولا تقابلت وإياه للمرة 
الأول ٠‏ أنست إليه فى التو لأنه كان ٠‏ عل أى الألحوال » بعكس الآخرين » 
إنساناً مهذياً رقيق الحاشية . ( مات فى تلك الفيرة الشاعر رويرت براوتنج » 
فلم يبد على أى من الآآحرين أنه سمع به على الإطلاق) . وكنت وإدوارد 
نتوجه لقضاء عطلة آخر الأسبوع معاً فى منزله فنتغدى أولا” مع أهله ثم نقضى 
فيرة السهرة الباكرة هعاً . وكان أهلى قد أنحذوا يجمعون المعلومات عن أهله ذأ كد 
لم روبرت براوننج أنه لاغبار عليهم . وحتى ذلك الوقت كنت أشعر بالوحلبة 
والانزواء . فلما توثقت عرى المودة بيى وبين إدوا د اندفعت ى حبى له إلى 
حد سخيف . ولا حل شهر أغسطس دعانى » لفرط سرورى » إلى اصطحابه 
هو وعائلته ى رحلة إلى خخارج البلاد . وكانت تلك هى المرة الأول الى أخريج 
فيها منذ أن كنت ف الثانية من عمرى . ولذلك تطلعت بشغف إلى مشاهدة بلاد 
أجنبية . ذهينا أولات إلى باريس حيث كان يقام معرض 1889 وصعدنا إلى قمة 
برج إيفل الى كانت جديدة فى تلك السنة . ثم ذهينا إلى سويسرا حيث تنقلنا 
ف السيارة من مكان إلى آحر لمدة أسبوع . وكانت نباية المطاف عند إنجادين .. 
وقد تسلقت» أنا وإدموندء -جبلين هما بيزكورفاش وبيزبالو . وفى كلتا المناسيتين 
هبت علينا عاصفة ثلجية أصابتى الأول بدوار يعرف بدوار الحبال وق المرة 
الثانية أصابه هو الدوار . وهذه المناسبة الثانية كانت مثيرة للغاية فقّد هوى أحد 
المرشلبين الذبين كانوا يرافقوننا من فوق صضرة عالية وكان لابد من تدلية حبل 
لالتقاطه . وأثرت فى رباطة -جأشه إذ كان وهو يهوى إلى أسفل يسب ويلعن ‏ 
حدث فى تلك الفترة لسوء لظ أن اختلفت مع إدوارد فتنجرالد اختلافاً 


مه 
خطيراً نوعاً ما » إذ كان يتحدث مع أمه بلهجة نابية لا تغتفر . ولا كنسه 
صغراً وبتحمساً فقد عنفته على ذلك مما أثار حفيظلته ‏ وقد أسرها فى نفسه لعدة 
شهور . فلما عدنا من الرحلة» وكنا فسكن معأ »حرص على أن يوجه إلى" كلاماً 
موجعاً كان يتفن فيه . وأصبحت أمقته مقتاً شديداً » وهو شىء غير مغهوم 
لى الآن حين أنظر إِليه بعد كل تلك السنين . وأذكر أنه فى مناسبة من المناسبات . 
استبد لى الغضب إلى حد ألى قبضت على عنقه وبدأت أضغط عليه حى 
أخنقه » وكان فى نيى أن أقتله ولكن عندما بدأ لون وجهه بمتقع تراجعت . 
ولا أعتقد الآن أنه كان يعرف أنى كنت أنوى قتله . على كل حال أصبحنا 
بعد ذلك وطوال تلك المدة البى قضاها ى كاميردج والى انبت بزواجه فى مباية 
العام الثانى ء أصدقاء على -جانب كبير من المودة . 

كنت فى خلال هذه الفترة أبتعد بعواطى شيئاً فشيثاً عن أهلى . صميح أنى 
ظلات متفقاً معهم ق الآراء السياسيةء ولكبى كنت أختلف معهم فيا عدا ذلك . 
وحاوات فى أول الآمر أن أتحدث معهم أحياناً ى أشياء كانت تشغلى . 
ولكنهم كانوا يسخروك عمبى دائماً وأدى هذا بى إلى أن أمسكت ول أعد أفتح فى 
بكامة . كان يبدو لى مهيا فى ذلك الوقت أن الغاية من وراء كل عمل نجبه 
أن تكون سعادة بنى الإنسان ولكى اكتشفت . لفرط دمهشبى . أن هناك 
أناساً لايقرون هذا الرأى ؛ وكان الاعتقاد فى سعادة بنى الإنسان ٠‏ فها عرفت 
بعد ذلك » يقرن بمذهب امنفعة 2 . وكان يعتير جرد نظرية من بين نظريات 
أخرى فى علم الأخلاق . ولذلك تمسكت بذلك المذهب بعد أن اكتشفته 
واندفعت بطيشثى محماقى إلى جد لأتى كى أعلها بذلك . فأغرقت ى 
السخرية مبى » وأخذت منذ ذلك الحين تعرض على" عقّداً أخلاقية وتطلب 
مبى حلها طبقاً لاميادئ النفعية . ولاحظت أن رفضها للمذهب النفعى لم يكن 
يعتمد على أسس قوية » وأن معارضها له لا تستند على أفكار ذات بال . 
وعندما اكتشفت أنى أهم بالميتافيزيقا ( أى ما وراء الطبيعة) . ذكرت لى أن 


المي ع سا مسيم ملسم 


١ ١‏ ( مالا 


8ه 

الميتافيزيقا كلها يمكن إيجازها فى هذه العبارة : « ما هو العقل ؟ إنه ثبىء غير 
المادة . وما هى المادة ؛؟ إنها شىء لا داعى لأن تشغل عقلك به » . وعندما كررت 
هذه الملاحظة للمرة الخامسة عشرة أو السادسة عشرةفقدث طرافها بالنسة لى . 
على أب حال لقد استمر تحيز جللى ضد اليتافيزيقا طوال حياتها » كا ببدو 
من هذه الأبيات التالية : 

يا على اليتافيزيقا . 

اللىء بالألغاز . 

إنك تزيد متاهة الحياة تبأ . 

وأنت تباهى بأنك تلق الضوء » 

على ألغاز معتمة مثل الإرادة وا 

ولكنك تزيدها تعقيداً وغموضاً . 

إنك تشرح بطريقة مرضية ع 

سبب كل حمل 

وش غياهب العقل وجنياته 

تدعى أنك تجولت »© 

وتسمى البدمبيات كشوقك العلمية . 

تناولت الصواب والخطأ بالتشريح ء 

وجمعت أشتانهما » 

أما معتقداتنا فلا همك فما يبدو ع 

ولكن أنسجة العنكيوت الى نسجها 

وما وقع فيها من ذباب تافه 

لا تحتاج إلى مكنسة عبجيبة, لإزالها . 

إنك لا تدرك أكثر مبى 

ما معبى الضيحك أو الدموع أو التنيدات 

أو معنى الحب أوارالبغض » أو الغضب » أو الرثاء . 


-. 

إذن » وداعاً ٠‏ يا عم الميتافيزيقا . 

واعتقادى أنك ستصبح علماً بالياً عما قريب . 

وأذكر أنه قالتلى ذاأت مرة عندما كيرت ٠‏ و سمعت أنك تكتب كتاياً 
ا قالها فى لحجة من يريد أن يقول : و سمعت أن لك طفلا آخر غم 

؛ . ول تعترض على الرياضيات بشكل قاطع . ولكن كان عسيراً عليبا 

7 9 ه أن لها نفعاً . وكانت تأمل أن أصبح قسن فى فى الكنيسة التوحيدية . ولزمت 
الصمت بالنسبة لأرائى الدينية حتى بلغت الخادية والعشرين من تمرى . وق 
المقيقة لقد, وجدت أن حياق ف المنزل لن تكون محتملة إلا إذا لزعت الصسمت 
التام تجاه كل شىء بثير اهتائى. لقد كانت جدق تمارس نوعا من المزاح مليثاً : 
عل الرغم من طرافته الظاهريةء بالتجريح والتعر يض . ولم أكن أعرف فق ذلك 
الوقت كيض أرد عليها بالمثل:.» ولذا كان نصيى الألم والشقاء . وكانت أجاثا 
لا تقل سوعاً » وكان عمى روللو قد انطوى على نفسه حزناً على وفاة زوجته الأولى . 
أما أخى الذى كان يدزس فى كلية باليول فقد أصبح بوذيًا . واعتاد أن يذكر لى 
أن الروح يمكن أن يحتويها أصغر مظروف خطاب . وأذكر أنه جالت يخاطرى 
كل الأغلفة الصغيرة الى رأيتها » وتخيلت أن الروح كانت تنيفس بداخلها 
كالقلب ٠‏ ولكن حديث أخى عن غرائب البوذية لم يقدم لى شيا ذا فائدة . 
ول أره إلا لمامآً بعد أن بلغ سن الرشد ء لأن العائلة اعتبرته 1 نما ححبيثاً . وشذا 
ابتعد عن البيت . وكانت تسيطر على جوارحى الرغبة فى أن أقوم يعمل جليل 
فى مفمار الرياضيات عندما أكير ء ولكى لم أعتقد أنى سألتق يوم ما بشخص 
يمكن أن تربطى وإياه أواصر الصداقة . أو يمكننى أن أفضى له بأفكارى فى 
حرية » كنا أننى لم أكن أتوقم أن يخلو أى -جانب من حياق من شقاء كبير . 

وطوال حياتقى ف ساوجيت كنت كثير الاهمام بالسياسة والاقتصاد . فقرأت 
كتاب مل ١‏ الاقتصاد السياسى » الذى كنت أميل إلى الموافقة تماماً على ما فيه 
من آراء . كذلك قرأت للفياسوف هريرت سبنسر الذى بدا لى سجامداً أكار 
من اللازم بممسكه بالنظريات » وذلك ى كتابه 3 الإنسان ضد الدولة » . 


141 

ولكبى كنت أوافق بوجه عام على اتجاهه المتحيز . وأرشدتنى عمبى أجاثا لمؤلفات 
الكاتب الاشتراكى هنرى جو ج صاحب كتاب « التقدم والفقر ٠‏ . وكانت 
معجبة بمؤلفاته أيما إعجاب . واقتنعت بأن تأمم الأرض سيأى بكل المزايا التى 
يأمل الاشتراكيون أن يحنوها من الاشتراكية ٠‏ وظلات أومن بهذا الرأى حى 
الحرب العالمية الأول (1918-15154) . 

وتحمست جلق لانى وعمبى أجاثا فى تأبيد سياسة جلادستون فى منح الحكم 
الذالى لإورلندا ٠‏ واعتاد كثير من أعضاء البرلان الإيراندى زيارة بميروك لودج . 
وكان هذا فى الوقت الذى أعلنت فيه جريدة « التايمز » أن لديها وثائق تثيت 
أن الزعم الإدرلندى بارنيل ٠١‏ الداعية الكبير لاستقلال إيراندا » كان شريكا 
فى جرعة قتل . وهو رأى شارك فيه كل علية القوم تقريباً » بما فى ذلك الغالبية 
العظمى من الرجال الذين ظلوا يناصرون جلادستون حبى عام 1885 . إلا أنه 
فى عام 1١889‏ ثبت بطريقة مثيرة عدم صحة هذه النهمة عندما عجز المزور 
بيجوت عن هجاء كامة « التردد ؛ . ولقد كانت جدلى وعبى ترفضان بشدة 
الرأى القائل بأن أتباع بارنيل متحالفون مع الإرهابيين . وكان بارنيل » الذى 
صافحته مرة » موضع إعجابهما . ولكن عندما تورط بارنيل فى الفضيحة سايرتا 
جلادستون قى التككر له . 

وزرت إيرلندا مع عمبى أجاثا مرتين . واعتدت فيهما أن أخرج للنزهة 
إما بمفردى أو مع الوطى الإدراندى ميشيل دافيت . ولقد كان الحمال المناظر 
الطبيعية أثر عميق على نفسى . وأتذكر على وجه الخصوص مخيرة صغيرة فى 
مقاطعة ويكلو تسمى لوجالا . وترتبط قى ذهى منذ ذلك اين » لا لسبب 
قوى ٠‏ بهذه الأبيات : | 

كنا تسير الأمواج نحو الشاطئ المفروش بالحصى 

كذا برع دقائق حياتنا نحو مبايتها . 

وبعد ذلك يخمسين عاماً عندما قمت بزيارة صديى كروميتون ديفز فى 
دبلن » ألحت عليه فى أن يأخذى لزيارة لوجالا . ولكنه أخذنى إلى غاية عالية 


امم ري سي 


1 
تطل على البحيرة ٠‏ وقفلت راجا وأنا مؤمن بأنه يجب على الإنسان ألا تحاول 
لحياء الذكريات القدية .' 

وفى عام 1881# اشترى عى روللو متزلا” على منحدرات هايندهد فلللنا 
لوقت طويل نردد عليه ثلاثة أشور كل عام . ولم تكن توجد فى ذلك الوقت 
منازل فى هايندهد » إلاحانتان مهجورتان » حانة الأكواخ الملكية وحانة 
الأشواك السبعة ( إنبما الآن ليستا مهجورتين ) . وكان البناء يسير قدماً فى بيت 
تندال الذى كان قدوة لغيره فى بناء منازل هناك . وكثيراً ما ذهيت لرؤية تندال 
النى أعطانى أحد كته يسمى ١‏ أشكال الماء» . ولقد أعجبت به . كعالم من 
العلماء البا زين . وكنت أتمبى بشدة أن أترك انطباعاً طيباً ثى نفسه . ولقد 
نجحث فى ذلك مرتين . كانت الأول عندما كنت أتحدث مع عمى رولاو وأنا 
أضع على أصبعى فى شكل متوازن عصوين بمقبضيهما . ولقد سأللى تندال 
عما أفعل فذكرت.له أنى أفكر فى طريقة عملية لتحديد مركز اللخاذيية . والمرة 
الثانية كانت بعد الأول بسبع سنين عندما أخبرته أنى تسلقت جيل بيزيالو . 
وكان هو من رواد التساق على جبال الآلب . وكذلك كنت أجد سروراً أعجز عن 
وصفه فى التجول وسط نباتات اليج مبتدثئاً من أعلى نقطة فى بلاكدون ١‏ نازلا 
إلى بنشيول حبى أصل إلى ١‏ الديفلز جمبس » عند تشيرت . وأتذكر' على وجه 
الحصوص تجول فى طريق صغير يدعى « حارة الأم بنش » ( وهو الآن طريق 
مزدحم بالمنازل » عليه لافتة مكتوب عليها « حارة بنش ») . وظل هذا الطريق 
ينكمش حى أصبح جرد ممر يغضى إلى تل هيرت . وعلى حين غرة ٠‏ ودون 
انتظار سابق » رأيت منظراً عظيا يضم نصف مقاطعة سكس وكل مقاطعة 
سرى . مثل هذه اللحظات كان لها أثر فى حياتى ٠‏ إذ أنبى تبينت أن الأشياء 
الى حدشتلى خارج المنزل ء قد أحدثت انطباعاً أعمق من تلك_البى وقعمت 
داخله . 


5 


ملحق : « عريئات يونانية » : 

لا مارس 188/8 - سأكتب الآن عن موضوعات شغلتى . لقد دفعتى 
ظروف شى لآن أمعن النظر فى أسس الدين الذى نشأت عليه . فى بعض 
الأمور أكدت النتائج الى توصلت إليها عقيدق السالفة » وق أمور أخرى 
توصلت إلى آراء لا تفزع الناس فحسب ٠‏ بل سببت لى كثراً من الألم . لقد 
وصل إعانى إلى حد التأكد من أشياء قليلة » ولكن آراى » وإنلح تبلغ -حد 
المعتقدات » كانت فى بعض الأمور أقرب إلى اليقين . ولى تكن لد الشجاعة 
بأن أكاشف أهلى . فإن اعتقادى بالخلود لم يكن جازماً . ولقد تعودت أن 
أتحدث قى حرية عن مثل هاده الأمور لمسثر وين . ولكى الآن لا أستطيع 
الإفضاء بأفكارى لأحد . وهذه هى الطريقة الوحيدة الى أنفس بها عن نفسى . 
أعبى التحدث عن مشاكلى ق هذا انال . 

9 مارس - إنى أنوى اليوم شرح أسس إعانى بالله . ويمكنى القول 
باد الأمر إنى أومن بالله إعاناً أكيداً » وإنه يحب أن أسمى نفسى ربوييًا : 
إذا كان على أن أطلق اسما على عقيدثى . وق البحث عن دواعى إبمانى بالله 
سأقتصر على الحجج العلمية ., إن هذا عهد قطعته على نفسى »ء وكلفنى السك 
به أو عدم الانسياق لأى عاطفة » الكثير من العناء واسلتهد . وعند البحث عن 
دوعر علمية للإعان بالله يجب أن نعود إلى بدء اللخليقة . ٠.‏ لحن تعلم أن قوانين 
الطبيعة الحالية كانت ثابتة على الدوام . وأن نفس كية المادة والطاقة الموجودة 
الآن فى الكون كانت موجودة حما منذ الأزل » ولكن نظرية السدم تشير إلى 
تاريخ غير سحيق كان الكون فيه ممتلئاً خابط لا بمك. الاء 


م افيه نضا يس 4ك ميلع خة مصفمب [* ليقع 9" عييزة من المأدذة السذاعية . 


ولذا ثفن الممكن جداً أن المادة والطاقة الموجودة الآن قد خلقت » وهذا يعبى 
بوضوح أن قوة إلهية قد خخلقتها . وإذا فرضنا أنها كانت موجودة منذ الأزل» 
فن أين أ نت هذه القوانين الى تنظ تفاعل الطاقة بالمادة ؟ أعتقد أنه لا يمكن 
أن تعزى إلا لقوة إلهية مسيطرة . وهى التى أسميها الله . 

1" مارس - والآن دعنا تبحث عما إذا كانت هذه المسجم بقيلها الدتا 


54 
أم لا . فلتفرض أن الكون الذى تراه الآأن. نش كحض المسادفة . ا يدعى 
البعض » فهل نتوقع إذن أن كل ذرة تتفاعل فى خار وف معينة تاعلا” مماثاد” 
تماما لتفاعل ذرة أخرى ؟ أعتقد أنه إذا كانت الذدرات خالية من الحياة فليس 
هناك ما بذعو لآن ننتظر هلها أى تشاعل دون قوة مسيطرة . ومن الناحية الأخخرى 
إذا فورض أمها زودت بإرادة حرة فإن هذا يدفعنا إلى الاعتقاد بأن كل ذرات 
الكون قد تجمعت ف رابطة مشتركة والتزمت بقوانين لا يحيد عنها أى »لها . 
من الكلى أن هذا فرض سخيف » وهذا يدفعنا إلى الإيمان بالله . ولكن إثبات 
وجود الله ببذه الطريقة فيه إنكار لوجود المعجزات ومظاهر أخدرى لاقوة الإطية ٠‏ 
وإنكان على أية حال لا يتكر احهال حدوما . لآنه ب إمكان مشرع القوانين 
أن يلغيها » بالطبع . ويمكن أن ننكر وجود المعسجرزات بطر يقة أخرق . إذ أنه 
إذا كان الله مشرع القوانين ٠‏ فإن المسجزات تعبى بالتأكيد عيبا ف التاثون 
ذاته . إذ لابد هن تغييره بين الحين والحين . ومثل هذا العيب لا يمكن أن ذرده 
إلى قوة إهية . ومن أمثلةهذا ما ورد فى الكتاب المقدس من أن الله ندم على فعله . 


ل أبريل والآن أتناول موضوعاً مبمنا نحن أبناء الفناء المسا كين أ كير من 
أى موضوع آخرء أعنى به الخلود . لقد سبب لى هذا خيبة أمل ٠‏ وعذاباً أكر 
من أى موضوع آتحر. هناك طريقان لمعابتة هذا الموضوع ٠‏ أوطءا عن طريق 
التطور ومققارنة الإنسان بالحيوان » وثانيبما عنطر يق مقارنة الإنسان بالل . إن 
لطر بقة الأول علمية أكثر لأننا على كل شىء عن اللتيوان لا عن الله ٠‏ وإذا 
بدأنا بحرية الإرادة ء وفرضنا أنه لا يوجد -حد فاصلل يبن الإنسان واللديوانات 
البروزيوية » وجب عليئا إذن أن كتيج حر رية الإرادة لكل مسها ٠‏ وهذا مر رشن 
العسير القيام به . لهذاء فإنه مالم نكن راغبين ق منح -حرية الإرادة لاءحروانات 
البروزيوية » فإنه لا يتسنى لنا منحها للإنسان . هذا أمر ممكن وإن كان من 
الصعب تصوره » فَإِذا ما تجمعت البر وثوبازمات » وهذا يبدو + تالا على 
ما أرى » بطريقة طبيعية درن تدبير إلطى خاص ؛ إن هذا بعبى أننا كل 


الكائئنات الحية لا تسيرنا إلا قوق كمائية 9 وأننا لا نفوق الشعجرة ة الى لذ يدلعى 


0 
أحد أن لها حرية إرادة » وحى إذاكان لدينا معرفة كافية بالقوى الى تؤثر على 
أى إنسان فى وقت ما ٠١‏ والدوافع المسيرة واأرادعة » وتركيب ممه فى أى وقت » 
حينئذ يمكننا الحزم بما سيقوم به من أفعال . ومن الناحية الدينية نجد أن 
ادعاءنا حرية الإرادة أمر يتسم بالتيجح » إذ أن هذا بالطبع تدخل ق قوانين 
ثابتة سئبا الله ع تسير أعمالنا . أعتقد أنه يحب أن نترك لله سن القوانين الى 
لا تتخرق أبداً والتى تحدد أفعالنا . و بما أننا لا نملك حرية الإرادة فلا يمكن أن 
ننعم باللخلود . 
الاثنين 5 أبريل - أتمنى أن أومن بالحياة الأبدية إذ أنه لما يشقييى كثيراً 
أن أفكر فى الإنسان عل أنه مرد آلة منحتء لتعاستها » الوعى . على أنه 
ليست هناك نظرية أخرى تتمشى مع القدرة الشاملة لله الى يقدم العلم شواهد 
كافية عنها . وهكذا فليس هناك من سبيل إلا أن أكرن ملحداً ! أو غير عؤين 
باللخاود. وعندما وجدت الأمر الأول مستحيلا” » آثرت الاختيار الثانى ١‏ 
دون أن أخبر أحداً . وعلى الرغم من أن هذه الفكرة عن الإنسان عيبة للامال 
إلا أننى أعتقد أنها تعطينا فكرة مدهشة عن عظمة الله إذا فكرنا أن الله فى البداية 
استطاع أن يسن قوانين أنتجت بتفاعلها مع مجرد كتلة سديمية من المادة - ر با 
كانت عرد أثير منتشرى هذا اللدانب من الكون ‏ أنتجت عخلوقات مثلنا لاتشعر 
يوجودها فحسب بل تستطيع أن تتعمق إلى حد ما فى تفهم الأسرار الإطية وكل 
هذا دون تدتحل من سجانبه . والآن دعنا نرى إذا كان مبدأ عدم وجود الإرادة 
الحرة أمراً يثير السخف أم لا. إذا تحدثنا عنه لأى إنسان فإنه يتغامز ولا يكترث . 
قد يكون هذا تخارجاً عن إرادته لأنه يتصدى لأمر يستلزم تقديم يراهين منا , 
لا قبل له بها . وهكذا نرى أنه فى كل عمل نقوم به لابد من دوافع وراعه . 
وكذلك ليس هناك حد فاصل بين شكسبير أو هربرت سبنسر وأحد سكان 
بابوا . ولكن بينْهما و بين أحد سكان بابوا اختلافاً كبيراً كاختلاف أحد سكان 
بابوا عن القرد . 
5 أيريل - إلا أن هناك صعو بات تقف ق سبيل المبدأ القائل إن الإنسان 


سيرق الذاتية 


03 
لا يملك الخلود أو حرية الإرادة أو الروح ٠‏ وإنه باختعسار نوع راق من أنواع 
الآلة قد زود بالوعى . إذ أن الوعى فى حد ذاته صفة تميزه عن المادة الصياء . 
وإذا كان للإنسان صفة تمزه عن المادة الصماء فلماذا لا تكون له صغة أخرى : 
ولتكن حرية الإرادة ؟ وأعبى حر ية الإرادة أنه على سبيل المثال لا مخضع للقّانون 
الأول للحركة » أو أن اتجاه الطاقة الى يستغلها على الأقل لا يعتمد كلية 
على ظروف خارجية . وفوق ذلك » يبدو أنه من المستحيل أن نتصور أن 
الإنسان عا له من عقّل » ومعرفة بالكون » وآراء عن الصواب واللتعلأ » وعواطف 
كالحب والكره » وبا له من دين » لا يعدو كونه مجرد مركب كمانى زائل تعتمد 
شخصيته والأثر الذى يتركه » سواء أكان خيراً أم شر يرا ٠‏ اعيّاداً تامنا 
على الحركة المعينة بلنزئيات المخ » وأن كل عظماء الرجال تكمن عظمتبم قى 
تفاعل جزيئة هن المخ مع أخرى بسرعة أكثر ما نجد عند غيرهم هن الناس . 
ألا يبدو هذا أمراً غير معقول تماماً ؟ أليس من يؤمن ببذا السخف عونا ؟ 
ولكن ما هوالبديل؟ إذا سلمنا بنظرية التطور البى تقبت صعتها عمليًا والبى تقول 
إن ذكاء القردة ازداد تدريجيناء وإن الله فجأة و يمعجزة أضى على أحدها العقل 
العجيب الذى لا ندرك سر امتلا كنا له . إذن ء هل يمكن أن نسمى الإنسان 
عق أعظم خلق الله ؟ هل يقدر على الإنسان أن يبلك تاماً بعد أن تطور خلال 
عصور شتى ؟ إننا لا ندرى » ولكنى أوثر تلك الفكرة على القول بأن الله سعى 

إلى معجزة كلق الإنسان ثم تركه حرا يفعل ٠١‏ يشاء . 
أبريل ‏ وإذا سلمنا بالنظرية القائلة بأن الإنسان فان لا علك حرية 
الإرادة» وهذه جرد نظرية على الدواملآن مثل هذه الأمو رلاتعدو كونها تخمينات» 
فا فكرتنا إذن عن اللتطأ والصواب ؟ يتساءل كثير من الناس إذا ما ذكرت مبداً 
القدرية السخيف » الذى يعبى أنه لا إرادة لنا » عل غير مايعتقد رجال 
الدين » يتساءلون عن الضمير الذى يعتقدون أن الله غرسه فى الإنسان . إنبى 
أعتقد أن الضمير يرجع أولا” إلى التطور الذى يكون بالطبع غرائز حب البققاء . 


5 
_ الم*. له" )] و اءع 


ولتأحذ عل ما الثال الاصانا الك 4نم . ْ د امن عع 
_- فق خحعيل لك الوحيما كا الحير ‏ وسيم نار -جارر قن البثدالية . شمير فيا 


> 
يؤدى إلى حياة هادئة للمجتمع ٠١‏ وهى أفضل للمحافظة على النوع الإنسانى . 
وهكذا فإن أسوأ جر بمة بمكن حدوتها ء وابى يعقبها أكير ندم بشعر به إنسان 

هى جرعة القتل لأمبا إفناء مباشر للنوع . ونعلم أيضاً أن العبرانيين كانوا 
ي«تقدون أن من نعم الله أن يرزقهم أططنها ليه" كثيرين ع ومن نقمته أن حرمهم 
من الولد . كذلاك ذرى أن الروممان كانوا عقتون الأرامل وكانوا يحرمون عليين 
البقاء بدون زواج أكثر من عام . ما الداعى هذه الآراء الغريبة ؟ أليس لها 
لااتأن ببشر جدد ؟ لهذا ندرك ماما سيب انتشار هذه الأراء عزاءها بتحكم 
العقل فى البشر ٠»‏ إذ أنه لو انتشرت الخريمة والانتحار بين قبيلة ما » فإِنَ هذه 
القبيلة ستنقرض ومن ثم امتازت القبيلة الى تمقت مثل هذه الأفعال عن 
نظيراتها . بالطبع ٠‏ لقد طرأ تعديل على هذه الاراء فى المجتمعات المتعلمة . 
أما عن رأى فإنى سبأعرضه ق الرة القّادمة . 


.؟ أبريل - - إلى أعتقد أن الاخلاق الفطربة تنبع داعا عمرن فكرة ة بقاع 


النوع . ولكحى لا أعتقد أنه يشيعى للميجتمعات المتحضرة أن تسير وفقَ هذه 
القاعدة . أما قاعدلى قالحياة» الى مهديى ف سلوكى والى أعتير أى انحراف 
* د [آيخس اراء ل أ اله _! م أ > سمل > 1 

عنبا خطيئة < فهى أن أسلك بطريقة قد تجلب أكبر سعادة ممكنة ء سواء ق 


أو الكيف . لقد اعتبرت جدقى هذه القاعدة غير عملية إذ أنه لا يمكن 
أبداً معرفة الثىء الذى بأتى بأكبر سعادة » لهذا من الأفضل أن سير 
الإنسان وفق ضميره . والضمير . على أية حال » يعتمد غالبا على التعلم : 
فالإيرلندى العادى مثلا” لا يعتبر الكذب ذنباً » وهذه حقيقة تكى لإنكار 
قدسية الضمير . وعا أن الضمير » على ما أعتقد » ما هو إلا نتاج مشارك 
للتطور والتعلم ٠ ٠‏ قن السخف إذن أن نتيعه ء بدلا من اتباع العقّل . إن عقلى 
يهدينى و يجعلبى أوثر نيام بأعمال تتجلب أكبر سعادة . وعبثاً حاولت أن أقتى 
طريقاً غير هذا » للم أكن أقصد سعادتى الذاتية بصفة خاصة ء بل سعادة 
ابلتميع دون عييز بين نفسى ء وأقر با إلى » وأصدقاتى ٠‏ أو حبى الغرباء عى 


تماي؟ الا إأجةرى جعي عشضاكة التام ٠‏ لكن من الكل أنه إذا 
كمة كيو له سسا يووا ول 8 _ِ 21 


أرة | أ 
ضغ تا أراى 


8 
تسبى للناس اكتشاف آرائى. فن الأفضل أن أفعل ما يعتقدونه صماباً . وأعلل 
هذا الرأى عا يل : 

أولا” لا سبيل لى غير ذلك بعد أن اضشطررت ٠.‏ ها يفعل كل إنسان 
يفكر تفكيراً جدياً فى التطور . أن أتخل عن الفكرة القديمة بأن أبلأ إلى 
ضميرى ٠»‏ ثم إنه يبدو لى أن السعادة شىء عظلبى نسعى إليه . وكتطبيق عم| 
ذه النظرية عكتى القول إنى إذا كنت فى موقف لا عس إلا شخدمى . هذا 
إذا فرضوجود مثل هذا الموقف. فإنى أسلك سلوكاً يرضى ننس تماماً. ولتفرض 
أنى ووجهت بالمصادفة عوقف أستطيع أن أنقذ فيه رجلا" موته أففل من حياته . 
من الخلى أنى إذا سرت وراء سعادقى الذاتية فإننى ألى بنفسبى لإنقاذه . لأنه 
إذا فقدت حياتى فإن هذه طريقة حميلة لإمالباء و إذا ما أنقذته. فسأشعر سعادة 
للثناء الكبير الذى سألقاه من الناس . ولكن إذا ما تركته يغرق فإنى سأضيع 
فرصة طيبة للدوت وأشى من اللوم الذى سيسب على" . هذا وإن كان ميته 
أفضل لعالمنا » وحياتى بدلا" من تعرضبا غبازفة ما . 

4 أبريل - لقد قلعت على نفسى عهداً أن ألّس : ف كل شىء هدى 
العقل لا الغرائز البى ورثت جانياً منها من أجدادى الذين حصلوا عليها تدر نينا 
طبقاً لعملية الاتيار الطبيعى » وجانباً آتدر من تعليمى . إنه من اسن ؟ أن 
نسير وفق الغرائز ى الحكم على اللخطأ والصواب . إذ أن الخائب المورويث . 
كا لاحظت سلفاً » لا يعدو كونه مبادئ تؤدى إلى حفظل النوع الذى أنتدمى 
إليه » لأن الحانب الذدى ننج عن التعلم قد يكون شخيراً أو 7 تع لتعل م الغرد . 
إلا أن هذا الصوت الداخخل . هذا الضحير الذى دفع الملكة مارى 59 الدماء 
لآن تحرق البر وتستانت . هو ما مجب عليئا نحن العقلاء أن نسير مبديه . 
إنى أعتقد أن الاهتداء بالغريزة أمر بعيد عن الصواب ولذا سأحاول قدر استطاعى 
أن أسيرشد بعقلى . وإذا كان مثلى الأعلى هو أن أو م بأعمال تؤدى قى الماية 
لذ كير سعادة لا كير عدد م٠‏ ن الناس » فإنه يجب أن أي م العققل ف تبين الطاريق 
الذى يحقق هذا المدف . وق أحوالى الخاصة . عل أى حال : 2 


أيضاً وفق مارىق نظراً لما حصلت عليه »ن ن تعلم ممتاز : إلا أنه من الغريب 





4 
أن ذرى الناس يكرهون التخلى من غرائزهم البهيمية والاسترشاد بالعقل . أذكر 
أن أو يه 7 المسكين تورط فى جدل طوال وقت العشاء لأنه هاج الدوافع الغر يز ية. 
واليوم أثناء شاى بعد الظهر تناقشت والانسة بوهار طويلا لأنى قلت إني 
أتبع العقل لا الضمير ف المسائل الى تتعلق باللتطأ والصواب . إنى أمقت جد ا 
اعتناق آراء غريبة لأنى إما أن أحتفظ بها فى طيات نفسى » وإما أفزعت الناس 
تشككى » وهو أمر لا يقل سرعاً عن الانطواء على نفسبى . إنى سأشعر 
بالأسف عندما ترحل الآ نسة بوهلر لأنى كنت أفتح قلى لها أكير من أهل ع 
مع ما فى هذا من غرابة . 

م« مايو - رحلت الآنسة بوهار وتركتنى لرحدق وانطواٌ . من حمسن 
الحظ »؛ على 
أسبوع تقرييا . وهذا ء على ما أعتقد » سينقذنى من التفكير الممل أثناء 
الأسبوع » لانشغالى بالعدل » وبحدة المكان . ولن أتوقع أن أقضى وقتآ ممتعاً 
إلا بعد مغبى فرة من الزمن » كا أنى واثق بأن سفرى سيكون مفيداً لعملى » 
وأرياضتى » ولسلوكى ولسعادق المستقيلة . 

8 مايو ما أسعد حياق »ع لورلا أفكارى التعسة حول اللاهوت . غداً 
سأرحل » وهذا المساء قامت -جدق بصلاة جميلة من أجل حياتى اللحديدة, » 
ومن بين ما ذكرت فيها دعوتها بأن يبدينى الله لمعرفة مدى حيه الكبير لى . إن 
هذا الدعاء لا مكن أن أردده من كل قلبى » وإن كنت فى مسيس الحاجة 
إليه . إذ أنه طيقاً لأفكارى عن الله ليس هناك سسبب يدعو للافتراض بأنه يولينا 
به . إذ أنه اكتى بإدارة الآلة فى بادئ الأمر » وتركها تستتخلص النتائنج 
الضرورية لا . والآن عكنك الادعاء بأن قوانينه وضعت بشكل يبى“ أكير 
سعادة ممكنة لنا » نحن البشر الفانين » لكن هذا القول يفتقر إلى الدليل . 
إذن » لا أرى ما يبرر الاعتقاد بأن الله عطوف على » على الرتم من تأثرى 
من دعاء جد الحميل ونيتها الخالصة . إنه لأمر يجلب السعادة حقا أن يكون 


كل حال » أن كل شىء كان معدا لسفرى إلى ساويجيت ى مدى 


سد م 





و ع و سس ل لو ااه 


. صديق المؤلف‎ )١( 


٠ 
حولك مثل هؤلاء الناس » وباذا كان يحل فى يا ترى لو أننى نشأت فى وسط‎ 
. أسوا من هذا‎ 

دعنا ننتقل الآن إلى موضوع أكثر ببجة . لقد قضيت أنا ومارشال )١١‏ 
دوماً متعاً . إذ ذهينا إلى شاطئ الهر » وسرنا إلى بروم هول -حيث كان يعيش 
أخى » وركبنا بنا زورقاً يملكه فرانك وجدناه هناك » ثم جدفنا أبعد من كو برى 
كنجسةون دون أن شاهدنا أجل و ف دروم هول سوى رجل عجوز أعرج له أدرى 
من يكون . وكان مارشال تواقاً لشرب بعض الشاى واذا ذهبنا إلى ندل وضصيع . 
وكان كل منا يبدو كالابله وهى يسير دون سيرة بادلته إذ تركناها عند مرسى 
القوارب قى تدنجتون » وذذا اعتقدت الخادمة الى كانت حفيقة لدرجة م أعهادها 
من قبل » أننا نجاران أتيا لإصلاح البيت . ثم جدفنا عائدين بأسرع ما يمكن 
وكان العرق يتصبيب منا بغزارة . ولقد وصلنا إلى البيت متأخر ين عشر دقائق . 
بعد هذه الفيرة القصيرة من التجديف . 

مايو - هأنذا ف بيى بعد عودى من ساوئئجيت مباشرة . إنه مكان 
لطيف » على ما يبدو » وإنكان من المؤسن سقنًا أن أرى مثل هؤلاء الصبية 
الذين لا إدراك للم ٠»‏ ولا تفكير مستقل » ولا ولع بالكتب المففيدة ٠‏ ولا بالقيم 
الأخحلاقية ة السامية" . إنه من المؤسيف حت أن نرى أولاد علية العو 1 ف تدم 
متحضر وق بلد من, المغر وض أنه متمسلك بالأخلاق ق مثل هذه الحالة 
المزرية . ولقد شعرت بالسعادة لأنى ١‏ أيحل بعيداً عن مذزلى قيل ذلك » 
وإلا كن ترد واحد ميم ( مهذه المناسيةع إنى أزداد تظلاهراً بالتدي٠‏ ن بشكلمر ب يع( 
إنى أعتقد أن الستة الأشهر الى مضت منذ رحيل بيل : قد أحدثت تغيرا فى 
تفسى . لقد أصبحت أكثر هدوءاً » وتفكيراً وشاعرية عن ذى قبل . وأستشيد 
على ذلك بشىء بسيط .لم أكن أفكر فى مناظر الر بيع ولكن هذا العام استول 
على جماطها لدرجة أننى سألت جدنى عما إذا كانت تبدو أكثر نجمالا” من 
المعتاد . فأجابت بالتق » إننى أهوى الشعر أكثر من قيل . ولد متحت بقراءة 


22 
)١(‏ هو أحد الذي ن تولوأ تعليمى سابقاً . 


7١ 
كل مسرحيات شكسبير التاريخية » وأود أن أقرأ قصيدة « الذكرى » للشاعر‎ 
. تينيسول‎ 

بالا مايو - كا ذكرت فق المرة الماضية » إنبى أحاول أن أسير وفق ميادى 
دون انتظار أدنى جزاء » وحتى دون الاسترشاد بالضمير على أنه ضوء لا ينضل” 
السبيل وواضح أن من العسير على أى إنسان أن سير على الطريق السو 
دون عون من الدين » ومكتفياً با عليه عليه ضميره فحسب . لقد حاولت ذلك 
دون -جدوى . لكن من المؤسف أنه لا ملجأ لى سوى الضحير » فليس لدئ دين 
يعيننى . ومبادق » الها الراهنة » لا تعينى فى حياق اليومية أكير من معادلة 
جبرية . ولكن أكير حاذز إلى حياة صالة بالنسبة لى » هو .حب جددتى لى 
والآلم البالغ الذى أسيبه لها إذا ما أخطأت . لكنبا ستدوت يمماً ما » فلمن ألا 
يا تريى ؟ إن معظم ما أخشاه هو أن حياتلى بعدها ستتحطم دون سند من الدين . 
وأكبر ما أتمناه هو ألا ينتشر دينى لأنه ينبغى على" » دون كل الناس » ونظراً 
لتر بيتى وشلة العناية بالخانب الأخلاتى فيها » أن أكون أكير الناس ممسكاً 
بالأخلاق . وكان ذلك ممكتا ارلا أفكارى التعسة » إذ أنه من اليسير على الإنسان 
الذى يتعرض لإغراء شديد أن يقنع نفسه بأن السعادة لا تأتى إلا بالرضوخ هذا 
الإغراء » عندما يرى على ما أعتقد » أن السبيل الذى نشأ على مقته قد أصبح 
فاضلا” . وإذا ما تحطمت آمالى فإنى سأقدم هذا الكتاب لتعليل ذلك . 
إننا ى حاجة إلى لوثر جديد تجدد الإعمان ويبعث الحياة ق المسيحية ويفعل 
مثل ما يفعله أنصار مذهب التوحيد لو أن .لم زعما عظيا كلوثر يتول أمرهيادتهم 
لأن الديانات » كالأشجار ٠‏ تطعن فى السن » مالم تتنارها بد الإصلاح من 
وقت لاحر . لقد كانت للمسيحية ميادءها الخالية أيام مجدها . إننا نريد شكلد” 
جد يدا يتمشى مع العام ويرشدنا ق الوقت نفسه لحياة طيبة . 

يونيو - من الغر يب جدً! أنه لم يتيسر لى الإبمان إلا بعد قليل من المبادئ 
أو العقائد » إذ أننى تبينت أن العقائد البى كنت أومن يها بدأت تنزلق واحدة 
بعد الأخمرى إلى مناطق الشك . لم أشك لحظة » على سبيل المثال فى أن الحقيقة 


ييا سيدا 


١ 
شىء طيب ينبغى للإنسان أن يتمسك به . لكبى الآن يستيد لى عفلم الشك‎ 
والارتياب لآن السعى وراء اللتقيقة قد أدى ف إل هذه النتائئج ال 8< هذا‎ 
الكتاب » فى نحين لو كنت رضيت بتعاليمى الى تلقيتها ى شباى لأرحت تفسى‎ 
من عناء هذا الثنك . إنه السعى وراء الحقيقة الذى حعلم معفم معتقداقى السابقة‎ 
ولا أعتقّد أن هذا قد جعلبى‎ ١ ودفعى إلى ارتكاب خطايا ما كان أغنانى عنبا‎ 
أكثر سعادة . إنه بالطبع قد زاد شخصيى عمق وجعلنى أزدرى التذاهات‎ 
ولا أ كيرث بالسخرية » لكنه حرمبى من الانشراح وزاد هن صعوبة تكوين‎ 
صداقات -حميمة  وأدهى من ذلك وأمر أنه حال بيى وبين الدخول علاقات‎ 
غير متكلفة مع الناس وهذا جعلهم لا يألفون بعس أفكارى العميقة النى إذا‎ 
صادف أن أفصحت عنها لل أصييحت على التو موضع سسخرية كانت مريرة‎ 
وإن كانوا لا يتصدون إيذائى إلى هذا‎ ٠» على نفسى إلى درجة لا توصف‎ 
الحد . وهكذا فى حالبى الخاصة أعتقد أن تأثير السعى وراء الحقيقة كان شره‎ 
. أكثر من خيره . إلا أن اللتقيقة الى أقبلها يعكن القول إنها ليست حقيقة ما‎ 
وقد يقال إنى أنال سعادة كبيرة لو توصلت إلى الحقيقة الأصلية . وإن كان‎ 
هذا فرضاً مشكوكاً فيه للغاية . وذا فإنى شك كثيرا ؟ ف أن الحقيمة لا تنطاوى‎ 
إلا على اير . إن الحقائق البرولوجية بالتأكيد قد حطت من نظرتنا إلى الإنسان.‎ 
وهذا أمر مؤلم . وعلاوة على ذاث » فإن اللتقيقة قد نغرت الأصدقاء القداى عبى‎ 
ووقفت ححائلا دون. تكوين أصدقاء جدد » بكل أسف . على أىحال » ينبغى‎ 
أن بنظر الإنسان إلى هذه الأمور على أنها نوع من التضححية بالذات ع لآن‎ 
» اللقرقة اقى يتوصل إليها إنسان ما غالباً ما تزيد من سعادة كثير ينغيره‎ 
وإن كان لا أثر لها على سعادته هو . على العدوم . إننى أميل إلى مواصلة‎ 
السعى وراء الحقيقة » من هذا انوع اللذى ذكرته قى هذا الكتاب » وإذا‎ 

كانت هذه حقيقة بالفعل فإنى لا أنوى نشرها بل العكس هو اأصحيح . 


© يوليو- لقد بدأت إجازق منذ أسبوع تقريباً » وبدأت أعتاد 
حيأة المنزل 4 وأنظر إل ساوجيت عل أنها حلم من | أسجلام , الماضى . فعلى الثم 


0/1 
من أنى أذكر للناس أنبى مولع يبذا البلد » إلا أن الحياة هناك فى اللحقيقة تزخخر 
بالمتاعب والمواقف الحرجة » وإن كانت أفضل مما كنت أتوقع . لا أظن مثلا 
أن إنساناً عقت الإزعاج ولا يحتمل السخرية مثل » وإن كنت أتظاهر بضيط 
النفس . إنى أشعر باشمئزاز أكير من غيرى بكثير إذا ما أأجبرت عل الغناء 
أو الوقوف على الكراسى أو الاستيقاظ فق منتصف الليل للسكر والعربدة . إنبى 
دائماً أفكر بطريقة منطقية فيا يجب على قوله أوعمله إذ لدى من ضبط النفس 
ما عمكنى من تقديم أفضل مآ عندى » ولذا ذإن الانفعال الذى يبدو بسيطاً 
للآخرينء يرهقى ويوز أعصالى . وعلى كل فهو أمر جميل إذ أنه يزيد من 
مقدرثى على المتع ويدعم أخلاق إلى -حد كبير . ولن أنسى وسط هذه العجالة 
دهشهم لأنى لا أستيخاء كلمة و ملعون » ء الأمر الذى يجعلبى ىق نظرهم رما . 
ِ هذا على أية حال 0 سى ؛ بالنسية لم 1 على الرغى من أن هناك جرام 
ترتكب بالفعل . . . وأشعر بالسعادة إذ إنى لم أذهب إلى المدرسة من 
7 » وإلا افتقرت ل الشجاعة والمقدرة على ااتفكير المبدع المستقل » الأمر 
الذى إن كان سيب لى شقاء وألاً » فإنه أكير ملاذ لى وقت الشدة . وكثراً 
ما يشد من أزرى ما أشعر به من احتقار وازدراء » حتى و إن كان فق غير موضعه» 
نح و كل من يعاملنى يحقد أو اضطهاد . وأعتقد أن شعور الاحتقار له ما يبرره 
إذا سمحت إنساناً اعتاد ترديد عبارات سقيمة ممجوجة . ربا لوأنى لمأتلق تعلها 
متازاً لأصبحت واحداً مثلهم . على كل » إنى أشعر بأنه يحب أن أمتع نفبى 
محياة المذزل أكثر من ذى قبل » وأن أتخيل تفسى بطل مقدامأ حى يسبى لى 
تقبل ما حدث ق ساوثجيت من متاعب وشقاء . 

٠‏ يوليو - يمكن أن ننظر إلى مسألة حرية الإرادة من ثلاث زوايا 
تلفة ومتشابكة ف نفس الرقت » أولاها تتعلق بقدرة الله المطلقة » وثانيتها من 
وجهة نظر كم القانين » وثالثتها تتعلق بالحقيقة الى نقّول بأن كل أعمالنا ع 
إذا ما أمعنا انظ فيها ؛ تبدو وكأنها ناتجة عن دوافع معينة . نحن ذرى ق الخال 
أن هذه الزوايا الثلائة واحدة ٠‏ فقدرة الله المطلقة تعى ى نفس الشىء كحكم 


7 
القانون » وتحديد الأعمال بدوافع هو المظهر اللخاص الذى يراه حك التنانون 
عندما يكم على إنسان . دعنا نمعن النظر ق كل من هذه الوجوه الثلاثة . ماذا 
نعنى أولا” خرية الإرادة إذا نظرنا للأمر من وجهة نظر القدرة المعللقة لله ؟ 
إن هذا يعنى أنه إذا كان أمامنا مجالات عديدة للعمل أمكننا أن نختار 
أحدها . ولكن طيقاً لهذا التعريف » إن الله لا يتحكم فباء وإننا دون الخلى 
أجمعين » لا نعتمد عليه . إن هذا يبدو أمرأغير محتمل» و إذلم يكن مستحيلا. 
إذ أن قدرة الله المطلقة ما هى إلا استنتاج . ولننتقل إلى الزاوية الثانية الى تتعاق 
القانون . من الواضح أن القانون يسيطر سيطرة كاملة على كل شىء 

نعرفه » إلا الحيوانات الراقية . ويتبين وقوع الإنسان تحت سيعارة العاذون 


سي 1 ٠.‏ ايا ؛ التنيٌ أسحياناً بأفعال 


من إمكان جود قانول مثل قاذون جرحم 4 ولن إزمكاب 

الإنسان . إذا كان ١‏ لإنسان خاضعاً لامانيت ع ألا يعجى هذا أن أتماله ماده 
سلف كتحديك النيات وعوه حا إن دوق 1 أرجايل 0 يتحدث عن اك ر يله 
داخل نطاق القانون » لكن هذه العيارة لا معى ها ») ق نلرئ ٠‏ لآن اللدثي تدوع 
للمانون لابد أن يعى نتيجة ما : تتبع دائما ظر وفاً معينة .اح إن اخحتلاف الئاس 


جعاهم يسلكون سلوكا أ متيايناً له ووحهوا ينس الظار وف وا واف 3 لحن . هذا 


-. كح تيا ا لد 


راجع لاخنتلاف شخه يامبم » مثلهم مثل مذنبين يتجهان من نفس المكان 
اتجاهاً متيايناً» وذلك لاختلاف الصفات الخاصة بكل منبما . أما الزاو ية الثالثة 
وهى الى تتعلق بالنظر للدوافع ء فهى أقوى الزوايا الثلاثة . فإذا ما تأملنا أى 
عمل مهما كان أمره » وجدنا وراءه داماً دوافع . لا مميدارة لنا علييا أكثر من 

سيطرة المادة على القوى الى تتفاعل معها » رالى تسبب أعمالنا . إن دوق 
« أنجايل » يقول إنه فى إمكاننا تقديم دوافم لأنفسنا . ٠‏ لكن ألا يسمى هذا 
عملا” تحدده شخصيتنا وأشياء أخرى لا حيلة لنا فيها ؟ إن الدفاع عن -حرية 
الإرادة على أنها شىء نشعر به لا يستحق منا عناء الإجابة » لأئنا لا نشعر 

بالدوافع الى توجد بالفعل » ولا نشعر بتبعية العقّل للم ٠‏ وغيرها من الأمور. 
على أى حال إنى لست على استعداد لإنكار حرية الإرادة إنكاراً بام » إذ 


فأ 


ه07 
أننى كثيرأً ما تبينت أن الحجج السليمة الى تثبت قضية ما هن القَضايا 
لا تتضح إلا إذا ذكرها شيخص ما . إنى أميل بطبعى لإذكار حرية الإرادة » 
ولكن قد تكرن هناك .حجج ممتازة تؤيد حرية الإرادة » حجج لم تخطر ببالى 
ول أشعر بها شعوراً قوينا .. . ليس من السهل أن أقدم على الانتحار دون 
مبالاة » الأمر الذى أعتقد أنه بجحب عل القيام به » لولا تفكيرى ق أهل 


وعشيرق . 


النصل الثالث 


حامتبردح 

كان أى قل نال تعليمه فى كامبردج ٠‏ لكن أختى تعلم : أكسام ررد 

والتحقت أنا بكاميردج لاهانى بالرياضيات . وكانتبداية تجر ببى بكاميردج 
دسممير 8 عندما دلت امتحان القيوكل للمن العلمية . أقمت ىق جنا 
فى الفناء الحديد »ع وكنت أجل من أن أستفسر عن الطر يق إلى دورة المياه . 
فكنت أسير كل صباح إلى الخطة قبل أن يبدأ الامتحان . كنت أرى تخلفيات 
المباى من خلال بوابة الفناء النديد » لكنى ' أجر ؤعللى ارتيادها لشعورى أنبا 
ريما كانت أماكن نخاصة . وحدث أن دعيت للعشاء مع العميد » الذى كان 
من قبل ناظر مدرسة هارو" أيام والدى . وهناك كان أول لقاء بيى و بين تشاراز 
وبوب"') تر يفليان . وكان دوب جرياً عل عادته قد استعار حلة من جه 

حال تشاراز » وأغمى عليه أثناء العشاء لآن أحد الخاضرين تكلم عن إحدى 
العمليات اللراحية . كنت منزعجاً من مثل هذه المناسبة الاجاعية المهولة ٠.‏ 
لكنى كنت أقل اززعاجاً مما كنت عليه مط بشعة أشهير مضت عندها تركقت 
فى خلوة مع جلادستون''؟ حين قدم علينا ليقم فى عبر وك لودج » ولم يدع 
أحد ليكون ف استقباله . ولا كنت الرجل الوحيد فى العائلة . فققد تركنا أنا وهو 
وحدنا عل مائدة العشاء بعد أن انسحبت السيدات . وقد أبدى ملحوظة واحدة 
قائلا” : « إنه صئف جيد جدا من النبيدك هذا الذى قدموه لى ء ولكن لاذا 





. مدسة ثائوية خاصة ى إنجلرا‎ )١1( 
. دويرث هو الاسم الكامل‎ )١؟(‎ 
. رئيس وزراء بريطانيا فى ذلك الوقِت‎ )9( 


1لا 


ىا 
قدموه فى كأس مخصصة بشراب الكلاريت 2١‏ ؟: . ولم أكن أعرف الإإجاية ) 
فوددت لو ابتلعتنى الأرض . ومنذ ذلك اللحين لى أجرب مرة ثانية العذاب الرهيب 
الذى ينتج عن اأرعب . 

كنت أتوق إلى النجاح فى امتحان المنحة العلمية » وأثرت عصبيى قى 
إجاباق . ولكنى مع ذلاك حصلت عل منحة صغيرة سعدت بها سعادة بالغة . 
فقدكانت تلك هى المرة الأول التى أمكنى فيبا أن أقارن نفسى بأبناء جيل من 
الطلية النجياء . 

ومنذ -لدفلة 3 وصول إلى كاميردج فى بداية أكتوير 189٠‏ سار كل شىء 
على ما يرام . فقد وفد از يارتنا خلال الأسبوع الأول من الفصل الدراسى كل 


1 للية المههء ن فى الكلية حينئذ والذين أصبحوا فها بع من أ ام أصدقانل . 


ولم أكن أعرف أول الأمر سبب مجينهم . ٠‏ لكتى اكتشفت فما بعد أن 
هوايهيد ء الذى تول امتحانات المنح ع قد طلب من كل الئاس أن يبحثوا عن 
سانجر وعنى . كان سانجر قادماً جديداً مثلى » وكان يدرس الرياضيات 
كذلك ٠.‏ وكان أيضاً ممن حصلوا على مئحة صغيرة . وكان كلانا يقم فى جناح 


1 


فى فناء هويويل . وكانت طريقة ويب معلمنا » أن يوزع المخطوطات على 
طلبة فصوله » وكان من نصيى أن أسلم سانجر عخطوطا بعد أن اذبيت منه . 
ول أكن قد رأيته من قبل . لكنى ذهلت اكتب الى كانت على الرفوف . 
قلت « إن لديك كتاب دريبر عن تطور أوربا الفكرى » وهو فى اعتقادى 
كتاب قم جدأ » . قال : « أن تأول شخص لقيته قد سمع به 0 . ومن هذه 


اللء* !* إ4*_طالء- 00007 7 ' م 0 ساعة كنا صديى العمر ما رنا 
النترحلة انطلق ينا اللتديث » وق ببانة تصف » 


مل كراتنا ومقدار ما قطلعناه ق الرياضيات 1 والتقفت وجهات نظرنا قَّ اللاهوت 
والميتافيز يتنا . واحتلفنا فى السياسة فقد كان يومئذ محافظاً » ولكنه التمى فى آخر 
حياته لزب العمال . وتكلم عن برنارد ث. الذى لم أكن قد سمحت باسمه حى 

ذلك الوقت . وتعودنا أن نستذكر الرياضيات معاً . كان سريع الفهم بدرجة 


معي بن ١‏ عا لمم | السصسم مم يمد ممم لسعم ا م وميد سر 


000 ذوع من اللبيذ محروف ببرودته . 


م7 
لا مكن تصديقها » فكان عادة يقترب من حل المسألة قبل أن أكون أنا قد 
فهمت السؤال . وقد كرسنا السنة الرابعسة هن دراستنا الخامعية لدراسة علم 
الأخلاق » لكنه درس الاقتصاد » واتهجث أنا لدراسة' الفلسفة . وحعسلنا على 
درجة الزمالة فى وقِت واحد . وقد كان سانجر من أطيب الناس قلباً ٠‏ وق 
آخر يات حياته أحيه أطفالى مثلما أحبيته و ' أعرف أى إنسان أخخر جمع 
بين نفغاذ البصيرة ودفء العاطفة إلى هذا الحد الكامل . وقد أصيح عامياً أمام 
انحاكي العليا » واشتهر ى الأوساط الثقانونية بأن أعد للنشر كتاب جارمان عن 
الوصايا » ذلك الإعداد الذى بلغ حدً! عالياً من سعة العلم . . وكان كثيراً ما يأميف 
لآن أقرباء جارمان منعوه من أن يذكر ق المقدمة أن جارمان مات بلا وصية . 
كا كان أيضاً اقتصاديًا ممتازاً . وكأن ستطيع أن يقرأ ف عدديكاد لا خصى من 
اللغات» ا ف ذلك اللغات غير اللألوفة هثل الميارية والفنلندية . وكنت راق 
فى جولاته بإيطاليا » وكان يجعلى أقوم دائماً بكلالنمعادثات مع أصعاب الغنادق 
ولكنى تبينت عندما كنت أقرأ الإيطالية أن معرفته ببذه اللغة كانت توق 
عراحل معرفى بها . وقد حزنت لموته عام ١917*٠‏ حزناً عفلما . 


أما الأصدقاء الآخرون الذين عرفتبم خلال الفصل الدراسبى الأول فكنت 
مديزاً ععرفهم لتزكية هوايبيد . وقد علمت فيا بعد أن طالياً آتحر كان قد 
حصل ف امتحان المنحة على درجات أكير منى ٠‏ ولكن «هوايبيد رأى أنبى 
أكفأ الاثنين ولذلك أحرق كشوف الدرجات قبل اجماع الممتحنين وأومى فى 
وفضلى على الطالب الآخر . وكان كرومبتون وثيودور لويلين ديفيز من أقرب 
أصدقائى . كان أبرهها قسا. ف أبشية كيركبى اونزديل ء وقد قام 
برجمة جمهوربة أفلاطون ف طيعة تسمى « اللخميرة الذهبية » . وكان ا 
ممتازاً ميل إلىا اللامذهبية. فق الدين » ويستمد آراءه فى هذا الشأن منف . 
موريس . وكان ري لأسرة. مكونة من ستة أبناء وبنت واحدة . وكان يقال ع 
وأعتقد أن هذا ديح » أن الأبثاء الستة » الذين كان كروميتون وثيودور 


أصغرهم : تمكنوا من أن يتوأ تعليمهم خملال مراحل الدراسة قى ف المدارس 


ف 
والدامعة عن طريق المنح ١‏ دون أن يكيدوا أباهم أية تكاليف. وكان معظمهم 
أيضاً رسيماً بشكل ملحوظ » عا قى ذلك كروميتون الذىكانت عيناه الزرقاوان 
الرقيقتان تشعان بالمرح أحيانا » وتتسمان يمسحة من الخد العميق أحياناً أخرى. 
وكان أصغره, ثيودور » الذى كان كر ومبتون بقاسعه مسكنه عندما بدأت معرفى 
مبما ع أكرم كفاءة وأقر بهم إلى قلوب أفراد العائلة . وقد حصلا على درجة 
الزمالة بالطريقة المعتادة» ولكن لى يسم ح لما بالإقامة فى المدينة اللتامعية . وأقام 
الاثنان معأ فى بيت صغير قريب من أسترفية وستمنسر » ويقع ف شارع هادى 
غير مطروق . وكان كلاهما ذابباً متوقد الذهن » مشبوب العاطفة » وكانا يلتقيان 
بوجه عام على نفس الاراء والمثل العليا . وكان ثيودور ذا نزعة عملية فى اللحياة 
أكثر من كر ومبتون . وق دأصبح سكرتيراً خاصا لجموعة متتالية من و زراء اللدزانة 
امحافظين » هداه واحداً وراء الآخر إلى سياسة حرية التجارة ق وقت كان باق 
أعضاء الحكودة يأملون منهم أن يفكر وا تفكيراً مغايراً . وكان يعمل مجدية منقطعة 
النظير ومع ذلك كان جد الوقت لتقليم هدايا إلى كل أبناء أصدقائه » وكانت 
الهدايا دائماً مناسية تماما . وكان غخرك فى كل من يعرفه تقريباً شعوراً عميقاً 
بالمودة . ولم أعرف مطلةآ إلا امرأة واحدة لا تتممى اازواجمنه . وكانتهى ١‏ 
طبعاً » المرأة الوحيدة الى كان يتمتى الزواج منها . وى ربيع عام 1908 ع 
عندما كان ق الرابعة والثلاثين من عمره » عير على جشته ى بحيرة صغيرة بالقآرب 
من كيركى لوذزديل» يبدو أنه كان قد نزل للاستحمام فيها وهو ى طريقه إلى 
المحطة . ولابد أن رأسه ارتطم بصخرة أثناء غوصه فى الماء . وقد عانى كر ومبتون » 
الذى كان شب أنخاه حبنًا جمنّاء معاناة تفوق طاقة الاحمّال . وقضيت أنا معه 
الأمما بيع التالية لموت ثيودورء وكان من الصعب على" أن أجد ما أقوله له(" . 
كان منظر تعاسته يشقينى . ومنذ ذلك الوقت ورنين أجراس وستمنسير يعيد 
إلى ذهنى ذ كرى الليالى الثى قضيتها ساهراً فى ذلك اللبين . وى يوم الأحد الذى 
تلا الحادث » كنت ق الكنيسة عندما تولى والده » يجلد وعزم » إقامة الصلاة 
كالعا'دة ٠‏ وتسجح بصعوبة ق مئع نفسه من الامهيار. وقد استعاد كروميتون 


ال مم لسالس صصص عند أصسق 





81١ انظر خطاف إلى لوبى دارل» بالملحق ص 284 وأيشاً خطابكرومبتون ديفيز ص‎ )١( 


الي 

بالتدريج تمالكه لنفسهء ولكنه لم يشف تماماً من أثر الصدمة إلا بعد زواءجه . 
وو بعك ذلك وذول سب مدهوم ٠‏ ل أره لسزوات عدبيدة وى ميت ذات ممساء. 
عندما كنت أسسئن قَْ تشلسى 3 رئين جرس الياب المتاريجى ٠‏ ودحجلبت 
كر ومبتون على عتبته . وكان سلوكه ا لو كنا قد التقينا ق اليوم السابقء وكان 


ساححراً كالعادة ١‏ وأصر على رؤية أطففالى رهم نيام . وأظان أنى ارتيعات كُّ 
ذهنه لخد كبير بما قاساه بعد موت ثيودور حى أصبح لقالى عبركاً اشجونه لفيرة 


طويلة . 


ومن ذ كر يالى الأول عن كر ومبتون لقالى معام أ أظلم ججزء من درج الكلية 
الحازونى » وكان أول ها سمعته منه ترديده لأبيات الشاعر بليك الشبيرة « أيبا 
الفر . أيها المْر . يا من تلّبب متوهجاً .ق أجمة الليل » . ولم أكن حى تلاك 
اللحظة قل سمحت بالشاعر بليك . وقد هرتى المعسيدة وى لمك أحساببى دوار 
جعلبى أستند إلى الخائط .ولم يكن يمضى يوم دون أن أتذكر حادثاً ما مرتبعطاً 
بكر ومبتون ديف أحياناً نكتة » وأحياناً تقطيية تعبر عن اشمئزازه من تسرف 
حقير أو حديث نفاق . وق أغلب الأحيان أتذكر مردته الفياضة الدافئة . 
ولو نازعتبى النفس ذات مرة إلى أن أحون ثقفته ٠‏ لكان تجرد تفكيرى فما يستتبع 
ذلك من استنكاره باعتا لى على الإإحجام السريع . وكان لمجسع بين حضور 
البديبة » والعاطفة المتقدة ء والحكمة » والتعالى عن الصغائر . والرقة ء والنزاهة 
لدرجة لا يمكن أن يرق إلبها أحد قط . وفضلا” عن كل هذه الصغات . كانت 
مودته الى لايمكن أن تتغير تتيح لى وللآتخرين فى السنين المتأخرة ٠‏ مرسى 
للاستقرار فى عالم متفكلك . 

كانت الأشياء البى يتعلق بها مقصورة عليه وحده . فقا كان عاجرا عن أن 
يتبع أى جماعة سواء فى الخير أو الشر . وكان يجاهر باحتقاره لكل القَمسايا 
الى كان أصدقاؤه يتحمسون لما » ويسخر من هذه القضايا وهو يف حك قى 
ازدراء من « جمعية كذا وكذا » أو ( الحصية العالمية للدفاع عن كذا وكذا » ق 


سحين كان مأل أ ا ب عقاي. ث " حم ,م لذ إرداء ٠1‏ "1 ]| -! 
إل ذال طول الوفت يتحمس بينه و بين نفسه لإيرلندا ضد إنجلرا » ولصغار 


41م 
التجار ضد كبار التجار » وللمعدمين ضد الملاك » وللمنافسة ضد الاحتكار . 
ولكن -حماسه الأساسبى كان ينصب على موضوع فرض الضرائب على قيمة 
الأرض . 
ويعتبر هصرى جورج الآن أشبه بعى مسى . ولكن قى عام » عام 
لقائى بكر وميتون ديفيز » كانت نظريته القائلة بأن كل الإيجار يحب أن يدفع 
إل الدولة لا إلى ملاك الأراضى ما زالت النظرية المنافسة للاشتراكية منافسة 
فعالة عند كل الساخحطين على الظروف الاقتصصادية السائدة دوهع . وكان كر ومبتون 
ديفيز ق ذلك الوقت من أنصار هارى جودج المتعصبين فعلا . وكان يضمر 
للاشتراكية كراهية شديدة » وهو أمر متوقع » كا كان يضمر إخلاصاً عميقاً 
لبدأ حرية التجارة وللفلسفة الليبرالية . لم يكن يمقت الرأسمالى الذى يبرى من 
الصناعة » ولكنه كان يعد ملاك الأراضى الذين يرفضون الضرائب على صناعات 
الآتحرين كابرساً اجماعيا لمهم يملكون الآرض الى يحتاج إليها الغير . ولا 
أظن أنه سأل نفسه كيف يمكن أن تعجز الدولة عن بلوغ القوة العظمى 
لوتمتعت بكل الدخلالذى تجنيه من ملكية الآرض . وكان الإصلاح فرأيه : 
كنا كان فىرأى هرى جورج » يتمثل فق استكمال الايبرالية الفردية » وتحرير 
الطاقات الى تسخنقها اليوم قوة الاحتكار . وق ١4١04‏ كأن كرمميتون ديفيز 
يعتقد أن مبادئ هئرى جورج هى المبادى الى كان يطبقها لويد جورج » 
الذى أسهم ديفيز فق الوصول عمرزانيته إلى حد الكمال . ْ 
وى بداية حرب: 1918-1114 كان كرومبتون ديفيز مستشاراً قانونيا 
لصلحة البر بد 4 ولكن تأبيده المتتحمس لاراء روحته ) الى كانت من أنصار 
ل كلها ل أعوا ع عدا فوقئه ناءكاً ع مطد عا الفء د . و دغ التعصب الذى 
باستفاز ل إبرليدا © سجعل موكفة ابا 5 ارد الى اتر رلا + ارام ب للد 
كان شائعاً وقتئذ فقد قبل فوراً شر يكا فى شركة كوارد وتشانس وشركاءهما » وهى 
إحدى المؤسسات الرئيسية الى تفهم المستشارين القانونيين قى المدينة . وق عام 
0١‏ كان هو الذى وضع مشروع معاهدة السل البى أرست قواعد الحكم 
الذاى الإإيرلندى » برغم أن هذا لم بعلن مطلقآ . وقد كان إنكاره لذاته سبباً ف 
الحيلولة بيئه وبين أى نجاح مادى' هام » إذ أنه لم يكن يعترض سبيل الاخرين 


سيرق الذائية 


م 

الذين كانوا يجنون ثمار ما يوم هو به من أعمال » ولم يكن يبالى بالاعيراف 
بفضله وتقديره على المستوى العام . و برغم أنه كان ذاكفاءة فائقة » إلا أن هذا 
لم يكن السيب الذى جعله إنساناً لا بمكن نسيانه . 

و تكن كفاءة كر وميتون ديفيز هى ما جعله فى نفس الوقت مثيرأً للإعجاب 
لطيفاً » وإنما إفراطه فى الحب والكره » ودعابته البى تفوق اللخيال ٠‏ وأمانته 
الوطيدة . كان من أسرع من عرفت حضور بديبة ؛ وكان مجمع إلى حبه العظيم 
للبشر كراهية يشويها الازدراء لعظم الأفراد وم تكن أمالييه تحال من ن الأحوال 
أساليب قديس . حدث مرة » ونحن فى صدر شبابنا . أن كنت أتنزه معه فى 
الريف» وأوغلنا فى أرض أحد المزارعين وأقبل ال, زادع درى خلفنا ٠.‏ وهو يصيح 
وقد احمر وجهه غضباً . ورقع كروميون بده إلى أذنه ٠‏ وقال يعن-بى الوداعة : 
و هل تسمح برقع صوتك قليلا” ؟ إن سمعى ثقيل جد ١‏ . واحتنق وت الزارع 
وهو نحاول أن يثير ضجة أكبر من الضجة البى كان يثيرها فعلا” , وقد سمعته 
قبل موته بوقت قصير يحكى هذه القصة بإسهاب ممبالغة » وهو يعزو دوره فيها 
إلى"ء وأنا أقاطعه قائلا”: م لاتصدقوا كلمة واحدة من هذه اللحكاية ٠‏ فلم أكن 
أنا الى فعلت كل هذا ء وإبما فعله كرومبتون » » حى أنهى حكايته سط 
ضحكاته الى كانت تنبعث من قلبه . ١‏ 

وكانت ثيابه عادة بالغة الرثاثة » حبى إن بعض أصدقائه اعترضوا على هذا . 
وقد أدى ذلك الاعتراض إلى نتيجة غير متوقعة . فعندما -حاولت أسيراليا الغر بية 
أن تنفصل عن الكومنولت الأسترالى عن طريق التقاضى » لكأت إلى المؤسسمة 
القانونية البى كان يعمل بها » وتقرر أن تنظر الققضية فى -حجرة ارتداء الأرواب 
الرسمية . وقد مع كروميتون وهو يطلب ياور الملك تليفونينًا ويقول له ٠:‏ لقد وجه 
بعضهم نظرى أخيراً إلى حالة سراويل الى لا تسر . وقد فهمت أن القضية ستنظر 
حجرة الملك لارتداء الأرواب السمية . ويمحتمل أن يكون الملك قد ترك هناك 
سر والا” قدعاً يصلح لى » . 

وكان يعر داعاً عن امتعاضاته العديدة الشديدة بطريقة تدعو للضحك . 


”م 


وذات مرة عندما كنأ نقيم هو وأنا مع أبيه » كان هتاك أيضاً أسقف قد نزل 
ضيفاً ‏ وكان تموذجاً لرجل الدين الوديع المسالم » من ذللك النوع الذى يمكن 
أن يقال عنه إنه لا يؤذى ذبابة . وكانت آراؤه السياسية لسوء الحظ رجعية د ما . 
وعندما خخلونا أخيراً إلى أنفسنا » اتتخذ كروميتون سمة أسير على سفينة قرصان 
ودمدم قائله - | دبدو أنه شخص قائط 4 . 

وعئلمأ تومل ورب الأحرار الحكم ف سباية عام 0 هأ 6 وعين لورد هولدين 
البدين » المثرف » اللطليف »فق وزارة الحر بية » قال كرومبتون عنهى الحدية : 
إنه اختير لكى يحول دون إصابة ابلئرالات بالسكتة القلبية عندما تعرض 
المقترحات اللخاصة بالإصلاحات اللازمة فى الحيش . 


1 


وكان يضسايقه أن أصاب السيارات لا ينما 


ون مالمارة . فكان عير شوارخ 
ره و ا ب --_ 


5 


تت 


لندن دون ان يك بالا إلها ء وعندما كان السائقون يستعملون 1 لة التنبيه وقد 
استشاطوا غضياء كان يدير رأسه متبرماً مشاكساً وهو يقول : ١‏ لا تحدئوا هذه 
الضحة » ٠‏ وبرغم أنه كان يتجول وقد بذا عليه التشتيت الفكرى الحالم ؛ وهو 
يرتدى قبعته على مؤخر رأسه » كان سائقو العربات يعتقدون أنه شيخص بالغ 
الأصية » وينتظرون ق صير بيما يواصل هو طريقه . 


و 


وله الم وك 6 م١‏ 
وكأن ديهمز خب لندن شأن لام ) ودكتور ١‏ جونسونء ١‏ 


عندما كان يندد بالشاعر ورد زويرث 9 لكتابته عن الأماكن الأقل شأناً : 
قلت له هل تسشثير إعجابك قصيلته عن و جسر وستمنسير » ؟ 
فأجاب ( آه » طبعا » لو أنه فقط كتب عنه بنفس المستوى ه» ٠.‏ وق 
أخمريات حياته كنا تمشى معا فى لندن بعد العشاء » هو وزوجبى وأنا 


وكان كر وميتون يأخحذ بدشراعينا 4 كأنه لم يكن سك ببما فعلا” » أثناء مرورنا 


) . وذاث مرة » 


)١(‏ تشارلز لام : أشبر كتاب المقالات ف إنجلترا ى القرن التاسم عشر . وصامويل جونسون 
أكير شخصية أدبية فق القرن الثامن عشر . 

0 زعي شعراء ء الرومائسية فى إنجلثرا'ى القرن التاسع عشر . ومن أشبر قصائده قصيدته عن 
كويرى وستمتسير الوارد ذ كرها هنا . 


رح تت 


4م 
أمام كنيسة القديس كليمنت ديثر الى بناها رن 427 ليذكرنا أن ننظر إلى أحد 


المناظر الحيبة إل سبك » وهى المنارة الى ترتفم قاع أمام لون السماء الآز رق" 


المتوهج وقت المساء . وكان أحيانآ يدخل أثناء هذه الذزهات فى حديث مع الناس 
الذين كنا نلتى بهم . وأذكر أنه دخل ى ناش مع أحد حراس الحدائق و 
وربما قَّ موضوع قيمة ة الأرض . وكان الخارس فأول الأمر مصد عل أن يتذ كر 
كل منا طبقته ويازمها ومكانته الرسعية ويحافظ عليها . وكان يعامل كر ومبتون فى 
استنكار مشوب بالاحرام . فقد كان الخارس يرى أن الأغراب لا ينبغى أن 
يحادثوا الأغراب » وأن السادة لا ينبغى للم أن يتبسطوا مع العمال . ا كان ير 
أنه لا ينبغى عخاطبة أى موظف رسعى أثناء تأديته عمله . ولكن سرعان ما ذاب 
جمود التارس ») فقد كان كر ومبتون ديعوقراطيًا أصيلا” » وكان مغاطب موظق 
مكتيه وخدمه بنفس اللهجة الى كان عخاطب بها ذوى المكانة كامهراجات 
الهنود الذين كان يدير لهم أسماهم . وكان سلوكه فى أى كوخ إيرلندى من غرفتين 
لا مختلف بتاتاً عن سلوكه ى أى حفل يضم المشاهير . وما زلت أذكر دماثته 
الفائقة حين وقف ينحى ويصافح -خحادمة الصالون » عندما علم أ: ها كانت من 
نفس الناحية البِى جاءت متها أسرته ‏ 

وكان بميل إلى الفوضوية بطبعه » ويكره النظام والتنظم وتطابق الأشياء . 


وقل حدث ذات همرة » عندما كنت أعير ميعة سر ودستمتسير ٠‏ أن أشار بجا 


إلى عربة صغيرة يجرها حمار وسط زحمة المرورء قاثلا” ٠:‏ هذا هو ما أحبه . 
الحرية لكل الأنواع 6 . ومرة أخرى » عندما كنت أسير معه فى إيرلندا » ذهينا 
إلى مخطة أتوبيس » وهناك اتجهت أنا دون تفكير صوب أكير السيارات فبخامة 
وراحة . فجذبى هو من ذراعى » وقد ا كتسبى وجهه بتعبير مأخحوذ » وأسرع فى 
إلى سيارة صغيرة ربّة عتيقة » وهو يشرح لى فى جدية أنه كان يتحدى بكل 
ما أوى من شجاعة الشركات الاحتكارية . 

وكان يشتط فى آرائه أحياناً » ولم يكن لديه مانم من أن يطلق العنان 


ذء. 
000 مهئدس معارى شهير ق إنجدرا ٠.‏ 


م ا عمسم 


هم 
للآراء البى يتعصسبلا . وكان بحب المتمردين ريا أكير مما يتمشى مع المنطق . 
وكان يفزع من أى رأى يشم منه أنه بحسب الأشياء ساب دقيقاً . وقد صدم 
صدمة عنيفة عندما قلت له مرة إن أى حرب لا يمكن تبر يرها مالم يكن احمال 
النصرقائماً . فقدكان يرى روعة فق أى تحد بطولى يائس . وكانت معظي نواحى 
تعصبه متفقة مع مشاعرى » لدرجة أن قلى لم يطاوعنى على مناقشها . فقدكان 
هذا أمراً ميئرساً منه على أية حال . 
وبهذه الطباع وهذه الاراء » كان من الطبيعى أن يكره كر وميتون ديفيز 
سيدى ويب وبياتريس ويب5'!. وعندما تبى سيدلى ويب وزوجته قانون 
إصلاح أحوال الفقراء ٠‏ كان كر ومبتون يول إنه لما رفض كل الناس تحاولاهما 
لسن هذا القانون . اضطرا أخيراً إلى جمع الفقراء العزل وتنظيمهم سياسينًا . 
وكأن شب إلبما أنبما استتخدما واحداً من الفقراء ذا ساق صناعية من 
المشب لكى شفر بها ى الآرض حفراً لزراعة البطاطس » ويضرب هذا 
مثلا” عل انتصارانهما ق التنظم . 
وقد كان محامياً لى مدة سنوات طويلة ؛ وهو عمل تكفل به بدافع 
الصداقة . فقد كان أ كبر مزاولت ته للمهنة بتركز فى القضايا الكبرى البى تتعاق 
بالأمراء المذود وحكومات الدومينيون 5 الرئيسية . وقد كشف » ف المسائل 
القاثونية » عن استقامته الى لا تنحرف » وعن مهارته وصبره » ذلك الصير 
اانىكان يثير الدهشة حقنًا ء لأنه كان بطبعه أقلالناس صرراً . و ببذهالأساليب 
الى كانت توحى بالثقة حبى بين خصومه » تمكن من تحقيق نتائج لم يكن من 
السبل تحقيقها عن طريق الخداع البارع . وما زلت أذكر التعيير الخامد الذى 
بدأ عل و وجهه عندما اقترح أحددهم عليه أ أثناء إحدى الاستشارات القانونية سبياة” 
ملتوياً 
ولكنه برغم جديته الراسخة قى نفسه » كان دائم المرح . فقد كان يصل إلى | 
0 (1) كانامن دعام المممية القابية الى كانت تنادى بالاشتراكيةالمقرامية فى إنجترا إذ ذا 
وكان مشهوراً عنهما الدقة فى جمع اليبانات والولع بالإحصائيات . 


4م 
أى حفل عشاء » بعد يوم طويل من العمل المضى + وهو يفيض مرحاً 
كأنه قد استمتع لتوه تجرعة طية من الشميانيا » وينشر الضبحك بين التميع . 
وقد مات فجأة سط حفل عشاء بالسكتة القابية» ور بما كان يعلم الحيال حد.وث 
هذا ء لكنه احتفظ بهذا العلم لنفسه . وتذكر أصدقاقه فما بعد أنه كان يلمح 
تلميحات طفيفة إلى أنه لم يكن يتوقع أن يعيش طويلا ١‏ ولكنها لم تكن كافية 
لأن تثير عاوف أولتك الذين كانوا يعرؤوث قدره . 

وى أخريات حياته كان يقضى اللخزء الأكبر من وقت فراغه يؤلف كتاباً 
ف الفلسفة ء وكان يشير إليه باستخفاف على أنه « طيق الفطير » اللخاص به . 
وهذه إشارة وردت قى إحدى مسرحيات ابسن إلى رجل عجوز علك موهبة 
وحيدة » هى صناعة أطباقٌ الفطائر ٠١‏ وله مطلمح وحيلك وهو أن يصنع طبقق 
فطير جيد فعلا” قبل أن عوت . وكانت الفلسفة هى شغله الفكرى الشاغل قى 
صدر شبابه » وكانت تلى اهوامه بالشعر اليونائلى» وق بداية تعارفنا كنا نقضى 
وفتآً طويلا” نتناقش فى علمى الأأخلاق والميتافيزيقا . ثم شغلته حياته المهنية 
الخافلة » قمنتصف عمره » بالأمور العملية . ولكنه تمكن أخيراً من أن يوفر 

بعض الوقت للتفكير النظرى الذى عاد إلى ممارسته بابهاج صادق . وعندما أوشاك 
عل الانتهاء من الكتاب فقد منه ى قطار » مثلما يفقد الناس أحياناً أعر 
ما لديم . وم ستعده أبداً . ولابد أن أحدا قد أخذه على أمل أن محصل منه 
على قيمة مالية . وقد ذكر لى هذه الحسارة فى حزن وإيجاز قائلا” : إنهلم يكن 
أمامه إلا أن يبدا من جديد فى كتابته من المذكرات القليلة الى كانت عنده ١‏ 
م تكلم فى موضوع آخر . وحلال الأشهر القليلة الى سيقت وفاته قلت ر يتنا 
له » برغم أنه فى المرات الى رأيناه فيبا كان مرحا بشوشاً كعادته . كان يصرف 
معطم طاقاته الزائدة عن حاجته فى غاولة إتمام الكتاب الذى فقد منه » ولكن 
طبق الفطائر لم يكتمل أبداً . 

وكان الفيلسوف ماكتاجارت » الذى كان أكير منى نجلا » صديقاً الجر 
من أيام كامبردج. فذات يوم معت طرقاً على بالى » طرقاً رقيقاً جددًا » فقلت: 


الي 
« ادخل » ولكن لم يحدث شىء . فقلت يصوت أعللى :( ادخل » . وفتح الياب » 
ورأيت ماكتاجارت واقنياً أمام عتبة الباب . كان رئيس اتحاد الطلبة فى ذلك 
الوقت ؛ وعلى وشك أن يحصل على درجة الزمالة ء وكان يوحى إلى" بالرهية 
سبب شهرته ف الميتافيز يتا . لكن تحجله منعه من الدخول » ومنعنى خجل من 
دعوته إلى الدخول . ولا أستطيع أن أذ كركم دقيقة مرت وأنا قى هذا الموقف . 
ولا أدرى كيف دخل حجرق ق النهاية وبعد ذلك اعتدت أن أتردد على مائدته 
للإفطار معه . وقد اشسهرت مائدة إفطاره بضا لة ما عليها من الطعام » والواقع 
أن كل من ذهب إليها مرة كان يحضر معه بيضة فى كل مناسبة تالية . وكان 
ما كتاجارت من أتباع الفيلسوف هيجل » وكان فى ذلك الوقت شابنًا متحمساً . 
وكان له نفوذ ذ فكرى عظم على أبناء جيل » برغم أنبى لا أظن كلما استعدت 
الذكر أنه كان تأثشراً 35 . وظللت مدة سنتين أ ثلاث واقعاً تتحث تأثيره » 
ومن المتحمسين مثله ليجل . وما زلت أذكر اللحظة الى أصبحت فيها هن 
أتباع هيجل أثناء السنة الرابعة . كنت قد ذهبت لأشترى علبة تبغ » وبدأت أعود 
أدراجى ف شارع ترينيى » عندما قذفت بها فى المواء إلى أعل وأنا أصيح : 
« يا ربنا العظى . إن البرهان على وجود الله تيح ١‏ . و برغم أنى لم أعد أتقبل 
فلسفة ماكتاجارت بعد عام 1894 » إلا أنى 00 
عن دعو لزيارته خلال ادرب العالمية الأول لأنه كان يضبيق بأ . وتبعاً 
لذلك لعب دوراً أ رئيسيًا ف طردى من التدريس بالجامعة . 
وكان لويس ديكنسون وروجر فراى7١2‏ صديقين آخرين التقيتبهما ق 
السئوات الأول من حياق ق كامبردج واحتفظات بصذاقهما منذ ذلك المين . 


وكان ديكنسون علا الناس -حبًا له لفرط مودته ورقته. وعندما كان زميلا بالخدامعة 


- عملا ا ال ا تت ل لا 00 





)١(‏ عاش روجر فراأى بين 1855 و8"“4١‏ »© وتعلم كامبردج ع فكان من أبرز الفئانين 
المصورين الإنجليز ومن أيرز نقاد الفن فق زمنه وقد اشتبر باهتّامه بالقالب والتصمي والتكنيك . 
وقد ترك جملة مؤلفات فق النقد الفى تعد من أهم الآثار فى نقد الفن وأهمها ( سيزان) فى ١4707‏ 

و ( الرؤيا والتعصميم ) ٠‏ ؟( وقد عين أستاذاً للفئون اللميلة ى كاميردس عام ١48+‏ 


و تر كر مم السالتبسيمٍ باعيرء 07 | .م 


84 
وكنت لا أزال طالباً » أدركت أن من الممكن أن أجرح شعوره بأقوالى الفخلة 
عن الحقائق الى كنت أراها كريبة . وكانت أحوال العالم البى تجعلى لاذعاً 
تجعله حزيناً » وحى آنمر أيامه كنت أخشى عندما ألتق به أن أضاعف من 
تعاسته بالواقعية المهردة . ولكن رعالم تكن كلمة واقعية هى الكلمة الصحيحة . 
فإنما أقصد فى الواقع وصف الحقائق غير الحتملة بصراحة منفرة تستفز غضب 
الآخرين عل . وقد قال لى ذات مرة إننى أشبه كو رديليا » ولكنى لا أستطيع 

أن أقول إنه كان يشبه الملك لير . 


ومنذ لحظتى الأول فى كاميردج كنت اء رغم عن جل ٠١‏ اجماعيًا 
الغاية . ولم أجد أىعائق مطلقاً بسببتعليمى الذى تلقيته فى البيت لا ق المدرسة. 
وتحت تأثير الصحبة اللطيفة أصبحت بالتدريج أقل تزمتاً . وكان نما يبعث على 
النشوة اكتشاى أنى أستطيع أن أقول الأشياء الى كنت أفكر فيها ٠‏ وأن أتلى 
ردودآً على أسئلى دون فزع أو استتكار 5ا أو كنت قد قلت شيئا معة ول : 
ولفرة طويلة كنت أظن أنه فى مكان ما بالخامعة كان هناك طلبة أذكياء 
م ألتق مم بعد » وأننى يجب أن أبادر إلى التعرف إليهم باعتبارهي يفوقونى 
فكريً . لكتتى اكتشفت خلال السنة الثانية أننى كنت قد تعرفت فعلا” على 
أذكى الناس قى اللنامعة . وقد خيب هذا فلنونى » لكنه منحى ثقة متزايدة ق 
نفسى . وق السنة الثالثة تعرفتعلىج .١.‏ مور » وكانطالباً حديث الا لتتحاقياتامعة 
عندئذ» ووجدت لبضع سنوات أنه يحقق مثلى الأعلى قالعبقرية . وكان وقتئذ وسما 
رشيق القوام» ذا نظرة ملهمة» و بصيرة حادة عميقة مثل بصيرة سبينو زا ''. وكان 
علىدرجة عالية من الصفاء . ول أنجح قط ف حمله على الكذ ب إلامرة واحدة . 
قلت له يرما « أجبى يا مور » هل تقول الاق دايا ؟ » وأجاببى « لا » وأعتقد 
أن هذه كانت الكذبة الوحيدة الى قالها فى حياته . كان أهله يعيشون فى ' 
دليتش » .حيث ذهبت ازيارتهم ذات يوم . كان أبوه طبيباً متقاعدا » وكانت 


(1) سبينونا 119-155 فيلسوف هولنتى . 


1 


أمه تلبس « بروشآ » ماسينا حمل صورة للكولرز يوم2. وكان له عدد كبير من 
الإخوة والأخوات » أكارهم إثارة للاهمام الشاعر ستيرج مور . كان مغامرا 
مقداماً فى عالم الفكر » ولكنه كان طفلا” فى عالم الحياة الرودية . وقد قضيت 
معه أياماً طويلة نتجول معا على ساحل ذو رفوك خلال السنة الرابعة . وتصادف 
أن التقينا بشخص أجش الصوت راح يتكلم عن بير ونيوس 217 مستملحاً للغايةقلة 
احتشامه . وكنت أميل إلى تشجيع الرجل » الذى وجدته تموذجا مسلياً . وظل 
هعور صاءتا ماما حبى مغضى الرجل » فاستدار إلى" قائلا”: «كان ذلك اليجل 
فظيعآ » . ولا أظن أنه كان يجد أقل متعة فى القصص والأسحاديث غير المهذبة 
طوال حياته . وكان مور مثل متأثراً با كتاجارت. وكان من أتباع هيجل لفترة 
قصيرة ء واكنه تخلص من تأثيره ؛ بأمرع ثم تخلصت . وكانت متاقشالى معه 

هى التى دفعتتى إلى الإعراض عن كانط وهيجل مع . و برغم أنه كان يصغرى 
بعامين إلا أنه أثر قى نظرق الفلسفية تأثيراً عظها . وكان من التسليات المفضصلة 
عند كل أصدقاء مور هى ملاحظهم إياه وهو يحاول أن يشعل غليونه . كان 
يشعل عود الثققاب ء ثم يشرع فى الخدل ٠‏ ويستمر سحتى يحرق العود أصابعه . 
. م يشعل عود قاب آحر » وهكذا » حى يأ على العلبة كلها . ولا شلك أنه 
يفم من هذا صعنًا لأنه أعفاه من التدخين المتواصل 

ثم كان هناك الإخوة الثلاثة تر يفيليان كنا جميعا تعتير 0 تشاراز » 
أقل الثلاثة كفاءة » ويليه بوب صديق الخاص وقد أصبح شاعراً واسع العلم 
إن لم يكن شاعرا آ ملهماً : ولكنه ك3 صغره كان ذا مزاج غريب وار 
وذات مرة عندما خخرجنا قى رحلة للقراءة فى منطقة البحيرات » نزل إيدى مارش » 
بعد أن استغرق فى النوم » مرتدياً قميص بالنوم ليرى إن كان طعام الإفطار 
معلا ع وهو ساكو مقروراً بائساً . وأسعاه دوب ( الشكل الأبيض البارد) وظلت 
هذه التسمية ملتصقة به لفيرة طويلة . وكان جورج تريفغيليان”'' أَصِء فر دكثير 


) 0 كوليزيوم مسرح - روما الشبير ى اطواء الطلق سنة ١٠م‏ م استخدم ساحة للعب . 

( ؟) بترونيوس شاعر ر ومانى عاش ى القرن الأول الميلادى أيام الإمبراطور نيرون . 

(؟) ولد المؤرخ الإنجليزى الكبير جورج تريفيليان ق 18075 وتِعلم ى كاميردج » وق 
ستوات المرب العالمية الأول عين قويندائأ لفرقة الإسماف الأول البر يطانية فى إيطاليا . وق 19717 عينت 


4 
سِ بوب ». ولكن »عرفتى به توثقت فيا بعد . وكان هو وتشارلز بان المشى 
حي جم . وذات مرة عندما خدرجت ق رحلة على الأقدام اع مع جودج 2 
ديفونشاو » استخلصت منه وعدا بأن يقنع عسافة خمسة وعشر ين ميلا ف اليوم . 
وحافظ على وعده حبّى لحر يوم فى الرحلة ء ثم تركى قاثلا إنه ينبغى عليه أن 
يقوم بعد هذا يجولة صغيرة على الأقدام . وق مناسبة أخرى . عندها كنت أسير 
وحدى » وصلت ذات مساء إلى فندق ( السحلية) . وسألهم إنكان عكابم 
أن يحدوا لى سريراً . وأجابوق وهل اسمك مستر تر يفيليان ؟ » قلت دلا . هل . 
تتوقعون وصوله ؟ » قالوا « نعم وزوجته هنا فعلا » . وأدهشى هذا . إذ كنت 
أعلم أن ذلك اليوم كان يوم زفافه . ووجدتها وقد أضتّها الرحدة » فقد تركها قي 
ترورو قائلا” إنه ليس فى استطاعته أن يواجه اليوم كله دون جولة صغيرة على 
الأقدام . ووصل حوالى الساعة العاشرة مساء . وى حالة إعياء تام . وقد قطع 
أر بعين ميلا فى وقت قيامى : ولكنبى رأيت هذه بداية غريبة لشبر العسل . 
وفيوم 4 من أغسطس 915 ١سرنا‏ سويا فى شارع سيراند بلندن ونحن نتشاجر . 
ومنذ ذلك الوقت لم أره إلا ءرة واحدة » عندما عدت إلى كلية ترينيى عام 
4 » أى بعد أن أصبح عميداً للكلية . وعندما كان طالب أرضح ' لى مرة أن 
آل تريغيليان لاييرتكبون أنحطاء الزواج . قال إن الواحد مهم ينتظر حبى 
يصبح ق الثلاثين » 9 يتز وجمن فتاة تجمع بين العقل والمال ٠‏ برعم الأوقات 
العصيبة الى كانت تحل لى من آن لآخر » إلا أننى ما تمنيت يوماً أن أتبع 

هذه المشورة . 


وكان دوت ثر يقسليات 4 فم طن 3 أكير من عرفت إقباله” على ألم رأعة 1 
كان يرىما تحويه الكتب مشراً بيعا يرى واقع الحياة شيئاً مكن إغفاله . وشأن 
- أستاذا للعاريخ الحديث بجامعة كامبردج ٠‏ وأم مؤلفاته فى عهد أسرة ستيوارت فى لاءو١‏ 
وجاريبالدى وبناء إيطاليا ى 1١‏ * صسيرة دون بريت ( الزعيم الراديكالى الممروف ف القرث التاسم 
عثر )اق #"(واء وثار يس االورد جراى وقانون الإصلاح الأكر فى | » وتاريخ ا 


القرن التاسع عشر ىق عتتاريخ إنجلرا ق 111 » وإنجليرأ فى عهد الملكة أن فى إلخ .151 , 


4١ 
كان على علم دقيق بالاستراتيجيات والتكتيكات الى اتبعت‎ ٠ كل أفراد العائلة‎ 
كنا وردت فى كتب التاريخ المشهورة . وأثناء‎ ٠ فى كل معارك العام الكبرى‎ 
أزمة معركة المارن “كنت أقم معه » ولا كنا ى يوم الأحدء لم يكن من الممكن‎ 
أن نحصل على صحيفة إلا إذا سرنا ميلين . ولكنه كان يرى أن المعركة ليست‎ 
مثيرة لدرجة أنبا تستحق الاههام . لأن وصف المعارك فى الصحيفة يبدومبتذلا.‎ 
وقد ابتكرت ذات مرة سؤال اختيار كنت أوجهه إلى الكثير ين لأكتشف ما إذا‎ 
كانوا متشائمين أم لا . كان السؤال هو « لوكان عقدورك أن تدمر العالم » فهل‎ 
تفعل ذلك ؟ م وقد وجهت إليه هذا السؤال على مشبد من زوجته وطفله ء‎ 
قأجاب : « ماذا ؟ أدمر مكتبى أبداً » . وكان دأبه أن يكتشف شعراء‎ 
: جدداً ويقرأ شعره بصموت عال. ولكنه كان دااً يبدأ قراءتها مستنكراً فيقول‎ 
و ليست هذه القصيدة أحسن قصائده » وذات مرة عئدها ذكر اسم شاعر جديد‎ 
أمانى وقال إنه يود أن يقرأ لى بعض قصائده قلت: ولا بأس » على ألاتقراً لى‎ 
قصيدة إلا إذاكانت من أحسن قصائده » . وأفحمه هذا تماماً » فتحى الكتاب‎ 


ادج 


جانبا . 

ولم يسهم أعضاء هيئة التدريس إلا قليلا” فى متعى بكامبردج . فقد كان 
العميك أشيه بششخصية خدربحت لتوها من كتاب المتعجرفين لئا كرى . وكان عادة 
بدأ ملاحظاته بقوله « منذ ثلاثين سنة تاماً » أو بقوله « هل تذكرون 
بالصدفة ما كان السيد بت يفعله من مائة سنة تماماً ؟ » ثم يبضى ق سرد حكاية 
ثار نحية تبعثث على الضجر ليدلل عل طبية وعظمة رجال الدولة الذين ورد ذ كرهم 
فى التار يخ . ومن نماذج أساو به ف الرسائل رسالته الى كتبها إلى بعد الامتحان 
الشفوى فى الرياضة الذى اعتبرت فيه « انجادل السابع 6 239. 


)١(‏ المعركة الثمبيرة الى دارت فبا الدائرة على الألمان ى الحرب العالمية الأول ١914‏ س 
١5148‏ . 


0 


ترينى لودج 

كاميردج 

١831“ من بولية‎ ١“ 

عزيزى برتراند سل 

لا أسرتطيع أن أعبر عن مدى سعادتنا بهذا التصر العفلم . فلقك مثبى “ام 
عاماً تماماً منذ أن سلمت والدك العزوز قى مدرسة هارو جائزة المستوى اللدامس 
فى الثثر اللاتيى . وهذا يشفع لى الآن ق أن أهىء ابنه وأمه نفسها على تجماحك 
الفائق ف الرياضة الذى سيكون موضع تقدير الكلية . 

وقد كنا نعرف كفاء تك فق الرياضيات . لكننا كنا نعرف أيفا أنك 
لم تكرس كل تفكيرك لما وأنك وجهت جزعاً كبيراً منه إلى موسوعات أخرى . 
ولو أن هذا كان قد أضعف قدرتك فى الرياضيات ٠‏ لأسفت لهذا بالطبع . 
ولكنى كنت سأدرك أن هناك ما يعونس هذا . 

وليس أماى الآن إلا أن أهنئك . وليس أمامك الآ إلا أن تترقب فى هدوء 
الامتحان الشفوى ف عار الأخلاق وأن تتطلع إلى المنصول على درجة الزمالة دون 
أن ساورك شك ق أنك قد خخلفت وراءك فراغاً فى الريانسيات . 

ويسعدنى أن أكتب بعض السطور إلى ليدى رسل وليدى ستائلى . سيكون 
هذا يوماً حمل إليبما السعادة . 

اللألعس 
ه . مونةاجيو بتار 
( عميد كلية ترينى ) 


وأذكر أنى دعيت يرما إلى الإفطار فى ترينى لودج : ووافق هذا يوم 
عيد ميلاد شقيقة زوجته » و بعد أن تمبى طا أن يعيد الله علما هذا اليوم بالسعادة. 
واصل كلامه قائلا”: لقد عشت حى الآن ءيا عزيزق ١‏ مدة تمائل مدة حرب 
البيلويويزة تماماً . ول تكن تدرى كي لبغت هذه الدرب» لكنها كانت تخثى 


لذن 
أن تكون قد لبثت مدة أطول نما ترجو . وقد شغفت زوجته بنظرية علاج 
المرض بالإعان » وهى النظرية الى أدت إلى إطالة عمره .دة عشرين عاماً أ كر 
مما توقع الحميع . وقد حدث هذا بسبب عدم تعاطفها مع علله . فعتدها كان 
عرض » كانت تكتب إلى مجلس الكلية قائلة إن العميد ملازم الفراش ويرفض 
مغادرته . ولكن ينبغى على" أن أقرر أن وكيل الكلية » أولدس رايت » وجوى 
بريورء أقدم زميل بها » عاشا نفس المدة تقريباً دون حاجة إلى نظرية العلاج 
بالإيمان . وما زلت أتذكر وأنا 1 زلت بعد طالباً أفىكنت أراقبالثلاثة وهم يقفون 
عند البوابةالكبرى حاسرى الرؤ وس ق استقبال الإمبراطورة فردريكا. كانوا يومئذ 
طاعنين ى السن ٠»‏ وإن لم يظهر عليهم بعد مضى خمسة عشر عام أن السن 
قد تقدمت بهم . وكان أولدس رايت شخصية مهيبة» يقف دائماً منتصب القامة 
كالسفود الذى تنظف به البندقية . ول يكن يظهر خارج منزله دون قبعة عالية » 
بل إنه ذات مرة عندها أوقظ من نومه فى الثالثة صباحاً سبب حريق شب ق 
الكلية » كانت القبعة العالية فى مكانها على رأسه كما ينيغى لما أن تكون . وكان 
يتمسك بنطق اللاتينية بالطريقة الإنجليزية بيعا كان العميد يتبع نطق القارة 
الأوربية . وكان تأثير هذا غريباً عندما كانا يتبادلان قراءة آيات الإنجيل فى 
صلاة الشكر » خضوصاً وأن الوكيل كان ينق مثل الضفادع فى قراءته » بِيًا 
كان العميد يتلو الآيات بطريقة “بز المشاعر . وخلال فترة دراسى » كنت 
أنظر إلى كل هؤلاء الرجال على أنهم جرد شخصيات مضحكة » ولكنبى بدأت 
أريى فييم قوى شريرة خختطيرة ©» عندماء أصبحت زميلا” ألحضر أجماعات مجلس 
الكلية . وعندما اضطرت الكلية إلى فصل عميد .حديث العهد » وهو قس اغتصب 
ابنته الصغيرة وأصيب بالشال نتيجة لإصابته بالزهرى » نرج العميد أثناء اججماع 
الكلية عن موضوع -حديثه لكى يقرر أن من ل يكن منا مواظباً على ا ضور 
إلى الكنيسة الصغيرة كان يجهل روعة مواعظ هذا الرجل الخليل . وكان رئيس 
الفراشين أهم شخصية ف الكلية بعد هؤلاء الثلاثة » وكان ذا قوام مهيب حى 
إن الطلبة كانوا بحسيون أنه الاإبن الطبيعى لإدوارد السابع المقبل . وبعد أن 





145 
أصبحت زميلا” » اكتشفت أن املس اجتمع فى إحدى المناسبات مدة خمسة 
أيام «توالية فى سرية قصوى . ويسعوبة بالغة اكتشفت طبيعة المسألة . “كاذو 
مشغولين بإثيات حقيقة مئلة وهى أن رئيس الفراشين كانت له علاقات مشينة 
مخمس نساء من العاملات ق عنابر الذوم ٠‏ برعم أبن جميعاً كم القانون لم يكن 

قاصرات أو عذارى . 

ولقّد اقتئعت وأنا بعد طالب بعدم جدوى بثاء أعفاء هيئة التدر يس ىُّ 
الحياة الجامعية . فلم أكن أجبى أية فائدة من المدافيرات . حى إنى أقسمت 
ألا أحصبب حساباً لفائدة المعاضيرات عندما أصبح محاضراً فى الوقت الملاكم . 
ولقد حافظت على هذا القّسم . ' 

كنت مهتم بالفلسفة فعلا” قبل أن ألتحق بكاءبردج ٠‏ ولكنى لم أكن 
قد قرأت فيها كثيراً باستثناء أعمال جون ستيوارت مل . وكنت شديد الرغبة ق 
إثيات افتراضى صمة الرياضيات . وكانت الحجج البى ساقها ستروارت مل قى 
كتابه المنعلق عن هذا الموضوع تبدو لى غير كافية بتاتاً . وقد قرأت هذه المسجج 
وأنا فى الثامنة عشرة . ولم يكن المدرسون اللناصون الذين علموىالرياضة قد 
أن التفاضل والتكامل ق 


أوضحوا لى على الإطلاق أى دليل يجعلى أفرض 
الرياضة ليس إلا نسيجا من الأباطيل . ولذلك كان هناك سؤالان يقضان 
مضجحعى »ء ألحدهها فلسبى » والأتدر رياضى . أما السؤال الر ياضى فكان قد وجد 
له حلا" ف القارة الأوربية فعلا” برغم أن إنجلبرا كانت على معرفة ضئيلة بأماث 
القارة الأوربية . ولم أكتشف إلا بعد أن تركت كاميردج وبدأت أعيش فى 
الخار م ما كان مح عل ” أن أتعلمه خلال السئوات الثلاث الى قضيتها طالباً 
الخارج ما كال جب على ال و ى 

الجامعة . أما الفلسفة فكان لها شأن آنحر . وقد تعرفت فى اأريف على هار ولد 
يواقم » الذى كان يقوم بتدريس الفلسفة ف: كلية «يرتون بجاهعة أكسفورد . 
وكان صديق الفياسوف ف . ه . برادى!! . وكانت شقيقة يواقى قد دوجت من 


)١(‏ عاش الفيلسوف الإنجليزى فرانسيس هربرت برادك بين ه84١‏ و 1914 » وتّعأم ف 


لسن اا : 5 ركد ددي» شا عر ار جحي .أ قم م قنتقام ومعواردت ياعء 
١‏ نهورد ودرس مها . بدا مثابرا عاليه فيجل م ذال عليه روفاك من ار الل | م ما 


4 

عمى روإلو » فكنت ألقاه من آن لارق مباريات التنس وأمثال هذه المناسبات . 
وتمكنت من أن أحصل منه على قائمة طويلة بالكتب الفلسفية البى ينبغى على 
أن أقرأها . وقد شرعت قى قراءا أثناء دراسوى لارياضيات . وما إن وجدت الوقت 
الكاق حبى كرست نفسى لدراسة الفلسفة محماسة شديدة . وحلال السنة الرابعة 
فى التامعة قرأت معفم الفلاسفة العظماء كا قرأت عدداً هائلا” من الكتب ق 
فلسفة الرياضيات . وكان جيمس و ورد يعطيى كتبا جديدة فى هذا الموضوع ء 
وكنت أعيدها إليه قائلا” فى كل مرة إنها كتب رديئة . وما زلت أذ كرخيية أملهء 
وحاولاته المضنية لكى يحد كتاباً يرضينى . ولكنى ق النباية » بعد أن تخرجت 
وعينت زميلا” » حصلت على كتيبين » لم يكن قد قرأ أيبما أو لعله كان يظن 
أنبما بلا أية قيمة . وكان هذان الكتابان كتابجورج كانتور 2 ومعرفة 
التعددية) وكتاب ذر يج وتحديد المعبى ». وقد ز ودنى هذان الكتابانأخيراً مخلاصة 
ما كنت أريده » ولكنى احتفظت بكتاب فر يج عدة مبنوات قبل أن أتمكن 
من فهم معناه . والواقع أننى لم أفهمه إلا بعل أن اكتشفت بنفسى معظي ما جاء به. 
وى هذا القت كنت قد تخلصت من صلق يتحجلى اللذين أتيت يهما إلى 

كامبردج أول الأمر . وأذكر أننى ذهبت لمقابلة رائدى يشأن السكن قبل 
أن أذهب للإقامة بالخامعة ببضعة أشبز » وبيما كنت ق غرفة الانتظار 





حوالماهب النفعى والمذاهب المادية يوجه عام ع وق كتابه درأسات الأضلاق فى 5لام١ا‏ هاج التفعية ودعا 
إلى أن تحقيق الخير العام هو غاية الأخلاق مفترضاً وجود ذات كلية ترتفع على الذات الأنانية بين 
البشر . وق أهم كتبه وهو الظاهر والحقيقة ى ١857‏ قال إن التجربة أو الاختيار معناه ووحدة الإنسان 
النامة مع ما يدركه من أشياء ف الكون . ولكن ما أن الحقيقة الشاملة أكبر من أن يدركها العقل امحدود 
فأحكامنا لا بمكن أن تخلو من الخطأ . وحل هذه الإشكال هو افتراض ناقص عن الطلق أى الحقيقة فى 
ذاتها وهى الحقيقة النى لا تقوم على علاقة بين الإنسان والكون أى قائمة سواء وجد الإنسان أو لم يوجد . 
وهو يسمى هذه الحقيقة الروح المطلق » ونظريته فيها رجعة إلى المثالية الألمانية وقد وصف برادلى بأنه 
أعم الفلاسفة منذ كائط . 
)١(‏ عاش جورج كانتور بين ه84 و 1918 . وكان من أبرز علماء الرياضيات الألمان 
وبن أهم ننارياته ى الرياضة نظريته 'ى الأعداد اللاعقلية ونظريته فى حساب اللامتناهى أو اللاتحدود . 


5 إل ." ارم 


وقد تأثرت به الرياضيات والمنطق الرياضى ى القرن العشرين . 


11 
رحت أتصفم'لجرانتا ( وهى الصحيفة الى كان يصسدرها الطلبة) . كان ذلك أثناء 
أسبوع أعياد مادو » وقل صدمت عنلما 5 رأت ق العمحيقة أن أفكار الناس 

تنصرف عن العمل ق هذا الأسروع . ولكنى أصبحت : السنة الرايعة ميحا 
أميل إلى العيث . ولا كنت أقرأ عن وحدة الوجود » فقد أعلنت لأصسدقاتى 
أنى إلهء فقاموا يوضع شموع عن بميى وشالى وراحوا يقيمون طتوس عبادة 
صورية . كانت الفلسقة يوجه عام تبدو لى متعة رائعة : وكنت أستمتع بالتصورات 
الغريبة للعالم الى يقوم عظماء الفلاسفة بتزويد. اللحيال بها . 


كانت أسعد أياض بكاميردج مرتبطة يجماعة كان أعضاقها يعرفويتها ياسم 
( الجمعية)» ولكن اللنارجين عنهاكانوا يطلقون عليباء حين يعلمون بأمرهاء اسم 
( الحواريين ) . كانت بجمعية للمناقشات » وكانت تضم إليها كل سنة عضواً 
أو عضوين ف المترسط » وكانت تجتمع مساء كل سبت . وقد ظلت قاتمة منذ 
عام 181٠١‏ وضمت معظم الجامعيين الناببين فكر يا ف -جامعة كامبردج منذ 
ذلك التاريخ . وكان اختيار الأعضاء يم فى سرية » حى لا يعرف المرشحون 
للاخختيار شيئاً . وسرعان ما تعرفت بفضل وجود هذه اللجمعية على من ستحقون 
التعرف إليهم . وكات الفيلسوف هوائبيد عضواً ق هذه الجمعية » فطلب إلى 
الأعضاء الأصغر منه سنا أن ببحثوا أمر سانجر وأمرى نظراً لامتياز إجاباتنا ى 
امتحانات المنحة العلمية . ومع بعض الاستثناءات النادرة » كان جميع الأعضماء 
أصدقاء شخصيين حميمين لى . وكان أحد أسس المناقشة ألا تكون هناك 
محرمات ق التعبير » أو قيود ف التفكير 3 وألا يعد أى شىء نابياً 3 أو أن 
تقام حواجز تحول دون حرية التأمل المطلقة . وكنا نناقش كل الموضوعات » 
قُْ شىء من عدم التضوج دون شك »2 ولكن بتجرد واهمام يصعب تيفرقما 
فها بعل . وكانت |الاجماعات تنهى -حوالى الواحدة صباحاً » وكنت أذرع بعلدها 
أروقة نيفيل كورت جيئة وذهاباً لساعات عديدة مع واحد أو اثنين من الأعضاء. 
وكنا تأخذ "أنفسنا جدابة » لأننا نعد أنفسنا أمناء على فضيلة الذزاهة الفكربة : 


قن عام لي ”4 !| "!ا 0 1 ا 


ولا شك أننا حققنا بهذا الكثير لكثير » أكير جما يتتحقق فى العالم اللتارجى . وأنا أميل 


4 
إلى الاعتقاد بأن أفضل ما فى كامبردج كان يتمثل ق هذه التقاليد الفذة . وقد 
انتخبت عضواً ق الخمعية ق منتصف العام الثالى من دراسبى بالتامعة . ول أكن 
أعلم فعلة” بوجود هذه ابجمعية » برغم أننى كنت أعرف كل أعضاءها معرفة وثيقة . 
انتتخبت عضواً بالجمعية فى أوائل عام 9 . ومخطابات التبنئة الى 
أوردها فا بل تتطلب تفسيراً لبعض العبارات الى كانت الجمعية تتسخذها أسلوياً 
تهكم به على الميتافيز يقا الألمانية . كان من المفروض أن الجمعية مثل عام 
الحقيقة » وما عدا ذلك فهو مظهر نخادع . وكان غير الأعضاء ق المعية 
يسمون ( بالظواهر ) ولا كان الميتافيز يقيون ينادون يأن المكان والزمان تجرد وعرء 
فقدكان من المفروض أن أعضاء اللتمعية متحر رون من عبودية المكان والزمان . 


طرف / صاحب السعادة سير تشاراز إليوت 
نائب محافظة البنغال » الحند . 
الأربعاء 4 من مارس 18917 
عز يزى رسل 
لقد علمت لتوى من بريد الصباح أنك قد انضممت إلينا ‏ فأهلا” بك . 
إن هذا نبأ طيب 2-3 . ولاينيغى لى أنأدع البريد يرسل عصراليومدون أن أكتب 
إليك بضع كلمات معيراً عن مدى سعادكى » وأسى لعدم وجودى فى كامبردج 
الآن لكى أصافحك مصافحة الأخ . وستكون لك بالطبع انطباعاتك اللخاصة 
عن التمعية » ولحز من المؤكد أنها كانت تعنى بالنسبة لى حياة جديدة حقنًا » 
وا كتشافاً حقيقة كامبردج الفعلية . 
لقد حان الوقت لذهاب البريد » وأخشى أنى لن أستطيع أن أكتب إليك 
الآن عن كل تجارلى وأسوف ينبتك ثرودور بأحوالى . أسفت جدًا عندما علمت 
أنك كنت متوعكا . أرجو لك شفاء عاجلا” . لا تدع ويب ( مدرس الرياضيات ) 
يرهقك بالعمل . 


تالس 
ِ 


أيجو قبول عذرى فى كتابة هذه السطور السريعة . اللعنة على هذين 
انحتالين السخيفين المكان والزمان » اللذشين بلغت ببما القحة أن يدعيا أمهما 
يفرقان بيننا الآن ٠‏ بيه نعلم نحن أن لا علاقة لما بذلاث الوجود الحقيى الذى 
كنت» مما زلت ٠‏ وسأظل للأبد» أرسف ف أغلاله . 
أخحرك الختاس امهب 
كروميتون ( ذكتوراه ى القاثون) 


ليس لدئ وقت لكى أكتب إل سانجر خطاباً بالمعبى الصحيح ٠‏ فهل 
تسمح بتوصيل الرسالة المقتضبة الأرفقة طيه إليه ؟ 
أرجو أن تكتب إلى إذا وجدت الوقت اللازم لذلاك . 


شارع ديفون » نيو بليموث 
تارانا كى » نيوز يلاندا 
١١‏ سس مايو 14 


كر دم 06 رسل 


مهانى للأنياء الممتعة اله ى عمث إلى علمى قَْ فبراير الماضى . والى وصلتى 
الآن توا عن طريق الهند ‏ وأنا أرسف ف أغلال الزمان والمكان الى لا يمكن 


مال أن تجد ها تضيرا فى عرف العاريين ٠‏ 


بها فى امتحان ل الي 5 0 

3 أودِ لو كنت أستطيع أن أعود لقضاء ليلة الأحد أو ما شابه ذلك ىق 
مناقشة مع| ثيودور حول المسيحية كدين بدعو للحب -- وهو ما لا أجده فيبا . 
فأنا لا أستطيع أن أرى كيف عكن أن تتعايش فكرة إله شخصى وفكرة الب 


الم ”» 11 


تميق تعايشا حيوي 1 





14 
كيف حال الأنجنة 210 ؟ بلغنى أن تريفيليان الصغير ( بوب ) يبشر بخير » 
وكذلك جرين الذى ينتمى إلى كلية كينج . 
إن لدئ أعداداً لا تحصى من الخطابات لكى أرسلها بالبريد . أرجو أن 
أراك ق منتصف يناير القادم . 
أخموك الخلص 
( إمضاء ) إليس ما كتاجارت 


وقد تغيرت بعض الآهور ف الجمعية إلى .حد بعيد بعد تخرجى بوقت 


9 


قصباير . 
فقد حدد ليتون ستراتشى وكنرز 299 الجاه ابخيل الحديد الذى تلا جيل 
بعشر سنوات تقريباً . ومن الأمور المثيرة للدهشة ذلك التغيير الهائل فى المناخ 
الفكرى الذى أحدثته تلك السنوات العشر . كنا لانزال فيكتوريين » وكان 
المناقشة . ومن المحتمل أن أكثرنا ثقة بالنفس كانوا يأملون أن يصبحوا قادة 
)01 الاسم الذى كنا نطلقه عل الللبة النين ننوى انتخاجهم . 
( ؟) عاش' الاقتصادى الكبير اللورد مينارد كينزيين 184 114509 © ويد ولد ق كامبردج 
وكان تخصصه الأول ق الدراسات البونائية واللائينية ولكنه دغل شدمة الحكوبة ودرس مشاكل 
الحند المالية ثم عين فى وزارة الكزانة الير يطانية ىه ١91‏ . وقد كان مندوب وزارة المزانة ى مفاوضات 
الصلح الى انتبت معاهدة فرساى ٠‏ ولكنه استقال لبباج معاهدة فرساى بكتابه نتائج الصلح الاقتصادية 
فى ١919‏ الذى أوضح فيه عجز ألمانيا عن دفم التعويضات المفروثة عليها وتنبأ بالعواقب الوثعيمة الى 
ستترتب عل الاقتصاد المالمى من شروط فرساى . ويعتبر كينز أكبر ناقد للاقتصاد الإنجليزق 
الكلاسى بفضل كتاباته . ومن مؤلفاته المامة النظلرية العامة فى العالة والفائدة والنقود ى 1915 . 
وفى هذا الكتاب أونسم أن المالة الكاملة فى بريطائيا لا تثرتب بالشرورة على التصنيع ولكن تتحقق 
بعنشيط السلع الإنعاجية و بتشجيع الاسبلاك بتقليل الادخار وعلى وفرة السيولة النقدية فى أيدى الأفراد 
بزيادة الأجور إلخ . وقد سلطت عليه الأضواء من جديد أثثاء الحرب العالمية الثانية فعين محافظاً لبنك 
إنجلتر | ومستشاراً حالياً للحكومة ار يطائية . وقد أوصى لمعابلة النضخ بالادخار الإجبارى وإنشاء بنك 
دول وعملة دولية لتحرير التجارة الدولية والا ستمار الدولى . 





٠٠66 
جيل كينز وليتون سارا نشىفلويكن يسعى إلى الإبقاءعلىأى صلة بأسحاب الغلسفة‎ 
المادية . بل كانوا يبدفون إلى حياة انعزالية بين الظللال الناعمة والمشاعر الحميلة‎ 
وكانوا يتصورون أن "الخير يكمن فى الإعجاب العاطق المتبادل بين أفراد مجموعة‎ 
من الصفوة الختارة . ولقد نسبوا هذه النظرية دون ما وجه حق إلج. أ. دون‎ 
الذى كانوا بعيرفون بأنهم من أتباعه . ولقد أشار كداز قى سيرته الذاتية‎ 
المعتقدات الأول ) إلى إعجابيم بنظرية »ور . وكان مور يععلى و زناً للأخلاقيات‎ ( 
ويتجنب فى نظريته فى الوحدات العضوية الرأى القائل بأن الخير يتمثل فى‎ 
مجموعة متتالية من اللحظات العاطفية المتفرقة . ولكن أولئلك الذذين اعتبر وا‎ 
أنفسبم تلاميذه أغفلوا هذا الوجه من تعليمه وهبعلوا بدعوته إلى «ستوى المناداة‎ 

بالعاطفية الرخيصة الخائقة الى تليق بفتيات المدارس . 


وقد هرب كينز من هذا ابحو ا تانق إلى العالم الككبير . أما ستراتشى فلم 
يبرب منه قط . ومهما يكن من شىء فإن هرب كيتز لم يكدن تاما . فقّد 
راح جوت العالم حاملا معه أيها ذهب شعور الأسقف قف عزلته . وكان الخلا 
الحقيق قى مكان آخر » بين المؤمن فى كامبردج . فعندما كان يوجه اههامه 
إلى السياسة والاقتصاد كان ينفصل عن عواطفه . وهذا هو السبب فى الخاصية 
الإنسانية » المتألقة » الصلبة ى معظم كتاباته . وكان هناك استثناء واحد عظم 


هو ١‏ النتائج الاقتصادية للسلام » الذى سأتكلم عنه بإفاضة بعد قليل + 


وقد عرفت كينز أول الأمر عن طريق والده . وليتون ستراتشى عن طريق 
أمه . فعندما كنت شابا » كان والد كينز يقوم بتدر يس المنطق الصورى ) 
منطق أرسطو العتيق فى كامبردج . ولا أعلم مدى تأثير التطورات اللنديثة فى هذا 
الموضوع ق طريقة تعليمه للمنطق, . وكان منشقنً على الكنيسة الإنجايزية.غيوراً 
بضع الأخلاقيات (لا اللاهوت) ق المقام الأول ويل الأخلاق فى الترتيب 

المنطق . ولقد استمرت روح الانشقاق هذه فى ابنه . ولكن خففمنها 
إدراكه أن' القائق والبراهين قد تؤدى إلى نتائج تصدم الكثير ين بعض الشىء 


1غ 
وكان ىق شخصيته ثىء من الغطرسة الفكرية جع له لايحد غضاضة 
فى تجنب البو رجوازيين . ولكن هذا الشبىء من الغطرسة لاأثر له ق كتا بكينر 
النتائئج الاقتصادية للسلام » . وقل أيقظ إعانه العميق أن معاهدة فرساى 
كانت تعبى دمار العالم شخصية الإنسان الحلى الحاد الكامن ق نفسه حى 
نسبى بسيب هذا ما عهد فيه من حصافة . 

ولم يكن لى به اتصال فق عمله السياسى والاقتصادى » ولكنى كنت 
مهتمًا بكتابه « يحث معث ق الاحمال 6 » وقد ناقشت معه بالتفصيل أجزاء عديدة 
من هذا الكتاب . وقد فرخ من هذا الكتاب فى 1414 على وجه التقريب » 
ولكنه اضطر إلى تنحيته لفيرة من الوقت . 

وكان دائماً يميل إلى إرهاق نفسه بالعمل » «الواقع أن الارهاق هوالذى 
تسبب فى موثه ء وقد كتب لى مرة فى عام 4 | » عندما كنت أعيش ق كوخ 
منعزل فى أرض بور شاسعة لم تشق بها طرقات » يسألى إن كنت أستطيع أن 
أكفل له عطلة مهاية أسبوع هادئة . وأجبته بالإبجاب » وكلى ثقة » وحضر . 
وبعد لس دقائق ن من وصوله وصل وكبل الدامعة ليعرض عليه كثيراً من المسائل 
الجامعية . وحضر آحر ون» م أ كن أتوقعهم » إلى كل وجبة طعام ؛ بما ىق ذلاتك 
ستة أشخاص لتناول الإفطار معنا يوم الأحد . وأخشى أن كينز رحل أكثر 
إجهادا مما جاء . وى يوم 7 من أغسطس عام 1114 التقيت به وهو يسرع 
اللدعلى عبر الفناء الكبير فى كلية ترينتى . وسألته عن السبب فى إسراعه فقال 
إنه كان يريد أن يستعير دراجة أخيه البخار ية ليذهب بها إلى لندن . قلت له: 
ولاذا لاتذهب بالقطار ؟ ) فأجابى : ولأنى ف ق عحلة مء من أمرى ؛ الم أكن 
أعلم ماهية عمله فى لندن » ولكن خلال بضعة أيام فضت لسبة أرباح ابنركء 
الى كان مشيعو الذعر قد رفعوها إلى عشرة فى المائة » إلى خمسة فى المائة . وكان 
هذا من فعله . 

وأنا لا أعرف من الاقتصاد ما يك لأنأكون رأ متخصصاً فى نظريات 
كيتز » ولكن يبدولى فى حدود قدرق على المكم أنه بفضله لم تعان بريطانيا 


06 
فى السنوات الأخيرة من البطالة على نطاق واسع . بل أستطيع أن أقول أكير 
من هذا إن نظرياته لو وجدت من ااسلطات المالية فى العالى كله من يتبناها لما 
حدثت الأزمة الاقتصادية (21؛ ا زال هناك الكثير ون ف أمريكا ممن ينظر ون 
إلى الكساد الاقتصادى عل أنه من قضاء الله . وأظن أن كينز قد أثبت أن 

مستولية هذه الأحداث لا تقع على عاتق العناية الإطية . 

ولقد رأيته لآخر مرة فى مجلس الاوردات عندما عاد من مفاوضاته بأهريكا 
بشأن عقد قرض لبريطائيا وألبى خطاباً يدافع فيه عن هذا الققرضى أمام اأسادة 
اللوردات . وكان الكثيرون منهم متشككين من قبل فى سلامة هذا القرض . 
ولكن عندما انتهى من خخطابه لم يبق مهم متشكاك واحد فما عدا الاورد بيفر بر وك 
واثنين من أبناء عمومتى كانا يحبان داعا أن يكونا ضمن الأقلية . ولا كان قد 
وصل لتوه من رحلته عبر الأطلنطى » فلا بد أن الْبهود الذى بذله كان مهولا . 
وقد ثبت أنه يفوق طاقة احماله . 

وكان كينز من أشد من عرفت ذكاء » وصفاء ف الذهن . وكلما -جادلته 
كنت أشعر أننى أحمل حياتق على كنى » ونادراً ما كنت أخخرج هن المناقشة 
دون أن أشعر بأننى أشبه الأبله . وكنت أهيل أحياناً إلى الشعور بأن مثل هذا 
الذكاء الفائق يتعارض مع العمق » ولكنى لا أعتقد أن هذا الشعور كان له 
مأ ببررة . 

ولقد تعرفت على ليتون سيراتشى "2 لآول مرة . كما ذكرت قبلاء عن 
طريق أمه . كنا هى وأنا » عضوين فى بللنة “يدف إلى إعطاء النساء حق 
النصويت . ودعتى بعد بضعة أشبر إلى العشاء . وكان زوجها . السير ريتشارد 
)١( 0‏ الأزمة الاقتصادية الى اجتاحت العام فى الثلاثينيات . 

(؟) عاش ليتون ستراتثى بين 188٠‏ و 198 وتعلم ى كامبردج وأصاب شبرة وأسعة 
ككاتب للسير وتراج العظماء ومن أهم مؤلقاته معالم الأدب الفرئسى فى ١411‏ وأعلام المسر القيككنورى 
فى 1518 'الملكة فيكتوريا فى ١4117١‏ وكتب وشخصيات فى ١977‏ واليزابيث واسيكس ىق ١178‏ . 
وهو صاحب أسلوب شاعرى رشيق وقدرة فائقة على ربم الشخصيات عل المستوى الفردى ولكنه متهم 


الح مالنتى “ القدمة عا التحلا .مم أث العنانا الدسشجاعة أ كي نء ملك العثلماء .أذكاءء 


١ 
ساراتثى » موظلفآ متقاعد من موظى -حكممة المند » وكان الراجا البريطاتى‎ 
: أمرًا مألوفآ يومئذ .وكا نعشائى الأول مع العائلة تجربة أثارت قلى بعضالشى ء‎ 
فقد كان عدد الأولاد والبنات فى الأسرة لا خصى » وبدا كل الأطفال لعيى‎ 
الناقصى الخيرة متشاببين إلا قى النقطة السطحية وهى أن بعضهم كانوا ذ كورا‎ 
» والآخر كان إناثاً . ول يكن كل أفراد العائلة قد اكتمل عقدهم عندما وصلت‎ 
ولكهم تواردوا الواحد بعد الأنحر على فترات تقرب من عشرين دقيقة . ( وكان‎ 
أحدهم ليتون هما اكتشفت فيا بعد) وكان على أن أدير عبى ف الغرفة حذر‎ 
أم جرد واحد من السابقين قد غير مكانه.‎ ١ لأتأكد إن كان القادم شخصاً جديل”‎ 
وقرب نباية الأمسية بدأت أشك فى قواى العقلية » ولكن الأصدقاء الطيبين‎ 

أكدوا لى فها يعد أن الآمور كانت فى الواقع كنا بدت لى تماماً . 


وكانت الليدى سيراتشى اعرأة ذات حوية دافقة » تدفعها رغبة قوية ق 
أن يتمكن بعض أولادها على الأقل من الارتفاع عنزلهم » كان تذوقها لاثثر 
مشراً للإعجاب وكانت تقرأً أ مواعظ ساوث لأطفالها بصرت عال » لا من أجل 
المضمون ( فقد كانت امرأة متحررة فى تفكيرها ) » ولكن لكى تقل إليهم 
الإحساس بالإيقاع فى كتابة اللخة الإنجليزية . وكانت أم أيتون تتوسم فبه ذكاء 
مفرطاً مع أن حساسيته الشعرية كانت حول بينه وبين الذهاب إلى مدرسة 
تقليدية . وقد نشأ فى جو من الانقطاع لهئة الكتابة . وكانت كتاباته تبدو لى 
فى تلك الأيام مسلية -جذلة . وقد سمعته يقرأ كتاب مشاهير عصر فيكتوريا 
قبل أن ينشر وقرأته مرة ثانية لتفمى فى السجن . وقد أثار ضحكى بصوت 
عال حى إن الضابط جاء إلى زئزانى قائلا إنى يجب أن أتذكر أن السجن 
مكان للعقاب . 


وكان ليتون سيراتشى شاذ الأطوار منذ حداثته » وكانت غراية أطواره 
تزداد تدر يجيا مع الأيام . وعندما أراد أن يطلق لنيته أشاع أنه أصيب بالخصبة 


لكى لايراه أصدقائه حتى تبلغ ميته طولا ترما . وكان ٠‏ شاذً! ى ملبسه . 


0 
كنت أعرف زوجة مزارع تقوم بتأجير بعض المساكن . وقد أخبرتى أن 
ليتون كان قد جاءها يسأنها إن كان من الممكن أن يترد عندها . قالت لى 
ووف أول الأمر » باسيدى » كنت أظن أنه صعلوك . ثم عاودت النظر إليه 
وعرفت أنه سيد مهذب » وإن كان غريب الأطوار » . كان يتكلم ببوت 
صائٌ مثل صوت فرخ الحمام » يتعارض أحياناً مع الموضوع الذى 0 فيه 

بشكل يدعو إلى الض.حك .. وذات مرة "كنت أتكلم معه فاعترنس أولا على 
5 اعترض على ثىء آخر قائلا : إنهما لاعثلان ما ينبغى أن يدف إليه الدب 
وأخخيراً قلت : « فايكن باليتون » ولكن ما الذى ب: ينبغى أن يبدف إليه الأدب ؟» 
فأجاب « العاطفة المامبية . ومع ذلاىك . فقك كان خب أن سسدو متعاظماً إزاء 
الأمور الإنسانية . وقد سمعت شخساً يدلل على أن الشبان قادرون على التفكمر 
فى الحياة . فاعترضه يا قائلا ولا أستطيء أن أصدق أن الناس يفكرون 
ق الحياة . فليس ببا ما د يستحق التفكر ٠‏ . ولعل هذا الموقف من الكنياة هو 
الذى حال بيئه وبين د كود رجلا عظيماً . 

وأسلوب ليتون ستراتشى مسرف فى البلاغة » وكنت أراه بى لحظات 
تابث من جانى » لا يختلف فى شىء عن أسلوب ماكولى . فهو لا يم 
بالحقيقة التاريخية بل يضيف من الرتوش فى الصورة دائماً ما يجعل الأضواء 
والظلال أكير وضوحاً ويجعل حماقات مشاهير الرجال والناس وأسرارهم أشد 
جلاء . وهذه اتهامات خطيرة أوجهها له ككاتب لأسير ٠‏ ولكننى أوءجهها 
عنتهى ابلدية . 

وقد أدركت امتياز مو رلأول مرة فى ( الدمعية ) . وإنى لأذكر قراءته لبحث 
اسيل يقوله ٠:‏ فى البدء كانت المادة » وولدت المادة الشيطان » وولد الشيطان 
الله » » وانتهى البحث بوت الله أولا ثم بموت الشيطان ٠‏ تاركا المادة وحدها 
كنا كانت منذ البداية . وف الوقت الذى قرأ فيه بحنه . كان لايزال طالباً 
حديث الالتحاق بالخامعة » وتلميذاً متحمساً للشاعر الفيلسوف لوكريس . 

وكانت عادتنا ى يوم الأحد أن نتناول طعام الإفطار فى ساعة متأخرة » 


و 
ثم نقغى اليوم كله حتى وقِت العشاء فى جولة على الأقدام . وعرفت يبذه 
الطريقة كل شارع وكل رصيف على مدى عشرة أميال من كامبردج » وأماكن 
رة تقع على مسافات أبعد بكثير . وععوما فقد كنت أشعر بالسعادة والهدوء 
النسبى أثناء وجودى بكامبردج » وإن كنت فى الايالى المقمرة أروح أقطع البلاد 
عنواً فى حالة من الحنون المؤقت. وكان السبب ق هذا » طبعاً » الرغبة الخنسية» 
بالرغي من أنى لم أكن أعرف هذا وقتئذ . 
وبعد أبانى فى الكلية تغيرت ( الجمعية) من وجه واحد . فقد نشبت 
معركة طويلة بين جورج تريفيليان وليتون ستراتشى ع وى عهده الأخير 
بالكلية »شاع الشذوذ اخنسى بين الأعضاءء أما فى أياى فلم يكن هذا أمراً معروفاً. 


كانت كاميردس هامة فى حياتى» لأنى أدين لها بماكونت من صداقات » 


قاتلا تاراح اا ا ال كا لحم 

وما اكتسبت من خيرة بالمناقشة الفكرية ١‏ ولكنها لم تكن هامة من ناحية التعلم 
الأكادعى الفعلى . ولقد تكلمت فيا سبق عن تعلم الرياضيات وفساده » 
كا أن كل ما تعلمته من فلسفة يبدو لى الآن خطأ . ولقد قضيت سوات طويلة 
بعد تخ رجى أحاول أن أتخلص بالتدريج من عادات التفكير الى ١‏ كتسبتها 
هناك » وكانت العادة الوحيدة فى التفكير الى اكنسيتها والى كانت ها 
قيمة حقيقية هى الأمانة الفكرية . كانت هذه دون شك شائعة » لابين 
أصدقانٌ وحدهم » وإنعا بين أساتذق أيضآ . فلست أذكر مثلا واحداً لمدرس 
استاء عندما أوضح أه تلميذ من تلاميذه أنه كان على خخطأ » على الرغم من 
كثرة ماذكر من مناسبات تمكن الطلبة فيها من تصحيح أساتذهم . فقد حدث 
ذات مرة أثناء محاضرة عن توازن السوائل أن قاطع أحد الطلمة المدرس قائلا: 
« ألم تنس أن تذكر دور القوى المركزية الطاردة الواقعة على الغطاء ؟ » . وشبق 
المدرس ثم قال :« لقد ظللت أشرح هذا المثال ببذه الطريقة عشرين سنة » 
ولكنك على حق , . وأقد كانت صلنمة لى أثناء الحرب أن أجد أنه » حى فى 
كامبردج » كانت للأماثة الفكرية حدود . وحّى ذلك الوقت كنت أشعر أيما 
أقمت أن كاميردج هى المكان الوحيد على الأرض الذى أستطيع أن 
ا سطح ستطيع 


فى يوم أحد من صيف عام 1/1 » وكنت -حينذاك أسكن مع عى 
رولاو ى منزله الواقع على منحدرات هايندهيد . اصطحبى إلى نزهة طويلة على 
الأقدام ؛ وبيعا كنا سير على جانب من تل قرايداى » قريباً من فرمرست . 
قال : « قدم بعض السكان الحدد ليقيموا فى هذا البيت ع وأرى أن نزورهم ؛ . 
وكنت من التجل بحيث ل أتحمس للفكرة بل توسلت إليه مهما حدث ألا نبق 
لتناول العشاء . فوعدى بذلك ولكنه ببى . وقد سرفى ذلك . وجدنا أنالأسرة هى 
أسرة بيرسال سميث الأمريكية » تتكون من أب وأم متقدمين فى السن وابنتبما 
ومعها زوجها ويدعى كوستللو » واينة أصغر تطلب العلم ى كلية برين مور 
للبنات ى أمريكا » ولكنها كانت فق هذه المناسبة تقضى عطلها مع عائلتها . 
الأن والأم فى وقت ما واعظين مشهورين ينتميان للطائفة الإنجيلية » ولكن الأب فققد 
إبمانه نتيجة لفضيحةء فقد رآه أحدهم وهو يقبل امرأة ٠‏ أما الأم فقد تقدم بها 
العمر فلم تعد محتمل مشقة حياة الوعاظ . وكان كوستلاو ٠‏ زوج الابئة . 
شخصاً ذكيا ينتمى إلى الحز ب الراديكالى» كا كان عضواً فى مجلس مقاطعة 
لندن . كنا نتناول العشاء عندما دحل قادماً من لندن » ونجاء بتر الأثياء عن 
إضراب خطير لعمال أحواض السفن كان حيئئذ نى أوجه » وكان هذا 
الإضراب ذا أصمية كبيرة لآنه أوضح تغلغل نقابات العمال إلى مدى أعمق هن 
أى موقفق سابق . وأنصت فاغر الفم إلى .حديئه وهو يقص ما فعله العمال . 
وأحسست أنى هنا فى عالم الواقعم . أما الابن الذى يتلق العلم ى باليول » فكان 


|١5 


١ /بأا.ه‎ 


يتحدث حدياً منمقاً » يصطنع فيه الحكمة . وبدأ كن يعرف كل شىء 
ف يسر يوحى بالازدراء . غير أن الابنة الى قدمت من كلية برين مور هى 
التى أثارت اهدّاى بصفة خاصة . وكانت جميلة جدا .كا يتضح 
من الفقرة الواردة فى « المجلة » الصادرة ى جلاسجو١ ١‏ من مايو ١971‏ : 

و أذك رأف قابات مسز برتراند رسل ى حفل لغرض دينى أوما أشبه ( ترى 
هل كان حفلا لمندولب جماعة الامتناع عن تناول اللحمر؟ ) فى إدنيرة » منذ حوالى 
عشرين عام . كانت حينذاك من أجمل النساء اللاق عكن أن يتصورهن 
المء » لما جلال الملكات ٠‏ بالرغى من أن عائلها من الكويكرز . ولقد وصل 
إعجابنا بها نحن الحاضرين حددً! جعلنا نتعمد جميعاً » بأسلوب إدثيرة الرفيع » 
أن تجعل منها بطلة المساء » . 

كانت أكثر نحرراً من أية امرأة شابة عرفتها » فقد سافرت من الامعة 
وعيرت المميط وحدها . وكانت ,» كا اكتشفت غ2 صديقة حميمة اشاعر 
الأمريكى والت هويتّان . وقد سألتى ما إذا كنت قد قرأت مؤلفا بالآلمانية 
عنوانه ( فعمطه5 ) وتشاء الصدفة أن أكون قد انّبيت من قراءته فى 
ذلك الصباح . وشعرت بأن هذه ضربة حظ . وكان من شأن عطفها أن جعلتى 
أتغلب على نجل . وقد أحببتها من أول نظرة . ولم أجتمع بأحد من أفراد العائلة 
مرة أخحرى فى ذلك الصيثف » ولكنى درجت ف الأعوام الثالية » وى خلال 
الأشبر الثلاثة الى كنت أقضيها كل عام مع عمى روللوء على أن أقطع 
المسافة إلى منزمى كل أحد راجلا . وهى مسافة تبلغ أربعة أميال » فأصل قى 
وقت الغداء وأظل هناك حى موعد تناول العشاء . وكان من عادة القوم بعد 
العشاء أن يقيموا حفل معر حول الثار فى الغابة »ع ويجلسوا فق دائرة ينشدون 
ترنمات يغنيها الزفرج «لى تكن حى ذلك الوقت معروفة فى إنجلرا . وكانت 
أمريكا تبدو لى » كنا كان الخال مع الشاعر الألمانى جوته » بلداً رومانسيا 
يتمتع أهلوه بالحرية » ولقد وجدت منهم بعدآ عن كثير من مظاهر التومت 
الى عانيت منها فى بلدى . وأه من كل هذا أنى استمتعت بتحررثم من 


0 
د العرف اللخاى » . و منزهم قابلت العام الاقتصادى والمفكر العمالى الكبير 
سدلى ويب . وكان حبى ذلك الوقت أعزب / 

وقد عرفت سيدق وزوجته بياتريس ويب عن كثب لعدة سنوات . 
بل شاركهما الإقامة فى بعض الأوقات » وأقرر ألبما أ كل زوجان رأيبما . 

غير أنهما كانا ينفران تماماً من أى رأى رومانسى عن الحب أو الزواج 
فالزواج فى رأيهما مجرد نظام اجماعى قصد منه أن يضع الغريزة فى إطار 
مشروع . وق خلال السنوات العشر الأول من زواجهما . كانت هسز ويب 
تقول بين حين وآخر : « الزواج ء ها يكرر سيدنى دائماً .. هو سلة الأوراق 
الى تلى فها الانفعالات » . وحدث فى -ححياتهما شبىء من التغير فى السنوات 
التالية » كاثا فى العادة يدعوان زوجن لقضاء عطلة مباية الأسبوع ؛ فيخرجون 
فى الاحاد وبعد الظهر فى نزهة سريعة » يصطحب سيدنى السيدة بِيمًا ترافق 
بياتريس الضيف . ور بعض الوقت ١‏ ثم يعلق سيدنى قائلا : « أعرف 
على وجه التحديد ما تقوله بياتريس ق هذه الاحظة . إنها تقول : الزواج » 
كما يكرر سيددنى دائماً » هو سلة الأوراق الى تلى فا الانفعالات » . 
أما هل قال سيدنى هذا الكلام فعلا فأمر لم يتحقق منه أحد . 

عرفت سيدق ويب قبل أن يتزوج . ولكنه كان أقلشأناً بكثر من صف 
ما أصبح عليه هو وبياتريس معاً . كان اشتراكهما ى كل ثىء ء يتم فى صفاء 
حى إلى كنت أتصور » ولو أن ف هذا تيسيطاً معيباً » أنبا كانت تقدم 
الأفكار بِيمَا يقوم هو بالتنفيذ . ولعله كان أكثر من عرفت اجبهاداً . حدث 
عندما كانا يكتبان مؤلفاً عن الحكم الى أن أرسلا نشرات الجميع موظقى , الححكم 
امحل فى البلاد يسألان أسئلة و يوضسحان أن من -حق الموظف المرسل إليه أن 
حصل على نسخة من الكتاب المزمع إصدارم سعر مخفض , وعندما أجرت لمما 
منزلى » حار ساعى البريد ٠وكان‏ اشترا كي متتحمساً » فيا إذا كان الشرف 
الذى يناله إذ يخدمهما أ كبر من الضيق الذدى كان يعانيه نتيجة لتوزيعه ألف 
إجابة وميا لنشرا-هما . وكان ويب يشغل منصباً غير مرموق ولكنه نجح ى 





4 
الوصول إلى منصب كبر نتيجة الحهده الخارق . كان أميل إلى الخد » لاحب 
المزاح حول المقدسات با فب النظريات السياسية . قلت له يوماً :إن الديمقراطية 
ميزة واحدة على الأقل » وهى أن عضو البرلان لايمكن أن يكون أكير حمافة 
من أعضاء دائرته » لأنه كلما ازداد حماقة سجل ناخبوه على أنفسهم حماقة 
أكبر بانتخابيم إياه . وتأم ويب لهذا بصورة واضحة وقال مسفهاً رألى : 
وهذا أسلوب من الحديث لا يروقى » . 

وكانت لمسز وبيب اهيامات أكثر من اهعامات زوجها . فكانت - 
بالأفراد ٠‏ وليس فقط ححن يرجى هنهم العون . وكانت متدينة إلى حد بعيد 
دون أن تنتمى إلى طائفة من الطوائف المعترف بها ٠‏ ولو أنها بوصفها اشيراكية 
كانت تفضل كنيسة إنجلرا لأنها كانت نظاماً تتبناه الدولة . كانت واحدة 
من تسع شقبيقات ٠‏ يها الأب عصاى يدعى بوتر » جمع معظ ثروته من 
بناء أماكن لإقامة الحنود فى القرم . كان من مريدى هربرت سبنسر » 
وكانت مسز ويب أبرز من أنجبته نظريات هذا الفيلسيف ف التربية . و يؤسفى 
أن أقرر أن أنى ٠‏ وكانت تقطن النزل امجاورلهما فى الريف » وصفتها بأنها 
ومن فراشات الجتمع؛ ٠‏ ومع هذا فن المحعمل أنها كانت ستغير رأيها لو عرفت 
مسز ويب فى مرحلة متأخرة من احياة . وعندما بدأت مسز ويب بم بالاشراكية 
قررت أن تقيس على مبادئ الفابين : وبالأاخص أبرز ثلاثة مسيم : سيدق 
ويب .وبرنارد شو »وجراهام والاس.وكان فى هذا شىء من وحكم باريس»') 
مع عكس الكنسين » وكان سيد هو الذى برز باعتباره المقابل لأفروديت . 

كان ويب يعتمد كلية على ما يتكسبه » بيما لدى بباتريس إرث عن 
والدها . يكان لاء على عكسزوجها » عقلية الطبقة الخااكمة » ونظراً لآنه 





١ (‏ ) « باريس » ابن الملك بريام ملك طروادة من هكيوبا وكانت تحلم ببلفل ملهب الحماس 
ولذا ألقت به على جبل إيدا حيث نشأ راعيا وذات يوم جاءته الإلمات الثلاث هيرا وأفروديت وأثينا 
يحتكن إليه أبين أجمل وقد -ح لأفروديت الى وعدته بالزواج من أجمل نساء العام . و مساعدما 


ختطف هيلانة زوجة منالاس الإغريقى وتسبب عن هذا حروب طروادة . 


١ 
توافر هما ما يكفبما أن بعيشا دون عمل فقد قررا أن يكرسا حياتهما للبحث‎ 
والدراسات الأرق فى ميدان الدعاية » وقد تجا هنا تجاحاً باهراً ولعل‎ 
مؤلفاتهما تتحدث بطلاقة عن جدهها واجتبادها . أما كلية الاقتصاد‎ 
الى أنشأها سيدنى فهى دليل على رجاحة فكره . وف اعتقادى أنه ما كان‎ 
عكن لقدرات سيدق أن تثمر إلى هذا الحد لو ل يعززها عامل الثقة بالذات‎ 
لدى زوجته بياتريس . سألبا يوم إن كانت قد أحست مرة باللتجل وهى‎ 
صبية . فأجابت : ولا » ولو حدث أن خالججى مرة هذا الشعور وأنا أدخل‎ 
غرفة تموج بالناس فإ أقول لتنفسى : : أنت أفضل عضو فى أفتسلعائلة فى‎ 

أفضل طبقة ة فى أفضل شعب ف العالم : ففم الحوف ؟ 2 . 


0 


لك م 3 وإباها 


2 يي 


م 00 7 5 
٠ 8‏ أنح صبث 0 4 يبه واعجيت م 6 ك4 ألى 
يات رو 7و- فرك 


حول أمور كثيرة هامة . أعجبث أولا وقبل كل شىء بقد زا امالغ عا فىالتصرف 
وأعجبت ثانياً بنزاهيها . فقد عاشت حياتها فى خدمة القضايا العامة ولم يصرفها 
عن هذا السبيل أى مطمح شخصى » ولو أنها لم تكن فلو من الطدوح . 
وسرلى مها أنها كانت صديقة رقيقة الخاشية تشيع الدفء بحن هن شعرت شحوم 
بعاطفة شخصية . غير أنى اختلفت معها حول موضوع الدين : والاستعمار: 
وعبادة الدولة . وكان الموضوح الأخير هو جوهر الاشتراكية الفابية . ولقد 
أدى بالزوجن سيدلى وبباتريس ويب ٠»‏ كا أدى ببرناردشو ٠‏ إلى ها اعتيرته 
تساعماً أكثر مما ينبغى مع موسوليى وهتلرء كا أنه أدى ببما فى النباية إلى تمجيد 
سخيف للحكومة السوفيتية فى كتاببما ١‏ الشيوعية السوفيتية حشارة جديدة » . 
ولكن ليس هناك من مخلو من التناقض » حبى ولا سيدلى ويب وزوجته . 
قلت يوم لشو: إن ويب يفتقر إلى المشاعر الإنسائية العليبة . فأجاب : «لا . 
إنك جد مخطئ . فقد كنت وويب يوم نستقل الترام فى هولنداء و-جلسنا نأكل 
قطعاً من البسكويت . وإذا بمجرم مغلول اليدين يأ به رجل الشرطة إلى 
عربة الترام . وتدافم جميع الراكبين الاخرين بعيداً عنه و ف هلع ٠‏ أما ويب 
فتقدم من السجين وقدم له البسكويت » . وإنى لأذكر هذه القصة كلما 


00 


وجدتى أميل إلى أن أتحامل نقد ويب أوشو . 

وكان الزوجان يكرهان بعض الناس » ومن هؤلاء الكاتب الاشيرا كى 
ه. ج. ولز » أولا : لأنه أساء إلى الدستور اللخلى الفكتورى الصارم» وثانياً : 
لأنه حاول أن يزيح سيدق ويب من منصبه القيادى قى جماعة الفابيين » كنا 
كانا يكرهان رامزى مكدونالد رئيس حزب العمال البريطانى منذ عهد بعيد . 
ولعل أقل الملاحظات عداء من جانب أى من الزوجين كانت تلك الى قالها 
مسز ويب عند تكوين حكومة العمال الأول » من أنه يصلح بديلا ممتازً 
لقائد الجماعة . 

كان تاريخهما السيابى غريباً . تعاونا أولا مع المحافظين لآن مسر ويب 
كانت ترتاح لآرثر بالفور لاستعداده أن يقدم أموالا من مصادر عامة للمدارس 
الى تشرف عليها الكنيسة . وعندما سقطت حكومة امحافظين فى عام 1105 
قام الزوجان عحاولات ضئيلة وغير مجدية للاشتراك مع الليبراليين . ثم خطر 
لما أخسراً أنبما كاشتراكيين قد يشعران براحة أكثر لو انضما لحزب العمال » 
وبالفعل أخلصا لهذا الحزب ف السنوات التالية . 

وقد ظلت مسز ويب سنوات عدة تتمسك بالصيام » لدوافع عدة بعضها 
صمي والآخر ديى . لم تكن تتناول الإفطار 3 كا كان عشائها سيط : 
أما الوجمة الأساسية ,فكانت الغداء . ولم تكن هذه الأخيرة تخلو إلا لماماً من 
المدعوين المرموقن » بيد أنها كانت تصل من الخوع حدًا يجعلها ما إن تسمع 
الدعوة إلى تناول الطعام حى تسبق جميع ضيوفها إلى حجرة المائدة . على أنها 
كانت تمن أن المسغبة تقربها من الروحانيات » بل ذكرت لى يوماً أنها 
هيأ تلا رؤى رائعة . وكان تعليى على هذا « نم إذا أكلت قليلا صفا ذهنك 
وإذا شريت كشراً اختلطت عليك الأمورع . وأخشى أن تكون قد اعتبرت 
هذه الملاحظة نوعاً من الخيون لا يختفر . أما سيدنى فلم يكن يشاركها هذا ابلمانب 
المندين من حياتها » ولو أنه لى يكن معاديا له » وكل ما هناك أنه لم يرتح له. 
أقمنا مرة فى نل فى نورماندى » فكان منعادتما أن تقضى الصباح فى الطابق 


١1 
العاى حيث إنها لم تكن محتمل أن ترى النزلاء يتناولون الإفطار . ولكن سيدق‎ 
كان ينزل بن نحين وآخخر ليطلب اللحبز والقهوة . فى المرة الأول أرسلت مسر‎ 
ويب القادم تحمل الرسالة الانية: و إنتا له تأكل الزبد ىق وجبة إفطار سيدى»‎ 

ركان استعماها للفظ « إننا » ما يتندر به أصدقاوهما . 


ثم إن الزروجدنلم يكونا يؤمنان أساساً بالديمقراطية. بل كانا يعتبرائها خدعة 
من جانب الساسة للتغرير بالحماهر وإشاعة الرعب بيهم . ولقد تمل ماهم 
مسز ويب عن الحكم عندما ذكرت لى وصف والدها ٠‏ وهو رجل أعمال . 
لاجماعات حملة الأسهم . فد كان من رأبه أن الدور امه ى للمديرين هو 


إيقاف أصاب ام عند حدودهم . وقياساً على هذه العلاقة كان رأيها فى 


كان لما قصبه علبا والدها عن مهنته أثره فى نخليها عن شىء من الاحيرام 
للعظماء . إذ بعد أن انتهى من بناء أماكن لإقامة الحنود الفرنسين فى القرم 
فى فصل الشتاء؛ وسافر إلى باريس ليتقاضى أجرهء كان قد آنفق كل رأس 
ماله تقريبا فى تشييد هذه البانى » وأصبحت المكافأة المالية له أمراً حيويا . 
ولكن, على الرغى من أن كل امرئ فى فرنسا اعترف بالدين ‏ فإن الإذن المصرق 
لم يصله . وأخراً قابل اللورد براسى وكان قد قدم بدوره فى مهمة مشاببة . 
وشرح مسير بوتر متاعبه فسخر منه اللورد وقال : «يا عزيزى ٠‏ إنك لا تعروف 
كيف تحرك النيوط . عليك أن تدفم خحمسين جنيهاً لاوزير وخسة لكل *ن 
مر ؤؤُوسيه م . وفعل مسير بوتر هذا وتسلم الصلك فق اليوم التالى . 


لم يكن ,سيدلى ييردد ى استخدام حيل ربما اعتبرها البعض تصرفات 
غير قويمة . ذكر لى على سبيل المثال أنه إذا رغب فى الحصول على موافقة 
إحدى اللجان بينًا الأغلبية تمانع . فإنه يصوغ القرار ميث تذكر النقطة 
مثار الخلاف مرتان . وهو يبداً جدلا” طويلا حول النقطة المذكورة ى أول 
ظهورها » وينتهى بأن يسل لخصومه برقة ودماثة . وهو يخلص من هذا إلى 


١ 
أنه فى تسع حالات من عشر لا يلحظ أحد أن النقطة ذائها قد أشير إلبها‎ 
. مرة ثانية ى نفس القرار‎ 

وقد قام الزوجان بدورهام فى إرساء الاشتراكية البريطانية على دعائم فكرية 
ولعله نفس الدور الذى قام به أتباع الفيلسوف بنثام » فى حقبة سابقة » بالنسبة 
للراديكاليين . ولقد كان مثل أتباع بنثام على شى؛ من اللنفاف والحمود »والؤيمان 
بأن سلة المهملات هى المكان الطبيعى للعواطف . وبالرغم من هذا فقد كان 
مريدو آل ويب «البنثاميين من تستبد بهم العاطفة لدرجة اماس . ولقد استطاع 
ينثام وروبرت وين 2١١‏ أن ينتجا حصيلة فكرية متزنة » تماماً كا فعل سيد 
وزوجته أى علاقهما بكير هاردى إن من الإجحاف أن نتطلب من كل امرك 
كافة المقومات الى نضي ف إلى قيمته الإنسانية » بل يكنى أن تتوافر بعض هذه 
المقومات » وهو أمر يتوافر لسيدى وزوجته . وما من شك فى أنه لو غاب 
الزوجان عن حزب العمال البريطانى لكان. هذا الحزرب أكير اندفاعاً 
ولكانت مبادئه أكثر تموضاً وإبهاماً . وقد قام بأداء الرسالة من بعدهما ابن 
أخيهما سير ستافورد كربس » وإنى لآشك فى أن الدعقراطية البريطائية 
كانت تستطيع أن نحتمل بنفس الطاقة » المرحلة الشاقة الى بمر فبا الان 
لو لم يقيض لا هذان الزوجان .2 , 

وعندما ذكرت بين عائلتى أنى قابلت سيدق ويب قالت جدنى 
إنبا سمعته يحاضر يوماً فى رتشموند » وإنه ولم يكن . . . » وتساءلت فق إصرار 
دلم يكن ماذا ؟ » وأخيراً قالت : وم يكن مهذباً فى تفكيره ولا رقيقاً ساوكه ٠‏ . 

أما بين أفراد عائلة ببرسل سميث » فلم ألق مثل هذا الانجاه فى التفكر . 
كنت بيهم سعيداً : متبسطاً فى الكلام متحرراً من اللتجل . كان لم أسلوبيم 
فى جعلى أتغلب على الانطواء وأشعر أنى جد ذكى . وقد قابلت عديداً من 
الشخصيات قى منزهم » أذكر مهم على سبيل اأثال وليام جيمس . وتفقهت 





سيرق الذاتية 


ل 
على يدى لوجان بيرسل معيث قى ثقافة القرن التاسع عشرء فلوبير . وولير باتر » 
وغيرهم . وفضلا عن هذا فقد لقنى قواعد الكتابة السليمة» مثل « ضع فصلة 
بعك كل أريع كلمات © ع « لاتكتب وق بداية -جملة ) . وتعادت أنضاً 
أن أصوخ جملة مليئة بالعبارات الاعتراضية نمشياً مع أسلوب وولتر باتر. 
كا تعلمت أن أصدر الأحكام الصحيحة عن مانيه ومونيه. وديا ء وكان 
لم أى ذلك الوقت نفس شهرة ما تيس وبيكاسوفها بعد . 

كان لوجان بيرسل سميث يكبرنى بتسعة أعوام ؛ وقد ألى على الكثير 

من النصائح الخلقية . كان قى مرحلة انتقال بين النظرة الأخلاقية بجماعة 
الكويكرز كما نشأت فى فيلاديفيا » والنظرة البوهيمية الى “جد -جذ ورها 
فى الى اللاتينى . أما عن آرائه السياسية فقد كان اشمراكيا 
وكان السب ق تحوله إلى هذا الرأى جراهام والاس . أحد مؤسسىاللجمعية 
الفابية ( ولو أنه تحول فى مرحلة تالية إلى الاييرالية) . ولد -حاول لجان أن 
بطوع حب الكويكر زللإنسانية لأسس العقيدة الاشتراكية . أما عن أخلاقياته 
الحنسية فكان حبّى ذلك الوقت زاهداً متقشفاً » بل عمكن أن يوصف بأنه كان 
مانو يا )١(‏ ول أله م ؛ الدين,كان من اللا أدريين . كان يسعى إلى إقتاع 


رو امد سس سحي دام 0 اي ١‏ لمراس ما اسه -2090 
الشيباب المتحرر فكرينًا أن يتمسك كسمو ) رفيم سس الصرامة الشخصية وإنكار 
الذات . وهذا الغرض أنشأ ما أسماه مازحاً « طيقة المتزمتن» » وقد انضممت 
إلها وأطعت نظمها بضع سنوات 29 . 


ازددت مع مرور الأعوام حا لأليس » الابنة غير المتزروجة . كانت 
أكثر اتزاناً من شقيقها لوجان » وأكبير شعوراً بالمسئولية من شقيقها مسر 
)00 مدعمطنصه34 المانوية فرقة دينية نشأت أولا فى إيران ثم انتشرت فى الإمبراطورية 
الرومانية ق نباية القرن الثالث وكانت تقول بوجود إله الخير و إله الشر كما كانت تجمم بين الديانة 
الإيرائية والديانة المسيحية فى القرن الثالث الميلادى 1 
(؟) أثرت إلى هذه النظم فى ملحق هذا المؤيف ٠‏ وأتبعتها بنشرات من اللطابات الى تلقيتها من 


| آءء ل 
ل . ب . س . أتناء وجودى فق كامبردج . 


١١ه‎ 


كوستاللو. وبدا لى أن عندها كل انان الذى كنت أفتقده فى بمبروك لودج » 
وق نفس الوقت "مررت من الصلف و(التحيز . وتساءلت ما إذا كانت ستظل 
دون زواج حى أكبر » فقد كانت تكبرى بخمسة أعوام . وبدا لى هذا الخاطر 
بعيد الاحمال » ولكى انددت تصميماً عل أنه » لو محقق هذا الاحمال » 
لطلبت أن أتزوجها . وأذكر يوماً أنى صحببها وشقيقها إلى ليفهيل ازيارة 
القاضى فون وليامز » وكانت زوجته ترتدى قباء من عصر الملكة ايرزابث 
وكان كل ما فيها يدعو للعجب. وق الطريق استدرجانى إلى القول إفىاثمن 
بالحب من النظرة الأول ء وسيخرا منى لارانى المغرقة فى العاطفية . وبرح فى 
الألم ٠‏ فلم يكن الوقت قد حان لأقول اذا آمنت ببذا الرأى . أدركت أنما 
ليست من الطراز الذى تسميه جددثّى « السيدة المهذبة الأصيلة » ٠.‏ ولكى 
قدرت أنها تشبه شخصية اليزابث بينت قى كتابات جين أوسن . وأظنى 
شعرت أيضا أن فى انجاهها نحو الحياة سعة فى الأفق محببة إلى النفس . 

وفى عام 418 بلغت سن الرشد » ومنذ ذلك التاريخ بدأت علاقى بأليس 
يرسل سميث تصبح أكثر من إعجاب عن بعد . وى الشهر التالى أصبحت 
واحدًا من السبعة الأوائل فى الرياضيات » كما أصبحت مستقلاً من الناحية 
القانونية والمالية . وجاءت أليس إلى كامبردج مع إحدى بنات عمها » وتنبيأت 
لى أكثرمن أى وقت مغى فرص أكثر اتحدث إلما . ثم قدمت مرة أخرى 
فى عطلة الصيف مع نفس الفتاة » ولكبى أقنعتها بالبقاء بعض الوقت يعد 
رحيل هذه الأخمرة » وانطلقنا عبر اللهر » وتحدثنا فى الطلاق وكانت هى أقرب 
إلى تقبله منى . كانت من الناحية النظرية تؤيد الحب غير الملتزم » واعتبرت 
هذا من ناحيئها أمراً يدعو للإعجاب » بالرغم من أن آراى كانت قى هذه 
الناحية أكثر صرامة . ومع ذلك فقّد كان مما سبب لى شيئاً من الخيرة أن أكتشف 
أنباكانت فى غاية اللحجل لأن شقيقّها هجرت زوجها من أجل بيرينسون » 
الناقد الفنى . بل إنها لم توافق على أن تتعرف ببدر ينسون إلا بعد زواجنا . ولقد 


امد لس مها [. ا”|] الفائ: أكام. حم ءوبلأنت أ.اأسلقا باتتظام هلى أعد 
أهنممبت خيرا 'بريارمصا اثثانية لجاعماردح و بدا اوسا م لاخ <ا| 


ل 
أقفى عطلات الصيف فى هازلير لأن جد وعمتى أجاثا لم تكونا على وفاق 
مع زوجة عمى روللوالثانية . بيد ألى توجهت لزيارة فرايدايزدل الدة يون 
فى الثالث عشر من سبتمير . كان الطقس دافتاً والشمس تصبغ الكون بلون 
الذهب . : سكن المواء » وق الصباح الياكر كان الضباب يتسلل إلى ااوديان . 
وأذك ر أن لجان سخر من شيللى لأنهكتب عن ١‏ الغسباب الذهى » . وسخرت 
بدورى من لوجان فقد كان الضباب ذهبيًا فعلا فى ذلك الصباح ٠‏ ولكن قبل 
أن ستيقظ هو . أما أنا فقد استيقظت مبكراً » إذ كنت قد اتفقت وأليس 
على أن نخرج فى نزهة قبل الإفطار . جلسنا على تل وسط أشجار اازان . 
وهو مكان غاية فى الحمال » يبدو ا لو كان كاتدرائية قديمة على الطراز 
القوطى » ومنه تتبين العدن مناظر بعيدة من خلال الأشجار المنتشرة فى ججميع 
النواحى . كان الصباح طلقاً ونديًا » ودار يمخلدى أنه ربا -بيأت السعادة 
فى حياة الإنسان . بيد أن الحجل منعبى من جاوز مرحلة تمسس طريق وثدن 
جالسان ف الغابة . بل ولى أصل إلى قرار محدد بطلب يدها . وهو الإإجراء العادى 
فى تلك الأيام » إلا بعد أن انتّبى الإفطار. وحى وأنا أفعل ذلك كنت فىغاية 
التردد والذعر . ولم يكن هناك من ناحيتها قبول أو رفض . ولم يدر بخاطرى 
أن أقبلها » أو حى أمسك بيدها . ولكئنا اتفقنا على أن نستمر فى التلاق 
والمراسلة » وأن ندع للزمن أن يقرر هذا ابكانب أو ذاك . حدث كل هذا 
ونحن قى اللحخارج » ولكن عند تناول الغداء وجدت نخطاباً هن الليدى هنرى 

ب .عرست » تدعوها فيه إلى معرض شيكاغو العالمى لتعظ ضدد تناول المشر وبات 
الكحولية » وهى فضيلة كان المفروض أن أمريكا فى تلك الأيام تفتقدها . 
كانت أليس قد ورثت عن والدثها إعاناً عميقاً بالامتناع تماماً عن الخدر . 
وأسعدها كثيراً أن تأتها هذه الدعوة . قرأتها بصوت عال وبرنة النصر . 
وقبلها حماس » مما جعلنى أشعر بالضآلة » إذ أن معبى هذا أن نفكرق عدة 
أشبر » وربما كان معناه أيضاً بدء حياة مشوقة بالنسبة لها . 


وعندما عدت إل المنزل وقصصت عل أسرى ما احدث ٠:‏ كانت استجابمم 


0 
تقليدية ومن زاوية محددة . قالوا إنها ليست سيدة بمعى الكلمةء وإن صناعما 
خطف الأطفال » لأنها واعظة ء وإنها مغامرة تنتمى إلى الطبقة الفقيرة» ثم هى 
امرأة تنتهز افتقادى للخبرة والنضج لتوقعبى فى -حبائلها » وهى بعد هذا خالية 
من كافة المشاعر الرفيعة » و إن فظاظها ستكون مبعث نجل لى على الدوام . 
ولكبى كنت قد ورثت ٠٠٠ر١؟‏ جنيه عن والدى » ولم ألق بالا" لا قالته 
أسرتى . وتوترت العلاقات بصورة واضحة » وظلت على توترها .حبى يعد 
زواجى . 

كنت -حينذاك أكتب مذكراق وأحتفظ بها فى مكان أمين » بعيد عن 
متناول أى إنسان . وسجلت فى هذه الملا كرات أحاديى مع جد عن أليس 
ومشاعرى من ناحية هذه المناقشات» ولم يمر على هذا وقت طويل حى عيرت 
على مذكرات كتبها ألى » بعضها بالاختزال ( واضح أن الغرض هو الاحتفاظ 
بسريها ) . وقد عرقت أنه تقدم لخطوبة أى فى نفس السن الى تقدمت فها 
لألبس » وأن جدققالت له نفس العبارات الى قالها لى » وأنه سجل نفس 
الانطباعات ق مذكراته التى سجلتها فى مذ كراتى . وقد خامرنى شعور مبهم 
وغريب بأنى لا أعيش حياق بل حياة أبى مرة أخرى » وبدأت أميل إلى 
الظن بأن هناك جانباً مرتبطاً بالحوارق يتدخخل ف الوراثة ") . 

وبالرضم من أنى كنت غارقاً ى الحب » فلم أحس بأية رغية ى إيجاد 
علاقات ترتيط بالحسد . بل لقد أحسست أن حى قد ثلوث عندما حلمت 
ذات ليلة حلم اتخْذ فيه الحب صورة أقل شفافية . ولكن الطبيعة أتحذت 


هي أءا + ثم 
ل 0 ةك ء 


وجاءت المناسبة الثالية فى الأهمية فى الرابع من يناير 1895 © عندما 


١‏ مم سمي لم ومسها لسعم لشم سمدم عد اسيم متسس مسو م سو 
_- 


)١(‏ كتيت خطاباً لأليس ف الثافى من سبتمير 1894 أقول فيه : « بالأمس كانت عمى 
جورجى ( الليدى جورجيانا بيل ابنة أخى جدق) غاية ف الرقة » ولو أُمْها كانت كثيرة التساؤل 
والاستطلاح ( مثلها ى ذلك مثل معغل النساء) » وقالت إنه حى فى الماضى كافت جدق تتنابها الظنون 
والهواجس لدى أى إشارة للزواج » فتبدى كالحموية . 


ل 
تو جهت من رتشمولك لأقضى دوا مع أليس ف منزل والدمبا 2 2 شارع جروفتر . 
وهبت ق ذلك اليوم عاصفة ثلجية وغطى الثلج لندن كلها إلى ارتفاع ست 
يوصات » واضطررت أن أخوض ف الثلج ابتداء من فوكسبول . وقد خلق 
المج شعوراً غريبا بالعزلة ٠‏ بحيث جعل لندن تبدو فى سكوببا كمة تل 
لاسكنه أحد . وكانت هذه هى المناسبة الأول الى قبلت فها أليس . أما يرق 
الأول فى هذا السبيل فكانت مع الخادمة النى أشرت إلبا فى فصل سابق . 
ول أكن أتصور حينذاك مدى النشوة الى يمكن أن أستشعرها إذ قبلت امرأة 
البى أحبها ٠‏ وبالرغم من أنها استمرت تقول إِنْها لم تقررما إذا كانت توافق 
على الزواج منى أم لا فقد قضينا اليوم كله فى التقبيلباستثناء وجبات العلحام . 
و نتبادل كلمة واحدة تقريباً من الصباح' إلى المساء . فنا عدا فيرة قرات 
فا بصوت مرتافع قصيدة « إأسيكديوك ع 0 . ووصلت إلى مزل ق ساعة 
متأخرة بعد أن سرت ميلا ونصف اميل من الحعلة خلال عاضفة ثلجية . 
وصلت مبكاً ولكن منتشياً : 

وتدذبذيت مشاعرها خلال الفصل التاللى لى 6 كامبردج . يلدت ف بعدن 
الأحيان جد مشوقة إلى الزواج منى بيبا تشبثت قى أحيان أخرى خريها 
الشخصية ٠‏ وكان على أن أبذل ف عمى جهدا كبيراً فى هذه الثيرة فقد كنت 
أتقدم إلى الامتحان الها فى العلوم الأخلاقية فى عام واحد . بيك أَنّْى و-جدت 
أن الب » سواء أكان موفقاً أم غير موفق » لا يؤثر بأى حال فى تركيزى 
الفكرى . وحلت عطلة عيد القيامة » وذهبت أولا مع خالبى مود إلى روما 
حيث أقمت مع خالى, المونسنيور . ومن هناك رحلت إلى باريس -حيث أضافى 
لوجان » بينَا كانت أمه وأليس تسكنان على مقربة منا . كان هذا هو أول 
عهدى بحياة طلبة الفن الأمريكيين فى باريس ٠.‏ وبدت لى هذه الحياة غاية 
فى الحرية والإمتاع . وأذكر حفلا راقصاً ظهرت فيه أليس بثوب من تصمم 
روجر فراى » كا أذكر بضع محاولات غير ناجحة لتهيتى لتقبل الثقافة عن 


١ (‏ ) مهتفش ءودرامة إيسيكديون قصيدة الشاعر أثر ومانسى شيك بمجد فيها سملوة الحب . 


14 


طريق اصطحالى لرؤية اللوحات التأثيرية ى لوكسمبرج. وأذكر بالإضافة 
إلى هذا نزهة ليلية فوق نهر السين بالقرب من فونتنبلو » وكانت أليس نجلس 
إلى جانى » بيبا ملا لوجان الليل بذكائه الذى لا ينضب . وعندما عدت 
إل كاميردج أنبى جيمس وأرد عل إضاعى لأعطلة الاخيرة قَّ المارة يما 
كان ينبغى أن أقضيها ف التحصيل . بيد أفى لم أهم ؛ وحصلت عل المركز الأول 
بتقدير ممتياز . 

وافقت أليس على خطبتنا بصورة قاطعة ء وكان هذا حوالى المرحلة الى 
اننهيت فبا من دراستى للرياضيات . وهنا أحس أفراد أسرقى ء وكانوا دائماً 
يعترضون » أنه لا بد من عمل ثبىء حاسم . لى تكن لديم سلطة التحكم ى 
تصرفاتى 3 كا أن تجر هم لشخصيم ها لم يكن له بطبيعة الخال أى ) أثر ثر . ومع 
هذا فقد عثروا على سلاح كاد يأتهم بالنصر . أنحذ طبيب العائلة العجوز 
ما كان راود من أفكار دصورة غامضة عن تاريخ عائلى وما كنت اشفق 
من حلويه . ذكر لى كيف كاك أل لام مولا » وكيف أضعطرت العائاة 


ح 1 اا نر لا عدله| ١م‏ هما ع6 وكيف » كان أبى يعالى من 
لفسخ خطوب فير احم دمأ 


الصرع . (وأنا الآن أشا'ك ق صحة هذه التشخيصات بعد كل ما سمعته 
من أساطين الطب بعدئذ) . فكل من ظن نفسه عالاً كان عيل إلى نجسم دور 

الورائة بشكل خراق ولم يكن بالطبع معرففاً وقنئذ كم من الاضطرابات 
العقاية تنتج عن البيئة الفاسدة والتعالم الأخلاقية الخاطئة . وبدأت أشعر أن 

قد قضى على أن أواجه مصنرا 'قاماً . قرأت مسرحية « الأشباح ) لا بسن 

« وإرث عائلة كورت ؛ لبيورفسون» وكلاهما يدور حول تورث ابلتون 050 . 
وكان لآليس بالإضافة إلى هذا عم غريب الأطوار إلى حد ما . وقد أقنعتى 
أسربتى بأن أحتكم إلى رأى أفضل الأطباء ى مدى احهال إصابة أطفالنا 


أوعز به طبيب العائلة » بناء على إيعاز 


١ 


من العائلة نفسها » أنه تبعاً لقوانين الوراثة ينبغى ألا ننجب أطفالا . ويعد أن 
تلقينا هذا الحكم أخذنا نقطع أنا وأليس رتشموند جرين جيئة وذهابا ون 
نتدارسه . وكان من رألى فسخ الخطوية فقّد صدقت ما قاله الأطباء وكنت 
مشرقاً للأطفال . أما أليس فقالت إنها لاترغب كثراً فى الأطفال » وإما 
تفضل أن تر وج بشرط أن لتعجنب تكوين أسرة . ووافقهها على رابا بعك 
نقاش دام نصف ساعة » وأعلنا عزمنا على الزواج على ألا ننجب أطفالا . 
كان تحديد النسل ى تلك الآيام يشر نفس الرعب الذى يشعر به الكاثوليك 
فى الوقت الخالى . واشتد بأسرق وطبيبها الغيظ » وأكد لى هذا الطبيب بكل 
جدية أنه يعلم » على ضوء خيرته الطبية » أن استعمال المستحضرات المانعة 
لحمل من شأنها أن تصيب المرء بأضرار صمية بالغة . وفهمت من إيماءات 
أفراد أسرقى أن استعمال هذه المستحضرات هو الذى أدى بوالدى إلى الإصابة 
بالصرع . ونشأ عن كل هذا جو ثقيل من التنهدات والدموع والأثين والرعب 
الخائق الذى كاد يستحيل معه التنفس . وكانت نتيجة اكتشائى أن أبى كان 
مريضاً بالصرع » وأن عم كانت تصاب بنويات هستيرية » وأن عمبى كان 
بولا 6 أن أصبت بالذعر ذقلك كأن كل أمرى قَُ ذلك اأوقت يكن إعاناً 
خرافيًا بتوارث الاضطرابات العقلية . وتخامرنى إحساس ماثئل » وإن كنت 
لم أفهمه على وجه التحديد . وق الواحد والعشرين من يوليو 1897 ( عرفت 
ضوع هذا الأكتشاف شعرت أن من واجدى ألا أتروج . وبعذك أن أحطت 
جتميع التقائق وجدت من الصعب جد أن أنخلص من الحوف. 53 نيدو 
من التأملات الآتية .الى لم أطلع عليها أحداً 5 ولا حى أليس ع حى مر 
وقت طويل : 

٠الامن‏ يوليو( )١1844‏ . منتصف الايل . مرعام على الايلة الى حلمت 
فها بأليس » وهى أيضاً نفس الليلة الى تقابل مولدها . مصادفة غريبة » 
لو ربطناها بالحقيقة التالية وهى أن معظ ما جاء فى الحم قد تحقق » لتركت 


1 

انطباعاً عبيقاً فى خيالى . كنت دائماً أومن بالخرافات » وزادت السعادة من 
إعانى بها . إنه مما يدعو للخوف أن تكون كل عواطف الإنسان مركزة ى 
شخص واحد . ل أعد أرى أية أهمية لشىء إلا بعدى ارتباطه بها » حبى مستقبل 
وجهودى من أجل الآسك بالفضيلة » وعقليى ( بالمستوى الذى هى عليه) » 
وكل ما أملك أو أتمنى ١‏ لم أعد أعتبره إلا هدايا أقولها لها » ووسيلة لإقناعها بعدى 
حى لها . إنى سعيد ٠‏ بل هى السعادة العلوية . وأهم من هذا أنى ما زلتأستطيع 
أن أقرر ولله الحمد أنه لا محال للشبوة فى عاطفتى . بيد أنه فى اللحظة الى 
أصل فما إلى قمة السعادة » عندما تبلغ البجة أقصاها » يبدو أنها تتجاوز 
أبعادها وتتحلل فجأة إلى أطياف وعخاوف خشية أن أفقد كل شىء. من 
الغريب أن أجسم ما يقوم على أساس ضثئيل ومباوى إلى هذا الحد ‏ حلمى 
لبلة عيد مولدها ء واكتشاق بعد ذلك أن عائلى قد خدعتى فعلا ما حدث 
ق ذلك الحلم ٠‏ تذيرامهم الصارمة والمتكررة » واكتشاف الفواجع الخالكة 
الظلام » العدعة الأمل . واحدة بعد الأخرى ٠»‏ الى مها تكون نسيج -حياة 
معظى أفراد عائلى ؛ وأهم من كل هذا ٠‏ الحزن المستمر الذى يجم ويحوم 
كالقدر فوق ب ل ٠ 2١‏ والذى ينفة إلى أعيق أعماق » مهما حاولت إيعاده 
كلما توجهت إلى هناك ء ما يقضى على كل ببجة » حى فى حب أليس 
لى . ومن شأن كل هذه العوامل . بالإضافة » إلى الحوف من عامل الوراثة ‏ 
أن ترهق عقل «تجعلبى أحس كا لو أن اللعنة تسيطر على الأسرة وأنى 
أحارب ضدها دون جدوى لعلى أهرب إلى الحرية التى تبدو حقنًا طبيعياً 
للآتتعرين . وأسوأ من كل هذا أن ذلك الحوف يحرف فى طريقه أليس بصورة 
حتمية . أشعر أن الظلام قد أصبح جزءاً من طبيعتى » وأن قدراً قاسياً اضطرنى 
بدلا من أن أصل بنفسى إلى الضوء ٠‏ أن أجرها معى إلى الحوة الى خرجت 
منها جزئيئً . ولست أدرى ما إذا كان القدر سيتخذ صورة ضربة مفاجئة أو 
عذاباً مقها . فيمتص طاقاتنا ويح حبنا ٠‏ ولكن يطغى على خخوف من شبح 


. عبروك لوج‎ )١( 


فل 
العائلة » فأتصوره يمسك لى بيدين كالكلابتن ولكبما غير منظورتين ٠‏ بغية 
الانتقام من محاولم الهروب من تقاليد مليئة بالحزن . إن كل هذه المشاعر 
ايع حماقة » مبتما الخ » لأسو ء فوع هذا فهى حقيقة ثم مى 
تباجمنى بقوة جبارة لدى أقل تراجع من ناحيتى . وأراى مضطرا أن أتجنب 
لفترة ما رؤية أفراد أسرّى أو زيارة بميروك لودج » مهما سبب لى هذا من 
ألم » وإلا فإن هناك ضوفا فعلياً على سلامة عقلى . إن بمبروك لودج يبدو لى 
كقبو تطوف به الأشباح لأناس التاثت عقوم . أما هنا قكل شىء مشرق 
وطبيعى » وبالأخص أليس » وطلما استطعت أن أنسى عبروك لودج ع 
والرث البغيض الذى نالبى منه » أجدنى متحرراً من المواجس » ولا أشعر إلا 
بالمتعة الكاملة التى يخلقها الحب المتبادل » وهى متعة تصل فى رحاينها وقدسيتها 
حددًا يجعلنى أعجب كيف كن أن يوجد مثل هذا الشعور ف عالم يسبىء إأيه 
الناس م أود أن أطمكن إلى أن هذا الب سوف نجلب للا السعادة ف اللهاية » 
وأنه لن يضي إلى حصيلهاء وهوما سبق أن تعلمته للأسف»ء مما يمكن أن تكون 
عليه الحياة من بشاعة » وما بمكن أن نحتويه من تعاسة . 

' تتوقف الخاوف الى تولدت فى نفسى فى ذلك الوقت عن إيلانى بطريقة 
لا شعورية . وقد أصبعحت منذ ذلك الحين » وليس قبل ذلات ع معرضاً لأحلام 
مزعجة أرانى فبا قتيلا » كا أجد قاتلى فى العادة شخصاً عتبولا » وهنا أصرخ 
بصوت حاد . وذات مرة » قبل أن أستيقظ » كدت أخنق زوجتى » ظاننًا أنى 
أدافع عن نفسى ضد هجوم قاتلى . 

وأقد دفعتى هذه الْخاوف » للمدة سنوات » إلى أن أتجب الانفعالات 
العنيفة » وأن أعيش بقدر إمكانى حياة يسودها الفكر 55 تؤخل مأنحذ اد 
وقد هيا لى الزواج السعيد الاستقرار العقلى تدريجينًا » وعندما مرت لى فى مناسبات 
تالية أعاصير عاطفية » وجدت أن فى استطاععى أن أظل سلم الفكر . وكان 
من شأن هذا أن يبعد الدوف الشعورى من الحبل وإن كان النوف اللاشعورى 
لى بزل قاعاً . 


1 


١١ 
» واننهى كل تردد أحسست به يشأن ما ينبغى أن نفعل عندما استشرنا‎ 
أليس وأنا » طبيباً آخر أكد لنا ىوضوح قاطع أنه استعمل بنفسه المستحضرات‎ 
الواقية من الحمل سنوات » وأنه ليس هناك أدنى ضوف من حدوث آثار ضارة‎ 
بالرغم من الصدمة الى هزت‎ ٠ فن الحماقة ألا نتزوج . وهكذا حزمنا أمرنا‎ 
مشاعر الأسرة . والواقم أنه بعد مرور عامين من زواجنا أدركنا أن الكلام‎ 
الذى كانت تقوله لنا ال ميات الطبية كان هراء ىَّ هراء 6 وقررناأ عل‎ 
ضوء هذا أن ننجب أطفالا إذا أمكن . ولكن ظهر بعد هذا أن أليس عاقر ع‎ 
. وهكذ! ث ثبت أن كل ما أثر من ضجيج لم يكن له أى داع‎ 
وذهيت بعد هذه الأزمة لاقم مع عائلة أليس فى فرايدايز هل ع وهناك‎ 
أت أستقر وأكتب رسالة لأنقدم بها إلى درجة زميل فى الخامعة » وكان‎ 
موضوعى : 0 اهندسة غير الإقليدية) . وتلهيت لقنت رسالات من أسرق كل يوم تقريياً‎ 
وكلها تتقصى « الحياة الى نعيشها » » بيد أنه وضح لى أنهم سوف يقودونى إلى‎ 
الخنون لو استجبت للم : وأنى قَْ نفس الوقت أستمد دفعة عقلية من وجودى‎ 
. إلى جانب أليس . وهكذا ازداد تقارينا‎ 


مااع“ ا" يا مس ا د 5 خغ أش هأ أقنعوا الاو 
وم بجر اده ل سو سباللت ما كتياه 'سرح) 5 02 تبعهر التسستسوق احم الأورد 


دافرين » سفيرنا فى باريس: فى ذلك الوقت » بأن يعرض على منصب ملحق 
فخرى . ولم تكن لدى رغبة فى شغل هذا المنصب » ولكن جددتى قالت إما 
لن تعيش طويلا وإنى مدين لها بأن أتبين ما إذا كان الافتراق عن أليس 
سيقلل من حبى لها . وددت أن أجنب فسى الشعور اندم عند عندما نحن وفامباء 
ولذا وافقت على الرحيل إلى باريس وقضاء مدة لا تقل عن ثلاثة أشهر »على 
أساس أنه إذا لم تتأثر ببذا مشاعرى كان على أسرقى أن تتوقف بصفة إيحابية 
عن معارضة زواجئ . بيد أن عبلى فى الميدان الدبلومابى كان قصير الأمد . 
ليس فيه ما يدعو للفخر . كرهت العمل » والناس » وجو الاستخفاف »ع 
والافراق عن أليس . وجاء أنتى ليزوش »© وبالرغم من أنى ١‏ أكر ن أعرف 
هذا عندئك ع فقد كان مجيئه بدعوة من أرق لكى يكون رأباً عن | الموقف 0 


افنتنا نه 


١ 
ولقد انحاز إلى بكل جوارحه . وعندما انتهت الأشبر الثلاثة . وكان ذلك ى‎ 
. السابع عشر من شهبر نوشير 2ع تفضت عنى غبار باريس وعدت إلى أليس‎ 
بيد أنه كان على أولا أن أطلب صفحها . فقد دبت فى نفسها الغيرة من‎ 
شقيقها وكنت أراها كثير فى اللزء الأخير من إقامبى فى باريس . ولا بد أن‎ 

أقول إن استرضاء أليس لم يستغرق سوى عشر دقائق . 
ولعل الثىء المم الوحيلك الذى كسبته من وجودى ىق بأريس كان هو 
صداقة جوناثان سرجز 1 وقد شعرت إزاءه بعاطفة قوية . وبعد مرور سئوات 
عديدة من وفاته ذهبت لزيارة هيرى جيمس '! فى منزله ثى راى ٠‏ وكان 
يستخدم حينذاك متحفاً . وهناك طالعتتى فجأة لوحة لسترجز معلقة على 
الحائط » أخذت بها لدرجة أنى لا أذكر شيئاً آحر فى ذلك المكان . كان 
رجز كيح برهف سس + ف كدر دية علي ٠‏ 0 كان يتتدى 
يحملون درجة زميل فى كلبة تريش لم ا 

إلبت )١9‏ إل ف .ء هماد اله | هناك إله وعم عل! ثم 
جورج اليوت - اليء* 2 ئة ليس هيا 00 ووب 
أن نتبع طريق الخر. وأصر م يرز على أن هناك لآ » ومع هذا فلا محاجة بن 
إلى اتباع طريق الخير » . ولقد تعددت مقابلاتق له أثناء وجودى فى باريس 
وتوثقت بيننا أواصر صداقة لم تنته إلا بوفاته . 


)١(‏ هنرى جيمس 1915-1847 قصاص أمريكى مشهور كان تحب إنجلترا وأقام فيها 
وأصيح مواطتاً بها .. 


( ؟) الروائية الانجليزية مارى إيفائز وقد كانت تسم ثفسيا جورم أ 
٠. 2 7‏ - - 0 0 اك 5422 نم اليو . 


خطابات 


١‏ شارع دى سومرار 

يأر يس 

) 1891( من أكتوبر‎ ٠ 

عزيزى برق 

اتتويت أن أكتب إليك من قبل ٠‏ لأعير لك عن مدى سرورى لزيارة 
كامبردج ٠»‏ ولكبى قضيت فيرة ألية حاولت فببا أن أستقر فق هذا المكان . 
ويرجع كل هذا إلى الأوامر الخديدة المتبعة » إذ أن من العسير جد أن أحصل 
على مسكن بالأنجر الذى حددته لنفسى . وإ على درجة من الكبرياء 
تأى لى أن أعترف بهذه السرعة بأن الإيحار يثقل كاهلى . ومن ثم فقد وجدت 
مستقرً أخمراً فى الى اللاتينى » وى الطابق السابع . وقد وجدت أن الكبرياء 
المعنوية الى تملا صدرى تتجاوز كل تعويض عن التعب الذى لقيته . إن 
من دواعى السرورهنا أن يشعر المرء أنه أفضل من جيرانه . قابلت صديقة لى 
بالأمس »ع وهى تقم فى رفاهية على الخانب المقابل من الهر . وق أسبغ على هذا 
شعوراً بالرفعة . أخثى لو كتبت إلى أستاذى المشرف أن يرسل إلى فى الخال 
قميصاً من الشسعر . هل حاولت أن تتمسك بالنظل؟ إننى فى حديى لاأنال أحداً 
بسوء فليس هناك من أوجه إليه مثل هذا الحديث » ولو أنى لا أحسن الظن: 
بصاحبة البيت الذى استأجرته . ولقد أحسست منذ أيام بضآ لة شأنى لقدوى 
إلى هذا المكان » لدرجة أفىلم أستطع أن آكل إلا فطيرة صغيرة وأقرأ مجلة 
هزلية اسمها تيت بيتس 

بدأنت'فى كتابة رواية » ولك أن تتأكد أمها ليست ذات صبغة دينية» وان 
يقدر لا أن ترفض من جانب الناشرين إلا بعد مرور عام أو عامين . 

كانت رحلبى إلى هنا بعد أن تركتك غاية ف الإمتاع .جلستا فى الباخرة 

١76 


١715 

صفرناً يحملق كل منا فى الآخرين » » على الطريقة الإنجليزية اللطيفة . 
كان هناك زوجان فى مقتبل العمر يتميزان عن الآخرين » ويشكلان تحذيرا 
ودرساً للشباب » كان هو شابنًا زائغ النظرات » حليقاء و وكانت هى ضثئيلة اسم 
كا كان معهما وليدهما الصغير. وحط » الزوج زوجته فى مقعد ذى ذراعين 
وأحذ يسر. بالصغير جيئة وذهاياً . وأمضى وقتا طويلا ينظر إلى الآفق الممتد 
على صفحة الماء كأنما ليتقصى الإجابة على سؤال طرحه عليه . ولكن السقم 
المقبض الذى كانت عليه الزوجة والطفل سرعان ما أ ميا تأملاته . أى نحذير هذا 


للشباب ؟ كان يمكن أن أكون ق مكانه . 
آمل أن تكون قد اشتركت ف المناظرة لتثبت أن الطبقات الرفيعة غير متعلمة 
إن هذه التعميمات الواسعة فى غاية الإثارة ‏ ما أكثر ما يمكن أن يقوله 
الممء ىق هذا الصدد . 


آمل أن تنم إلى طائفتنا » ذإذا فعلت امخذنى يممثابة المرشد لك . سوف 
أعد لك عقوبات #2ببة ٠‏ وببذه الطريقة سأكون على ثقة من أنك ستكتب إلى 
إذ لابد أن هناك قواعد سوف تخالفها أو صدعاً فى كيانك اللخلى . 


سلابى إل سلدون عاموس إذا قابلته 8 
اخلص 


لوجان بيرسل ميث 


١ 71/ 


١8‏ شارع دى سومرار 

بار يمس 

١1881١ نوشبر‎ 

عزيزى برق 

أرفق بكتابى هذا أحكام الطائفة ‏ أعنى اللخطوط العريضة ‏ على أنه 
ينبغى أن نعقد اجماعاً الطائفة قريباً لنتفق على هذه القواعد بصفة نبائية. أما عن 
القاعدة الأول فيحسن أن تحدد مبلغاً من المال تتصرف فى حدوده . يبدو من 
القائمة البى أرسلها إلى أنك تعيش على البيض وأصناف البقالة أنصحك 
. أن تتناول عشاءك بين حين وآلخحر . كما ينبغى أن يكون هناك مكان للتسلية 
فى حياة الإنسان فى الخامعة » على ألا يحتسب هذا ضمن نفقات الطعام 
والإقامة . أما عن القاعدة الرابعة فرألى أن من الأنسب أن يقتصد المرء فى 
الجامعة فى اللنهد المنصرف فى الأعمال ذات الصبغة الاجياعية . 

إن ما ذكرته عن حول الإنسان عن مبدأ إنكار الذات مفهوم » وهوق 
نفس الوقت مؤلم إلى حد كبير - لد هز مشاعرى كثراً ‏ إذ قد ينتهى الخال 
بالمرء أن تتكون لديه عادة التخل عن المدأ » وهنا يفقد الأمر أهميته . 
وسوف أكتب لرئيس اللجماعة عن هذا الموضوع . 

لك أن تعتير نفسك بطبيعة الخال عضواً » وعليك أن تتقدم باعترافك 
إلى » وسأكتب لك عدداً من النصائح الغريبة . كما يتحتم أيضا أن تضم 
أعضاء آخرين . ولنا أن نتوقع أن ننجح قى ضم نصف طلبة ترينى . 

إفى أعيش ف سكون كحيوان القوقم » ويسعدنى أن أتحرر زمناً ما من 
جميع الالتزامات الاجماعية » وأتكشف المنطقة المحيطة . وما أكير الأشياء 
الى تستحق أن يراها المرء هنا . 

المخلص 


1 حان بدأ سم وى 
حيسي ناضيرة ونون 


١ “ا‎ 
115 


وفما يل قواعد جماعة المتزمتين كنا صاغها لوجان بيرسل ميث : 
)١1(‏ كم : 

. لا تدع أحداً يعرف أنك متزمت‎ ١ 

؟ انكر ذاتك يطرق غير ظاهرة ولا تتحدث عن أمورك الاقتصادية . 

م جنب توجيه كل أنواع النقد غير المجدىوالملاحظات المؤلة للادرين ١"‏ 

حافظ دائماً على العادات الى تحترمها الجماعة الى تعيش بيما- 
احتفظ بنظافة سترتك واحرص أن تكون أربطة حذائك معقودة . 

ه ‏ جنب صعبة الأغنياء وموائد المرفهن ‏ اقصد كل م ن لا بعتبر 
ما يمتلكه وديعة ائتمن علبها . 

5 لا تكن ماديا » لا تدع فرصة سماع الموسيى الرفيعة ٠‏ أو مشاهدة 
اللوحات أو التمثيليات الحيدة تفوتلك . 

0 دع الآخرين يستفيدون دائماً وبقدر الاستطاعة من مهارتك ى 
مثل هذه الأمور . 

4- ابدذل كل جهدك لنشر قواعد الجماعة . 
(ب)2 أحكام حاصة * 

. لاتسمح لنفقات طعامك وإقامتك بأن تتجاوز جنيهين فى الأسبوع‎ ١ 

١‏ احتفظ بكشف) دقيق للمبالغ الى تنفقها على الملابس وأسباب 
المتعة . 

8 إذا كان دخلك يتجاوز ماتنفقه على متطلبات الحياة الضرورية » 
فتبرع بعشره على الآقل للجمعيات الحيرية . 

- خصص أمسية واحدة كل أسبوع » أو ما يعادل هذا ااوقت ع 
فى الخدمة الاجتاعية للطبقة العاملة » أو فى زيارة المرضى 


4١‏ بان ف دآ من ألنا 301 أ لدذ| > إله 
ثم ١‏ ن لوجحات أسوا من عرفت من العامرن 13 ارم ححيا ا نازة الفضائح . 


امي 
4 
الى 


ه ‏ خصص زمنا معيناً كل يوم لمواجهة ضميرك . 

5 امتنع تماماً عن جميع المشروبات المسكرة فيا عدا تلك الى 
تستخدم كلواء . 

10 مارس شيئاً من إنكار الذات كل يوم » وأسوق هن هذا على سبيل 
المثال . الوقوف عند نداء الاسم » عدم تناول الكعك مع الشاى أو الزبد 
الإفطار ء أو القهوة بعد العشاء . 

م تمسك بحزم بالقوانين الصحية الى نحكم اختيار ألوان الطعام ‏ 
والرياضة » الى يحددها الطبيب »© أو الى يرى المنطق السلم أن من الأنسب 
اتباعها . 

اقرأ بعض القصائد المعروفة أو فى كتاب فى الروحيات كل 
يوم » مدة نصف ساعة على الأقل . 

٠‏ - كرس نصف ساعتمرة كل يومين أو ساعة ونصفالساعة أسبوعياء 
لاستعادة المعارف الى سبق تحصيلها ‏ و بالأخص المؤلفات العلمية أو الكتابات 
الكلاسية المأثورة . 

١‏ حافظ على مواعيدك بدقة ومواظبة » ولا ترتبط أو تعد بشىء ليس 
هناك احيال أن تنغذه . 

إن من حق رئيس المتزمتين 1١١‏ أو مساعد الرئيس أن يعى العضو إعفاء 
مؤقتآ أو دائماً من هذه القواعد » إذا رأى هذا ضرورينًا ونمال كل الخالفات 
لقواعد والأحكام إلى رئيس الخماعة » أو مساعده » الذى يتكفل بتوقيع 
عقوبة ما إذا رأى أن فى هذا ما يفيد . 


. لا أعرف من هو رئيس المتزمتين » ولا حتى ما إذا كان له وجود خارج مخيلة لوجات‎ )١( 


ضرن 


العقوبات المقيرحة : 

القيام بزيارة يؤدى فيا المرء واجباً معيناً . 

كتابة خطاب كجزء من واجب يؤديه المره . 

حفظ بعض القصائد أو القطع النيرية . 

ترجمة مادة باللغة الإنجليزية إلى أية لغة أخرى . 

تنسيق المرء لحجرته . 

توسيع رقعة الحفاوة محيث تتناول الثقلاء 300 

يمكن أن يحصل الأعضاء على قمصان من الشعر عند طلبها من رئيس 
الجماعة ) . 


١‏ شارع دى سومرار 

بأريس 

من دسمير ١8م‏ 

عزيزى بر 

أعتقد أنك تصلم لأن تكون متزمتا بارزاً » كا أن لديك من الأخطاء 
ما بجعلك لطيفاً . بيد أنى ذهلت إذ علمث أنك دفعت اثبى عشر شلناً وستة 
بنسات لتشترى عصاً . إنى أشمم من هذا رانحة الخطيئة » وأعتقد أن شلنن 
وستة بنسات هى اللحد الأقصى . وإذا كانت أخلاقيات كاميردج لا ترق كثيراً 
عن تلك التى تدين بها أكسفورد » فإنى أعتقد أن العصا الى دفعت عن لا 
اثبى: عشر شلئاً وستة بنسات لن تبى ق حوزتك طويلا : 

لاأعروف شيئاً عن التبغ وقصبات التدنخين . ومن ثم فإنى لا أستطيع 
أن أنتبع خطاك فى تلك الميادين التى يتطلب الأمر فها رفاهية . ولا بد أن 
أسأل شخصاً ممن يدخنون الغليون عن هذه المسألة . وأرى أن من الأنسب أن توقع 
على نفسك أقصى العقوبات المذكورة ق القائمة » فإذا لم تقلع عن الخطيئة 
أخذتك بعقوبة أقصى . 


ل 

لقد وجدت التزمت » مثله ى ذلك مثل كافة أنواع الامتياز » أصعب 
بكثير مما تصورت. وبهذه المناسبة دعبى أقول لك إنه إذا ظن امرق أنه قرأ 
الفترة المحددة وهى نصف ساعة فى اليوم فالاحتمال الأكبر هو أنه لم يقرأ سوى 
ربع ساعة . إن طبيعة الإنسان » أو على الأخص طبيعتى ٠»‏ تميل دالماً إلى 
التفاؤل فى الإشارة إلى ماتقوم به . 

لا » إن القاعدة الخاصة بالساعة ونصف الساعة فى الأسبوع لا داعى لآن 

تنطبق عليك - بيد أنه يتبغى أن تستمع إلى الحفلات الموسيقية » إلا إذا 
ضاق وقتك عن ذلك. أما عن امات لير فهناك عدد منها يفوق التصر 
يقدى عمله بطريقة قة سليمة » ولكن لم لا توفر ما لديك من مال لأخراض 
صندوق المماعة ؟ وبذا يمكن أن نقررأوجه التصرف ق هذا المال ى اجماعنا 
التالى . إن اجماعنا كلنا سيكون مصدر إثارة » وفيه ستقارن تحدماتنا . بيد أنى 
أتحشى أن يؤدى هذا الاجماع إلى تأملات ذات طابع تشاوى . 

لقد خيب رئيس الخماعة آمالى » ولو لم يكن ديد أن أتجنب الحديث 
بالسوء عن الأحرين لقلت : إنى أخشى أن يكون هو نفسه قد نقض القواعد» 
وهو أمر يعتبر جد ميف . إلى أعيش هنا وحدى » وأستشعر كل اكتفاء ورضا . 
إن القادم إل هذا المكان يرث ثروة ضخمة من التقاليد والحضارة ‏ إنتجازات 
ثلاثة أو أربعة قرون من أعمال: الذكاء مارسة التذوق ‏ هذا هو مانحب 
بار يس . استبدث لى الخيرة فى أول الأمر » وسرت قى جسدى رجفة كن 
يقف عل شفا هاوية » وشعرت بالحنين إلى إنجلارا » بيد أنى أصبحت الان 


ست 
؟' > ىع بيه 
أحب ياريس حباً كامازرل . 


اكتب إلى ثانية عندما يزداد رصيدك من اللخطايا » وحدثى عما إذا كان 
'اللدوف من العقاب يؤثر عليك ويدفعك إلى أن تنحاز إلى جاتب الفضيلة . 
إن هذا هو ما يحدث فى حالة الخبناء أمثالى . 

المخلص 


لوجان ببرسل معيث 


كك 


نضسن 


6 شارع دى سومرار 

بار يس 

١841 يناير‎ نم١‎ 

عزيزى برنى 

انتبيت الآن فقط من قراءة خطابك مرة ثانية لأرى ما إذا كانت هناك 
وسيلة أتذرع يها لتوقيع: عقوبة علياك .فقد الترت قدى اليوم » وأجدفى سريع 
الغضب . ولكنى لست واحداً ممن يتسقطون اللخطيئة عند الأثرياء مادام 
اللباس الموثبى ينسدل على أجسادهم فيناسبها . ولكن مهلا أأنت واثق من أنك 
ذكرت لى ما قرأته حى يتسى لك » كما تقول ٠‏ أن تبعد عبى الريبة - ألم 
تكن لديك الرغبة فى الحروج قليلا على . الحكمة رقم ١ ٠‏ ؟» فإذا وصمت 
بعد أمتحان عسير لذاتك إلى أن الرغبة كانت موجودة كان دن الأنسب أن 
تنهى من دراسة « أنشودة للريح الغربية 6 وهى القصيدة الى درست جانباً ٠لها‏ 
ف الصيف الماضى . 

إل هنا أكتب إليك بصفى الرسمية كرشد . أما كصديق فقد أذهابى 
وأقلقى أنك تقرر بهدوء أنك تنغمس فى « -جميع الرذائل التى لا تحرهها القواعد » 
وغى عن البيان أن هذه الرذائل عديدة » تبدأ بلعب البكاراه وتنهى عند قضم 
الأظافر » وأجدنى أتردذ فى أن أصدق أنك سقطت ضصية ا جميعاً . 
وأعتقد أن ما عنيته هو أنك تقرأ الكثير من "كتابات براوذنج 200 , 

أعيش هنا ق هدوء ورضا ميقان . وأخخصص جز من اليو ' لإثراء اللغة 
الإمجليزية بالقواعد والأخلاقيات » واخزء الباق للتأمل فى عقل الإنسان 5 
يجد تعبراً فى الفن والأدب . إلى أحرق شوقاً بطبيعة الخال إلى الالحظة ‏ ولا أشك 
أنه قادمة ‏ الى أسمع فيها اسمى تردده ألسنة الشهرة وأبواقها » وأراه مكتو يا 
ف جميع الصحف كتابة خاطئة . ولكنى أكتق ق الوقت الحاضر بأن أمثل 





م آالءعآ1 
1 


فل 

دور الشاعر فى بيوت السيدات الأمريكيات الساذجات . 

أما كروالى أو قصاص حسب ما تقوله صحيفة «ستار » فإنى أسهدف 
استظهار ذاق فى قصصى » وهنا تمتزج المقيقة فنا بالألاقيات . كا أود 
أن أوضح بعض أحداث الحرب الدائمة بين الحنسين . ترى ماذا تقول 9 القبور 
المبيضة » فى أمريكا ؟ 

حسئاً » إن من الأمور المحببة أن أطنب هكذا فى شخصيى الرفيعة . 
أغلب الظن أنك و تقف على العتبة » » "كما يقول المرء » حيما يريد أن يكتب 
بأسلوب رفيع ٠‏ عتبة فصل دراسى جديد » ومن هنا فإى أستعيد شخصبى 
كرشد أخلاى وأ أضيف نكهة لهذا الطاب باستتخدام عبارة أخاذة ولكبها عميقة 
الدلالة . كم أود .لوعترت عجلة يبذا الوصف ع مع بن الصدق والحدة 
ولكن ذهى لا سعفى ٠‏ فالقيقة داعا شائعة ولعل هذا هو السبب الذى 
من أجله نستملح النقائص أكنر من الحقائق . 


0 
٠. 


الخلص 


لوجان بيرسل سميث 


١‏ شارع دى لاجراند شوهيار 
باريس 

4 من مارس ١847‏ 

عريرى برلى 


كك معربعضوبة الطائفة لمن يشر باعتدال إذا كان سلوكه 
أرى 1ل© شغى أ أن نسم ب نقة كن لسر 


مرضياً ف غير هذا الميدان . إن اللخيرين فى هذا العالم قلة. ولكن لتؤجل المناقشة 
فق هذه النقاط حى نتقابل . إننا ننوى قضاء جزء من أسبوع عيد القيامة هاسلمير 
كا أعتقد وآمل أن تتحرر من مشاغلك بضعة أيام لتزورنا فى هذه الاونة . 
ولكننى سأكتب إليك ثانية عندما أصل إلى إنجليرا . سوف تتبين من عنوان 
الطاب ألى' غير ت سكي مرة أخرى » ولقد انهى لى المطاف أخراً إلى ) مسكن 


ا لة سحا كنا اراكيياسة 


نا 
صغير أثثته بنفسى . إنى الآن فى بوهيميا » وهى بلد جذاب إلى أقهى -حد ع 
سكنه اللتراس الفرنسيون » وطلبة الآداب من الأمريكين والإنجليز » وشباب 
من الحنسين يعيشون فى رشاقة وبساطة » ويتجنبون التأنق فق الملبس . إن 
اجنين اللذين أنفقهما فى الأسبوع بعتيران قمة التبذير » وأنت هنا فى مأهن 
من أن تتأذى عيناك عر ى القمصان النظيفة والحلل الخديدة . ن العسير أن 
تتصورمدى سحر هذا المكان » إن كل فرد هنا فى مقتبل 0 » رقدق الخال 
ذكى لماح » جاد ق عمله . 
عندما قدمت إلى هنا أولا » عرفت بعض «١‏ البارزين ه فى هذا البتوع 
وهم سكنون فى الحخانب 0 من ابر » ودرجت على أن أزورهم وأتناول 
ورعادية » بيد أن حياهم الآن أصيعحت تبدو 


: 
وان 1 


معهم الشاى» ونتحدث ؛ 
خاوية » وعقولم مجدبة 0 الإدراك» لدرجة أنى لا أستطيع أ أن أقثر ب ممم 
دون أن ينتابى الصداع الناشىء من الملل . كم يصبح المرء ثقيلا وعاطلا عن 


الل كاء لو استكان مله الصفات . 
الخلص 
ل. ب . معيث 
فرايدايز هل 
هاسلمر 


4"من لوشبر 18917 

ترى هل تسر الأمور كما تروم فى كامبردج يا برنى ؟ وددت لواستطعت 
أن أزورك » ولا أنك ستدهش لمظهرى ؛ فقد حلقت شعر رأبى حبى غدت 
صلعاء كالبيضة » وارتديت من الملابس خحرقا بالية » واعتكفت فى عزلة 
فرنبرست » حيث أعيش الآن » فى كرستللو كوتدج .١١‏ تلقيت رسالة *ن 
)١(‏ كات هذا بين ريفيًا صغيراً » على مقربة من فرايدايز هل » سكنيه عائلة مسز كوبتالو 


وهشقيقة لوجان ( أصبح اسمها مسز بيرنسون) . ' 


ا 
ستيفنس يطلب منى أن أرسل مقالا « لكاميردج أوبزرفر » 29 » وأظنى 
وقحت تحت إغراء الشيطان فقد وعدته أن أفعل . ولذا فقد سارعت بكتابة 
مقال عن هئرى جيمس » وبعد أن بعقت به فى الايلة الماضية راودنى الشعور 
فجأة عدى حماقةا ورداءة ما كتيت . سنا ؛ آمل ألا يوافق الرجل الطيب 
على طبعه . 

هناك مادة دسمة ق جريدة الأوبزرفر الى تلقيتها » بل لقد أدهشى 
هذا إلى حد كبير » ومن المؤكد أنه يجب تشجيعها . غير أفى لا أتفق مع -حماستها 
لا يتناى مع الفضيلة ‏ واستخفافها بما يسميه ملتون « الاعتقاد الرشيد الحاد 
فى العذرية » . إن من اللخطورة بالنسبة للإنجليز أن يحاولوا التشبه بالفرنسيين » 
نا 


[ِد لن بتا 


سبو 6 » كا يقولون ‏ نتيجة لشرود الذهن » إذا صح القول ‏ بيما الإمجليزى 
أكثر جدية وإدراكاً لما يفعل . كلا » من الواجب أن تنمو الحضارة وتتطور 
أساساً بنفس الأماط وقوالب الشعور الى هيأها أولئك الذين أسسرها وغذوها . 
لقد تأثرت بكلهذا عندما زرت١‏ نادىالفنالإنجليزى الحديث ». إنهناكقطعاً 
بعضبا جميل » ولكلها فى مجموعها كانت حمل نفس العلاقة بالفن الحقيى 
الفن الفرنسى ‏ الى نتصور وجودها بن المؤمر الكنسى والحركات الاجماعية 
الفعلية 

ونفس هذا يمكن أن يقال عن المادة الى يكتبها سيكرت وزملاقه إذ ثبين 
أن إنجيل الرذيلة » 'لو يشر به بنفس الحماس الذى نراه قى قاعة كاتدرائية 
اكسترء» لأدى هذا إلى ضبابية الصورة . 

سوف أظل ف إنجلترا مدة أطول . متى تبدأ عطلتك» وأين تنوى أن تقضيها . 


[ اخلص 


لجان ب. سميث 


و لم أن بلتقطءا السمة الممدة . إذا ذل الفرنسم. كان هذا وق لظة 
ب د الوذ «< ع و_- 2 ا 


6 
ل 


(1) كانت هذه مجلة للخاصة من المثقفين » يقوم بتحريرها الطلبة » يشرف عليها أساساً 
أوزوالا سيكرت ( شقيق الرسام ) وكان صديقاً حميا لى . 


ييحطر ا 


هل 
4 شارع دى لا" جراند شومير 


بأريس 

5 امن فيراير 46م 

عزيزى برف 

أقض فى لندن سوى فرة قصيرة . وآمل أن أكون هناك ى عيد ايام ٠‏ إذا 
أعيش فى صححر هقا المكان امم » اليف ٠‏ ذك لأ ملا يف من ناح 
عدة » على الأقل ذلك الحانب من باريس !! لذى أعيش فيه . أو لعل باريس 
كلها مدينة شريرة » أو أن سكان هذا الى يعيشون هنا دون التقيد بالتقاليد 
والعادات » أو لعلهم لا يلجأ ون إلى إخفاء الحقيقة وراء أقنعة 4 أو رعا كان 
السبب أيضاً ‏ وهو ما أميل إلى تصديقه هو أن فى حياة الفناندن دائماً عناصر 
المأساة ع أوعل الأقل لاتنقصها هذه العناصر . كل هذا يفصل لدى الاحساس 
بتعاسة الحياة هنا ويرقبا أيضاً . تصور ألى اكتشفت فى نفس هذا الصيام 


نمم 2 يي صر سه 
ُ أن صبية أعرفها هنا قد حبكت : جاءت لرانبى وطلبت مى ١‏ أنه أسا 

كتابة رسالة باجم فها الإباحية الفرنسية » وها أنا فى انتظار الطب 0 الذى 
استدعيته لترى ما إذا كان من الضرورى أن تنقل إلى مكان مخصص لأمثالها . 


أما عن « السك بالأخلاقيات » فهناك عديد من الأمثلة عن مظاهر 
الساوك العكسى » تتمثلق النساء والرجال . قابلت مرة واحداً ممن يطلقون علمهم 
لفظ وجماعة ديفيز الصغار »6 مرسم ( ستد ) © وشعرتث بأسى ميق إذ 
رأبت هناك أيفهسآ شابئًا إنجليزيا رقيقاً قدم ليعيش ف باريس » ومع ذلك فى 
تصورى أنه . يستطيع أن يتكفل بأمر نفسه . 

بيد أنه لا يخلق لى أن أسىء إلى باريس كثراً » فبعد كل ما ذكرت » 


فل 
وربما لكل ما ذكرت » أعتقد أن باريس ممتعة بدرجة لاتضارع . هناك 
دائاً احمّالات مشيرة للكسب أو الخسارة » وكل امرى يجازف عله يكسب . 


المخلص 
ل . بيرسل سمي 
5 جر وقير رود 
50 
4 من أكتؤير “1891 
عزيزى برق 
أظنك ترقب العام َّ كاميردج وهو يصطبغ باللون الأصغر نمر ء ولعلك أيضاً 


تستمة تستمتع بالعواطف المناسبة لهذا الفصل من العام . ما زلت ق لندن على غير هواى» 
ولست أتبين احهالا للرحيل فى الوقت الخحالى . حاولت أن أحب لندن » حيث 
إن مظاهر سحرها الرخيص لم يتضح للعيان بعد . وما من شك أن لندن تملك 
هذا السحر » ولكبى قررتث أنه إذا “با لى أن أجول فى لندن فسيكون الدافع 


لى ااه إل إل + للء 2 المكدثاث الادى 
لى الكراهية وليس الحب ء. لحرا نري نأ ئمسيية ار حر عبن ل 


إن كل الواقعية قعية الفرنسية تحد جذورها فى كراهية الحياة ها هى » هذا التشاؤم 
كا يبدو من عبارة هارولد يواقم الوقحة وق نفس الوقت الصحيحة » يجب 
أن يبى عل شىء من التفاؤل . إن عبارة ١‏ لاظل بدون ضوء ؛ » إلى جانب 
لحلم المشرق عما يمكن أن تكون عليه لندن ‏ وما عليه باريس فعلا إل حد * . 


>1 هذا عمسا اتندث ألالية 
وك سيد يورة ‏ رضن ليه 


ويعد فإنى أجول قليلا وسط مجتمع الأدباء » ولست أعى بهذا ألمع أفراد 
هذا المجتمع ؛ وإثما ما يقابل مجتمع بوهيميًا فى لندن ء من القصاصين 
والشعراء والصحفيين الذين يحتلون المرتبة الثانية » وهو مجتمع لاا يشير حماس 
المرء . كلا » إن مجتمع بوهيميا اللندلى » والذى بضم الروائين والشعراء 


2 تاك السمة ال 1-1 ؛ حكن :ايد هم ٠‏ شأن 
والصحفيين لتشحبية نفس تلْلكُ الى كان مصاع من 


ضيعة 


53 


. 
كك 
يمد ة وبيب 


. 


1 
بوهيميا الفعلية » وهى التغلب على الدوافع الشخصية . إن بوهيميا مكان مقبض.ن 
يسعى لتكديس امال » وهو يدرك أيضاً عاداته » ويصمم ألا يرى ف اللحياة 
شيكاً سوى عادات الناس . إن هؤلاء الشبان الضثال القامة الشاحبى الوجه 
بجلسون ق المطاعم و محاولون أن سينو أن العالم كله يضارعهم خسة حسة وقتامة ع 
والحق أنهم ينجحون فعلا ولومؤقتاً فى جعل العالم يبدو حقراً . 

هل محتذباكم دراستك للفلسفة ؟ لا تتجه بكل مشاعرك إلى هيجل فتفقد 
نفسك ق أحلام عاطرة . إن العالم لن يسير قدماً إلا إذا تحددت بصيرة البعض 
على الأقل ضمن نطاق الإان بما أثبت وجوده فحسب » ووضح الفارق 
ببن ما لعرفه وما لاا نعرفه . 


امخلص 
أوجان بيرسل حعيث 
كوينر هوتل 
بارنزلى 
١5‏ من نوشير “1/841 
عزيزى برف 


أجزل الشكر لك المبلم الذى أرسلته, والذى يدل على الكرم ). إن 

الحاجة للمال هنا ماسة جدً! » ولكن بفضل التبرعات قد توافر ١‏ يكى لأن 
يقم أود القوم هنا بصورة من الصور. إمهم قوم مدهشون حقنًا » ومن الصعب 
أن يتصور المرء أمهم عرضة للاستسلام مهما حدث . ويبدو لى أن من المؤكد 
أن الرؤساء هم الذين أوعز وا بهذا الإضراب بغية تحطم الاتحاد . وما ٠ن‏ شك 
أن للاتحاد فى معظ الأحيان مساوئ » وأتصو ر أيضا أن لأصعاب العمل 
شكاوا هم المعقولة » ولكن أر باحهم طائلة » وليس هناك من يظن أنهم ماجزف 
عن دقع أجوز العمال الى تقم الأود . وقد استثمرت مبالغ كبيرة »*ن 


14 

قُْ السنة الماضية قَُ مناججم الفحم هنا )» وبداً العمل قَُ عدد من المناجم الديدة 

نما ييحى بأن العمل مربح . وبعد فإ ما يرغ روح اللرء امعنوية أن يرى 

هؤلا'ء الناس 4 وكيف بأتلفون ويماسكون 3 رجالا ونساء 4 بالرغم من ظروف 
الحرمان الشديد التى عرون بها . 


المخلص 
لواجان برسللى سميث 
85 جروفعر رود 
جسر ولس معدل 
سج 2 . لندن 
نوشبر ١/841“‏ 
عر يرى برق 


لقد نسيت أن تظهر هذا الإذن المصرق ‏ اكتب اسمك على ظهر السند 
أسله إلى ج . ت . دريك 5١‏ شفيلد رود . لابد أن تمر أسابيع قبل أن عصل 
الكثثر من أهز بل بارنزلى على عمل » وسيؤدى هذا المبلغ لم خدمة جليلة . إن 
عشرة ة شلنات توفر غذاء مائتدن وأر بعين طفلا . إلى جد سعيل إذ زرت بارنريل» 
ولو أنها زيارة مليثة بالأذن والزفرات » ولكن مما يعين المرء أن يرى مثل هذه 
الروح الديمقراطية الحقة . وددت لوتبياً لك أن ترى ما رأيت فى اجمّاع للفحامين 
جاء واحد من أعضاء البرلان بشىء من الشجاعة » وهو شاب من المحافظين 
مهندم أنيق الملبس » وحاول بمنطقه الركيك أن يثبت للفحامين أنهم على خط . 
ولقل عاملوه باحتقار لاينطوى على شر » وعندما قال لم : إن أجورهم كافية جد 
كان جوابهم : ياببى جرب أن تعيش بها بنفسك » لان تكى ١‏ لتنشية ) 
ملاسك » إن معدتك ممتلئة يافى ء إلى غير ذلك من التعليقات الساخرة . 
وصرحت امرأة قائلة « لانخفيض » »ع وهلل اللجميع : م نحدث أحد العمال 
بكثير من الرجاحة والاستخفاف » ووجد عضو البرلان الشاب نفسه ى موقف 


1 
غاية فى الخرج » يحسده المكتنز ١‏ ولباسه الأنيق » ووجتتيه الورديتين . كان 
الضراع بينه وبين الرجال الذين يعظهم بالقناعة مثيراً » بيد أنه اضطر أن 
يبتسم ويتظرف ء وهو أمر لايئبيأ إلا للمحافظين » ويتظاهربآن الآمر ممتع 
لأقصى حد . 

الخلص 


ل. بيرسل معيث 


5 جر وفير رود 
جسر وستمنسار 
ج .٠غ‏ . لتدن 
ل من دسمير ١8917‏ 
عزيزى برف 

إفى أقدر الموقف على حقيقته بالطبع » ونظراً لحب شقيقى لاأعتقد أن 
مشاعرك كنا نحسبا مظهر من مظاهر الحمق . وإذا ظالت عل هذا النسق 
من التفكير ضع سنوات عفإى لاأعرف شخصاً أفضله عنك زوجاً لأليس» 
' كا إنى لا أعتقد أن هناك من يسعد أخبى أكثر منك . بيد أنى أعتقد عخلصا 
أن من الخطأ أن تعقد الخطوبة بهذه السرعة » ولو أنى فى نفس الوقت أثق 
أن هذا ليس مقصدك . إن المرء لا يعرف كيف تتطور الأمور » وعل أى 
حال فإن الأعوام, القليلة الى تعقب بلوغ الإنسان الواحدة والعشرين م نالعمر 
يجب أن تخصص لاتعلر ؛ والبحث عن عمل . أما الزواج ء أوحتى اللتطوبة 
ارسمية» فتتدخل فى كل هذا بصورة معطلة . أجل » إنى أثق فيك يابرق 
كل الثقةء ولو أن ملكة الثقة لا تحد لدى تربة مهيأة » وإنما سأومن بقرارك إعاناً 
أعمق عندما أرى أنك مازلت » يعد سنوات من العمل االحاد والخيرة بالحياة ع 
نفس الشخص الذى كنته . كن جديراً بكسب أوسمتك ياعزيزى » دعنا 
نرى أنك إنسان خير ومفكر » وهو ما نؤمن به فعلا. إن كل أصدقائك 


١ 
يتحدثون بمنتهى الثقة عن قدراتك واحمّالات المستقبل بالنسبة إليك » وكل‎ 
ما فى الأمر هو أن تظل حرًا وأن تكون تواقاً لعملك . إن الحب ينبغى أن يكون‎ 
. الحادم »وليس المسيطر » على الحياة‎ 
صديقلك المخلص‎ 
ل. ب. س.‎ 


كتبت هذه الخطابات لأليس خلال افتراقنا مدة ثلاثة أشهر . 


عبر ولت لودج 
ريتشمونلك سرى 
١م‏ من يوليو 18945 


0-0 


حبيبى أليس 
ليس حناة + © هو متوقع ء ثىء معين أله » إذم يدث ثى ء حى 
. لا مكن أن أصف اللحياة بأمها بغيضة . عندما وصلت وجدت جدق 
ا 0 وكانت شاحبة الوجه حزينة » وبع 


ذللك ها 5001 2 يهط أءه أقأة . 1" 


د ا ادي 0 أن وجدما معافا 


أ اله ا ١‏ 
الدذقاء والتعاطف ى 


ولو أنه كان صامتاً . لم نتحدث إلا قَْ موضوعات عاد 
أن الحديث ف أى موضوع مثدر يضر بصحبا . إن الطبيب لا يسمح لما 
بأن تتلى من المراسلات إلا ما ترى عمبى أنه يرضيها ( ولو أنها هى لاتعرف هذا) 
ومع ذلك فقد قرأت خخطانى هذا لصباح ويبدوأنها سرت له . لد كان لك 


وللجو الذى سود فرايدايز هل 6 رغاأ 1 لب اق مهدئة خخاطرى م ألما أكشاةٌ هنا 


ف طرى نحيت أجل اللتياة هنأ 


أكث حلا »1 كانت عليه فى ال الاق » بام من رض جد بل 
وريما كان هذا الأخمر عاملا مساعداً أيضاً بصورة من الصور » نحيث إنه 
يضى على كل شى ء شعوراً بالعطف ويقر به من اللحياة الطبيعية . 

مازالت عمبى تستجوبنى عن كل الخطط الى أعدها ء بيد أن تعليقاتما 


إن كانت بالغة التأثير إلا أنبا كانت تتسي بالهدوء . حدتباع. أمر بكا » ويك 
لسك ثالخة لك عم كالسا ع “حر لاما الا وال 


ل 
أنها تعجب إذ كيف نذهب نحن ل نتزوج بعك . وقلت : و حسناً » لقد رأينا 
أن هذا أنسب من أن نتزوج قبل السفر» . وهنا أيضاً لم تعلق على حديى » 
وكل ما قالته هو : ١‏ لن أقول شيئا الحدتنا عن هذا فى الوقت اللناضر » . وأظها 
ستضطر للسفرللاستشفاء فى سبتمبر » ومن ثم فهى تجتذبى لأتقدم بعرض 
فكرة اليقاء هنا مع جدق » ولكنى قلت :إنه حدر لى أن أكون ق فرايدايزهل 
وقلت أيضاً : إن من المحتمل فى الشوور القادمة أن آتى إلى هنا ببن حين وآآخرء 
ولو أن إقامتى الأساسية ستكون فى فرايدايزهل. واربد” وجهها ولكنها لاذت 
بالصمت . ولعلها أدركت عدم جدوى النصح أو النقد . وتحدثت عن رغبة 
جدتى ق أن تراك » ولكبى قلت إن من الأفضل أن دم هذا ق وجودى . 
عءءا.]. ده 


م1 3 بسب 0 1 و | لجل ع ءا !ا ا 
ا المسأ 8 0ن آة تععاوزن) اليا أقير 


جدى تشعر بوعكة ق هل 
منومة وأخرى للهضم » وحثى من اعنادها علها "كلية ومن منعها عنها أيضاً . 
ما تثر الشفقة وهم ى مريضة » ولكن ما دمت قد عودت نفسى عل هذا الوضع 
القاسى لجريعد الأمر يبمى كثراً . كانت تشغل نفسها بنظ الشعر عن الملك 
ارثر علها تبعد ذهنها عن التفكر ف هذا م النحورى » كا كانت تقر 


كثراً : و بنفس الأمل » ولكن ييدوأنها بالم تجح فذالك نجاحاً ملحوظا . 


ولكن الحقيقة هى أن الحياة هنا ليسث سيئة بالصورة الى كان عكن أن 
تكون علبا ء ولذا لا حاجة بك للقلق على" أو لتصور أنى سأعود لنفس 
الحالة المزاجية الى كنت فبها منذ أسبوعين . على أنى لا أود » بقدر استطاعتى ع 
أن أحدد مرى أعود . ليلة سعيدةايا أعزالناس إلى" . كان عكن أن أكون سعيدا 


حت لوا ألى أحس بالملل إل حل أعيد: ع التعن, عئه بالكليات 
نل اسضخبار خشلة زالجتمانا 0ل 


جر 
امخلص إلى الأبد 
برش 


6 


١ 


رامز برى مائر 
ولتشير 
"٠‏ من أغسطس ١8414‏ 


تستيك لى اللرة إزاء هذا العرض الذى تلقيته العمل فى باريس . لو كان 
هناك مجال للثقة فى أنه ان يتجاوزعيد الميلاد » وأنه لن يربطنى بنفس العمل 
ف المستقبل » لشعرت ييل لقبوله . إن من شأنه أن يساعد على انقضاء فترة 
فراقنا بصورة ممتعة جد ( من المؤكد أن من الممتع جدءًا أن أكون فى سفاريّنا ى 
باريس) » فضلا عن أنه سهئ الى من ضروب العرفة أقصى ما يمكن أن 
أصل إليه فى هذه الفترة » بالإضافة إلى أنه سيعيننى على فهم أبعاد أعمق 
فى الميدان الدبلوماسى . وما من شلك أنه سيشكل خيرة قيمة لو أمكن إبقاقه 
ف حالة عزلة عن تيار حياق . ولست أدرى ما إذا كان من شأنه بالضرورة 
أن يؤجل تلاقينا وزواجنا . هذا ما أخشاه » وما على أتردد ف قبول 
الوظيفة . يضاف إلى هذا أنى أخشى العالى وإغراءه » وعما أمران سيتان بالنسية 
لى ع لا مها عند ما أستمتع بهما » ولشد ما أحشى بمجرد أن أضطلع هذا 
العمل أن أجد من العسير أن أتركه . ويجانب ذلك فقد يعهى عدداً من الارتباطات 
الأرستقراطية » مما قد يعرقل نشاطنا المقبل . لا أعتقد أن من شأن أى ارتياط 
بالوطن أن يقنعبى بالعدول عن الخطة الى ننتويها وهى السفهر اللخارجمدة عام ؛ 
فإنى على ثقة من أنه لن يكون فقط أمتع وسيلة لقضاء العام الأول من زواجنا » 
ولكن سيكون له أيضاً قيمة تعليمية كبرى . وددت لوأعطتبى جدق تفصيلات : 
أكثر ٠‏ إن كل ما يتضح| من خطايها هوأنه مما يسبب الها راحة كبرى أن أقبل 
هذا المتصب؛؟ . أظنبى سأصيب للورد دافرين حرجآ لو رفضته » ولو أن هذا 
الموقف عكن. ثلافيه . كم أود أن نتقابل لنناقش هذا الموضوع » كا يسرنى 
أن أممتشير لوجان . 


حيس 
جيم 


الساعة الثانية مساء : 

كلما تعمقت ف التفكدر فى هذا العيض بدا لى أنه الخطوة الأول ق حياة 
عملية أود أن أتجنيها » ولكنى لن أطمئن إلى هذا التفكير -حى أسمع تفصيلات 
أكر . وإذا رفضت كان من الطبيعى أن تنتبى كل صلة لى نبائيا بأعمال 
الحارجية وغيرها . أن يعرض أأحد على عملا ” بعد ذلك لما بدا من تعتتى وتقلبى 
فى هذه السن الباكرة . وقد كرون هذه ميزة أوالعكس» حسيما ترين . إن ذهمى 
يدورق دوامة » والحو حار لدرجة نجعل التفكير مستحيلا ‏ 


بمبر وك لودج 
رتشمويد » صرى 
أول سبتمير » التاسعة مساء » ١894‏ 


حبيبى أليس 

الآن وقد عدت إل الوطن فإن فى الوقت متسعا لكتابة رسالة طويلة » 
وأشعر فى هذه اللحظة كما لوكان فى استطاعيى أن أكتب وأكتب إلى اليد . 
اقل دمت غك حو هذا المكان زاخراً بالعواطف مليئاً بالأفكار . كا أنه 


لكك عيدوت حاتم شق اللحات اجر 

يذكرى بوضوح بأحداث سبتمير الماضى لدرجة أنه يبدو ألى لم أزاولك يعد 
كل هذا العمل الذى قمت به قى باريس . غادرت المنزل بارا وجلست إلى 
جانب التافورة وفقكرت ق اليه الطويلة الى اعتدت أن أقضيها هناك وحيدً / 
أتأمل .. نحدول الرغبة » ولا أجرق على العبى ع وأحاول أن أمستشئف أدق 
الإشارات فى خطاباتك القصيرة الحافة الى اعتدت أن تكتبيها لى . تنا جعلت 


أفكر قّ الأيام العديدة الى كانت تمر قبل أن تردى على خطاب لى مم 
استبد لى الشقاء » وأضر لى التلهف © ومع هذا فقد كنت أنخر نحياة جديدة 
وقوة لم أعرفها من قبلء حيث كانت تستبد لى الدهشة إذ أجدنى لا أرغب فى 
المبت» كما كان الخال طوال السئوات الخمسة الى مضت » وكا مخيلت أنيستمر 
إل النهاية . كم عتددد'ت الساعاتحتى مجىء دنر وزل أزيارتنا » قأتحرر منالبقاء 


١ هع‎ 

مع جدثى . إنى إذ أعود إلى هنا وحيداً مرة أخرى أحس كا لوأن السنة الرسيطة 
كانت حلماً » وكا لوأنك ما زلت بعيدة كالسماء » لاتكرثين » كإحساس 
السماء أيضاً بالنسبة لساكتى الأرض الضائعين فى الصراع . ولكن هناك تعياً 
غريباً يستول على » كذلك الذى يصاحب الح اميف » يشكل تياراً يسرى 
فى ثنايا أفكارى ويجعل المشاعر الحالمة تختلف ق وقعها عن تلك البى خابلتى 
فى سبتمبر الماضى » وهو تعب ينسحب على كل عناصر الصراع والقلق والألم 
الى جاشت بها السنة الفائتة » وكل الضغوط والمنافسات الحمضنية والمشاجرات 
الى كانت نهنا لكسى إياك . بيد أنى لست شقينًا » حاشا » وإنما يبدولى 
فى هذه اللحظة أنى عشت حياق » وأنبا كانت حياة حافلة . لقد وصلت 
إل الذروة إلى القمة » والآن يبدو أنه لا حاجة بالمرء أن نم بها . لاعكن أن 


ركم 7 يدا 


يكون هناك شىء أفضل يخبئه القدرء ومن ثم لن يصحب الموت أى مرارة . 


أغلب الظن أنك ستعتبر ينلاهذه المشاعر دليلاعلى مرض نفسى » ولكى 
لا أراها يبذه الصورة . راودتنى نفس اللنالة المزاجية الخالمة نتيجة لقراءة 
وولتر باتر .2١(‏ كان أثره عميقاً » بل بدا لى أنه لا يقل جمالا عن أى مادة 
قرأتها من قبل ( فما عدا القليل هنا وهناك » -حيث كان لافتقاره لعنصر الدعابة 
أثره ق استتخدام إيقاعات متنافرة » كتلك الأصوات الى تصدر عن قط 
عليل ) . ولقد تأثر تعلى الأخص بوصفه لأشجار الحور» وبقصيدة أخرى 
لا أستطيع أن أجدها ثانية . إن شعره ل يستير عندى أية ذكريات محددة 
فى الطفولة » نظراً لأنى منذ سن الذكريات المحددة لى أعش فى عالمح من الانطباعات 
الحسية » كذلك الذىيرسمه فلوريان ؟' '» و[إنا استعيد بصورة مبهمة علىطر يقة 


أنشودة ورد زويرث 39): إحسامى بتلك الفترة الزمنية المبكرة جد ! قبل أن يميت 


. قصعى وناقد إنجليزى عاش ق القرن التاسع عشير كان يؤين بالحماليات والغن لوجه الفن‎ )١( 
. فلوريان كاتب فرنسى عاش من ه76١ إى 17/944 وأشهر بقصصه الحرافية‎ )9( 
إشارة إلى قصيدة و ردزو يرث الى يبين فها كيف أن أحاسيس الطفولة الفنية تتلاشى بالقو‎ )( 


العما. للانسان 
يا 1 


سيرق الذاتية 


١ 
الفكر الحمس . فى يصيرق صورة غامضة غائمة عن المنيسطات الدافئة من‎ 
الأرض الحمراء حيث أرسلت الشمس الغاربة أشعتها قبل أن تغيب » وعن‎ 
حفيف أشجار الحو رالنامية فى مواجهة البيت وأنا آوى إلى فراشى عبى ضوء النهار‎ 
ف أيام الصيف ٠؛ بيما ظل البيت يزحف رويد فوقها » ما يراودنى إحساس‎ 
غامض بطقس داق مشمس على الدوام » حيث كان من عادة القوم أن‎ 
يصحبونى لنزهة فى عربة » فأليظ الظلال الغخططة تتدافع على جانيها » قبل‎ 
أن يمخطر لى أن سببها أوراق الأشجار المتشابكة من فرقنا . ( ويعجرد أن‎ 
اكتشفت ذلك ؛ قتل التشوق العلمى الانطباع » وبدأت أتأمل فى السبب الذى‎ 
من أنجاه بدت بقع الضوء دائاً دائرية الشكل » وهكذا) . ولكنى »ند وقت‎ 
مبكر فعلافقدت القدرة على الاهيّام بالانطباعات فى ذاتها » بل جعلت دانماً‎ 
أستنبط احانب المجرد منها » وأسعى للوصول إلى اللخوانب العلمية والفكرية الى‎ 
تكمن خلفها » بحيث ما كان يمك نأن مخطرلى» كا خطر لفلوريان » أن أبدأ‎ 
إلى فلسفة تبتضمها . لد وجدت هذه التأملات بكاملها طريقها إلى مملة‎ 
المهملات الموجودة فى العقل . ( وهذا هوالسبب الذىمن أجله وضعبى الكتتاب‎ 
.) فحالتحلرء إذ نقلنى إلى طفولى المبكرة » حيث لم يكن هناك شىء حقيق‎ 
ول أبدأ فى الإحساس بحاجبى إلى مثل هذه الفلسفة حتى وصلت إلى سن‎ 
البلوغ . وهئا عادت الانطباعات الحسية والانفعالية إلى تأكيد وبجودها‎ 
بصورة أقوى من قبل » بل لم تصل إلى هذا الوضوح منذ هذه المرحلة حهى‎ 
الآن » بحيث شعرت عندئذ أنى أعود مرة أخرى إلى أيام كنت فيها -حدثاء‎ 
وعندئذ بدأت أتعبد ق الحمال » ناكان كن أن يفعل فلوريان» واستبدت بلى‎ 
رغبةفى أن أجدصلة. بين الحق وابحمال » رغبة قوية لدرجة أن امال سيب لى أ‎ 
مبرحاً ( ولوأنه كان مصحوباً بنشوة حسية راجفة ذات قوة جارفة ) كان ميعنها‎ 
الإحساس المستمر بتلك الحاجة غير المشبعة للانسجام بينه وبين الحقيقة. قرأت‎ 
وألا ستور ع٠ بعد أن عشت جزءاً من الوقت فىهذه الحالة » وهنا وجدت‎ 





. (قصيدة لغيلل ) الشاعر ال ومائي الائملكت الع‎ )١( 
ف + زر ار تمائمعى 21 لجليرى المسهور ل‎ 


١ 
نفس الكالة المزاجية ال ى مررت بها » موصوقة بغاية الوضوح . وم تنته المعاناة‎ 
من هذا الصراع إلا تدر يجين » كلما قل اههماتى باللحمال شيئاً فشيئاً » وكلما‎ 
خرجت من مرحلة التفكر المرضى ( فى حالبى كان لا بد أن يتخذ مثل‎ 
هذا الانفعال العنيئ بالحمال طابعاً غير عادى ) : وكلما أصبحت أكثر تحجر يدا‎ 
واهناماً بالحياة الفكرية مرة أخرى . ومن الطبيعى أن اهماتى بالحياة الواقعية ى‎ 
الفئرة البى وقعت فها تحت تأثير فيتز جرالد0) جعلتى أترر من هذه العاطفية‎ 
المغرقة » ومنذ ذلك لحن لم أعان من هذه اللخواطر إلالماما » ولعلبى لو آمنت‎ 
. ببرادحل » كا أفعل ف معظم الأوقات » لانتفت هذه المعاناة تماما‎ 


أبرقت إليك من ر يدنج فى صباح الأمس الباكر لأقول ٠:‏ لن أحضر نظراً 
لآن ١١/‏ من نوفير لم يتغير » . ولكنى أعتقد أنك كنت قد رحلت فعلا من 
تشتشستر قبل أن تصلك البرقية . تقولين إنك ستحضرين إلى باريس إذا ل 
أتمكن من السفر لإنجلترا » ولكنى فهمتمن جد أن فى استطاعبى أن أرفض 
الاستمرار فى هذا العمل إذا أردت . هلا أرسلت قبعبى ق صندوق » حيث 
إلى قى حاجة إلها ؟ وأرجوك أن تكتى فى أول فرصة باكر صباحاً وإلا فريما 
أكون قد رحلت قبل هذا . وربما أرحل بعد استلام خطاب من اللورد كبرل 
غير أنه لن يكون برسعى أن أذهب لرؤية اديث وبريزون » حيث إنهما لابد 
أن يكونا فى بريتانى حى نوفير . هل أرسل كتاب بير إلى ما ريشن أو ترى 
أرسله مياشرة إلى كارى توماس ؟ إن كل هله التفاصيل متعبة . و يؤسفتى أننى 
لم أتذكر كل الأشياء البى أريدها كى ترسل كلها فى رسالة واحدة » غير 
أن ذاكرقى تعمل ببذه الطريقة الى لا يمكن نجنبها . 


أحب ربة الشعر البى تلهم المأساة . ياله من شىء طريف . ثم إنه إلى 





. شاعر إتجليزى ترج رباعيات الخيام إلى الانجليزية‎ ١ خزر سرالد و.م؟ مهلم‎ )١( 


ر ١1‏ مركا ركم 0ه 


١ 4‏ 
جانب ذلك يناسب ماما حالتى الراهئة . بالأمس كانت عمبى جور جى عطوفة 
جد » وإن أغرقت قَّ حب الامتطلاع ) شأن كل التساء ) وقالت إنه قالماضى 
كان ينتاب جدلى 2 عند أسط فكرة عن الزواج 4 نوع من الحمى ) وتصبح 

شديدة القلق لذلك . 
إنى بد سعيد عشروع باريس ٠»‏ ولسوف أبذل قصارى جهدى حبى 
لا أكره زملاى كثيراً . وعلى كل حال ينبغى على أن أكتب خخطابات «سسلية 
من هناك . اعطى [نقدآ أدبي لأوصاف » -حتى أجعلها واضحة بقدر الإمكان . 
من الزن أن تكونى قد أصبحت تضيقين يحديث صديقاك ٠:‏ ولكنه من الصعب 
على الإنسان أن يلى بنفسه فى شئون الآخرين التافهة بيها تكون شئونه هو من 
الأهية بحيث تشغل كل تفكره . وأنا لست آسفاً على أنلك قد فهمت لاذا 
اععرضت على رحيلك المزمع ِل أمريكا أكير من اعتراضى علٍى انفصالنا 
ونحن لندن . ولقّل حسيت حينئذ أن ذلك من الغياء عكان © وإنه لكذلاث . 
ولكنه أمر طبيعى . ١‏ 
أل أن يكون هذا الخطاب: من الطول حيث برضيك . ولقد كانت متعة 
كييرة لى .. نْ أكيه 7 3 ماما اله ل ماه ال 
0 ديت وسوف فيك هما نا طويلا جد ١‏ مقابل هذا ٠‏ وإذا تلشيت 
تحطاباً من اديث تومأس 4 أرجو أن ترسيلية إلى ٠‏ وسأيرق لاك دالا أعرف مويل 
ذهالى إلى باريس . 
وداعاً ياحبيبى . لقد كان من الأفضل ألا نلتى ثانية فتتأل للفراق الحقيق . 
الخاص ات 
برق 


يبر وك لودج 
ريتشموئدك »© سرى 
8 من سبتمير 1895 . العاشرة صباحاً 
عزيزق أليس 

وصلتنى رسائلك الثلاثة فى التوزيع الأول هذا الصباح » وأحد هذه 
الخطابات محول من رامزيرى . وهو رائع بصفة خاصة . وإلى أعيد الوثائق 
الى احتواها » والى بعت كشيراً من السرور إلى نفسى . 

لقد قر قرارى على أن أقبل عرض باريس ( نتيجة خثلك لى على أن أفعل 
ذلك ) . وأتيل أن تأكيد الاورد كميرلى له إن هو إلا من قبيل الرسميات . 
وأنا فقط أنتظر هنا خخطاياً آخحر من لورد دافرين » وبعد ذلك سوف أرحل 
فى الخال . ولكى أشعر ببعض الأسى لأنلك تستهينين بأخطاء الأرستقراطية 
وبعيوبها . وأخثى أنك لن تفهمى لاذا أنحافها » وأن هذه المْخاوف ليست 
جرد أوهام . وقد مختلطن أنت ولوجان بالأرستقراطيين إلى حد ل قبل 
خطبتك على أى حال) دون أن يتهيأ لكما أن تتبينا العوائق الى يضعونها فى 
طريق شخص من طبقمهم يرغب فى «الهروب » . واجتمع حب الأمريكيين 
انهم فى غالب الأمر » أجناس غريبة » وهم لايفعاون ما بفعله الآحرون ع 
ولا بقلءون عما يملع عئه الاخخرون ويتوقع الناس مشاهد مسلية مهم » ولذلك 
يقباون منهم أى شىء . بالرغم من أن أقلية ضثيلة جدًا تجد تعويضاً لذلك قى 
اغتياءهم . لهذا لاتشهدين الآ رستةراطين عل حقيةوم إلا إذا كانوا مع من م 
عل شا كلهم جامدين » تقليديين © يفزعهم أقل خروج على التقاليد العائلية 
التى تجمع بينهم . ثم إن غالبيتهم » إلى جانب ذلك » أقاربى وأصدقاء جدتى . 
وسوف يتبع هذا العرض عروض أخرى فى إنجلترا » مالم أتصرف كالأحمق 
ف باريس.. ولسوف يؤلم أى رفض جددتى ( الى لا يكن التعويل على وفاتها) 
إيلاما شديداً » كا يؤلم الاتحرين ويضايقهم . ولكنهم أيضاً أقاربى » فهم 


| © - 


ها 

يشعرون جميعهم أن لم الحق قى إسداء النصح لى . وحيئًا أحاول أن أعمل 
هدوء ود اجا » وبشكل يبدو أميئآً لى » وإن كان من شأنه ألا علب 
لى أقل شهرة أو نجاح حتى أبلغ الحمسين من عمرى على الأقل ٠‏ فسوف 
يزعجونى طالبين منى أن أبحث عن النجاح السريع . ولر يما كان ذلا فى متناول 
يدئ » بسبب صداقاق الكثيرة » وبسبب الإخلاص الذى ٠‏ للأصسفء 
يكنونه لى » ولسوف محيلون حياق جحيماآً بإصرارهم ٠‏ وبالرغم من أنه خاطر 

مرعب (للا بد لى أن أعترف بذلك) فأنا لا أنه فق كل الثقة أنك سوف 
تكونن لى سندآ . أحب أن أجرب الأشياء بنفسى »2 غير أنه إذا كان قى 
ستطامن أن أفيد من مواهمى ؛ فلا بد لى من أن أعرض عن الكثير من 


ى المكنة 04 وما بأد 5 كت مل » وأعية عيش حراج جاء١ء‏ 4 حيث 8 ألم 
خياه كادنة -حيما أرق 


ل ظ 
الت وأقفل باب مكتى 
قرط 5 لذب ن يوافقوت عل مثل هذه الحياة ١‏ ما أمكن ) وإى لأعرف تفسى 
جيداً لدشدرجة أن أثق ( برغم أن هذا اغراف بالضعف ) أنه إذا كنت تصرين 
على أن أكون ذا تجارب كثرة » وأن أرى ممتمعاً مختلف المشارب » وأن أعرف 
العام وأن تكون لى على الأرجحء خبرات عن عام مختلف دنيوى ٠‏ فلن تحتمل 
أعصانى 5 ودت ود وسوف يكون ٠‏ عل إما أنْ ١‏ ترك العمأ لعمل الذى ترصى صميرى أو 
أكون قد أنبكت وهدت قواى» وأنا مازلت فى الثلاثين من عمرى . وأنا » 
بالاختصار 3 أعرف حاجالى أكر ما تعرفين ٠‏ ومن المهم جد بالنسية ل 
أن تساعديى على العسلك بها . ثم إن التجربة البى تأنى عرضاً هى تجربة ذات 
تفع قليل بالنسبة لتتخصص » وهو ما أتمى أن مارسه . والأخلاق الخميدة 
عذاعة كلوه ماما . عئنلك زات م. الثدمّة ث. لاساة ” ٠+‏ ولا ١ا,‏ . 

الى امصة “3م ص السقفقة كار الممطتية ( و2 أسميها ضعفاً ) 
عنعك من فهم ضرورة تطبيق قانون عام على حالة خاصة ١‏ إذا كان لأى 
شخص أن يستمد بعض اللذة من كسر هذا القانون . ولذلك فبيها تريدين : 
أن أحيا حياة الطالب الحادثة » فإنك لقادرة على دفعى لأن أقبل العروض 
تقدم لىروآن أشترك فى الشئون العملية الى هى فى حقيقة لأمرعاتق فْ 0 
م إن كلينا معرض لطر الانتشاء بالنجاح الرخيص » الذى هو أكبر لعنة 


١ اه‎ 
1 5” ١ 


على الأرضء أما إذا ضيعت هذه السنين البى بحب أن تنفق كلية تقريباً ف العمل 
النظرى وفى طلب المعرفة عن طريق التفكير ( يما أن هذا غير ممكن إلا إذا كان 
الإنسان صغراً ف السن ) فإن ضميرى سيظل يؤنبى طوال حيالى . ودعيى 
أقل للمرة الأخرة : : إن الله جلشأنه قدخلقى إنساناً نظريا ولي سعملينًا . ولذلك 
فإن معرقة العالم قليلة النفع لى 0 كانت ساعة واحدة أقضيها ى قراءة 
لحصائيات فاجنر أ كر فائدة من ثلاثة أشبر أقضيها ف اتصال عرضى بامجتمع . 

كوت ثابتة وحازمة أرجوك فى قبول وجهة نظرى هذه عن نفسى . وإلا( فإذا 
كان على أن أحاربك وأحارب أقاربى ء والعالم ) فلن يكون بوسعى أن أحقق 
ما آمل أن يكون ق وسعى أن أفعله . لك أن تقر ما شئت من هذا الطاب 
على لوجان > وتبيبى ما إذا كان يتفق معى أم لا. إن حاجات ت الإنسان النظطرى 
تمختلف كلية عن حاجاتك ع - حل إنه اليو من المستحيل ا لنسبة لك أن 
تعرى أن الأشياء الى هى على قدر كبير من الأهمية بالنسبة لك قد قد تكون 
عدعة الأهمية تماماً بالنسبة لى . أما فى حالة بياتريس ويب ٠.‏ فإن الأمر ممْتلف 

تمامآ » فلقد تروجت رجلا كان كل أقاريها المرموقان يكرهونه . أما أنثت 
فلا سعك بطريعتك الودودة إلا أن تنالى الحظوة وةِ عندهي جميعاً . م إنى أتخيلها 


2 سوس 


كإنسانة لايهمها بقدر مايبمتى أنا أن تخرج على إرادة هؤلاء الذين يحبونها . 
وعلاوة على ذلك فقد أضاعت كل سنواتها المبكرة لدرجة أنها لاعكنها أن 
تكون إنساناً (') ممتازاً » أو أكير من ظل لزوجها ‏ عذراً لأسلوب هذا 
الحطاب - والحمقيقة أنى كنت لوقت طويل » أخشى أن تحطمى مستقبل 
برغبتك فى أن أكون عملينًا أكثرمما ينيغى » ولقد وصل خحوق الآن إلى قمته .. 





١ ؟‎ 


عبروك لودج 
ريتشموند » سرى 
٠‏ من سيتمير 1١85‏ 
عزيزق أليس 

إن الرغية ق المواعمة بين الحق والحمال لم تأتى صباى المبكر بل حيما 
كنت ق السادسة عشرة أو السابعة عشرة . ولقد كنت غريب الأطوار لألى 
كنت داماً وحيداً »؛ وحيما كنت أقضى وقتاً ق صحبة الأولاد الأخرين كنت 
سرعان ما أصبح »ثلهم . وأعتقد أنى حينًا كنت جد صغير كنت أكثر ميلا 
لتفكير مما أصبحت فيا بعد . وأذكر جيد"ا بقعة معينة فى الطريق المفروش 
بالخصى مارج حجرة الطعام هنا » حيث أخيرنى ألحد أعمانى ذات عصر جميل 
فى وقِت تناول الشاى بأنى لن أتمتع بأوقات عصرجميلة كهذه فى المستقبل. 
ولعله لم يكن جادءً! تمامآ . مضى يشرح لى أن متعة الإنسان تقل عمقآً وصففاء 
كلما تقدم فى السن . ولقد كنت وقنها فى اللخامسة من عمرى فقط » ولكى 
تأثرت جد يقوله هذا لكونه معير] عن نظرة ة متشائمة للحياة . وأذ > رأنى جادلته 
ىق ذلك لدرجة البكاء لأنى شعرت أنه رعا يعرف أكثر مى ولا بد أن 
يكون مصيباً . وعلى كل فأنا أعرف الآن أنه بكل تأكيد لم يكن على حق » ولم 
يبعث عزاء فى النفس . وأقبلت عل متعى حينئك » كما أفعل الآن بتوع 
من الحب اللخالص » كأنما هى شبىء له وجود ذاتى . ولم يعرف عمى الآثر 
الذى تركته كلماته العايرة فى نفسى . 


اه | 


عبر وك لودج 
ريتشموئك » سرى 
صبام الأحد » التاسع من مسبتمبر ١894‏ 
عزيزق أليس 

.. . إنه لشىء غريب » ولكنى حقنًا أسعد حالا مما كنت أثناء الشهر 
النى قضيته ىق ١‏ فرايدايز هل وء وأعتقد أنك وأنا معاً كنا محاول أن نقضى على 
حى لحدتى ء وأن هذه النمحاولة باءث بالفشل . فلقد عذبى ضميرى » حى 
إنى كنت أحلم بها كل ليلة . "' 

وكنت دائماً . وق أسعد اللحظات » أشعر بأن هناك شيئاً يثقل ضميرى 
من ناحيتها . أما الآن إذا حانت منيتها فسأكون مسر يح البال » وإلا فإنتى 
كنت أقضى حياتى » كلها على ما أعتقد » أعانى حالات الندم » الندم على 
القسوة جاه شخص لا يستطيع الإنسان أن ستغفره عما بدر منه فى الماضى بعد 
أن أنخذه الموت بعيداً . إن حى لها حقيق جددً! لدرجة لاعكن معها أن أتجاهله 
دون أن أنجو من قصاص . / 
فيكتوريا . التاسعة صباحاً 
العاشر من سبيتمير 
عزيزق ألبس 

لقد استطعت أن أسافر البوم » برغم كل شىء . اسستلمت خطابيك ساعة 
الإفطار . ولسوف يكونان زادى أثناء الرحلة , وأشعر بعناء السفر لدرءجة 

لا أستطيع معها أن أكون عاطفيمًا أو أقول شيئاً على الإطلاق . وأنا سعيد جد 

لرحيلى بالطبع#.. غير أن عزعى هبطت بعض الثىء نتيجة لزيارنى لعائلة 
دى استورنل بالأمس . كان كل الموجودين من الفرنسيين باستثناء السفير 
الإسبانى » والسفيرة الإيطالية ‏ وم أقع نحت تأثير سحرهم أوأعجب يسلوكهم ه 


165 
ما عدا الإسيان ء فلقد كانوا مهذبن بشكل فظيع يوحى بقلق ما لاا يحتمله 
الذوق الإنجليزى . فلم ترتفع الكلفة ويتف الشعور بالحرج اللذان *ما عماد 
التربية الكربعة كا تراها العقلية الإنجلوزية . ومن سوء -حظى أنه على أن أرى 
ثلاثة منهم مرة ثانية قى باريس قن الصعب على المرء أن يحتمل مجاملانهم الى 

لاتنتهى » وأن يكون على استعداد دائماً لأن يرد بالمثل . 


السفارة البر يطانية 
باريس 
الجمعة ١١‏ من أكتوير» 1١8954‏ 
عزيزق أليس 

أمضيت أمسية رائعة مع الأنسة بيلوك 2١‏ ليلة أمس ‏ من السابعة حبى 
الثائية عشرة . وأعتقد أنها شعرت أيضاً بنفس المتعة » للها بقيت حبى هذه 
الساعة المتأخرة . وأعتقد أنها كانت حقنًا لطيفة جدًا »غير أنها بالنسبة لى 
كانت عحاطة بالالة الى حول « قرايدايز هل » وكنت أجدها لطيفة -جذابة 
وحبى لوكانت شيطاناً مجسدا أوكان بها أى عيب من العيوب . وقد تقابلنا 
فى الساعة السابعة ق «كتبة نيل » بشارع ريفول - 9 تمشينا بعض الوقت 
فى حدائق التويلرى وغيرها من الأماكن » ثم تناولنا العشاء فى مكان غريب 
هادئ فى الباليه رويال . ثم تجولنا وقتآً طويلا » ودخن كل منا عدداً كبراً 
من السجائر . وأخرراً تركتها عند منتصف الليل أمام باب فندقها » آملا 
فى لقاء آخر اليوم أوغداً . ولقّد تحدثنا عنك وعن العائلة كلها » عن الفرذسين 
والإنجليز » عن جرانت 1 لن » وعن ستيد ومسز عاموس ء عن السفارة وجوها 
المقبض » عن مختلف الشعراء الفرنسيين الذين وقعوا فى غرامها والذين وقعت ى 
غرامهم » عن أسلوبها فى حياتما مع أقاربها من الفرنسيين المحافظن » وعن 
أخلاقياتهم ) الى يتعذر على فهمها ولذلك تشوقى  )‏ وعن ليدى هترى 
)١(‏ مسز لويندس بعد ذلك . كانت شقيقة هيلارى بيلوك . 


م١‏ 
وبوإن ( البى اتفقنا أعلى كراهيها) وعن مس ويلارد ‏ وعن الرذيلة بوجه عام» 
وعن الفارق بين الرذيلة الباريسية والرذيلة اللندئية على وجه الخصوص »ع 
وعن تجار بها ى الأساليب الى يستتخدمها الاخرون فى الحديث معها ‏ وعن 
أشياء أخرى كثيرة . ولقد وجدت حديها شيقاً جدداء وأعتقد أنها تمتعت 
بصحبى أيضاً ‏ وإن كالت متعبى أكير لأنبا كانت أول شخص وديع 
قابلته منذ كنت ف قيثوى أ وأول ششخص أكلمه عنك . إن عواطقها 
الفرنسية لتيدو شاذة حقنًا ومن الصعب أن تتفق هذه العواطف مع حبها 
لستيد ‏ لأن انماءهاء لدولتتن لم يب لها التكامل الذى كان يجب أن يكون 
لديها . ولكى ٠‏ بكل تأكيد تمتعت بأمسيتى - - أكثر مما تمتعت بأى شيىء آخر 
منلك تركت( ذ فرايدايز هل ) - واستطعت لأول مرة أن أعجب بنهر السين الليل 
( فهو رائع جد ) دون أن أذوب صباية . 


الاثنين ١5‏ من أكتوير ©» ١8944‏ 
الساعة الثانية عشرة والنصف ظهراً . 


لآ تقول إنك تفكرين فى » من خطاباق » وكأى وعقل مطلق » فهذا 
قول بارد جل أ ع وبجاف 4 ولا حيأة فية. فالخطابات سرئة 4 ولكن نجب أن 
تعبر كل التعبير عن الواقع . إن خمسة أسابيع تنتهى الليلة تبدو لى أنا أيضاً وتنا 
ولى نوع من اللحوف منهء فهو يسيطر على حيما يكون معي لأنى أحثى تعليقاته 
إذا عرفى على حقيقى . إنك لم ' تجعليى أقل » بل أكثر » حساسية . لأى 
وجدت أنه لزاماً على أنا أجسد من نقمى الحقيقية محيث يراها العالم كلهء مما 

)١(‏ لقد أمضيت عطلة نهاية الأسبوع مع شقيقات ثلاث يدعين كينسلا » وكن صديقات 
أسرة بدرسل “عيث. وهئاك قابلت؟ كوندور الرسام . وكانت الملا حيلة الوحيدة 3 الها م و ألا يكن عن 
الشاذ حقا » أن يصل الإنسان من الفقر حداً يضطر معه لأن يقدم لضييفه صابون حلاقة بدلا من 
الكر يمة مع الشاى ؟ وهناك أيضاً تحرفت يجونئان سترجس الذى كان مغرماً بإحدى الشقيقات . 


6 
يعط) كل واحد الفرصة كى يهاجمبى . وإنى أحشى اللحظة الى يكشف فها 
رجال السفارة ذلك . حَى الفرح الذى يأتى نتيجة لابتعادى عن كل الدذين 

يضايقونى يكى فى حد ذاته لأن يكون نبعاً فياضاً من الفرح . . . . 
السفارة البريطانية ء باريس 
الأربعاء ١!/‏ من أكتوبر ١895‏ 
الساعة العاشرة صباحاً . 
عزيزق أليس 

إفى لا أريد أن أزعج أحدآ - غير أن أخى » أقر بالأمسء « تلقائيئا » 
وبيما كنا ,نتناوله العشاء فى مطعم « لاببروز) أنه بمكنه أن يتخيلأنه يشالى » 
بالرغ من أنه لا يْشى أى إنسان آخخر » لأنى لا أترك نفسى على سجيها أبداً » 
وأنه يحدقى. من الداخل » بارداً . من المؤسف أن أكون هكذا مع شخص 
مثل مس ببلوك . وهو يعتبر نفسه متعاطفآ مع الشاعر هويان لدرجة يتتى 
معها التعقل » غير أن الذى يتعاطف مع كل إنسان كالذى لا يتعاطف 
مع أى إنسان بالمرة أو كن لا يتعاطف مع من لا يتعاطف معهم أحد . إن 
أعى ان يغب فى المجىء إلى ألانيا ‏ ولا أعتقد أنه حبك - وهذه نعمة . 
ويظن أن لك قسوة الأمريكيين » وبعى بذلك أنك لاتخضعين كلية لازوج 
وأنك لست شبوانية . ويقول أيضاً إن الأمريكيات يحببن فقط ابتداء من اللتصر 
فصاعداً . وأنا » كما تتصورين » لا أفتح قلبى له . ويبدو لى أنه من المؤلم لك . 
أن أعطيك صبراً ثانياً لا نحبينه اسمه فرانك . . . . 


2 
4 


السفارة اليريطانية 
3 من أكتوبر 1١8945‏ 
الساعة الثالئة بعد الظهر 
عزيزق أليس 

أظن أن الفائدة الحقيقية لما بيننا من فراق هو أن أريح ضميرى أوأن أعجل 
بزواجنا . إنك لا نظننن أن راحة ضسرى سوف تستمر » ولكبى أظن أنها 
سوف تستمر إذا لم أر جدق كثراً . وأنا لا أشعر الآن بأن على" التزامات 
يحب أن أؤديها ٠‏ وإنما أشعر ببعض الضيق حيما أفكر فبا وفى عبى أجاثا . وإنه 
لن الأنسس أن أستمر قى شعورى هذا . ولهذا فإن لفراقنا هذا فائدة مؤّكدة . 
لأننا ماكنا لنشعر بسعادة معاً لولامعرفتنا يأننا قد فعلنا شيئاً هاما لحدتى . . . وأنا 
أرفق مع هذا خطابى سائجر . ولقد أرسات له رد أقول فيه إننى رما أكتب بحن 
واللخطاب الثاتى أكثر تشجيعاً من الخطاب الأول . كنا قات إنبى أرى أن تكون 
المندسة اختياري الأول ٠»‏ والاقتصاد هو اختيارى الثالى . 

إنى أقضى معظل وقى فى قراءة مل » كا أنى بدأت فى كتابة مقال 
عن, البدمبيات من أجل نادى العلوم الأخلاقية فى كاميردج » والذى يعمل 
تروتر » الأسكتلندى النشيط الذى أحتقره »سكرتيا له . وإسوف يسعدق 
جد أن أذهب إلى كامبردج أقرأ يحثا » «أتمتع مرة ثانية بالمجتمع . فأنا 
أحب المجتمع حبنًا حقيقينًا » ولا يعلو على هذا الحب إلا حبى اك . فهومتعة 
لاتعدلها متعة . وسوف أقرأ علهم بحثاً فى السيطرة على العواطف أقول فيه إنه 
لامكننا ذلك » وكلما كانت العواطف قوية » كان من الواجب أن نخفف من 
ضبطها ء حتى لو أمكننا أن نسيطر علها بسبولة ‏ قد يبدو هذا الكلام متناقضاً 
ولكنه .ليس كذلك . إنى أجد ملاذًا لى قى النشاط الذهبى الذى كان داماً 
كالمواء ء وكالآفيون » بالنسبة لى . 

وداعا يا حبيبتى ٠١‏ يا موضع فرحتى . سوف أكتب لك خطاباً آخر غداً . 

قليك وروحك 
برقل 


١ مه‎ 


السفارة البريطانية 
يأريس 
9 من أكتوبر 18945 » التاأسعة مساء 
حبيبى آليس 

لا أظنك ترضين أن تعتمدى على فى كل شىء . لأنك سوف نجدين أنى 
سوف أضجر إذا وافقتنى دائمآً » ولسوف أحتاج من وقت إلى آخخر بلندل ينعش 
عقل . فإنى أشعر بلذة حقيقية ومؤكدة إذا ما أشار أى إنسان إلى مغالطة 
فى آرالى » لأنه لاتهمبى آراق » بقدر ما يبمبى ألا تكون فبا مغالطة . ولكنك 
لابد وأن تفكرى لنفسك بدلا من يرد أخذ شذرات من أشخاص ممتلفين -- 
وهذا ما يجعل أفكارك غير مترابطة » لأنك تأخذي» ن آراء منتلفة من أناس ممتلفين 
ظنًا منك أن الموضوععدن مختلفان . ولكن ليس هناك فى الحقيقة موضوعان 
مستقلان . فالناس الذين يشايعون رواداً مختلفين للم خليط غريب من الأفكار . 
ولوجان وأنت ومريكن تشتركون ى هذه الرذيلة . وإن كان لوجان أقلكم 
سريكن أكركم حظا منها . 

ولقد قال لى لوجان ذات مرة: إن لك ذوقاً أحسن من ذوق مريكن فى 
اللوحات . وبع ذلك فنادراً ما تتكلمين وإنما تتركين مجال الحديث عن هذه 
الموضوعات لا وحدها . وهذا مثل من الأمثلة الى تدل على أنك تبددين عقلك 
ليس بدافع التواضع ع ولكن نتيجة للكسل «الكبرياء » نفس الكبرياء الى 
جعلتك لا تعيرين طوال هذا الوقت عن آرائك الحقيقية . وما تقوله مريكن عن 
اشتقاق الأفكار من مكان ما ء ينطيق علها » ولكنه لا ينطيق على 
الجميع . قبلا . فق ى عن الفراغ » الذى أقوم الآن بإعداده » يوجد 
جزء بأ كله عن الاستدلال الدقيق » لم أرهٍ فى أى كتاب »وربما كان - بقدر 
ما أعرف ‏ جديداً . وهذا يشبه آداب السلوك الى تقول بأنه على الإنسان ألا 
يتحدث إلا إذا بادره أحد بالحديث - فإذا سار كل إنسان على هذا المنوال؛ 


164 
نضب العالم من الأفكار بو إذث قلا بل اللأفكار أن تصدرعن شخص ما »2 
بصورة مبتكرة . وحى إذا ما أذ المرء أفكاره عن الآخرينءفإنها تتخذ طايعاً 
مختلفآ » إذا ما عارضها وتصارع معها وكافح لكى يفهم العملية الى ترد بهاء 
عما تكون عليه إذا ما قبلها المرء رد أن صاحبها إنسان لابأس به . ولقد حاريت 
على الدوام المثالية فى المبتافيزيتا والأخلاقيات وهذا هو السبب ف أنى أرضت 
على أن أفهمها بدقة قبل الموافقة عليها .» وف أننى حين كتبتها أعجب ١‏ وارد ) 
إعجاباً شديداً بوضرحها . ولكن با أنى بدأت فى الزهو القبيح بنفسى » 
فإنى أرى أنه قد حان الوقت كى أنهى هذه الموعظة . 


السمارة اليبريطانية . بياريس 
الأربعاء . ١لا‏ من أكتوير عام 184 
التاسعة والنصف مساء 
حبيبيى أليس 2 ١‏ 

لا مانع لدى فى ذكر التفاصيل غير الحامة ما أقوم به من أشياء ‏ مثل 
المكان الذى أتناول فيه الطعام » وماذا آكل . الخ إِذْ أنه حين لا تكون لدى 
خيرة كبيرة َّ المسائل الععملية الهامة » فى أدافع عن نفسى بقول إنى لست 
بالشخص الكفء . وسوف أأخحضعك لإرادقى وبكل قوق 4 إذا م حاولت 
أن تمى شيثاً على" . غير أن إيفلان نوردوف عقة إذ تقول :إنه ليس من طبيعتك 
الإملاء . وما دمت طالب علم » أو صاحب نظريات من أى نوع » فلن 
تكون على وأجيات إزاء العالم الخارجى . وأذكر أنى قلت لك عند شاطى 
التيمس فى تشلسى فى توقير الماضى » ما يردده لوجان دائهاً إن ذلك النوع 
من الأشخاص عليه أن يعيش ححياة تتسم بالأنانية بالنسبة للأشياء الصغيرة 
لأن ذلك يزيد منؤكفاءة الإنسان . وأن 7 لأكثر أهمية من أى خخير يديه الممء ' 
راعماً . وحاجاق » حسمن «الحيظ » بسيطة فكل ما أطايه هو الشاى والهلوء . 


1# عرس اله سيق 1 5 5 ال م ! 5 
وقذث كتعما خارا بغدانى مع آل دافرين . ولقد دسا وحدى مع اللورد 


ل 

والليدى دافرين » ولقد كان لطيفاً وجذاباً للغاية » برغ أنه بدا عليه أنه نبى 
كل شىء عن خطوبى 2 على الأقل لم يتحدث أحد عنبا . وهو ى التفيقة 
إنسان لطيف ‏ دمث الأخلاق وأسسع المعرفة . ولقد كان كرعاً للغاية . 
وقال إنه سعيد جدًا لأنه استطاع أن يرضى جدق بتقديم ذلك المنصب لى . 
وسألى إذا كان العمل شاقنًا » وأجبته بأنه لم يكن هكذا فى المدة الأخيرة. 
فابتسم قائلا إن عمل السفير أقل دائماً من عمل الوزير . وأخيرتهما عن 

حمس فيبس لمسرحية سارة الحديدة . فابتسما مرة ثانية وقالا إمهما لا يسنان 
الظن كثراً بذوق فيبس . ويبدو أنهما يشاركان ى الاحتقار العام للمسرحية . 
ولقد عاملبى بعطف كبير لدرجة أنبى أحببته ٠‏ بالرغم من أن هذه المعاملة 
الحسنة كانت من أجل جدى وجدق وليست من أجل وم أكن خخجولا بالرة » 
فكانت! أفعالى وأقوالى' لا ثقة نمام . ولسوف يسعدك أن تعرق أن الليدى دافرين 
كانت ترتدى فستاناً فى منابى|الأناقةؤمن الخرير الرمادى . أماراللورد دافرين 
فقد كان قد أنى لتوه من نزهة على دراجته . وهو يركب حى باب السفارة ع 
ثم يدخل الدراجة بتفسه . ولقد كان هذا يصدم الفرنسين ولكنه أصبح 
الآن- بفضل لقب اللورد كنا أعتقد ‏ شائعاً أ بن المتأنقن ف فرنسا » أكير مما هو 
ف إتجليرا . وحيما كان فى ببرسبرج سبب فضيحة » لأنه ذات ليلة » ومن 
باب التسلية' » مثل دور الحنزير فوب وتخر واستنكر الميع هذا السلوك من 
سفير . وهو يعامل زوجته بحب مؤدب سمى غريب » لا زيف فيه على 
ما أعتقد » إلا أن عادة الأدب الرشمى قد أصبحت أسلوب سلوكه الوحيد . 
سن الغريب على الآذن » أن تسمع عبارة « ياحبيبيى » وغيرها تقال بنفس 
التغمةا الى ينطق بها عيارات «جلالتك » ء و وسعادتك» . لقد كان يومآ 
رائعا » وقد قمت بحولة كبيرة فى الغابة مع روس ء وهذه أيضاً كانت ممتعة 
جد . كانت ألوان الحريف أجمل ما تكون ولا أتصور أن التلقس يمكن 
أن يكون أحسن مماكان . ولقد أعجب جدءًا » فى طريق العودة » بقوة أعصانى 
فق القيادة ى الطرق المزدحمة . وأعتقد أن ذلك نوع من النرضية ع ولحى 


0 
أعرف أنى أسوق بمهارة كبيرة فى الطرقات المزدحمة . ولد فزت باحترامه تماماًء 
لأنه من ذلك النوع الذنى يعجب ببديك الأعصاب ى كل الظروف . كان 
هو يترنح خلى . إنه شاب بسيط » لطيف وبرىء»؛ ويعتقد أن التميع أذكياء . 
وأنا وهارفورد نسخر منه أحياناً » ولكننا نحبه ء وأعتقد أنه يحبنا . 

لم يكن فى نيى أن أبدأ صفحة ثانية » ولكى لا أريد أن أنام الآن ‏ 
بالخم من أن الساعة ٠لار ٠١‏ ء ولا أستطيع أن أقوم بأى شىء سوى الكتابة 
لك - كم هو رائع أن أركب مع دودسن » لآأنه محسدقى لدرجة الحنون حينا 
درافى أسوق دون أن تمسك يداى بموجته الدراجة('» . 


كامبردج 0( 
م من توشير . الواحدة والنصف 
حبييى أليس 

لقد كن تسعيدًا للغاية طوال فترة الصباح. فنذ أن تركت « كنجزكروس» 
كنت أشعر كأننا قد افترقنا لتونا » وكأنى؛ فى طريق عودنى ى ذلك القطار» ما 
اعتدت أن أفعل فى الشتاء الماضى . إنه مما يمل النفس بهجة أن أرى أصدقالى 
مرة ثانية لم أكن أعرف قبلا كي أنا مغرم بهم 5 وكر هم أكر لطفاً ( وذكاء) 
من الشبان العاديين . ولقد عدت لتوى من زيارة لوارد » وهو يقول إنه لا يوجد 
شى ء فلسبى أقوم به فى الاقتصاد 3 وإنه من الأفضل لى أن أقوم يعمل رياضى 
ذى صبغة رياضية نحتة » وحيئئذ فقط ينبغى على أن أبدأ التخصص ف الخحال. 
ولقد نصحتى أن أدرس الزمن والخركة أيضاً ى بحتى الاآخر ء وأن أناقش قوانين 
نيوتن الثلاثة » وهو شىء مشوق . ابحو الآن رائع » وشجر الغاب الأصفر 
فى مشهى ابكمال ٠‏ والناس كلهم خير ون ولطاف المعشر ء والمكان هنا 'كالحنة 
)١(‏ عخجلنى الادعاء والاغتباط بالنفس اللذان يتضحان فى هذا الطاب » وغيره من الخطابات 
التى كتبت فى نفس القت . ولا أدرى كيف اسحملها أليس . 

(؟) ذهبت إى كامبردج فى عطلة نباية الأسبوع » ولكنى م أر أليس لآن الشبور الثلاثة 


اسم سم الؤوإعهمء. 55 5 
ثم تحن قد اتقصب يعد . 





1 
ماماً بعد جحم: باريس . كان بينى وبين سانجر حديث طويل » وضحكت 
كثراً لتوقد ذهنه ‏ 
سوف أكتب مرة ثانية غداً من منزل ليول7١)‏ ضخطاباً أطول من هذا أخيرك 
فيه يكل ما .حدث . سوف أعرض عل وارد يحبى عن الفضاء وأنا م: متشوق جد 
أعرفة رأيه . ولأنى أعيش بلا حب 2 فإن مديحه هو أكثر ما يدخل البيجة 
على قلبى فى العام . ولم أحتصل منه منه على أى مدييح اليوم ٠»‏ ولكى تمتعت 
عقابلته » فهو إنسان لطيف جدًا . والآن يجب أن أمحث عن أحد يتناول 
الغداء معى . والحمد لله إنه لم يتبق إلا أقل من أسبوعين » إلى اللقاء يا حبيبى . 
حبيبك المخلص 2-5 


ع 
ذرتا 


قَْ القطار . كامبردج 
الأحد » 5 من لوشير ١8414‏ 
الخامسة والريع مساء . 


عزيزق ألبس 

من المؤسف جد أن خخطاباق كلها قد وصلتك ى نفس الوقت » وأنبى 
أرسلها بعنوان فرايديز هل . وآمل ألايتكرر ذلك . يسرقى أنك سعيدة وأن وقتك 
مزدحم بالعمل - ولو تصورتك غير سعيدة » لكان مما لايمكن احيّاله ألا أراك 
الليلة ‏ وإنه لمن دواعى سرورى أن أشعر أنك بجوارى . عظم أن يعود المرء 
إلى كامبردج . ولقد فرح مور وسانجر ومارش برؤيى مرة ة ثانية ٠‏ لف أحيهم 
أكير مما كنت أعتقد قبلا . هد كان هناك اجماع كبير ليلة أمس ؛ وقد 
حضر وماك لى57) , ؛ وديكنسون ومور » مما جعلبى أشعر بأهمينى . ولسوف 
يسعدك أن تسمعى أن كثرين مهم ظنوا أن بحى يخلب عليه الطابع النظرى » 


000 ليول فتزباتريك - مسز فيليمور بعد ذلك . 


يكل 


بالرغى من أننى وماك تى أقنعناهم فيا بيننا » وف الوقت المناسب © أنه ليس 
هناك شىء محدد يمكن أن يقال عن السلوك العملى . ولقد تركت لم بحى لآن 
مارش: وسانجر وريدان أن يقرآه ثانية . ولقد تكل ماك تى أولا» وكان لطيفاً جد | 
كا تمنيت . ولقد قلت بح إننى رجا أقبل أى شىء يقوله » وهكذا فعلت . 
لقد ترك -جانباً مسألة اللخلود من أجلى » وهكذا حل مشكللى » فى نباية الأمرء 
دون الرجوع إلى هذه المسألة . ولا أستطيع أن أضمن ما قاله ى شخطاب 
وإثما يمكتبى القول بأنى سوف أذكره ق حديث لنا يممأ ما . ولد 
تناولنا غداء شهينًا عند مارش قبل الاجمّاع . أسعدق وجودى بهم ثانية » 
حى إنى م أتكل كثراً . وبالرغم من أن مور كان بميل إلى الصمت فقد كان 
كعهدى به دائماً رائعاً ‏ إننى أكاد أعبده كا لو كان إناً . ولم يحدث أن 
شعرت ,بهذا الإعجاب الشديد بأى إنسان . وأنا أقول الحقيقة داتماً لمارش » وهذا فقد 
أخيرته بأننا مفترقان لمدة ثلاثة أشبركى ترضى جلك . ولم يسأل الآخرون أى 
أسئلة محرجة . ولقد سر معظمهم يبحى » وبأننى استعملت عبارق «جيد ) 
ووأقل جودة ) بدلا من « صواب » ووخطأ» . ولقد سروا بالبداية أيضاً 
كثراً . ولقد ظللت أتحدث مع مارش حتى الثانية » ثم نمت حهى العاشرة 
والنصف ء وتناولت طعام الإفطار مع سانجر . والغداء مع مارش » وتجاذيت 
مع عاموس أطراف الحديث » وبعد ذلك ذهبت لرؤية سكى الذى أثثته 
بطريقة جعلته يبدو أكثر إشراقاً » بالرغ من أنه ليس "كا أتمى تماماً . 
ويعتقد ساتجر أن رأ الحرىء » فى بحبى عن الفضاء » له وزنه وآمل أن 


ع ع 


له املا ع لكأم لء 51 ا ياأثز أن.ئ عاممى أث ءاعد قال أن . مءها 
نبكون هذا هو رأى وارذ أيعب) . ولقك الحيرق عاعموس ان ور لا وى وال 


جددًا للزمالة لدررجة أنه لايهم أى موضوع أكتب عنه ‏ غير أنه ينبغى ألا 
يوخذ هذا الكلام على علاته ‏ لأنه ملون بالاحترام الذى يكنه عاموس لى 
ولقد حاولوا إقناعى بأن أفعل ما أحسن القيام به بدلا من الانطلاق إلى عل 
لاقتصادء هذا بالرغم من أنهم جميعاً تحترمون هذا العم كثراً ٠‏ ويسردهم أن 


أمعق + 5 بماية الثم عا , دراسته . وأنا أ الكثر أ الاحرام لأحكامهم 
سكع ر* اق مهام فود ة د 2 ن لخر لل أ ا 


1 
لأنهم أمناء ع ولأنهم يعرفونبى . وسوف أقو م بعمل بحثين فى العام القادم , 
ويحث عن الفضاء فقط أو عن الفضاء والحركة » كا يقترح وارد . ولكنى 
بطبيعة الخال ء سوف أبدأ فى علم الاقتصاد فوراً . ويقوم ساتجر 9" 2 

الإحصاء . كا أنه شرح الصعاب اللسيمة فى النظرية » وهى تم ابلنا 

العمل أيضاً » لأن موضوح نحقيق القيمة كله » وغيره من موضوعات , 5 
وهذه الصعاب . أى لم أكن أعلم » من قبل » بوجودها . ولقد أعطتبى فكرة 
التغلب على الصعاب ببجة ذهنية كببرة . إن مسرانى الذهنية فى عو سريع 
جد خلال هذه السنوات الأخيرة . وإف مقتنع » منذ أن قرأت برادل ٠»‏ أن 
كل المعرفة مفيدة » ولذلك غلا داعى هناك للقلق بخصوص الفائدة العملية 


م 


السريعة - بالرغم من أن القلق سوف يوءجد » بطبيعة الخال ٠»‏ مى بدات فى 
دراسة الاقتصاد . وف لسعيد إذ أعرف أن العاطفة تنمو . لأنه بدوسا لايستطيع 
أحد أن يقوم بتفككر صائب فى الموضوعات الجردة ‏ إِذْ لا يستطيع الإنسان 
أن يفكر جيداً - بدافع من مجرد الشعور بالواجب . غير أنى أحتاج فقط 
إل بعض التجام من وقت إلى آحر مصدر للطاقة . ولقد أدت زيارق 
لكاميردج إلى أن أكون ن كثير الرضى عن نفسى »© وإى لأشعر بسعادة, كبيرة 
حان أذكر أنه لى يبق على لقائنا إلا أسبوعان » وإن مركن سوف تجعلي.ما ؟ 
يعضيان سرعة . لقد ضحكت أكثر مما ضحكت فى حياق منذ أن تركت 
فرايدايز هل »© ويكلمت كلاماً بحري وجعلت الاخرين يض .حكون كثراً 
أيضاً . 


كلية ترينى كاميردج 
9 من ديسمير 1845 »ء الثانية صباح] 
عزيزق أليس 
سوف أكتب خطاباً موجرآ لليلة » برغم أن الوقت متأخر . الى سائجر 
ف المحطة وأخحذنى لتناول الشاى مع مارش حيث قابلت كرودبتون | الذى كان 


ل 
لطيفاً كعادته . وى حالة معنوية عالية » لم أره فها من قبل»؛ فهو مسرور 
بدراسة القانون ٠.‏ وسعيد باستقراره فى الحياة . ولقد قام مور بقراءة عن الشهوة 
وذكر - مثلك الأعل السايق الذى كنت قد أخيرته عنه . وم يقدم بى محثه 
حججاً وجيهة » وإن كانت بعض أجزائه ممتازة مما -جعلبى مغرماً به وكان 
من الممكن أن أوافق على كل كلمة فيه . منذ عام أما الآن » فقد تكلمت 
بصراحة تامتا وقلت إنه ليس من الضرورى أن تكون هناك شهوة فى الجماع مادام 
الحب الروحى هو المسيطر » غير أنه من الممكن أن يكون الجماع تعبراً عن 
اتحاد اثندن » وهو ذروة الحب الروحى. واتفق الجميع معى » ماعدا ماك تى » 
النى حضر بعد أن انبت المناقشة . ولقد كان كرومبتون رائعاً » سما فاز 
على مور فوناً ساحقاء برغ أن مور لم يعترف بذلك . غداً سوف أقابل 
كل أساتذة الخامعة . ولقد كنت أناقش عاموس » الذى استشاط غضباً 
لدفاعى عن ما وراء الفضاء . وهو لن بحضر حفل الزفاف ( وليس ذللك نتيجة 
لاحتلافنا )» . 
حبيبك اخلص 
برق 


قد كنت فى ذلك الوقت على علاقة وثيقة بإدى مارش ( الذى أصبح السير 
إدوارد مارش ) » ولذلك أخبرته عن أليس وجعلته يذهب ليراها . ولقد وجدها 
مشتركة ى حرب صليبية لتحث الفتيات على الثورة ضد آبامين . وهناك إشارة 
لذلك في خخطاب مارش التالى : 


كولد آأش » ليو برى 

هع" من مارس 4 عام ١54:‏ 

عزيزى رسل 

أريد أن أشكرك عل مناسيتين سعيد نين جد أ ىَّ الأسبوع الماضى ٠‏ 


ذهيت دوم الأحد ووحدت ى الغرفة فتائين أمريكيتين ) ذهبت إحداها لتكتب 


مم 


3 
خطاباً لأستها » وقدمت الثانية لتدرس الاقتصاد السياسى . ثم تحدثنا حديثاً 
ممتعاً » لمدة ساعة أو ساعتين» وكان الحديث عنك وعن أشياء أخرى » وأعتقد 
أننا موف نصبح صديقين حميمين . وأنا سعيد -جدًا من أجلك أكثر من قبل . 
ولقد أرادت إحداهها أن تثير شقيقى ضد و«الديها » وكذلك طلبت عبى 
أن أدعوها للغناء يوم الأربعاء الانى » » وهو شىء جميل مها » ويبدو أنها 
وشقيقى قد أصبدحتا صديقتين -حميمتين ٠‏ وكانت شقيقى ق غاية اللماس 
بعد أنانتهت المقابلة » ولا أعرف إذا كانت ستثور أم لا . والمسر شعيث شخص 
عزيز حقن » وأظن أنه بدا لى متهكماً جد »ع ولوأنى لست متأكداً من 
ذلك . ماقاله إننبى أتكم تماماً مثل.جويت » وهو شىء لا أصدقه . وما أغرب 
اللغة الى يتحدثون يها وما أكثر أخطاءها النحوية . لا داعى لأن أخيرك با 
تعرفه فعلا. ولست أقصد الإشارة إلى استعمالحم النحوى» ولذا قربما كان من 
الواجب أن أتوقف هنا ٠.‏ غير أن اللحطاب سوف يكين مقتضباً » ولذلك 
فسوف أتحدث عن شتينى الخاصة . وأهم ثىء هو أنى أقابل روبرت 
بريد جز كثيراً هذه الأيام » وهو شخص ساحر ء ذو شعر أسود غزير 
وش حديثه غمغمة جذابة . ولقد ذكرق بفيرول بصورة عجيبة ٠‏ بالرم 
من أنه أضخم حجماً » وبوجهه ورم مضحك » مثل فيرنس . ولقد ذهبيت 
معه ف -جولة يوم الجمعة ء» وكانحدينه شيقاً ع بالرغم من أنه ليس كتحديث 
كول ريدج وهازلت ٠‏ وقد أصيب بعد الغداء بصداع » أو بشىء من هذا القبيل 
وبدا أكير سن ( ف التاسعة والأربعين من عمره ) وتحدث كثيراً عن مسرحياته 
وهذا من حقه تماماً » خاصة وأن الحديث كان شيقاً بالنسبة لى » ولكن الغريب 
هو أنه كان يعمتدح مسرحياته هذه بصراحة . وقد قال : «أعتقد أننى أعطيت 
الشعر المرسل المروية الممكنة فى ونزوات البلاط  »‏ ألا تعتقد ذلك ؟ ‏ 
و ١‏ مأدبة باخوس » مسلية من أوها إلى آخرها ٠‏ ولا بد أن تعرض على المسرح ‏ 
وإذا ما عرضت فإها سوف تبى هناك مدة طويلة ) 
ليس هذا غروراً » فهومنزه عن الغرور . 


١ 
ولقد سمعت أنه قام بتدريب الحوقة بنجاح عظم . أعتقد أنك تمضى وقتآ‎ 
سعيداً فى رمما . ولن تبالى بالرد إلا بعد عودتك . وقد ظئنت أنك تريد أن‎ 
1 تعرف ما أزمع القيام به دوم الألحد‎ 
ما زلت أريد الكتابة » لولا أنبى غير متأكد من أن وزن الطاب لن‎ 
يتطلب أكثر من طابع بريد فئة بنسين ونصف . أرجو تبليغ تحياق إلى مس‎ 
. ستانل‎ 
صديقك المحلص‎ 
إدوارد مارش‎ 


هيدلبرج 
وتيهاعر لاندزتراس ١٠ه‏ 
6 من سبتمير . 
عزيزى سل 

كنت على وشلك أن أنام وأنا أقرأ قواعد النحو » حما تساءلت »© لسوء 
الحمظ » إذا كان عكس كلمة الدلدول التليدى غراء السمك أو الترسب 
الحليدى . ولقد أيقظتى تماماً صدمة تذكرى بأنى كنت أفكر فى الاستلاكتيت 
والاستلاجميت ( المرسبات الثلجية) . ولكى لن أقوم بقراءة فى النحو بعد 
| "ذلك . ولذلك » فإليك الرد على خطابك الغريب! الذى صدمى ماما . 

كنت أعتقد أن باريس هى البديل الخيد لدرسدن : .حيث إن الفراق كان 
من الممكن أن يحدث فى أى المكانين- أليس كذلك ؟ ويؤسفنى جد أنى 
ان أستطيع رؤيتك » برش أن ذلك » من بعض النواحى » شىء لا بأس به » 
وذلك لأننى لست وقوراً أو لائقاً بالمرة . ويك أن يكون سانئجر قد رآك . 
ولن أسرد أخيار «شقاوق » » حيث إنى مللت ذلك » بل قررت أن أكتب 
لكل أصدقاى وأن أرى من منهم سيصلم أولا مبتدثاً بباران » وج تريى » 
وكوثيبير . ولدهشبّى الشديدة أرضى كل مهم نفسه واحداً بعد الآخر ء 


١7 
0 بنصحى بأن أحذر البدانة . وكان مور هو أول من مبت كنذا‎ 


أسير قدماً فى دراسة اللغة الألمانية ٠‏ برغم أنى ل أصل بعد إلى المرحلة 
الى أجدها وسيلة معقولة للتعبير عن أفكارى . وأعتقد أن أول اثنين تكلما 
هذه اللغة لابد وأن يكونا قد ماتا بعد برج بابل» تاركين خلفهما طفلامتحذ لقا 
كان قد تعلم كل الكلمات الى تتكون من مقطع واحد ٠‏ وكان عليه أن يكون 
الكلمات الطويلة من هذه المقاطع - وإلا فكيف تفسركاءات مثل - دالهم - عدانةة 
معوسة - طح عةهة11 ؟ إنى لم أقابل فى حياتى لغة كهذه . قارن جفاف عبارة 
معلتعاط طمن بعذوبة التعبير الفرنسى عمااعصدمه . إن اللغة الإتجليزية خصية 
لأنها تحتوى على الكثير من الكلمات اللاتينية ‏ الى أخفيت حرفيتها ‏ 


فغلا كلمة عن ودع ل اعم ع1 13 تشيه " عاما كلمة انع عام ام اط 10 وضع 2 5 فإ 
الأخيرة تبدو فظة للغاية . ويمكنى الان أن أقراً بسبولة ء وأن أأجد طر مة ما 


لتعبير عما أعنيه » ولكتنى لا أستطيع أن أفهم الناس ححيما يتكلمون السرعة 
العادية . ولسوء الحظ كانت المسرحيات الى عرضت فى مانهاجم سيئة بشكل 
لا يشجع على رؤيتها . ولكى رأيت من الأوبرات منذ مجييى إلى هنا أكار 
ما رأيت فى حياق كلها » بالرغ من أن هذا لا يعنى الكثير . وما رأيت هنا من 
عروض ليس مرضياً تمامآً ٠‏ حيث إن منظر الممثلين قبيح . وقد رأيت 
د فيديليو» بالأمس . قامت بدور البطلة سيدة .حسبئها فى أول الأمر كور 
جرين وتعرف طبعاً أنها متنكرة فى زى نخادم ٠‏ إن النساء البدينات لو ى هم مقم ء 
فإما أن برتدي: ن صدراءين كلها من نفس القماش » و هذه اليالة يظهرن كأمبن 
على وشك الانفجار» وإما أن يرتدين فاصلا من قماش أخخر ء وق هذه أللالة 
يظهرن كأنهن قد انفجرن فعلا . وفيديليو مثلا ترتدى صديريا ,: بى اللون » مفتوحا 
من الأمام ويظهر من نه شىء أييض » وحاية بيضاء فى الأكام ء » تعطى نفس 
الآثر. لقد رأيت الكثير من المناظر من مجه جئت إلى هنا ( وأى شىء فى ألانيا يمكن 
أن يلفت النظر ) . لقد سيبت فضيحة منذ أيام » وذلك حيها استغرقت فى 
النوم أثناء جولة فى عربة تجرها الحياد ببطء حول فرانكفورت ولا أظن أن 


| 
الفرنسيين أنفسهم يجدون المنظر مضحكا كما أجده أنا . غير أن معظمهم صغار 
السن . ( كان يحب أن أخبرك أنى أعيش ف «بنسيون» كبير ملىء بالفرفسين 
الذين يتكلمون الألمانية 9 بالآلمان الذين يعلمونهم ١‏ «أنا الإنجليزى الوحيد) . 
كنا أن معظمهم لطاف جد! . ولقد قامت صداقة وثيقة بيبى وبين ألمانى جذاب 
جد" ولكنه ليس رسوليناء وبيى وبين فرنسى رسول جدًا. . ولا أعتقد أنى 
قابلت فرنسيًا بدون -جاذبية خاصة به » بصرف النظر عن قدراته . 
والآن جاء دور الغداء مووود :36 » وبعد ذلك بمكنى القول بأنى 
أجد نفسى غير قادر عل أن أستمر ق هذه العملية المرهقة ( مبذه المناسبة ؛ السيدة 
المدرسة تقول إنى أفوق الإنجليز فى هذا انجال ‏ وهى بمعبى آخخر تشير إلى 
عاد فى أكل كل ما يوضع أمااى « حسب القاعدة 6 المتبعة مع الأطفال ) . 
و بعك » لقد قرأت كل ما كتبته . وأحشى أنه بيدو(0 رقا » متمستصطه1 . 
ولكن لا تنس أن اليوم يوم رائع ء وأننى قد قضيت اللحانب الأكبر من الصباح 
فى الحديقة أقول لتفمبى : «انظر ما أروع وأببج أن يجلس أشخاص من 
جنسات عتتلفة مع  »‏ وذلك فى فترة راحة خلال الدرس الألمانى» الذى كان 
كالعادة مضحكاً » فالمدرس الذى يتكلم الإنجليزية بطريقة سيئة جدا» يضرب 
أمثالا خاطئة ع وكان على أن أثرج جملا مضحكة مثل : 
13 -؟ بوصد ع امه بده 10 -- وورمغخطم عندهز أن كاءفسول 183104 
كعدلء ته وقط 11د أه لعأمووط ع1 .ع.1 معطعاعمم قلط 1[ 1أه لمذومم 
أرسل لى بطاقة بريدية من وقت إلى آخخر » حيما لا تكون مشغولا بأعمال 
أخرى . لسوف أمكث هنا حهى نهاية الشهر . أتمى أن أعود بطريق باريس» 
غير أن هناك عقبات قى سبيل ذلك : أولا : ( لن يكون معى تقود) ويانياً : 
ليس عندى أية ملابس يمكنى أن أظهر بها على مدى ميل من السفارة -- أو 
أسير بها مع إنسان أعرفه ‏ وختاماً أتمى أن تسير كل أمورك على مايرام . 
الخلص 


| ض ل 


1 


هيد ليرج 
(188:5) 
عزيزى سل » 

لدى نصف ساعقرفقط قبل موعد العشاء معدعومءطهة وق مخيلى الآن 
سبعة أشخاص غيرك » لابد أن أكتب الى - ومع ذلك فيبدو أنك « تشعر 
بتقصير » أكر منهمء كا تقول مسر جميدج. يؤسفى أنك لا تتمتع بوقتك 
فى باريس . وكنت أحسب أن مجرد وجودك هناك يكى - غير أن ماتقوله 
عن خخطابات أسرتك محزن جد وكذا فكرة أن يسرى المرء عن نفسه بترنيمة 
غير جيدة فى الوقت الذى يمكن أن يسرى عنبها بقراءة مؤلفات والرس 
وكاربنتر . عل .كل فليس العاشر من ديسمير يعيداً جد! . 

لا أستطيع أن أفهم ضيقك بالفرنسيين - أهو جرد ىكونهم غير طاهرين ؟ 
هذا شىء يدعو إلى الاشمئزاز ‏ إن كل الذين يعيشون منبم هنا » مثلا ع 
يمارسون ابلنس بانتظام من سن السادسة عشرة » ويتحدثون عنه بأسلوب قد 
يثير ى إنجليرا اثمتزانى . غير أن هذا يرءجع إلى نظرة كل من الشعبين للتربية 
الحنسية . يمكن للمرء أن يعترض على الأفراد جرد أمهم يسلكون تبعا للأسلوب 
الذى نشأوا عليه . 

الخلص 


ادوارد مارش 


١/١ 

هيد لبرج 
أكتوبر (16655) 
عزيزى سل 

أرسل لى باران اللتطاب المرفق للك اليوم » وأنا أرفقه بأتمن المعلومات الى 
وجدممها « زادون هيرالد » - وحيما حيما يتتبع المرء التشابه فى كل تفاصيله ‏ فإنه يشعر 
بالمئعة وبالأخحص إزاء اللباقة الى خفف بها الله من وقع وجوده فى مركز سام 
لايضارع . « كا هو الخال مع العشاق »ء قول مؤثر - مثال ذلك أيضا 
الأسلوب احتشم الذى يصور الإنسان وهوه دتعجب لأ عكن للإله أن درأه فيناع 
إن الأمر كله إن هو إلا مقال إنشالى . 

كل الفرنسين الذين قابلبم هنا تقريباً أصغر سنا من أن تكرن لم 

ل _ ما م م 
تلك المبيمية القسنة »ولا شلك أن بعضبم سوف يصل إلى هذه اليم ق حين 
دكتره الاخرون عمها 8 لقد ذهب صديى » الفرنسى المفضل 6 مثا" 6 إلى ماخور 
ورد تفقد المكان » ولقد اشمأز لدررجة أنه لم يشأ أن يضاجم » كا يقولونٍ .. 

سوف أكتب لك خخطاياً حادً! جد ؛ فى يوم ماء وذلك صرناً لسمعتى : 
ولكنى سوف أستضر فى مون إن أردت » حبى يحدن وقت كتاية هذه الرسالة . 

أما مغامرى العظيمة الأخيرة » فهى مقابلة أوسكار براوننج عرضاً فى 
الخطة ‏ وكان فى طريقه إلى « الفييل » كى يشترى شميانيا ألانية . كان قد 
أقى إلى هنا ليبتاع السيجار الآلمانى . ولقد أتيت به كى يقضى ليلة فى « البنسيون ؛ 
ولقد أعجب به الجميع ) وكان رائعاً . وكان أول شىء » تقريباً » قاله لى هو 


1 


أن ودوقى» 6 دوركءوتيك فى سوف تزورانه ف كاميردج 2 الفصل الدرابى 
القادم مما سوف يكون موضوعاً اديت الناس . ولم ] تكن هذه غلطته لآمهما 
ق حفيقة حقيقة الأمر قدمتا من تلقّاء نفسيهما . 
ما هى أخبار أحيك ؟ 
الخخص 
إدوارد مارش 


١/5 


٠٠‏ شارع دوفر 
١‏ من مارو 1١8844‏ 
عزيزى برتراند 

عدت منذ ثلاثة أسابيع » غير أنى كنت مهمكا فى إنجاز بعض 
الأعمال المتخلفة ‏ وأكتب لك الآن لأنى سمعت شائعة تقول إنك سوف تطلب 
يد الانسة برسل سميث . وأرجو ألا يكون هذا صميحاً . لآنك إذا كنت 
تعتقد أنك أصة ر سنا من أذ تدخل البرلان قبل أن تبلغ التاسعة والعشرين 
فإنى أرى أنه من الأو سف جلا أن ترتيط ع وتقدم على هذه اللتطوة الحخامة 
وأنت فى سن 7١‏ أو 179»ء لا أذكر أيبما ‏ إن هذا سوف يعوقك عن أن 
تنجز أشياء كثثرة 5 كا أنك لم تعرف بعد شيثاً عن عالم 3 النساء الصخيرات » 
كا تقول الليدى رسل . ولذا سوف أشعر بأمبى كببر إذا كنت ارتبطت وأنت 
ماتزال فى هذه السن المبكرة ة » غر أن هذا كله قد يكون مجرد شائعات لانصيب 
لها من الصحة . وتأكد أنى ان أعمل عل نشرها . ولكى م أستطع أن أمنع 
نفسى من الكتابة إليك كى أخيرك أنه من المؤسف أن نخطب » وأنت - 
بعد صغيراً » فتاة أكير منك سذًا . لاترد على خطابى إلا إذا كنت تريد ذلك 
غير أنى آمل أن يكون هذا الذىسمعته جرد شائعات ربما كان سبببا اصطحابك 
للفتاة إلى ١‏ البطة البرية ن(') , 

الخلص 


نود ستائل 





. مسرحية إبسن الشهيرة‎ )١( 


كلاند يبوى 
مقاطعة داون 
© من سيتمبر ١8954 ٠.‏ 
عزيزى برف 

لا بد أن تكون الليدى رسل قد أخبرتك أن كل الأمور قد رتبت لذهابك 
إلى باريس ٠‏ وأنا واثق أنك سوف تحبها » فابحى رائع فى هذا الوقت من العام . 
وبالرغ من أنك سوف تقوم هناك ببعض الأعمال » فإنى آمل ألا تمنعك كارتها 
من انهاز فرصة وجودك هناك كى ترى كل ما ننجب رؤيته في باريس »ع 
لأن اريف أنسب وقت لذلك . 

وأعتقد . إذا كان فى الإمكان ترتيب ذلك » أننا نريدك » من وجهة 
النظر الرعية . أن تمكث ثلاثة أشبر على الأقل » بالرغ من أنى آمل أن 

3 ا 

نستطيع أن نغريك بالإقامة فترة أطول ٠‏ كى تحتلك بالمجتمع الباريسى الذى 
سوف يسرك كثراً . 

ولقد كتبت لكل المسئولين ق باريس كى أخيرهم عوعد وصولك ع 
وأطلب منهم أن يبذلوا كل ما فى وسعهم كى يجعلوك تشعر بالراحة . 

الخلاص جك أ 


دافر دن وأفأ 


بأريس 
١١‏ من سيتمسر 2 1١885‏ 
عزيزى اللورد دافرين 
لقد انتظرت حى أستقر عقبل أن أجزل لك الشكر » على خطابيك 


للكت مره لع ءال أرهءى هلا ! بأه أماى ,أمم يأرل امد 1ل للمه 
الجر عيبن © وإتثي تسبعيكت جف ١‏ لاقي مني با خرن لنت اسسيسيغي 2 | 


1/5 
حفاوة بالغة حين وصلت باريس مساء أمس » وقضيت صباح اليوم فى السفارة 
وأنا واثق من أنبى سوف أحب العمل . وأن الحياة سوف تكون » بوجه عام ع 

سارة جد . 

وإفى »بكل تأكيد » سوف أبى الأشهر الثلائة الى تحدثم عنها كشىء 
مرغوب فيه من الناحية الرسمية . وق الظروف العادية كان يسعدنى جد! أن 
أبى أطول وقت ممكن ع غرأنى سوف أتزوج » وكنت آمل أن يم الزواج 
فى ديسمير . ولذلك فإنى عظم الثقة فى أنك سوف تقدر أنى لا بد وأن أكون 
غير ملتزم بعمل رمعىف ذلك الوقت إذا لم يسبب لكرهذا إزعاجا. وآمل ألاتظن 
أن رغبى هذه تدل عل أنبى غير شاكر لمعروفكي ‏ وما كان ليثنيى شىء 
عن قضاء أطول فرة بمكنة 4 إلا أمرق مثل هذه الأهمية . وأنا شاكر جد ا 
لم إعطالى هذه الوظيفة ‏ ولكنى لما كنت لا أنوى أن أعمل بالسلك الديلومامبى 
فلا داعى هنااء لتألجيل زواجى الذى أنتظره يعارم صير . 

امخلص (المعترف بابكميل 


برتراند رسل 


وإلخطابات التالية علاقة بمشروع ٠‏ شغل تفكيرى لفترة قصيرةءوهو أن أترك 
الفلسفة الرياضية جانباً » وأنجه إلى الاقتصاد . وهذه الخطابات أيضاً علاقة 
بشئون « الجمعية » . فلقد كانت عادة العضو ء أن يقرأ » بطريقة دورية » 
بحثا قصيراً » يختاره الآخرون فى يوم السبت السابق » من بين الموضوعات 
المقارحة . وكانت القاعدة » أن يقول كل عضو شيئاً فى المناقغة البى تتلو قراءة 


البحث . 


ا 
كلية ترينى 
كاميردج 
من أكتوير » ١89154‏ 
عزيزى سل 

ظننت » حيها _قرأت خطابك للمرة الأول » أنك جننت . وأحذت الطاب 
إلى مارش © ولكنه لم ينظر إلى الموضوع نظرث ابخادة إليه . ولسوف آخذ رأى 
وارد مباشرة » بطبيعة الخال » وأنا لا أعرف إلى أى حد يمكنك أن تبرز 
ى هذا الال . ولكبى متأكد أن كتب الاقتصاد الى لا بد لك أن تقرأها 
9 تكون صعية بالنسية لك . بيد ألى أتوقع أنلك لايك أن تدرس أيضاً عل النفس 

الأخحلاق إل نجانب السياسة والعانون . وأشك ف أنك سوف يحل تشويقاً 
قَُ ف “رتك معرفة إذا كانت لكلمة «١‏ النفعية » أى معبى وماذا تعبى عيارة 
و احتياج الإنسان للطباق » . وأمامك بكل تأكيد » فرصة ممتازة لإسداء خدمة 
للعالم بكتابتك عن ١‏ الفضاء » » ولكبى أشك فى إمكانك زيادة سعادة الإنسان 
زيادة سريعة » بانشغالك بأسس الاقتصاد . فهو » من ناحية »2 لا نحد ثقة 
أو احتراماً من الناس » ذلك نتيجة لانتشار الدعقراطية ؟؛ ومن ناحية أخرى 
فإن الأقلية التى ترى مثى أنه علم » أو ينيغى أن يكون علماً » لايهمها 
فى كثر أو قليل إذا كان يعبى أى شىء » أو لايعبى شيئاً بالمرة . وأتوقع 
أن يصاب ماكتاجارت بنوبة إذا أخبرته بما تقول . تروتر يسعده أن نحضر 
ينا كى تقرأه (إذا كان ذلك ممكناً) فى نادى لعلوم الأخلاقية . وقد اخثرنا 
موضوعاتنا يوم السيت الماضى ع ولسوف يقرا مارش يوم السيت القادم ؛ ع 
أظن أنه عن دلاذا نحب الطبيعة » وأرجوك أن نير أحدنا و سرعة » عن يوم 
حضورك . لسوف يسعدنا مجيئك . ونحن نفكرفى أمر جورج تريى 2١7‏ » ولكنا 
لم نقرر بعد . سمعت أن إدوارد كارينر قد نشر بمثا آآخر عن «الزواج ؛ 


0010( جورج تريى اختصار لاسم جورج تريفيليات . 


ا 
ولسوف أرسل لك نسخة بمجرد -حصول على واحدة . 

ألديك نسخة من كتاب أردمان عن ١‏ بدمبيات المندسة » ؟ أو هل تعرف 
أحداً هنا لديه هذا الكتاب؟ أريد أن أقرأه » ولا أجده فى مكتية اللتامعة . 
هل تقرأ الصحف الإنجليزية ؟ لقد أثارت بعض السيدات الدنيا مخصوص 
العاهرات اللاى يتسكعن ق ١‏ الامياير» وربما يغلق . وكنت أود أن يكون 
احتجاجهن بخصوص اللانى يتسكعن فى الطرقات . 

لا أجد ما أقول عن والاقتصاد» ع 51 أنبى أجد « القانون ) 37 3 
ولذلك فلولا أنى سوف أذهب بعد غد لأاستمع إلى السمفونية التاسعة » لكنت 
الآن مكتثي النفس . 

الخلص 
تشارلر برسى سانجر 


كلية تريتى 
كامبردج 
4 من أكتوير» ١845‏ 
عزيزى رسل 

ذهبت لمقابلة وارد وسألته عنك . فقال لى على الفور إنه من الأفضل لك 
أن تختار الاقتصاد » إذا كنت نظن أنك تفضله . وأن المهم هو أن تعمل ق 
حال يروق لك » وأنه بالرغى من أنك لا بد أن تنهى من حك فى أغسطس 
القادم إلا أنك تعما تعمل سرعة فائقة » ولذلك سوك يكون لديك فسحة من 
القت . كا قال 5 إنه لن يكون هناك أدنى اعتراض على تقديماك البحثين 
أو أكتر » أوأنه إذا كتبت مقالا عن الفضاء فى مجلة والعقل » أوى غيرها 
فإنه بمكنك أن تضمن ذلك ى بحنك عن الاقتصاد . غر أن بحشين متوسطى 
القرمة » لا يرتقيان إلى مستوى نحث واحد ممتاز » كا هو متوقع . يما قال 
إنه لن ينصحك بمخصوص الاقتصاد » وأقترح أن تقوم بالكتابة لمارشال . هل 


ااا 
قرأت كتاب كينس١١2‏ عن مال علم الاقتصاد ومنبجه ؟ أظن أنه يبمك . 
ولقد قال لى فرانك إن ماكتاجارت يتملكه الفزع . 

صديقنك 


تشارلر أنتى سانجر 


كلية ترينى 5 كاميردج 
م88 من أكتوبر ١844 ٠‏ 
عزيزى رسل 
يستعللى أنك ىَُ طر يقلك إلينا . فمن المراء أن تقول إنك ل تر يك أن 
لقد كان ضطابك الأول إلى سائجر خطاباً هداما . وكان له علينا ( مم 
تواضعه) نفس الأثر الذى كان لاجماع مجلس الوزراء فى الشهر الماضى 
على أوربا فلقد أسرع سائجر إلى هنا ليقول إنك جننت . ولا وجد ألى لم 
أكون رأنى بعد » عرض رأيه هو. ولالم يجد موقى مرضيا له تماما : أفسد على 
ما كتاجارت شهيته 3 بأن سرك عليه هذه الأخبار اخصفة 4 ىَّ مويل أنه كان 
ق طريقه إلى مائدة الطعام . وهو منذ ذلك الوقت هادى النفس إلى حد مااء 
ا ونا لا أدرى شين عن الصواب ومسا فى لمألا 4 غير أنه 
2 أنت فبا ٠‏ وأن ن تقدر الوقت الطويل الذى مازال أمامك حا شهر ليو 
أن تقدر كل ثنى ,ع قبل أن تقوم بأك سمل ماش 
و ععرفى أنك أسعد 3 قَْ باريس 1 0 أدرى بالضيط عدد لمات الى 
شعت 0 بالرد منك أن تسلدت هذا المتطاب فيساي أنق أمل جيل هلمأ 


اللعسسيسسده الس اا اسسسسيس يسيك لسع 


010 كينس المشار آي الود كينس 34 الاقتصادي المعر وف 5 
سيرق الذانية 


4 
الورق هرة واحدة » وقراءة ثلاثين صفحة من زولا ٠و‏ بالطبع تناول الوجبيات 
وإن كانت هذه الأخرة معتدلة» ومْتلفة كل الاختلاف عن وجبات هيدلبرج . 

وليس ق الحياة هنا الكثير مما يغرى الإنسان . ولا أعرف إلا عدداً قليلا 
من الناس . ثم إن الرغبة فى زيارة الحدد رغبة يسبل مقاومها . وفى الحقيقة . لقد 
تقدمت بى السن ء وثققلت حركتى . حتى الروماتزم تمكن مى » وأصبحت محترماً . 
إن بعض أجزاء هذا اللحطاب مكتوبة بأسلوب مارى بنت ٠‏ الذى أصبح أساوبى 
الحديد . إن الفكرة الى تقول إن الحياة ليس بها الكشر ثما يسرى عن الإنسان ء 
برض أنها فكرة ليست جديدة تماماً . إلا أنها . كا يبدولى » تعبير جميل . 

رأيت مس برسل ميث يوم السبث الماضى فى حفلة ريختر الموسيقية . 
وتناقشنا فى المتعة النسبية لدراسة علوم الفضاء والاقتصاد . وكانت ىق صحة 
جيدة » ترتدى معطفاً جميلا أخضر اللون محل بالفراء . ولقد قال سانجر إنه 
سوف مخْيرك ما كان محدث فى الجمعية . ولقد كان السبت الماضى دوماً فاشلا 
تقريباً » حيث إننى اكتشفت يروم الجمعية أن البحث الذى كنت قد أعددته 
هراء » هذا إلى جانب أن الحفلة الموسيقية كانت قد نالت منا . أنا وسار 
بحيث لم تبق فى عقولنا فكرة واحدة . وق كل مرة كان يوجه لى فبا سؤال , 
كنت لا أجد جواباً . ونحن نفكر فى ترب 2١١‏ الصغير . غير أن مور الذى يعرفه 
أحسن مما يعرفه أى إنسان . تخامره الشكوي- . وإن الأمل حدونى فى أن تنجب 
كلية كنجز من هو على شاكلته ‏ فهو بلا -جدال أذكى أفراد أسرته وأ كترم بعراً. 

تقد قمت اليوم بعمل كر . ولذلك فمن الأفضل لى أن أتوقف . خاصة 
وأبى سوف أرأك قى الغعريب العاجل » والحديث أحسن من الكتابة ( وخاصة 
كتابى الى تبدو مضححة على هذه الصفحة) . 


أ.م 
ادوارد مارش 


4/ و 


كلية ترينى 
لمن أكتوير » ١8454‏ 
عزيزى سل 

سعد أنه سوف عكنك اليىء . سأقوم بإعداد سكى . وإنه ليسعدنا 
كثرآ أن تقرأ علينا مثا حيث إننا قد أصبحنا الآن أربعة فقط . 

غيل لى أن «ماجى تليفر أو كليوباترا» موضوع شيق . ولذلك يحسن 
بك أن تعده ؛ ولاداعى لأن ترسل موضوعات تختار واحداً من بِينها . فى الأسبوع 
الماضضى قرأ مارش علينا يحثا ممتازاً عن « هل نحب الطبيعة ؟ » غير أن المناقشة 
ل تكن . لحسن الحظ . كما ينيغى . إذ أنبى ومارش كنا فى منهى الغباء 
وحيث إننا كنا قد استمعنا بعد الظهر إلى سيمفونية كورالية) ولم يكن معنا 
إلامور وديكنسون . ممناقشة ديكنسون كانت متوسطة . وكذا مناقشة مور 
غير أنى لم أفهم ما قال . لا أعرف إذا كنت قد أكدت بشكل كاف » ىق 
الطاب الذى أخيرتك فيه عا قاله وارد » إن أهم نقطة قالها هو أنه يحب عليك 
أن تختار العمل الذى تحبه ( وليس ما تعتقد أنه من الواجب عليك أن تقوم به) 
وكان من أيه الذى أصر عليه أنه إذا ضايقك عل ما بعد المندسة أى 
[لدعسدهدهكذ فن الأحمن أن تقوم بشىء آخر . إننا منقسمون فى الرأى : 
مخصوص +ورج تريى -- وهذا معناه أن مارش ودجوود ى صفه . وأنا على 
العموم ايد » ويعتقد مور أن معظم نقاشنا لا همه . الجمعية الروحية ( النفسية ) 
استعلاعت أن تحضر «سيطاً وهو يقوم بأشياء لا يستطيعون تفسيرها . اير 
بطبيعة الحال : يشعر بالتصر . أما سدجويك فهو يضطر للاعتراف بأنه 
كان متنتنعاً لوقت قصير » ولكنه الآن غير مقتنم . 
ْ 1 أنحوك 
تشالز برسى سائجر 


ا 


كلية ترينى »فر كامبردج 
الأريعاء )١894(‏ 
عزيزى سل 

سوف أسل البحث غدًا . إن الخزء الأخير يبدو يرا اللشخص؛ غير 
المخقف » ولكبى سعيد بأنى قرأته مرة ثانية . 

لقد عدت لتوى من حفل موسيق وكنت أجلس بجانب سيدة عجوز تشبه 
تماماً فخذ اللدروف فى قصة «أليس قى بلاد العجائب » إذ كانت ملامحها 
هى نفس الملامح » وكانت تضع على رأسها شريطاً من الورق الوردى ء اتضح 
بعد تفحصه أنه ريشة ملونة . ولا أظن أنبا قد رأت الصورة الواردة فى تللث 
القصة . 

كان البحث الذى قرأه ماك لى يوم الأحد شيقاً . ولقد لاحظ ماكترى 
بعد ذلك أن نظرية هيجل عن العقاب شىء مختلف » واستمر ماك تى 
بكل بساطة قى ايتسامه ولا أعرف من مهما كان مصيبا ٠‏ ولكى لم أر 
ماك تى صامتاً مثلما رأبته هذه المرة . وكان من المضحلك جد أن ترى تروتر 
يتبعه إلى الغرفة » يقلده فى تواضع . وكان يبدو عليه أنه « مطبق اللحفون فى 
قطن أبيض ٠»‏ ( هل تذكر شخصية الصديقة فى « الناقد» 4ع() . 

حدثت لى نادرة مضحكة مع اللخادم فى الليلة الى رحات فبا . كنت 
ف حجرة نوى » فسمعت صرت خافتاً ينادينى فقلت : «ماذا ؟» فقالت 
فى صيبها الباكى : «أليس هذا محزناً باسيدى » . فلت : (ماذا؟ى 
(وقد ظننت أن مسزايلتون رزقت ومن أخيراً) - « صوص منضدتك 
باسيدى ٠‏ . - و ماذا حدث ؟ ١ ١‏ ألم يدهشك أن تجد جناح المنضدة مازال 
مطويًا يا سيدى» ؟ « طبعاً ! ولاذا هو هكذا؟ ٠‏ « ألم يخبرك السيد يأسيدى ؟ » 
وأى سيد ؟ ماذا حدث؟ ع . 





. شخصية فى مسرحية شريدان المسماة م الناقد ه‎ )١( 


141 
والميكاية أنبا كانت قد كسرت جزءاً من الدلشب ء فى اللحظة الى 
أحضر فيها تو بوث غليوتا لى . أليس من الغريب آنا لم تستطع أن تبرق 
مياشرة 8 إلى آمل حممأ موت زوجى 3 أو نحدث أى شيى ع من هذا القييل 4 
أن يكون هناك من يكن أن يجعل آلاتى مضحكة بمثل ذلك الحزن المبالغ فيه. 
فأنا لا أهم أبد”! بما محدث فى غرفى . و لا يمكنى مقاومة عطف مسر روبر. 
لقد ظهر كتاب أوزوالد سيكرت أخيرا ٠‏ وأرسل لى نسخة هذا الصباح . 
والكتاب مهدى ىك ٠‏ جم جعلنى فخوراً جك أ وقراءته أسبل من قراءة الءخطوط . 
وأعتقد أنه رائع . 
سوف نعقد اجماعآ كبرراً آخر يوم السيت القادم . وسوف بأنى مايور » 
وري ويْيو لسماع محاضرة مور . وأستطيع أن أقول إنى سوف أكتب لك عما . 
أظن أن هذا هو كل ما عندى من أخبار فى الوقت الخاضر ء كا أن الساعة 
قاريت الثانية عشرة . 
نعمثت ساء 


|.ه. (مارش) 


كلية ترينى 3 كامبردج 
"١‏ من تشير 1894 


عزيزى سل 

لقّد عدت لتوى من حفل مسيق غريب- ليس لأن له وصفاً. خاصاً : 
ولكن لآن العازفة الأول - وهى من ذلك الصنف النحيل من النساء الذى 
ثراه بين العازفات ٠‏ والذنى يشبه أصحاب الحرف ( ولك أن تقول إما تشبه 
القرود فهى قردة حا صدتى عن تتبع الوسيى إذ حاولت أن تعزف | 
كا يعزف_البشر ٠»‏ وإن لم تنجح ماما . وبالرغم من أن عزفها كان -جيد ا 
مما يتمق ونتيجة إتطور قريب إلا أن ذلك منعنى من أن أستمتع 
اموس لو. وكانت الشخصية التالية هى شخصية المفنية - وهى فى منتصف 


كل 
العمر ء ويبدو أنها كاريكاتير للا كانت عليه سابقاً . ولقد اعترفت يأمر 
من الأمور الى لا تسمع إلا فى صالة عزف . بشأن سلوكها حينا كانت 
ف حالة سكر ذات يوم ٠‏ فقد أحذت أحد الرجال ببن ذراعها ‏ أتذكر 
ليلة أن عملئا وتعائقت أذرعنا ؟ وقد قالت كونيير 5 إذا كانت عملة 
فهى الآن فى ملابس السهرة وكانت امحناعتبا الكبيرة كى الماية 
تحق التطلم.. : 

مبى كتبت للك آخر مرة ؟ أسمعت عن بحث مور عن الصداقة ؟ ليس 
هناك ما يستحق الذكر بالنسية لهذا البحث حيث إنه عبارة عن ذكر لكل 
مواصفات مثله الأعلى لا أكثر ولا أقل . دون أى تطبيق عملى . وبالطيم 
سخر الحاضرون كالعادة بموضوع اللجماع . حيئا نجاء ذكره . ويخيل للإنسان 
من الطريقة الى يتحدث بها الناس عن الجماع أنه شىء أشبه بقانون الحم 
الذاق . الذى يحد اههاماً ٠‏ وى نفس الوقت يظنه اللتسيع شيئاً يبعث على الملل. 
ولقد كانت المناقشة ممتعة . حضر تريى ٠١‏ ومادور وثيو . ولد أعطى مايور ثيو 
الفرصة لآن يقول إنه لم يتوقع له أن يعمل إلى قمة الشهرة وهو بعد فى منتصف 
العمر . وقد « افرق » مايور عن الجماعة . وكان مود من بين الحاضرين وقد 
تكلم هو وثيو كلاماً حسناً(2 . ١‏ 

ولقد قرأ ماك لى يحثاً قديماً يوم السبت الماضى بعنوان «لماذا تذوى 
أوراق الورد » يبحث عن أصول الشر . ولم يكن البحث مرضيًا تماماً ٠‏ فن 
ناحية ء غير ماك لى موقفه منذ أن كتيه . ومن ناحية أخرى كان هما ييعث 
على الضيق أنه لم يكن هناك أحد سواه على دراية باللحدل ‏ وكان شعورى 
هو شعور إنسان فى محاضرة من محاضرات الخدمة العامة . وسوف يقرأ سار 


عن عن ماهية التعلى يوم السبت القادم . وسوف يكون كرومبتون -حاضراً . 


2220 ملحوظه : كان مايور وثيودور دافيز .معاصرين لبءضيما . ولقّد كان مايور أحسن 
باحث ق الدراسات الكلاسيكية هذا العام » وتلاه ثيودور . و« افترق » معناها التخلف عن حشيور 
اجماعات الجمعية » وهو ثىء يحدث عادة ف العام انامس أو السادس للحضو . ولقد أصبحت مس 
شعاول دارسة معازة للادب الكلاسيعى َ 


ويل 

اليوم جاءت الليدى تريى لزيارتنا . وإنى أحيها كثراً لمرحها وحيويما . 
قابلت شخصية جذابة يوم الأحد . الآنسة شتاول . وقد تفضل ديكسون 
بدعوق لمقابلها . وأعتقد أنها تمتاز بالسمو حقا ‏ ولها شعور مرهف بالنسبة 
للجمال ق الفن ٠‏ وأمل. أن أراها ثانية . وكانتأخت مايور من بان المدعوين 
أ أدضاً وكانت عادية نسييا ومسبيرة ٠‏ ون الطريف أنى أرى فر ول كثراً هذه 
الأيام (وأنا أذهب إليه لتكتب سوينا) وقد سألته منذ أيام عن شىء ف 
شيللى كان علينا أن نرجمه - فقال : «أنا واثق أنى لا أستطيع أن أخيرك 
ياعز يزى الصغر . فأنت تدفع . وتأخذ ما يلو لك » . ومثل هذا الى ء يسرلى ّ 

إن اليوم يقرب بسرعة الآن ٠‏ أليس كذلك ؟ يالها من فكرة رائعة . 
لا تنس أن تخيرنى عن جدتك21) حرما تكتب لى . 

الخلص 
ادوارد م ( مارش ) 
أشكرك على الصورة . إنها جيدة على العموم برغم أنك تبدو متعجرفاً . 


عبروك لودج 
ريتشمونك ٠.‏ سرى 
عر درى بر 

لا أستطيع أن أقول إن خطابك الثالى قد أصابى حبة أمل كبيرة لآن 
قرلك . فى خخطابك الأول : إنك «تنوى » أن تقوم بكذا وكذا قضى على 
الأمل فى أن تبحث عن حل آخر . وأنا بطبيعة الخال أشعر بأمبى كبير كما 
ستشعر أنت وعمتلكث ؟ وحطاب عتك يبدل على أنه له تظن أيداً أنك تزمع 
أن ترحل عن الوطن هذا الشتاء » غير أن هذا لا.به7؟) . ولابد أن تفعل 
ما تراه الأفضل . ويجب على أن أتذكر قول الشاعر : 


010 كان موتها متوقسا فى ذلك الشتاء . 
60 إشارة إلى أنه من المحجمل أن "موت خلال فصل الشتاء 1 


م1 

وإذا ما أديرت أحلامك واحد! بعد الآخر 

فلا تكن إلا رابط التأش 

حقنًا إن أحلاتى فى الآونة الأخيرة كانت تمضى عبى فى تتابع سريع -- ولكى 
حين أذ كر سعادة « دثروزيل ؛ ٠‏ والكمال الإنس.الى الذى لأجاثا ٠‏ وحن أفكر 
فى طيبة قلب أولادى وأولادهم ٠‏ وفى أصدقائى المخلصين . أشعر أن الحياة مازالت 
جميلة » وهو شىء لاا يسعبى إلا أن أشكر إلى عليه . فى آخرأيابى . وبالنسية 
لك ياصغعرى العزيز . فليس لى إلا أن أتشبث بالأمل ٠‏ برغ أن العثور على 
الطريق المؤدى إلى الأمل ليس بالشىء الهين . هل قمت بزيارة الأشخاص الذدين 
أخيذت للم خطابات توصية من البارونة ؟ لقد استفسرت عنك بالأمس . 
لقد رحل آل واربرتون وعادت لوق ٠‏ عزيزق الرائعة لولى . وأنت تعرف ماذا 
يععى وجودنا ٠‏ هى وأنا ٠‏ مع ٠‏ يسرق أنك ترقاح لسير دودسون وأعتمّد أن 
مسير هاردنج شخصية مبوبة » وإلالما دعاه اللورد « دافرين » « صديقاً عزيزاً » 
م أتخيل أن يكون اللورد ترفس لطيفآ للغاية ‏ ويبدو لى أن أبناء اللورد 
دافرين يبون للآمال . ولا يمكن للمرء بطبيعة الخال أن يتوقم أن يكون 
لكل الناس الذين تجمعه بهم الظروف نفس اههاماته » غير أنه يجيد صنعاً 
لو شاركهم اهتامائهم . وإنى لآمل أنه بمرور الوقت وععرفتاك لعدد أكثر 
من الناس تصبح باريس أكثر إمتاعا لاك ء ففها الكثير مما يدخخل الببجة على 
النفس . وسوف يسرك أن تسمع الكثر عن عمتك . اليوم هو يوم الأحد ‏ 
وهو ميت لأنى لا أتسلم فيه خطابات . روللو يقترح أن يحضر هنا فى العشرين 
من هذا الشهر » بعد أن ترحل لو 2١‏ ولسوف بحضر معه آرثر وليزا ‏ فيبقيان 
عشرة أيام ‏ وهذا بالنسبة لى فرح أنتظره بصبر نافذ . 

وداعاً يا صغيرى العزيز : وليباركك الله . 


. شقيقها ء الليدى تشارلوت بورتال‎ )١( 


ه11 
خطاياق هذه لك وحدك ‏ وتذكر أننى أريد أن أكون واثقة تماماً من 
أنك سوف تستفيد من تر بتك الألمانية » الخاصة بدراستك . 


عبر ول لودج 
ريتشموئك ٠‏ سرى 
4 مناكتةوبر ١845‏ 
صغيرى العزيز برف 

سبعدى أن العمل الذى تقوم به فى السفارة يتزايد . ولقد تنبأت بذلك » 
نسة للتوتر - وأظن أن هذه هى الكلمة الدبلوماسية ‏ بين إنجلرا وفرنسا . 
وأعتقد أنه عمل أكثر تشويقاً من غيره . فى آمل وأرجو أن يتحسن سلوك 
الدولتين وق هذه اللتالة سوف يصبح من من الممكن المحافظة على السلام والنية 
الحسنة . ومخيل لى أن حكومى البلدين يبمهما ذلك وأنا سعيدة جد! لعودة 
مسار أوسئّن لى - وهو رجل يستحق أن يتعرف به الإنسان . 

فى هذا الوقت- تبعا لما يقوله آل دستودل - يعود عدد كبر من أصدقاتهم 

اإأ نا 


٠‏ 0 آي 
إلى باريس . وإلى ى ث5 شوق لان أسمع عن | علاقتك بأهل العلم . السياسة ع 


والموسيق » وغيرهى من الشمخصيات ابذابة الذين حملت للم طايات توصية. . 
يا طفلى العزيزء لا يجب أن تتمنى لاوقت أن عر بسرعة أكثرمن السرعة 
ى عر بها . فلم يتبق لنا منه إلا القليل لكى نوم بما يجب علينا أن نقوم 
به . وأنا أفهم بالطبع » كما يفهم أى إنسان . أنك تأسف حبى على هذا 
التصير - 5 قد لا تعلم أنك لوكنت قد بقيت فى إنجليرا تعيش 
س الكياة الى كنت تحياها » لفقدت تقدير الكثير ين الذين يتمنون لك 
ا يأسمعى معائيه ٠»‏ والذين بيتمون ينا ويعرفوك أفكارنا ومشاعرنا ‏ إنك 
ق ال حقيقة قاسيت كثراً » وقد قاست هى أيضاً . ولد شعرت أن قياملك بعمل 
قَُ الخارج هو الفرصة الوحيدة الى عنم زيادة الاوم . إنك إذا تزوجها قبل 
أن تكون قد تعلمت أن تعرف إنسانً آرء فأنا أتمنى من كل قلى ألا 


مأ 
بكون لذلك أى تأثير سبى” . ولقد كتبت لى مرة ياطفلى العزيز . أنلك كنت ملم 
لى باستمرار أثناء الليل وتفكر فى أثناء اللبار ٠‏ وكنت تتساءل عن الوسيلة الى 
تمعلبى أكثر سعادة بك . ولقد فكرت فى بعض الأحيان أن أدون على الورق 
ما جعلنى أنا وعمك وعمتك غير سعداء ‏ بالترتيب الزمى للأحداث ‏ لكى 
أساعدك » حتى الآن . على أن تزيد من سعادتنا . فهل أفعل ذلك ؟ ليس 
هناك شىء أتمناه من كل قلبى أكير من أن تكون عندى الأسباب الى 
يجعلبى أحب الفتاة الى تتزوجها إذا امتد لى العمر ورأيتك متزوجاً . أنا 
قَْ صر لا بأس مه د إذ ليا بيدو تقدم هناك وِحذا ندل 8 أزال قادرة على 
أن أفعل الكثير كالمعتاد . اللهم إلا التنفس ف الفراش - مما يسبب لى بعض 
الضيق » ولكن ليس هناك ما يسمى الأ . 
إذا كتبت لعمتك فلا تقل عنى إلا أنى فى صحة جيدة . 


امية 
جدتاثك 
عبر وك لودج 
ريتشموند » سرى 
“8 من أكتوير 1894 
عز يزى درلى 


أسعدنا خطابك الذى أرسلته إلى تات 2١١‏ وإن كنا قد شعرنا بالأسى 
لأن أحداً ل 2 ببطاقاتك . لابد وأن تكون النزهة ىغابات بولونيا على الدراجة 
متعة جد أ. وأعتقد أنك تذهب يمصاحبة الاتمرين . لم نخبرنا أن الاورد دافرين 
قد وصل . ولابد أن يكون قد فعل كنا تقوله الصحف. من المؤسن حقنًا أنك ل 
تتمتع بز يارة فرانك » وأظن أنه ذهب إليك بدافع من طبيعته اللديرة حينا 
قلت له إنك تشعر بالوحدة » ولكنا نهم قصدك ماما . إلى أشعر الآن بتحسن 


. العمة أجاثا‎ )١( 





141 
وآمل أن يستمر التحسن ‏ من أجل أجاثا على وجه اللخصوص . إذ ألما 
ليستعلى ما يرام وتضطر إلى البقاء ى فراشها حتى ساعة متأخرة . وقد تركتنا 
الع ؛ دزة إدزايل ( مسز إر برتوك) بالأمس ؛ وتركت زياربها الممتعة ى نفوسناً 
ًّ رآ كييراً بالرغم من من أننى كنت مر بكة معظر الوقت . وهى عطوفة جدًا , 
دارت بيننا محادثات كثيرة جادة ناقشنا فها موضوعات ذات أهية . إنك لم ترد 
مطلقاً على خطانى قبل الأخير . وكنت أعتقد أنه سوف يعجبك ٠.‏ واكتى أن 
أثير الموضوع الخاص بك و وبالاسة ب. س. ‏ فالكتابة فيه غير سارة ‏ 
إلالأقول :إن رفضها مقابلنى مجع ل كل شى ع صعباً بالنسبة لى فهذه هى اهرة 
الأول ٠.‏ خلال حياتى الطويلة . الى يحدث لى فها شىء من هذا القبيل . 
ولا أعتقد أن هذا ق مصلحهاء بالرغم من أنى ٠‏ هن أجل خاطرها » آتحذ 
الأمر ما فى استطاعبى من هدوء " لقد كانت فى منهى الطيبة ٠‏ مشكرتى 
عندما قلت لما عدة مرات . سيب أاهماتى بها » عن ا الذى أظنه بامر ممهأ. 
كا كانت داعا لطيفة فى زياراتها الختلفة لى بعد ذلك. وكنت أشعر بسعادة 
زايدة ٠‏ وآمل أن نجدها أهلا للحب الذى كنا على استعداد كبير لأن به 
لها + ثم حدث التغير المفاجئ الذى لم يكن فى المحسبان . ولا يسعبى إلا أن 
أدزن حين أعرف أن الفتاة الى تحبها ترفض أن ترانى ٠‏ ولذاك أن يمكنى 
أن أزداد معرفة بها ٠‏ حبى أو عشث أكير مما هو مقدرلى ٠‏ ومع ذلك فلن يطول 
أللمى هنا على الأرض ؛ وأنا الآن أحاول ألا أفكر فى هذا كله . وهى من 
الواجب على. حيث إنه يبدو أن للمتاعب العقلية بالذات تأثيراً سيئاً على هذا 
النوع من المرض الذى أل لى . ياركك الله ياولدى و إلى أدعو لك ه ن قلى . 


ييل 


يعبر وك لودج 
ريتشمويد » سرى 
"٠‏ من أكتوبر 1894 


عزيزى يرلى 
حالة جدتك تزداد سوءاً مرة ثانية ‏ ليال سيئة غ وألم ٠‏ وضعف . وهى 
تلازم الفراش الوم كنا كانت بالأمس . بطبيعة الخال لا يمكلا 
أن ترى ختطاباتك ٠‏ وإن كنت قد أخبرتها بها . ولقد رات من مدة طويلة 
خطاب أليس الذى أرسلته لها » وأظئك تذكر أنها قالت ق خخطابها لأليس 
إلها تمنت ذات ١رة‏ أن تعبر عن شعورها بالنسية لما قررت أنت أن تفعله ‏ 
000 فس ا لليءا ع اكاة 6ت أكله ولاح ا.ءآإ ه اآا 3 ١‏ 
ولحنها ركنا المطر عن دلنت 2 اعدمق أننت سدوشا كر انما قن زر اننا يون 
كاميردج ؟ أخيرق بذلك : الخال 1 وأنا متأ كدة أن جدتاك همد ممذومة بامر 
الخال . ولقيك قات > مالي من مشاعر وما كان من وأجبها أن تقوله لاهامها 
بك وبأليس . عزيزى بر . لا أستطيع أن أستمر فق الكتابة ٠‏ لأنى أشعر 
شديد وأنا أراها تقاسى . ويما يسبب لى ألما لايطاق ٠‏ أنك تظن أنبى 
7 و 2 " بم لشداصة ابس ببرحف 
كنت قاسية ع وأنه لا عطئ عندى . فإذا حدث أن كان لكلماق هذا 
الأثر فيجب أن تذكر . "كا سوف تعلم ذات يوم ٠‏ أنه م يكن ف قلى إلا 
الحب »ء وأنه لم يمنعمى من الصمت المطلق إلا الحب » لآن التكلم كان بالنسبة 


لى أكثر إيلاماً مما تفهم الآن . 


با كثئاب 0 


١84 


عبر وك لودج 
ريتشموند ؟ صسرى 
4 من نوفمير 1815 
عزيزق أليس 
لقد ذكرنا رولا ون الرابع عشر من ديسمير كان يوم وفاة الأمر ألبرت» 
والأميرة أليس- وتبعا لموقفنا من الملكةء فإننا نشعر جميعاً بأننا لاحب أن يكون 
الزفاف ى ذلك الووم . وأنا واثقة من أن هذا التنويه لن يضايقك . ما رأيك 
الخامس عشر من دسمير ؟ إننا لم نفهم جيداً سبب الاعتراض على هذا 
اليوم . أرجو أن تكو أنت وبرق قد تمتعتما بزيارتكما لشارع دوفر. 
الخلصة 
أجاثا رسل 


عير وك لودج 
ريتشموندك ٠‏ سرى 
٠‏ من ديسمير 1١894 ٠.‏ 
ولدى الع زدر 
حيث إن صوق يخونى كلما حاولت أن أتكلم عما سوف " خدث» ادم أنه : 
بالنسبة لك» حدث ملع بالسعادة » فن الطبيعى أن أكتب ل ككلمات وداع 
. وعل والحجة الختصوص ىَّ ذ كرى يوم من أسعد وأحب أيام السنة >1١‏ 
ف يوم حزين بقدرها هوءقداس | بالنسبة للى . لآن الذكر يات الى 
تيى يها عن العزيز » الرقيق » النبيل ١‏ دوق اغب.» الذىلم كتحنه الأيام؛ 
ب بطبيعة الخال أتحه بأقكارى إليك أنت الذى كنا دائماً نشعر أنه مازال 
لدينا ١‏ ثر منه قى ششخصك وذكريائى عنه هى ذكريات من افرح الع 


لولعم ذم ممم رربي 


000 عيد ميلاد وألد رسل ‏ 


14 + 
1١5 


الآن وبعد أن مضى إلى حيث لا يوجد أسى . 

فحيما طلب مى هو ووالدتك . وهما ى أوج الصبا والصحة . أن أعبى 
بك كولدى . إذا ما وافاهما الأجل . لم يكن ليخطر بيالى أن الأيام سروف 
تازمى بالوفاء بالوعد الذى قطعته لهما . غير أن البوم حان بعد قليل ٠‏ وأصبح 
بيتك اويا وجئت إلينا فى بيتنا المظلم عوضاً عنه وكنت بر يكأ غير واع بشىء . 
ولقد كنت لنا نحن الثلاثة كفلذة كبدنا . وارتقبطت حياتك محمياتئا . بل إن 
مصلحتك هى الى شكلت ونظمت حياتنا . وصرت ٠١‏ وأنت تنمو قلياً وعقلا. 
رفيقنا قا أنت ولدنا . وإنى لأذكر ٠‏ بامتئان عميق . كيف أنك كنت طوال 
فترةٌ علفولتك وصباك ٠‏ تضحى برغباتك . عن طيب نخاطر ٠‏ أمام رغبات 
الآخرين ١‏ ولم تكن لتحاول أبداً أن تختاق الأعذار إذا أخطأت . وكنت 
تتلق اللوم أو التأنيِب بتفس الامتنان الذى كنت تتلى به الثناء . لقد وثقنا فياث. 
وكنت أهلا لهذه الثققة . وعمت السعادة والحنان . 

وجاءت الرجولة ٠‏ وجلبت معها من الأسباب الخديدة ما جعلنا تمتدحك 
خياتك التامعية النبيلة الكرعة . غير أن الرجولة نجلب أيضاً الغراق والتغيير . 
وأنت تتركنا الآن لحياة جديدة وبيت جديد . ولروابط وعواطف جديدة . 
غير أن سعادتك وصاحلث ما يزالان هما سعادتنا وصالحنا ٠‏ ولسوف يبى إِطنا 
إلهك . وإنى لأدعوبآن تأخذ معك ماكان حسناً فقط . وأن يغفر الله لاك ما كان 
سيئاً ؛ فق ما ضيك الذى إن يعود . وأدعوأن يوحى لك سبحانه وتعالى بالأفكار 
المقدسة . والمقاصد النبيلة . وأرجو أن تذكر أن القاوب الأثيرة عندههى فقط 
القلوب المتواضعة البى بملأها الحب . وأرجو أن يكون همكذا قليك دااً , 
وقلب تلك الى سوف ترافقك ى رحلة الحياة . 

بارككما الله ٠‏ ووهبكما النورء حبى تجدا 'وتسلكا الطريق الذى يؤدى 


إلى دار التعيم 8 
ودعت ياولدىي العز دز 
اغية جد ا 


51 
أما الخطاب التالى ء فقد كان آآخر عهد لى بإدوارد فز جيرالد . ولقد 
اشنبر قتسلق جبال فى نيوزيلاند » والأنديز. بعد أن جعل ذلك مهريه من 
البأس الذى لازمه إنر وفاة زوجته بعد شبور قليلة من الزواج . ولقد هرب 
بعد ذلك مع سيدة متزوجة ولم يبذل أى محاولة للاتصال بأصدقائه القداى . 


كولويو ء سيلات 
عز يزى صل 

أرسل لى كلمة من وقت إلى آخر ٠‏ كى مخيرنى عن أحوالك ٠‏ وعن موعد 
زواجلك . 

توقفت هناء لفترة قصيرة كى أرى المكان . ولقد زرت عنذ أيام آثوراد 
هابورا وفوكارايا نكولام ولا تحاول أن تنطق بهذا الامم ؛ : إلى أجده أردأ من 
الثعاين ) حيث متعت يصيد الليوانات . ولقد كانت البلدة . بالرغم من ذلك 
غارقة بالماء » ومليئة بالحمى ٠‏ ولكنى لم أشعر بذلك بالرغم من أنى عت فى 
العراء ليالى كثرة وق الضياب 3 وابتلت ملايسى تام .. وأنا هنا أنشد 
الشرور. ولن أعود إلى إنجلترا قبل ثلاث سنوات على الأقل . وف نيى أن 
أزوراليابا » وأن أتسلق اللحبال فى أمريكا الحنوبية قبل أن أعود . ' 

أوسل لى كلمة حيما جد فى نفسك الرغبة ف الكتابة ٠‏ حبى أكون على 
عل بتنقلاتك . ولسوف أكت ؛ لك من -حين إل آخر : حيمأ أشعر بالرغية 
فى الكتاية . وهو كا سوف تقيل : ٠‏ شوه نادر. أظنك رأبت مكن أوسئن 
اللديد فى طريق هوتشا ؟ ظ 

سوف أنبى الأنهذا الطاب 
الخلص دائماً 


ادوارد أ. فيتز مجرالل 


الفصل الخامس 
الزواج الأواف 


تزوجت من أليس فى “!1 من ديسمير 1894 وكان أهلها من الكويكرز 
( .ذهب المرتعشين وهو أحد المذاهب البروستانتية يلغى القساوسة تماماً و يحيز 
لأىرجل نحل عليه الروح أن يقوم بالوعظ . وهم يحرمون الحرب وأى نوع من 
أنفوع اع العنف كا يحرمون اللحمر والتدخين وكثراً ما يبكون أثناء الصلاة) ‏ وقد 
أقام أهلها أكثر من مائئى سنة ف فيلادلفيا . وكانت أليس يومئذ لا تزال عضواً 
عاملا ىق« جماعة الكويكرز 2١7‏ ولذا فقد ثم زواجنا ىاجماع الكويكرز ق 
سانت مارتئز لين بلندن . ويخيل إلى أفى أذ كر أن واحداً من الكويكر ز المتاضر ين 
قد ألحمته الر وح القدس أن يلق موعظة عن معجزة قانا الحليل ( وهى المعجرة 
الى .حول فا المسيح علية السلام الماء إلى خر ) » مما أذى أليسى شعورها 
لما كانت من أنصار منع المسكرات . وق أثناء خطوبتنا كنا نتجادل كثراً 
حول المسيحية ولكى لم أنجح فى تغيير معتقدانها إلا بعد شوو رمن زواجنا . 

وكانت هناك موضوعات أخرى تغير رأيها فها بعد الزواج . فقد نشأت . 
شأن كل الأمريكيات فى ذلك الزمان ٠‏ على اعتبار انس مسألة بهيمية يحب 
أن تكرهها جميع النساء ء وأن شبوة الرجال هى العقبة الرئيسية فى سبيل 
السعادة الز وجية . ولذلك كانت ترى أن المعاش: ة يحب ألا تم م إلا إذا كانت 
بقصد إنجاب الأطفال ء ولا كنا قد اتفقنا على ألا ننجب أطفالا فقد اضطرت 
لتغيير رأيِها فى هذا الصدد » ولكنها مع ذلك كانت ترى ألا نتعاشر إلا نادراً 
ول أعارضها » إذلم أر حاجة لذلك . 


هك 


لتم 


(1) تسمى أيفساً ( جمحية الأصدقاء) . 
157 


ولحل 

لاهى ولا أنا كانت له أية خيرة سابقة عن العلاقة الكنسية بين الزوجين . 
ووجدنا شآن أمثالنا قما دبدو. شيئاً من الصعوبة قى بداية الأمر . لُقْل معيعت 
الكثير ين يقولون إن هذه الصعوبة كانت سبباً قى تعكير صفوشهر العسل » 
ولكن هذا لم يحدث ف حالتنا . بل بدت لنا المصاعب الى قايلناها ق هذا 
الصدد مثيرة للفكاهة وسرعان ما تغلينا علها . ولكى أذكر ٠‏ مع ذلك ٠»‏ دوماً 
بعل الأسابيع الثلاثة الأول من ز واجنا . كنت فيه «لبكاً بعد العملية الحنسية . 
فجعلنى هذا أكره زوجى وأتعجب لم رغبت فى الزواج منها . وهذه الخالة 
النفسية لم تدم إلا بمقدار المسافة ما بين أمستردام وبرلين . وعدت بعدها إلى 
حالى الأول فلم أتعرض ثلها ولم تتكرر معى بعد ذلك . 

كان قد استقر رأينا فى أثناء السنين الأولى من حياتنا الز وجية على أن تعمل 
على زيارة بلاد أجنبية عديدة ٠‏ ولذلك قضينا الأشبر الثلاثة الأول من عام 
6 ق برلين حيث ذهبت إلى الخامعة ودرست علم الاقتصاد أساساً وعكفت 
هناك على عام ارسالة العلمية البى تؤهلنى للحصول على زمالة بكلية ترينى 
جامعة كاميردج . وكنا تذدهب لسماع الموسيقى ثلاث مرات ق الأسبوع وبدأنا 
نتعرف عل الديمقراطين الاشيرا كين ف ألانيا الذين كانه لوا بعتير وف دومئلك 

من المنحلين أحلاقينًا . وكانت الليدى أرمتار ود «اليت زوحة السقير من أبناء 
عمومى ولذا دعتى أنا وزوجى للعشاء قى السقارة م وكان كل رجال السفارة 
يعاماوننا بأدب وعودة ويخاصة الحقونا دين وعدوا جميعاً 07 رتنا نا ولكنهم 1 
إل أن السب ف ساركهم هذا و أن أليس كرت للسفير أننا ذهبنا لأحد 
اجّاعات الاشتراكيين . وكان تنبهنا بعد خخطاب من الليدى ارمتترود للتدق 
لأى . وعلى الرغم من أن جدقى كانت متحيزة ضد أليس إلاأنها ى هذه المسألة 
أخحذت جانها تماماً إذ كانت القضية قضية عامة وق -جميع القضايا السياسية 
العامة كانت -جددتى وعيتى أجاثا من أولئتك الذين يعتمد علهم فى الانتصار 
للجانب اللببرالى المتحرر . 


بدأت تطلعاق الفكرية تتضح فى ذهى . فقد آليت على نفسى الا 
ا تحق بمهنة معينة وأن أكرس تفسى اكتابة . أذكر أنى ذات يوم صحو 
وأخذنت أضع م مشروعات للمستقبل وقررت أن أكتب ساسلة دن الك عن 
فلسقية العلوم بتداء من الر ناضصة اليحتة إل الفسيولوجيا أوعلم وظائف الأعضاىف 
سلسلة أخرى كن الكتب عن القضايا الاجماعية . وكنت آمل أن تلتى 
السلسلتان معاً ق مركب حديك 0 علمى وحمل 6 نمس الوقت . وكانت أفكار 
هيجل هى الى أوحت إلى حد بعيد ببذا المشروع . وقد انقدت ا بالفعل إلى 
حد ما فى الستوات التالية . وهذا ما كان متوقعاً فإن تلك اللحظة كانت هى 
اللحظة الحامة الى شكلت تفكرى فما يتعلق بأهداق فى اللحياة . 
وعندما حل الربيع ذهيئا إلى فييسويل حيث استضافتنا أحت أليس وكانت 
تسكن فى فيلا صغيرة بيها كان سكن بيرنسون!!! ى فيلا صغيرة مجاورة , 
م تركناها وتابعنا السف ر على الساحل الأدرياتى مارين ببسارو وأر بينوو رافينا 
و رميى وأنكوانا وأما كن أخرى كشرة ٠.‏ وتعكير ذ كرى تلاك الأيام من أسعد 
مامر لى فىحياق. ويك أن تتمثل ذكرى إيطاليا والربيع والحب الآول فى ذهن 
أى إنسان مهما كانت همومه لكى يستشعر السعادة . وكان من عاد أنا وأليس 
أن أستححم ق البح رعر يانين م نستلى على الرمال حبى نيحف ألجسامنا ولكن هذا 
النوع من الر ياضة كان محفوفاً بالخخاطر »فإن رجل الشرطة إن عاجلا أوآجلا لابد 
أن محضر ليتأكد من أنه ليس هناك من يستسخرج الملحم من البحر . فقد كان 
ف ذلك محا لفة لقاذون ينص على ضر و رة دقع ضر ضر ديه عل الملح المستخرج : 
ولكن سن حظنا أفاعنا من قيصة الشرطة . 
وق ذلك الوقت كان يتعين على أن أفكر تفكراً جديا ف الرسالة اللتامعية 
الى تؤهلبى لازمالة » وكان يجب أن أننهى منها فى أغسطس » ولذلك أقمت 
أنا وزوجى فى فرممرست وعكففت علها وكانت أول تجربة لى فى عمل جدى 
فيه ابتكار . وكانت أباى إذ ذاك تتراوح بين اليأس أحياناً والأمل أحياناً أخرى 


1 ا لل ا ل 81 ا 
7) بيرنسول نأقد فى محاصر . 


نلا 
ولكن ما أن انبت الرسالة حتى أصبحت أعتقد اعتقاداً جازماً أنى جحت 
فى حل جميع القضايا القاسفية المتعلقة بأصول علم المندسة . ول يكن يخطر لى 
ببال إذ ذاك أن فترات الأمل واليأس الى تصاحب العمل الايتكارى متساوية 
ق كونها تخدع الإنسان . وأن ما يبدو من العمل سيئاً فى أيام اليأس ليس بهذا 
السيء » ولا ما يبدو من العمل جيداً ف أيام الأمل يبذه المنودة . وقد قرأ 
رسالى العلمية هواهد وجيمس وارد فد كانت الرسالة لها صلة بالرياضة من 
ناحصة و بالفلسفة من ناحية أخرى . وقبل أن تعلن النتيجة رصعي أحذ هواسبك 
ينتقدها بشدة . وكان على حق . وانتبيت أنا إلى أن الرسالة لا قيمة لها وأنه 
لاداعى لانتظار إعلان النتيجة . ومع ذلك رأيت من واجبات اللياقة والأدب 
أن أذهب لزيارة جيمس وارد الذى قال لى عكس ما أرى تماماً وامتدح الرسالة 
ورفعها إلى عتان السماء . وى اليوم التالى علمت أنهم انتخيوق زميلا ق الخامعة 
وأحيرق هوايتهد بايتسامة منه أن هذه هى آخر مرة يحد فها إنسان ما مثالب 
خطيرة فى عمل من أعمالى . ْ 
إن فترة زواجى الأول تمثل فترة من السعادة الغامرة والعمل المثمرق حيالى. 
فبعد أن تخلصت من المشاكل العاطفية انصرفت جهودى كلها إلى العمل العقلى. 
وى أثناء السنة الأولى من ز واجى قرأت قراءة مستفيضة ف الرياضيات والفلسفة 
عل السواء وحققت قدراً كبراً من الأصالة والابتكار . ووضعت الأساس 
لعمل ف المستعيل . كا أى ذاهدت بلادآً أجنمية . وق فراغى قرأت قراءات 
جدية وخحاصة فى علم التاريخ ّ وقد اعتدنا أنا وزوجى أن نتناوب القراءة . 
و.بذه الطريقة قطعنا شوطاً كبيراً فى قراءة كتب التاريخ المعتمدة الى كانت 


ا سنا ؟ عديدة . وأظن أن آحر كتاب قرأناه على هذا النحو كان كتاب 


تاريخ مدينة رمما اؤلفه جر جور فيوس . . لقد كانت تلك الفترة أخصب فترات 
حيانى والفضل ى ذلك يرجع إل زوجى الأول الى أشعر #وها . بالامتنان . 

وكانت زوجى ف بداية الأمر عازفة عن فكرة المعيشة فى هدوء ى الريف 
ولكننى كنت مصمما على ذلك لصالح العمل الذى كنت أقوم به . وقد 
كا أمدنى العمل بقدرمن السعادة لم أكن بعده فى حاجة إلى المزيدء 


٠. 1‏ . 
أمل”؟ 5 
سحاحة :ا 


1345 
على أن الذى حدث ف واقع الأمر أن إقامتنا الفعلية فى الريف لم تمتد إلا لنتصف 
سنة فقط بصورة منتظمة . وحتى ق خلال تلك المدة كانت كثراً ما درج 
لإلقاء الخطى دفاعاً عنقضية إعطاء المرأة حق التصويت أو لدعوة النأس للكف 
بتاتنًا عن شرب المسكرات . وقد تخليت أنا عن شرب المسكرات لكى أرضيبا 
تم ثبت على ذلك حكم العادة حبى بعد أن زال الدافع الأصلى الذى حركى 
فى البداية لانخاذ هذا الموقف ولم أعد للشراب إلا بعد أن امتنع الملاك عن 
الشراب فى الحرب العالمية الأول » وكان غرضه تسهيل عملية قتل الألمان . 
ومن ثم كان يبدو كا لوكانت هناك صلة بين الدعوة لاسلام والمشر و بات الروحية. 


ف خريف عام 65 ويعد اختبارى زميلا قُّ الجامعة ذهيت أنا وز مج 
إلى برلين مرة أخرى لكى نقوم بدراسة الدبمقراطية الاشيراكية الاق 002 
تلك الزيارة كانت كل اتصالاتنا تقريباً بالاشتراكيين فتعرفنا إلى بيبل و الأخ 
الأكبر لليئخت الكبير . أما لينخت الصغير الذى قتل بعد الحرب العالمية الأول 
مياشرة فقد كان فى ذلك الوقت مجرد صى . ولابد أننا قابلناه عندما كنا نتحئى 
ف منزل والده ولو أنى لا أذكر عنه شيئاً محدداً . وقد كان الديمةراطيون 
الاشتراكيون فى تلك الأيام ثوريين من النوع المّبب ٠‏ وكنت أصغر سنا من 
أن أفكر ف حالم عندما نتول إلهم السلطة . على كل حال لقد ألقيت عليهم. 
فى بداية عام 14845 » سلسلة من المحاضرات فى كلية الاقتصاد يجامعة لندن . 
وكانت فى ذلك الوقت شار جز بادلى ٠‏ وكنت فما أذ > رأول اضر يقايلونه. 
وهناك تعرفت على و. .١‏ س. هيونز الذى أثر فى تأثراً بالغاً منذ ذلات الوقت 
حبى عام 1401. وكان ينتمى لعائلة كاثوليكية فأحل الإمبراطورية الير يطانية 
محل الكنيسة فى التوقير والتبجيل د 

وكنت فى تلك الأيام أيضاً أشد حساسية مما صرت إليهرفما بعد . وعندما 
كنت أحاضر ى كلية الاقتصاد » كنت أسكن أنا وزوجى فى شقة رقم 8 
بأشل جاردنز » ولكىلم أكن أستطيع العمل ف الشقة لأن صوت المصعد الكهر بائى 
كان يزعجى ولذاك كنت أمشى كل يوم إل منزل والديها قى جروفئر رود 


0 


0 


14 
حيث كنت أقضى الوقت فى قراءة نجورج كانتور ونقل خلاصة كلامه 
فى كراسة . وكنت أعتقد فى ذلك الوقت » ولست على صواب ق هذا » ان 
حججه كلها واهية : ولكنى مع ذلك أتيت علها بكل تفاصيلها الدقيقة. ونفعى 
هذا فيا بعد عتدما اكتشفت أن -حججى وليست حججه هى الى كانت واهية . 
رعندما أقبل الربيع استأجرنا كوخاً صغرراً من أكواخ العمال ق فرمرست 
سمه م ذىميلهائ#ر» أضفنا إليه نحن غرفة استقبال حجمها لابأس به وغرفى نوم . 
وق ذلك الكوخ قضيت كثيراً من أسعد أوقات حياق ووقفت على معارف 
كشرة كانت تبمنى : ونال عمى الابتكارى من ثناء الثققات المختصين أكثر 5 
كنت أتوقع . وعندما كنت بأحضر لدرجى العلمية الأول فى 'اللمامعة لم أكن 
أعتقّد أن قدراى من الكفاءة بالدرجة الى اتضحت بها فما بعد . وأد كر أنى 
كنت أتساءل هل يقدر لعملى أن يصل فى الحودة إلى عمل ما كتاجارت» 
ققد كان هذا يبدولى مثلا أعلى لا يمكن الوصول إليه تقر يبآ . وق أثناء السنين 
الأول من زواجى الأول . أصبح هوايهد بالتدريج صديقاً لى بعد أن كان 
مدرساً لى. فى عام ٠‏ ولارء وأنا ف السنة الأول يجامعة كاميردج حضرت محاضراته 
2 ل الاحصاء . وكان يطلب من تلاميذه أن يذاكروا القانون رق ٠6‏ ىق 
الكتاب المقرر ثم استدار وى وقال : « لاحاجة بلك إلى استذ كاره لأنك تعرفه 
بالفعل ؛ وكنت قد كتبت رقمه فى ورقة الإجابة فى امتحان مسابقة الدخول 
قبل ذلك بعشرة أشور . واستحوذ على مودق بتذكره لتلك الواقعة . 


ركان هوايتهد لا ينظر إليه فى إنجلترا إلا على أنه عالم فى الرياضيات ولكن 


و 5-5 
هه ]| 1 55 
ه١1‏ 8ت إ ور 


أمر يكا هى الى اكتشفت فيه اللخانب الفلسى . وقد احتلفتٍ معه ق الفلد.فة 
حبى أصبح التععاون بيننا مستحيلاو بعد أن رحل إلى أمريكا لم أعد بالطبع اراه. 
وأحذنا نتياعد ى الرأى تباعداً كبراً أثناء الحرب العالمية الأول عندها أعلن 
عدم رضاه عن موقق لعمسكى بدعوة السلام . وكان قى خخلافه معى حول هذا 
ا موضوع أكثر تساعاً مبى . وإن «سئوليى لتتجاوز مسئوليته ى أن هذه 


" أى ث" ب. 


الم بو" امع ات 1 هه - ٠ * ١|‏ ماع الصناقة ألم , توثقت بيننأ وشتتك . 





114 

وف الشهور الأخيرة من الحرب قتل ابنه الأصغر ولم يكن قد تجاوز 
الثامنة عشرة فكان ذلك مثاراً دزنه الشديد بحيث ل يتمكن إلا بشق النفس 
وبعد كشير من الصبر والتحمل من استئناف عمله . وقد كان للدرقة الأمسى 
الذى استشعره سيب فقده لابنه أكبر الأثر ق اتجاهه إلى الفلسفة و نحثه الدائب 
عن مهرب من الاعتقاد بأن عالمنا ليس إلاعالاً ميكانيكيًا صرفاً . وكانت 
فلسفته عسيرة على الفهم جداًا كا كان فها الكثير ممالم أتوصل إلى فهمه قط . 
وكان بميل داتماً إلى فلسفة كانط ١١‏ ولم أكن أحسن الظن بكائط . وعندما 
بد ىُّ تكوين فلسقته كان واقعاً نحت تأثر الفيلسوف الفرنسى برجسون”'! إلى 
درجة كبيرة كا كان مأخوذآ بالوحدة التى تجمع كثيراً من الظواهر فى العام 
والى بسببباء و بسببها فقط . يمكن أن يكون للاستقراء العلمى معبى . وكان 
مزاجى الخاص يشدنى فى انجاه معارض لاتجاهه . وأخشى آن أقول إن العقّل 
وحده لا يمكن أن يدلنا أينا أقرب إلى الصواب . فأولئك الذين يفضاون مذهبه 
يقواون إنه يحلب لعامة الناس راحة البال فى حين أنى أنخص على الفلاسفة حيا-يم . 
وقد يرد المتشيع لى بأن مذهب هوايئهد هو الذى يروق للفلاسفة بى حين أن 
مذهى يروق لعامة الناس » ومهما يكن من أمر . فقد اتخذ هوايبك سيبات 
«غايراً لسبيلى وإن كان الود قد بى متصلا بيننا إلى النهاية . 


كان هوايهد رجلا متشعب الاههامات بشكل غير عادى وكانت معرفته 
الوتيقة ثيقة بالتاريخ تثر إعجالى ودهشى . وقد اكتشفت ذات مرة عحض 
الصدفة أنه كان يقرأ قُْ فراشه كتاب باولو سار« تاريخ مجمع ترنت » 
وهو كتاب جاد جل ا ويجرى على غير المألوف . ومهما يكن , الموضوع التار ثم 
الذى تثار -حوله المناقشة فقد كان دايا يدلى بحقيقة عنه تدر بعض جوائيه 
كالربط مثلا بين آراء بيرك السياسية ومصالحه فى مدينة لندن أو العلاقة بين 


)١(‏ الفيلسوف الألمانى الكبير الذى قال إن جوهر الأشياء لا يمكن للإنسان معرفته و إن الإنسان 
يحرف قوانين العلم بالعقل النظرى ويعرف اللرير أ كلم ١‏ ينيع الإثبات بالعقل العمل . 


(؟) الفيلسوف ٠‏ الفرنبى صاحب نظرية الداذ اش لاسا 








18 
هرطقة مذهب هوس ( القائمة على عبادة الشيطان ف العصور الرسطى ) وبين 
مناجم الفضة فى بوهيميا . وكان على جانب كبير من الفكاهة الحلوة كما كان ى 
غاية الرقة واللطف . وعندما كنت معه طالباً فى اللتامعة .كان يكى بالملاك 
لطبيعة وضعه .و إن كان الذين عرؤوه فيا بعد يرون ف هذا مجافاة لما يحق له ءن 
التبجيل والتوقير . ولكن هذه الكنية كانت تناسبه ق ذللك الوقت . وقد كان 
أهله من مقاطعة كنت ومن رجال الدين منذ نزول القديس أوغسطينوس بأرض 
انخلترا . وكان حكى لى بثىء من التفكه كيف أن جدى لألى قد ذعر لانتشار 
الديانة الكاثوليكية فى احلا فحث أحت هوايهد على ألا تتخلى قط عن 
كئنيسة اتحلترا . والذى كان يدعوه للتفكه أن احمّال ترما عن كنيسة إيجلرا 
كان فق نظره بعيد | | . إن آراء هوايهد اللاهوتية لم تكن شديدة التزمت 
ولكن شر شرقًا من هيئة القس كان يظهرق الطريقة الى يعبر بها عن مشاعره 
وق كتاباته الفلسفية المتأحرة . كما كان رجلا شديد التواضع وكات أعظم 
ما شخر به أنه هو المسثول عن الصفات المعيبة فيه ولم يكن يضيره أن يسرد 
حكانات عن نفسه تسىء إليه . أذكر أنه كانت هناك سيدتان قى كامبردج 
تبين أمبما أحتان . وكانت تصرفاتهما تدل على أمهما قادمتان من كراوفورد » 
52 كانت آراؤهما ؟ فى الحقيقة تقدمية بل كانت جريئة ٠‏ ولذلك كانتا ى 
طليعة كل حركة تربى للإصلاح . وقد درج هوايهد على أن يقص على ساأمعية 
ف شيىء من الأمبى كيف أنه حين رأهما للمرة ا عمظهرهها التارجى 
فشاقه أن تصدمهما قليلا . ولكنه عئلما تقدم لما برأى فيه شىء خحفيف من 
الحرأة كان ردهما « أوه يامسر هوايدمك كم سر رأ أننا سمعنا منك أنت بالذات 
هذا الكلام » وكانا يقصدان أنمما كانا يعتبرانه من أساطين الرجعية . 


كانت قدرة هوايهد على اللركدز ق العمل قدرة خحارقة تعاماً . فى دوم 

من أيام الصيف الخارة ٠.‏ عندما كنت مقما” معه فى قرية جراتشسير الجاورة 
لكامبردج . لجاء صديقنا كر ومبتول ديفز فاصطحيته يسام عل عضيفه . 
وكان هوانيد جالساً يكتب شيئاً فق الرياضيات ووقفت أنا وديفز أمامه على 


"٠ 
مسافة لا تزيد عل ياردة وشاهدناه وهو بلا الصفحات صفحة وراء صفحة‎ 
وبعد برهة انصرفنا وقد تولانا‎ ٠ بالرموز الرياضية . ولكنه لم يمس بوجودنا قط‎ 

شعور بالرهية اليالغة . 

وقد درج الذين يعرفون هوابتهد معرفة وثيقة على أن يلحظوا فيه أشياء 
لم تكن تبدو ان كانت علاقاتهم نه مطححية عارضية سيا ٠‏ على أنه لم يكن 
فى الحقيقة من النوع الذى لا يبتزولا يتأثر »ولم يكن على التحقيق ذلك الوحش 
الادى المجرد عن إنسانيته الذى يطل عليه ١‏ سم «رجل الفكر اللخالص » فقد 
كان تعلقه بز وجته وأولاده تعلقاً قويا فيه حرارة . وكات داماً على وعى حميق 
بأضمية الدين » بل كان فى شبابه الباكر على وشك التحول إلى الديانة الكاثوليكية 
الرومانية نحت َي ر الكاردينال نيومان . وقد أعطته فلسفته الخيرة شيعاً مما كان 
دريده من اللدين ‏ وكان كغيره من يلتزمون بنظام صارم 2 احياتهم معرضياً 
لنوبات من الزن الى تؤرقه ى وحدته ء فكان إذا خلا إلى نفسه يمس بعبارات 
ههينة إل شيخصه جزاء على ذواحى القصور الى كان يستتكرها . وكانت 
السدن الأول من زواجه تظللها سحابة من القلق لافتقاره إلى المال . وعلى الرغم 
من أنه كان يضيق بحاله إلا أن ذلك لم يشغله عن عمله الذى كان يراه هاما 
وإِنْلَى بجر عليه مغنما . 

وكانت لديه قدرات عملية لم تجد مجالا للظهور فى الوقت الذى كانت 
علاقتنا على أحسن ما تكون كا كانت لديه قدرة على الإدراك السلم تدعو 
للعجب ؛ فقد مكنته من أن يشق طريقه بسهولة وهو فى اللجان إلى درجة 
أدهشت أولتك الذين كانوا يرونه رجلا يعيش ف المطلقات ولا علاقة له هذه 
الدنيا . وكان ق سعه أن يكون إدارن قل رأ أولا عيب وأحلك فيه هو عجزه 
التام عن كتابة ردود على الحطابات الى تصله » كتبت إليه مرة أسأله عن 
مسألة فى الرياضيات كنت ق أشد الحاجة إلى حل لا فى مقالة أعارض ببا 
الفياسف الرياضى الفرنسى بوانكاريه . ولم يرد فكتبت إليه مرة أخرى 
ولم يرد أيضاً » فاضطررت لإسال برقية فلما ظل على صمته أرسلت برقية 


١ 


أخرى لكى يرسل برقية فها الرد على نفقتى » وف النهاية اضطررت للسفر إلى 
برودستير ز لكى أحصل على ضالت المنشودة . وسرعان ما عرف أصدقائه تلك 
الخاصية فيه ء وق المناسبات النادرة الى كان أحدهم يتلى فا خطاباً مه كانوا 
يحتمعون عنده لبنكوه . وكان هوايتهد يبر رتصرفه بأنه لو رد" علىكل الختطايات 
الى تعسله فلن جد وقتاً للعمل الأصيل وأعتقد أن هذا التبريرءن جانيه واف . 


وكان هوايتّهد معلماً من طراز نادر . فكان يهم اهتاماً شخصيئًا يمن يعلمهم 
و يعرف نقط القوة والضعف فهم ويستخرج ٠.هم‏ خير ها عندهم فلم يكن أبدآً 
يضغط علهم أو يرز نهم أو يتعالى علهم أو يرتكب أى نقيصة نحلو لغيره 
من المعلمين وأعتقد أنه كان يولد فى نفوس الشبان المتفوقين الذين كان يتصل 
بهم حبًا حقيقينًا با الأثر . 1 
وكثراً ما كان هوايئهد وزوجته يقيمان معنا فق الريف ا كنا نقم معهما 
ق كأميردج . وق مرة أقمنا مع العميد مونتاجيو بتار ونمنا على فراش الملكة آن» 
ولكن هذه التجر بة لم تتكرر حسن الحظ . 

كانت ععاضراتى عن الاشتراكية الألمانية قد نشرت فى عام ”1894 وكان 
أول كتاب لى ولكنى لم أهمم به كثراً لأى كنت قد صممت على أن أكرس نضبى 
للفلسفة الرياضية . وعاودت كتابة الرسالة الى تقدمت بها للجامعة ودفعت بها 
إلى مطبعة جامعة كاميردج فقيلها للنشر ونشرما بالفعل فى عام 1 نحت 
عنوان ( مقالة ى أسس المندسة ) وأصبحت فنا بعد أرى تأثير كانط فى ذلك 
الكتاب فوق ماكان يحب أن يكون» ولكن كان من حسن الحظ بالنسبة لسمعبى 
أن أول كتاب لى فق الفلسفة لم يؤلب على الرأى العام ى ذلك الوقت . فقد 
جرت العادة فى الدوائر العلمية إذ ذاك على أن يصموا عارضى كائط جميعاً 
بأمهم لم يفهموه وكان من المزايا أن أوافقه ولو مرة واحدة لأتخلص من هذه 
الوصمة . ول كتابى ثناء عاطراً » أكثر بكشر مما يستحقه . ومنذ ذلك الوقت 
درج الأكاديميون الذين استعرضوا كت على أن يقولوا إن كل كتاب صدر 
لى إتما عثل هبوطاً عن سابقه . 


0" 
وى خريف عام 1845 ذهبت أنا وأليس إلى أمريكا لقضساء ثلائة أشير 
وخاصة لأتعرف عل أقار بها وكان أول ما فعلناه أن زرنا بيت الشاعر الكبير 
والت هويئان) بولاية] نيوجرسى . وءن هناك ذهبنا إلى «هلديئة صناعية 
صغيرة اسمها هللفيل حيث كان يم أحد أبتاء عمودحها واسمه بونك توماس . 
وكأن مديراً لأحد مصانع الزجاج الى تملكها العائلة . وزوجته وهى إيديث 
من أعز صديقات أليس . وتعداد السكان فى مدينة كامون ٠١.١١١7‏ نسمة 
ولذلك شاع أن الاثنين الزائدين عن العشرة آلاف هما بوند وزوجته . وكان 
إنساناً بسيطاً أما زوجته فكانتطا أطماع أدبية وكانت تكتب «سرحيات 
رديئة على نمط الكاتب الفرنسى سكريب . وكانت تتصور أنها لو خرجت 
عن هلمفيل واتصلت بالشخصيات الأدبية الكبيرة فى أوريا فإنها ستصبح 
معروفة فى الوسط الأدلى ويعترف الا بالموهبة . وكان زوجها شديد التعلق بها . 
ولكن كان يطيب طا أن تغازل من الرجال من تعتقد أنهم هن طينة أحدن . 
وكانت المنطقة المحيطة منزنها فى تلك الأيام أرض غابات خالية هن الزرع . 
فكانت تستقل معى عربة تجرها الخيول وتقطع لى «سافات طويلة على عمرات 
عن الطين . شاكانت حمل معها داعاً مسلساً وتقول : (دن يدرى ؟ لعللى 
أحتاج إليه)7.' رقلة دفعتى' الحوادث فما ؟ بعد إلى الاعتقاد بأنها كانت 
تقرأ هيدا جابلر ( مسرحية إيسن ) . و بعد «ر ورسنتينجاءت إيديث وزوجها 
للإقامة معنا ى قصرنا بالبندقية . وقد قددناها لعديك من الكتاب واتضح أن 
العمل الذى أنجزته تى خلال السنوات العشر التى قضها فى عزلها بملفيل لم يكن 
ساوى شيئاً . وعادت إلى أمر بكا بعد أن فترتهميها وتقاعست تاماً وكان آخر 
ما سمعناه عنها أنها وضعت خطابات زوجها الغرامية على صدرها وأطاقت 
الرصاص فاخترق اللنطابات إلى القلب . وقد تزوج بعدها بامرأة أخرى 

قيل إنها تشببها اما . 


210 مؤسس مرسة الشعر المشور قَْ الأدب الإنجليزيى وقى المدرسة الى تعرف جلك زسماة 
|| 


فى للم 
لسعر ار ال 


يكن 
ذهينا بعد ذلك إلى كلية برين مور للبنات لنقم عند مديرة الخامعة وهى 
أت بوند واسمها كارى . وكانت سيدة يعاملها -جميع أفراد العائلة بما يشيه الرهبة 
بدا طاقة هائلة على العمل وإيمان بالثقافة كانت تطبقه يكفاءة رجال الأعمال 
كا كانت تكن لحتس الرجال احتقاراً عميقاً. وكان أول لقالى معها فى فرايدايز 
هل . وكان أوجان قد قال لى قبل مجيها : : « استعد لاستقيال كاري »© . وق 
هذا تعببر كاف عن نوع ع معاملة العائلة ا . ومع ذلك فلم أستطع أبداً أن احذها 
محف الحد للها كانت سهلة الاستثارة وكان رأسا . الذى بدعو إلى الإعجاب. 
حتنًا . أن الشخص الذى يكتب فق موضوع أكاديمى يجب أن يفرغ أولا من 
قراءة المراجع المكتوبة عنه . ولذلاك تو جهت إلمما وأخيرتها بلهجة جادة ماما 
أن كل التقدم الذى حدث فى على الهندسة غير الإقليدية . لى يكن يسبب 
الاحاطة بكل ما كتب قبل ذلك ق هذا العلم ٠‏ بل ربعا كان سبب التقدم 
هو الجهل التام ما كتب . وقك دعاها ذلك أن تنظر إلى فما بعد على ألى. 
شخص خب المزل وليس له من هم إلا المعابثة . عل أن عدة أحداث ععتتلفة 
جعلتى أثبت رأف فا . فعندما كانت معنا فى باريس مثلا أحذناها لزيارة 
الانجلون . وا كتشففت من ملاحظاما أ 2 مم تكن تعرف أنه حدثت ق فرنسا 
ذورة عام ٠م‏ فأعطيتها إلمامة قصيرة عن ثار يخ فرنسا وطلبت إلى أن أرشح 
طم الكتاب الذى أراه . ومع ذلك كله فقّد كانت فى برين مور أشبه بالإله 
زيوس وكان الجميع درتعد ون فرقاً أمامها . وكانت تقم مع صديقة لها هى 
مس جوين + كانت على النقيض منها تمامآ . إذ كانت هذه ضعيفة الإرادة 
رقيقة 3 المعشر تميل إلى الكسل وكان لما ولع حقيى بالأدب وإن كانت نظرها إليه 
ضيقة . وكانت هى وكارى صديقئن منذ الشياب اليا كر وذهيتا معاً إلى ألمانيا 
الحصول على الدكتوراه ولكن لم تحص لعلها إلا كارى . وقد أقمت أنا وزوجى 
معهما قى ذلك الحدن ولكن لخلت عرى الصداقة بيئنا بعض الوقت . وكانه 
من عادة مس جوين أن تذهى لأهلها ثلاثة أيام ىق كل أي وعين . وى 
اللحظة الى ترحل فا هذه المرة من كل أسبوعين كانت نحل عله أخرى 


١00 
1 يه‎ 


أسمها مس جاريت 5 ترحل فى نفس اللحظة الى تصل فها مس جوين . 
و تلك الأثناء وقعت مس جوين قى غرام شاب نابه جدً! اسمه هودر . كان 
يقوم بالتدريس بالكلية . بأثار هذا غضب كارى ٠‏ وكنا تى كل 
ليلة ونحن/إنتوجه للغراش نسمغها وهى تؤنب مس جرين لساعات طويلة قى 
الغرفة المحجاورة . وكان هودر هذا ٠:زوجاً‏ وله طفل وكان يقال إن له علاقات 
غرامية مع بنات الجامعة . وعل الرغم من كل هذه المعوقات فإن مس جوين 
استطاعت قى اللهاية أن تتزوج من هوذر وأصرت على أن يتول عقد القرات 
خس من كنيسة أقرب ها تكون للكاثوليكية حى يعتبر زواج هودر السابق 
من زوجته القاذونية لاغياآً 5 م الدين . وكأآن هودر قل أشاع أنه طلق زوحته 
السابقة ٠‏ ولكن ما أت إليه. مس جوين من إجراءات دينية أوجم ى بأنه لم يكن 
هناك طلاق ء لآن الزواج السابق غير معيرف به . وقد مأت هودر بعد الزواج 
مباشرة » قضت عليه -حياة العر بدة الى كان يعيشها. وكان يتمتع بعقلية ' لامعة . 
وإذا ما ابتعد عن النساء كان عكنه أن يتتحدث بشكل لذيذ مشوق جددًا . 
وعندما كنت ى برين «ور ألقيت خاضرات عن المندسة غير الإقليدية. 
وألقت أليس عدة خطب فى ضرورة رعاية الأمهات بينًا كانت “فى أحاديثها 
الخاصة للنساء تحبذ العلاقات اللنسية غير المقيدة بالزواج . وأثار هذا فضيحة 
وطردنا تقريباً من الخامعة . فغادرناها إلى بالتيمور حيث ألقيت محاضرات قى 
نفس الموضوع فق جامعة جوذز هويكنز . وقد أقمنا هناك عند عمها الدكتور 
توماس والد كارى . وعائلة توماس عائلة غريبة الشأن . كان هناك ابن فى جامعة 
جونزهو يكنز ممتازق جراحة المخ ء وكانت هناك بنت اسمها هلين فى برين 
مور مصابة لسوء الحظ بصمم ٠‏ وكانت لطيفة عطرفاً كما كان شعرها أحمر 
جميلا جد . وقد كنت مغرماً بها لعدة سنوات انّبت قى 1506٠‏ . وقد سألا 
مرة أو مرتين أن تقبللى ولكنها رفضت وف النهاية تزوجت من سيمون فلسكثر 
مدير معهد روكفار للطب الوقاتى . وقد اتصل الود بينى وبيئها إلاأنى لم أكن 
أقابلها إلا نادراً فى السنين الأخيرة من حياتها . وكانت لها أت ظلت «تمسكة 


هه 
عذهب الكويكرز إلى الباية . وكانتتشير إلى من لا يدينون بديها باعتبايم 
« أهل الدنيا » . وكان الكويكرز يستتخدمون ق لغنهم ضمير المخاطب للدلالة 
عل المفرد فيقولون « أنت » ولا شولين ٠‏ أنم »كما جرت العادة فى الإنجلوزية . 
وكذلات كنت أنا وأليس فى حديثنا . وبعض معتقدات الكويكرز كانت 
تبدو غريبة لأولئك الذين لم يعتادوها . أذكر أن أم زَوجيى كانت توضح 
لى أنها نشآت عل الاعتقاد بأنم الصلاة الربانية » كنا يسممها الم.يحون ( أبانا 
النىق السموات ) شىء يدعو للعجب . وكانت هذه الملاحظة ثثير ارتبا كى 
وضيى فى أول الأمر : ولكنها أوضحت لى فما بعد أن كل ما يفعله غير 
الكو يكرز يدعو أيضاً اسخرية ٠‏ ومن ذلاك استخدام الحمل الشائعة الاستعمال 
الى أصبحت عثابة الكليشهات . فى نظرها يجب أن تكرن الصلاة *ن 
وحى الروح القدس . وكذا ما دامت ( الصلاة الر بانية ) قد أصبيحت جامدة 
كالكلشيهات . فهى إذل تدعو لاسخرية . وق مناسية أخرى قالت للجالسين 
إلى مائدة العشاء معها إنبا ربيت على ألا تحترم الوصايا العثير » وإن هذه 
الوصايا تدعو للسخرية أيضاً . ولا أدرى إن كان الكو بكر ز باقون على قيلء 
الحياة يؤمتون بضر ورة استلهام الوحىمن الروح القدس حيشلا يكنئون احبرامهم 
للوصايا العشر . والمحقق أنى 1 أقابل أحداً من هؤلاء فى السنوات الأخيرة . ويجب. 
ألا يتيادر إلى الذهن . طبعا . أن الناس الذين يتسخذون هذا الموقف و يعتمدوت 
على الروح القدس مباشرة قى صلامهم وأفكاره وسلوكهم ٠‏ بسر ول اصن 
العشر ف واقء قع حي -يم . وهناك معتقدات شبهة ذه عند غير الكويكرزء أ 
إلى نتائج تثير التساؤل أكير مما حدث مع الكو يكرز . 

أذكر أن أم زوجتى كتبت فى فصل من مذكرانها عن أصعاب الأطوار 
الغر بيه الذين عرفهم 5 محيأ مهم شيئاً تحت هذا العئوان ( التبحيد الإلمى هذا 
ليس إلا تعبيراً آخر عن الجماع ). 


كان الانطباع الذى تركه فى نفسى اتصالى بعائلات الكويكرز العريقة 


قُ فلاد لفيا أنيم لجماعة صخيرة دن الأرستقراطيين العيدر زه 8 فكان الواحيد مهم 


6 
ا يبلغ التسعين إلا وقد كون ثروة كبيرة يتفاخر بها ٠‏ دون أن ينفق شيئاً 
هنها بسبب البخل ٠‏ بيا يجلس أبنائهم وهم فى الستين أو السبعين من 
عمرهم ينتظرون متهم بفروغ الصبر . وأولتك الذين يتحلون بالاتزان النسبى 
بينهم كانوا فى غاية الغياء . كانت لأليس ف فيلادلفياعمة ثرية عانس جدا 
وغبية جددًا فى وقت واحد . وكانت تميل إلى" بالفعل ١‏ ولكلها كانت ترتاب 
2 أنى لا أومن أن دم المسبييح دمه بالمعبى الرق لاكلمة هوالذى جلب 
الخلاص . ولا أدرى من أين جاءت شكوكها عبى فإن حديى معها لم يتسرب 
إليه شىء ءن هذا القبيل على الإطلاق . وقد تعشينا معها فى يوم الشكران . 
فكانت على أشد ما تكون العجائز من شراهة فى الأكل. وقدمت ولمة تحتاج 
لمعدة من حديد . وعندما أوشكنا أن ذرفع إلى فنا أول لقمة نظرت إلينا وقالت : 
« فلنتوقف برهة ولنفكر فى الفقراء » ولعلها فما يبدو قد اتخذت من هذه أ اعملة 
فاتحاً لاشهية . وكان لا ابنا أخت يسكنان إلى جوارها وعخفان لزيارتها كل 
مساء » وكانا يعتقدان أن الاثنين الآخرين اللذين فى أوربا لا يوز أن محصلا 
على نفس نصييهما فق الميراث عند وفاتها . ولكنها مع ذلاك كانت تتفاخر ببذين 
الغائيينق أو ربا وأولهما احتراماً أكثر من 'هذين الاثنين اللذين كانت تستذطما 
مبى شاءت . وهكذا لم يفقد الغائيان شيئاً بسبب غيايهما . 
وكانت أمر يكا ف تلك الأيام بلدا يتميز ببراءة غريية . فمّد كان هناك 
كثيرون يسألونى أن أشرح لهم بالتفصيل حكاية أوسكار وايلد2. وقد ززلنا 
فى مدينة بوسطون فى بنسيون تملكه سيدتان عجو زان من الكويكرز فصرحت 
إحداهما فى وجهى مرة ونحن نتناول الطعام على المائدة « إن أرسكار وايلد تعيض 
ف الآيام الأخيرة لحماة أمام الرأى العام . فهاذا فعل؟ » فأجيها: « إنه ى السجن» 
ولحسن الحظ ل تسألى مرة أخرى عما فعل . وكنت أنظر إلى أمريكا فى ذلك 
الوقت باستعلاء البر يطانى القابع فى جزيرته وهموناعم البال . ورغما عن هذا فإن 





م٠4 أسكار وايلد‎ )١( 
. الأوساط الاجباعية‎ 


ا 
اتصالى برجال العلم الأمر يكيين ق الخامعات : وخحاصة علماء الرياضة . جعلى 
أقر بتفوق ألمانيا على إنجلرا قى كل المسائل الأكادعية تقريباً . وهكذا وجدتى 

رغماً عى وبفضل أسفارى أتخل تدريحينا عن الاعتقاد بأن كل ما يستحق 
المعرفة موجود ىق كامبردج . ولقل أفادتى أسفارى أعا إفادة ى هذا الصدد . 


لا أذكر عن عام 61 إلا ماندر : وونه أنى نشرت ى تلك السنة 
كتانى 0 أسس المندسة » وأذكر السرور البالغ الذى شعرت به عندما سلى 
خطاب من ن لويس كوتورات يثى فيه على الكتاب. ولم أكن قد قابلته ٠‏ وإ 
كتت قد استعرضت كتابه « اللامتناهى فى الرياضيات © وكنت أنى أن 
أتلى خطابات من غرباء يثنون فها على كتانى » ولكن كانت هذه هى المرة 
الأول بالسية لى. ولقد ذكر لويس ق خطابه أنه تابع قراءته لكتالى وهو 
مسلح اموس ء لأنه لا يعرف الإنجليوز بة. وبعد ذلك بقليل ذهبت إلى وكان 0 
از يارته إذ كان يعمل فى ذلك الوقت أستاذاً هناك . ولقد غمرته الدهشة إذ 
رآلى صغير السن » ولكن الصداقة الى ربطت بيننا استمرت حى قتل ى 
حادث عربة نقل أئناء التعرئة العامة للحرب العالمية الأول 1114 . وف ١‏ أتدر 
سبى حياته انقطعث الصلة يننا لأنه كان «مبمكاً ف التفكير فى مسألة إنجاد 
لغة عالمية "كان ينادى بها تسمى « إيدو » وهى غير الاسبرانتو : وذكر لى 
حديته أنه لا يعرف فى تاريخ الحنس البشرى أكثر انحلالا من 0 
الاسبرانةو . ولقد أسف لآن كلمة إبدو ليس لما ما لكلمة اسبرانتو من رنين 
وجرس . وأذكر أفى اقبرحت عليه كلمة واديوت » أى مغفل : ولكنه لم 
يستسغها تمام1 . وأذكر كذلك أننى كنت أتغدى معه ق باريس ى يولهو 
96 وكان الخو حارًا مقبضا لدرجة أن السيدة هوايتهد الى كانت تعانى من 
ضعف القلب ٠.‏ أغمى علها . وبيما هو خارج من الغرفة إذ ذهب لاحضار 
نوشادر » فتح أحد التضور النافذة . وعند عودته أقفل النافذة بشدة وهو 
يقول « فلندخل المواء ٠‏ ولكن لنمنع التيار ) . وأذكر كذلك زيارته لى ىق 
الفندق الذى كنت أقم فيه بباريس عام ه90١‏ حيث استمع إلى حديثه 


14 
مستر ديفيز وابنته مارجريت ( والد وأخحت كر وميتون وثيودور ) ولقد تحدث 
لويس لمدة نصف ساعة دون توقف ء ثم أبدى الملاحظة التالية « إن الحكماء 
مم الذين يمسكون ألستنهم عن الكلام » . عندئذ اندفع المسثر ديفز برغم أنه كان 
بلغ المانين من عمره » اندفع مهر ولا خارج الغرفة ولم أسمع إلا صوت ضحكة 
وهو يحتى بعيداً عنا . ولقد ظل كوتورات لفترة ما من أشد المناصرين لاراى 
ف المنطق الرياضى : ولكنه لم يكن داتما حصيفاً فقد وجدت نفسى أثناء معركتى 
مع الفيلسوف الرياضى الفرنسبى يوانكاريه . أتحمل عبء الدفاع عنه وعن 
نفسى ق الوقت ذاته . وكان أعظم أعماله يتصل عا كتبه بشأن الفيلسوف 
الألمالى ليبنتز عن المنطق . وكان ليبنتز حريصاً على رأى الناس فيه ولذلاك لم 
ينشر إلا مؤلفاته الى لم تبلغ درجة الامتياز . أما أفضل مؤلفاته فكان تمتفظ 
عخطوطها . لذا اختار الناشرون ما اعتبروه ى نظرهم أفضل أعماله . ولم 
يتنبهوا لهذا المخطوط الذى كان لكوتورات الفضل فى اكتشافه . ولد سررت 
بالطبع لآنه أمدنى بوثائق ساعدتى على تفسير آراء ليبنتز واستعنت بها فى 
كتالى عنه » هذا الكتاب الذى ٠اكان‏ ليصل إلى مستوى مرض لولا كتاب 
كوتورات . فى أول مرة قابلت فها كوتورات ذكر لى أنه لا بمارس رياضة ١ا‏ 
وبعد ذلك بقليل سألته إذا كان يركب الدراجات ء فرد قائلا : «كلا » لأننى 
لست رياضيًا ». ولقد تراسلت معه لسنينعدة » وكتبت له أثناء حرب البوير 

خطابات تتسم بالروح الاستعمارية » أشعر الآن بالندم الشديد على كتابها . 


وف عام 1894 بدأت أنا وأليس نعتاد على قضاء بعض الوقت من كل عام 
قْ كامبردج . ولقد داومنا على هذا حى عام 1107 . وكنت ى ذلك الوقت 
أأحاول التخلص هن المثالية الألمانية الى انغمست فها بتأدر هك تاجرث وستاون 
فساعدثى مور الذي كنت أراه كشراً فى ذلك الوقت على ماعقدت العزم عليه . 
وكان أمراً مشراً للخاية ؛ بعد أن ظننت أن العالم الملموس عالم غير حقيق أن أؤمن 
من جديد بأن هناك ق الواقع أشياء ملموسة -حقيقية » كالمناضد والكرامى . 


ص 


 ىناملأ لايبتتز 1715-1545 فيلسوف وريافى‎ )١( 


1 
لكن الخانب المنطى فق هذا الموضوع هو أهم شىء أثار اهماى . وسرنى التفكير 
فى أن العلاقات أمر حقيق . وأوليت اهتاتى لاكتشاف الأثر الكبير الذى 
يحدثه فى علم الممتافيز يا ذلك الاعتقاد بأن كل القضايا المنطقية من ,نوع 
الممسند والمسند إلبه . ودفعتنى الصدفة إلى قراءة مؤلفات ليبنتز لأنه كان على أن 
أحاضر عنه » إذ أن «ستر ماكتاجارت كان يريد السفر إلى نيوز يلندة . وفذا 
طليت الكلية مبى أن أنوب عنه فى إعطاء سلسلة من المحاضرات عن ليبنتز . 
وق دراسبى وتناول بالتقد لأعمال ليبنتز وجدت الفرصة لأشرح الاراء الحديثة 
فى علم المنطق الى أرشدنى إلا «ور ء أكثر من غيره . لقد أمضينا اللعريف 
لعامين هتتالين ف البندقية البى أكاد أعرف كل مكان فها . ومنذ بداية زواجى 
الأول حتى نشوب الخرب العالمية الأوللم فى عام لم أذهب فيه إلى إيطاليا » 
أحياناً سراً على الأقدام ٠‏ أو راكياً دراجة » أو على ظهر سفينة صغيرة ثقف 
على كل ميناء فى المسافة بين البندقية وجنوة . وكنت أعشق المدن الصغيرة 
النائية » ومناظر جبال الابندن . وبعد نشوب ادرب لم أذهب إلى إيطاليا حى 
سنة 2١449‏ فى عام 7 عزمت على الذهاب ضور مؤتمر ما » لكن 
موسولينى الذى لم يكن قد استولى بعد على السلطة ء أبلغ منظمى المؤيمر بأنه 
يجب ألا يصيبنى أحد بأذى ء ولكن يحب اغتيال أى إيطالى يبادلى الحديث . 
و بالطيع لم أشأ أن أترك ورائ دما مسفوكاء لهذا آثرت الايتعاد عن البلد الذى 
أحبه والذى شوه موسوليى وجهه . 


كان صيف ١849‏ آلحر عهدى سالى فيرتشيلد حى تقابلنا عصر يوم 
أيام ٠‏ بعك أن ولى الشياب . وأتحذنا نتساءل عن الصفات الى كانت 


من 
تجذب أحدنا نحو الآتعر . وكانت سالى تنتمى إلى عائلة أرستقراطية من بوسطون 
أخى عليها الدهر بعض الثىء . وتعرقت علبها أول مرة عام 1895 عندما 
كنا نقم ى بوسطون . وعلى الرغم من أن وجههالم يكن جذاباً » إلا أن حركاما 
كانت رشيقة لدرجة ل أعهدها من قبل » ولذا وقع فى غرامها الكثر ون . وكثراً 
ما كانت تقول لى إنه من السبل على المرء أن يعرف مى يتقدم الرجل الإجليزى 

سيرق الذاتية 


7١ 
لخطبة فتاة ماء لأنه يبدأ بالقول: « إن صاحبك قليل الحيلة » لكنك ستسير بحن‎ 
إلبهه. وعت مقابلتنا التالية فى رشمورالبيت الريى لعمى ارال بت رفؤرز »حيث‎ 
كانت قم هى ووالدتها . وباستثناء الخترال كان معظم أفراد العائلة بهم مس‎ 
هن الخنون . فسز بت الى كانت تنتمى إلى عائلة ستانل . صارت نخيلة‎ 
. لدرجة أنه إذا ترك الضيوف بعض للم اللحذزيروالبيض فإنها تعيده إلى الأطباق‎ 
أما أكبر الأبناء فكان -حارساً غاية فى الأناقة والاستقامة . كان هذا محضر‎ 
إلى مائدة الإفطار متأخراً ويدق اللترس فى طلب الطعام . عندئذ تصيح عمبى‎ 
ف الحادمحى لامحضر طعاماً لجر لآن الطعاءالمتبق فى أطباقٌ الضيوف يكى و زيادة.‎ 
على أى حال » ينتهى الأمر دائماً بأن وبطيع الخادم أمر الخارس ولا يلى بالا‎ 
لعويلها . ثم هناك ابن ع آخر يعمل زساماً » وهو مجنون سبى” الخلق » وإن كان‎ 
شخصاً عيل إلى المرح . أما الابن الثالث فهو شخص طيب» برغم أنه قليل‎ 
37 الحيلة . وكان من حسن حظه أن تزوج خياطة تدعى السييت فيلبس.‎ 
من الفاقة. أما جورج فأكير أفراد العائلة طرافة. وبالرتم من أنه من أوائل ترعى‎ 
الضوء الكهربى إلا أنه ألى بكل هذا عرض الحائط سعياً وراء غيبيات‎ 
البوذية » وتجول فى بلاد التبت لزيارة كيار البوذين الذين محملون لقب مهاتما‎ 
وعند عودته وجد أن أدسون وسوان يصنعان مصابيح كهر بية » فاعتبر هذا اعتداء‎ 
على براءة اخبراعه : ودخل معهما قى سلسلة من القضايا خسرها جميعاً وانبت‎ 
به إلى الإفلاس : وإلى تدعم (يمانه بالعقيدة البوذية الى تتطلب من الإنسان‎ 
السيطرةعلى شهواته. وكثيراً ما كانت .جد من أتى تلاعيه الورق وتقول له‎ 
عندما بأى دوره فى اللعب : « إلى مسرورة إذ أقى دورك ق اللعبء لأن هذا‎ 
يبعد عنك مسوح القداسة » . وكان جورج يجمع ما بين القداسة والحياة‎ 
الاجماعية بنسب متساوية تقريباً . فكان يحب سالى فيرتشيلد ولهذا دعاها وأمها‎ 
إلى شور . ولم يكن' هناك طعام كاف كالحتاد » لدرجة أنه فى إحدى‎ 
) المناسيات حدثت مشادة بينه وبن سالى على أكل آخر طيق 3 بودينج‎ 
من الأرز . انبت بانتصاره علها وقَُ يوم دبحيل سالى » كانت تود‎ عونص٠‎ 


1 

أن تستقل قطاراً معيناً ٠‏ ولكن مسز بت رفرز ألحت علها أن تسافر فى القطار 
التالى لكى :زور أثراً من الآثار القديمة فى طريقها إلى الحطة . ولقد بلأت إلى 
جورج طالبة منه العون فى هذا الموقف ووعد بذلك أول الأمر » لكن عندما 
حان وقت اللحد تخلى عبا وبدلا من إقناع والدته بالعدول عن إلاحها » أذ 
يعظها عن الدنيا الغرور . ولقد أدى هذا إلى رفضها خطوبته ( ولقد أبطل ز واجه 
التالى لعجزه الحنسى ١)‏ ).وق صيف 1845 قاءت سالى بزيارة طويلة لفرايدايز 
هل» وأصبحت أنا مخرماً بها. إنى لا أعتقد أنى وقعت فى حبها إذ لم يصل لى 
الآمر حى إلى تقبيل يدها » ولكن عرور السنن أدركت مدى الأثر العميق 
النى تركته فى نفسى » وأتذكرجولاتنا » كما لو كانت قد حدثت بالأمس » 
ق أمسيات الصيف وقت السحر وقد فرضت علينا تقاليد العصر كم شعورنا 
وعدم التعبير عنه 

وق دريف 1814 نشبت حرب البويرء وكنت وقتذاك استعماريًا ليبيرالينا 
3 أكن أول الأمر من «ناصري البوير . ولقّد شعرت بقلق شديد من جراء 
هزام القوات البر يطانية . هذا استولت على كل تفكيري أخبار الحروب . 
وكنا فى ذلك الوقت نعيش فى بيلهاجر وكنت أسير أر بعة أميال عص ركل دوم 
حبّى أصل إلى الخطة لأحصل على الصحيفة المسائية . ول تتعرض أليس لنفس 
المشاعر الى كنت أحس بها » نظراً لأنها أمريكية » وإذا كانت تغضب من 
شدة اهعاى بهذا الموضوع . وفتر اهما عندما بدأت المزاتم تتوالى على البوير 
وأصبحت ق أوائل عام 14١‏ من المدافعين علهم : 

2 عام 8 نشر كتالى و فلسفة ليينةز» . وى بوليو ذهبت إلى باريس 
حيث بدأ فصل جديد من حياتى . 


ال دك 5 ساس سسم هذا لس مسمسية دا لل مد شد تر 00 


517 


خطابات 


عبر وك لودج 
رتشمويك » سرى 
*ثلا من مادو » ١8948‏ 
عزيزى برق 

أرجو أن تكون أيام كامبردج ذات فائدة لك وإن كنت لا أدرى تماماً 
كيف . لقد سألتك قبل ذلك ولكى نسيت ردك ماهو موضوع رسالتك ؟ 
وكيف تفكر فى إنجازه بنجاح ؟ إنى أتذكر جيداً الأخبار الى بلغتنى عن 
أول مجاح للك » قبل ذهابك إلى كاميردج - عندما اندفعت إلى الطابق العلوى 
لتخبرنى وتخبر عمتك ‏ ياعزيزى برق ثم أخيراً دموع السعادة الى طففرت 
من عيى ى تلك اللحظات الى يجلب فبا الشياب السعادة للعجائز الذين 
جف عود حياتهم . إننى كنت دائماً أشعر أن مثل هذه الأشياء إن تضى على 
لنظة سعادة واحدة لولم تكن ميا » وطيباً وتخلص] . 

لقد وقع بين يدى كتاب وجدت فيه شيئآ تمائلاء وتصادفى على الدوام . 

أثناء قراءق شبى الكتب » فقرات يبدو وكأن من كتبها تعمد التعبير عن 
بعض خبراق ق اللياة . أعتقد أن هذا أمر طبيعى عندها يطول بالإنسان العمر ‏ 
وبالمناسبة لم تكتب رد الطاب عمتاث الذى أرسلته فى عيد ميلادك ‏ إنها 
شخصيئًا لم تحدتى عن ذلك - وإن كانت قد ذكرت لى أن خخطاببا كان 
موجزاً جلا . على أية حال لقد بذلت جهدآ كبراً فى كتابته نظراً لارضها . 
حقيقة الآ« رأنك تختلس الحظة من وقتلك لكتابة خطابات لنا - وعلى الرغم من 
شعورى بالسعادة عندما أتذّكر بن ادن والحدن الخحطابات الطويلة الى 
كتبتها لنا تى الأيام الماضية » إلا أنها لا تغنى عن خطاباتك ف الوقت الحخاضر 
عهما كانت موجزة . على أية حال طالما أنه ليست لديلك الرغبة قى كتابة 


علق 
خحطابات«طولة . وهى على أحسن الفر وض أمرشاق فامض ى كتابة خطاباتك 
القصيرة - إنبى لا أنسى أنك مشغول للغاية » وإن كان أكير الناس انشغالا 

الذين يدون بطريقة ما » وقتً لكل شىء -- ألا تظن ذلك ؟ ( يالها من 
حاولة هزيلة لتنقية الحو ) . أما عن مقابلتك للتحدث معك » فإنى أدركت 
عتك رحيلك أنك لا تنوى ذلك قى الوقت القريب كم وددت بأ عزيزى أن 
أتحدث إليك عن أشياء كثيرة ‏ عن الكويكرز ممعتقداهم ونظمهم الخريبة 
الى تسمع عنها أخباراً متضاربة ٠‏ وعن عدة أمو رأخرى . لكن كل ذلك لابد 
من إرجائه لوقت قريب . ما أجمل السماء والأرض . وك تكون سعادتك 
عندما تعود إلى بيتك - بلغ تحيى وشكرى لأليس . | 
جدتلك المحبة 


أرجو أن تكون قد عثرت على بيان بالمفردات والمصطلحات الى كتبتها 
بالقلم الربصاص عل ورق منفصل داخخل الكتاب . أعتقد أنها تساعدك على 
الاستمتاع شراءة الكتتاب 0 أتمى أن نقرأه سويا . 


عبر وك لودج 

ريتشمولك غ» سرى 

1145 

عرورى در | 
تذكر أنك قد رتبت أمور إجازتك ؛ أرجو أن تخبرنى عما إذا كنت تنوى 

زيارة عبر وك أودج . إننى سعيدة لأن أخبرك أن جرتر ود ١‏ أوأولادها سيكونون 

معنا من ١‏ إلى 15 من سبتمبر . أما عمك روللو فقد سافر إلى اسكتلندا وأماكن 

أخرى . لذلك ء لن يك الرقت . إننى أعتقد أن « الفلسفة الأكير عقا » 

و«الرياضيات اللامتناهية » كتابان مشران للغاية. إنه لمما يفسف لهء ياعزيزى 

درق أنك لم تذكر لى شيئاً عن موت مس روكر .برغم علمك عدار حينا لما ع 





. زوجة رواو رع رسل ) الثانية‎ )١( 


114 
كذلك لى تذّكر كلمة واحدة عن لادى تنيسون برغم سكلها القريب منك ‏ إِنْ 
سير هيرى تيلور بعتيرها امرأة متازة للغاية . وإنلى عاجرة عن أن أوق هؤلا'ء 
الخمسة حقهم من الثناء . لقد أرسلت فى طلب كتاب « جرين ؛ لأليس -. 
إنه تاريخ ممتع وإن كنت أفضل شيئاً حر هدية لما . 
جدتلك انية 
لقد وصلت عمتك رسالة من هالام المسكين . 


عبر وك لودج 
ريتشمولد ٠‏ سرى 
١‏ من أغسطس ١845‏ 
عزيزق أليس 

لقد راقتنا صورة برق - إنها رائعة ببسمما الطبيعية غير المتكلفة. أ 
عن صورتك فلم نمز القبول ؛ وأتجوألا تروق' برتى - فلم تعجبنا ابخلسة . ولا 
الوجه المعهم ٠‏ ولا دثار العنق البارز ‏ ربا كان هذا أمراً تشكر عليه أجاثا . 
برغ أنه لا ذنب لها فا حدث ع ولا ذنف لى أن كذلك. ما هو تاريخ عيد ميلادك؟ 
لفك نسيته ولا أذ كر سوى أنى وعدت بأن أقدم لاك كتاياً ٠‏ سأحاول بالفعل 
اختياره » وسأسألاك ما إذا كان لديك أم لا . ولكى لن أقدم لك كتاب 
«جرين » بل كتاباً ثقافينًا أقل جفافاً ‏ ألديك رسائل هنر يت رينان ؟ لقد 
قرأتها أجاثا وأعجيث نجمالها بالطبع. يافتاتى العزيزة ! لن أجعل من صحبى أو 
اعتلاها سيباً للاعتراض عل سم فر إلى أمريكا . لقد شعرت أن هذا أ 
تقررينه بنفسلك . 0 أذهي أو لا أذهب 6 . تلاك هى مسألتاك وحدك . وأرجو 
أن يكون هذ. لير برتى . إنه من المؤسف أن آخر مجموعة الكتاب البارزين » 
أعبى هواز ولوويل » قد رحلا . لكن بلا شك هناك أناس آخرون جدير 
بيرق أن يتعرف علهم . سواء أكانوا كتاباً أم لا . حقنًا لقد كنت أنمبى أن 
يندمج وسط مجموعة محت'فة متنوعة من الرجال والنساء » أ كبر تما كان عليه 


6 

الخال . لكن هذه من أكبر أمانى الناس ق بلده . لقد جاء فى الأسبوع 

الماضى هارولد وفيتا ( ابن عم هارولد سل وزوجته) ‏ هل أخيرتك ببذ!؟ 

إن فمتا غاية فى اللطف والظرف غير المتكلف . شكراً على رسالتك اللطيفة. لقد 

أسفت للبرد الذى ألم باك . هل هناك أى شكوى من البيت الريى ؟ إنه لوقت 
فظيع لا يناسب السفر والعودة باليحر . هل هواء البحر ساعدك على امهم : 
جدتك المحبة إلى الأبد 


عبر وك أودج 
ريتشمولدك ؛ سرى 
لاا من مايو . ١845‏ 
عزيزى برف 

سأذكرك كثيراً فى الغد وأذكر أعياد الميلاد السعيدة الماضية عندما كانت 
بيننا 21 تقدم لنا التصح وتلهمنا بعمل كل شر » وعندما كنت لا تزال طفلا 
تملأ البيت علينا ببجة وأملا فى المستقبل الذى ينتظرك . عز يزى برف هل اطرد 
تقدمك منذ تلك الأيام ؟ لعل مباهج الحياة الى تنم بها الآن ساعدتك على 
ألا تقلل دن محبتك وعونلك وتقديرك طؤلاء الناس الذين قد يقاسون من شدة 
الأبى والمرض ٠‏ والعذاب واليحشة . كلنا » نحن الذين ندرك قيمة حب 
جدتك وصلواتها ودعواتها » نحن الذين نشعر بالذكري المباركة للمثل المدمش 
الذى قدمته لنا ‏ كلنا نشعر بشبىء من اليأس أحياناً » إذ نبتعد كثراً 
كثراً عن مثلها الأعللى وعن مستوى اللحياة الذى ارتضته لنفسها ‏ لكن عاينا 
أن نناضل ونسعى إلى مزيد من روحها . لا يمكنك أن تتصور مدى جمال 
كل شىء هنا فى هذه الأونة » وعلى الرغم من الحنين المضى لها » إلا أنى 
أحب أن اتأمل كل ثىء وأتذكر كم كانت تحب هذا المكان يجماله . 


الس سس سسا ذم سم سا هيد يسم يلسم لس اسسبييي يي ع سا عم لمسمهمسهة 


5 ١١ 
 ةبيرق توفيت حدلى عند فيرة‎ ) ١ ( 


1 
. إن عمك رولاو مريض للغاية منذ فيرة طويلة . وكنت قلقة عايه جدًا 
عندما كان يرهق نفسه أكثر من اللازم . الآن أمره الطبيب بالراحة التامة . 
ربما تكون قد زرت دنروزل » لقد كنت منهمكة جداًا فى البيت للدرجة 
أننى شعرت بالإرهاق الزائد عدة مرات . وقد أنقذتى جويى ( جويندولين 
فيلرز) من الانبميار » وذلك بعملها الدائب وبعاونها لى بكل الطرق - لقد كان 
مؤلاً للغاية أن ترىالصوراحميلة قد اختفت والبيت يجرد شيئاً فشيئاً من محتوياته. 
سأشعر بالراحة عندما ينتهى كل شىء . لقد سررت جداًا إذ أخذ عمك روللو 
عديداً من الصورالقيمة. إنْها من حقهعلى أى حال. وقد شعرت بالامتنان كذلك 
هربراند ( دوق يدفورد) لأنه أهدى صورة جدك إلى المتحف القؤى لصور 
الشخصيات . آسفة إذ ليس عندى هدية أقدمها لك فى هذه الآونة »إذ أن 
هذا كان أمراً مستحيلا لانشغالى فى هذا الموضوع الذى لا مباية له . 
بلغ أليس عظم اشتياق . باركك الله ٠‏ ياعزيزى برق" !. 
عمتك النحبة 


المطرانية 
برين مورء ينسلفانيا 
١٠‏ من نوقبر 1895 
عزيزى ولاس 

لقدكنت عازمآ على الكتابة إليك منذ انتعخابات الرياسة » من أجل وذج 
بطاقة انتاب سأرسلها لك ببريد المطبيعات . لقد علمت أن هذه الوثيقة 
أكثر تعقيداً من مثيلاتها فى أى بلد آخر . إنها عمل ممتاز بالتأكيد . يبدو لى 
أنها تحوى بطريقة شاملة نظرية القرن الثامن عشر عن الإيمان يحكم الشعب 
الذكى الحر ء مما اعتاده القرن التاسم عشر من إيمان يحكم الصفوة البارزة 
من رجال السياسة . لك أن تتصور استتخدام عيارة مثل: « تذكرة شاملة لكل 


1 ممحت كتابة هذأ الطاب بعد وقاة جدته مياشرة‎ )١( 


51 / 

مرشحى المزب » فى بطاقة انتتخاب . وتتصور العقلية الحبارة لرجل لا يسير 

على هذا اليج فى إعطاء صوته . إنى ' أر قط وثيقة تزخر بالنظر يات السياسية 

أو تز يد عنها إيضاح أقصر طريق بيدأ بالميتافيز يقا السيئة ويتهى إلى الفساد 

السيابى . كات كل الاهتام يتركز فى فيلادلفيا على انتتخاب مأمور الشرطة . 

وكان كرو ا.'ههورى المستقل يعارض حكم الصفوة ٠‏ ومن الغريب أنه نجح 
فى الانتسخاب وإن كانت الأغلبية الى حصل عليها ضثئيلة للغاية . 


إنى مسل لك أيضاً بعض الحيل اللفية الى يلجأ إلبا كبإر الساسة 
الحصول على أصوات ناخمبين وثميين . وسترى أن الاسهارات المرفقة بمكن 
أى إنسان من أن يديل بصويه دون أن يكون اسمه مقيداً فى السجلات . ولقد 
ذهيت إلى مركز من مراكز الانتتخاب قى فيلادلفيا ورأيت نخارج المركز أحد 
أتباع النائب السياسى الكبير واسمه فلاجان ‏ رأيته يعطى اللحهلة من الناس 
إرشادات فى طريقة الإدلاء بأصواتهم ء ثم يراقبهم وهم يضعون علامات ى 
أوراق الانتخاب » ويشبد ء إذادعا الأمر » بأحقيهم فى الانتتخاب . ودخل 
مرشح جمهورى وآخر دعقراطى ليتأكدا من أن كل شىء على ما يرام. وافرضت 
أن كلا منهما سيعمل ضد الآخر 4 لكهما ماق الحقيقة توصلا إل اتفاق بيمما 
بأن ساندا أصدقاء الطرفين من كبار رجال السياسة وا الحكم ؛ حبى ولو أدى 
هذا إل التسلم بودود أصوات مرورة ة للجانب المعارض . إن الأمر يكان سدون 
غاية ق القدرية والتشاؤم لدرجة لمكي . من مواجهة هؤلا'ء الناس . ولعيل 
ذهلت عندما رأيت رجلا يعمل مراقياً رنعيمًا من قبل ,جماعة تمريم الحمور ع 
إد إذ عل الرئم من مراقيته وا كتشافه لبعضص احالفات إلا أنه أظهر عدم اكراث 
عندما سألت عن سيب عدم تنضحله وإثارته للموصوع علنا . اللقيقة أن 
الأمر يكان كسالى لدرجة لا توصف ق كل شىء لا بعس مصلحهم الشحعسية» 
ويغطون كسلهم هذا بروح التشاؤم الذى لا أمل معه فى إصلاح الآمور . 
وعندما واجهتبم متسائلا عما إذا كان أحدم يذكر حركة إصلاح واحدة لم 
هدر لما النجاح وققوا واحين 34 اللهم إلا واحداً مهم أشار إل السلك القنصلى ‏ 


114 
وهذه صيحة إصلاح لا تثير الحماسة بالطبع . ولد ذكر لى أحدهم صراحة 
تمن يتباهون بالعسك بأهداب الفضيلة أنه تبن أن أى عمل من الأعمال مكن 
أن يدر عليه مالا لايستطيع الحصول عليه إذا وقف نفسه على مار بة الفساد 
ويبدو أنه ل يدر بخلد هذا الرجل أن هذا عذر أقبح من الذنب . 
على أى حال » يبدوآن كل شىء كان يسير فى طريق الإصلاح ,ععدل سريع 
للغاية ء وإن كان هذا القول يشر غضب المتزمتين الكسالى الذين يتصفون 
بالتفاق . إنبم يتباهون بأن ولايتهم أكثر الولايات فساداً . وحينا يخلون إلى 
أنفسهم يتكلمون فى تيه عن أن حالة ولاينهم ميئوس منها . يبدو أن سقوط 
آلتجلد وهزعة تامانى أثارت غضبهم وإن كانوا يقولون إن النتيجة كان 
من الممكن أن تنهى إلى غير ما وصلت إليه » ويأملون كثيراً فى الانتسخابات 
القادمة . على وجه العموم إنهم ينالون ما يستحقون من جزاء . إن الكويكرز 
والمتطهرين 2١7‏ على قدر معرفى بهم ١‏ هم أكبر كذابين سسنافقين رأَيْبم نى 
حياق وهم عادة يفتقرون إلى الحمية تاماً . هاك قصصة من فيلادلميا : 
(وانا ميكر ) رجل ذونفوذ » ثرى ومتدين لدرجة كبيرة. محتل ضر يبة اللحماية 
الجمركية مكاناً عزيزاً فى نفسه . وفى انتتخابات 184/8 عندما كان موقف ولاءة 
نيويورك حاسساً أرسلت برقية إلى حنة الحزب ابكمهورى فى فلادلفيا 0 7 
اتتصارهم ق الانتخابات يتطلب ١6م‏ ألف دولار . دفع وانا ميكر 

عل الغور وكسب الجمهوريون ولاية نيويورك بأغلبية 6٠‏ صوت © وعين 

وأنا مبكر مدر رآ عامًا للير بد . وهاك قصة من نيو يورك : ف عام 1884 أعطى 
( جاىجولد) مبلغاً ضيخمآ للجمهوريين ٠‏ وعندما علم لد مق راطرون مهذا 
نظموا مظاهرات سارت ىق اليوم التالى ادة ساعات أمام بست جاى وهى تصيح 
0 الدم . . الدم . دم جاى جولد » عندئد استول على جاى جولد خوف شديد . 
وأرسل تلغرافيا المبلغ المطلوب للديمقراطيين. وانتص ركليفلاند. على أى حال يعتير 





)1١(‏ تسماضتدط البيوريتانيون من أتباع الكنيسة الإنجليزية أثناء القرنين السادس عشر 
والسابع عشر كانوا يسعون إلى تبسيط العبادات والفسك الصارم بالأوامر والتواهى الدينية . 


11 
الأمريكان كأفراد ظرفاء ٠‏ لكنهم لا يكوزون مجتمعاً من الناس الصرحاء مواء 
أكان هذا راجعاً إلى افتقارهم للشجاعة أم إلى اللامركزية الى تسيطر على حياتهم. 
إن كلا مهم يشكو بدوره من أن الناس جميعاً سوف يقاطعونه إذا ماعير عن 
آرائه بصراحة . اعتقد أن هذا يعزى إلى حد كبير إل عدم وجود عاصمة للبلاد. 
وعة سبب ممائل يعلل روح ابن والتظاهر بالدين الى نلمسها فى اللتامعات . 
فالأستاذ ( إلى ) طرد من جامعة جون هوبكنر لأنه مسيحى اشتراكى . هناك 
إمكانيات على كل حال . وكل شخص يظهر شغفاً بالتعلم أكير هما ذراه 
فى إنجلترا . كنا أن مستوى الذكاء مرتفع . ويصرح كشثير من المفكرين ‏ 
وإن كانت هذه الظاهرة بدت فقط قى السنن الأخيرة » منذ (برايس) 
على ما يبدو يصرحون بأن نظام حكمهم بعيد عن الكمال . أعتقد أنك 
ستقضى وقتاً طيباً هنا . كنا فعلنا . ومن المرجح أننا ستبحر فى الثلاثين عن 
ديسمير . وأرجو ملحا أن تصل قبل هذا التاريخ . إذ أننى أعبى أن أراك 
وأقدمك إلى عدد من الناس الظرفاء فى نيويورك . إذا لم تكن ذكرت فى 
تحطابك شيئاً عن موعد وصولاك » أرجو أن تسارع بااكتابة ‏ إن هذه الكلية 
مكان جميل ٠‏ يفوق إلى حد كبير جرتون ونيوهام ٠‏ وون الغريب أن أستاذ 
الاقتصاد السياسى الذى كان يؤمن حر ية تداول العملة الفضية مع تثئبيت سعرها 
بالنسية للعملة الذهبية ٠‏ استطاع أن يقنع طليته بآرائه على الرغم دن ٠‏ أن كثراً 
م من عائلات ثرية ىق نيويورك . إن من قابلهم يتصفون بالل كاء رسعة 

الآفق بالنسبة لارائهي حول المسائل الاشيراكية . 
اللص 


برترانتد سل 


كان موريس شيلدونعاموس ( الذى حصل على لقب سير بعد ذلك) 
حلقة اتصالى الوحيدة بين كامبردج وفرايدايز هل. وكان والده الذى توق فى 
الغانينيات مشرعاً قانونيً من طراز ممتازء ساهم بأكبر قسط فى كتابة الدستور 
المصرى الذى فرضه الإنجليز بعد احتلاهم صر عام 0١‏ . وبعد أن توق 


رق 
والده كرست والدته حياتها للأعمال الصالحخات ١‏ ونخاصة ما يتصل منها بالطهر 
والعفة . ويشاع أنها قالت : و منذ وفاة زوجى العز يز وأنا أكرس حياق خارية 
الدعارة». وقيلأيفاً إزز وجها الذى كان كثيف الشعر أصبح أصلع كالبيضة بعل 
مضى ستة أسابيع على زواجه منها . ولكن لامكنى إثبات صعة هاتينالروايتين. 
وأصيحت «سز عاموس ع حم عملهاء صديقة لمسير برسل سميث . وعلى هذا 
عندما زارنى لوجان فى كامبردج أخذنى ازيارة مء ريس الذى كان طالياً 
حديث الالتحاق بالخامعة يدرس علم الأخلاق وكان شابا طويلا جذاباً 
متحمساً . بطىء المركة . كثراً ما كان يقول : « إن العالى مكان غريب» 
كلما نجولت فيه اصطدمت بشىء ما ) . 

وعندما أصبح محاميا ذهب إلى مصر حيث كانت ذكرى والده مائلة 
فى الأذهان وهناك انتعشت أحواله المالية وعمل قاضيآ لمدة طويلة اعتزل بعدها 
ورشح نفسه عن دائرة كامبردج عل مبادى دوزب الأحرار . وم أعرف شخصآ 
غيره يقرأ الرياضيات للمتعة والتسلية » "كا يقرأ غيره الققصص البوليسية . 

وكانت له أت تاعى ( بونته ) كانت صديقة لأليس ول . وقاست بونته 
كثراً من تعصب والدنها الدنى ولقد أصبحت فيا بعد طبيبة . وقبل أن تدخل 
امتحانها النهالى اعتادت والدتها أن توقظها قى المساء وتصلى من أجلهاء ولمذاكان 
علينا أن نرسل لها نقوداً لمكنها من أن تعيش بعيداً عن الييت . واقد رافقتنى أنا 
وأليس فى السفر إل أمريكا عام 1845 . وذهبت بونته إلى مصر أيضياً حيث 
عملت فيرة من الوقت طبيبة فى الحجر الصحى ق السويس وكان من ضمن 
واجباتها صيد الفيران منسفن أعلن قباطتتها أنها خالية من مثل هذه المتيوانات. 
وأخيراً تزوجت ضابطاً فى الحبش كان رئيساً لقوة البوليس فى مصرء ولقد نا 
هذا بأعجوبة من أحداث مثيرة للغاية » كغرق ق البحر» وتمرد » وألوان أخرى 
من الأخطار. ولكن عندما أبديت له ملاحظة قائلا : « يبدو أن حياتك حافلة 
بامخاطر » أجاببى بقوله : «أوه » كلا ع بالطبع لم يفتى شاى الصباح قط ع 
على مائدة الإفطار ٠‏ . وقد رفض كل من بونته وها أن يستمرا فى صداقتهما 


575١ 


لى بعد أن أصبحت منبوذاً من المجتمع الراق 8 وأتهل رجع موريس عن مرققهه 
آسفاً » ى حين ظلت بونته مصرة على موقفها . 


طرف مس فر جل 

الماهرة 

"من نوشير ١89/8 ٠‏ 
عرورى برف 

إنه لمن دواعى السرور أن أسمع منك وأن أتذكر وجود أفاضل الناس 

أمثالك . أعلمت أن ( برونيات) قد حصل على وظيفة كرتب جنيه 
ى العام ؟ إنه لطيف ركم “معجيتة ومو ين على مايبدو أنه ليس هناك 
موضوع يستحوذ على أذهان كبار العقول حقا سوىالرياضيات . وكان يسخر 

من الاقتصاد السياسى ق شخص سائجر. ومن الميتافيز يها فى شخص ما كتاجارت ٠.‏ 
وأسفة إذ أنك لم تسلم منه » إذ قال لى إن فورسايث لا يؤمن بنظر يباتك . وتساءلت 
عن قدرة ومؤهلات فورسايث هذا للنقد » فقال إنه قدير على الحكم على أى 
قضية منطقية . ولم م أجد بدا من القول إن شرح قضية ميتافوز يقية لإنسان 
لايعرف عنبا شيئآً قط قد يستغرق ستة أشهر أو عام . يبدو أن هذا الحووان 
يعتقد أن كلية ترينتى قد سلمت زمام الأمور لمجال مغفلان يمنحون وظاتف 
محماضرين ق التامعة لخر يجين ق الاقتصاد والسياسة والميتافيز يقا لدوافع فاأسدة. 
على أية حال » علينا أن نتذكر أن اللعنة مصير مقدر لبعض الناس » وأنه 
بدلا من أن يكلف الواحد منا نفسه «شقة إصلاحهم » فإن من الأيسر له 
أن يقضى وقته فى التشدق برابطة الخر يجن ولوانحها الغامضة . هذا إذا كان 
يبتغى ترشيح نفسه عضواً فبها . وأعترف أحيانا أننى أؤنب نفسبى إذ أصيحت 
إباحيا شقينًا . لا أدرىماذا يعنى ( مور) مثلا بقوله إن العالى يتكون من معان 


قف 
الزمن أبتعد كشراً أعن الحالة الى يكون فمها الإنسان أهدافاً محددة ذات شأن ع 
وأسوأ ما فى الأمر هو أن يشعر الإنسان باازهو ‏ كنا يفعل بين الحدن واللندن ‏ 
وألا يمد مجالا للتدرب والتجربة . | ا 
أن أكون فكرة حقة عن هذا المكان إلاعندما تأى أنت وأليس وبونته 
وتقدموا لى رأيا موضوعينًا عنا . وفى الوقت نفسه أعتقد أنبى أتعلل أشياء كشرة 
ونافعة . ويشغلى عملى فى الوزارة صباحاً . رتبت الأمر بحيت أقضى فير 
بعد الظهر فى مكتب مام كبير ٠‏ بلجيكى ابلشية » أعتقد أتى سأتملم منه 
الكثر . ثم يأتى الليل البارد نوعاً ماء الليل الببيج ولدئ كثير من العمل يشغل 
وقى حى أعرد إلى الييث ف الصيف حيث أجد عملا كثراً ينتظرل كذلك . 
إن فكذرة كتابك تبدو مدهشة وريعا أقدر على فهم مضمونه عندها ينشرء 
وقد يتعذر على ذلك . من يدرى ؟ وأعتقد أن فى الإمكان هنا أن أشتغل 
بالرياضيات مرة أخرى » لأن الرياضيات بدون شك ياليتنى ذكرت هذا 
أمام برونيت - أقل فروع المعرفة إرهاقاً ابم . إن الأعداد نماق بك 
ف أفاق عالية ع 5 رفاك 5 كتيار الخليج الداى . من الناحية الأخرى فإن هذه 
الدراسة عمل تلقانى ؛ أعبى دراسة مادة دين أن بكر هناك هدف محدد من دراستها . 


دة دون أن يكون 
إنى سعيد لمعرفى بأنك وطبى متطرف . وإن كنت أعتقد أنه من اللخدر 

أن ننال نصراً دبلوماسيًا دون الحاجة إلى حرب » إذا كان هذا فى الإمكان . 
على أن أبانا آدم كان يريد المدزب دانماً وهذا هو الذى فعلناه فيا ببدوحى 
الآن وبطريقة تدل على النصر الأكيد . إن حادثة فاشودة تعطينا مركزاً جديداً 


قل مص . هى لنا الآن م مه المت بعل أن عخعا عا ا ؟ ال أ نمطا 
يوي :صق ا ايسا ىق الخا و نعسدارغل0. 0 بللسكاوا 


3 


معنا ورفضوا . 
أحب جد أن أكون منشغلا بعمل مثلعملك» بحيث أكتب إليك عنه وى 
لاعجب إذاكان هناك شبىء امه الشلل العقلى أوأن هذا المرض سيظهر يوماً ما . 
صديقك الحب 


يفف 

الداهرة 
ه من مارو ١899‏ 
عر درى درق 

حصلت لتوى عل إجازة ثلائة أشهر ونصف شهر ابتداء من 4 دونية 
وسأصل إلى أرض الوطن ق العاشر من يونية وأنا متشوق لرؤيتك أنت وأليس 
وسأضطر للأسف إلى الذهاب إلى باريس أثناء شور يولية للامتحان ٠‏ ولكى 
أظن أن سأيق ق إنجلرا مدة كافية نحيتث تدفع أصدقالى للنقور مى : فأرجو 
أن تعطينى فرصة عادلة لكى أنفرك مى . 

أعجبنى خخطابك الغنائى اللهجة عن مور ولقد جعلته موضوعاً لأ كير من 
حديث مع الفرنسيين وغيره من المتبر برين؟ فهو يصور الخال 'الموجودة فعلا 
فما يتعلق بروح المثقفين ف إنجلتراء فأنا أقول لم إن نشاطنا الاستعمارى والتجارى 
ليس إلا انعكاساً باهتاً جد" | للشعلة المتوهمجة الى تجتاالدوائر الأدبية والفلسفية» 
بل إن الطابع الحقيق للوقت الخالى فى إنجلئرا هو طابع عصر عظم يتميز 
بنظام سياسبى كامل يشرف عليه <زب الأحرار وتتصدره أرستقراطية مرمة 
وليست عسودة وينضوى تحته ملايين من طبقة العمال الميسورى الخال الذين 
يتنافسون مع طبقة المثشهين والأغنياء ق تدمسهم للإمبراطورية وولا هم للعرش 
واحترامهم للتعليم . نفس ابحو الكريم المنعش الذى بعث الحياة ى التجارة 
كانت له آثار ضخمة غير مسبوقة ف الحياة العقلية للأمة . وهذا يرىخاصة ق 
الخامعات الكبرى الى ليست فقط مر كزاً لخر يج رجال الدولة ق المستقيل 
وسراة البلاد الذين لا مثيل لحبهم للتحر ر والاباقة » ولكنها أصبحت فى الخيل 
الأخمر مساوية بل إما تسمو على مرا كز كز العلم فى أوربا وأمريكا باعتبارها مراكز 
للبحث العلمى الصا امهرد . آه لو رأيت الفرنسيين الذين يستمعون إلى وهم 
يتكمشوة. 7 ستطيعون أن يتحملوا استعراض طائراتنا ويتحملوا معركة 
فاشودة ل ليسوا على ثقة أين هى على ادريطة . ولكن عندما يصل الأمر 


1 10 عه 0 ١‏ ؟ واأ-دة 
إل الللستيةه الافلاطونية والتجديك ق مسائلها ها فإمهم يشدون شعورهم . 


57 1 ٍ 
هذا عبث متى لا يغتفر ولكن سيسرقى جد ا أن آراك انت واليس مرة 
أخرى وأن نتحدث ق جميع أنواع المسائل 25 جميع انوا الحالات النفسية . 


هل قرأت,كتاب باريه المسمى ( من لا جذورطم) ؟ 
لمحب 


أصبول الروياضبيات 


4لا 5110001214 


)1( 


فى بوليوسنة 14٠٠‏ انعقد مؤتمر دولى للفلسفة ى باريس عناسبة المعرض 
الذى أقم فى تلك السنة » وقررنا ٠‏ الفليسوف هوايتهد وأنا . أن نذهب إلى 
امور . وقبات دعوة لقراءة نحث فيه . أأحدث وصولنا إلى باريس دوي 
سيب لقّائنا مع عالم الرياضياتالفذ بوريل ٠‏ وكانت كارى توماس قد طليت 
من أليس أن نحضر معها من لندن اثنتى عشرة حقيبة فارغة كانت قد نسيتها 
وراءها فى إنجايرا . ما كان بوريل قد طلب من هوايهد وعائلته أن محضرا 
ابنة أيه البى كانت تشتغل مدرسة فى إنجلرا . فلما نزلنا فى محطة ( جاردى 
زور) كان هناك حشد هائل ق انتظارنا وكان معنا تذ كرة ( عفش) واحدة 
لنا جميعاً . ووجدنا تذكرة عفش ابنة أحى بوريل كنا وجدنا تذكرتنا بسهولة 
نسبينًا. ولكن حةائب كارى الفارغة لم تظهر مها إلا إحدى عشرة حقيبة فقط . 
ويا نحن فى انتظار الحقيبة الثانية عشرة » فقد بوريل صبره وانتزع تذكرة 
العفش من يدى وذهب ق صحبة ابنة أخيه الى كانت معها حقيبها . 
وهكذ! تركنا عاجز ين عن المطالبة بحقائب كارى ستاعنا الشخصى . وتناو يت 
أنا وهوايئهد نقل المتاع قطعة واحدة ق المرة الواحدة » نحملها وكأنها مدفع نشق 
به طريقنا بن موظق امحطة الذين تجمعوا فى شكل حلقة . وقد بلغت , 
الدهشة إلى الحد الذى نمحت معه المناورة 0 لكأن إلبا . 


010 ترجم عنوان هذا الكتاب تحت أسم مبادئ الرياضيات ولكن لعل البرجمة الحالية توحى 
أكثر برصانة الاسم اللاتيى . 








وض 


طقف 
عام الرياضيات الكبير » وكنت أعرفه بالاسم من قبل » وقرأت له بعض أعماله 
ولكى م أهم بالإحاطة بها. فلما حضرت إلى المؤعر وتتبعت مناقشاته لاحظت 
أنها أكر 0 للدقة من مناقشات أى إنسان آخر » وأنه إذا دخل قى مناقشة 

مع الغير كانت حجته هى الأقوى . و بانقضاء اليوم تبين لى أن هذا لابد 
3 يكون راجعاً إلى منطقه الرياضى ٠‏ ولذلك استطعت أن أحصل منه على 
نسخة من كل مؤلفاته . وا أن اننهى المؤتمر حبى ذهبت إلى فرهرست وعزلت 
نفسى هناك حبى أعكف على دراسة كل كلمة كتبها هو وثلاميذه » وظهر الى 
أن كتاباته تقدم أداة للتحليل المنطى كنت أبحث عنها منذ سنين . و بدراسة 
أعمال بيانو وصلت إلى أساوب قوى جديد فى عمل وهو ما كنت دام البحث 
عنه . وقبل أن ينهى شهر أغسطس كنت قد أصبيحت على دراية تامة 
بكتابات مدرسة بيانوء وأنفقت سيتمير ف تطبيق أساليبه على منطق العلاقات. 
ويبدو لى الآن بعد هذه السئين الطويلة أن كل يوم من أيام ذلك الشهر 
كان دافئاً مشمساً . وكان الفيلسوف «وائهد وعائلته معنا ى فءمرست فشرحت 
له أفكارى الحديدة وكان النقاش ينتهى كل ليلة بمعضلة » وق الصباح كنت 
أجد الحل لما بعد أن أتوصل إليه أثناء النوم . وكنت أشعر ى ذلك الوقت بنشوة 
ذهنية وكانت إحساسانى تشبه إحساسات شخص فرغ من تسلق جبل قد لفه 
الغمام» وعندما وصل إلى القمّة انجاب الغمام فجأة وأصبحت الرؤيا ممكنة 
على مدى البصر ى كل اتجاه لمسافة أر بعين ميلا . لقد كنت أحاول منذ 
سندن أن أحلل الأفكار الأساسية فى عل الرياضيات » مثل المرتبة والأرقام 

ا بة . وفجأة ىظرف أسابيع قليلة » اكتشفت ماكان يبدو لى إجابات 

ئية للمسائل المعلقة البى كانت حر لسننن طويلة . وق أثناء اكتشاق لهذه 
ات ؛ كنت أقدم أسلوباً جديداً أمكن بواسطته أن تتحول مناطق كانت 

مروكة فها سبق لأوهام الفلاسفة إلى صيغ مضبوطة لما صفة الدقة . وكان شهر 
سيتمير عام ٠‏ يمثل قى حيات الفكرية أعل نقطة وصلت 3 وكنت أقول 
لنفسى إذ ذاك : لقد استطعت الآن أيراً أن أنجز شيئاً يستحق الإنجازء 


1 
وكان مخامرق شعور غامر بضرورة المحافظة على نفسى حى لا أتعرض -+وادث 
فى الشارع قبل أن أفرغ من كتابة نظرينى . وأرسلت بحا جلة بيانو يتضمن 
آرائى الحديدة . وف بداية أكتو بر جلست إلى مكتى لأكتب «أصول الرياضيات: 
الذى حاولت كتايته من قبل عدة مرات دون تجاحج » والأجزاء لهم 
مو وه و5 من الكتاب فى طبعته المنشورة كتبت فق أشهر اللدريف » أما 
الأسدزاء ره أو؟ ولا فكنت قدكتيتها فى ذلك الوقت ولكبى أعدت كتابها فا 
بعد ؛ لذلات لم يم الكتاب فى صورته النبائية إلا ى مايو عام 1107 . 
وى كل يوم من أيام أكةو بر ونوفبر ودسمي ركنت أكتب عشر صفحات 
وانّبيت من كتاية المخطوط كله فى اليوم الأخير من القرن التاسم عشر» وكتبت 


خحطاباً يلين تومأس من ٠‏ فر ٠٠؟‏ كلمة ق نهس الوم أَزْهو فيه بإجازالى ‏ 


بكمداًا 

والغريب أن نباية القرن شبدت أيضآ نباية ذلك الشعور بالزهو » قنذ 
تلك اللحظلة بدأت تنتابى نوبات فكرية وعاطفية كانت تمبط لى إلى أعمق 
هاوية لليأس عرفها ى 1 : 
ىَّ بيبثث الأستاذ ميت نلك ىَْ أكلية داوننج بكاميردج 4 وكا قل ذهب إلى عاد ؛ 7 
بأسيانيا لأسباب صعية : وأخطررنا المشرفة علىشكون منزل الأستاذ ميتلاند أن عوده 
قد جف جددًا من أكل الكبز المقدد » ولكى لا أعتقد أن هذا هو التشخيص 
الطى أرضه. كانت مجه هوابسيك ىَّ ذلك اأوقت مباية عرض أصيحت نسبية 
أكثر لازمة للغراش وكانت تقاسى من آلام حادة نتيجة لإصابها فى القلب ‏ 
وتولا نا أنا وهوايتهد شعور بالقلق عليها » م يكن يرد زوج بار يزوجته ء 
بل كان شديك الاعماد علها 3 وأتحذدث أشك قَْ استطاعمه بعد موسا أن 
يوم بعمل علمى له قيمته . 2 دوم من الأيام قم إلى كلية يوام 
بكامبردج ( وهى كلية بنات ) جلبرت مرى أستاذ الدراسات اليوئانية مجامعة 
أكسمورد ( لكى يقر زعا ون ثر جمته مسرحية دوربيدس العظيمة 


7 هيم بولا بتس © 2 ولى تكن قد صدرت بعد . وذهبت أنا وأليس لنسمعه وقد 


يلف 
حركبى جمال الشعر من أعمق الأعاق )2 » وعندما عدنا إلى المنزل وجدنا 
زوجة هوايهد ق نوبة قاسية من ذوبات الألم ؛ وكان ييدو أنها قد قطعت 
صلها بكل إنسان وبكل شىء » كأنما أقام العذاب جدرانا تفصل بينها وبين 
كل ما عداها . وهنا استبد إلى فجأة ذلك الشعور الرهيب بالوحشة الذى يغمر 
الروح الإنسانية . فنذ زواجى سارت حياق العاطفية مسيرة هادئة سطحية 
ونسيت كل القضايا العميقة واكتفيت باصطناع الذكاء ق المعابثة . وفجأة 
ابارت الأرض نحت قدى ووجدت نفسى فى منطقة تتلفة تماماً . وق غضون 
حمس دقائق خطرت ل التأملات الاتية . إن وحشة لروح الإنسانية لا تحتمل . 
ولا" شى ء يستطيع النفاذ إلا إلا الحدة البالغة الى ,: تسم بها الحب الذى ربشر به 
رجال الدين » وكل مالا يصدر عن هذا الدافع ا ولا خير فيه على أأحسن 
الفروض . وبناء عليه فإن الحرب شرء وتربية المدارس الإنجليزية الخاصة تربية 
فظيعة » واستخدامالعنف يحب أن يكون موضع تنديد واستنكار ٠‏ وأخيراً فى العلاقات 
الإنسانية يحب أن ينفذ المرء إلى مكمن الوحشة فى قلب كل إنسان ويتحدث إليه. 

وكان أصغر أولاد هوايتهد فى الغرفة وتمره ثلاث سئوات . ولم أكن قد 
التفت إلى وجوده من قبل ولا هو التفت إلى' . كان مجب أن نحال بينه 
وبن أمه وهى فى حمرة الألم الذى كان يعتصرها .. وتناولت يده لأمضى به بعيداً 
فتبعى طائعاً مستسلماً وقد زايله الشعور بالغربة . ومنذ ذلك اليوم حى موته 
قَْ حرب 1918 كنا صديقن حميمن . 

وق نباية هذه الدقائق اللحمس » أصببحت إنساناً ختلفاً تماماً . وتملكبى 
لبرهة شىء من نورانية الصوفية وشعرت كأنى أقف عل أدق خلجات كل 
إنسان أقابله فى الشارع . على الرغ, من أن كل هذا كان بلا شك نوعاً من 
الخداع النفسى إلا أى وجدت نفسى ق الحقيقة أقرب إلى كل أصدقاقى 
مما كنت» قبلاء بل لقد ازداد اقيرابى حى من مجرد معارق . ولا كنت من 
المتشيعين للإمبراطورية حى ذلك الوقت © فإنى تبدلت فجأة أثناء هذه 


)١(‏ انظر خطاف إلى جليرت مرى ورده صفحات #«4؟ ‏ ه4؟ وأيضاً الخطابات التعلقة 
بالبا كاى صى 86٠‏ . 


4 
الدقائق الخمس وأصبحت موالياً للبوير ومن أنصار السلام . كنت طوال تلك 
السنين لا أهم إلا بالدقة والتحليل فإذا لى أجد نفسى ممتلياً مشاعر أشبه عشاعر 
الصوفية فما يتعلق ,موضوع الحمال . وأصبح لى ولع غريب بالأطفال ١‏ وتولدت 
عندى رغية عيقة كرغية بوذا ق العثور على فلسفة نجعل اللحياة الإنسانية 
حتملة » وتملكتنى نشرة غريبة مثرة فها الأم المعض وفبها أيضاً شعور عارم 
بلذة النصر لأتى أسيطر على الآلم وأجعله » "كنا كنت أعتقد إذ ذاك» سبيل إلى 
الحكمة . ولقد وهن ق ذلك الشعور الصوق العميق الذى كنت أظنى أحسه ع 
وعادت إلى مرة أخرى عادة التحليل » ولكزشيئاً مما خيل إلى أننى كنت أراه 
فى تلك اللحظة بفى معى داتماً : وهو السيبب ق موقى دفاعاً عن السلام أثناء 
الحرب العالمية الأول وهو السب ب أيضاى اهمّاى بالأطفال وعدم احتفالى بالكوارث 
الصغيرة » وق واجود نيرة عاطفية ق كل علاقالى الإنسانية . 


ق باية الفصل الدراسى الثالى ذهبت أنا وأليس إلى فرمرست حيث بدأت 
أعمل لكى أفرغ من كتابة القياس المنطى للرياضيات الذى أصبح فها بعد 
١‏ أصول الرياضيات ) وكنت أظنى على وشك الفراغ منه » ولكن فى شور مايو 

ثت لى نكسة فكرية فى عنف النكسة العاطفية الى انتايتى فى فيراير 
فقد توصل كانتو ر إلى برهان بأنه ليس هناك حد أقصى العدد . وكنت أرى 
أن مجموع الأشياء الموسجودة فى العالم يجب أن يكون هو اللحد الأقصى العدد 
ولذتك حققت برهانه وفحصته بشىء من الدقة وحاولت أن أطيقه على أصتاف 
الأشياء جميعا وهذا جعلنى أتحتبر تلك الأصناف الى ليست أفراداً بنفسها 
وأتساءل عنما إذا كان أى صنف من تلك الأصئاف يعتير فرداً من ذوعا أم لا. 
ووجدت أن أى جواب من هذين الاين يقتضى وجود عكسه . واعتقدت 
فى أول الأمر أنه يجب أن أتغلب على هدا التناقض بسهولة شديدة » ولعل هناك 
خطأ يسيطاً فى التدليل . غير أنه تبين لى بالتدريج أن هذا ليس صحميحاً . 
وكان بورالى فورق قد اكتشف تناقضاً مماثلا وتبين بعد التحليل 
المنطق أن هناك شيا بالتناقض اليوناتى القديم حول إبسمني.يس الكريى 


خرف 
الذى قال إن كل أهل كريت كذابون . إن تناقضاً مشايباً أساساً لتناقض 
إبيمنيديس يكن أن يوجد إذا أعطينا شخصاً قطعة من الورق مكةوباً علها : 
١‏ إن الكلام المكتوب, على الوجه الأخخر غير صميح » -حى إذا قلبها بعد ذلاك وجد 
على الوجه الأخر ما يلى « إن الكلام المكتوب عل الورجه الأخحر من هذه الورقة 
غير صحيح ‏ . وكان يبدو أنه لايليق يرجل فى كامل وعيه أن يضيع وقته فى 
مثل هذه التفاهات » ولكن ما ذا كان فى وسعى أن أفعل ؟ كان هناك خخطأ ما 
مادامت مثل هذه التناقضات لا مفر مها فى المقدمات العادية . وسواء أكانت 
المسألة تافهة أم لاء فقد كان يواجهى محد من نوع ما . وق خلال النصف 
الأخير من سنة ١40١‏ اعتقدت أن الل سهل » ولكن فى نهاية تلك الفيرة 
وصلت إلى أن المسألة فعلاعويصة » ولذلك عزمت عل أن أننهى من كتاب 
( أصول الرياضيات ) تارك الحل معلقاً . وى الخريف عدت أنا وأليس إلى 
كامبردج فقد دعيت للتدريس بها لمدة فصلين دراسيين عن المنطق الرياضى . 

وأصبحت المحاضرات هى الميكل الأسابى لكتاب ( أصول الرياضيات ) 
ولكن لم تكن هناك إشارة إلى الطريقة الى يمكن بها معالحة التناقضات . 


وعند انهالى تقريباً من إعطاء تلك المحاضرات » وكنا نقم مع هوايهد 
وعائلته فى ميل هاوس ق جراتشستر بالقرب من كاميردج ٠١‏ تعرضت لضربة 
من ضربات القدر أعنف من كل الضربات السابقة . فى عصر يوم من 
الأيام كنت أركب دراجى وفجأة ) وبيما كنت أقطع طر يق زراعيًا » ثيينت 
أنى لم أعد أحب زوجى أليس .! ول أكن حى تلك اللحظة أحس أن حيى لما 
قد أصابه شىء من الفتور أو أنه تضاءل » وكانت المشكلة الى واجهتى بعد 
ذلك الاكتشاف مشكلة عويصة جدًا . فقد كنا نعيش منذ زواجنا فى أويق 
صورة من صور الارتباط . كنا نشيرك ى سرير واحد ولح تكن لأى منا غرفة 
خاصة مخلع فبها ملابسه وكنا نتيادل الحديث ى كل ما يخطر لنا . كانت هى 
تكبرنى يخمس سنوات وكنت قد تعودت أن أنظر إليها ؛ على أنها أكثر مبى 
حصافة من الناحية العملية وأكثر تبصراً بأمور الدنيا .. ولذلك تركت لا التصرف 


سق 


فى كثير من مسائل الحياة اليومية . كنت أعار أنها مازالت على إخلاصها لى 
ول تكن لدى رغية ى أن أعاملها معاملة غدر كر عع ولكى اعتقدت إذ ذاك : 
( وقد علمتى التجربة فما بعد أن هذا الاعتقاد ربما كان فى غير محله) أن 
الإنسان يحب عليه فا يتصل بالعلاقات الشخصية الحميمة أن يفضى عقيقة 
ما بشعر به ء وعلى أية حال لم أأكن أستطيع أن أتظاهر لمدة طويلة يطريقة 
مقنعة أنبى أحبباء ىق حين أنى لم أكن أحبها بالفعل . وأصبحت لا أشعر 
بأى ميل جنسى كرها . وكان هذا حجر عثرة أماى كلما أردت إخفاء حقيقة 
مشاعرى نمو أليس . وف تلك الحنة ظهرت على" أعراض التزمت الذى ورثته 

عن ألى وأخذدت أبرر مسلكى باعتراضات مبنية على أسس أخلاقية . لم أقل 
لأليس مباشرة طبعاً إنى أصبحتث لا أحبها ولكنها أدركت أن الأمورلم تكن 
على مايرام . وذهبت أليس إلى مكان للاستجمام لمدة شهور ٠‏ فلما عادت 
أباغتها أنى لم أعد أحب أن أشاركها غرفة واحدة واعترفت لما فى اللهاية أن حى 
لما قد مات . وبررت موقى هذا أمام نفسى وأمامها باعتراضات أخلاقية . 


ىس أن شعوريى بالرضا عن نفسى إذ ذاك يبدو لى الآن شيئاً يدعو للتقزز 
فإن اعتراضاى كانت قاعة على أساس ة قوى ء فقد كانت أليس تحاول أن 
تدعى العصمة من الآثام وهو مالا ينطبق على أى إنسان » وهذا دفعها إلى 
أن تتصنع ما ليس فيباء ٠‏ وكانت» مثل أنحبها لوجان » تحب الشرء ما كانت 
تحب أن توقع العداوة بين الناس . وكانت تلجأ بشكل غريزى إلى أساليب 
ملتوية . كانت تكيل الملديح للناس نحبى يعنجبوا بدمائتها وكرم أخلاقها » ولكنها 
كانت ف قرارة نفسها تنتقد الممدوح حيث يكون خراً له لو أنها ذمته . وكثراً 
ما كان يدفعها -حب الشر إلى التتخلى عن الصدق » قالت مرة از وجة هوايهد 
إنى لا أطيق الأطفال وإن أطفال هوايهد يحب أن يبتعدوا عن طر يق ما أمكن 
وأخيرتى فى نفس الوقت أن زوجة هوايتهد أم سيئة لأنها لا ترى أطفالها إلا قليلا. 
وعندما كنت أركب دراجى تمثلت لى مثل هذه الخواطر وأصبحت ‏ لا أرى 
قَْ أليس تلك القديسة الى كنت أتصورها فق وقت من الأرقات . وتضخمت 


شق 
المواجس الى كانت تراودى فى ثمرة تفورى منها ٠‏ فأنستى المزايا ‏ 
العميمة الى كانت تتحلى بها فى واقع الأمر . 

وكان التغيير الذى طرأ على مشاعرى نحو أليس راجعاً بقدر ما إلى أنى 
اكتشفت فى أخلاقها ولو بصورة ضعيغة » أشياء كنت أكرهها فى أمها وأخيها. 
كانت أليس تكن لأمها إعجابآ لا حد له فكانت تراها مزيجاً من القديسة 
وحكم الزمان . وكانت هذه النظرة مألوقة بالنسبة للكشدر ين ومنهم مثلا الفيلس.وف 
ولم جيمس الذى كان بيقدس أم أليس . أما أنا » فعلى العكس من ذلك ع 
وصلت تدر ييا إلى اعتيار حماتى من أسوأ من عرقت من التساء ء فإن معاملها 
لزوجها الذىكانت نمحتقره » كانت مهينة إلى أبعل حد . إذ ١‏ تكن خاطية 
أو تتحدث عنه إلا بلهجة تكشف عن احتقارها له . صميح أنه كان عجوزاً 
غبيا بما لايدع مجالا للإنكار ١‏ ولكنه لم يكن يستحق منها أو من أى إنسان 
ف قلبه ذرة من الربحمة كل هذه اازراية . وكان يتخدذ له خليلة يعتقد فى غياء 
أن زوجته لا تعلم علها شيئاً . فكان يمزق خخطابات تلك المرأة ويل بقطع 
الورق إلى سلة المهملات » ولكن زوجته كانت نجمع تلك القطع وتقرأ 
الحطاباتعلى ابنها أليس وولدها لوجان. فكانوا جميعاً يستغرقون ‏ الضحك ‏ 
وعندما مات الرجل العجوز باعت أسنانه الصناعية ورفضت أن تنفذ وصيته 
لها وهو على فراش الموت بأن تمنتح الإستالى نخمسسة جنيهات ( وقد جمعنا الميلغ 
دون حاجة إلى تبرعها) . وكانت هذه هى المرة الوحيدة الى انتقدها فها 
لوجان » حى إن الدموع بإلت عيئيه لعرط ما شاهله من قسوة أمه . ولككنه عاد 
من -جديد إلى احيرامها على عادته . ا كان ولدها 
لوجان ق الشور الثالث والنصف من عمره » قالت : ودخلت أنا ولأوجان ى 
أول معركة لأعلمه النظام وقد انتصر هو ق المعركة دون أن يعلم ٠‏ فما أعتقد . 
فقد ضربته بالكر باج حى أصبح لونه أسود وأزرق وحبى أصبحت بالفعل عاجزة 
عن الاستمرار ى ضربه » ولكنه لم يتراجع قيد شعرة » وأدجو مع ذلك أن 
يكرن هذا درساً له »237 . وقد كان . . فلم تعد بحاجة إلى ضر به مرة أخرى حبى 
)١(‏ من كتاب لوجان بيرسال سميث المسمى ( متمرد على الدين ) ص م . 





ريرق 
ستحيل لونه إلى أسود وأزرق . وكانت تنشى” أولادها على الاعتقاد بأن الرجال 
رحوش وأنهم بلهاء فى حين أن النساء ملائكة يكرهن العلاقات الحنسية . ولذلك 
أصيب أومجات 3 1 3( متوقع 3 بالشدود الحشى . وكانت تومن نس 
الإناث إلى الحد الذى جعل من الصعب علها أن تمر م مشيئة الخالق وهو ذكر 
لا أنى . فكانت كلما مرت بحانة تقول : « هذا تدبيرك يارب ولو كان الخحالق 
أنى 4 لما كانت هناك خمور » . 


وجدت تأبيد أليس لأمها شيئاً لا يمكن احماله . فى مرة عرضت 
للإيحار فرايدايز هل ٠‏ ووردكتاب من بعضهم يسأل عما إذاكانت الشروط 
الصحية فى المازل قد نفذت نحت رقابة مفتش صعة معتمد . فجمعتنا جميعاً 
دول مائدة الشاى وقالت لنا إن هذه الشر وط الصحية لم تعتمد ولكنها ستقول إسا 
معتمدة . وسارعت أنا إلى الإحتجاج » أما أوجان وأليس فقد سارعا إلى إسكاى 
كا لو كنت طفلا شقيا قاطع أستاذه الذى يعلمه . وكنت أحاول أحياناً 
أن أتحدث إلى أليس عن أمها ولكن محاولاتى كانت بلا جدوى . وى الهاية 
امتد تفوري عن هذه المرأة العجوز إلى كل من -<وطا من المعجيين بها با فهم 
زوجى أليس . 

وأتعس أيام حياتى هى الى قضيتها فى جرانشسر » إذ كانت غرفة نوف 
تطل على الطاحونة . وكان صوت الطاحونة الى تدور بقوة دفع المياه ى الهر 
مختلط اتحتلاطاً تامنًا بالصوت اليائس فى أعماق . فلم تكن تغمض لى عين ليالى 
طويلة كنت فيها أستمع أولا إلى العندليب م إلى مجموعة الطيور الى تظهر ق 
الفجر 9 أشبد مطلع الشمس وأحاول جاهداً أ أن أستمد العزاء من جمال 
الطبيعة فى اللخارج . . وقاسيت بشكل حاد ذلك الشعور بالوحشة الذى أدركت 
العام الماضى أنه مصير كل إنسان ء وكنت أسير وحدى فى الحقول المميطة 
#رانشستر وأشعر بشكل غامض أن أشجار الصفصاف وهى ©بتز بفعل الرياح 
تحمل لى سالة من أرض السلام . وقرأت كتب لين مثل كتار. ( تيلر) المسمى 


3 


١‏ بالموت الممدس 0 وذلك عل أمل أن هناك فى ع مستقل عن المعتقدات 


اق 
' الدينية يحعل الذى يؤمن بشىء يشعر بالسعادة ى [يانه . وحاولت أن أجد ملجأ 
فى حياة التأمل » وبدأت فعلا فى كتابة كتالى ( عبادة البجل الحر ) . ولكن 
الشىء الوحيد ف الكتاب الذى عزانى بعض الثغىء هو إيقاع النير وجرس العبارات . 


وطول الوقت الذى كنت فيه منهمكاً فى كتابة ( أصول الرياضيات) 
كانت علاقالى ب,ووايبد صعية ومعقدة ؛ كان هواسيد يظهر العام اللخارجى 
على أنه رجل هادئ ومعقول وحصيف ٠‏ ولكن ما أن يتعرف عليه المرء جيداً 
حبى يتكشفن أن ظاهره غير باطنه . فقد كان يقاسى ٠‏ شأن الكثيرين ممن 
يتحلون عيزة ضيط النفس ء من ذزعات أقرب ما تكون إلى انون . وقبل أن . 
يلتى دزوجته كان يفكرق الانضام للكنيسة الكاثوليكية ٠‏ 1 وله عن ذلك 
ف اللحظة الأخيرة إلا وقرعه فى غرامها . وكان يطارده لديف من العوز المالى - 
ولكنه لم يستطع دفع هذا الحوف بطريقة سليمة بل كان ينفق ببذخ لكى 
يقنع نفسه أن ف وسعه أن يكون مسرقا . وكثيراً ما كان شر ذعر زوجته وخدمه 
حين يتمم يكلام يزجر به نفسه بشكل لا يرجم . وكان يلزم الصمت أحيانآ 
لعدة أيام لا نس فيها كلمة أ . وكانت زوجته فى حالة وف 
دام من أن يفقد رشده . وأعتقد » مؤخراً . أنما كانت تبالغ فى تصوير ذلك 
الحطر . فقد كانت ميل إلى المغالاة والهويل فى تصوير الأخطار المحدقة . 
ولكن الخطر الذى ممْشاه كان ماثلا بالفعل . وإن لم يكن بالدرجة الى 
تصوربها . وقد كانت تتحدث عنه معى عنتهى الصراحة وكنت أجد نفسى 
متفقاً معها فى ضرورة الحفاظ على قواه العقلية حتى لا يتسرب إليه ابلدنون . 
هما يكن من شىء فإن عمله لم يتأثر قط بحالته العقلية بل كان يحس الإنسان 
أنه يبذل مجهوداً فى ضبط نفسه فوق احيّال البشر ١‏ حتى لقد كان امبياره جمكنآً 
أية ظة . وكانت زوجته تكشئ دامآ أنه مدين لأكثير ين من تجار كامبردج 
ولم تكن تستطيع أن مخبره أن مالديها من المال لا يكتى للسداد . وذلك 'حى 
لاتدفعه إلى حافة انون . وكنت أتابع مصادر ديونه ق سرية ة وأقوم بالسداد 
نيابة عنه » فقد كان من أعسر الأمور على النفس خداع هوايتهد الذى كان 


ارق 
لا شك سيحس بالمهانة لوعرف حقيقة الأحوال . ولكن كانت هناك عائلته 
وهذه بتعين الإنفاق عليهاء. وكان على "كذلك أن أكتب « أصول الرياضيات » 
ولى يكن من سبيل للوفاء بهذا أو ذاك معاً . ولكبى دفعت كل ما استطعت 
أن أحصل عليه من مالى بل اضطررت للاستدانة . وآمل أن تكون الغاية 
التى كنت أنشدها مبرراً كافياً للوسيلة الى اتبعنها . وحى هذه اللحظة ( عام 
للم أكاشف أحداً قط فى هذا الشأن . 

وى أثناء ذلك كانت أليس أكثر مبى تعاسة . وكانت تعاسها أكبر 
مصدر لتعاستى . كنا فى الماضى نقضى وقتاً كبيراً مع عائلها ولكبى أخيرتها 
أنى لم أعد أستطيع احمال أمها وأنه يتعين علينا لذللك مغادرة فر رست. وأمضينا 
الصيف بالقرب من در ودواى ق مقاطعة و رستشر . وجعلبى الألى ميا ميالا لعاطمة 
فكنت أنقى * عبيارات مثل : ( إن قأوينا تبى أضرحة ندفن فها مأ تبى من 
رماد آمالنا التّى ماتت» . بل إنى تنازلت وقرأت (ميترلنك ) 27. وقبل ذلك الوقت 
وفى جرانشسثر . وف قمة تعاستى ومحنتى اننهبيت من كتالى 9 أصول الرياضيات ». 


ب 


وكان اليوم الذى فرغت فيه من كتابة المخطوط موافقا ليوم 7١‏ من مايو. وق 
در ودواى عقاطعة ورستشر . عكفت على تنقيحه بحيث أصبح ق صورة 
البائية كتاب و أصول الرياضيات » المعروف . وق ذلاث الوقت كنت قد 
ضمنت تعاون هوايتهد معى. ولكن موقت غير الواقعى وغير الخلص ثم موقق 
العاطق الذى سمحت لنفسى بالتورط فيه . أثر على عملى العلمى ٠‏ وأذكر 
أنى أرسلت لواسبد مسودة ابلدزء الأول من الكتاب » فكان جوابه ١‏ لقد 
ضحيت بكل ثىء ١‏ حى موضوع الكتاب ٠‏ لأجعل مسودات الطبع تيو 
قصيرة ومحكمة , . وهذا النقص فق الكتاب راجع إلى قصور فى حالى التفسية 
إذ ذاك . 

وعتدما حل الدريف أقمنا لمدة ستة أشهر ى بيت فى ( شين ووك) . 
وأصبحت الحياة حتملة أكثر من ذى قبل » فقد التقينا بأناس عديدين يتسمون 


للسمي هسه مامد له 
للسا-ت كه لمفسصيد هة ث.اسس سس شه 





١ (‏ ) الكاتب المسرحى البلجيكى | الأصل الذى اشبر بالرمزية ى جاية 5 الغرد ن الماضى 1 


شف 


باللطف والظرف » مسلين مريحن. وبدأنا نعيش حياة نتصل فها بالآخرين 
ولكن كان هذا الاتصال مهدداً دائمآ بالتوقف . ولاكنا » أنا وألبس ١‏ نعيش 
فى نفس البيت فقدكانت تنزل إلى فى الطابق السفل» بن آونة وأخرى» بقميص 
النوم بعد أن تكون قد آنوت إلى فراشها ثم ترجو أن أقضى الليل معها ٠‏ وكنت 
أفعل ذلك أحياناً ولكن النتيجة كانت غير مربحة إطلاقا . وظل الخال 
على هذا المنوال تسع سنوات . وكانت أليس تأمل فى أن تعيد المياه إلى 
مجاريها طوال تلك السنين ول تتعلق برجل آخر . وى أثناء تلك المدة لم تكن 
لى علاقات جنسية يغيرها من النساء . وكنت أحاول مرتين فى السنة تقريباً أن 
أعاشرها معاشرة الأز واج على أمل التتخفيف مما كانت تستشعره من تعاسة . 
ولكبا لم تعد تجذبى جنسينًا وذهبت اولاق هباء . وعندما أمد يصرى عبر 
السنين إلى تلك الأيام أشعر أنه كان ينبغى على أن أكف عن العيش معها فى 
بيت واحد . ولكنها كانت تريدى أن أبى إلى جانبها بل مها هددت بالانتحار 
إذا تركها . ولى تكن هناك امرأة أخرى أود الذهاب إلبا ولذلك كان يبدو أنه 
ليس هناك ما يمنع من تلبية رغيتها . 


لقنل قف ثا سا شدي ةا وأ ء م عدار 
لحت تكتبميما خبدماش 6 ١ 000١‏ أ وفصيف 5 « خم )< ف (تنشيرتث) و(نتفورد ): وتعودت 


عبلالتجول ف الحقول المحيطة بالبلدة كل ليلة من الحادية عشرة هساء إلى الواحدة. 
ويبذه الوسيلة توصلت إلى تمييز أصوات ثلاثة لطائر اسمه السبد ( ومعظ الناس 
لا يعرفون له إلا صوتاً واحدا ) وكنت أحاول بكل جهدى أن أحل التناقض 
الذى سبقت الإشارة إليه . فكنت أجلس كل سباح ذه وأماى ورقة بيضاء . 
وأمضى البار كله » باستثناء فيرة قصيرة للغداء ٠‏ محملقاً فا وعندما بحل المساء 
تكون الورقة ى معظم الأحيان مازالت بيضاء عل حالما . وكنا تمضى الشتاء 
فق لندن ولم أكن أحاول العمل فى فصل الشتاء ولكن صيف 1١1907‏ وصيف 
يرتيطان فى ذهى بالكساد العقى » وكان واضحاً لى أن من غير الممكن 
أن أتقدم بدون حل ذه التناقضات » وصحت عزعى عل أله حول أية 
صعوبة بيى وبن إتمام كتاب ( أصول الرياضيات ) » ولكن كان يبدو محتملا 


لخدف 
جدًا أن تذهب البقية الباقية من عمرى فى الحملقة ى تلك الورقة البيضاء . 
وما جعلبى أضيق بها كثراً أن التناقضات كانت تافهة ١‏ وأن وقبى كان يضيعم 
قَ أشياء دبذو ل أمها لك تستعحق اهماما جديا . 

وجب آلا يتبادر إلى الذهن أن وقبى كله كان يستغرقه اليأس والنجهود 
الذهى فإنى أذكر مثلا تلك المناسبة ٠‏ الى سبق الحديث عنبا » والى تتعلق 
بزيارة ( مينارد كينز) لنا فى ( تيلفورد) ٠‏ من يوم السبت إلى الاثندن . 

وابتداء من ه4١‏ بيدأت الأحوال نتحسنل . وقررت أنا وأليس أن سكن 
قريباً من أكسفورد وبنينا لنا بيتاً ى ( باجلى وود).» ( ول يكن فى تلك المنطقة 
أى بيت آخحر وقتئذ) وانتقلنا إلى هناك ق ربيع ه190 وبعد استقرارنا بقليل 
اكتشفت « نظرية الأوصاف » الى كانت أول خطوة ق سبيل قهر الصعاب. 
( ثيودورديفيز ) الذى نحدثت عنه ى فصل سابق . 

وفى عام1" ١4٠‏ اكتشفت «١‏ نظرية الأغاط » ول يبق بعد هذا إلا تحر يرمادة 
الكتاب . وكان عمل هوا ينهد كعلم لا يدع له الفراغ الكاق للقيام هذه المهمة 
الآلية. فتوفرت علها ما ببن عشر واثنبى عشرة ساعة يوميا لمدة عانية أشهر 
فى العام . وذللك من 19037 إلى 193١‏ وتضيخم امخطوط فى الحجر . وق كل, 
مرة كنت أتحرج للذزهة . كان ينتابى الدوف من أن تشتعل الناراق المازل ويحهق. 
امخطوط . ولم يكن المخطوط بالطبع من النوع الذى يمكن كتايته على الالة 
الكاتبة أو حبى نسيخه . وعندما ذهبنا به أخيراً إلى مطيعة الخامعة » كان من, 
0ه ١ط‏ جيرا الم لع 15 ١‏ لذ سه ا 9 ” 06 1 لهك ه- طل اد 0 
التبعحاهة حسي أاصتر زنا 3 سسجار حر نه ناما ارم تعجار نا متملة . زحى 
بعد نقله لم تنته المتاعب»ء فقد قدرت المطبعة أن الكتاب سيخسر سمائة جنيهء 
وأبدى الناشر ون استعدادهم لتحمل خسارة قدرها ثلهائة جنيه ولكنهم قرروا 
أنهم لا يستطيعون نجاو ز هذا الرقم اللسارة » وهنا تقدمت اللجمعية الملكية 
وتفضلت يدفع مائتى جنيه » وتعين علينا أن ندفم المائة الباقية . وهكذا كان 


مائض م كا هنا بعد كما عم سلايات خخمسه" حتئها . مه خسارة ميحلت 
يه ا 7 س0 ف ب ا اكيم لل 0 سبد ذا عدرل عار 4 


لق 
رقمآ قياسيناء فى هذا المجال ٠‏ يفوق الرقم الذى وصلت إليه ملحمة ٠‏ الفردوس 
المفقود 6 لاشاعر جون ميلتون . 


كان لوطأة الشقاء الذى كنت أشعر به وللإرهاق الذهى الشديد الذى 
امتد لى من 96 إلى 191١‏ أرما الحائتل عل )١١‏ . وكنت أتساءل فى تلك 
الفترة : ترى هل يقدر لى أن أخرج من السرداب الطويل المظلم الذى 
يبدو أننى تورطت فيه ؟ كنت أقف على القنطرة الصغيرة ى ( كننجتون) 
بالقرب من أكسفوردء أشاهد القطارات وهى تمر تباعاً وأعتزم أن ألى بنفسى 
تحت أحدها . وعندما يأق الغد كنت أجد نفسى وقد عاودنى الأمل ى أن 
أنهى من ( أصول الرياضيات) قى يوم ما . وكانت الصعاب الى تعير ضى 
تبدو لى فوق ذلك وكأنها تحدياتلابد من قهرها » وهكذا ثابرت على العمل حبى 
فرغت من الكتاب آخر الأمر » ولكن ذهى لم يشف تاماً من الإإجهاد المضي, 
الذى تعرض له . ومنذ ذلك الوقت ضعفت قدرنى عما كانت عليه من قبل 
فى معاحة الموردات الصعبة » وهذا يفسر جزئينًا تغير طبيعة العمل الذى اضطلعت 
به بعد ذلك و إن لم يكن يفسره اما . ١‏ 

وف أثناء تلك الفترة كنت أقفى شهور الشتاء من هذه السنوات 
غالباً فى الاهتام بالقضايا السياسية . وعندما بدأ تشمبرلن يدعو لالحماية ابلدمركية 
وجدت نفسى متحمساً لإطلاق حرية التجارة . وكان التأثشر الذى تركه قى 
نفمى ( هويئز ) فجعلى أومن بالإمبراطورية و بالانحاد الخمركى الاستعمارى 
قد تببخر فى لحظات المحنة الى مررت بها عام ١190١‏ فأصبحت داعية للسلام . 
ومع هذا أصبحت ق 1107 عضرا فى ناد صغير للعشاء كان يسمى « المعامل ) 
أنشأه ( سيدنى وب) بغرض تناول المسائل السياسية من وجهة نظر استعمارية 
بصورة أو بأخحرى . وق ذلك النادى تعرفت بالكاتب ( هربرت جورج واز) 
وم أكن قد سمعت به من قبل . وكان أكثر تعاطفاً مع وجهة نظرى من أى 


. انظر خطاباق إلى لوبى‎ )١( 


شرف 
عضو آخرء بل إن معظم الأعضاء أصابونى ف الواقع بصدمة عميقة » وما زلت 
أذ كر عيى ١‏ اعرى) وثما تتمدان كلما وردت على خاطره فكرة حرب مع 
أمر يكا تستحق ٠‏ كما قال لى ق زهو وحماسه 4 أن يجند لها كل الل كور 
البالغن من سكان بر يطانيا . وف ليلة من الليالى ألى السيد ( إدوارد جراى) 
وم يكن فى ١‏ لعكومة إذ ذاك خطبة يحبذ فها سياسة التفاهم الودى » ولم تكن 
هذه السياسة قد تبتها الحكومة بعد . وأبديت اعتراضى على هذه السياسة بقوة 
شديدة وبينت أنها ستؤدى إلى حرب عتملة ولكن لم يتفق معى ق الرأى أحد 
فاستقلت من النادى ٠‏ ومن هذا يتصح أنى بدأت معارضى الدحرب العالمة 
الأول فى سليظة مبكرة جد ٠‏ و بعك ذلك اعتدت التحدث مدافعاً عن حرية 
المحارة باه هغة رم بايطة إطلاق لي ولك التحادة 14 41 أ قد حاولت التحدث 
امار م - الام ٍِ ع 8 احم - 1 1 
فى اجمّاع عامء ولذلك كنت ف أول الأمرخجولا مضطربآ لدرجة أنه لم يكن 
وبعد انتخابات 1105 وعندما فقدت قضية الحماية اللمركية أهميتها ى 
أذهان الناس » ولت للدفاع عن قضية إعطاء المرأة حق الانتتخاب. واستناداً 
8 مادى المناهضة لالحرب كنت ضد د القائلين بست | العذندف وفضلت دام 
1 انتتخاب فرعى رافعاً شعار إعطاء المرأة حق الانتتخاب وكانت الحملة 
الا نتسحابية ف ( وعبلدون) قصيرة ومشتعلة الحماس . ومن امال عل من هم 
أصغر منى سنا أن يتتخيلوا مبلغ المرارة البى قابل بها الناس الدعوة لممساواة المرأة 
ا ْ ف السئوات اللاحقة محملة ضد الخرب العالمية الأول 
بال ر جل ٠‏ وعنتما قمت كك السئوات الث حقةه ‏ لحوياية 
لم تكن المقاومة الشعبية الى واجهتى لتقارن بالمقاومة الى لقيمها الداعيات لإعطاء 
المرأة حق الانتيخاب فى عام 19017. وكان الموضوع كله ء عند الغالبية الساحقة 
من الناس © يعالج باعتباره موضوعاً لاتفكه . فكان الجمهور يصرخ ىق 
عبارات ملوها السخرية موجها كلامه للنساء : «لاذا لا تعدن إل البيوت 


5 ل 11 جبله . ااا اا واعلك ل وها عا امك 
وتوجهن عنا تحن للاطفال " موجه ناز مف للرسحاي خانام0. خل خم 


01 
أنك تركت البيت وجثت إلى هنا ؟, وكان هذا الكلام يوجه بصرف النظر عن مر 
المتحدث . وكان البيض الفاسد يصوب إلى وقد أصاب زوجى بعضه فعلا . 
وق أول اجماع لىكانت الفثران تطلق لتخويف ااسيدات بل كان تالمشيركات ى 
المؤامرة ضدى يصرخن متظاهرات بأنهن مذعورات حى يلطخن جنسهن بالعار . 

وهنا صورة من هذه الاجماعات فى كتيته إحدى الصحف ف ذلك الوقت . 


ضجة انتخابية 
إطلاق الفيران لتتخويف المطالبات بحقوق المرأة 
معركة فق ويمبلدون 
افتتح صاحب السعادة برترائد رسل ٠‏ المرشح عن دائرة و يعبيدون والذدى 
ينادى بإعطاء المرأة حقوقها السياسية . -حملته الانتسخابية يوم السبت الماضى . 
ققد خطب فى اجمّاع حاشد صاخب ف قاعة « و يربل » وكان استقبال رئيس 
الحلسة السيد او. ه . بيى ( وهو عضو مجلس إدارة رابطة دزب الأحرار) 
استقبالا اختلط فيه الاستحسان بالاسهجان . وكان المتتحدثون فى الاجماع هم : 
حرم برتراند سل وهى مرشحة والسيد / سانت جورج كذلن فوكس بت 
الذى لم ينجح ق الانتتخابات العامة عن حزب الأحرار ٠‏ وحرم فيليب سنودن 
والانسة أليسون جارلاند وغيرهي ممن لمر صلة بالانحاد التق للجمعيات المطالبات 
قوق المرأة . 
وكان واضحاً من البداية أن قسماً من ابلتمهور ‏ حوالى ألفين ‏ معاد 
لروجى هذه الدعوة وكثراً ماكان رئيس اللخاسة يطلب إلى البتمعين أن 
يكفوا عن الكلام دون جل وى . وق ظرف عشر دقائق من ابتداء ابلحلسة حداثت 
معركة فى ركن من القاعة تلط فها الحابل بالنابل وانقضت خخمس دقائق 
قبل أن يسود الهدوء مرة أخرى . وقد قف ز كثر ون على المنصة والكراسى وأتحذوا 
يشمجعون المشتبكين ق العراك . 


4١ 
وف مرحلة أخرى من مراحل الاجماع أطلقت فيران كبيرة الحجم من‎ 
حقيية» واندفعت نجرى على أرض الصالة فى كل اتجاه بين عدد من السدات‎ 
الخالسات فى الصفوف الأولى . وقد ساد الحرج والمرج حظةء وقفزت السيدات‎ 
فوق الكرامبى ق حين أنخذ الرجال فى صيد الفيران من بين المقاعد واستطاعوا‎ 
آحر الأمر أن يقتلوها . وق نباية الاجماع أخذوا فآرا من الفيران الميتة إلى‎ 
. فكتوريا كرسنت ) وألقوا به فى غرفة اللجنة الانتعخابية المرشح‎ ( 


على أن الهرج الذى ظهر فق الاجماع اقتصر على حشد ضحم من الرجال 
والشيان الذين لا يشعرون بالمسئولية والذين كان يجب ألا يسمح لم بلخول 
الاجماع » وليس من الإنصاف لوم ناخبى ويمبلدون جميعاً على التصرف 
المشين الذى بدا من الغوغاء المشتغلين بالسياسة . 

وقد قابل ال#تمعون السيد رسل بالتصفيق الحاد و عقاطعة حديثهء ولا استمرت 
المقاطعة توءجه رئيس الخلسة إلى الجتمعين قائلا : « ليست هذه بالتأكيد هى 
الطريقة الى يعامل بها رجال و بمبلدون ونساؤها ضيفاً غريباً » وهنا انطلق صوت 
يقول: وهل يؤثر هذا فى عر زيعتنا ؟ ) وأجابته صرعات كيه 0 د وين 
بدقيقة أو و ائنتدن طلب رئيس |الحلسة إلى المشاغبين مرة أ أحرى أن يكفرا » ولكنه 
لم يجح ق تبدتهم إلالمدة قصمرة وبعد أن اشم ألا يجلبوا العارعلى اسم 
وعبلدون . وأعلن السيد / سل أنه مرشح أولا وقبل كل شىء للمناداة 5 
المرأة حقوقها السياسية على قدم المساواة مع الرجل» وبالشروط الى تمنح لارجل . 
وصاح صوت من القاعة : هل ذريد ربات الحجال ؟ وأجابته صيحات مدوية : 
كلا . واستأنف المرشح كلامه قائلا إنه يؤيد الحكومة الحاضرة » ( صيحات 
استحسان وصصخب فى نفس الوقت) وإن أهم مسألة مختلف علها الحزبان » 
الأحرار والمحافظون» هى مسألة إطلاق حرية التجارة» ومن المسائل المتصلة بحر بة 
التجارة مسالة ربط الضريبة على الأرض -حسب قيممأ . وهنا ميض السيد / 
فوكس بت ؛ وقد كست وجهه ابتسامة عريضة . وكان ينوى أن يحدتهم عن 


ثىء من تار يخ السيد/تشابان ولكن الحاضرين لم يمكنوه من ذلك فاستسلم يائساً . 
- سرق الذاتية 


حق 

أما حرم فيليب سنودن فقّد أبدت همة أعبل » وعل الرثم من أنهم قابلوها 
ف البداية بالصضير والسخر بة إلا أنبا استطاعت أن تريمهم على الإنصات بدرجة 
لا بأس بها. وقد تحدثت أيضاً حرم أرثروب والانسة ألبسون جارلاند والسيد/ 
والر ماكلارين . ووافق المجتمعون علىقرار بتأييد السيد برترائد رسل بأغلبية 


اس 


ساحمة . 


كانت شراسة الذكور المهددين بفقدان سيادتهم على النساء أمراً مقهوماً . 
ولكن إصرار أعداد ضخمة من النساء على إطالة بقامن قى وض .زر مجنسهن 
كان أمراً عجيباً حقًا . فلست أذكر أن السود فى أمريكا أوعبيد الأرض ىق 
رسيا قد كأوا إلى أعمال العنف ضد حركة نحريرهم ولكن ق إتجليرا كانت 


ومنذ أن قرأت ق سن المراهقة كتاب الفيلسوف ( جون ستيوارت مل) 
فى ا موضوع وأنا من المتحمسين لمساواة المرأة بالرجل . وكان ذلك قبل أن أعلم 
باشتراك والدق فى حركة حر ير النساء فق الستينيات من القرن الماضى . وليس 
هناك ما يدعو للدهشة أكثر من انتصار قضية المرأة فى العالح المتحضر بهذا 
الشكل السريع اللخاسم . وإ لسعيد بأى شاركت بنصيب ق أمر قدر له 
هذا النجاح . 


وبع ذلك فقد أصبحت أعتقد أن الحقوق السياسية المحدودة الى كنا نطالب 
بها للمرأة فى ذلك الوقت كانت أصعب منتالا من الحقوقٌ الموسعة الى لو طالب 
مبا الأحرار لاز وا وعم ف السلطة عزايا كييرة . ولكن الداعين فى ذلك الزمان 
لإعطاء المرأة حقوقاً محدودة كانوا بمانعون ى توسيع هذه اللقوق » لآنها كانت 
ستؤدى إلى إتاحة الفرص أمام عدد أكبر من النساء . إلا أنها لن تساوى ى 
الحقوق بينهن وبين الرجال . و بذلك لن يتحقق مبداً المساواة الكاملة بين الرجل 
والمرأة . وعند هذه النقطة تركت المتطرفين من أعضاء الحركة وانضممت بدماعة 
كانت تدعو إلى منح حق التصويت لبالغى سن الرشد من اللحنسين . ومؤسسة 


“1 ؟ 


هذه الخماعة هى مرجريت ديفي ز( أخت كر ومبتون ديفيز وأخت يود ورديفيز ) 
ورئيسها هو آرثر هندرسون . وكنت ق ذلك الوقت لا أزال عضو فى حزب 
الأحرار وحاولت أن أتصو رآرثر هندرسون ثوريا عنيفاً » ولكنى لم أكن موققاً 
ق تصورى هذا . 

كانت السنوات الهافية ما بين 1407 و١191‏ سنوات ألمة جد بالنسبة لى 

برغم ما تحللها لغيرات قصيرة 5 من الشعور بالراحة والطمانيئة . صحيج أنباكانت 

ستوات مثمرة جلدً! من فاحية العمل » ولكن اللذة الى كنت أستمدها من 
كتابة « أصول الرياضيات » اقتصرت فقط على الشهور الآخيرة من 11٠٠‏ 
وبعدها ثقلت على وطأة العمل فلم تدع يالا للذة . وكانت السئوات الأخرة 
حرا من السئوات الأولى لأمبا كانت أغزر مها تماراً . ولكن الببجة الوحيدة 
الحقة الى شعرت يها و هذا العمل لم ثم إلا عندما سلمت النسخة المخطوطة 
لمطبعة جامعة كاميردج ٠:‏ 


خطابات 
من و إلى جلبرت مرى 


كلية دا ونج 
كاميردج 
عزيزى جلبرت 

قرغت من قراءة ترجمتك لمسرحية 0 هريولا يتس 0( ليور دبديس وأراق 
مدفوعاً إل التعيير لك عن تأثيرها العم عل . شن نحبول الشعر متا يقرأون 
روائع الأدب الحديث قبل أن يتاح لم أن بعرفوا الانفعالات القوية الى تزخر 
مهأ هذه الروائح القدعة . والتقدم إلى رائعة جديدة بعقل أكثر نضجاً يشكل 


تجربة رائعة» وجدها تكاد تطغى على كل ماعداها . 


جك 

لم تحدث لى هذه التجربة من قبل ولم أكن أصدق إلى أىمدى ستؤثرى . 
وهذه المأساة البى ترجمئها تحقق تمامآ فما يتراعى لى الغرض من إظهار ذلك 
الجانب التبيل الرائع فى شعورنا بالدزن 0 وهى بالنسبة لأولئك الذين لايعتنقون 
منا ديناً معيناً » تشكل العزاء الوحيد الذى لا يستطيع عرض الدنيا أن يحرمنا منه . 

إن المسرحية الأصلية كانت جديدة على وقد شعرت بقونها بشكل حاد 
ولكبى أشعر أيضاً أن شعرك أنت ستحق موضوعه تماماً » ويجب أن يدرج 
فى شريحة خاصة محدودة جد تشتمل عل القصائد الإنجليرية 3 العظيمة -حقنًا . 
وأشد ما اسهوانى من قصائد تلك القصيدة الغنائية الى ختمت بها قراءتء 
الشعرية فى كلية ( نيونهام) . لقد حفظها عن ظهر قلب فى الخال » وظلت 
عالقة بذهبى منذ ذلك الوقت إلا أن هناك كلمة واحدة لست راضياً عنها 
تماماً وهى كلمة 30د فهى من ناحية القافية, ى مخلها تماماً » ولكن 
يبدو لى أن كلمة مبممق تعبى شيئاً يسوقه أحد » وهذا يتناق مع ماتوحى به 
الفكرة إلى ذهى من الهدوء والسكينة . 


أندرك إل الآيد 
درد. انك . وسا 
زاز صل 


بارفورد تشرت 
فارمهام 
1 سس ماأرس لاحلا 


لن أقول إنى مسر ور ومنش رح الصدر لاستمتاعلك مببيولا بتس لون 
مشاعرى مختلفة تمامآ . ولكن ما ملحكٌ القووٍ عثل شبه مرحلتاق حياتى ونظرق 
تسحرق »ع كن الفكرة التى كانت دائها تراودق أن هناك عشرات من الراجم 


3 


لكتاب المأساة الأغرر ب لق كا المكشاتث المّ, تس الكت المئرصة 2 "1١‏ 
. راىق ل بم ص/6و 0 00 امسو أ البستحيبيةه 0 وأفى 


8 


1 
لاأستطيع أن أقرأ أينًا منها بأقل نصيب من الاهمام ؛ ورا كان مؤلفو هذه 
الكتب جميعهم بشعرون كا أشعر أنا تماماً بروعة الحمال وقوة الببان فم 
يتصدون لتقله ٠‏ وا مرجم : إذا وق الارجمة حقها » إنما يدرك قصد الولف أكر 
من القارى العادى ء ومن حين إلى آندر توحى له القصيدة بشبىء قريب ما كان 
يقصده الولف . 

إن كل المؤلفين طبعاً » وبدرجات متفاوتة . يفشلون فى توصيل 
المعبى الذى ير يدونه . والمترجمون فشلهم أكبر من باب أولى » لأن قدرهم 
على الكتابة أضعف والمهمة الى تواجههم أعسر . هذا ما يحرى عادة فى مثل 
هذه الأسحوال ولكن الذى يبدو أنه حدث فى حالتنا هو أنك استطعت بطر يقة 
أو بأخرى أن تفهم وتشعر بكل ما أردت أن أوصله للقارى . 

ولا أعبى أن هناك شيئاً غامضاً أوشيئاً غير عادى فما أقول» ولكن ما أعنيه 
ببساطة هو أنه حبّى فى حالة الشاعر الردىء أو رجل الشارع فى بعض أطواره 
إذا أمكنك أن تفهم حقيقة ما يدو رف ذهنه فإن هذا يكون شيئاً جميلا ومدحشاً 
إذا قورن با يحصل عليه الإنسان عادة إذا قرأ قصيدة غاية ف اللحودة . وعندما 
أضيق بالشعر ساورثى الشعور داعا أنى ببساطة لاأفهم الشاعر أو أنه ل بخير 
عن نفسهء إذ من المحتمل أن يكون هناك شىء لطيف جد لم يحد طر يقه إلى 
التحبير وىَّ لحظة من الحظات الإشراق » يستطيع المرء أن ينفذ إلى أعماق 
الشاعر و ستخلص ذلك الشىء اللطيف . 

إننى أدرك ما ترى إليه بالنسبة لكلمة ع«مءص-لء:ط سأحاول أن 
أغيرها ولكى لا أستطيع أن أجد بديلا خيراً منها حبى الآن . لقد وصلتق 
الخطوطات . 

أخموك إلى الأبد 
جلبرت مرى 


5 


فرايدايز هل 
8 من أبريل 1307 
عز يزى جليرت 0 

ألاحظ فى كل مناقشاتنا حول المسائل الأنخلاقية اختلافاً بينآً حول المقدمات 
المنطقية » وتعارضاً حقيقينًا فيا مختص بالمقاييس الى تقيس بها السلوك . 
ولا كنت حر يصاً على توضيح رألى فى موضوع النوازع الأخلاقية الى تنبع 
من داخل النفس مباشرة ( وكل الأخلاق . كنا هو بديبى ١‏ لابد أن تعتمد 
على هذه النوازع ) ٠‏ ولا كان التعارض حول الأساسيات يثير الشكوك ٠‏ لذلك 
أود أن أحاول تبن هذه الاختلافات بقبىء من الدقة والتثبت وخاصة أن 
موقف كل منا لا محتمل التوفيق مع موق الاخر الأخلاق . 

إن خلافاتنا » فما يبدوء ناشئة من أنك تومن بالمذهب النفعى فى الأخلاق 
فى حين أحكم أنا على اللذة والألم باعتبارهما أقل أهمية من المعرفة مثلا ومن توق 
الحمال وتأمله والتفوق الذهبى الحقيق الذى يعتبر مزية بصرف النظر عن تأثيره 
العملى فى واقع الحياة . والذى أريد أن أتحقق منه هو ما إذا كانت مبادئك 
الأخلاقية ليست مستمدة من المذهب النفعى وليست بالتالى مما نتفق عليه . 
(لا بد من ملاحظة أن طريقة سدجويك فى كتابه عن الأخلاق : طريقة 
خاطئة » فهو يناقش فيه عدداً من المسلمات الأخلاقية ويبرهن على أعباء 
بصفة عامة » كتلك الى يعتبرها المذهب النفعى . على درجة متوسطة من 
الأحكام الأخلاقية » وذلك إذا قبلنا طريقة سد جويك فى تحليل الأساس 
الفطرى العام أى أن نظريته مؤداها أن النوازع الفطرية المباشرة هى المصدر 
الوحيد للأحكام الأخلاقية » وذلك لآن هذه الأحكام إذا كانت تعبراً عن 
وعى أخلاق فيجب أن تقبل حى ى تلك الظروف الاستثنائية البى تتعارض 
فهامع المذهب النفعى » وهكذا فكل حكم لا يستمد بصفة مباشرة من المذهب 
النفعى لا يمكن أن يتفق معه) . 


وحسن هنا أن أبادر بالاعتراف بأنه كان يبدو لى بدهيًا لسن طويلة 


”7 
أن اللذة هى اللسر الوحيد . أما الآن فإن العكس يبدوآلى بدهينًا. وسبب هذا 
التغخر الذى طرأ على تفكرى يرجع إلى ما بمكن أن أسعيه بتجر بى الأخلاقية 
فالفيلسوف العادى سيقول لك إن التجربة لا صلة لها بالأخلاق » لأنها تدلنا 
على ماهو واقع فقط ء لاما يجب أن يكون ء ولكن هذا الرأى يبدو لى خخاطتً 
من الناحيتين الفلسفية والعملية. وهو يعتمد على نظر ية مشبورة فى المعرفة يعتنقها 
للأسف كثير من الشبان . فلاسفة المستقيل . وأنا وأنا أعلم أن الذى محدث ق 
عملية الإدراك هو أن المعرفة ليس سببها الشبىء المدرك » ومن الواضح أنه » 
إذا كان الإدراك تمر بة فكذلك كل ما يتكون فى إطار اازمن لأى سبب من 
الأسياب بالنسبة للمعرفة الى نتو صل علما عن طريق معرقة أخرى 
بالاستنتاب . إن الظروف من شأنها أن تولد معتقدات أخلاقية ملموسة تماماً . 
فهذا أو ذالك مما هو حاضر الآن » خ رأو شرء وسبب قصور فى الخيال 
ستحيل عادة التكهن سلفاً ما سيكون عليه رأينا الأخلاق فق أى حقيقة من 
الحقائق . ويبدو لى أن النوازع الأخلاقية الأصيلة هى من هذا التوع الملموس » 
وأننا فى الحقيقة نرى الرأى ف الأشياء باللحدر أوالشركما نرى أشكاا وألواتها . 
والرأى بأن الأحكام الأخلاقية مستكنة ق الضمير يبدو لى نحطأ شجعت عليه 
الوصايا العشر . بأنا أميل إلى الاعتقاد بأن الطريقة المثلى فى علم الأخلاق 
هى الاستنتاج من حقائق تتأكد بالتجربة » وتؤتحذ من ذلك المعمل الأخلاق 
الذنى تقدمه الحياة لكل من يفتح عينيه لها . وهكذا تجد أن الميادئ البى أود 
أن أدعوها هى استنتاجات من مثل هذه التجارب الأخلاقية المباشرة الملموسة . 


0 سسي]الء أاسلذ يء المذهب ٠‏ التمعى هو إعالى أنه ينبغى على 
لمدث كان أول ما اواو ال 


أن أدرس الفلسفة ولو أنه لم يكن يخامرنى شك ( ولا عخامرنى الآن) فق أن دراسة 
الاقتصاد ار بات السياسية أكثر تحقيقاً لمزيد من سعادة بى البشر . فقد 
كان يبدو لى ) أن كرامة الوجود الإنسالى لا تتحقق بالانقطاع لوجوه الحياة 
الآلية ء وأنه مالم يتوفر لنا تأمل الأشياء الخالدة ء فلن يكون حال الإفسان 
خسراً من اللحنازير المعلوفة جيد أ . عل أنى لاأعتقد أن مثل هذا التأمل سيؤدى 


1 
بنا إلى السعادة بوجه عام . إنه يعملى لحظات منالبهجة . ولكن هذه اللحظات 
تقابلها سنوات من الحهد والضنى . وقد فكرت أيضاً فى أن قيمة العمل الفنى 
' ليست لما علاقة من أى نوع باللذة الى يحدسها هذا العمل الننى ٠‏ وكلما قلبت 
هذا الموضوع فى رأسى آثرت “التقشف و«الزهد وفضلهما على الثرف «التعم . 
ويبدولى الان أن الرياضيات فبها من امال الفبى قدر مماثل لا ق الموسيى إن 
لم يكن قدراً أكير » لا لأن اللذة الى تتحقق ( ولو أنها لذة خالصة) يمكن 
مقارنتها » سواء فى حد ها أو قى عدد الذين يشعرون يها » باللذة الى ثم عن 
طريق تذوق الموسيوء ولكن لأنها توفر صورة من الكمال المطلق .ذلك الخليط 
الرائع الذى يم ز الفن العظيم والذى يتكون من حرية تشبه حرية الالحة والإحساس 
بالقدر الغلاب الذى لامفر منه . فالرياضيات فى الحقيقة تببى عالماً مثاليا 
كل ما فيه كامل وإن كان أيضاً حقيقة واقعة . ثم إنه فما يتعلق بوجود 
الإنسان » أرانى أمجد الذين يشعرون عأساة هذا الوجود ء والذين يفكرون 
ف الموت والذين يضيقون بالتوافه والسخافات حبى إن كان لا مناص 
مها . على أن هذه الأمور جميعها لا تحقق السعادة فيا يبدو » بل تفسدها ع 
ليس فقط بالنسبة للذين بملكونها بل بالنسبة لكل من يتأثرون بها . وأحسن 
حياة فق نظرى هى » بعامة » تلك الى جعلنا نفكر بحق ونشعر يعمق حيال 
كل ما يتصل بالإنسان » وتتيح لنا » علاوة على هذا » أن نتمل ابكمال 
ونستمتع بالحقائق الجردة . وهذا الاستمتاع بالحقائق المجردة هو أقوى عامل 
يبعدنى عن المذهب النفعى . فأنا أوين بأنكل معرفة تتعلق بالأشياء الموجودة 
فعلاء أى بكل مأ يسمى عادة بالعلوم الطبيعية » ليست إلا ذات قيمة ضئيلة 
إذا قورنت بتلك المعرفة الأرى الى تتمثل ف الفلسفة والرياضيات مثلا 
ما يتعلق بالأشياء المثالية الجالدة الى تررتمن ربقة هذه الحيأة الدنيئة . 
إن النقطة الى أريد تأكيدها من وراء هذا كله هى أن كل من تعنهم 
الأخلاق وممن لا ينحازون لنظرية معينة » يشاركوننى هذا الرأى الذنى أراه . 
لقد كان ( أرشميدس ) فيا أعتقد متقراً من كل المشتخلان بالهندسة ق عصره 


ب 
لأنه استتخدم الحندسة فى ابتكار اختراعات مفيدة . وقد كان آصحاب المذهب 
النفعى حريصين حرصاً غريباً على إثبات أن حياة الخنازير ليست أسوأً 
من حياة الفلاسفة ٠‏ وهذا موقف مشر جد للشك والارتياب . ولو قدر م 
أن شحصوا الأمر جيداً لا وصلوا إلى هذه النتيجة جميعاً . وكذلك الشأن قى 
الفن ء وقد استطعت أن أقنع برأنى فيه كل من له رأى بصير » فليس هناك 
من يفضل أغنية من الأغانى الشائعة على موسيق باخ . ويجب أن تنوه فى هذا 
الصدد إلىأنه يتحم على أصعاب المذهب التفعى أن يؤمنوا يأن الشى ءا ميل ليس 
جميلا فق ذاته » ولكنه جميل باعتباره وسيلة لثىء آخر. وهكذا يصبح 
من الصعوبة بمكان أن نفهم لماذا يكونياً لنا أن نتأمل الحمال» لآنه لاسبيل 
إلى إنكار أن هذا الشعور الذى يشعر به من يستطيع تذوق الحمال فق الشى ء 
الجميل يمكن أن محصل عليه شخص آخر إذا نظرإل شىء قبيح . ولا بمكن 
تعر يف الشخص الذى يتذوق الخمال إلا بأنه ذلك الشخص الذى يمختبر 
هذ االشعور الذى ذكرته من خلال تعرضه للجمال لا للقبح . على أننا 
جميعاً نمحكم على شخص ما بأنه أفضل من غره لأن عنده ذوقاً , ولا عكن 
إلا لشخص بتبع النظربة ترعية عمياء الاعتقاد بأن الذوق بهذا المعبى يؤدى 
إلى السعادة وينمها » وهنا مشكلة بالتسبة لأصعاب المذهب التفعى . 


كل هذه التجج الى أسوقها قديمة قدم أفلاطون . ولكبى أريد أن 

أعرف منتك» عندما يتوفر لديك الفراغ الكاق » عاذا برد أصصاب المذهب 

النفعى علا . إن الكتب لاتحتوى إلا على سفسطة وأكاذيب وآزاء ريما كانت 

منطقية فقط بالنسبة لمن يعيشون فى غرفة مكتبهم ولاعل ل مطلقاً بالحياة » 

ولكنها لا تستقم بالنسبة لكل من يواجه هذه الحياة القميئة بكل ما فها من 

خسة » والى لا يظفر فها الحسن إلا بالعقاب ولا يظفرفما المسبىء إلا بالثواب 
والتّى يميا فها صاحب الرذيلة بالرذيلة فإذا مات» مات بها سعيداً مكرماً . 

ْ أخوك للأبد 


.درترائك رسا , 
وت 2 


الحم 


5 شيى ووك 
تشلسى 8 3 6م 
/اا من نوشير ؟ 5 أ 
عز يزى جلبرت 


كنت أقرأ ( الباكاى) مرة أخرى ٠١‏ وتبدو لى هذه المسرحية أعظم من 
هيبولايتس وأروع فى الحقيقة من أية مسرحية قرأتها على الإطلاق ٠‏ ريا 
باستفناء مسرحية هاملت ومسرحية الملك لبر 9 , لقد أخذت تستحوذ على 
بالتدريج منذ قرأتها للمرة الأول » وهى كشأن كل الأشياء العظيمة لا يمكن 
إطلاقاً أن نعمها بالكامل » ولكن تتكشف لنا نقاط جديدة فما على الدوام . 


إن الشعور العجيب الغامض الذى يسمو بالمرء وهو يقرأ كلام الدوقة له 
تأثشر طاغ متسلط » وهذا العالم الحبار الذى يصوره . مزيجاً من روعة اهمال 
وأفانين الأوهام » يصمد حى النهاية أمام العالم الدنيوى الذى نعيش فيه عامة 
يومنا . وأعترف أن المسرحية فى مجملها ليست معضلة فى فهمها على الإطلاق 
بل إن فهمها يسير وهين على الذين ملؤم النشوة المقدسة سخطاً على أولئكك 
المتشككين الذين يشدونهم من جديد إلى مألوف الحياة . ومن الأشياء المعروفة 
أن عبادة اللحمال تؤدى«الى الفوضى . لم يكن من المعقول جعل ( بنثدوس ) 
شخصية تثر الرضا . وأعتقد أنه بمثل احمهور البر يطانى و رغبة الطبقة الوسعلى 
ف أن حظى بالاحترام والتوقبر. فهؤلاء امحترمون » وإن كانوا من التاحية 
الأخلاقية أعلى قدرا من عباد باكوس ( إله الحمر) ٠»‏ إلا أنهم لاتمركون 
شعوراً بانحبة نحوه فى الصراع الذى يشير ونه . 

أعتقد أن البحورالشعرية الى تستتخدمها ٠‏ وذلك بعد أن درسها وفحصببا. 
يور جميلة جد ومناسبة تماماً للمشاعر الى تعبرعنها ولو أنه رعا لايوجد 


ممسميييه 


. لير وهاملت من مسرحيات وليام شكسبير‎ )١( 


6 
كلام جوقة بجمال الكلام الذى جرى على لسان الحوقة ى هيبولايتس ١‏ إذ 
أعتقد أنك أظهرت هنا براعة أكثر مما فعلت هناك . وإذا وضعنا كل شىء 
فى الاعتيار فلابد أن تكون جديراً تماماً بالتبقة . ألاترى أنك تحسن صنعاً لو 
مضيت ق مثل هذه البراجى ؟ إن المر جمتين اللتين قمت بهما كانتا بالنسبة لى 
عونا كبيراً فى أوقات الشدة »إذ عاونتاى على الإعان بالحمال و بكرامة الإنسان 
الى لا بد أن تنتصر فى الهاية » وبعد أن كنت مهدداً بفقدان هذا الإمان . 
ولولاهما لوجدت يو بالتأ كيد أثقل وطأة فى المضى إلى غايته . لابد أن يكون 
هناك كثير ون شعر ون بنفس الشعور . ومادامت عندك القدرة غلا بد أن تشعر 
يواجبك وهم أيضاآً : أليس كذلاك ؟ إن كل منأ أشيه بشخصية أطلس 
الأسطورة اليونانية حمل عل كاهله مثله العليا . والشاعر ٠‏ أكير من 59 
بعل الحمل ضفيفاً على الكواهل الى أصاببا الكلال والإجهاد . 

ياليتتى أعلم كيف أوفق بين عالم الحمال وعالم الآخلاق . هناك فضائل 
معينة لا شك ق أنها جميلة ولكن هناك فضائل أخرى كثيرة ليست كذلك 
فيا يظهر ٠‏ 


أ 1 


م.م أثا حجري ١‏ ب أفلاسل: امم أفلاملن 4؛. أن شماء المأما 
كنث أغرا جمهور به اقرط 


ون » وأنا مع أفلاطون فى أن شعراء الأ 
3 أن بشعر ونا بأن ق الفضيلة جمالا » ونحب ( بصفة عامة) ١‏ أن بتعحاشوا 
مدع الرذيلة . إن تشدد أفلاطون ق مسائل افن محظى مى بالرضا » لأنه 
ليس من قبيل' ' التشدد أو السخط الذى يتشدق به المتزمتون من أهل الماديات . 
الممين للك 


برترأ ذل رسل 


12 


١ 
من شيى ووك‎ 16 
تشلمى اج .ع‎ 
19217 من ديسمير‎ 5 
عز يزى جلبرت‎ 

سر أن تقديرى لعملك كان مشجعاً لك . صحيح أن قضاء وقت الفراغ 
ق ترجمة الروائع الكلاسية ليس فيا يبدو بالذى يددج ضمن ماثر الميت عندما 
بعلن موته. ولكز على المرء أن يختار عبارات أ كر إشراقاً لوصف مثل هذه المذواطر . 

لقد عدت إلى كلام الجوقة الذى يبدا بهذه العبارات مر أيتها الكلاب النابحة 
المغماةه وليس فيه أحق صعوبة فى الفم. وببدو محتملا جد | أن عبارة «القارورات 
القديمة » فيها المعنى التقيقى للوحشية . ولكن من السبل ٠»‏ إذا اسبوت الشخص 
مثل هذه الأشياء » أن يبحث لها عن تفسير سيكولوجى . هل نخطر لك يوماً 
وأنت تتأمل غروب الشمس أن يقطع عليك هذا التأمل من يصيح : « ياللعنة.. 
يا للجحم . تقد نزل علينا فلان الزائر! » . فى مثل هذه الظروف يمكن أن يكون 
زائرك أشبه بالذى ( يتلصص على من أخذته الجلالة) . ولعلك لا تعلم 
أنه عندما يزورك أحد ممن أعماهم حب المادة ٠‏ وعندما يقطع عليك خلوتك فى 
عالمك الاطيف الذى تمثله فى خيالك» يحدث التذبذب بين حالتين نفسيتين » 
حالة يعز عليك فيها أن تتخلى عن صفائك » وحالة يستيد بك فيها شعور بالغيظ 
من ذلك الفظ الغليظ القلب الذى دنس عليك قدس الأقداس . هل تذكر ما 
أشار إليه الشاعر ( وليام بليك ) ١‏ ) عن تدنيس المعبد المقدس فى عباراته الى يبدأها 
بقوله :3 لقد رأيت معيداً مصنوعاً كله من الذهب» وينتهى بقوله ٠:‏ لذلك جعت 
إلى مربط الخنازير » بشاركها ماهى فيه » . إن هذا يصدر عن شخص يعبد إله 
الحمر باكوس بعد أن عجز أمام بنثيوس ولعله بسبب توارد هذين الاثنين 
داعا ع ضربت أنت المثل ( بليفين ) . ولكى أشعر أنك لحأت إلى ذلكمن قبيل 

التوضيح »ء وهذا هو الى -جعل (البااكاى) تبلدو سبلة القراءة فى الر-جمة . 


. ليام بليك باهل/ا١ - 80خ( شاعر وفنان وصوق إنجليزى‎ )١( 


“اه 

نعم أعرف من هم آل ستورز ء وأستطيع أن أتخيل كيف يصعب عليك 
أن ترحل فى الوقت الحالى . ولا بد أن غيايك سيضاعف العبء على مارى . 
يؤسفنى أنك مؤرق مهموم . أحياناً تكون ليالى الأرق فرصة للتفكير ى 
أشياء تكون مصدراً للراحة النفسية طوال الهار . إننى أجد الظلام يساعلش 
فى استخلاص جوهر الأشياء والتركيز علما بالكامل . ولكنى فهمت من 
خطابيك أنك لا نجد مثل هذا العزاء . 

أليس مخير . «الهر يتألق كاليرونر الذنى يلمع تحت شمس تشرق على 
الصفيع ؛ والزوارق الطافية تنساب بظلالها المعتمة فى وسط هذا الضياء وكأمها 
أضغاث أحلام من ذكريات الطفيلة  .‏ , 

نحياتى لزوجتك مارى . اكتب ثانية كلما وجدت الوقت . فإنى أحي أن 
أعرف كيف تسر الأحوال المتزلية ‏ وكيف حال 25 آخر هذه الأنياء ' 

أخوك إلى الأبد 
برتراند سل 

15 شيى ووك 
تشلمى ج . ع 
من ديسمير 1901 
عزيزى جلبرت 

بناسينا جدا أن نراك اليوم الاثنين على الغداء ء» وقبل موعد الغداء إذا 
أمكنك الوصول مبكراً . سأنتظرك حول الساعة الحادية عشرة وخمسٍ وأربعين 
دقيقة . ولكن يبدو أن مس هاريسون ستكون قد رحلت . لقد كنا نحاول 
أن تبق ولكنها تكد (حاليمًا) أن هذا غير ممكن . وهى ترجوك أن تذهب 
لرؤبيا بعد الغداء وبأسرع ماتستطيح رذلك ف عنوان لا أعرفه ٠١‏ ولكنها 
ستخبرك به ولا شك ف الوقت المناسب . 
سيسق جد أن أراك 1 أتطلع إل هذه المناسية باهفة , وتشوق )» دك 


1 الس قذاكم قصبدك >4 وما 
مر 


نك لن تقابل مس هاريسون . لقد غليتى فنشرت قصيدتك 


١‏ ب 
2 


1 


6 
أحضر لى نسخة معك يوم الاثثدن . ألا تستطيع أن تمضى ليلة الاثنين معنا هنا ؟ 
سيسرنا جدمًا أن ندبر لك فراشاً . وذلك فى حالة غياب عمى روزالند فى المدينة 
ولكننا سنتعشى خخارج المنزل . إن لندن مكان متعب ٠‏ ومن المستحيل التفكير 
أو الشعور بشيىء جدير بالإنسان وكراعته ‏ إنبى أشعر بالضياع القاتل هنا . 
ليس لى هنا أصدقاء إلا الهر وطيور النورس وهذه لا تق مالا" ولا سلطة . 
تعرفت فى الليلة الماضية على ( مكيل .) وزوجته وقد سررنا لذلك . إن زوجته 
جمياة حقن . وقل سدمعت الكر عن اانه محكمته فدهشت عنلما وجلته 
متحصاً إلا أنه بالنسبة لى ديقراطى جد قال لى إن المرأة البى تنظف له 
المدخنة على صلة بواقع الحياة أكثر من أى إنسان عرفه ‏ ولكن ماذا يمك نأن 
تعرف هذهالمرأة عن أرواح العظماء أو تاريخ الإمبراطوريات الى بادت أو الرؤبة 
الفنة والفكرية ؟ كنت أريد أن أقول هذا كله وأكير منه . ولكن الكلمات 
وقفت فى“/حلق . ولا داعى لأن ندع أنفسنا ونتعلق بأمل كاذب يصور لنا 
أن ف وسع كل منا أن محصل على أعمق ألوان الانفعال العاطى حيث لاا يصاحبه 
فكر يمكن أن يصل بنا إلى أعلى المستويات . كل هذه التفاؤلات تنطوى على 
خطرٍ بالنسبة للحضارة وهى عبارة عن تمنيات قلب لم يتعذب بما فيه الكفاية بعد. 
من الأمئلة السائدة فى القديم « مت من أجل نفسلك » أما و أحبب جارك كا تحب 
نفسلك» فنالعيارات الخديدة فى هذا المقام ولكنفها شيئاً من الحقيقة . «من السماء 
إلى إخوتنا فى البشريةع ‏ هذا ما يحب أن توجه إليه أنظارنا ٠‏ ولاداعى لآن 
نتخل عن السماء هنا على الأرض .بل يجب أن نتحبجارنا من خخلالحبنا لله ع 
وإلا كان حبنا من النوع الدنروى . أو هكذا يتراعى لى . ولكن برود هذه 
النظرية ال بى أنادى بها ثيء منفر لى اللهم إلا فى نظات يتجلى فيا حب اله 
إن الحياة الحديثة صعبة وأنمنى لو عشت قن دير ألبس قميصاً من الشعر وأنام 
على الصليب . ولكن الحياة الآن من شأنها أن تحد فى نطاق معمن كل ذزعة من 
نزعاتنا وتجعلنا نرتدى سترة سوداء ونتمسك بأهداب الوقار » يا إلى الى . 
أخوك إلى الأبد 
درترائد رسل 


ده 


تاق ء ستينياذو 
فلورنسا 
8 من دسمير 15١17‏ 
عزيرى جلبرت 

تم لقاؤنا ورحلتنا بنجاح وبدون ضجة ٠‏ وهذا أجمل ما فى الموضوع. 
ياليتلك استطعت أن تحضر . لقد نعمنا بيوم بعد يوم من الشمس الساطعة - 
صقيع فى الصباح ودفء فى البار يجعل اداوس ف اللخلاء مستحينا . وخلف 
المنزل يوجد تل مغطى بأشجار الزان والصنوبر والسنديان الى مازالت حتفظ 
يأوراق الخريف ٠‏ والحو ملىء بأجراس إيطاليا ذات النغم العميق . لقد قام 
علل تأثيث الم زل بأدوق رفيع (بيرنسون ) وبه عدد من اللجحات الجميلة ومكتبة 
من النوع الممتع جل . ولكن -حكاية الاستمتاع بوجود الإنسان ٠‏ إلا إذا 
كان هذا استحداداً موريياً . تؤذى دااً شعورى باعتبارى من المتطهرين 
ق الدين وتراود ذهنى بصفة دائمة أفكار عن الطرف الشرق من لندن 
وحى الفقراء) وعن سيدات ذكيات يضحين يحيامين ليجمعن بنسات » 
وعن شبان مضطرين للاشتغال ببحوث علمية . ولكنى لا أحاول تبر يرشعورى 
هذا ء مادام ينبغى أن يكون هناك من يتمسك بالمثل العليا فيا يتعلق بالبيوت 
الحميلة وما يجب أن تكون عليه . على أنى أرى أن الإنسان يشتط فى طلباته 
بالنسة للأثاث الذهى حيث المظهر اللخارجى يبحى بالعناية والدقة » وكثراً 
ما يصاب الإنسان بصدمة عندما يرى السقطات الى محتملها عادة . . 

إنى سرور لأنك تركت مشروع قراءة بكتاب فى الرياضيات لأن أى 
كتاب ق التكامل والتفاضل لا بد أن تحبطك بأكاذيب ٠‏ ولا أعتقد أن كتابى 
للأسف »ع ستحق منك عناء القراءة إلا فى فقرات منه . وإذا كانت له 
قيمة عامة فهى مطمورة ف دقائق الموضوعات وق جادلاتلاتصلح فق الحقيقة 
إلا للمتخصصين قمثل هذه المسائل . إن اللدزء الأخمر من كتالي ف الرياضيات» 


16١ 
والذى أن يكون' معد للطبع إلا بعد سنتين أو ما يقرب منهذا.سيكون فها آمل‎ 
تحفةقيمة . ولكنهلن يكون كذلك إلا المشتغلي نبالره ياضيات .أما هذا اللزء فإنه‎ 
وعل الرغثم من أن أذكرت ما قاله ( لينارد هومباوس)‎ ٠ يدعوقل 'للتقزز عمرماً‎ 
. إلا أنما على العموم من المواد الى لا يرجى مسبا أمل.‎ ١ بشأن الفلسفة‎ 
أدرى كيف أقدر قيمتها الى أعترف بها فى أوقات كثيرة . ياليتتبى عشت‎ 
قُْ أيام الفيلسوف سبينوزا عندما كان ممكنا التوصل إلى فروع جديدة‎ 


ف العرقة . 
أحوك للأبد 


برتراند رسل 

5 شيى ووك 
1" من مارس ١4١‏ 
عزيزى جلبرت 
نظريتك فى الحمال لا تصدنى حال من] الأحوال » بل إننى ق الحقيقة متفق 
معها اتفاقآ تامنًا فها عدا سخريتك من المتخصصين . إن التخصص أدعى 
للكفاءة والكفاءة نوع من الإيثار . ومهمأ بلغ من | ضيق أفق | المتتخصص فلا بد 
أن نتسامح معه إذا أثقن عمله . إننى أومن 3 إعانا قوينًا لآن إغراء التشويق 
والإثارة » بدلا من الفعالية فى مجال التخصص » إغراء يؤدى إلى النخاطر . 

سيسعدكى أكثر ثما أستطيع التعبير عنه أن أراك مرة أخرى ف العودة . ولو 
أنى لن أستطيع أن أمنحك شيئاً ذا قيمة فى حديى . لقد طغت على" مؤخراً 
رتابة المشاغل شعور الملل والزيف الذى يصاحبها . لاشىء شرق لا شىء 


لغ جح ان رخأ 0 6 للد" 


يبدو أنه يستحق أن يعمل ف الماضى أو المستقبل ع والشى ء الوحيد الذى أشعر 

بقوة أنه يستحق أن يعمل هوأن أقتل أكبر عد أستطيع قتله من الناس وذلك 

لكى أقلل من ن الحساسية والوعى ف العالم . هذه الأزمنة خلقت لكى مر فها. 

ولا ثىء يمكن أن نفعله بها . أخوك إلى الأبد 
ب . سل 


لاه ؟ 


ميل هاوس 
جرأنتشسر . كاميردج 
تلجرامز » ترامبنجتون 
الا من مايو ١9٠١”‏ 
عز يرق لسي 

ستتعجبين أنى أكتب إليك . اللقيقة أننى فرغت اليوم من العمل العظم 
الذى تعرضت فيه لأصول الر ياضيات والذى استغرقى مننسنة /إ188 . لقد ترك 
لى الآن فراغاً وحرية بحيث أستطيع أن أتذكر أن هناك أحياء هذا العالم . 
وهذا ما كنت أحاول جاهداً أن أنساه . لا أدرى هل تدركئن مدى الحهد والتضصحية 
( عا ق ذلك تضحية الآخرين ) وقوة الإرادة : والصرامة التامة ىق كيت حى 
ما هو خيرء مما تتطلبه كتابة كتاب له وزنه ع عام يتلوه آآخر وأنا أعبر 
على أخطاء فى عمل وبعدها يتعين على أن أعيد كتابة الكتاب كله من البداية 
للباية . فى كل نظام منطى أى ندطأ يحدث يؤثر على البناء كله . لقد تركت 
أصعب الأنجزاء إلى النهاية حين تناولته فى الصيف الماضى على أمل أن أفرغ 
منه وأستر يح. ولكن فجأة اعترضتنى صعوبة تفوق كل ماعرفتقيلها من الصعاب 
كانت من التعقيد لدرجة أن مجرد : اتفكير فها كان يقتضى بجوو ذوق طاقة 


الية 75 1 أت - العما كله إلىنا الغثيان , 5.* 


كنت أل أن ا أى 0 نحت الشمس » ولقد أصبحجره التعب 
الحسمانى يشلبى عن العمل . ولكن الآن وقد انهى الأمر أشعر » كنا لا بد 
أن تتسخيل ء أنى إنسان جديد . لأننى فقدت الأمل قى الانهاء من هذا العمل. 
إن العمل ارد ء إذا أراد المرء أن يعمله على وجه الإتقان » لا بد أن يمكنه من 
القضاء على إنسانيته فالإنسان يقم أثراً من الاثارهو فى الوقت نفسه مقبرة 


جه 0000# 


3/١ 
يقبر فبا نفسه تدر يجيا عمحض إرادته . إن آخة الفكر لا تسمح بأن يشرك‎ 
بها المثمنون . فهى المة غيورة جددًا . ولا تظنى . إذا أردت الكتابة أن النظرية‎ 
السائدة عن ضرورة جمارسة التجارب بالنسبة للفنان ليست نظرية حسائبة . لابد‎ 
أن يكون للفنان مشاعر عميقة ولكنه يدع نفسه إذا تصور أن من مصلحته‎ 
الانغماس فى الشبوات . كا أن النظرية الى تقول بأن الكتابة تأى من جرد‎ 
إتقان الصنعة هى الأخرى نظرية خاطئة . إن الكتابة هى ارج من المشاعر‎ 
المستبدة بالتفس الى يمكن مع ذلك الإفلات من قبضها والسيطرة علها‎ 
لابد من الممكن من شيثين : سمو المشاعر والسيطرة على هذه المشاعر وكل شىء‎ 
آخر محش الإرادة . ليس هناك شىء من هذه الأشياء مفهوم ف أمريكا كا‎ 
هو مفهوم فى العالى القديم 2 . بل إن سمو المشاعر يبدو أنه يعتمد فى المقام‎ 
الأول على وى متصل بالماضى و بقوته المائلة اأرهيبة ودوقى ميق بالفرق بن‎ 
الحقائق الكائدة والعرض الزائل الذى يتمثل فى المشاعر الى تتعلق باسلحياة‎ 
الشخصية . إذا ذكرت هذه الأشياء كلها للفصل الذى تدرسين له فن الكتابة‎ 

الجميلة » فستكون معلوماهم أقل ما لو تمسكت بأهداب الصمت . 
سلاى وتحيى يلين . ونصيحى لكل من يكتب أن يحفظ كنوز الأدب 
وذنخائره عن ظهر قلب . وأن يتتجاهل ماعد! ذلك بقدر الإمكان . 
اخلص إلى الأبد 
برتراند سل 
ملحوظة : هذا الطاب ليس لكارى أن تقرأه . 


)١(‏ العالم القديم هو أوربا والقارات الى تم اكتشافها قبل أمريكا وكانت هذه تعرف إذ ذاك 
بالعالم الحديد . 


584 


تر ينتى كولج -- كاميردج 
5" يوليو؟*191 


عزيزق لوبى 

تقبل شكرئ على خطابك الطريف جدًا » ووصفك المتاز لارقارد 
وباريت وندل . ما أفظع أن تقوم الجامعة بتدر يس الصحافة . كنت أظن 
أوكسفورد هى الوحيدة الى تقوم بهذا العمل . إن هذا الاحمرام الزائد للخوغاء 
والدهماء هو الى يقضى عل هذه الحضارة . لقد بلغت القحة وسوء الأدب 
بأحدهم أن يصرح ق -حضورى بأن كل طالب بحب عليه أن دوضح وجهة 
نظره الجماهير ق اجيّاعات شعبية مفتوحة » ووجدتى أرفع صوق محتجًا لمدة 
ريع ساعة اضطر بعدها صاحينا إلى الإخلاد للسكينة واحترائى قا ترم 
الوحوش الضارية ‏ أعتقد أن شخصية ( وندل) فى الحياة أفضل مما تبدو قى 
كتبه . ولقد أصبت مخيبة أمل فها يتعلق بأدبه الأمريكى . مع أنى أشاركه 
الرأى فى أن أمريكا » شأنها شأن الحيوانات الثديية ذات الكيس » أثر طريف 

من آثار عصر اندثر » إلا أنى لا أكترث نما يقال من أن كتاب أمريكا 
امتحدروا من عائللات كرعة 2 وأن هارفارد تفوق ييل دان يكثير'' '. وها 
التقصر ق حق الشاعر ( والت هويمان) »© والإحجام عن إعطائه حقه من 
التقدير شىء مؤذ جد . إن وندل يذكر قصيدة هويمان عن قوارب بر وكلن 
وما أشبه ء وينسى قصيدته عن ( مهد الطفل الذي يبتز اهتزازاً لا ينقطع ) 
وقصيدته عن وزهور الليلق الى تفتحت آخرمرة عند عتبة الباب » وهذا 
يبدو لى تجاراة للذوق الشائع وللأحكام الفجة الشائعة بشكل يدعو للرئاء وخاصة 
بالنسية طوييان . 

عندما ثم كتانق أحذت أجازة من" عشرة أيام بعدها كنت أعمل 
كالمعتاد » فيا عدا أربعة أيام قضيها مع عبى أحاثا ق عبر وك. لودج . وكان 


ا 





)010( ااي ويل م أشمر جامعات أمريكا وبيهما تناف كالذى بين أوكسفورد وكامبردج . 


9 
وقتا كثيباً عجرباً ذاك الذى قضيته معها . نحدثنا عن النعماء الى استحالت 
إلى شقاء متذ أمد طويل » وعن المنبى التى ذهب المشاركون فنها ٠‏ وعن الأحزان 
الى تولت إلا من ذكرى باهتة . إن حياة الحاضر قد أصبحت مقطوعة الصلة 
فى ذهبى بما هوقاثم » وبدت أشبه بالحلم ٠‏ بِيمًا تمثل لى الماضى انيد الذى 
تيستدمر ورالأيام وملأته الحكمة البى يقصرعنها الوصف كمثل لى (وسيطر )عل ىكيانى 
كله . إن الماضى ليس إلا ربا رهيباً وإنكان يعطى اللحياة كل مافنبها من جمال 
أخاذ تقريباً . أعتقد أن أولئك الذين قضوا طفولهمق أمريكا ليس ق وسعهم 
أن يتصوروا مدى تسلط الماضى علينا ف العالم القديم . واستمرار تيار التياة 
ورسوخ التقاليد وتوالى مراحل العمر من الشباب إلى الشييخوخة إلى الموت ى 
موكب أبدى . كل هذه المعالى يبدو أنها ضاعت فى زحمة التفكر ق المستقبل 
الى تسيطر على الحياة فى أمريكا . وهذا سبب من الأسباب التى تحول دين 

إنتاج أدب عظم فى أمريكا على يد الأمريكان من مواطنيك . 


أنا أقم ف الوقت الحالى ,عفردى ف الكلية . وليسمعى أحد من أصدقالى ؛ بوعندما 
ينهى وقت العمل » أجد الفراغ الكاى للتأمل . لقد كنت أقراً مؤلفات ميترلنلك 
من أبها إلى آحرها . وقد فرغت منها كلها تقريباً . إن كتابه « الزمن المقبور» 
يبدولى كتاياً يدعو حقًا إلى الإعجاب من الناحية الأدبية ومن الناحية الأخلاقية » 
وعلى الرغم من عام الآنسة جوين ومستر هودر اللحاد الوقور ( فأنا لست جاد] 
أووقوراً) فإنى ساذج فى تفكرى إلى حد أنى لا أعتقد أن من الضرورى أن 
تكون للأدب أهداف لا أخلاقية . إننى أكره فكرة أن يكين الكاتب أميناً قف 
نقله عن ١‏ ياة» فالحياة » ولله اللحمد » هى فى معظمها من صنع إرادتنا ٠‏ والمثل 
العليا ليست لما صلة بالواقع بالنسبة فقط لأولئك الذين يريدون لها أن تكون 
كذلك . أبلغى الأنسة' جوين » مع تحياق » أن كل كلمة فى « اعترافات » 
القديس أوغسطن أمينة فى النقل عن الحياة » وأن حب الشاعر دانى لبياتريس 
قطعة من الواقعية الى لا تشوبها شائبة من زيف . ممالم يدرك الناس هذا فلابد 


4م 
9 1 


أنهم سيسحرمون من أجمل وأندر وأثمن ما فى الحياة من تيجارب . وعلى كل فهذا 
موضدوع كبير . 
الخلص 
درثراة'. رسل 

فرايدي.ز هل 

هاسلمر 
امن سيتمير 19:1 ش 
عز دزلى لوسى 

. إن الغرور قى كتابة ١‏ لتطابات ليس بالذزعة الى تستحب . أصلدقاء اللمرء 
بسر ول حتماً لأخبارهء حى إذا 0 توصف يبعبارات خلاية ٠:‏ ولحى وجدت 
خطابلك ق اللقيقة هاممًا جلا ٠‏ نعم إن أهل الإنسان مصدر. متاعب . إنمم 
أشيه بالكار يكاتير الحى بالنسبة له 6 وهم أشبه قى تأثرهم لمن » بتأثير . 
القرود ف حديقة الحيوان . وشعور الإنسان سيا دراهم هوشعور من يعير بالحقيقة 
العارية بلا رقوش فى أهاية المطاف . والأهل بالنسبة لمعظي الناس هي فى الحقيقة 
أقرب إلى الواقع الى من أى إنسان يتعرف عليه المرء حى ولو كان زوجاً 
أو زوجة. قدلا حظين ذلا بألوسية لكارئيل وأهله ف أنانديل ) كان وجودهم 
حقيقينا بالنسبة له أكثر من وجود زوجته البى لم يحس بها إلا بعد أن ماتت . 
والناس أقل انطواء على نفوسهم من الأطفال ٠‏ وأولئك الذين نعرفهم فى 
طفولتنا يتركون فينا أثراً لا محى ولا بمكن لأى معرفة لاحقة أن تمحو أثرهم . 
هم تعشول ل ماصينا أشيه بترعة قطر ية كأمئه . وهذا مصدر دام للمتاعب 
فى الزواج' - إنى لم أقرأ أحداً من كتاب عصر إليصابات فى إنجلترا منذ أن 
كنت طالباً فى الخجامعة . وعندما أتذ كرهم فكل ميزنهم حصيلة لغوية غاية 
ق السخاء وا +زالة . إن الدراما القدعة ليست كالإنجيل الذى يبعث فيك الحياة 
فإن العالم الذى تصموره عالم كر عمكن أن يتحقق ف الواقع . إن حياتك ها : تقولين 


ااا - 1 أ لكيه : ح. - الك ل علك أذ 
هى بالطبع -حياة أوراق ٠‏ أط) أن الجر بة تأق شن طريق الست وذ ناك 


خض 
مباشرة من الحماة . ولن يشفيك من ذلك مزيد من: الكتب . إِنْ اللحياة 
الحقيقية هى الدواء الوحيد لما تشكان منه . ولكن هذا مطلب عسير المنال . 
فعنى الحياة الحقيقية هو أن يكون لا صلة نحياةكائنات بشرية أخرى - 
أما ما ينادى به ( هودر) من حيأة عاطفية فقىء لا وجود له ق ق الواقع علل 
الإطلاق . وبمعنى ندر فالحيأة الحقيقية تستتيع مارسة الشتخص لا نفعالات 

هى البى يستتخدمها, الدين والشعر . أما الطريق إلمها فهو نفس الطريق الذى 
يصلحان يريد أن يقوم بتأسيس دين جديد ٠‏ . فعليلك أن تتعرضى للصلب ثم 
تق فى اليوم الثالث من ببن الأموات . 

إذا كنت مستعدة لا تتطلبه هذه العملية بشقيها فلا ضير إذن من ممارسة 
اسلياة ا لقيقية . ولكن 9 ف العصر الحديث » الذى يقوم بالصلب هو الشخص 
نفسه ويمحض إرادته ٠‏ والقيامة أيضاً تتطلب ٠‏ من أجل العذور على آمال 
جديدة فى مزيد من الصلب » عزعة وامة . وييدولى أن الصعوبة الى ثلاقيها 
تأى من أن عالمك خال من الناس الحقيقين . فالصغار لا بمكن أبداً أن يكونوا 
قَْ وجودهم حقيقيين بالنسبة لك » وغدر المتزوجين قلما يكونون كذلك . 
0 ؛ إذا سميحث لى : فإن مدى لمكن العاطفة فى أمريكا أقل » 

هى أكير -جنوحا إلى اللنفة والسطحية والتفاهة مما هو الخال فى أوريا هناك 
تفاهة فى الشعور تجعل الناس الحقيقين نادرين - أنا أجد قى إنجلرا أن معظم 
النساء فى سن اللحمسين وما فوقها قد خاضوا تجربة التعرض للعذاب واحماله 

محض الرغبة على مدى سنوات طويلة » وهذا يعطى لطبائعهن عبقاً ومخصباآً 

لا يمكن أن تتصوره نساء أمريكا باستتخفافهن وسعون وراء اللذة . إن الحياة 
الحقيقية » لا تتوذر على العموم » كا كا بريد هودر أن يقول لك » فى المغامرات 
الغرامية مع المتزوجن . إذا كان كل نماير يده المرء عبارة عن نجارب غير مألوفة 
فإن قليلا من التقشف وقليلا من أداء الواجب سيعطيه إحساسات غر عادية 
أكر بكثدر ما يحده فى العواطف اللخامحة الى بحر بها العالم . ولكن حياة 
القراءة والكتب فها هدوء وسكينة » صحيح أن التطلع لشى لشى* أكثر جدية يغالب 


يلف 
المرء أحياناً » ولكنه يكون خالياً من الشعور بالندم واللدوف والعذاب وتلك 
الحسرة المريرة بسمها القاتل الذى يؤدى إلى اللحزون . أما بالنسبة لى فإنى أبى 
ديراً فكر ين تعيش فيه روحى الداخلية ق سلام . وصورة منسوحة مى هى الى 
تتعامل مع العالم االخارجى . هناك قدس الأقداس حيث أجلس وأهم بن 
أطياف الفكر . بالأمس وأنا أنحدث فى الشرفة » تمثلت لى جميع المناسبات 
الماضية حيث :بضت الأطياف وقامت وسارت أماتى فى موكب رهيب -. أطياف 
ميتة » لا آمالما وياوفها . مباهجها وأحزانها » تطلعانما وشبابها الذهى » وقد 
ذهيت ؛ ذهيت جميعاآ فى خضم الحماقة الإنسانية الذي لا قرار له . وكلما 
أمعنت ق الحديث » شعرت بنفسى وبالآخرين وقد جرفنا الماضى وأصبحنا 
صغارًا جدًا ‏ بكفاحنا وآلامنا وكل شىء قد أصبح سرابآً وضجيجاً خالينا 
من كل معبى . وهكذا أحصل على الحدوء » ورعود القدر تصبح تجرد حكايات 
للأطفال يخيفونهم بها . الحياة هنا دائماً ‏ فى الصيف ‏ خليط غريب من 
الأوهام ‏ زارتنا بالأمس (جر يس ) وعائلة ( آموس ) وعائلة (رو بنسون) والمسسر 
(ج ب . روبرتسون) اليجل الذى أحذ مكانة الملحد الإنجليزى الذى رفض أن 
يحلف العين على الإنجيل فى البرلان الإنجليزى فى القرن التاسع عشر واسمه 
برادلو . كان لابد من إنقاذ الآنسة ( كريتون) » لأن روبرتسون بدأ يناقش 
فيا إذا كان الله مصنوعاً من جين أخضر أو أن له سوالف ‏ سائر هذه 
الاحيالات الى لا تنهى . 

كنا جميعاً نقرأ باستمتاع كبب رآراء وليام جيمسف ١١‏ ( التجربة الدينية) 
وكل شىء ف الكتاب ماعدا النتائج الأخمرة الى استخلصها لاغبار عليه 
ها كنت أقرا للمرة الثانية اعظم وأجمل كتب كارليل ق التاريخ وأسمه 
( العقد الماسى ) . إن كارليل هوالمؤلف الوحيد الذى يدرك قيمة التاريخ بين 
الفنون الخميلة . سلا لطيلن. . 

انخلص 
برتراند رسل 


اماس ل لوس مص مس ف م و لب سس 


ِ دقلإح 559 الفلسوفب | لام ى صأحب مذهب اللراجاتية‎ 4101 ١ 
م‎ 8 ٠. 0 2 2 ل 05 5 )4 « نس اأمة سه الما‎ / 





١ 


15 


١5‏ شيى وك 
تشلسى جنوب الغربف 
© من نوشير 19837 


عز يزق لومى 

شكراً كثراً عل خطابك . أنا من لاك لكتايتك عن نفسات . وليس ق 
وسع الناس أن يتحدثوا فا هو أهم من شعو رهم تجاه الحياة . ومن دواعى الراحة 
والسر ور أنك الآن فى صعة أحسن وتستطيعين مرة أخرى أن تستمتعى بالحياة . 
وهذا الذى تكتبين عنه قلما يعتر عليه الناس فى واقع الحياة . ولكنى لم أكن 
أفكر » عندما كتبت لك عن والتجارب » إلا فى المعرفة الحقيقية الى تأتى 
من الانفعال القوى . هذا » إذا كان الإنسان سلما » يحتاج إلى حد أدى 
من المناسبات اللخارجية التى تطهره . وهذا القدر المطلوب يكى لتطوير الشخصية 
ولبعض أنواع الكتابة . ولكن لا فائدة من الانفعال إلا إذا تعلم المرء أن سيطر 
عليه ويجرده من الشعور الشسخصى . لآن أمثالى وأمثالك » تمن تشغلهم القراءة 
والكتب » أميل إلى الاعتقاد بأن ت#رية الحياة يجب أن تكون بقدر الإمكان 
مستعاضاً عنبا بشىء آخرء وإذا كانت لدى المرء قدرة على التعاطف طبيعية » 
فى وسعه أن يتعرف على: التاريخ الحقيق لجموعة هن الئاس » ويستطيع كذلك 
بصور أو بأخرى أن مخلق عالمه الخاص؛ . أما الانغماس فى صمم التياة فإنه 
بلك وقتاً ومجهرداً طائلن »© وهولا يتفق عند معظم الناس مع ما ير يدوت 
أن يتمسكوا به من موقف المتفرج على ما يجرى . ومحتاج المرع قْ تفسيره 
لتجر يقغير #ربته » معاناة شخصيقا لشقاء كبير » ولكن هذا شىء لا يحتاج 
المرء أن يبحث عنه » إنه يأ عفواً ودون ما حاجة إلى عناء . وعندما يتوفر لدى 
الشيخص هذا المفتناح الذى يفض به نجارب الاخرين يصبح ذلاك اللخليط 
من الناس ق تعلقهم بالأمل ومعانا هم للعذاب ثم تعرضهم للموت » كافينا ق 
صوريّه الغريبة المؤقسية هذه ء دون أن يحتاج المرء للقيام بدور فعلى » إلا إذا 


م 
كان ذلك على هيئة كلمة طيبة يشجع بها الآخرين فى مناسبات معينة كلما 
أمكن ذلك . 
لم أقرأ كشيراً مؤخراً .. شاقتتى خطابات فتزجبرالد . وكذلاك تاريخ كامبردج 
فى طبعتهالخديدة وهكذا يمكن بواسطتهتجميع أشياء قرأها القارى بشكل متناثر » 
' إن ترجمات جلبرت مرىعن يوريبيديس قد ظهرت : وأنا أزكها ( الناشر 
جورج آلن ) . وقد كنت أحاول الاهّام بالسياسة دون جدوى .إن الإمبراطوربة 
البر يطانية ليس لها وجود حقيى بالنسبة لى ء إننى أتمثل البلد الأم والمستعمرات 
على هيئة فرحة تنادى على فراخها الصغارء والأم ركله يبدو لى باعثاً على الضحك 
والسخرية . إننى أعرف أن هناك كثيرين من أهل الخد يأحذون هذه المسألة 
ماتحفآ جديا ولكبا تبدو لى غير ذات شأن كبير إذا قورنت باللقائق 
العظيمة الخالدة . أما أهل لندن ء الذين يتمثل لهم الكلود فيا تكتبه الشبلات 
الشبرية ء فإنهم يرتقون إلىهذا المستوى*فوق المستوىالذى مثله الخرائد اليومية. 
هؤلاء الناس أشبه فما يبدو لى بالدى»إنبهم تجسيد أعى لقوى الطبيعة » ولن 
يحصلوا على ذاك الشعور بالحرية الذى يِأقى لمن يتوقف عناشهاء الأشياء 
ويبدأ فى إدراك أسرار التأمل . 
بالفكر وحده يستطيع الإنسان أن يرق إلى مرتبة الالحة » أما ق أفعالنا 
وشبواتنا الببيمية » فنحن عبيد للظروف الى [تتحكرأفينا : 1 
الخاص جد ١‏ 


درترائك رسل 


كف 

كانت حياة لوسى دونالىعلى مدى سنن طويلة تدور .حول صداقتها 
يان تومأس . فلما عت خطبمها للد كدو ر سيمون فلكستر ٠‏ قاست لوسى 
عذاباً بالغاً . واللتطاب التالى عكاولة للتخفيف عنها . 


15 شيى ووك 
تشلسى . جنوب الغرب 
/ا من فبراير 1١9:1‏ 
عزيزق لومى . 

سمعت حبر خطبة هيلين . وسررت من أجلها . » لقد كان يبدو لى دا 
أنها تحاول العثور على زوج » وأن حياة الكلية كانت بديلا لا عن الزوا- 
إلى حدن . ولكن بالنسبة لك» ولاشك ع للوقف صعب جدا . صعب غا 
الصعوبة . إن 'من أخطر الأشياء أن يدع المرء أحاسيسه الوجدانية تتركز كلها 
فى شخص واحد » لأنها عرضة لآن يعترضها عائق » والحياة نفسها لا يمكن 
الاعماد علها لتقلب أحواطًا . وما أكير ما يتعلمه المرء سنة بعد سنة كلما 
ثقلت عليه أعباء الحياةء وأعتقد أن على رأسما يتعلمه هو القدرة على الارتفاع 
جميع أنواع لحب إلى حد التأمل ارد . هل قرأت قصيدة والت هو يمان 
ومن سط عباب انخيط يألى الحشد اللخاشد » في 


3 


لذ 


؛ 


يتعلم الإنسان فى الحياة أن يحب كل ماهو خير بنفس الدرجة ء حينا 
واعيًا بالذات» حينًا تجعله هذه المعرفة الذاتية أدفأ وأعمق : ولكنه حب بعيك عن 
المكاس الشخصية ولا ف !إلا الرغية إل ة. ولا كشك أن هنلاء مانا 


لشخصية ولا سيدف خخردة . ولا شلك أن هناك مرايا 
حقيقية؛ فى ذلك الشعور بالخسارة » فالب يصبح أوسع مدى ؛ وقدرة الإنسان 
على النفاذ إلى سرائر الآخرين تكون أعمق.. وكل من يعرف ححياة البشر حق 
المعرفة لايد أن يشعرق الوقت نفسهبذلك الشعورالغريب بالوحدة الذىتحسه كل 
روح منعزلة على حدة . إن الوحدة تخلق رباطًا جديداً قويًا . وتنمى شعوراً 
بالرحمة يزداد حدة وقوة حى يصبح بديلاً عما فقدناه وحسرناه . 


بحب 
5 1 


أعلم أن العبارات لا طائل وراءها ء ولكنها تساعد على احمال الشقاء » 
ومواجهة المرء للحياة مفرده. و بلاسند يستند إليه وهى بداية الحكمة والشجاعة . 
اغفرىلى أنى أكتب ق هذه المسائل اللخاصة جداء ولكن الدنيا أحيانًا 
تكون جادة ميث له ينع التجمل والأدب المصطنع . 

ستأمل أن !راك كثيرًا عندما محضرين إلى إنجلترا ء وأمل كبير أنك 
ستحضر ين إلينا . وسيسرنى جدً! أن أسمع منك كلما نازعتلك الرغبة فى الكتابة . 

الخخلص جد ١‏ 

برترائد رسل 


تششرت ١‏ قارنام 
١‏ من أبريل » 1 
عزيزى لوسى 

من المستحيل أن أخبرك كم كان جميلا كإشراق الشمس بالنسبة لى أن 
أعرف أن خطالى قد بعث الراحة إل نفسك . ولكن وا أسفاه . من السبل 
أن درى الإنسان امير 3 ولكن ليس من السهل أن كأرسه . وبالرغم من أن 
اأزمن قد أبل جدة هذا القول المأثور . إلا ١‏ أنى ١‏ أتعود عليه بعد . ونم أستين 
جلمته . غير أق رأيت وعرفت ٠.‏ ىق بعص بعض الأسحيان » -حيأة أعل قُّ الممتوى 
بكثر من حياتى الحاضرة . وإن آرائى لأسمى بكثر من أى شىء أنجح فى 
الوصول إليه لخم إن منسق ام لثى * ل : وإف لأفكر أحياناً ق تأليف 


بك )1 إلأء - أسم !ا ذا !!ة* لشيطان مذلك مما ٠ ٠‏ العطاء سينا 
يعض الل دوالة اخادو ره 0 مها _ 8 كاىسي سل 


الحب أما الأخدذ فيسبب الضجر . إن الحب الصادق هو جزاء مانسديه من 
خدمات للغير :: وهذا مليخص لقصة حياة الأمهات » وكثير من الزوجات . 
إن الانغماس فى الشهوات يشوهها كا أن الكبت يقضى علبها : ولا مغر من 
المسارة ق كلتا الحالتين : وهكذا . . . 


ا لداء- 11 رخ حدد 
الى 


غير أنه بالرغى من أن هذه الحقائق 


لف 

صحيحة . فليس التفكير فبا بالشىء المستحب . فكلما شعر الإنسان بالمرارة » 
كان ذلك دليلاعل الفشل العاطن أما سعة الصدر وضبط زمام النفس فإنهما يتركان 
حزناً خريفينًا هادثاً مكان صيحة الألم الغريزى. وإن أحد الأشياء التى تجعل 
الأدب عزاء كبراً » هو أن ماسيه تنتمى كلها للماضى ٠»‏ وتبعث فينا ذلك 
الشعور بالتكامل » و بالراحة » الذى يأتى نتيجة لكونها لم تعد فى متناول إرادتنا 
وإنه لمن المفيد تماماً إذا اشتد <زن الإنسان » أن ينظر إليه على أنه شىء قد 
حدث ق الماضى السحيق : وأن ينضم باللبيال » إلى تلك الخماعة الدزينة 
من الأرواح القاتمة الى ضحت بحيانما للآلة الفسخمة الى مازالت تدور . 
وإفى لأنظر إلى الماضى ٠‏ على أنه منظر طبيعى يسطع بنورالشمس ٠‏ قد كف 
ناتحر العالم فيه عن النواح . فعلى ضفاف مر الزمن » يسير موكب الأجيال 
البشرية الحزين » ببطء نحو القبر . غير أنه فى بلاد الماضى الحادئة » جد 
الشاردون المتعيون راحهم ؛ ويبطل عويلهم . 


أما بالنسبة لى ٠‏ فلم أشعر بعواطف من أى نوع » إلا قى مناسيات نادرة 
ومنذ زمن طويل . وهذه حالة تلاتم بالعمل كشراً 5 بالثم من كابما ٠‏ وحن 
نحيا حياة ريفية هادثة : أليس مخير » إلا من حينلآخر » وليوم أو يوسن 
ونحن نقرأ ( مونتين ) 17) 
بالمرة . أما أنا فأقرأ لنفسى تاريخ روما فى التصور الوسطى بقلم جر:+وريوس 
وهو كتاب ممتع . وقد أخبرنى جارنا جلبرت مرى عن ألواح أورفية 29 . وما 


علها من إرشادات للروح بعل اموت : ولسوف نجد شججرة ا 5 ويجاتف 


يصوت عال : .وهو متع ودر بح 1 ولكنة غير مثير 


تبره فم 1 واد الئيدت ع مل" ك.*. نوا إذي* 
1_6 لسس اه ١‏ ور لوال يتدوع © عاض نس -حارسن وأسوف نوه نا 


لك : من أنت ؟ ومن أين ا تجيب : أنا ابن الأرض والسماء 
المرصعة بالنجوم . لقد تشقق -حلق عطشاً » إنى أموت » ولسوف يمخيرانه بأن 
)١(‏ مونتين كاتب فرنسى ١088‏ - 1591 مشبور عقالاته الحشوة بالتأملات . 
0 نسبة إلى أو رفيوس أعفلُ موسي ومغن فى الأساطير اليوئائية . 


8 دب 
يشرب من الينبوع » وأحياناً يتكلم البنبوع نفسه . هذه غيبيات جميلة 
امخلص 


برئرائد رسل 


فرايديز هل 

هاسلمير 

89 من يوليوء ١9407‏ 
عزيزى لوسى 


من الممتحيل أن أخجيراء عه ملم بي كيم تحطاباتنا عونا لك 


إن أعفلم مكافأة يحصل علها الأنسان من تدان لقاب ٠‏ هو أن ند نفسه 
قادراً على أن ينفع الاخرين . ولا أستطيع أن أعبر عن شعورى بعظمة هذه 
المكافأة . دون أن أظهر بعظهر الترثار » وأرجيك ألا تشعرى بأى حرج 
من عرض كل متاعبك » فأنا أنتظر سباعها والتفكير فها بفارخ الصير . - 


0 قإن الما دقة 3 5 ! الناى !1ع العلاثارتاجرة اأععلء 
نر ادر ند ةا تمر سه سحاد 8 2-1 الخار اناا سويب هيه باعتبارها 


فرصة لهدم السعادة ثبىء مفزع للغاية ..أليس مفزعاً أن يراقب الإفسان »فى معظم 
الزيجات »ذلك التنافس بين الزوجن أيهما يقوم بالتعذ يب وأيهما يتعذئب . 

ويعدسنوات قليلة على الأكثر يحسم الأمرء وبعد أن يحسمء » تكون السعادة من 
نصيب طرف منبما والفضيلة من نصيب الطرف الآخر. ويبتسمالقاتم بالتعذيب 

ابتسامة مصطنعة ويتكلمعن | السعادةالز وجية » أما الضحية ٠‏ فإنباء يفا من 

أن تحدث ماهو أسوأء تبتم مؤمنة فى فزع فلاز واج ككل العلاقات الوثيقة يف ةالمشايبة ) 
إمكانيات للألم لامباية لها. ولكى بالرغم من ذلك أعتقد أنه من المميد أن يكون 
للإنسان علاقة وثيقة بالناس . وإلا ء فسيبى الإنسان جاهلا بالكثير مما 
نحسن معرفته ع 59 : 2 يد الإنحاء الإنسالى الذى يجعلنا نقامى ما يقاسيه 
الأتحرون . غير أنه من الصعب ألا نحن" ق الحظاتالضعف » لحياة سملة » 


د22 


حياة مع الكتب والأشياء » و بعيدا أ عن الأسى الإنسانى وإفى لأدهش أمام العدد 
لحتل من الناس الذين لا محتمل بؤسسهم . . حقنًا إن الألى هو زاد الإنسان . وعلى 
الإنسان أن يتعلم أن بنظر إل السعادة ٠‏ بالتسية للاخرين وبالنسبة له ء 
كشىء عديم الأهمية ع بشكل أو باحر - ولكن الثم من أنى أظل أردد 
لنفسى هذا الكلام » فلم أومن به كلية » وبشكل تلقال » بعك 

يسعدنى أن أسمع أن هيلين قد استراحت . ولم يدهشى ألما لا تكتب لى . 
ولكن أخبر يها ألا تنسانى . وأن تكتب لى ثانية/حيما تستطيع . إن رؤية جر يس 
قبيل رحيلها » منذ أيام » » جعل أمريكا تبدواقريبة . وإنى أشعر عادة. حين 
أكتب لك أولميلانٍ ؛ كأنى أكتب » تقر يبآء لوق قرأت عبم ق الكتب 
فألمكان سذو بعيد جد أ ء وغارقا فذكر ياتشخص م#تلف جد الاختلاف 
كان يعيش داخل جسدى منذ سبع سنوات ٠.‏ حى إنى لا أكاد أصدق 
أنه حقيق ») أو مأهول بأناس حقيقيين. ولكنك -حين تأتين فى اللتريف سوف 
أشك فيا إذا كنت ف أمر يكا -حقيقة كل هذا الوقت . 

فى الأربعة الشهور الأخيرة كنت أعمل يجد كالمنصان: ولكنى لم أنجز شيثاً 


ذا بال . واكتشفت عل التوالى » سيع مصاعب جديدة ماما . قمت بإنا 
03 ا 8202 1 6007 سحي وسو 5 ىه 


لخلول للست الأيل منبا » فلما قابلتى الصعوبة الأخيرة » فترت ع 
وقررت أن أقوم بإجازة قبل أن أواصل العمل . وكانت كل صعوية تتطلب 
بدورها ١‏ إعادة تشييد لبنائى كله . وأقم الآن مع آل ديكضسون » سوف 
أكون فى المدينة خلال الأيام القليلة المقبلة » وأنغمس ق مسألة حرية التجارة 
( كطالب فقط) . فنحن فى غاية الاهيام بموضوع حرية التجارة . إلى 
أعتيرها آخرما تبى لناما بمكن: أن نسهم به ف تدعم العلاقات الدولية اأسليمة 
فإذا ضاع فإنى سوف أشعر ركيل أن أقطع رقبى . غر أنه يبدو أن لافرصة 
هناك لنجاح تشمبرلن ‏ فكل العقول فى كل طبقات المجتمع » ضيلده . 
المخلص 


برترانك رسل 


خّ 


4 
2 
يبيد" 

كك 


5 تشينى ووك . تشلسى 
58 من فبراير . ١9١5‏ 
عرز يزق لومى 

. . . حقنًا إن الشعو ربتفاهة ما يقوم به الإفسان: حيث لا يكون هناك مبرر 
له » له وخر ملجأ لحب الذات . إذ أنه يأتى نتيجة لما عند الإنسان من مثل أعلى 
يحاول أن يصل إليه ‏ وهو نوع من الكبرياء . هذا سبب » والسبب الآتر هو 
الثورة على شقاء الإنسان الخاص » لا يقضى عليه إلا مل عام ضخم . غير أنى 
أعرف أنه من الصعب جد ! أن نطرد حب الذات هذا من ذلك الحصن المنيعم . 
وأنا » بكل تأكيد لم أنمجح فى ذلك بعد . ليتتى كنت الآن معك : ليس فقط 
من أجل جمال صقلية » ولكن لآنه يسعدنى كثيراً أن أراك » ولأنه سوف يكون 
من السهل بمكان أن أقول هذه الأشياء الى تبث فيك احترام النفس الذى 
تستحقينه . إنك ق الحقيقة متواضعة جد | . غير أن حب أصدقائك يحب أن 
يقنعك بأن لديك ما تعطينه ما يقدره الناس » ولقد وجدت أن السبيل الوحيد 
إلى احلاص من الذات هو العمل . ولا كنت غير قادر على العمل » فذلك 
الخلاص صعب جد بالنسبة لى . 00 

سعد أن هيلين تكتب خطابات لطيفة . ولكى أفهم جما تقولين أن 
سعادتها ليست من العمق بمحيث تنسى الألى . وهذا ما يؤسف له . ومع ذلك 
فر با يكون ذلك واقياآً ضد آلام أعفلم ف المستقبل . هذه الأفكار معروفة 
للجميع » وأنا أعيرف أنه من الأجدى أن يعرف الإنسان الألم واللذة ى أشد 
درجاءهما من .٠‏ أن يعرفهما بدرحة معتدلة . غير أنه لاحب أن نرفص التعارى, 
حبى ولو كانت عادية . 


لاجديد هنا يذ كر . ولقد كنت منهمكاً فى العمل ولكبى الآن انتهيت بالفعل 
مما كنتت أقوم بك , وسوف عضى ىَّ كامبردج دومان هلا الأسبوع . ولسوف 


زف 
تقوم آ ليس بزيارة لوجان و بالبحث عن أرض للبناء ىأ كسفورد » كنا كنت 
أقوم بشراءة بعض الروانات: وألتحر رواتين قمت بقراء سما هما : ديانا وحيأة 





بوشامب » وكتابات مير يديث النفسية جيدة بوجه عام بالرغم من أنى لا أظن 





أن خيانة ديانا مقنعة . ولقد وقعت فى غرامها ى الحفلة الراقصة . وظللت أحها ى 
كل مغامراسا 

ذهيت مساء الأمس إلى ضاحية بعيدة فى لندن كى ألى محاضرة ف الفرع 
حل بلبمعية المهندسين المتحدة . وه, يجتمعون ف بار ولكلهم لا يسمحون بالشرب 
أثناء لجماعاتهم . وهم كا يبدو أناس ممتاز ون ء وخترمون جد | وق الحقيقة 
ما كنت لأحسهم عبالا . وهم ينتمون إلى كافة المذاهب السياسية من أول 
امحافظين حى الاشتراكيين . وقد طلب منهم رئيس التمعية . بعد أن انهيت 
من محاضرق » ألا يتملقوا المحاضر كما هى عادتهم . وحى بالرغى من ذلك » لم 
ألق كثيراً من النقد . ولقد فسرلى السكرتير ذاك . ونحن عائدون » بقوله إن 
وحججى قد أفحمهم ؛ ولقد أحيبتهم جميعاً ٠‏ وشعرت باحترام متزايد للعامل 
الماهر الذى هو ق.: العادة جدير بالاحترام . 

سوف أنهى » خلال أسْبوعين ٠‏ من الأمور المالية ٠‏ و بعد ذلك مروف 
أقوم يجولة على الأقدام فى ديفونشير وكورنوال قبل أن أعكن على الفلسفة . 
وسوف يذهب مكار معى . 

اكتى لى بمجرد أن تسمح لك الظروف . وأشعر ألى أريد أن أقول أكثر مما 
قلت رد على خطابك » غير أن السياسة قد شتتت أفكارى »حاول أن ترفعى 
من معنوياتك » وأرجوك ألا تتمخيل أن حياتك عدية النفم . 

الخلص 


برتراند راسل . 


اب ؟ 


سانت كاتر يز هاوس 
فندق درحة أول 

فوى © كورنال 

8 من مارس »2 ١51١4‏ 


عزدزق اوسى 


. . . أما من ناحية العمل فأنا لم أفكريتاتاً » سواء عن رضى » أو بالعكس»ء 
ف الناحية المالية لعملى الذى انّبيت منه على خير ‏ فهذه الفترة من حياق 
قد ولت . كا أنى لم أفكر كثيراً فى الفلسفة بالرغ من أنى حين أفكر 5 
فإن أفكارى تبعث إلى حد ما على السرور . وقد تركبى مكار الذى كان لى 
نعم الرفيق منذخخسة أيام . ومنذ ذلك الوقت وأنا وحدى . ولقدكان الوقت ثمينآ 
جد ١‏ . إن شعوراً بالسلام يستولى على وأنا أسير ذوقالتلال الحضراء التى تطل على 
البحر» بلا إنسان أستشيره » وبدون أن يزعجبى أحد . وأنا أفكر » يطريقة 
غريزية هادئة ( وهو شىء غير عادى بالنسبة لى) فى المصاعب العملية الى 
بدت لى بلا حل » وأخحتزن راحة عقلية لتكون عونا لى أثناء اضطرابات ومتاعب 
الحياة العادية . وحين لا أفكر ف الطريقالممتدأماتى أو فى المناظر فأنا أفكر فى 
أمور الناس » محاولا أن أصل إلى الحقائق مباشرة » وأن أقرر ما بمكت عمله 
لتحسين هذه الحقائق .. وإنى أحتاج إلى وقت كبير وتفكير عميق » كى 
أتسخيز ١‏ نفسى فى موقف ماء وأرى إذا كنت أستطيع أن أصل إلى نتيجة هامة 
يكون لها تأثير . ولكم تسخرمى نفسى حين أفكر فى معرفى الكبيرة بأمور 
الناس» وق رغبى فى أن أكون موضع ثقئّهم » غير أنى أحاول جاهداً أن أجعل 
النفس قادرة فى هذا الإطار على أن تخدم أغراضاً صالحة . . 
وعندما أصل إلى حانة ما » أأجد متعة فى مشاهدة الرواد بعد تجول وحيداً 
لفئرة طويلة . إننى ألاحظ صغائره, » وأقارن بين صاحبة حان وأخرى » وأصغى 
إلى ثرثرتهن حول ما يجرى من حون من أحداث » وكا أصغى إلى ما يقال 


سيرق الذاتية 


> عو 
0 


7 
عن متاعب حيأة أصحاب الفنادق . يمكنى أن أكتب بإسباب عن 
هذا ال موضوع » وإنكان ما أكتيه سيبدو وكأنه شىء ممائل لا كتبه د يكنز 

فى رواية « مستر بيكويك » . 

هذا الفندق الذى نقم فيه نكون عائلة سعيدة ء تجتمع كلها على مائدة 
العشاء . وعندما ذزلت مرة إلى الطابق الأسفل رأيت سيدة فق منتصف العمر تضع 
اللمسات الأخيرة لزيتها أمام مرآة فى بهو الفندق . ولقد ألقت نظرة سريعة إلى 
ثم تابعت زيتها عندما تبينت أنى لست رجلها الذى تنتظره . 

وكانت هناك امرأة أخخرى فى منتصف العمر رائعة امال » نحيلة الحصر » 
رزينة . كانت تشعر بالزهو لأن الشاب الذى تحيه كان قد أعطاها باقة من 
زهور البنفسج تتزين بها . ثم هناك المنظرالذى لابد منه . ألا وهو منظر 
سيدة عجوز تجلس "على مائدة منفصلة وتشيرك فى الحديث بين اللبين واحين . 
بأن تلى' ملاحظة عن جمال زهورالربيع مثلا - وهناك رجل متعاظم كان يقول : 
وحن »ء فى رأى أن المديرين قد أضاعوا هباء 17,٠٠٠‏ ألف جنيه من أموال 
حملة الأسهم ». وكتت بين هذا اللتمع أشعر يمخجل لأنى لم أرتد الملايس 
المناسبة للمقام. » وأعتقد أنهم كانوا ينظرون إلى بازدراء لنفس السبب » 
ولذا كنت كالرجل الذى وقف محيداً عند دفة السفينة و سنارك » لا يكل أحدآء 
ولا برجه إليه الحديث أحد ما » وإن كان هذا لايبى أننى م أنمتع بوجودى 
صط هذا الحمع . وقضيت أمس ق مكان يسمى ١‏ ميفاجيسى 6؛ حيث كانت 
تجرى انتعخابات مجلس الأبرشية . وكانت ابئة صاحية الفندق تعد لى العشاء 
عندما سألا إذا كانت المنافسة بين مرشح من الأحرار وآخحر من المحافظين . 
فأجابت : دكلا ء يا سيدى » إن هناك محاولة من البعض لرشيح دكتور 
اللاهوت ». بيبا البعض الآخر يعارض لأنه ليس هن بلدة مفاجيسى إذ أنه 
م يش فها أكثر من ست أو سبع سنوات » . 


فأردفت قائلا : « إن هذا أمر مشين » . 


/” 
له إلا أنصار قليلون » ولذا فإنه طالب بإجراء انتتخاب » يأمل الصيادون أن 
عور فيه . 
فاسةتطردت قائلا : ( عل أى حال 2 ببدوأن فرصمّه ىَُ الفوزضئيلة جد" 5 
وأنت ترى يا سيدى أن أنصاره أناس ذوو نفوذ » إنهم تجار سمك » 
يشترى بعض الصيادين مهم شباكهم » ثم إن من بين أنصاره ما يسسموهم 
الئاس 22 المسيحيوك ّ مكلا'ء الناس الذيين يناصموتنا العداء 3 بحن أاعداب 
الحانات» فقلت : م آه ٠‏ إن الأمر يتضح لى شيئاً فشيئاً - أهو من المنشقين 
عل الكئيسة ؟! » ط: 
« طيعاً . يا سيدى »ع إنه ليس من أتباع الكنيسة  »‏ قالت هذا بنبرة تم 
ولقد اكتشفت أن مناصريه من الأثر ياء المنشقين عن الكنيسة وأمهم عطوفون 
للغاية على من يبتعد عن شرب الحمر » وف منتهى القسوة على السكارى 
الخمورين ١‏ الأمرالذى أغضب منهم عديداً من أصعاب الحانات. ومن الطريف 
أن أبين أن رجال الكنيسة يرددون كلمة و مسيحى » على أنها تعى رجلا ليس 
من تيا كني وتيت أيضاً 1 ٠‏ صاحية الفتدق أن مؤلاء الوحوش ) الذين 
0 8 نظاماً جديداً 
3 لكر وكفب فى زى بشر ( تقصد المنشقين على الكنيسة) قد اقرحوا ١‏ جك يك 
للمجارى ونظاماً جديداً لتوفير الماء» على الرغم من أن العوائد الى يدقعونها مرتفعة 


لدرجة فظيعة . 
عندما سألها عن مدى ارتفاع العوائد الى يدفعونها » أجابت : ولا 
ا يك أعا أنا ع تفعة لدرحة فظيعة » 


درى ٠‏ باسيدى . ولحى ساف يون لنوحة قطبعة 54 
ولم ينجح الدكتور فى الانتتخاب » لكن وجدت عزاء فى أن القس ل يقدر 
له التجاح أيضاً. . إن هذه الأمور الصغيرة الى كان الذهن يشرد فما بين 
البين والحين لم تترك لى -لدظة أشعر فما بالملل . 
المحب 


برترانك راس| 4 


م 
52-5 
يود 

الى 


قلعة هوارد 

دورك 

6 من أغسطس ١1:04‏ 

عزيزق لومى 

إنى أقم.ق بيت كبير يرجع طرازه للقرن الثامن عشر » ويتمثل فيه على 
حد سواء كرم امحتد والافتنان بالعقل . إنه حفل عائلى يجمع عائلة مارى 
الى تعرفينها » 6 سيسيليا ورويرتس- أما عن سيسيليا فهى تكرس ولاءها 
لعائلها. وعلى الأخص أمها » وهى هادئة ق العادة وإن كانت تنفجر فجأة 
بغضب عنيف تستتخلام فيه عبارات ضيكمة من عيارات السب والقدح . 
وباستثناء هذه الكالاات فهى قديسة سمينة مرحة © ومن الغر يب جدًا أمها من 
المنشقين عل الكنيسة: . أما زوجها روبرتس فرجل طويل » نحيف » عصى . 
يرتعد كشجرة الحور عند ما هب علها الريح » مثالى خاب ظنه ق اللمثالية 
فانقلب إلى الانتّهازية . وهناك أيضاً هوارد الذى عاد مؤشراً من نيجير يا حيث 
كان يدير باقتدار ونجاح باهر شئون مقاطعة استولينا علها منذ عهد قريب » 
تحوى مدينة يبلغ عدد سكانها 5006٠٠‏ نسمة لم يكن بينهم رجل أبيض سواه 
تقريباً . إنه ذكى » نحيف رقيق » متمسلك بالتقاليد تخى رقة سلوكه قسوة 
شرقية وقوة غضب تتسبب فيه والدته وينصب على زوجته - وعلى الأقل قد يحدث 
هذا ق المستقيل - وهو وزوجته غاية فى الحمال » وكلاهما م: منشق عل. الكنيسة . 
وزوجته كذلك ذكية ا جدً| وشديدة التمسلك بالتقاليد ء وإن كانت طيية 
القاب حت 3 وشخصية لطيفة على وجه العموم . ويبدو ظاهراً للعيان أن كل 
منهما متم بالاخرء وإن كان الواحدا منا يشعر شعوراً خفينًا أن وراء هذا يكمن 
ذلك النوع من الغيرة الذى يؤدى إلى جر عة قتل إذا ما أثير, ت تاثرته : وإن 
كان أوليفر يشبه أمه فى شخصيته إلا أنه يختلف عنها فى كل الآزاء » ومن 
م فالعلاقات بيئهما متوترة لدرجة مؤلة ثم هناك دورو الى تبدو لى كجدق 


* أ ف حا شلرنة اأدر أى أله‎ ٠ 
من ذا فهى غشوم » قاسية احيانا » جر يئة » شديدة التمسك بالشرى وه‎ 


ومليكة 


يف 
بالحيوية الفطرية والأحاسيس السليمة » وتسيطر علها بشكل غريب مبادى 
أمها » وأخيراً هناك ليف جونز ”!2 السكرتير الخاص لليدى كارليل وهو شخص 
بوب للغاية » ويقدم كل عون لكل إنسان . وضحى عستقبله و برغباته 
الذائية » وبكل أمل فى حياة خاصة من أى نوع » ولذا تنظر إليه الأسرة على 
أنه شىء ثابت ى حيانها . ولا تنتظر منه أية مطالب على الإطلاق 
أكثر من توقعها أن ينطق الجر الأصم طالياً طعاماً . وتوجه ليتدى 
كارليل الحديث بشكل يجعل منه مياراة فى المهارة من أجل مراهنات كبيرة ‏ 
إن الحديث دايا يتخذ طابع جدال تتجاهل فيه بكل ما أوتيت من قدرة 
فنية » الالتزام بالموضوع » فهى تغير موضوع الحدال حى نحن الفرصة 
المواتية لها » وحيتئد مهاجم وتتشتث العدو كالتين الذى تذروه الرياح وتوجه نسبة 
كبيرة من ملاحظاتها لإيلام أى شخص يبدو منه استقلال فى الرأى. أو كان 
سيباً فى إثارة أى لون من ألوان الغيرة العديدة . إن لها عيوب النساء اللانى عرفهن 
نابليون وإن كانت أقل مهن كذباً وأكثر قسوة » وإنه لأمر فظيع أن ترىفها 
هذه الرغبة ى إثارة الشجار الذى ينهى بالتصافح والتصاق . ومن الناحية 
الأخرى » أن لما روما اجماعية كبيرة ». ولذا فهى تكرس وقنها ممالا للقيام 
بأعمال عظيمة حقنًا. إنها تتسم بالاتزان والشبامة بالرغم من أنها شخصية معقدة . 
النغي 
درترائد رسل 


اوديرت فييسدر 
م من أكتوبر» ١1105‏ 
عزيزق لوسى 
ليس هذا بخطاب بالمعبى الصحيج إذ أنه فقط يصحح ما قلته ى 
الخطاب السابق . قبمعدرة د رحيل بدأت أنظر للأمور ق أبعادها الحقيقية وم 





. الآن لورد رأيادر ( ؟155)‎ )١( 


3# 
أعل أرزح نحت وطأة الأمورالمعقدة . على أى حال لقد عزمت بوجه عام 
على ألا أكون. علاقات وثيقة مع أناس لا أحيرمهم ٠‏ أو أمحاول مساعد نهم 
إذ يبدو أن هذه مهمة لا أصلح للا . 
إن مقاطعة بريتانى رائعة تمامآً ‏ فها كثير من اللحمال الريئى الصا » 
بغاباتها وجداوها رحقول التفاح التى تمتد إلى مالا نباية وهى ملأى بالتفاح 
الأحمر الكبير الذى بلا أريجه المواء ‏ وفوق ذلك كله فهى مجمع ما بين 
جمال مقاطعة ديفون ومقاطعة كورزوال . وكنا نسير مؤخراً حول الساحل 
الحنونى الغربى حيث يسيطر الخيط الأطلسى كإله . وتوجد فى كل قرية 
صغيرة كنيسة قوطية كبيرة وعادة ما تكون ق غاية الحمال . وهناك كنائس 
كثيرة منعزلة تواجه البحر كشاهد على شجاعة القدماء ‏ وتعجبت أول الأمر 
من هؤلاء الناس الذين يؤمنون بالله مع وجود شىء أكثر عظمة وأكثر قوة 
كالبحر » ولكبى سرعان ما جعلتى قرةٍ البحر الرهيبة أرى أن الله ينتمى إلى 
عالم البشرء وأنه يبدوق أذهامهم كقائد خيش وهم جنوده . إن الله هوأ كبر 
دليل على أن العالم لا تتحكم فيه المادة فحسب . لهذا كان الصيادون ولا دزالون 
أكر الناس تديئاً . إن هذه المقاطعة الغريبة مققرة » كثيرة التعرض للرياحء 
ازدهرت فها ق الأزمان الغابرة مدن » حيث كان يعيش ازولت ق قلعة 
تطل على الببحر » وحيث تبدو الأساطير القديمة أكثر أصالة من الحاضر . 
حى الأطفال يبدون كباراً فى السن » فهم لايلعبون أو يصيحون » كما يفعل 
الأطفال الآخرون » بل يجلسون فى سكون » مكتوق الأايدى وعلى وجرههم 
عناء الاستكانة فى انتظار للأحزان الى سيأق با الزمن لاحالة . أما الرجال 
فتغشاه, الككابة التى يحاولون التتخلص منها بشرب الحدر. إننى لم أر قط فى حياق 
أناساً مدمنين على شرب الحمر مثل هؤلاء القوم » فى كل قرية رأينا عديدآ 
من السكارى يتمرغون فى الرحل . إن الآيام العادية هنا مملة ء مثلها مثل يوم 
عطلة البنوك عندنا إلا أن السيدات » كما أظن لايكثرن من شرب اللحمر . 
على النقيض من سكان مقاطعة بريتانى رأيت صاحب آتخر حانة نزلت 


ا ؛ 


75 
ما ء وتقع ى مكان يسمى ٠‏ سان جينوليه » . بالقرب من يرف دى بمارش » 
وهو رجل طويل » معتدل القامة » ذو لحية سوداء ضيخمة © يقوم جر حركات 
سربعة ©» قوية ومشرة » ونظراً لآن المطر قد بللنا فقد جلسنا فى المطبخ حيث 
كان يطهو طعام العشاء بنشاط ومتعة لم أر مثيلهما قط . وسرعان ما تبينت أنه 
من باريس » إن له أختا متزوجة من صاحب فندق ق لانكاسر » وأختا 
أخرى تعمل ف نخدمة الاو ردجرارد ق عصر. ولقد كان هذا الرجل يعمل 
طاهينًا على سفينة تعمل ف الشرق الأقصى » وانتبى به المطاف بالبدء بهذه 
المحازفة يعد أن اقتصد ما يكى من رأس المال . ولقد أخيرنا أنه فى الحقيقة نحات 
وليس بطاه » وأنه فى الشتاء عندما لا يألى رواد للحانة يكرس وقته ى صنع 
القاثيل . ويتمتع يصوت عال يمكن أن علا دويه أرجاء ماعة ألبرت للموسيىء 
و يستخدم صوته هذا بدلا من جرس العشاء . وف الحقيقة » أن روحه المرحة 
تتجل قى كل الأحوال فنراه يأر بتكتة ما أو يصدر أمراً مما مجحل -حوائط 
الفندق تدوى من علو صويته . وكان طهيه ممتازاً » بلا شك . ولقد رأينا صياداً 
فقيراً يبيع له سرديناً للعشاء ٠‏ وكا كانت كي ةكبيرة جلا بثلاث ينسات ء أنفقها 
هذا الشى التعس . على ما يبدو لى » ف الشرب ف بار الحان . 

لمحب 


برتراند وسل 


شارع رالستون 
شارع تايت » جنوب غرب لندن 
8 من فبراير » ١5١086‏ 
عزيزق لوسى 
والآن وقد عدنا إلى تشلسى » كثيرا ما أنمى أن تعودى إِلينا » وعندما أتجول 
ف متذزه باترسى أفتقدك كثيرا . إن به كثير] من روائع المحيط لأطلمى . . وهذا 
500 


0 


العام » غتدمأ أقوم بالتذزه. أصطحب عادة م اكارق الذى إلحد صصح ممه راع 


1 
وهدوءاً وق مزاحه اللطيئما يبعشثعل الببيجة . وأسير أيضا ف صحبة جورج 
تر يفيليان الذى يعتقد أن العالم أفضل مما أظن » وإن كان اعتقاده هذا يتم 
بكابة تبدو نكى عن التفاؤل » إذا ما قورنت يها » مرحة للغاية . ويهذه المناسية 
أود أن أقول إن زوجته من أحب الشخصيات الى رأينها . إنها قليلة الكلام . 
وكثيراً ما أشع رأن الحديث بدأ يفترعندما أكون معها .رغم هذا فهى تزخر بعواطف 
الحب والصداقة الكرعة » وتتجلى فيها الأمانة والإخلاص لدرجة نادرة الوجود . 
إنها تجهل هذا العالم » مثلها مثل كل شخص لح ير ق ححياته إلا الكرم وحسن 
الطالع » وفذا تتوقع تلقائياز من كل من تقابله حسن المعاملة . رهذا مجعلها 
تكسب عطف الشباب : وتجعل الواحد منا تواقاً لآن يجنبها الأحزان ٠‏ برغم 
ما فى هذا من استحالة . لقد أحيبت واحترمت أناساً أكير منها » لكن لم تكن 
لدى رغبة لأن أقهم من الآلام » إننى أشعر تحوها بنفس الشعور الذى أوليه 

لطفل ما . 

وق لندن نرى الان كثراً من الشخصيات » فالليلة الماضية تناولنا العشاء , 
عند سدلى وب لتقابل ليون فيليمور » وما كندر الذى تعرفينه بلا شك -- ذاك 
الحيوان عميد كلية الاقتصاد ‏ وجرانفيل ياركرلاء الممثل الشاب الوسم الذى 
رج مسررحيات شو وترىا” 35 وسير أوليفر لودج العالمء المقمن بتناسخ الأرواح 
وأرثر بلفور"» ع 6 وورثر أعظ. ابلدميع شأنا وهوصاحب شركة وورثر وأكبر 
مليوذرق جنوب أفريقيا ..إنه رجل ألمانى طيب القلب » خفيف الظل » بدين 
وحمل كذلك سلسلة ساعة ذهبية سميكة » ويتكلم بلهجة ألمانية.قوية ( هو 
عوذج ج لأعظم المستعمرين البر يطائ يطانين . لا نكاد شعر دو زر دماء الشعء 


شعر بوزر دماء السع و به 
الى دمرت والكراهية الى تولدت ع واستعياد الصيئين وفساد الإنجليز ؛ وى 
أشياء كان ينبغى 3 طيقاً للقواعد القدعة » أن ترهق كاهله كا لو أنها قبة من 
رصاص . إن هذا العشاء منأسية لطيفة . وعندمأ حصر مجميع الضيوف ماعدأ 
) 6 جليرت مرئ م سرحيات ال د القدماء وصديق راسل ٠‏ 


(؟) ا يلعو عارية ا داه 


1" 
ن 


بلفور وورذر طلبت منا مسز وب أن نرى معن منهما يظن أنهأكير أمية من 
الآخرء ويأى آخمر اللجميع . وبكل تأكيد » لقد حضر وورئر آخر المدعوين 
وعلى الرغم من أنبلفور بتحكم فى الإمبراطورية فإن وورنر يتحكم فيه . 
إن بلغور إنسان لطي للغاية لاتصدر منه أية حركة أو إشارة نم على أنه شخصية 
هامة » عطوف . وتواق لأن يصغى أكثر مما يتكلم . وكثراً ما يضع أصيعه فى 
فه » كا لوكان طفلاً مستغرقاً فى التفكير . ومن الواضح أنه ضعيف » وأنه 
يفتقر إلى العواطن القوية » وأنه لطيف ولكن غير كفء . على الأقل لم 
لاحظ شيئاً يدل على مقدرة ما » اللهم إلا لباقته وهى السبب الرئيسى » على 
ما أظن » لنجاحه . ولقد صرح أنه لا يدرى إذا كانت الحكومة ستبقى 
أسبوعدن , ارين أم لا ٠‏ كما ذكر أنهلم يتمكن من مشاهدة مسرحية شو خوفاً 

من احّال إجراء انتسخابات عامة . لقّد اعتبرت هذا الكلام زوعاً من المداهنة 
والقلق . ولقد جرفى للحديث عن فلسفة مور » ثم أصغى إلى محاضرة ألقنها مز 
وب عن ١‏ المبادئ الأولية للحكومة» للمبتدثين» وكان يمكن أن يكون هذا على 
الأقل عنوانا مناسباً لما جرى على مائدة العشاء من حديث . 

أما سير أوليفر لودج فقد بدا لى لطيفاً » برغ شعوري بالتحامل عليه من 
جراء اختلاف عقائدنا الدينية . إندهادى » ععيل إل الفلسفة و إل النظر للأمور 
نظرة موضوعية ٠‏ أما ماكندر التعس فد آثر جانب السلام مع بلغور ودخل معى 
فى جدال » كان مصدر متعة كبيرة لى » وكان امتحاناً مريراً تخلى فيه عن 
السلوك 0 ومراعاة شعور الغير”' 2. 


ا 
|6 8 00 ا سشَ 
لع 


نه ع إذ قتص نشاط ‏ عا , مقايلة الناأمر 
إنى لا مووي 7 كا فيه ١‏ سس 


وقضاء وقت أمتع فيه نفسى . وتنتابى ذوبات من الضيق قصررة الأمد » ولقد 
تأثرت إلى حد معقول بالمامى الى -حدثت للغر مؤخراً » بعضها كشف عن 
سلوك سو لأصدقاء حميمن » الأمر الذى سبب لى عظم الألم » والبعض 


الآتمر كان مبعث عذاب أكبر إذ أنه كان على أن أراقب ما نحدثه من آثار 


ل ا كر وأ ءات كه .0 1 د يي 0 دعللاء 
)١ (‏ لمل ثئيت مسر و ب اوقا ثملهة العساء هذه 3ق ضاببا رر حهادنا 


11 
مدمرة وأنا أقف عاجزآ بلاحول ولا قوة إزاء هذا الآبله عدم الإحساس 
اللذى يقول إن حب الثناس يلب السعادة الإاسيان. عل 3 حال ع ورتم كل 
الآلام التى يسيبها هذا الحب » فإنه يعين الإنسان بالفعل على محمل متاعب 


الحياة , 
الى 
درترائد رسل 
لووركويس 
باجلى وود » أكسفورد 
هراد 8 ١‏ 
آذ من دوثيو » 1١‏ 
عزيزق لوسى 


لا أذكر وم يتطرق إلى علمى أن مجلة الإسيكتاتور قد نحدثت عن مؤلفالى 
ولذا فإن إشارتك قد جعلتنى متلهفاً لمعرفة ماكتبته . إنى لم أكتبشيئًا جديد | 
من هذا النوع من الكتب » وإن كنت أسير قدماً ف ذلك . ومنذ عهد طويل 
أناقش بين الفينة والأخرى هذا اللغز : إذا انطبق اسمان أو وصفان على شىء 
واحد » فإن ما يصح على أحدهما يصح على الأتحر. أراد جورج الرابع مثلا 
أن يعرف إذا كان سكوتهومؤلف روايات« ويفرلى »؛ وسكوت فق التقيقة هو 
نفس الإنسان الذىألف روايات « ويغرل ؛ . ومن ثم فإذا نحن وضعنا الإنسسان 
محل المؤلف » تبين لنا أن جورج الرابع أراد أن يعرف إذا كان سكوت المؤلف 
هو سكوت الإنسان الأمر الذى يوحى باهمام بقوانن الفكر أكثر من اهمامنا 
بمعرفة أول إنسان سكن القارة الأوربية . إن حلهذا اللغز الصغيرغاية ف الصعوبة 
إذ أن الحل الذى اكتشفته هذه الأيام يلق ضوءاً على أسس علم الرياضيات 
وعى مشكلة العلاقة بين الأفكار والأشياء... إنه لأمرعظم جد ا أن نجد لخزاً 
ما إذ أنه طالما ظل بلا حل فإن هذا و أن اا يصل بعد إلى أعماقه . 


إننى عازم على ألا أقوم » طالما حييت ع مضن .٠‏ كا فعلت فى العامين 
َّ | ث)غ دمل : ا 


7/٠ 
السالفين . إن عبلى هذا العام » وحبى هذه اللحظة ء لم يصل بعد إلى هذه‎ 
. الدرجة من الصعوية » إذ ما زلت أجبى تمار عمل السابق‎ 

إن هذا المكان مناسب للغاية . البيت جميل مريح » وأقوم بكثر من 
البحث والاطلاع لدرجة تكاد تكون ممجلة . فالمناظر الريفية الى حيط بالبيت 
مثال لما ذراه ى إنجليرا من جمال الحقول والمروج «المناظر الفسيحة الشاسعة 
الى تضم ا كسفورد والهر . ويبدوأن أليس معجبة بهذا المكان مام الإعجاب 
و>ححها هنا على وجه العموم أفضل نما كانت عليه وهى تعيش ف المان . 
إننى أشعر بالمزايا العظيمة الى أجنيها من اختلاطى بالناس ق أكسفورد 
إذ أنه لمما بيسر على الإنسان الاحتفاظ بالرغية فى العمل » أن يربط بينه 
وبين اهعامات الغير . وكان على أن أسر على نظام صارم » تيسر لى بفضل 
وجودى هنا . 

أرجوأن تكتى لى ثانية بأسرع ما بمكنك وأن تفيديى بأخحبارك وأخبار 
هيلين . إِذ أن خطاباتك مبعث سر ور لى دانماً . إننى الآن وسط نوبة من نوبات 
الحماس للعمل » وسرعان ما تنهى على الرغم مبى . إن الحياة بسيطة وممتعة لو 
أن الانسان يمكن من العْتم بأداء واجباته » كا يفعل البعض » وتكون أكير 
بساطة إذا قام الإنسان بواجيات لا يشعر فبا بمتعة ما . وإذالم يتيسر له هذا 
أوذاك فإن الحياة تكون معقّدة لخد مفزع . إنى أعيش الآن على أمل الوصول 
إلى منتصف العمر » الذى يجعل كل شيىء على حد قول البعض » سهلا 
ميسوراً . 

امحب 


برتراند رسل 


1 


»١‏ شارع بارتون 
وس متسدر 
“ا من أغسطس ه١5١‏ 
عزيزق لوبى 
قبل أن يصلك خطالى ر بما تكونين قد علمت بالكارثة الى حلت بنا جميعاً ؛ 

لقد غرق تيودور ديفيز عندما كان يستدحم عفرده ق بركة بالقرب من كيركى 
لونسديل » ومن المعتقد أن رأسه اصطدم بصحخرة أثناء غطسة أفقدته الوعى . 
إنبا خسارة لعديد من الناس » وسنشعر بها طالما حييئا ٠‏ ولا يتسى لأحد أن 
يقدر مدى غسارة الشعب الإنجليزى بفقده . إلا أن هذا يتضاءل إذا ما قورن 
بالمسارة الى يشعر بها كرومبتون إذ أنبما كانا دائاً متلازمين » متفامين 
ف كل شىء » بل كان تيودور يرعى كرومبتون ويشمله يحنان الآم لابنها , 
ود ني أن كر ومبتون' يحتمل الصدمة بشجاعة مذهلة ويصير عقله علها فق جلدء 
إلا أن أشك فى مدى حال بدنه لهذه المصيبة . ولذا فإننى هنا أحاول أن 
أفعل كل ما أستطيع من أجله ‏ وإن كان هذا لا يزيد كثراً عن الخاوس 
معه قى صمت ومشاركته الأسى . وحالما تسنح له الظروف لارحيل » فسأرافقه فى 
السفر للخارج . إنى أقم الآن ق منزل مس شبشانكس الى كان لطيقاً مها 
أن تؤجره لى » نظراً أيحيلها ورحيل السكان الاخدرين . ولقد جرعت أليس جداا 
عندما سمعث خبر وفاة ترودور» وكنا وقتثذ مهم بالبحيل إلى إبرلندة لنقم مع 

عائلة مونتيجازء ويا أنه من الجير لما ألا تيرك وحيدة عفردها فقد اصطحيما إلى 
إبرلندة » وعدت إلى هذا المكان . وستمضى هناك <والى عة عشرة أيام أخرى قُْ 
رعاية هؤلاء الناس الطربين . إنى لك أدرى كيف أحتمل رؤية الأسى الممض 
الذى يشعر به كر ومبتون ) وإن كنت أجد عزاء قى شعوري بإمكان تقديىمى 
بعض العون له . لقدكان لتيود ورأصدقاء أوفياءكثر ون ولقدعمل هؤلاء مابوسعهم 
وساعدوا كر ومبتون على تخطى الصدمة الأولى . ولكن سيستمر القلق على كر ومبتون 
لفرة طويلة فى المستقبل . 


1 


لقد كتبت مقالا عن جورج الرايع ق مخلة « الفكروء سينشر فى الوقت 
المناسب » وستجدين فيه « ادراب » . 

إنى مرهق لدرجة لانمكنى من الكتابة أكثر من هذا . لقد أردت أن 
أقصر خطابى على تيودور الذى ملأ على" كل تفكرى. ظ 
امهب 


درترانك رسل 


روزارين » جريشوتث 
هاسلمير ؛ سرى 


لع باهم وء 4 ١!‏ 
من سيا ” 


عزيزق لوسى 

أشكرك جد على خطابك الرقيق . لقد سافرت مع كر ومبتون إل فز فنا 
لمدة أسبوعين » وهى كل الإإجازة الى استطاع أن يحصل علما . 
أن هذه الفترة كان ها أثر طيب عليه . لقد أقمنا أول الأمر مع اه 


م عائلة هوايهد .وبر أنه مضت عشرة أيام ل أ فها مد عو 4 اانى 


عظم الرجاء فق أنه سينجو من الانبيار التام . 

وعلى نحو أقل من كرومبتون كانت هذه الفيرة مريعة بالنسبة لى . إمها 
جعلتنى أنظر لكل شىء نظرة ريبة وشك مادامت تتتحكم فيه الصدفة المحضة 
ولذا كان من الصعب على الإنسان أن يحتفظ بهدوئه و بسكينته وهو يشعر 
بالحوفمن فقد كل غال وين . كا أنبا أحيت ء كا تفعل المصائبداماً » 
ذكرى الأحزان الدفينة الى كان الإنسان قد عزم عل نسيامأ ماما . بدأت 
هذه الأحزان تندفع من قيورها واحدة بعد أخرى ؛ وترفع عويلها ىق صحراء 
العقل وكأنها ريحعاتية . ولم تكن هذه الحالة الى مررت' بها تسمح بفلسفة 
على الإطلاق - فلم أر أى شىء عكن قوله للتخفيف ل من لقع الكارثة . عل 


امنا 


مه الني*, 0 نا د العمل بعل جولة للة 
أة حال 3 مك ملكت زمام نفسى إلان 43 ميد 


1 
أسبوع أقوم بها بمفردى وسأكون يوم الأحد مع عمى أجاثا لنتحدث عن الآمور 
الغابرة وعن المول وعن الذكريات القدعة . وهو حديث يشعر الإنان بثىء 
من الراحة . من الغريب أن المشاعر العائلية يثيرها أى شىء يجعل الإنسان 
يعتقد أن الكون عدو له . 
المحب 
برترائد رسل 


أوور كوبس 

باجلى وود » أكسفورد 

19٠١ه من نوشبر‎ ٠ 
عزيزى لوسى‎ 

إنه مبعث سرورعظم لى أن أسمع منك ثانية . إنى أعتقد أن التطابات 
لها أهمية أكبرمما نظن . فإذا لم يكتب الإنسان فلن يتسبى «عرفة أعماله وحالته 
الفكرية العامة » وعندما يحين الوقت لاشرح والإيضاح يحد الإنسان أن هناك 
تمهيديات كثيرة لدرجة تجعل التعبير عنبا كتابة أمراً مستحيلا. وأرجو ألا ول 
بينك وبن الكتابة اللدوف من الإطناب- ولا يصح أن تنتظرى حبى تكو 
فيأوج حالاتك النفسية . إن ما تقولينه عن أليس و «الطريقة السليمة » لحياق 
تجعلبى أشعر بأن هناك نمة خطأ ما استغراق قى الحديث عن المهنة والفضيلة 
لأنى بالتأكيد أعرف أناساً أفضل مبى فى طريقة حياتهم ٠‏ كما أنهم أقدر 
على إنجاز واجبات صعبة طويلة دون أن تصيبهم للظة ضعف أو وهن ٠‏ إلا 
أنهم لا يتحدثون كثراً عنها كا أفعل ٠‏ ولذا لا يعلم 
الواجبات الى يقومون بها فى صمت . 
إنى شاكر سؤالك عن هيلن وأدرك تماماً ذلك الألم الذى يعاودك حين 

تريها » والفزع من مواجهة وقائع الحياة بما فيبا من عذاب ممص يعد الاستكانة 
إلى الحياة الروئينية . إنى أشعر بالأسف لأن الأمور مازالت على حالها من 


السوء . وإن كنت أتساءل عما إذا كان هناك أناس يشعرون ببذا » ماعدا 
السفهاء . إن الحياة عبء ثقيل إذا وجد .الإنسان أن من يوليهيم أعظم حبه 
يفضلون غيره عليه . وإذا م جد رن ركنا قى هذا العالم يقضى فيه على الوحدة الى 
يشعر بها . إنه من الصعب أن أدرك كيف تكون الحياة غير هذا . ومشكلتك 
هى أن تواجهى هذا كله بشجاعة » مع الاحتفاظ بقدر الإمكان بكل اههامك 
وقد يكون أيسر على الإنسان أن يتتخلل عن كل شىء دفعة واحدة » ويقضى 
بذلك على أشد ما يهواه » وإن كان هذا سيفضى إلى الصلابة الى تتطور 
آحر الأمر إلى صرامة » كالى يشعر بها الناسك . إن السبيل الآخر له مضاره 
كذلك » فهو مرهق للذهن والبدث » محصم لراحة البال » ويجعل الإنسان يفكراً | 
دائماً فى كيفية الاحتفاظ بقيمته دون التعدى على حدود غيره من الناس 
إنه أمرغا ية قالصعوية . وتراودى نفسى أحياناً بأن أجعل حيافى الواة قعية كلها 
ذكرى وخبالاة ء لامجال فيبا لقيود الواجب والحقائق » وأن أجعل علاقاتى 
الحالية مع الناس يرد ظل زائف » وهذا سبيل من مزاياه الاحتفاظ بالماضى 
نقيثًا بلا شوائب ‏ 


اس يواه أ أ إن أعتقد أنه اذا كان هناك 
لكن لمسححات عن مور عملية بدت 3 ةا اسسمتا 


شخص لانحتل المكانة الأول فى حياة شخص ما » ثن الضرورى » على ماق 
هذا من صعوية ع أن يبجعل مشاعره نجاه هذا الشخص رد مشاعر سلبية . 
أعبى أنه يحب ألا يعطى رأيآً » إلا إذا سثل فما يجب على هذا الشخص أن 
يقوم به من أعمال » ويحب ملاحظة حالاته النفسية » بحيث يقتصر على ترديد 
صداها فلا يظهر إلا قدراً من العاطفة مساوياً كالته النفسية » ويكبت من 
المشاعر ما جاوز هذا النطاق » ويجب أن يكون على استعداد بأن يشعر بألا 
يرتب لنفسه حقرقاً » ولن يرضى با -حصل عليه . وهذا يشبه على سبيل المثال 
موقف الآم الطيبة تجاه ايها المذزوج. ورغ, ما فى هذا الموقف من صعوبة فهو 
أمرعادى بالتسبة للعواطف » وواجب على الإنسان أن يروض ننفسه على القيام 


3 8 .2 نعلي 
نه دون أن عيض . نفسه أوث روحى . 
8- و 7 اليك ويك بيه احدادا 


114 
إنبى أقابل كر ومبتون ديفز كثراً هذه الأيام . وهو مازال يشعر يشقاء 
عميق » وأعتقد أنه سيظل كذلاث لفئرة ما ء كما أنى لا أعتقد أن الزواج أو 
أى شىء آخر سيشى جراحه » وبرتم هذا فهو شجاع ويتظاهر بابخلد أمام 

الناس » كما أنه محبوب يبن أصدقائه لدرجة نادرة . 

يبدو لى أن التحالف مع اليابان أمرعظم للغاية ‏ ولقد سررت لأن إنجلترا 
بدأت تدرك أن الرجل الأصفر رجل متحضر » ولا أشعر بأبى كبير لا 
يتضمنه هذا الإدراك من نزاع مع أستراليا . لقد كفت -حكومة بلفور عن القيام 
بأعمال ضارة » بعد أن أصبحت عاجزة تمامآً . و يسود الاعتقاد بأنه سيستقيل 
فى فبراير » وأنه يحاول دفع الأحرار لتأليف وزارة قبل حل البرلان . ومهما 
يحدث فإن الأحرار على ثقة تقردياً من التصول على أغلبية ساحقة ق البرلمان 
المقبل . 
من الطريف أن أعلم أن هناك من يتتلمذ على ى برين مور ؛ ولد قام 
شابان أحدهها يسمى هنتنجتون فى جامعة هارفارد » والأتحر يسمى فييلن ق 
جامعة برنستون » يتأليف كتب فيها إشارة كريمة إلى" . وثانييما على الآقل . 
شاب تمتاز كفم . 

لقد طلبت مبى أليس أن أخبرك أنها لم تستطع كتابة خحطاب إليك يلحق 
بريد يوم السبت. إمها جد مشغولة ما بين استقبال الزوار وحضور الاجماعات 
وتشعر بإرهاق شديد . على العموم إن ها جيدة هذه الآيام » ولقد طابت مى 
أيضاً أن أذكر لك قصة فورسير و حيث يتحرج الملائكة من اللخول »4 
يبدو لى أنها قصة بارعة » فبا كثير من الأصالة » وإن كان ق أجزاء مها 
إقراط ف الهزل . كنا أن اللناتمة عاطفية بدرجة مبالغ فها . إن فورستر أحد 
أفراد مجموعتنا فى كببردج » وأظن أنه يبلغ حوالى السادسة والعشرين من العمر 
ويبدو أنه يتمتع بموهبة أكيدة . 

لقد ظهر كتاب ديكنسون؛ الحديد المسمى « معرض الاراء الحديثة » » 


. جامعة مشبهورة فى شرق الولايات المتحدة‎ )١( 


1 
إنه كتاب رائع أظهر فيه حمسا وموالاة المحافظين أكير من الأحرار» وإن 
كان تحمسه وتعاطفه لم يفبر إلا عند حديثهعن جلادستون وعالم البيولوجيا . 
ونرى ق الكتاب يجانب جلادستون » دزرائيل وهترى سدجويك وأصدقاء 
عديدين مثل بوب تر يفيليان وفرديناند شيلر أودبون وأشتاتاً من الشخصيات 
أمثغال بيرنسون وسانتيانا وسدلى وب وخر ين من غير ذوى الشأن . إنه كتاب 
لابد من قراءته . ْ 

لقد سار عمل هذا الصيف على مايرام ٠‏ على الرغم من فترة انقطاع طويلة 
نظراً لوفاة تيودورء وأحرزت تقدماً كبراً أكير من المعتاد . ولكن 'باية املد 
الثالى تبدو بعيدة المنال ‏ فالعمل ينمو باستمرار . فما عدا هذا » كنت 
منهمكا فى مصائب الغر - وبعض هذه المصائي الملة لدرجة غير عادية 
اعترضت طر يق فى الفترة الأخيرة . يما زاد من وطأتها استحالة الحديث عنها 
للغغر ‏ على أى حال » لا قبل لى بتحمل اللحياة مالم تكن لى علاقة بأناس يفرضون 
على مشاركهم الأمى:والأ<زان . وأيها وجدت الأحزان فإنى أوثر معرفتها » فقط 
ولكى أشعر شعوراً متزايداً بالعجز أمام المصائب فقد كنت قادراً من قبل 
عل مواساة الناس بكلمات مشجعة » ولكنبى أشعر الآن بالكلال أكثر من 
اللازم » ولم أو من بغير الصير والتجلددواء للأحزان . 

انب 


برترائد رسل 


أوور كويس 
باجلى وود » أكسفورد 
١‏ من يناير 1١9+5‏ 
عز يزق لوسى 
سرق أن إحساسك بالقم قدتغلب على تزمتك البيوريتائى » وأنا وائق أن 
إحساسلك بالقم كان صادقا . إن القطابات هامة جداء وأهم كشراً بوصول 


1 
خطابات متنك » إذ أنها السبيل الوحيد الذى لا يجعلنا نلتى كغر باء مادامت 
اللقيا لا تتيسر إلا بعد فتراتمن البعد تقاس بالسنين . على العموم أعتقد أنك 

محقة ف عدم : نكر يس أفضل ساعاتك للعمل الروتينى ٠‏ إذ أن الناس الذدين 
يفعلون ذلاتك جرفهم الروتين بكل تأكيد لدرجة تجعلهم يفقدون كشراً من 
شخصيتهم ومهارتهم الروتيئية كذلاث . وى هذا المجال . على الأقل » أنفذ 
عملي ما أنادى به ٠‏ قأنا أقفضى الساعة الأول والنصف ساعة في جدل حول 
الأخلاقيات مع الشاب آرثر دا كينس وهو على ما أعتقد تلميذى الوحيد هنا. 
وإنكان تلميذاً عنيداً صلب الرأى دام السعى وراء المعتقداتالفلسفية الكاذبة 
الى ينادى يها أتباع. الفيلسوف هيجل . ( إثنا نقم مع أهله فق هسلمير ) وأدوه 
رجل لطيف» يتمتع بود ومشاعر كر بمة نادرة الوجود ولقد وربشعنه ابنه كثيراً من 
جاذبيته وباستثناء عائلة مدى فهو الشخص الوحيد الذى أعده صديقا بحق ‏ 
ومن عداه فهم غرباء » لا أعرفهم إلا قليلا . 


إننى تواق جدً! لز يارتك» وأرجورجاء حار ألايحدث مايحول دون إتمامها 
ون أكون منبمكاً فى العمل فى ذلك الوقت » إذ أنبى سأكون قد قمت بعمل 
مستمر طوال الر بيع : وأحثى أن تجديى قد اكتسيت كثيراً من صفات الكهولة 
وقلت قدرق على التحال من الواجبات المفروض على" القيام بهاء فمشاغل الحياة 
وأعباؤها كثيرة ومن شأنها أن تضعضع الكيان الروحى للإنسان بما تسببه من 
الإرهاق الشديد . لقد بدأت أعتاد شيئاً فشيئاً على شغل بالى بما ينبغى على القيام 
ه من أعمال يوماً بعد يوم » هما باعد بييى وبين أشياء تفوقها فى الأهمية . 
قد يكون هذا أمرا لا مفرمنه » لكنه أمر مؤسف إذ بدأت أشعر بأنى أصبحت 
أكثر ميلا للانقباض . وعلى الرغ من ذلك فإن هذا النباج يتناسب مع عملى 
لدرجة مدهشة . فعملى خلال عام 1400 أفضل كنا وكيفآ من العمل الذى 
أنجزته فى أى عام مضى » باستثناء العمل الذى أتممته عام . إن الصعوبة 
الى صادفتى فى عام 1401 والتى شغلتىكثراً طوال فترة إقامتك ى أوربا 
قد انبت تاماً » على حد تقديى . ولقد نشأ الإشكال من بجراء تساؤلنا 


١ 
عما إذا كان ملك فرنسا أصلع الرأس - وهو سؤال أجبت عليه فى نفس المقال‎ 
الذى أثبت فيه اهام الملك جورج بقانون التطابق وعلى هذا فن المنتظر أن‎ 
تسير الأمور بيى و بينهوايهد سيرا طيباً إلى حد ما من الآن حبى نشر كتابنا‎ 
الذى أرجوآن يم قر أر بع أو حمس سنوات . وق السرة الأخيرة كنت أعمل‎ 
معدل عشر ساعات ف اليومء وأعيش فى حلر لا أرى فيه عالم الواقع إلا من‎ 
خلال ضياب معم . وبا أنه علىأن أزورعمنى أجاثا فى هتدهد ويعد ذلك‎ 
عائلة دا كين » فإنى أوعل حين فجأة من الحلم الذى أعيش فية لكى الأن‎ 
. سأعود إليه حبى أسافر إلى الخارج مع مسير ديفيز وابنته يوم 8؟ يناير‎ 
لقد وجدت عند عودلى الوم هديتك الرقيقة إلى أليس الى لم تسة تس‎ 
يعيل لها سافرت إلى وستام للاشيراك ى الدعابة الانتحابية لاسيرمان .ع‎ 
وما هو بالشخص الذى أرشحه لوكان الأمر بيدى» ولكنها كانت قد وعدته‎ 
منذ مدة طويلة بأنها ستساعده فق الانتتخابات . إن المستقبل السيامبى ديشر‎ 
باللحير على وجه العموم . لقد أحسن الأحرار صنعاً فى منعهم جنوب أفريقيا‎ 
من استرقاق الصينيين » وقد أحدث كل من كامبل وباذرمان ضجة شديدة‎ 
بتصر يحاهم الى تؤيد د منح لمكم | الذاتى لإيرلندة » ولكن البوع نصح كل من‎ 
ردموند ودوق ديشونشر الناخبين ليدلوا بأصواتهم مع الأحرار » وهكذا ضمن‎ 
كاميل و بانارمان أصوات أنصار الحكم الذاتى دون أن يفقدوا أصوات الاتحادات‎ 
الى تنادى بحرية التجارة . ولولا الحظ ء لانعكستالاية . على أية حال» قبل‎ 
أن نصلك خطالى ستبداً نتائج الانتعخابات فى الهو ر . إن مجلس الوزراء‎ 
المديد ممتاز ء ولقد سررت لأن جون بيرئز من أفراد الوزارة الى أرجو ألا‎ 
بعد ذلك على صخرة المشكلة لأبرية . إنى الآن أتنفس الصعداء‎ 
لأن هؤلاء الأوغاد قد تركوا الحكم ؛ وأتوق لمعرفة الأغلبية الى سنحصل علها‎ 
والقضية الآن هى : هل ف وسع الأحرار عدم الاعهاد على الأيرلنديين؟ من‎ 
, المؤكد أن النتيجة ستكون متقار بة سواء فاز هذا أو ذاك‎ 


أ أن تتمتم قاءة كتاب ومداض الآراء الخديثة هو الذى أله 
ةا مه لمحساو تشراعءع - 8 


141 
ديكنسون » وستتعرفين فيه على بوب تريفيليان وسدنى وب : إنى شديد التعلق 
بالكتاب . 


برترائد رسل 


4 شارع بارتون 
8 من قبراير » 19١5‏ 
عزيزق لوسى 

لقد انتابتى كابة فظيعة فى الأيام الأخيرة . فرجريت ديفيز مازالت 
فى هاوية الشقاء » وتحتاج إلى قدر كبر من العزاء الصامت . وهو أشد إرهاقاً 
من العزاء الذى مجهر به المرء ٠‏ وتجدينى كالمعتاد أرزح نحت وطأة عديد من 
المشاغل وألوان شى من القلق لا أستطيع الكلام عنها ٠‏ إنى أتحرق شوقاً 
للحمل » الذى أعتبره ملاذى . ونظراً لألى أرهقت نفسى قبل السفر إلى اللتارج 
فإنىما زلت أشعر بثىء من الفتورء ولذا فقد أمد فعرة عطلبى . أحياناً يستول 
على شعور بألا أتوق عن العمل أبد ١‏ » ولكن هذا ما تعجز عنه قوة الإنسان 
البدنية » إنى أجد راحة كبيرة فى عل الرياضيات. إذ بدونه لا أدرى كيف 
تسير إلى الأمور . فلست أنا الذى يصلح لإسداء النصح عما يبدد الكابة» 
ومع هذا فليس أمانى إلا أن أقدم للك هذه النصيحة ال ى أعلم أم, | ليست مجدية 
وريماً عن هذا فهناك شيئان أدنلد قَْ نفسبى حقنًا مزيداً من السعادة » أوهما 
نتيجة الانتتخابات العامة الى تعبى أنه قى السنين القليلة المقبلة على الأقل 
ستسير الأمور فى إنجلئرا حسها يتمنى المرء » وثانهما أم شخصى يتعاق بالتقدم 
المذهل الذى أحرزته ى عبلى والذى كان من نتيجته أن توصلت إلى حل 
أعوص المشكلات الى كان على أن أتصدى لها ء وهذا فإننى أتوقع تقدماً 


يلك 
سر يعاً ميسوراً لعدة سندن مقبلة . لقد قضيت أياماً قليلة فى باريس » أعداوا 
فها حفل عشاء 4 رعالى . ٠‏ جمع فلاسفة وعلماء ىالرياضيات . وكان جملا . 
أن أقابل الناس وأشعر بتقد يرهم لى ء» وكان طر يفا أن الاحظ ؛ بعك أن 
استعرضت أنوف المدعود دن وشكلها المتميزء أن غالبيوم من الييود » وكات بدو 
علهم سياء التحضر ٠‏ وروح الخدمة العامة وشغض شديد بالعلم . وذ كر أحد 
أنه قرأ قصيدة باللغة الإنجلوزية تسمى «اللحندى العجوز» ولم أستطع أول الأمر 
أن أتذكر الشاعر الذى كتب هذه القصيدة . إلاأنه سرعان ماخطر ببالى أنها 
للشاعر هود . ولقد تمتعت أيضاً ق باريس عقابلة الانسة منتدرن وسانتيانا - 
سأعود إلى أكسفورد فى نباية الأسبوع المقبل . أليس ى صحة جيدة هذه 
الأيام . ولا تشعر بإرهاق من جراء الحهد الذى تبذله ف الدعاية الانتخابية 
ف وستهام . أرجو أن يصلى منك خطاب ف القريب العاجل . 
المخلص 
برتراند روسل 

بروفيدانس هاوس 

كلوفيللى . بالرب من بيدفورد 

يف من أبريل 05٠‏ ]| 

عزيزى أوسى 

.... إنثى هنا فى عزلة مطلقة منذ <والى شهرين »© وأجد فباحى الآن 

ماحقق الغرض مُبا . فالبلدة جميلة ٠‏ فوق ما يتصور العمل غابات 
ملتفة تشيه الخميلة النائمة ١١؟ء»‏ وهى تنحدر إلى البحر » ووديان صغيرة 
مليئة بنياتات اللحنشار والداحالب والأزهار البرية من -جميع الأنواع . وأقوم بعد 
الظهرمن كل يوم يجولات طويلة على الأقدام » وأ عمل بقية الهار والمساء . 
أما فق أثناء تناول الطعام فأقوم لله للمرةالثانية بقراءة قصة و ارب والسلام حي 
1 00 إشارة إل الأسطورة الى تقول يأن إحدى الأميرات الحميلات » كانت قد استسلمت 


بفعل السحر ٠‏ التو فى قصر تحيطا به الغابات الملتغة . 
"١‏ ) الممه المثبو ره الى ألفها تولستوى فى القرت الماضى 8 


4 
الى أقدر أنها ستشخلمعظ وقتى . أما فى أثناء سيرى ٠‏ فإى أتوقف وأقرأ 
بعض فقرات كتاب والان عن وحياة العظماء » ء أو غيره من الكتب الى 
تسمو بالنفس . وهكذا يسير عمل مخطوات حثيثة » وإفى لأستمد منه متعة 
بالغة 27 . وحيئا أكون وحدى » أهرب من عناء التفكير فى مسائل أخرى 
ومن البت فى مسائل لا قبل لى يحلها الآن لشدة تعقدها . ولهذا فإنى قانع » وأجد 
لدى ما يكى من العمل لشغل تفكيرى » وما يكى من النشاط ليجعل من 

العمل متعة لا عذاباً 1 

أما عن الشهرة » الى تتحدثين عنها ء فليست لدى رغبة واعية فى المحصول 
عليهاع وهم ينظرون إل ف أكسفورد » بكل تأكيد» كغرورء وكإنسان 
بلا روح ء يهم بالشكليات . ولكى لا أهم كثيراً بآراء الناس فيا أقوم به من 
أعمال . ولقد كنت فها مضى أهم » حبى توفر لى من الثقة بالنفس ما يكى 
لأن يحعلى أستخنى عن مديحهم . وإن الببجة الى أتحصل علها من مديحهم 
الآن » لأقل من تلك الى أنحصل علبا من يوم ضعو جميل . وأشعر أنى 
أقدر من أى إنسان آتمر » على الحكى على قيمة عملى : هذا إلى أن المديح 
الذى أحصل عليه من الحمهور المنقف هو قطعاآ بسبب أشياء كتبتها منذ 
وقت طويل » وهى تبدو لى الآن » مليئة بالنقائص إلى الدرءجة الى لا أحب 
معها أن أتذكرها . فالعمل » إذا سار على ما يرام » هو فى ححد ذاته متعة 
كبيرة » وإنى لأنظر إلى أى عمل قم أقوم به ء بنفس الرضا الذى يشعر يه 
الإنسان بعد أن يتسلق -جبلا” . وأهم شىء بالنسبة لى هو احترام الذات الذى 
أحصل عليه من العمل أما إذا فعلت شيئاً أندم عليه ( وهو كثيراً ما يحدث ) 
فإن العمل يعيد لى الشعور بأن الحياة أفضل لى من الموت . وشىء آتمر أقدره 
كثراً » هو نوع من الاتصال الروحى باخترعين فى الماضى وق المستقبل 
وكثرا ما أعيش ف محاورات خيالية مع لا ييثتر أقول له فها إن أفكاره قد آنت 
أكلها » وإن النتيجة أجمل بكثير مما كان يتوقعه . وف للحظات الثقة بالنفس »ع 





. لقد اتضم أنه كلام فارغ‎ )١( 


1 
أنخيل طلبة يأتون بعدى » ويكون لم عبى أفكار ممائلة . فهناك اتصال روحى 
بين الفلاسفة . تاماً كالاتصال الروحى بين القديسين » وذلك هو الذى 
حول بيى وبين الشعور بالوحدة . على كل » إن هذا البحثيبين 3 يصبح 
الإنسان مستغرقاً ١‏ ق ذاته حيمأ يكون وحيك 1[ 

سعدى أن أسمع أن صاحيتك اريفية قل تزوجت السام . والعيرة 
بالحواتم ٠‏ وا مرثية الى سوف أضعها على شاهد قبرى اوكنت آخر رجل على 
قبد الخياة . 

وأنا على العموم راض عن بيرل . ولقد ارتكبت الحكومة بعض الأخطاء 
الفاحشة » ولكنها على العموم حكومة لا بأس بها . 

كتى ثانية حيما تسنتح المرصة » على العنوان الحالى . 


لصن 
برترائد رسل 
إلى لويس ديكنسون 
ليتل بكلا ند 
تورث بر ودواى : رشسار 
؟ من أغسطس » عام ١4037‏ 
عزيزى جولدى 


. هذا الحىالذى لم أكن أعرفه من قبل» له جاذبيته » فالقرية مبنية 
كلها من ن نوع جيد من الأحجارء ومعفم ‏ المنازل على الطراز اليعق وى" "أو الطراز 
السايق له . ويوجد سبل عظم ملىء بأشجار الصفصاف الى تتخللها أشعة 
الشمس الغاربة ٠‏ وق الناحية الأخرى ترتفع جيال عالية . ونحن نقم فى منزل 
ريق قديم وجميل جد أ . والمكان يبعث على النشاط ء وأنا أعمل بين تمانى 
أو تسع ساعات يوميا مما أصاب ذهنى بالبلاد ة فى نباية الأمر . ولسوف 
يظهر كتالى » وريا أيفآ كتاب مور » خلال الشتاء . ومن وقت لاخحر 





لصيس ون اسمووسسسمة ١‏ لسع للسسسسم سحاد 


0 م أاء ايه ٠‏ إلعاء 


1 
تأتينى أصول الكتاب » الذى يبدو لى عديم القيمة . وحيما أفكر فما كان 
ينبغى أن يكون عليه الكتاب » تتضاءل قيمته قى نظرى ء لقد حضر هوايبد 
إلى الكلية . ولكنى ل أره إلا قليلا » حيث إنهكان منهمكاً فى تصحيح أوراق 
الامتحان . وإنه حقنّا لنظام مضحك ذلك الذى تتناسبفيه مكافأة الأساتذة 
عكسيا مع قيمة عملهم . وأتمى أن يوجد نظام أفضل . لاشك أن الحياة ى 
كاميردج متعة » وأستطيع أن أقول إنى سوف 1ف لأعيش فها يوم ما . . ولكن 
ليس الآن قطعاً . وعلىكل فإننا سوف نعود إلى لندن بعده اسبتمير ولدة ستة 
أشهر . وآمل أن تزورنا أثناء رحلاتك الأسبوعية إلى هذا المكان الذى يعج 
بالحركة والضجيج فى غير ما هدف ٠‏ وحيما أرى الناس الذين يسعونخاض المال 
أو الشبرة » أو السلطة ء أجد أنه من الصعب تخيل الفراغ العاطى الذى 

يعيشونك فيه » والذى' يترك لهم وقتأ للتفكر فى مثل هذه التفاهات . 
الخلص 
برترانك رسل 

العنوان . فرايديز هل 
هاسلمير 
ليتل بكلائد 
قرب بردواى © ورشسير 
5 من أغسطس ١9٠١9‏ 
عز يزى جولدى 

سررت كثراً 'لحطابك ورأبت نفسى متفقاً معك فكل ما قلته عن الفردوس )١١‏ 
على الرغم من أنه قد انقضت على قراءق له سنوات كشرة . كا أننى أتعاطف 
تماماً مع ماقلته عن إيطاليا وبلاد الشمال» وإن كنت فى أعماق أختلف معك 
قالرأى . فأنا لاأعتقد » بادى ذى بدء ء أن من الممكن اعتبار دانى إيطاليا . 
فالقومية الإيطالية لا تبدأ إلا بعد عصر اللبضة » أما فكر العصور الوسطى 9) 


. كتاب الفردوس تأليف الشاعر الإيطالى دانى . (؟ ) الذى سبق عصر النهنسة‎ )١( 


١ 
فهو فكر مشيرك بين كل الدول . ولكن إيطاليا بالنسبة لى تتميز بخاصة‎ 
. شاعت فى باق أوربا ف القرن الثامن عشر » وهى البعد عن الغموض تماماً‎ 
إن ضوء الشمس شىء محبب » ولكن الضباب والغيوم لهما من الآثار ما لا يمكن‎ 
لضوء الشمس أن يرق إليه . وصدقى إن النظرة التعقلية إلى الخياة » اللتالية‎ 
من الغموض » تبدو لى وكأنها تلغى أه وأجمل ما فى التياة . صحيح أنه ليست‎ 
هناك حقيقة لم يدركها العقلانيون » يستطيع الصوق أن يكشف عنها » ولكن‎ 
الصوفية تخلق الحقيقة الى تؤمن بها » بنفس الطريقة الى تحس بها الحقائق‎ 
الأساسية كشعور الإنسان بالعجز أمام سطوة الزمن ووطأة الموت » وأعماق‎ 
. الشعور الغريبة الى تظل كامنة » حبى يدعونا أحد آلة الحياة إلى عيادته‎ 
ويبدو لى أن الدين والفن جميعاً محاولات لإضفاء صفة إنسانية على الكون‎ 
بالإنسان » فإذا رفضت إحدى الحقائق العنيدة أن تغادر‎ ٠ بادئة دون شك‎ 
الوعى فلاسبيل على النفس للدين أو الفن إلا إذا أفسحت مكاناً لحذه الحقائق»‎ 
وهكذا يصبح الدين كله قوة فعالة » وانتصاراً » وتأكيداً بأنه على الرغم من‎ 
أن الإنسان لا حول له ولا قوة إلا أن مثله العليا ليست كذلك . وكلما ازداد عدد‎ 
الحقائق الى يأخذها أى دين من الأديان فى اعتياره كان ذلك دليلا على اقتدار‎ 
أعظم » وهذا هو السسبب ق أن الديانات المجردة عن الزنخرف» تطيب للأّمزجة‎ 
 ةمارص البيوريتانية 20 . وتقديرى لدين من الأديان يتناسب مع ما فيه من‎ 
فإذا لم يكن صارماً . بدا لى مجرد لعبة من لعب الأطفال » تتبدد من أول لمسة‎ 
للآلمة الحقيقين » ولكنى أخحثى أن أى دين » مهما كان صارماً » لا بد أن‎ 
يكون أقل صرامة من الحقيقة . ومع ذلك فأنا لااأحتمل أن يكون العالم مفتقراً‎ 
» إلى شىء من الوقار والحيبة » وشىء من الخلال واللحد . فتعاقب الحياة والموت‎ 
والرغبة والأمل والتشوق والحب فى عالم مادى » لا يدرك اللر والشرء عالم يحطم‎ 
بغر اكيراث كل ماخلفه بطريق 'الصدفة » وذلك على الرغى مما يذله من إخلااص‎ 


صا 











١(‏ ) البيوريتانيون م جماعة من البروتستانت الذين اعتيروا إصلاح الكنيسة الذى ثم على يد 
الملكة إليصابات الأولى ى إنجليرا لم يكن كاملا » ودعوا إلى مزيد من التطهير والبعد عن الطقوس 
الكنسية الكاثوليكية . 


144 
وتمرد كل هذا لا صلة له بضوء الشمس »ء ولا بالمناظر الطبيعية الى ترق من 
خلال المواء الصاق » ويرفرف عليها السلام » ولكن الحياة لما القدرة على 
أن تطبع هذه الأشياء ى روح الإنسان حبى يبدو كل ماعداها تفاهة ولغواً 
باطلا . ولأن ختص جرد جزء من الكون ععرفة الخير وحبه ولآان يصير هذا 
الحزء ألعوبة ى يد قوى هائلة تفوق العقل ولاسبيل إلى دفعها ٠.‏ فهذا دعابة 
تنطوى عل القسوة من جانب الله والقدر » وأعتقد أن أفضل الكتب المقدسة 
هو كتاب الرواقيين »ومع ذلك فحبى هذا مبالغة فى التفاؤل » فالمادة 

تستطيع ف أبة حظة أن تدمر حبنا للفضيلة . 

و بعد كل هذا الكلام الكثيب» سيتّأ كد حبك تنوب أور با » وهذا ما أشعر 
به أيضاء ولكن باعتياره وسيلة للخلاص من وطأة الحياة ابحادة . وأذم تعلمون 
يا أصدقائى » بأى تحب تمرح » ولا شك أن لابنة الكرم سحرها وغوايتها ) 
كشأن غوايات إبليس كلها . فلتذهب إلى اللتحم وحدة الوجود » وجلال 
الفن » والفراسة الى تيصر الحدر فى آلام الآخرين فهذا كله ثقيل على نفسى 
( وإن كنت أعلم أن له نصيياً من الصدق ) . 

» يجب أن يتعل المرء أن يعيش فى الماضى » وأن يسيطر يبذا عليه 
حبى لا يكين شبحاً مقلقا أو طيفاً مهزاراً. فظيعاً يعثى عنتالا لال الأبباء 
الفسيحة العارية الى كانت دوماً ما تفيض بالحياة) وليكن الماضى رفيقاً مؤنسآ 
يذكر المرء بإمكان فعل اللسر » و يرد ه عن الغلظة والقسوة على أن هذه غوايات 
لا أظنك تعانى منها . أما أنا » من جانى » فلا أرغب حى فى أن أعيش 
مع لأثياء ء الخالدة » وإن كنت غائياً ما أمتلحها يبطرف ساق »ع ولكننى ف 
أعماق أومن أن أفضل الأشياء هى تلك الأشياء العرضية الزائلة» وأجد فى الماضى 
سحراً لايتوفر فى الأزل السرمدى . وفضلا عن ذلك فليس هناك ماهو أكثر 
خلوداً من الماضى - فا حاضر والمستقبل مازالا مخضعان لازمن ء أما الماضى فقد 
أفلت إلى رحاب اللخلود ‏ فرتماً عما أنزله بنا الزمن من كوارث ء إلا أنه ما زال 
يعيش بيئنا . 


ا راق -- 


4 

لايدهشى أن مقت العودة إلى نظام حياتك العادى مرة أخرى . فبعد 

أن بكون الإنسان قل عتع بحر يته الفكر ية» وسمح لارائه وعواطفه أن تنمو وتتسع 

ما أثقل عليه أن يعود إلى السجن وأن يربط «شاعره بسياج من التزمت العاطق 

والخرى وراء شهواته العاجلة ومنفعته المادية ‏ باللسخف ولكن ما أسرع الأشرار 

إلى اقتناص ما ى الحياة من طيبات - حتى الفضيلة لاسبيل إلى المحافظة على 
سلامها إلا بوضعها قى صندوق زجاجى مغلق بحيث لا تستخدم إلا لازينة . 


لقد كنت أعمل تسع ساعات يوميا حتّى الأمس ء أعيش ى حم لاأفكر 

إلا فق فضاء الكون الرحيب . أما اليوم ققد بدأت أدرك أن فيه أشياء وأن هذه 
الأشياء تبدو عموماً أنها ليست خيراً منه » لكنبى أرجو أن أراك فى المديئة . 

الخلص إل الأبد 


برترائد رسل 


تشيرت » فارنام 
١5‏ من يولية “15 
عزيزى جولدى 

أرفق مع هذا الحطاب الترجمة ٠»‏ ولكنى أود لو أنك استعنت بشخص 
له معرفة أوثق باللغة الفرنسية ليلى علها نظرة » حيث إن فرنسيى ايست سليمة 
وبالمناسبة فإنبى أتوقع » أن تكون كلمة و مذكرات » أنضل من كلمة و مقال » 
لكنبى لست وائقاً من هذا . 

يسرق أنك تكتب عن الدين . فلقد حان الوقت لكى تقال أشياء نعلمها 
جميعاً » ولكنها غير معروفة بشكل عام . ويبدو لى أن موقفنا ءن الموضوعات 
الديئية موقف يجب علينا أن نيشر به فى حدود إمكاننا » وهو مختلف عن 
موقف أى معارض من معارضى المسيحية المعروفين . فهناك التقليد الذى وضعه 


0 
ل 


فولتير » وهو يسحخر من الأمر كله من وجهة نظر عقلانية » شبه تاريخية م 
وشبه أدبية » وهذا بالطبع » » لا يكنى إطلاقاً : إذ أنها تتناول النظر التاريخية 
بأحداتها وآثارها . ثم هناك الاتجاه العلمى ١‏ وهو انجاه داروين وهكسلل , 
الذى يبدو لى صعيحاً كل الصحة » ومدمراً تماماً » إذا فهم على وجهه الصحيح 
وهو شديد البرودة فى نقده . وأبعد ما يكون عن العواطف ٠‏ وهولا يستطيع 
فضلا عن هذا » الوصول إلى جوهر الأمور دون سند هن الفلسفة . ثم هناك 
الفلاسفة » من أمثال برادل » الذين يحتفظون بأثارة من دين » لاتسمن 
ولا تخى من جوع ٠‏ ولكلها كافية لهدم كل ما بنوه من نظ فكرية . أما 
ما ينبغى علينا أن نفعله » وما نفعله فعلا فيا بيننا وبين أنفسنا فهو معاملة التزعة 
الدينية باحرام عميق ٠‏ ولكن بجب أن نصر عل | أنه لا يو جد أى نصيب أو 
ذرة من الحقيقة فى أى من الميتافيزيقيات الى توحى مب . وأن تخفف من هذا 
بأن نحاول أن نبرز جمال العالم والحياة » حيما وجد » وأن نصر فوق كل هذا 

على التسلم بجدية الاتجا ه الديى ومنحاه ى طرح أسئلة عن المطلقات . وإذا 
كانت السير الطيبة هى أفضل ما تعلمه ء فَإِنَ فقدان الدين يعطى مالا 
جديداً الشجاعة والتجلد » وقد بجعل اللحياة الطيبة أفضل من أى حياة كانت 
ممكنة أيام كان الدين بمثابة مدر فى وقت الشدة . 

وكثراً ما براودى الشعور بأن الدين شأنه فى هذا شأن الشمس . قد طغى 
على النجوم الأقل لمعاناً وإن لم تكن أقل جمالا ٠‏ تلك الى تشرق علينا من 
ظلام كون بلا إله . إننى أشعر فى قرارة نفسبى بأن روعة الحياة الإنسانية 
أكثر عظمة بالنسبة لأولتك الذين لاتعقى أبصارم أنوار القداسة ٠‏ و تيل 

. ل 
إلى" أن الأخوة الإنسانية تصبح وثيقة العرى ٠١‏ رقيقة الحواقى ٠‏ إذا ما اعتبرنا 
أنفسنا أشبه بالمتفيين على شاطى مهجور لا خير فيه . 
الخلص 
ب . رسل 


تشرت م6 فارنام 
4 من يوليو" ١9٠‏ 
عزيزى جولدى . 

أشكرك شكراآً جزيلا لإرسالك المقالات الثلاث عن الدين . وأرى أمبا 
جيدة للغاية » وأنها تقول أشياء يحب أن تقال . وكل فقراتما البليغة تبدو لى 
موفقة تماما » كما أن المثل الذى ضربته فى نباية كلامك مثل يروق لى كثراً 
وأرفق مع هذا بيضع ملاحظات على بعض النقط البسيطة البى عرضت لى أثناء 
القراءة ‏ وأغلبها نقط لفظية . 

أعتقد أننا ببحاجة ماسة إلى الحجوم على الروح الكنسية » ويجب أن أقول 
إنك تقلل من خطر الروح الكنسية ف هذا البلد . فحيما تقابلى بياتريس 
كرمبتون بالصدفة أشعر بهذا الخطر تماءآ » فهى تبرهن على قيمة توضيح نقطة 
من أسوأ النتقط من وجهة نظر عملية » وهى أنه حبى عندما يتوفر لرجل ينتمى 
إلى نظام كنائسبى أن يكون متحرراً واسع الأفق » فإنه يتحاشى دائماً هذه 
الخاصية عند غيره من يستطيع التاثير فيهم . 

لاذا تفترض أنى أرى من السخف أن يتمى الشخص أن يرى الناس 
الذين يحبهم ؟ هل هناك ما هو أكثر عرتاً لنا على احمال الحياة ؟ إننا نقف على 
شاطىئ حيط نستصرخ الليل وأحيانا يجيبنا صوت من أغوار الظلام . ولكنه 
صوت إنسان يغرق » ثم يسود الصمت بعد لحظة . إن العالم يبدو لى ميف تماماً 
والتعاسة الى يشعر بها معظم الناس هائلة » وكثيراً ما أتساءل كيف محتملونا 
فعرفتك للناس معناها معرقتك لاسهم . فعادة ما تكون هذه هى انحور الذدى 
تدور حوله حيائهم . وأعتقد أنه إذا ل يتيسر لمؤلاء الناس أن يعيشوا بقلبهم 
فا يعترض ححياتهم بدن لظة وأخرى فإنهم سيعجز ون حما عن مواصلة احياة . 

امخلص 
ب . رسل 


ا 


آبى لودج 
تيلفورد فارمهام 
9٠‏ من يولية 5 1١9٠‏ 
عزيزى جولدى 

» أعتقد أنه يحدر بك أن تعيد طبع مقالاتك عن الدين فى كتاب . 
ومن الصعب أن أحدد ما يمكن أن يستخلصه المرء منها. بطريقة بناءة ٠‏ ومع 
ذلك فى هذه المقالات ثبىء إيحانى على وجه اليقين . وأعتقد أن المرء يقتنع ى 
الباية بالحقيقة البى تتضمها الفقرة الى تقتبسها من ميترلنك ٠.‏ ألا وهى أن العاطفة 
الى نتأمل بها العالم قد تكون دينية » حبى ولو لم تكن لدينا معتقدات لا هوتية 
محددة . (لاحظ أنه لو لم يكن ميترلنك يكتب باا مرنسية . لقال نفس ما 
تقوله قصيدة « الذكرى » للشاعر تنيسون « إن ف الشك الصادق كثراً من الإيمان » 
وهذه ملحوظة لغوية ) ومن امختمل أن تقنع عدداً معيناً من الناس بأن فقدان 
العقيدة لاينتج عنه عدم التفكير بطريقة دينية » وهذا مفيد بالنسبة لاشخص 
الذى يصر على ضر ورة العقيدة لكى ينقذ حياته الدينية ٠‏ ولاشخص الذى يكف 


1 .0 - ل .ل م 00 - 
حر سم 1 د 2 لأا يد ه41 هما حال تق 
عن التفجير كدر قل قفد عفيدنة . 


لقد بدا لى شيللر فى مقاله . أحمق بصورة تدعو إلى الأسف فد 
تشيث بالمذهب البرحاتى 2١١‏ : كنا يتشبث الغريق بقشة . وأنا متفق معك 
اما ى أن الفاسفة لابمكن أن تمنح الدين للإنسان » أو أن تعطيه حقنًا فى أى 
شىء له أكير من قيمة فكرية . ويبدو لى بدرجة تزداد وضوحاً مع الأيام 
أن ما بمنح المرء المعتقدات الى يعيش بها ثبىء له طبيعة التجربة . وهو إدراك 
مفاجئ » أو ربما إدراك تدريجى ٠‏ للقم الخلقية التى كانت سابقآً موضع شكه 
وكانت تؤخذ على علاتها » وهذا الإدراك » فى تصورى» ينشأ » كقاعدة ع 
من موقف يتضمن الأشياء الى يدرك المرء أنها خيرة أو شريرة . وعلى الرغم 


)١(‏ المذهب الذى أمسه ويليام جيمس 


تار 
من أنبى لا أظن أن الفلسفة نفسها تعطينا أشياء ذات أهمية إنسانية » فإننى أرى 
أن التدريب الفلسى يمكن المرء من الحصول على نجارب أكثر ثراء » وأن يستغل 
تلك التجارب الى يكتسبها فعلا استغلالا” أفضل . وأنا لا أتمبى أن تقتنع 
البشربة اقتناعاً راسخاً بأنه لا يوجد طريق يفضى من الفلسفة إلى الدين » لأنى 
أعتقد أن عاولة إمجاد مثل هذا الطريق مفيدة جد » إذا لم تقض على صراحة 
الإنسان مع نفسه . 

وف رألى أن قيمة تولستوى تكمن فى قدرته على الأحكام الحلقية الصحبحة 
وإدراكه للحقائق الملموسة » أما تنظيراته فهى طبعاً عدية القيمة . إن أعظم 
كوارث الحنس البشرى هى أن له قدرة ضئيلة على التفكير . 


إنى لم أقراً أقط كتابات ليدى ويابى . ولكنبا أرسلت لى بعض ملحوظات 
على كتانى »وصلت فها إلى الحكم بأنها مهتمة عسائل عديدة مهمى . ومع ذلك 
فأنا شديد الشك فى فهمها لكتابى» وليست معرفى بها بالدرجة الى تسمح ى أن 
أحكم إذا كانت تفهمى أم لا. أعتقد أن برنارد شو على العموم رجل فاسد 
الأخلاق أكثر من كينه عبقريا . وإنكنت أعنرف له بالاقتدار . ولكى 
لاأسلم بأنه أخلاق . وأعتقد أن الحسد يلعب دوراً كييراً ى فلسفته » بمعبى 
أنه لومم لتفسه أن يعترف بقيمة الأشياء البى تعوزه والى يعملكها الآخرون 
فإن الحسد سيتمكن منه إلى الدرجة الى لاتطاق معها الحياة . وهو أيضاً 
يكره التحكم فى النفس ويختلق نظريات بقصد ارهن على أن التحكر فى نفس 
له أثر مدمر . لم أستطع أن 5 كل قراءة مسرحيته 9 الإنسان والسوبرمان » » لقد 
أثارت اشمئزازى . ولا أعتقد أن روحه ستحمى فى نار جهم على حديد متوهج 
أحمر » وإثما ستتلظى فى جحم من الغرور المريض والحوف القاتل من التعرض 
للسخرية .. 

إن بيرنسون ”2 معنا' الآن»وشد ما أنا متلهئ على ما تود أن تقوله عن الموسيق 
ول أقرر تمام إذا أتبح لى أن أنشى' جمهورية على غرار جمهورية أفلاطون » 


. ببرنسون ناقد فى أمريكى مشبور‎ )١( 


م 
ما إذا كنت سأسمح لفاجتر أو حبى بيتبوفن بالدخول فا . ولكن لن يكون 
السبب ألى لا أحبهما . 
إننى أعمل ببمة فى الخزء الثانى وعندما يسر العمل بشكل مرض يبعت 
ذلك فى نفسبى سروراً بالغآ » أما إذا تعسر على العمل فإن عذالى وشقاى بنفس 
الدرجة من القوة . 
المخلص 


برترائد رسل 


ابى لودج 
| تبلفورد » فارمهام 
5 من سبتمير ١9+15‏ 
عزيزى جولدى 

أشكرك على إرسال الكتاب المرقق طيه» الذى قرأته باهمام . وأظن أنك تمحدد 
موقفك بوضوح وبشكل طيب » وهو ليس موقفاً أستطيع أن أتفق معه . إنى 
أوافق على أن و الإعان بشكل أو بآخر ببدو شرطاً ضر وري تقريباً » إن لى يكن 


ار اام 


الحياة » فلأنبل أنواع الحياة وأكثرها خصوبة » . لكنى لا أوافق على أن الإجمان 
من الممكن أن يكون مشروعاً ٠‏ طاما أنه يمحتل منطقة ل تغزها المعرفة بعد . 
وأنت توافقى على أنه من الخطأ أن نقول : « إننى أعتقد : وإن كانت الحقيقة 
لا تشبد فى جانى » وسأذهب إلى أبعد ءن ذلك » فى رأنى أنه من الخطأ 
أن نقول إنى أعتقد ع » وإن كانت الحقيقة تشبد ضدى : فى اعتقادى أن 
الصدق يتطلب قطعاً أن نشك فها يبعث على الشك بنفس الدرجة الى ينبغى 
علينا ها أن نكذب ما هو زائف » ولكن من الضرورى هنا وق كل الحاولات 
بشأن المعتقدات الى لايقوم علبا دليل ٠‏ أن نميز بين القضايا الى يمكن أن 
تقول إنها لا تحتاج إلى برهان » والى م بالتالى أساساً لبرهان د ماثرء 5 
وبن القضايا الى :: بتحم أن تقوم على أدلة كى يتسبى تقبلها . وهذه عملية 


م 
صعبة ء وقد لا يتوفر أداؤها بدقة . أما فما مختص بالإعان » فأنا أعتقد : )١(‏ 
أن هناك قضايا معينة يؤدى الإعان بها » بغض النظر عن سوء الاعتقاد فيا هو 
زائف » إلى تحسين حال المؤمن بها . (س) أن أكثر هذه القضايا زايف 
ولكننى أظن أن الإعان مشروع فى عالم الأحكام الخلقية » حيث إن هذه 
الأحكام من النوع الذى ينبغى ألا يحتاج إلى برهان ٠١‏ ولا ينيغى أن يتطلب 
إقامة الدليل عليه . ولمارسة هذا الإعان ء يبدو لى أنه يمكن الوصول إلى درجة 
عالية جدًا من الانتفاع به من خلال الإيعان يحرارة ى إصلاح أشياء معينة 
طيبة فعلا » والبى تستطيع أفعالنا أن تخلقها بشكل ما . وأنا أعترف أن حب الله 
إذا كان هناك إله » قد كن ببى الإنسان أن يكونوا أفضل مما هو ممكن فى 
عالم بلا إله . ولكننى أظن أن الإيعان الخلى الذى له سند يعطى أغلب الأشياء 
الضرورية لأرق حياة يمكن تصورها » وكل ما هو ضر ورى لأرق حياة ممكنة » 
يتضمن » شأن كل ديانة » أحكاماً خلقية وأحكاماً تتعلق بالحقائق » والأأخيرة 
تؤكد أن أعمالنا تؤثر ولو إلى -حد بسيط . فى القيمة الأخلاقية للعالى . وأنا أجد 
فى هذا ما يكى من الإعان لكى أعيش به » وأعتبره مستنداً إلى المعرفة » وما 
أبعد من ذلك فيبدو لى زيفاً ٠‏ وإن لم يكن من السبل التدليل على زيفه . 

أبلغنى ردك وأرسله على عنواق هنا » برغم أننى سأكون مسافراً . فسأذهب 
غداً إلى بريتاى مع تيودور لمدة أسبوعين . أرجو أن يكون عرق النسا قد 
تحسن . 

الخلص 


برترافد رصل 


حر 
آى تالى 
ستسنيانو ٠‏ فلورنسا 
من مارس 19١1“‏ 
عزيزى برق 

لقد قرأت مقالك ثلاث مرات . وفى كل مرة كان حبى له يتزايد . ولعل 
أعظ ما يمكن أن محظى به من تقدير هو أنه ليس منافياً لروح القطعتين 
الرائعتين اللتين كتبهما . بل هو منسجم معهما وجدير ببما . وايس لدى 
أى اعراض عل هذا النوع من المقال ٠»‏ وليست لى رغية معينة صوص الشخكل 
الذى تأحذه كتابتك . هما أتوق إليه هو أن تعير عن نفسك عاجاد أو الجا ٠‏ 
وى هذه الأثناء لابد أن تكتب وتكتب حى تبدأ فى الشعور بأنك تقول ماتريد 
أن تقوله ء بالطريقة البى تريد الآخرين أن يفهموا بها قولك . 

كان أعظم حدث 53 قَّ الأسابيع القليلة الماضية هو جلبرت مرى . 
وأشعر أنبى قد أنزلق إلى مستوى فتيات المدارس إذا تجاسرت على أن أقول لك 

أحبه . وستحكم أنت على هذا عندما أقول إنه لم توجد امرأة واحدة ىسى 
شبالى تجعلى أتكلم عن نفسى أكثر ما فعل هو . كان الحديث بمتد أمامتا 
كقىء لاالى ؛ أو بالأحرى كشىء يتفتح بطريقة أنبلوأعظم كلما امتد بنا 
الحديث . وقد وجدته رقيقاً »؛ معقولاك. كاد يكون الرفيق المثالى ٠‏ بل إنى قد 
أغفر له حبه لديكنز وتنيسون . وقد كان مسئولا عن تأخير تسطير هذا . 
لأنه استوعب معظ نشاطى . أما القليل الذى تبى منه . فقد أنفقته فى مراجعة 
أصول الطبع . وقد اذّبيت لسن اللظ منبا تقريباً . 

وسعدق أن أليس قادمة . هذا فضل مها » ولسوفف تمتعبى ز يارمها وترفح 
من معنوياتى . أخشى أن ديكنسون سيفقد الكثير إذا قارناه بعرى . 

إننى فى منتص ف كتاب أكرمان ٠‏ تحاورات مع جوته » وهو كتاب شيق 
للغاية . . . ماذا فعلت ببحثك ى الرياضيات ؟ . 

المخلص 


نال شاء بيرنسوكٌ 


جر يببشوت 
هاسلمر ٠.‏ سرى 
٠‏ من يناير ١9٠١5‏ 
عز يزق برق 

أسفت جد ! جد عندما سمعت أنك لم تكن ف جنازة دورا (كانت دورا 
مربيى السويسرية السابقة » مس بوهلر ) وكنت متأكدة تماماً أنلك ستكون 
حاضراً ولا يمكن إلا أن أتصور أن المانع عذر قهرى ‏ إنى أعلم أنك قد تشعر 
أن مثل هذا الشاهد الآخير على الاحترام لا يعنى إلا قليلا ولا جدوى منه . لكنى 
واثقة تماماً وبعد كل ما أسديته إليك فى الماضى وبعد كل ما منحتك من حنان 
أن أحتها وأصدقاءها قد تألوا لتغييك - ليته كان ق استطاعتك أن تذهب . 
شكراً جزيلا لأليس على خطابها سجل الذكريات الصغير الذى أرسلته ‏ 
وقد استنتجت أن لديكما واحداً . رعا لاتكون قد سمحت هذا قط عند قبر 
إنسان تحبه ‏ ولكن مراسم الدفن من أكثر الأشياء تأثيراً وجلالا. وخصوصاً 
مع الموسيى البى تكون أحياناً عوناً حقيقيا ى ساعات الأسى الرهيبة على الارتفاع 
ععنويات الإنسان إلى آفاق أرحب منها ‏ لقد وصلى خطاب ثالث من شقيقة 
دورا الى كتبيت إلبا لتعاطى العميق معها : باللخسارة الحائلة ‏ فهى تعيش 
وحدها وكانت تأمل أن تعيش دورا معها يوماً . أرجو أن تكون قد كتبت إلبها . 

يحتمل أن تذهب مس سلجفيلد ( رفيقة عبى ) يوم الثلاثاء إلى هايجيت 
لدة أسبوع وهى تأمل أن تحضر محاضرتك يوم الحمعة المقبل . ويجوز أن تراها 
ولكن أرجوك على أى حال أن تطلب من أليس انتظارها . ولقد أرسلت خخطاباً 
فى طلب تذاكر . كا طلبت منى أن أخبرك أنها تأمل على وجه الخصوص 
أن تجعل كلامك مفهوماً لأقل المستويات ذكاء ‏ وغير «سموح بأى زوايا 
ومر بحات ومثائات ولا ميتافيز يقيات أو رياضيات . 


. : للء. | ! أتعم خرزمزا_ا الذلم, سف أفى أحله مل , 
بلع اليس سترط ارال 0 ال الا صا ارا 00 08 ره 


لاسسم 


د' 


ا 
للغاية كما أنى آريد بعض الصورلإرسالها إلى بضعة أشخاص قد يبمهم هذا . 
لكنى لا أحب الحملة الخاصة بالثأر فالكلمة وحدها 'كريبة وقد كشفت عا 
قْ اموس جونسون - فكلمة « يثأره ليست من الكلمات الى يقرها تولستوى 
أو تقر ها المسيحية بالأحرى  .‏ أرجو أن تتضمن نخحاضراتك شيئاً عن الخرارة 
وبعض امثل العليا فح من وجهة نظر النجاح الرخيص ستكون محاضيراتك 
أكير فاعلية - كم أود لو أننى كنت أستطيع أن أحضر وأسمعحك - وسأقراً 
امحاضرة فى محلة أدنيرة ولكنبا تكون أكثر طرافة لو أننى ممعها . وأنا لم أسمعك 
أوأسمع أليس مرة واحدة . 

مع مزيد الحب إليكما وأطيب تمنياق لعملك فى سبيل الهدف الساى 
( قصية حرية التجارة ) . 


آبى لودج 
تيلقورد » فارمهام 
١١/‏ من مابيوة 1١9١‏ 
عزيزى برق 

أرجوألا يسوءك أننى أكتب إليك خطاباً حقيقي ف يوم عيد ميلادك . 
إننى أحاول جاهدة أن أكونسطحية » كا تريد ٠.‏ ولكنى واثقة أنك ست كر 
كيف أن بعض المشاعر تنشد التعبير عن نفسها . 

إنى أريد محرد أن أخبرك كم أحبك : كم أنا سعيدة أنبى جزء من 
وجودك . فعندما أمكنبى أن أشاركك حياتك وأن أعتقد أنى ذات فائدة لك 
كانت هذه أعظم سعادة عرفها إنسان . إنبى ممتنة لهذه الذكرى » ويمتنة أنى 
مازلت أستطيع أن أكون قريبة منك وأن أراقب تطورك . فعندما تكون فى حالة 
طيبة وسعيداً وتؤدى عملا طيباً » أشعر برضا تام » وأتمى فقط لو أنى كنت 


م 
امرأة أفضلء قادرة على أن أعمل أكثر وأن أكون أهلا لك . فأنا لا أستيقظ 
الليل أو أفكر فيك فى الهار دون أن أدعو بالخمر لحبيى : وسأظل أحبك 
دائاً » وأرجو أن يتزايد حبى إيثاراً لك . 


امخلصة إلى الأبد 
أليس 


كاميو 
نو رثامبرلاند 
( يوليو؛ )١9١‏ 
عرز يزى برق 

أود أن أقول لك إلى أى حد اسبواى ذلك الخزء الأخير من ممّالك . لو 
أننى كنت أستطيع من آن لآخر أن أكتب بهذا الأسلوب لشعرت بالتأكيد 
أكثر مما أشعر الآن أنبى على حق فى اتخاذ الكتابة مهنة لى . 

عندما أسافر إلى الحنوب مرة ثانية قى بداية أغسطس أود أن أتحدث معك 
فعندى الآن الكثير مما أريد أن أسألك عنه . فلقد جعلبى خطاب تولستوى 
المنشور ف التايمز أفكر .-- أو بالأحرى أشعر - بقلق بالغ . فإنه عملأنى(١1)‏ 
بإحساس جديد بالشك والمستولية فما يتعلق بأسلوب حيانى (1) - وفما يتعلق 
ببذه الحرب ء وأشعر كا لو كنا جميعاً نعيش ف مدينة الخراب ولكتى لست 
متأكداً ما إذا كان ينبغى على" أن أهرب ‏ أو إلى أين ؟ 

قد لاتصل الأمور إلى شىء محدد » ولكها على الأقل ستخلف وراءها 
روحاً مختلفة . 

لقد كنت لفترة طويلة سعيداً جد وقائعاً بكل شىء با فى ذلك عملى . ٠‏ 
ولكن السمو الخلى الشديد الذى ينطوى عليه موقف الذين رفضوا الحرب من 


الممتد.٠‏ مره أتاع تو لسك © بذد ذلك الشعور بالرضا والارتياح الذى أشعر ك4 


شكييلن جل ال وسدوص 


للق 
كشخص إنجليزى مخافظ : 
١ق‏ نصف صفحة . هل تتفق مع رأى تولستوى يشأن الحرب ؟ 
؟ أين تكون فى أغسطس ؟ 
الخلاص لك 


جورج تريفيليان 


كاميو تورثامبرلائلد 
١١/‏ من يوليو ؟ ١4٠‏ 
عزيزق برق 

إننى شديد الامتنان لك لكتابتك مثل هذا الخطاب التلويل الذى أمعنت 
فيه النظر بروية . ولكنه لم يكن مضيعة للوقت . إنبى شديد الاههام به وأظن 
أنى متفق مع ما جاء به تماما . 


ومن ناحية أخرى أعتقد أنك على حق ف افتراض أن الاستعداد الحربه 
وظيفة من وظائف الدول الحديثة الضرورية . بالروح وبالقيود الى ذكرنها. 
وبرغ ذلك فإن إحدى الوسائل الى ستقضى على الحرب فى الباية هى مقاومة 
امجندين السلبية فى البلاد البى يوجد بها نظام البتجنيد الإجبارى ( الى قاد لحق 
بها إذا ساءت الأمور ) ولسوف تنقضى مئات السنن قبل أن يقفى على الخربء 
ولسوف تكون هناك قاعة متوهجة من الشبداء . وعلى رأسهذه القائمة أولئتك 
الغبندون من أتباع تولستوى . فهؤلاء الناس الذين رفضوا الخرب سيتزايد عددهم 
بشكل مستمر فى طول أوربا وعرضها » وسيحركون فى شعوب أوربا فى ااباية 
الإحساس بالحزى بحيث تنظر إلى الحرب والكراهية الدولية بنفس منظارك ‏ 
بدلا من أن تنظر إلها كما تفعل الآن . فالتغيرات العظيمة تحدث عمومآ ببذا 
الشكل ١‏ ولكن بعملية مزدوجة - تغيبر تدريجى ف الشعور العام وى نوع 
العمل يقوده و بمحض عليه قوم للم فكر وعمل متطرف يستنكره عامة الناس © 


0 


وإن كانوا يتأثرون به . 


الم 

فأهلا مخطاب تولستوى برغم كل هذا . وأنا أظن أيضاً أن أى اقتراح 
لإدحال نظام التجنيد الإجبارى فى إنجليرا لا بد أن يلى مقاومة على هذا الأساس 
( ضمن أسس أخرى ) وهو أن الحكومة لا حق لا فى أن ترغم ضمير شخص 
على القتال أو التدريب للحرب إذا كان يرى فق هذا خطأ . 

وأظنبى أتفق معك أيضاً بشأن واجبنا فى أن نحيا ونعمل فى مدينة اراب » 
بدلا من الحروب مها . ولكن القيام بمثل هذا الواجب هو فى نفس الوقت 
متعة . وإن يكن مع ذلك واجباً يحمل فق أطوائه أخطاراً . ومن الصعب 
يمكان . عندما يحاول المرء أن يحتفظ بالخزء الأكبر من ممتلكاته ووقت فراغه 
رهن إرادته ء أن يعيش ببدى هذا المبدأ » إن للمرء حظنًا فى ذلك القدر من 
الممتلكات الذى يؤدى أكثر إلى رفاهية الآخرين فى المدى الطويل . 

أرقق مع هذا خطاباً ونشرة دورية . هل تنضم إلينا ؟ لقد فعلت أنا ذلك 
وأظن أنه من المحتمل أن نتخب جولدى ديكنسون الذى أبدى استعداده 
للانضيام . وسيكون هناك بالتأكيد مناقشة حرة تماماً وسيكون الناس أهلا لآن 
تتعرف بهم . وليس هناك إلزام على الأعضاء لقراءة الأبحاث ٠١‏ وأظن أن وجهات 
النظر العديدة الى يمن بها المتدينون الذين هي فى نفس الوقت باحثون أحرار 
عن الحقيقة ( وه فئة ضئيلة) تستحق منلك أن تتعرف علبا . وقد عبروا عن 
آمالم الكبيرة فى أن تنضم . 0 

الخلص للايد 
جورج تريفيليان 


8 تشيبى جاردنر 
الثلاناء 
١1‏ من أكتوبر :م 
عز يزى رسل 
سرنى أن أراك ثانية . كانت تجيش يصدرى قصة كرب ويأس أريد أن 


أزيحها ‏ غامضة ٠‏ وإن لم تكن غامضة تماماً » هكذا بدت بيبا كنت أقلببا 


ماس 09 


1 
ذهى يت ٠‏ ولكنى بعد أن قضيت معك ف وجيف ندم نع 


بالتذ كر ١‏ وبت ل متاعى شيئ لا بيع لد أو العقل ٠‏ أ الا 
المألوفة أن تتغلب عليه . 

انق تلع ليك أكثر من أى شخص "مر لكى تساعدى فى هذه ال الاعحظة 
الضشعف وى أ لا سك باع ملدة ف مب ولا يب أ 
م نكو أ يفار أ ف جك روج 


لانرسل ردًا على هذا الخطاب مالم تكن ) تريك ذُلاك أو مالم يكن لديك 


شى ء تريد أن ثقوله . إننا نستطيع أن نتكلم فى أشى ء حى تبلغ قراره وهذه 
سأكون أقدر على 5 أقول لاك كيف كيف حالى . فيجب على أن أبداً بالأمل 


قليلا قبل أن أستطيع ن أتكل عن بأ . 
انب لك 
ديزموند مكار 
١؟‏ جروفر رود 
جسمر وستمنسار 


"من أكتوبر ١9:4‏ 

عزيزى برلى 

كان كرعاً منك أن تكتب لى برأيك قى كتيب لينارد هو بهاوس © وسعدقى 
أنه يلتى تمامآ مع آلى . فأنا أوافقك تام فى اعتقادك أنه ليست هناك علاقة 


فر 
بس (ا نظام الأشياء ) وبعن الشعور بأن والجالة النفسة ) كمأ خطرها ( مث لالاعتقاد 
الغر يزى بوجود قانون التحرج الأخلاق » واعتقادى الغريزى بجدوى الصلاة) '١‏ 

إنى أفصل فنعلا نامسا بين عالم البرهان ( أى المعرفة عسار الأشياء) وبى 
عالم التشوف أو الإعان ( اختيار أهدافك) وكل ما أطلبه لهذا العالم الأخير 
أن يوجد التقبل والتسامعح» أى سياسة المعايشة . وق تفسيرى لسياسة المعادشة 
قد أختلف فيه معك ومع لينارد هو بهاوس حيث إنى أسمح بأن تقوم كل 
جماعة محلية بنشر شكل ١‏ التشوف » والإعان الخاص بها وأن ينفق علا 
من مخصصات عامة . بل إننى أرغب فى هذا لأولادى . إذ أننى قد اكتشفت . 
أنه بدونه كان من الممكن أن ينحط وجودىءولولاه ماكنت « أرغب » فيا 
نمه شا الحدف : فان , ألم , المسائا |3 ممك. نمتقه ا ولا عل .1١‏ 
لسح ىذ بخمل عأى الى اكال ى اال أ 200 كم من 
بأى سبيل آنخر لاكتشاف: هذه الوسائل إلا الخبرة والتعجربة » ولقد أدت لى 
تحرببى وخبرق حى الان إلى النظرية القائلة بالصلاة الى لاتنقطع . ولا أود 
عل الإطلاق أن أفرض على الأخرين ممارسة هذاء وسعدقى أن أمول أى مدرسة 
تقوم بتجربة التقريب بين الدين والدنيا ( ضد معرفة مسار الأشياء وحدها) 





أو أى فرقة مسيحية أخرى . وكل ما أرغب فيه هو أن يكون كل قطاع أوجهة 
حرة . فى -حدود الإمكان , فى أن تقوم بتدريس ما تراه أوما لا تراه . 

هل تستطيع أن تحضر مع أليس للغداء يوم الحميس ٠١‏ نوفير لتقابل 
مسر بالفور ؟ فسأصطحبه إلى مسرحية برنارد شو . ألم تستطع حجز تذاكو 
ذلك المساء ؟ سيكون من مصلحتك أن تعرف سر بالفور فقد ينفعك ى 
تعبينك أستاذاً عنحة ملكية وما شابه ذلك . 
١‏ امخلصة داماً 


بيائر يس وب 


"1 


روزلدين جريشوت 
هاسلمير ٠.‏ سرى 
"٠‏ من مارس 1١9:5‏ 
عزيزى برف 
أكتب إليك اليوم عن موضوع واحد أود أن أخيرك عنه . فلقد كنت قد 
أخذت ساعة جدك الذهية وسلسلها واحتفظت بها بعناية منذ موته - ولست 
بحاجة لأن أذكر لك كم هى عزيزة جد جداً! على" » لأنها ستذ كرف دائاً به . 
ولكى أود الآن أن أهبها لك - بشرط واحد فقّط. وهو أن تتركها لآرثر ‏ 
- أو وفى إذا لم يتيسر هذا - إذ أنى حريصة على أن نظل ملكا لآل رسل . 
وأنا لا أذكر إذا كان لديك الآن ساعة أو إذا كنت ترتدى واحدة لها ذ كرى 
قدعة ‏ إذا كان الأمر كذلك فلا تتردد فى إخبارى وسأحتفظ ببذه لارثر فا 
بعد . ولكنك تستطيع طبعاً أن تتخلى عن ساعتك الحالية ( أو أن تحتفظ ب ما 
إذا كنت تفضل ذلك ).أما إذا لم يكن الأمر كذاك ‏ فإنى أود أن أشعر أنك 
سيرتدى هذه الساعة وتستعملها - وأنك لن تنحها جانباً ‏ ولكنك على لى أى حال 
ستخبرنى بهذا . 


2 


عزيزى برق . سعد أن أشعر أنك ستحاول دائماً ‏ وأنا أعلم انك 
ستعمل فعلا فى هذا السبيل - أن تكون جديراً بصلتك به كحفيد له , فقد كان 
حقادٌ واحداً من أفضل من عرفه العالى ‏ كان باسلا رقيقاً . صادقآ. ذا طبيعة 
نادرة » فا أجمل ما لدى الأطفال من بساطة وصراحة . يطيب لى أن أعتقد 
أنك تذكره » وأن آخر كلماته لك « ياولدى الصغير الطيب » ٠‏ واللى قالا 
بفيض هن الرقة والحب وهو على فراش الموت ٠‏ ستظل معك مصدر إخام 
ودفعة للخخر طوال حياتك . بيد أنه من الطبيعى أن تقصر ذا كرتك و يقصر 
فهمك عن الإحاطة بكل نواحى شخصيته . ومع ذلك فإذا كان مما يروقك أن 


1م 
محتفظ ساعته فإنه لمما سعدلى أن تلبسها وتحتفظ مها تذ كاراً منه ٠‏ وذ كرى 
للأيام المديعة العهد والى قضيناها ق منرل طفولتنا الجبيب .)١‏ 
وليباركك الله 
عمتك انحية 


عرصت الساعة للمسحص قَْ لندن و قُّ حالة متارة . وستكون معدة 
فى الثامن والعشر ين . أشكرك أرسالتك الرقيقة الى تسلمتها فى الأسبوع الماضى . 


الادرشية 


كيركيى لونسديل 


١9٠١© بوله‎ ١س‎ 517 


لة ماضسات 


برقل 
مات داور : 1 عرق وهو 0 4 لثلاثاء ف بر ركة وسظط 
مأعود لل لندن يوم الاثين . بودى لو ربك قري] ا 


كر وعبتوك 


١"اهمن‏ أكتوبر ١1١08‏ 
عزيزى برق 

أرفق ببذا صورة فوتوغرافية أرجو أن تى بالغرض . لدىّ صور أخرى 
ل « تيوه أود لو أطلعتك علبا . ممبى تأق لتقضى ليلة معى ؟ 0 

فشلت اولاق مع ...2 كانت تأمل أن تفعل أى شىء من أجل 
ولكنها ترفض بإصرار أن تصبح زوجة لى ولذا انهى الأمر عند هذا الحد . 


سا ملم 5-55 سدم سدم 


0 تفارقى هذه الساعة والسلسلة منذ سنة وغ .هن ' 
( ؟) المرأة الى أحبها تيودور ٠»‏ وبعد وفاته أراد كرومبتون أن يتزوجها . 


حفن 
عزمت أنا وهارى على الرحيل إلى جرانتشستر يوم السبت القادم . لم 
أمكن حى الآن من زيارة بداليز . 
أعددت وصيتك . ولكبى سأحتفظ بها حبى أراك وتنبياً لنا قرصة تدارسها 


1 


0 
لا أكاد أصدق أن تيودور قد مات . فوته يبدو أشيه بالأوهام » فهذا 

الخليط العجيب من أحلام الليل وأفكار اهار من الذكريات والحقائق ييركنى 
ىُْ حيرة من أمرى : ولكى أشعررويداً رويداً بآثارما تبى لى من -حياة عرجاءء 
كأنما قد حر م الحسد من أطرافه وقوته ؛ ولم يعد يستطيع أن ينض دون معاونات 
صناعية ونظام طى للتغذية ٠‏ أو أن يرضى بالتتخلى عما اعتاده من إنجاز للآمال 


وتطلعات فى أنام الصدحى والاث اق 
7 'يام الدب و سراي . 
قلى ييغو إليك وليباركك الله لما أسبغته على من عبة وفضل . 
كر ومبتون 
ترينج 
الا من مابول/ا 1١9١‏ 


عزيزى برق 

الآن وقد حضت المعركة الانتخابيةء حق عليك قول تويفلسدروكء إن هذه 
الخبرة تأتى فى المرتبة الثانية بعد خخيرة الحب باعتبارههما أهم الخبرات الإنسانية . 
وإنى لأشعر بالحبن أنى لم أقدم على مثل ما أقدمت عليه » وأغلب الظن 
أن لن أفعل . ف اعتقادى أن السنوات الماثة القادمة نشهك مرشحين على 
هذا القدر من التناقض الموجود بينك وبين تشابان . ١‏ 

يالك من مغامر . فى المرة القادمة » عندما يستولى التسويون على إيطاليا » 
سيرتدى كل مناقميصاً أحر وذرحل إلى حيث نموت ف هدوءق أحدمرات جبال الأالب. 


مأكن , أتصور أنك ستصبح مغامراً 5 وأن ا هذا القدر م الصفات الادمية 
ااا 0 نيا أ 


/ 
العتيدة » حبى عدت إلى الوطن ( كا فعلت الأم هوبارد العجوز) وإذا نى 
أراك تقود حملة انتخابية . 

أجزل شكرى لك للمقال الذى كتبته ق أدثيره ريغيو لقد أفاد الكتاب 
فائدة جليلة ٠‏ وساعد على بيعه بعد أن بدأ التوزيع بطيئاً . فهمت من إليوت 
أنه لم يتسع لك الوقت للكتابة فى هدوء » وهو سر شعورك بالضيق » بيد أنى 
أود أن أؤكد لك أنى أقدر هذه التضحية » من جانبك » الى أماسّها صداقتناء 
وأن مما أفادى حقا أن ينشر التعليق فى أبريل . 

اهتممت كثرأ بنقاط متعددة فى مقالك » وبالأخص الكملة الى وردت 
فى مطلع ص 507 عن المهام الى يضطلع بها الثوريون . ولم أكن قد اهتديت 
اها كر ع اهام ا" كي ه٠1‏ 1) ل سسء الس" ا الله ل ل 
إة سعحتبيية الحانيء حيور, اسخير با اليس م ولو الك ثان ححدير الل امس 
مصدرها من قصتك الحخاصة بتعليق جويت على ماتزيى . 

آمل أن تكونا قد عدتما إلى العش الأ كاديعى » وأن يكون لهدوء أكسفورد 
أثره اليب بعك كل هذا الصيخب . 

أخوك 
جورج ترب 

هاميستيد . الشهال الغربى 
“الا من أكتوبر /9+1١ا‏ 

قرأت مقالك عن الرياضيات ( فى مسودة الطبع ) ولا أستطيع أن أقاوم 
إغراء الكتابة لأقول لك إنى تأثرت بها تأثراً عميقاً كم هى رائعة حقا » إنها 
تنقل المرء إلى آفاق سامية » لعلها أسمى من أى شىء آخخر . إن عرضك لاجانب 
الحيوى مها يبدو لى غاية فى الوضوح والإقناع » إنه يعطى للمرء مفهوماً جديداً 


سلسم السممس يس مهم لي سم م اي وا الس سمدم 


١ 0‏ ( مال لخورج تر يقيليات 1 دفاح غار يبالدى عن الجمهو رية ألر ومائية 6 اء 


لشن 

عن أمجاد العقل الإنسانى . إن التشبيه الذى أو ردته عن المحنصن الإيطالى لفت 
نظرى إلى جماله بصفة خاصة. كا أن لبساطة التعبير أثرها الواضح . ما أفظع 
هؤلاء المحررين الذين يدعون أنمم «المستقلون » ١‏ . وما أحمتهم . أستطيع 
أن أسترسل فى كتابة صفحات رأنا على هذه الخال من التأثر والخماس ٠‏ عظم 
أن أتصورأق أعرفك » وأى أستطيع أن أنحدث إليك. وحى أن أخالفك الرأى '. 
أوه . سوف أطلب أن تنقش هذه العبارة على شاهد قبرى : لد عرف مور 


الخلص 
اج . ا. سار يتسى, 
لاه جوردون سكوير 
لندن ؛ المنطقة الوسطى من اللتى الغرنى 
7 من مارس ١9٠١‏ 
عزيرى برق 


قرأت فى الصحف أنك أصبحت زميلا” فى الجمعية الملكية . ياله من 
شرف . . سخاصة فى هذه السن المبكرة . منذ أن قرأت النبأ وأنا أمثبى بين الناس 
محتالا . وقد تولانى الزهو . إن هذه هى أول هرة أرى فا الفاسفة وقد عادت 
بالحدر على أصحاب, |ا. إلى هذا الحد يستطيع المرء ع أن يفهم ٠‏ إذا لم يتيسر له 
فهم كتيك . 

أهنئتك بنئة حارة . كنت داعا أعتبر لقب زميل فى الجمعية الملكية كية أرفع 
من أى منصب آآخر فى العالم . ٠‏ بل لعله يجاوز منصب رئيس الأساقفة أو رئيس 
الوزراء - وما زال هذا الشعور يلازمبى بالرغم من ألى أعرف عدداً كبراً 
من هؤلاء عن كثب . 

من رسل المخلص 





.. يفضوا نشر المقال‎ )١( 


ام 

فندق تشارنج كر وس 
5 من أكتوبر ١90/8‏ 
عز يزى رسل 

قضيت ثلاثة أيام من الأسبوع الماضى ى أكسفورد . وراودنى الأمل 
حبى آخر يوم فى أن أزورك ومسز رسل . ولكن كانت هناك مقتضيات أخرى 
استحال معها تنفيذ ما اعتزمت عليه . 

قابلت شلر وقضيت ليلة فى غاية الإمتاع فى منزل ماكدوجال . كنت 
أرجو أن أتمكن من قضاء ليلة معك : لأعوض الطريقة الحافة الى اعتذرت 
بها عن قبول دعوتك لى قى يونيو الماضى . كنت حينذاك متعباً جد ٠‏ وقك 


ص 


ل عير :شاما :5 | الث مل ذللف إلكب* يولك ع ع 
أسيرددات نسا مض , تعدسميا اذب 3 وقك رزقفت يميه لالاس) أن دونب ويسنسبتبت 


ومطاليهما كنا هى العادة . تبدو أكثر إلخاحاً من مطالب والديهما ٠‏ ومن مم" 
0 كثرة كنت آمل أن أقوم بم . وينتظر أن 
فنتوى أن نبحر عل الباحرة ساكسونيا فى يوء الثلاثاء القادم , . 

إن من أول الأعمال الى أر جو أن أقوم بها عند عودق 1 | مكتيبى هر 


أن أقرأ مرة أخرى الفصل عن الحقيقة فى كتابك فلسفة الرياضريات ؛ وه وأمر 
أ منذ أن صدر الكتاب . أود أن أتفهم بدرجة أعمق من تلك الى 

فر لديك عن نظريى أن ملاحظاتك عن ديوى ( بالرغم من دقة صياغتك 
بات ) ف مقا الأخر ين ألك م تمكن من لوو بصفة عامة . 
إن تصيحى الأخيرة لاك «هى : (ودع المنطق الرياضى إذا أردت أن ممتفظ 
بصلتك بالحقائق المحسوسة » . تحادثت وبر جسون فى هذا الصباح مدة ثلاث 
ساعات . وأ فى هذا ما يفسر عبار السابقة . تحياق لكما : وهى تحيات 
كان حكن أن تشترك فها زوجى لوكانت هنا . 


ا 


/ جروفر كرسنت 
المنوب الغربى 
5 من أبريل ١104‏ 
عزيزى برتراند رسل 

إنه ليسعدنى كلالسعادة أن أعل أنك انتخبت عضواً فى نادى الأثينيوم... 
إن تحربيى فى هذا الصدد - والى ترجع إلى عام /ا/141 - لم تكن سهلة 
بنجاح » إفى لم أتأخر عن حضور هذه المناسبة 3 بل قضيت جزءاً كبراً من 
المساء أثناء عملية الانتخاب . 

إن وجودك كعضو سيضيف كثراً إلى اهماى واههام الكثر ين بالنادى ١‏ . 

صديقك امخلص 


جورج . تريفيليان 


١ع‏ كراعررود 
كامبردج 
/الا من مايو 1١41١‏ 
عز يزى برنى 

قرر مجلس الكلية اليوم أن يعرض عليك منصب محاضر لاد المنطق 
وأصول الرياضيات » وسيستمر عملك مدة خمس سنوات ٠‏ على أن تكون 
واجباتك كالانى : 

. أن تعطى برنايجاً من ( 4! محاضرة) فى كل فصل درامى‎ ١ 

؟ أن تقم فى كامبر دج أثناء الفصل الدرامى . 

يضاف إلى هذا أن من حقك أن تقم فى مكان مخصص لك ى الكلية 


لسيسشسيييشيكه 


, لا أفهم اذا لم أقابل سير جورج تريفيليان هناك‎ )١( 


١١ 


وأن نحصل على عشاء بانحان بشرط أن تلترم بقضاء عدد من الساعات ق 
اجامعة ( أعتقد أنه | ساعة أسبوعيسً أثناء الفصل الذراسى ( . وذلك مقابل 
٠‏ جنيه فى العام . 


إن كل هذا بالطبع لم يتخذ بعد طابعاً رسمين . ولعلى لست فى حاجة لأن 
أعبر عن مدى سر ورى بهذا العرض» إذ سمهي“ لك فرصة رائعة لعرض الموضوع 
وهو عدن المراد . وبهذه المناسبة يحق لى أن أقول إنه ليس هناك ما يوحى بأن 
هذا المنصب سيستمر إلى ما بعد خمس سنوات » إن المشكلة كلها ى هذه 
الناحية ناشئة من عدم إقبال أعداد كثيرة من الطلاب الذين سوف تقوم 


بالتدريس لم مباشرة فى المحاضرات » على قدر ما أستطيع التنبق به . وهناك 
أمل أن تتواق, فرص , للقيام عا هو أكر تمأ هو معر وخر ) بصفة مؤكدة ق ) الوقت 


الحالى » ما دمنا قد عرفنا الموضوع الأثير لديك . ولكن العرض الخالى يستمر 
خمس سنوات لا أكثر : إما مباشرة أو بطريق غير مباشر . 

كان النجلس كثير الإنيجازات » فقد اخخترنا فى نفس الكلسة محاضاً فى 
مادة الكيمياء الحيوية . 


ع اع اج|! 1 
هده حل ١‏ 


س0 


نباء قى الوقت اللخاض 


ع 


صديققك الخلص 


ا.ن. و 


ترينى لودج 
كاميردج 
ا من بوتيو 1١91١‏ 
عز يزى ب . رسل 
أسعدنا أن نسمع أن هناك أكر من أمل ق أن تكون معنا مدة مقبلة من 


اأزمن » لست أدمى أثى قمت قمت بأى دور فق تم تحقيق 0 السدردة التى اتخدناهاء 


رقف 
أمل ضعيف أن أعاصرك طوال السنوات اللخمس السعيدة الى ستقضها معنا . 
ولكنى على الأقل أتطلع إلى أن أقدم لك مبكراً تحياقى القلبية . 
مع أطيب تحياتنا جميعا مز رسل . 
ثق أن صديقك امخلص جد ١‏ هو 
مونتاجيو . بتلر 


لا أعتقد أن هناك كششر ين من الأحياء قد رأوا مثلى ٠‏ اللورد جوث رسل 
يسير من الفندق فى كالندر تحت وابل من المطر الإسكتلندى؛ فى عام .186٠‏ 
حتّى يصل إلى نزل «استرح واشكر الله» . ترى هل تعرف هذه الأماكن 
الكميلة ؟ 


مرتون كولدج 
أكسفو رد 
١امن‏ أبريل ١911٠١‏ 
عز يزى مسير رسل 

أشكرك 'لنطابك . لا يساورنى أى شلك أنى فى سالى إليك قد أسأت 
فهمك على نحوما » ولعل هذا هوالذى ثنانى عن الكتابة » ولكى لم أجد أحد آ 
فيا يبدو يتقدم ليكتب إليك . إنى أتطلع إلى قراءة المستتخرج من مقالك من 
الريفيو وسأتدارس ما كتبت ق خطابك . 

وأعترف ألى أشعر بشبىء من اللدوف إزاء احال انشغالك بالسياسة ٠‏ إذا 
كان هذا يعبى أن وقتك لن يتسع للفاسفة . ألا يمكن الجمع بيهما ؟ إذا لم 
يتيسر هذا فليس لى أن أغامر بالحكم على أى من الاتجاهين تشعر بأنلك أقدر 
على المضى فيه . والشىء الوحيد الذى أحسه بوضوح هو أنه لن يقوم يعملك 
فى الفلسقة » بقدر ما تسمح به الاحيالات الإنسائية » شخص آخر . لاأعتقد 
أن من حى أن أقول أكير من هذا . ْ 


تف 
إذا كان فى استطاعتك أن تكتب أى شىء نجلة « العقل » فإنى عل ثقة 
أن القراء سيرحبون به ؛ ولن يكون ترحيى أقل مهم . 
الخلص 
ف .ه . برادل 
لا أعرف من سيحصل على متصب الأستاذية . سمعت أن فرصة ويب 
كبيرة على أساس أن رجلى الدين سوف عنحانه صوتهما » وكذلك وارين . 
ولكن ليس هناك شىء محقق . ْ 


مرتون كولدج 
أكسفورد 
٠‏ من أبريل 151 
عزيزى مسير رسل 

يسعدنى حقنًا أن أسمع أنك لاتنتوى أن تعجه إلى السياسة بصفة دائمة » 
وما من شك أنها يمكن أن تستغرق معظم وقتك . ومن الناحية الأخرى فلعل 
من الأنسب أن يغير المرء عمله مؤقتاً » ولا بد أنك أضنيت نفسك بالعمل ى 
ميدان الفلسفة عدة سنوات » وما من شلك أنه فى دراسة الفلسفة » ورعا قى 
دراسات أخرى ٠‏ يصبح شيئاً مرهقاً أن يعمل المرء وحده . لست أرى علاجاً 
لهذا . فدى تعاون المرء مع غيره ضئيل جدءًا . ل يحدث أن كانت صحى 
تسمح لى أن ' أغير عمل » ولو ألى أخشى أن أكون قد اضطررت إلى التغيب 
ق عطلات كثيرة عن عمل كبديل لبقا فيه مدة أطول . ولعله كان من 
الأنسب أن أجد عملا آتخر . 

أظننى من بطء التفكير الآن بحيث لا أستطيع أن أقرأ مقالك حبى لوحصلت 
عليه » ومع ذلك فإنى أتطلع إلى قراءته . 


عامجا 


إفى دائماً أحترم كتاباتك » ولا يخالحبى أى شلك فى أن الفلسفة ستيخسر 


7 
كشراً لو انسحيت من ميدانها مبائينًا . لاأعتقد أن هناك من بمكنه أن يعوم 
بالعمل فى هذا امحال سواك وهو عمل أشعر أنك ستحب أن تقوم به ٠‏ بل 

صديقك المخلص 


ف. هم. برادل 


الفصل السابع 


عندما فرغت من كتالى « أصول الرياضيات » شعرت بشىء من التوزع 
والجيرة . وكان ذلك الإحساس على الرغم من ذلك لذيذاً » يشبه إحساس 
من أفرج عيك من السجن . ولأ كنت 2 ذلك الوقت شدايك الاهمام بالصراع 
بين الأحرار وبين الاوردات حول الميزانية وحول القرار الذى اذه اليرلان ء 
فقد شعرت عيل كدو الاشتغال بالسياسة . وتقدمت بطلب دائرة انتسخابية إلى 
قيادة .<زب الأحرار ء واتخذت توصية بترشيحى عن دائرة بدفورد فضيت 
إلا وألقيت خطاباً أمام ( رابطة الأحرار ) » وقوبل خطالى بالحماس . غير 
نهم اقتادوتى » قبل أن ألى خطالى ع إل حجرة خلفية صغيرة تعرضت فها 
لاستجواب عسير على الوجه التالى فما أذكر : 

س : هل أنت عضو ق كنيسة الدولة ؟ 
: وهل للا - 20 3 
ل م أظل منشقا . 
نعم » هذا ما يجب أن تشهموه . 
: هل ترغب فى الذهاب إلى الكنيسة من آن لاخدر؟ 
له له أرغب . 


هل ترغب زوجتك فى الذهاب إلى الكنيسة من آن لاخر ؟ 


؟ للم 6 ىنم > بن > 


اج لذ 4 لاترغب . 


ام 

س: هل هناك احال أن يعرف عنك أنلك غير ملةزم فى الدين ؟ 

ج: نعمء من ا محتمل أن يعرف هذا . 

ونتيجة لمذه الإجابات اختاروا مرشحاً غيرى . مستر كيلاوى الذى 
أصبح مديراً للبريد وكان يتمسك بالآراء المقبولة أثناء الحرب ٠‏ ولا بد أمهمم 
شعروا أنهي كاذوا محظوظين لتتخلصهم مى . ولكنى أيضاً اشعريت أنى كنت 
محظوظاً لتتخلصى منهم » فبيًا كانت بدفورد تتشاور فق الآمرء تلقيت دعوة 
من كلية ترينى بكامبردج لكى أصبح مدرساً ى أصول الرياضيات "2 . 
وكان هذا أكثر إغراء لى من السياسة » ولكن لو أن بدفورد قبلتى لرفضت. 
كاميردج . ومع بداية الفصل الدراسى ى أكتوبر 11٠١‏ انتقلت إلى مسكى 
بكامبردج . وبمكنت أنا وأليس من العثور على مسكن فى شارع بريدج . 
وكان لى جناح فى مجموعة حرف 1 فى فناء نيفيل . وقد أحببت هذا الكناح الذى 
كان أول مكان بخاص لى يحدى منذ أن غادرت كامبردج 6 :عام 1895 . 
قد قمنا ببيع بيتنا فىغابة باجلى . وبدا لنا أن الحياة تسير بنا إلى مستقر 
جديك . |. ' 

غير أن الأيام أثبتت عكس هذا . فى انتخابات يناير ٠ 1941١‏ عندما 
كنت لا أزال أعيش قى غابة باجلى » قررت أنه ينبغى على أن أساعد الأحرار 
قدر استطاعتى . غير أنى لم أكن أريد مساعدة عضو الدائرة الى كنت أعيش 
فبا:لأنه كان قد حنث ببعض التعهدات المامة فى رأنى . ولذلك قررت أن 
أساعد عضوالدائرة انجاورة الى تقع على الضفة الأخرى من الذهر . كان هذا 
العضو هو فيليب موريل » الذى كان يدرس جامعة أكسةورد مع ميق 
زوجبى ٠‏ لوجان . وكان شديد التعلق به . كان فيليب موريل قد تزوج 
من ليدى أوتولين كافنديش بنتنك» شقيقة دوق بورتلاند . وكنت أعرفها معرفة 
طفيفة منذ نعومة أظفارناء فقد كان لما عمة اسمها مسز سكوت 29 وكانت تعيش 


ملسم ميها_ا سي بأ لالنلنشتامهم 


. انظر الرسائل‎ )١( 
 ثيبازيلإ‎ » جدة الملكة الوالدة‎ )١( 





لدالعسشي سس 


يفف 
قى هام كومون . وكانت هناك تجر بتان مازلت أذ كرهما يجلاء ترتبطان بمنزل مسز 
سكوت . ولا تتعلق أينهما باوتولين . أو هاتين التجر بتتن عن حفل للأطففال 
تذوقت فيه لأول مرة « الآيس كريم » وقد ظننت أنه مجرد « بودنج » عادى 5 
قتناولت ملعقة كبيرة منه . وكان نتيجة الصدمة الى تلقيها أن انفجرت ف البكاء 
مما أفزع الكبار الذين لم يتبينوا ما حدث. وكانت التجربة الثانية أكثر إيلاما. 
فعندما كنت أغادر العربة شخارج منزها . وقعت على أحجار الرصيف » 
وأصبت فى قضيبى . واستلزم الأمر بعد ذلك أن أجلس مرتين فى اليوم فى 
حمام ساخن وأن أدلكه بالأسفنجة بعناية . ولا كنت قد تربيت حهى ذلك 
الوقت على أن أتجاهله . فقد أثار حيرتى . وقد استشاط لوجان غضباً وغيرة 
عندما تمت خطبة فيليب لأوتوان » وراح يسخرمنها بقسوة . غير أنه امتثل 
فيا بعد . على أية حال . وكنت أراهما هى وفيليب من آن لآخر ٠‏ ولكنه لم 
يكن فى يوم من الآيام موضع تقديرى ٠‏ كما كانت هى تسبىء إلى تزمى 
البيور يتافى عا كنت أعتيره إسرافاآً فى استعمال الروائح والمساحيق . وكان 
كروميتون ديفز أول من أقنعى بأن أراجع رأى فمها . لآنما كانت تعمل قى 
منظمة تقيم الأرض الى أسسها بطريقة حازت إعجابه . 

وق انتخابات يناير ١97١‏ كنت أحطب فى الاججاعات السياسية داعياً 
لفيليب موريل ق معظ, الليالى » وأقضى معظم الآيام فى الحملة الانتخابية . 
وأذكر أنى استملت إلى جانبنا عسكر يا متقاعداً برتبة عقيد ى إيفلى كان 
قد اندفع من إبحدى الحجرات اخانبية إلى الصالة وهو يصيح « أنظن أنى 
سأعطى صونى لوغد كهذا ؟ احرجوا من المذئل » وإلا أطلقت عليكم الكلاب» . 
وألقيت خطباً فى كل قرية تقريباً فها بين أكسفورد وكافرشام . وى أثناء هذه 
الحملة الانتخابية أتيحت لى فرصة معرفة الليدى أوتولن . واكتشفت ألما 
امرأة تعطف على كل أنواع الناس بدرجة غير عادية وأنها تأتعذ الحياة العامة 
مأخذ الخد . ولكن فيليب فقد مقعده » شأن كل المرشحين الأحرار ى هذه 
الناحية ٠‏ ثم عرضت عليه دائرة جديدة فى ببرنق أصبح نائياً عنها ابتداء من 


شا 


دسمير 1١9١١‏ حى بى الانتسخابات الى كانت تنادى شنق قيصر ألمانيا . وكانت 
النتيجة أنى لم أرآال مور يل كشراً فثرة من الوقت لكنبى ى هارس ١8١١‏ 
تلقيت دعوة لالقاء ثلاث محاضرات فى باريس » واحدة مهما فى السوربون : 
واثنتدن فى مكانين آتحرين . وكان من المريح أن أقضى الليل فى لندن قى طريى 
إلى باريس » وطلبت من آل موريل أن أنزل ضيفاً علهم فى بيهم ٠‏ 45 ميدان 
بدفورد - ووجدت ذوق أوتولن مذهلا ورائعاً » وكان بينها آية فى اللخمال . 

أما زوجى فقد كانت داعا فر سية لصراع بن تقشف الك ودكر ز وشغف أنحيها 
لوجان بالحمال . كانت ترى أنه من المناسب أن يتبع المرء أفضل القوانن الفنية 
فى ححاته العامة » مثل ارتداء أفسخر الثياب عند ارتياد الصالونات أو اعتلاء 
منصة الخطابة » ولكلها إذا خلت لنفسها وجرت على سجيها غلبت علبا 
ساطة الكويكرز ٠١‏ فكانت على سبيل المثال ترتدى داماً قمصان نوم من 
الفائلة. أما أنا فقدكتت دائمآً حي الأشياء الحميلة» و إن كن تعاجزا عن إإحاطة 
نفسى بها . وقد غذى جو بيت أوتولين فى نفسى شيئاً طال حرماى منه طوال 
سنوات زواجى الأول . فما إن دخلت البيت -حى شعرت براحة هن متاعب 
العالى الخارجى . وعندما وصلت هناك فى 14 مارس » ىق طريق إل باريس _ ١‏ 


لء ١١‏ 5 اث سا حا 2 اتعطلاء أن يهب ؛ إل نا - وأ 
وحدت أن فيليب قد اضطر على غير انتظار الوا اراق ب 


وحيد مع أوتولن . وأثناء العشاء دار بينئا الحديث دول 57 والسياسة . 
وأخمطاء المكومة . وبعد العشاء أصبح الحديث بالتدريج أكر ألفة . وعندها 
راودتها على استحياء ‏ لم أجد لدهشى أى صد لحاولاتى من جانيها . ول يكن 
قد خطر ببالى حبّى تلك اللحظة أن أوتولن كانت امرأة تسمح لى أن أطارحها 
الغرام ولكن بالتدر بجعندما تقدم بنا اليل » اشتدت بيئنا هذه الرغبة وألحت . 

وتغليت الرغبة أخحراً » ووجدت لدهشبى أنى كنت أحيها حا عميقاً ء وأنمها 
تبادلى هذا الشعور . وحى تللك اللحظة لم تكن لى علاقات كاملة مع أية 
امرأة فها عدا زوجتى أليس. ولأسباب خارجية وعارضة» لم أصل مع أوثول.ن 
فى تلك الليلة إلى باية المطاف » لكثنا اتفقنا على أن نصبح عشاقاً فى أسرع 
قت ممكن . كان شعورى جياشاً غامراً » ولم أبال بما يترتب على هذا . كنت 


ل 
أريد أن أنفصل عن أليس ٠‏ وأن أطلب من أوتولين أن تنفصل عن زوجها 
فيليب . ولم أبال قط با يمكن أن يظنه فيليب أو يشعر به . ولوأتتى علمت 
أنه كان سيقتلنا معاً ( كا أكدت لى مسز هوايتهد) أرضيت بدفع هذا العن 
لقاء ليلة واحدة مع أوتولين. فلقد وصلت السنواتالتسع البى قضيتها فى إتكار 
الذات المشحون بالتوتر إلى نباينها . لم يكن هناك من الوقت ما يسمح لنا 

بتنظم خطط للمستقبل خلال تاك الآمسية الوحيدة . وكان الوقت متأخراً 
عندما تبادلنا أول قيلة ' وبركم أننا لبثنا حبى الرابعة صباحآء إلا أن الحديث 
أصبح بعد ذلك متقطعاً . وق اليوم التالى كان على أن أذهب مبكراً إلى باريس ع 
كان علٌ أن أحاضر بالفرنسية جمهوراً على مستوى'عال من القدرة على النقد 
ووجدت صعوبة ق تركيز تفكرى عل ماي ب أن أفعله ع وأظن أنى ألقيت 
خاضرة سيئة . كنت أعيش فى حلم ٠‏ وبدت الأشياء المحيطة لى غير -حقيقية 
تماماً . كانت أوتولن ذاهبة إلى ستدلاند ( الى كانت ق تلك الأيام مكاناً 
صغراً ) وقد اتفقنا على أن ألق بها لمدة ثلاثة أيام . وقبل ذهالى » قضيت 
عطلة نباية الأسبوع مع أليس فى فرنهرست . وقد بدأت العطلة بذهابى 
إلى طبيب الأسنان ٠‏ الذى أسبرنى بأنى قد أكون . مصاباً ' بالسرطان . 
ونصحنى أن أعرض نفسى على أخصانى . لم أستطع على أية حال أن أراه مدة 
ثلاثة أسابيع لأنه كان قد سافر لقضاء عطلة عيد القصح . وقد أخبرت' أليس 
عندثذ عن أوتولين . فاستشاطت غضباً » وقالت إنها ستصر على طلب الطلاق » 
وأنها ستذكر اسم أوتولان . ولكن أوتول.ن كانت راغية عن الطلاق » سبب 
طفلها » وبسبب الودة الصادقة البى كانت تكنها ازوجها . ملذا نحم على ألا 
أزج باسمها ى الموضوع . قلت لأليس إنها تستطيع الحصول عل الطلاق ف أى 
وقت شاءت » عل ألا تزج باسم أوتولين ٠‏ ولكنها مع ذلك أصرت على أن 
تذكر اسمها . وعندئذ أبلغتها ببدوء ودزم أنها ستجد ذلك مستحيلا . فلو 
ألبا أحذت أى خطوة ق هذا السبيل » فإى سأقدم على الانتحار . وكنت 
أعبى ما أقول » ورأت هى أننى جاد فى قول » وعندئذ ازدادت سورة غضبها 


ران 
إلى درجة لاتحتمل . وبعد أن أرغت وأزبدت بضع ساعات أعطيت درساً 
فلسفة لوك لابنة أحها ٠‏ كارين كوستيللو» الى كانت على وشك أن 
تجلس ق الامتحانات الشفوية لاسنة اللبائية فى كامبردج ٠‏ ثم ركبت دراجى 
ريحلت ٠١‏ و بذلك انهى زواجى الأول ٠‏ وم أر أليس مرة أخرى حى عام 
٠ 6‏ عنلما التقينا كصديقين متحابين . 

وبعد هذه المشاحنة انتقلت مباشرة إلى ستدلاند . وأنا مازلت أعتقد أنى 
مصاب بالسرطان . وفى سوانيدج حصلت على عرية عتيقة يجرها حصان بطىء 
للغاية . وأثناء رحلته البطيئة بلغت روحى الحاقوم وهو يبادى صاعداً وهابطاً 
فوق التلال . ورأيت أوتولين . على أآية حال . تجلس فى غابة صنوبر يجوار 
الطريق . فتزلت » وتركت العربة تكمل الرحلة بأمتعتى . ولا تزال الأيام الثلاثة 
بليالها الى قضيتها فى ستدلاند ماثلة فى ذا كرنى مثل لتظات تبدو فبها الحياة وقد 
تم لى فيا ما أريد إلا قليلاء فنادراً ما تصفو الحياة تماماً . ولم أخبر أوتولين ع 
بالطبع » أننى كان لدى دن الأسباب ما يحملنى على الاعتقاد بأنى كنت 
مصاباً بالسرطان . ولكن فكرة احمال وجود هذا ضاعفت من سعادلى ؛ فقد 
اكسبتها تركيزاً » كما ساعد على هذا إحساسى أنى كنت أنتزع هذه اللحظات 
من بين أنياب الحلاك . فعندما أنبأنى الطريب بهذا كان أول ما خامرق هو 
التوجه بالشكر لله على أنه تمكن مبى ف الماية فى الوقت الذى بدت فيه السعادة 
قبد ناظرى . وأظن أننى فى جزء خى من نفسى كنت أعتقد فى إِلّهُ يد متعته 
ق صنوف مبتكرة من التعذيب . ولكنبى خلال الأيام الثلاثة الى قضينها فى 
ستدلاند » كنت أشعر أن هذا الله الحبيث لم ينجح ناما برغم كل شىء . 
وعندما رأيت الطبيب الأخصانى آخيرا . اتضح أنه م يكن ق الأمر ثىء . 

كانت أوتولن طويلة القامة جدًا . ذات وجه تحيل طويل أشبه يوجه 
الحصان » وشعر جميل للغاية ذى لون غير مألوف أقرب إلى لون هرية 
النارنج . وإن زاد عنها ذكنة بعض الثبىء . وكانت السيدات اللا يحسن الظن 
يعتقدن أنه مصبوغ . ولكنهن كن مخطئات فى هذا الاعتقاد . وكانت ذات 


فين 
صوت رقيق بديع رخم ٠‏ وذات عزم لا يقل ٠‏ وإرادة من حديد . ولكنها كانت 
شديدة الحياء . وكان كل منا ء فى البداية . يستحى هن الآخر ٠‏ ولكن حينا 
كان عميقاً . وكان تلاشى الحياء بالتدريج متعة إضافية . كان كلانا متحمساً 
غلر متمسك بالتقاليد . أرستقراط.نا حكم المنبت والتقاليد دون الترفع المقصود 
الذى كانت بيئتنا تقضى به . وكان كلانا يكره القسوة . والغطرسة الطبقية ‏ 
وضيق أفى الأرستقراطيين ٠‏ ومع ذلك فقّد كنا معاً كالغر يبن ف العام الذى 
اخترنا أن نعيش فيه . وهو عالم كان ينظر إلينا بعين ااريبة وعدم الفهم لأثنا كنا 
غريبين عنه . وكنا نتقاسم كل المشاعر المعقدة الى نتجت عن هذا الموقف ما 
كان هناك تعاطف ععميق بيئنا لم ينقطع أبداً طيلة حياتنا . وبرغم أننا م تعد 
عاشقين فق 1915 -ء إلا أننا ظللنا دائماً صديقين حيمين . 

كان لأوتولن أكبر الأثر عل وكان أثرها نافعاً من كل وجه تقريياً . وكانت 
تضحك منى كلما تصرفت بحذلقة الأستاذ أوغروره » وكلما ظهر منى *يل 
إلى الاستبداد فى الحديث . وقد خلصتى بالتدريج من اعتقادى أنى أفيض 
بشر مستطير لا يمكنى أن أسيطرعليه إلا بأن أملك زمام نفسى بقبضة من فولاذ» 
كنا جعلتى أقل تركيزاً على نفسى ٠‏ وأقل رضاً عنها . وكان طا هيل شديد نحو 
الدعابة . حبى إنبى أدركت خطورة استثارتبا عن غير عمد . وقد جعلتى أقل 
تزمتاً ٠‏ وأقل ميلا المبكم على الآخرين . فقد كانت حقيقة الب اأسعيد . 
بالطبع . أنسجعل. بعد سنن طويلة من الفراغ ءكلشبىء سهلا . إن الكثير من 
الرجال يخْشون أن يخضعوا لتأر النساء » ولكن هذا الحوف حسب تجربى . 
خوف سخيف . فيبدو لى أن الرجال يحتاجون إلى النساء ٠‏ وأن النساء يحتجن 
إلى الرجال ٠.‏ عقليًا وجسديا . وفما يختص لى أقول إنى أدين بالكثير نانساء 
اللاق أحبببن ٠‏ ولولاهن لظلات دود الأفق إلى حد بعيد . 

وبعد الفيرة التى قضيناها ق ستدلانل بدأأت صعاب عديدة تعترض 
طريقنا . كانت أليس ما زالت ترغى وتز بد ء وكان لوجان حائقاً مثلها تماماً . 
وأقنعهما آل هواييد » الذين كانوا يعطفون علينا عطفاً بالغاً فى تلك الظروف + 


نشي 

أن بتنازلا عن؟ فكرة_طلاق يز ج فيه بأسم أوتولن ؛ وصممت أليس على أن 
الطلاق فى تلك الحالة لم يكن يستحق المنصول عليه . ولقد كنت أتمبى أن تارك 
أوتولن فيليب : ولكبى سرعان ما رأيت أن ذلك كان مستحيلا . وق تلات 
الأثناء ذهب لوجان إلى فيليب » وفرض شروطاً اضطر قيليب بدوره أن يفرضها 
عل أوتولن . وكانت هذه شروطأاً حفة مبدد سعادة حينا مبديداً خطراً . وكان 
أسوأها أثنا لا ينبغى أن نقضى ليلة واحدة معآ . وثارت ثائرقى مثلما ثارت ثائرة 
فيليب ولوجان وأليس . وكان هذا مضنياً بالنسبة لأوتولان ٠‏ كا خلق جو من 
العسير أن نستعيد فيه النشوة الأول . وتفتحت عيناى على تماسك حياة أوتولين . 
وعل حقيقة أهمية زوجها وطفلها ومتلكاتها بالنسبة لها . أما بالنسبة لى فلم يكن 
هناك ما يضارعها هى فى الأهمية » وأدى لى عدم التكافؤ هذا إلى أن أصبح 
غيوراً صارماً فما أتطلبه . ولكن قوة العاطفة المتبادلة انتصرت على كل هذه 
العقبات » عل أية حال . كانت تمتلك بيتا صغراً فى بيبارد .فى تلال 
شيلتيرن 1١‏ . حيث كانت تقضى شهر يوليو. وقد نزلت أنا ى أبسدن » على 
مسافة ستة أميال من بيبارد » وكنت أذهب على دراجى كل يوم : فأصلها 
ظهراً . وأغادرها حوالى منتصف الليل . وكان الصيف حارً! بشكل غير مألوف . 
بلغت فيه م جة أ ا حرارة فق أحد أيامه /91"_فهرابايت فى الظل كنا نجعلل 
معنا غذاءنا إلى غابات الزان » ونعود للبيت لتناول الشاى فى وقت متأخر . كان 
شهراً من ن السعادة الغامرة » برغ سوء حالة أوتولدن الصحية مما اضطرها أخراً ل 
الذهاب إلى ماريئياد » حيث لحقت بها بعد فترة . وأقمت . على أية حال 1 
فق فندق آخر . ومع حلول فصل الخريف عادت إلى لندن ٠‏ واستأجرت 
أنا شقة قرب المتحف البريطانى » حتى يمكنها أن تحضر ازيارق . وكنت 
طوال الوقت أحاضر فى كاميردج . ولكننى كنت أحضر ف الصباح ٠‏ وأعود 
إلى محاضرنى فى الوقت المناسسب ٠‏ ق الساعة اللخامسة والنصف . وكانت تعاى 
هر توبات صداع فظيعة » مما كان يجعل لقاءاتنا فى أغلب الأحيان محيبة 


اميس اللا مسا اد 





دا هده سا سداد سه 


(9) سلسلة من التلال معد بدن أكفورد ومقاطلى ؛ مقاطعة ركتدهاء 
)١(‏ عن الاراعرة معد بين كففورد وعما حير بدثورد وشرتغورد ف الاو اا 0 


الام 
لامالنا . وفى تلك المناسبات كنت أقل ما ينبغى مراعاة لإحساسها . ومع ذلاك 
فقد اجتزنا فصل الشتاء بحادث شقاق خخطير واحد فقط جاء نتيجة لاتهانى لها 
مها متدينة أكن فاق لا يدت باتريع لشمرى آم تن ع ب 
قدر اهتائى بها . وكانت هناك الحظات يختنى فبا هذا الشعور كلية » وأظن 
أن اعتلال ءا فى أغلب الأحيان كان يبدولى عدم مبالاة . ولكن بالتأ كيد 
لم يكن هذا هو السبب دام . وكنت أعالى ٠‏ دون علمى ٠‏ من تقيح بالاثة . 
وكان هذا سببآ فى أن تكرن رائحة أنفاسى كريبة - وهو مال أكن أسْعر به . 
ول تكن نفسبا تنااعها عل أن برق بهذا ء ولم تبح لى بتأثره علها إلا بعد 
أن اكتشنفت الداء وشفيت 
وف مباية عام “1911 ذهبت إلى روما لأراها » ولكن فيليب كان هناك . 
وكانت زيارة غير مثمرة . وتعرفت بسيدة ألمانية كنت قد التقيت بها فى الصيف 
عنك تكيرة جاردا . وكنا قد قضيناء سائجر وأنا ن شهراً فى رحلة على الأقدام فوق 
مجبال الآلب من انزيروك ١‏ ووصلنا إلى بنتوسان فيليو » -حيث لقنا بمجموعة 
من الأصدقاء تتكون من مس سيكوكس ٠١‏ ناظرة مدرسة سانت فيليكس : 
ومليان ستاول ٠‏ فتاة قاصرة كانت ميليان وصية علها نسيت اسمها . وجذبس 
انتباهنا امرأة شابة تجلس عفردها على إحدى الموائد ٠‏ ورحنا نتجادل فما إذا 
كانت متزروجة أو غير متزوجة . وقلت أنا إمها مطلقة . ولحى حسم المشكلة 
تعرفت علها » ووجدت أنى كنت مصيباً فى رألى . كان زوجها يشتغل 
بالتتحليل النفسى ٠»‏ وسدو أن آداب المهنة كانت تتطلب ألا يستمر قى الياة 
مع زوجته . وبالتالى فقد كانت مطلقته ف الوقت الذى تعرفت علها فيه » 
وعجرد أن ثأر كل منهما لكرامته » تزوجا مرة أخرى وعاشا حياة هنية . كانت 
صغيرة السن . جذابة » وكان لما طفلان صغرران . وق ذلك الوقت كنت ميا 
لرغبيى فى أن أنجب أطفالا . ولم تكن عيناى تقعان على طفل يلعب فى 
الطريق دون أن ينتابنى ألم مبمض . وصادقت السيدة ٠‏ وخرجنا ٠ق‏ رحلة إلى 
الريف . ورغبت فى أن أطارحها الغرام » لكنى رأيت أن أخبرها عن أوتولن 


غوف 
أولا . وكانت مستسلمة لى » حبى تكلمت عن أوتولدن ٠‏ فأقلعت عن استسلامها 
بعد ذلك . لكنبا قررت » عللى أية حال ١‏ أنه من الممكن أن تتغاضى عن 
اعتراضانها ذلك اليوم فقط. ومنذ ذلك اليوم لم أرها قط ١‏ برغم أنى مازلت 
أتلق منها خطابات على فترات متباعدة . 

كانت بداية صداقى لحوزيف كولراد لأ ى عام *1 ١31‏ حدثاً هاما 
فى حماتى أدين به لصداقتنا المشركة مع أوتون . كنت من المعجييدن بكتبه 
لسنوات عديدة . وم أكن لأجرؤ على السعى إلى معرفته دون أن أقدم إليه . 
وقد ذهبت إلى منزله قرب أشفورد فى مقاطعة كنت ق حالة من القلق والرقب 
وكان انطباعى الأول عنه مليئاً بالدهشة فقّد كان يتكلم الإنجليزية بلكنة أجنبية 
واضحة . ولم يكن فى سلوكه ما يوحى بأن له صلة ما محياة البحر . بل كان 
سيدا بولندينا أرستقراطينا منمفرق شعره إلى أخمص قدميه . وكان شعوره نحو البحر 
ونمو إنجاترا . شعوراً بالحب الرومانبى - حب من بعيد . كاف لأن يحتفظ 
بقصة الحب نقية لاتشوبها شائبة . وقد بدأ حبه البحر فى مرحلة مبكرة جد 
من حياته . وعتدما أنخير والديه بأنه كان بيرغب ؛ ف أن يعمل شحاراً راحا تمثانه 
عل الالتحاق بالببحرية العسوية ء ولكنه كان ينشد المغامرة فى البحار الاستوائية 
والأنبار الغريبة البى محيط ببأ غابات سوداء ٠‏ ولم تكن البحرية العسوية لتتبح 
له الخال لإرضاء هذه الرغبات . وذعرت عائلته عندما شرع فى البحث عن 
حمل ف البحرية التجارية الإتجيزية. و لكن لم يكن من السه ل أن يزعزعوا عز يعته . 





١‏ 00 عاش جوزيف كوزراد بين ١817‏ و 191786 وهو رواق إنجليزى كبير من أصل بولتدى » كان 
أبوه كاتا بولندياً تجاهداً ونثى بسبب الثورة البولندية على روسيا » وأغرم كوفراد منذ صياه بأدب البحر 
والبحارة فاذتفل ارا أولا على السفن الفرنسية ثم على السفن الإنجليزية وهكذا ذرع تعار العالم وزار 
أعى الشئان وكل القارات » وتا. استقبلت باكورة رواياته حاقة ايلمر ق ١8962‏ كباكورة عبقرية 
جديدة قى كن الرواية . ومن أم رواياته الاورد جم فى 19٠٠‏ والإعصار قى ١9017“‏ وتوسترءو ىق 
4 196 والعميل السرى فى 14٠10‏ والانتصازن ق ١1١٠‏ والئجدة فى ١98١‏ . وقد اشتبر كونراد ى 
الأدب الإنجليزى بغرابة أسلوبه واهّامه تجمال العبارة مع الاهتام بالتكوينات الموسيقية فى تركيب 
الحملة . وأدبه يدور حول حياة البحر والأدغال ويعالج الصراع بين امير والشر وبين الإنسان والإنسان 
وبين الإنسان والطبيعة , وكان شديد الاهيّام بوصف الموافب المظلمة فى قلب الحياة . 


وام 
كان كاتباً صارماً ثى أخلاقياته ٠‏ كما تدل على هذا كتاباته » ولم يكن متعاطفاً 
مع الثوريين على الإطلاق . ول نكن هو وأنا على وفاق ْ معظ آرائنا حال 
من الأحوال ٠‏ ولكننا التقينا تماماً على شبىء أساسى جداء إذ كانت علاقى 
مجوزيف كونراد #تلفة عن أى علاقة من علاقاتى الأخرى . كنت تادراً ما أراه 
على فترات تمتد أعواماً طويلة وكنا أقرب ما نكون إلى غريبين فى استحكاماتنا 
الدفاعية وحن نمفبى فى حياتنا . ولكننا كنا نشاطر أحدنا الآخر نظرة معينة 
الحياة الإنسانية والمصير الإنسانى . مما ربط بيننا » منذ البداية » برباط 
قوى . وقد تلتمس لى العذر فى الإشارة إلى جملة وردت ق خطاب كتبه إلى 
بعد أن تعارفنا مباشرة . وأشعر أن الحشمة تمنعبى من الإشارة إلى هذا التعبير لولا 
أنه يعبر بالضبط عن شعورى نحوه . كان تعبيره وشعورى المساوى له » "كما 
صاغه هو كلماته : ( شعور عميق بالمودة والإعجاب ٠‏ سأظل أحتفظ لك به 
دون أن يعثر يه تغير إلى الأبد . حى إذا لى ترنى مرة ثانية قط ونسيت وجودى 
غدا ) . 
ومن كل ما كتبه كونراد كنت معجباً أشد الإعجاب بروايته الخففة 
و أعماق الظلمة » . الى يصيب الحنون فها شخصاً مثاليا ضعيفاً بسيب ذعره 
من الغابات الاستوائية ووحدته بين المتوحشين . وهذه الرواية» فما أظن » تعبر عن 
فلسفته قى الحياة تعبيراً كاملا وقد كان شعورى » برغم أننى لا أدرى إذا 
كانت هذه الصورة الذهنية ستحوز قبوله . أنه كان يرى أن اللحياة الإنسانية 
المتحضضرة الى يمكن تقبلها خلقيًا أشبه شىء بطريق محف به الأخطار يعتد 
فرق قشرة رقيقة من الحم البركانية الى لم تبرد والتى قد تبار فى أية لحظة 
لتغوص بالإنسان الغافل القليل الحيطة إلى أعماقها المتأججة . وكان كونراد 
عارفاً أتم المعرفة بأشكال انون العاطى العديدة الى يتعرض لا الناس . وكان 
هذا هو ما مله بكل هذا الإبمان العميق بأهمية النظامء وربما أمكن القول بأن 
وجهة نظره كانت على نقيض وجهة نظر روسو ٠‏ فهو يؤمن بأن الإنسان يولد 
مكيلا بالأغلال ٠‏ ولكنه قادر على أن يصبح حر ٠‏ وأعتقد أن كوتراد يؤقمن 


قير 
يأن الإنسان يصل إلى حر يته لا عن طريق إطلاق العنان لنوازعه » ولا عن طر يق 
الاستسلام للصدفة بدون سيطرته على نفسه . ولكن عن طريق إخضاع قوة 
الاصرار فى الإنسان للخدمة غرض عام . 

ولم يكن كوفراد ميتم كثراً بالأنظمة السياسية ٠‏ برعم أنه كان ذا مشاعر 
سياسية قوية . وكان أقوى مشاعره السياسية حبه لإنجلرا وكراهيته لروسيا ٠‏ وقد 
عبر عنهما فى رواية و العميل السرى وء أما بعد الثورة .فهو ما يصوره بقوة فائقة 
فى رواية وتحت العيون الغربية » . وكانت كراهيته لروسيا هى الكراهية التقليدية 
ف بولندا ٠‏ وقد بلغت به حددًا جعله لايعترف بقدر تولستوى أو دستويفسكى ١‏ 
وقد أخبرنى مرة أن ترجينيف هو الرواتى الروسى الوحيد الذى كان يعجب به . 

وفما عدا حبه لإنجليرا وكراهيته لروسيا . لم تكن السياسة تعنيه كثراً . 
وإنما كان ما يهمه هو الروح الإنسانية الفردية ى مواجهة اللامبالاة الى كم 
الطبيعة » وق مواجهة عداوة الإنسان للإنسان بوجه عام . وق تعرض النفس 
الصراعات الداخلية بعواطقها الخارفة التى تؤدى للبلكة سواء أكانت هذه 
لعواطض خييرة أم شريرة . وكانت مآمى الوحدة تشغل اللحزء الأكبر من فكر 
كوتراد وإحساسه . ومن رواياته العُْوذجية رواية « الإعصار» . وق هذه الرواية 
يخرج الربان » وهو إنسان بسيط ٠‏ بسفينته من الورطة بشجاعة لا تتزعزع » 
وبعزيعة لا تفل . وعندما تنتهى العاصفة يكتب لزوجته خطاباً يروى لما قصة 
العاصفة و يحكى لها دوره هو بمتتهى البساطة . إنه أدى واجبه كر بان ٠‏ كما يمكن 
أن يتوقع أى إنسان طبعاً . ولكن القار يدرك . من خلال سرده . كل ما كابده 
وما واجهه وما تحمله ق جسارة . وقبل أن يرسل الر بان خطابه ٠‏ يقرأه تخادمه 
خفية » ويكون خادمه هو قارئه الوحيد لأن زوجته نجد الطاب عمل وتلى به 
دون أن تقرأه . [ْ 

والموضوعان اللذان يشغلان بال كونراد أكير من غيرهما فما يبدو ها الوحدة 
والللوف من كل ما هو غريب . ورواية « طريد المزر» . شأنها فى هذا شأن 
وأعماق الظلمة » تصف الحوف من كل ما هو غريب . والموضوعان يمتزجان 


الام 
فى روايته المؤثرة 9 إيعى فوستر» . وق هذه الرواية تكتب النجاة من حطام سفينته 
لفلاح صقلى جنوبى ١‏ وهو ق طريقه إلى أمريكا » وتلى به الأمواج على شواطى 
قرية من قرى مقاطعة كنت . ونحشاه القرية كلها وتسبىء معاملته ء ماعدا إيمى 
فوستر . وهى فتاة بسيطة على قدر من البلادة الذهنية محضر له الحبز وهو 
يتضور جوعاً . ثم تتزوجه ف الباية . ولكنها أيضاً يتملكها الحوف من غرابتهء 
عندما يعود إلى المذيان بلغته الأصلية قى نوبة حمى ٠‏ فتختطف طفلها ومبجره . 
ويعوت وحيداً مغلوباً على أمره . ولطالما تساءلت بينى وبين نفسى إلى أى حد 
شعر كوتراد . وهو بين الإنجليز 5 عثل هذا الشعور ‏ ولكنه استطاع أن 
يكبحه بإرادة لا تلين , 

وقد كانت وجية نظ ر كوذراد أبعد ماتكون عن روح العصر . فا كان 
برى أن هناك فلسفتن ف العالم الحديث . فلسفة تنبع من رسو وترفض النظام 
رفضها لشىء غير ضرورى ٠١‏ وفاسفة تجد التعبير الكامل عنها فى التزعة الشمولية 
وترى أن النظام شىء مفروض أساساً من الخارج . وكان كونراد يكره الفوضى ١‏ 
ويكره النظام الذى يأ من الخارج فى وقت واحد . 

وق هذا كله كنت أجد نفسى على اتفاق تام معه . وق لقائنا الأول رحنا 
تكلم عودة تزايد نشل مسدمر . ييل إلى أننا كنا نغوص خلال طبقة إ: 

من القشرة الظاهرية حبى وصلنا بالتدريج م إلى جورف الأرض الملهب . 

كانت تجربة منتلفة عن أى تجربة أخرى مررت بها . كنا ننظر فى عيى أحدنا 
الآخحر ونحن نتأرجح بين اللدوف والنشوة إذ نجد نفسينا سوينًا فى «ثل هذه 
المنطقة وكان شعوراً قويمًا أشيه بالحب المتأجج » وشاملا فى آن واحد . وانصرفت 
وقد تملكتى الحرة : وأنا أكاد جد صعوية فى التعرف على طريق وسط الأمور 
العادية . ْ 

ول أر كوتراد خلال الحرب أو بعدها حتى عودتى من الصين عام 19171 . 
فعتدما ولد اببى الأول فى تلك السنة وددت لو أن كونراد كان أباه فى العماد دون 
إقامة احتفال رسعى . وكتبت إليه قائلا : « أود بعد إذنك ع أن أسمى ابى 


> كا - - 


ام 
جون كورتراد . فقد كان اسم أبى جون واسم جدى جون ٠.‏ واسم جدى 
الأكبر جو ١‏ وكوتراد اسم أرى فيه مزاياه» ء وقبل وسارع بتقديم القدح 
المألوف ق تلك المناسبات إلى ابى . 

ول أره كثراً » لأننى كنت أعيش معظم العام فى كورنول ء كانت 
صمته قد بدت ف التدهور . ولكننى كنت أتلى منه رسائل ساحرة ٠‏ وخاصة 
رسالة عن كتابلى عن الصان (). إذ كتب يقول: و لقد كنت داماً أكنالحب 
الصينيين » حتى أولئك الذنين حاولوا قتلى ( وقتل آخرين ) فى فناء بيت خاص 
فى تشانتابون » بل حبى الشخص الذى سرق كل أموالى ذات ليلة فى بانكوك . 
لكنه نظف ملابسبى بالفرشاة وطواها بعناية لكى أرتديبا فى الصباح ٠‏ قبل أن 
يختى فى أغوار سيام ( وإن لم أكن أحبه قدر حبى للآتخرين) . ولقد أسدى 
إلى صينيون عديدون الكثير من المعروف . وهذا . بالإضافة إلى حديث مع 
سكرتير صاحب السعادة تسنج الذى التثقيت به ذات مساء قى شرفة ة أسحد الفنادق 
وقمت معه على مضض بدراسة إحدى القصائد اسمها “الصيى الوثى “ وهذا 
كل ما أعرفه عن الصينيين». ولكننى بعد قراءة رأيك الشيق فى المشكلة العصينية . 
بدأت أنظر بتشاؤم إلى مستقبل بلدهم . دح يقول إن آرالى عن مستقبل 
الصين ‏ تبعث البرودة فى روحى » خاصة وأننى » كا قال ء كنت أعلق آمالى 
على الاشتراكية الدولية . وعلق على هذا بقوله : « وهو الأمر الذى لا أستطيع 
أن أجد له معبى محدداً . فلم يحدث مطلقاً أن وجدت فى كتاب شخطه أى إنسان. 
أوق حديث مع أحد ع أى فى ع مشنح يستطيع أن بصمد لاعحظة أمام إحساسى 
العميق بالقدرية اللى نحكم هذا العالمى الذى يعيش فيه الإنسان » . وواصل 
كلامه قائلا: إنه بالرغم من أن الإنسان قد شرع فى الطيران إلا أنه لا يطير 
مثل النسر » بل يطير مثل اللخنفساء . ولا بد أنك لا -حظت أن طيران اللتنفساء 
قبيح ومضحك وأبله . وى مثل هذه الملاحظات المتشائمة » شعرت أنه كان 
يبدى من الحكمة أعق مما أبديته فى آمالى الزائفة بشأن حل مشاكل الصين 


ليد ا 0 عمسم ميشه سس شيلم 


)00 انظلر الرسائل . 


اسم 
حلا" موفقاً . ولا بد لى أن أقرر أن اللأحداث قد أثبتت حبى الآن صمة ,أيه . 

كان هذا الحطاب هو آخر ما بيى وبينه . فلم أره بعد ذلك مرة ثانية 
لأتبادل معه الحديث . ورأيته مرة عبر الشارع . وقد اتخرط ق حديث جدى 
مع شخص لا أعرفه . وكانا واقفين أمام باب بيت كان يوم ما بيت جدقى 5 
لكنه أصبح بعد موها نادياً للفنون ‏ وم أشأ أن أقاطع هذا الحديث البادى الخد 
فاتصرفت . وعتدما مات بعد ذلك بغترة وجيزة أسفت على أنى لم أكن أكثر 
جرأة . ولقد ذهب البيت» دمره هتأر هتار . وأظن أن كونراد فى سبيله إلى أن ينسى » 
ولكن نبله الشديد الذى يفيض حماسة » يتلالاً ف ذاكرق مثل نجمة نراها من 
قاع سس وكم أود لواستطعت أن أجعل نوره يتلألا لآتخرين مثلما كان يتلالا 
بالنسبة لى . 

و ربيع عام 64 ١.‏ دعيت إلى بوسطن لإلقاء سلسلة من ا نحاضرات 
تعرف ياسم خاضرات لويل ٠‏ ولأعمل نفس الوقت أستاذاً مؤقتاً للفلسفة 
ق جامعة هارقارد . وأعلنت عن الموضوع الذى اخيرته حاضرات لويل » ولكنى . 
م أجد القدرة على التفكدر فم أقوله . كنت أقضى الوقفت جالساً قى فندق 
ز الخنفساء والوتد) فى مولسفورد » وأنا أتساءل عما يمكن قوله عن معرفتنا بالعالم 


له 1 ل الكم. 1 على أن ؛ ألقى ساسيلة الحاضات قية فأ 
الخارجى ؛ وهو الموضوع الدى ذال ر ل 


مضى وقت طويل . وعدت من روما إلى كامبردج فى يوم رأس السنة 215 
ولا كنت أرى أن الوقت قد أزف لكى أعد محاضرائى ٠‏ فقد رتبت الأمر مع 
كاتية منتزلة على الآلة الكاتبة على أن تحضر فى اليوم التالى رغم أنى لم يكن 
لدى أقل فكرةعما ينبغى على أن أقوله لما عند ما تحضر. وعند ما جاءت إلى 
غرفى » بدأت أفكارى تنتظ » ورحت أمى علبا بشكل , منظم تماماً وبدون 
انقعلاع حى انبى العمل . وقد نشرت هده المحاضرات فيا بعد فى كتاب بعنوان 
( معرفتنا بالعالم الخارجى باعتباره ميداناً للأسلوب العلمى فى الفاسفة) . 

وأحرت عل الباخرة «موريتانيا» فى من مارس. وكان سير هيويل موجوداً 
على ظهر السفينة . وقد قضت زوجته الرحلة بطوها تبحث عنه » أو تضبطه 


مع قتاة جذابة . وحينا م كنت ألتق نه بعل ذلك بعد غرق الباخرة ٠‏ لوزيتانيا » 


8 
كنت أجده يؤكد أنه كان قد أبحر على الباخرة لوزيتانيا . 

ومن نيويورك سافرت مباشرة إلى بوسطن ٠‏ ومن دواعى راحبى فى القطار 
أن سمعت حديثا يدور بين جارئ الاثدن عن جورج تريفيليان . وق هارفارد 
التقيت بكل الأساتذة » وبكل فخرأقول إنى شعرت بكراهية عنيفة نحو 
البروفيسور لويل الذى اشيرك فما بعد فى جر يمة اغتيال سا كو وفائز يى .لم يكن 
لدى فى ذلك الوقت باعث عبل كرهه ٠‏ ولكن الشعور كان قويًا بنفس درجة 
شعورى نحوه فى السنوات التالية عندما برزت خصائصه كنقذ اجماعى . وكان 
كل أستاذ أقدم إليه ف هارفارد . يل بالخطبة التالية : « إنك تدرك ياد كتور 
رسل » دون شلك ء أن هيئة التدريس بقسم الفاسفة قد منيت بثلاث خسائر 
فادحة . فلقد فقدنا زميلنا المبجل بروفيسور ويليام جيمس عوته المأسوف عليه 
وبروفيسور سانتيانا قد استقر به المقام ى أوربا لأسباب يراها هو دون شك 
وجيهة ٠‏ وأخيراً » وليس آخيراً » أصيب بروفيسور رويس بالشلل » وإن كان 
سعد أن أقول إنه مازال معنا »» كان هذا الطاب يل ببدوء و-جدية وعظمة . 
وجاء الوقت الذى شعرت فيه أننى بحب أن أفعل شيئاً إزاء هذا . ولذلاك.رحت 
أتشدق ف المرات التالية» عندما كنت أقدم إلى أحدالأساتذة بالكلام بأقصى 
سرعة » وأثبتت هذه الخحيلة ء على أية حال ع عدم جدواها فقد كان الأستاذ 
يجيببى قائلا : ونم « يخود مله تماماً ما لاحظت . لقد منيت هيئة 
التدريس . . . » وهكذا مضت الخطبة حبى نباينها اغ#تومة . ولا أدرى إن 
كان هذا ينطبق على جنس الأساتذة أم أنه يتعلق بالأمريكيين وحدهي ع 
وأعتقد أنه ربما كان الغرض الأول هو الأصيح . كما لاحظت شيئاً آختر عن 
أساتذة جامعة هارفارد : وهى أمهم كانوا دائماً يرشدونى إلى الطريق إلى منزلى ٠‏ 
عندما كنت أذهب لتناول العشاء معهم ٠‏ بالرغم من أننى كنت الحذ طريق 
عند ذهالي إلى يبوم دون مساعدة مسيم ٠‏ وكانت هناك حدود لانتشار الثمافة 
بهارفارد . فقد كان سكوفيلد أستاذ الفنون الحميلة . يعتبر الفريد نويس شاعراً 
عظيماً جد . 


وب 
العليا ٠‏ اتطباعاً رائعاً . فقد كان قسم الفلسفة ببارفارد » حى الوقت الذى منى فيه 
بذه الحسائر الثلاث اللى سبق ذكرها . أحسن قسم فى العالم . فى عام 18945 
كنت اقم فى هارفارد مع ويليام جيمس . واعجبت بإصرار رو يس على إدخال. 
المنطق الرياضى فى برنامجالفلسفة. وكانسانتيانا. الذى كانت روايط الصداقة 
تربطه بأخى . معروفاً لى منذ عام 18917 . وبقدر ما كنت أختلف معهء 
كنت أعجب به . كان الثراث الذىخلفه هذان الرجلان مازال قويًا. 
وكان رالف بالون بيرى يبذل غاية جهده لكى يحل تحلهما . وكان ممتلثاً بالحيوية 
الدافقة الى كانت تغذى ما كان للق عليه ٠‏ الواقية الحديدة 6 وكان قد 
:واي شييقة بد نسودث 2 لكنه كان , # عه أتملاقيا ات لم إتجلند 
الى كانت سبباً فى إفلاسه لمكرى . وذلك عند نشوب الحرب العالمية الأول . 
وق إحدى المناسبات التى ف منزلى بروبرت بروك"'2 ٠‏ الذى لم يكن قد سمع 
عنه . وكان روبرت عائداً إلى أرض الوطن من جزر البحر الحنونى ٠‏ وكان 
يتحدث بإسهاب عن تحلل الرجولة الى جاءت نتيجة الكف عن أكل لوم 
البشر فى هذه المناطق . وقد آلم هذا القول بروفيسور ببرى . أوَلم يكن أكل 
لوم البشر خخطيئة ؟ ولا يخالجى أدنى شك فق أن بروفيسور ببرى اشترك ى 
تمجيد رو برت بعد موته . ولا أظن أنه أدرك بتاتاً أن الشاب المستهتر الذى التى 
به ى مسكنى كان هو نفس الإله الذهى الشعر الذى بذل حياته فى سبيل 
الوطن . 
فمد كان الطلبة » كما قلت ع مثيري ن للإعجاب . 
كنت أقوم التدريس لفصل من طلية الدراسات العليا يبلغ عددهم اى عشر 
طالباً . وكانوا يحضرون لتناول الشاى معى مرة كل أسبوع . كان أحدهم 
ت س. إليوت » الذى كتب فما بعد قصيدة بعنوان « مسير ابولينا كس» ولم 


السشم 


)0 شام إنجليزى عاطق رقيق مات فى الحرب العالمية الأول . ترج له كال الدين 


ان المساء» إلى اللعة !! » عاث مه بدلمع١‏ الى عإةا١‏ 
الحناوى ديوائه ( أحزان المساء) إلى اإلخة العربية » عاش من 810 ١‏ تا 8 | ا 





0 
أكن أعلم عندئذ أن إلبت كان يقرض الشعر . وأظئ أنه كان قد انهى فعلا 
من كتابة قصيدقى و صورة سيلة ) وا «بوفروك» 2 ولكنه لم جد الخال 
ملائماً لذكر هذه الحقيقة . كان صامتاً بدرجة غريبة.وقدأبدىمرةحدة فقط 
ملاحظة أذهلتنى . كنت أثى على هراقليطس ٠»‏ فقال : « نعم إنه يذ كنى 
دائماً بشييون ١6‏ وأعجبت بالملحوظة الى أبداها حتى إننى صرت أمى أن يبدى 
واحدة غيرها . وكان أحد الطلبة الآخرين الذين أثاروا اهاتى شابنًا يدعى ديعوس 

كان ينان . كان أبوه راعياآ إنجيليا اهتدى على يد المبشرين 
وكان ديعوس قد نشأ ى آسيا الصغرى : ووصل إلى وظيفة أمين إحدى المكتبات 
الصغرة هناك . ولكنه شعر بعد أن قرأ كل الكتب الى كانت فى تلك المكتبة 
أن آسيا الصغرى لم يكن عندها ما تعطيه أكثْر من ذلك . ولذلك ادخر حتى 
يستطيع دفع تمن الرحلة إلى بوسطون . و بعد وصوله هناك اشتخل -جرسوناً فى أحد 
المطاعم ٠‏ م التتحق ببارفارد وكان يعمل يجد كنا كان ذا قدرة فائقة . و بمرور 
الوقت أصبح فى الباية أستاذاً . ولقد شرح لى فى عام 11117 أنه وإن كان يرى 
وجهة النظر الى تعرضها الدول الأخرى المشيركة ق اللخرب ويرك بوضوح زيف 
حججها إلا أن الأمر كان عتلقاً تماما فى حالة اليونان . الى اشيركت ف الخرب 
على أساس خلى أصيل . 

وعتدما انتهى الفصل الدرامى الأول فى هارفارد ٠‏ ألقيت محاضرات متقرقة 
ق بضع جامعات أخرى . ومن بينها جامعة آن آربور . حيث طاف فى الملبير 
بكل البانى الخديدة . وعلى الأخص بالمكتبة » البى كان شديد الاعتزاز بها 
ويبدو أن فهارس المكتبة كانت على أحدث نظام علمى ف العالم » وأن أسلوب 
التدفئة الممكزية كان حديثآً لدرجة غير مألوفة . وبيما كان يشرح لى كل هذا » 
كنا واقفن فى منتصف قاعة واسعة ذات مناضد تثير الإعجاب . سألته ٠:‏ وهل 
يقرأ الكتب أحد على الإطلاق #ى. وبدت عليه الدهشة » لكنه أجاب ٠:‏ بالطبع 
هاهو ذا رجل يقرأ الآن ع . ومضينا لنراه »ع فوجدناه يقرأ رواية للتسلية . 


الم سس يهسيسسيس _ سلس ب يي دس مشاه 


. عملاقلا شاغر فرنسى عاش ى القرن التاسم عشر‎ )١( 


يم 
ومن جامعة آن آربور ذهبت إلى شيكاغو » .حيث أقمت مع طبيب شهار 
فى أمراض النساء . وكان هذا الطبيب قد ألف كتاباً يتضمن صورة أمامية 
لارحم . وقد أهدالى هذا الكاب ٠‏ ولكنبى وسجدته حرجا بعض الشىء . فأعطرته 
ف الذباية إلى صديق طبيب . وكان هذا الطبيب متحرر الفكر ف الدين » 
لكنه كان متزمتاً فى الأخلاق . ومن الواضح أنه كان رجلا ذا فورات جنسية 
شديدة . وكانت غاولة السيطرة على نفسه قد عاثت قى حياته فساداً . وكانت 
زوجته سيدة عجوزاً جذابة » أريبة فى الها » تقف للجيل الشاب بالمرصاد . 
وكان لما أر بع بنات وابن واحد . ولكتى لم أر مطلقآ هذا الابن الذى مات 
بعد الخرب دوقت وجيز . وقد جاءت إحدى بناتهما إلى أكسفورد لتدرس 
اليونانية على يد الأستاذ جلبرت مرى ١‏ عندما كنت أسكن فق غابة باجلى » 
وجاءت نطاب توصية من مدرس الأدب الإنجليزى فى جامعة ( برين مور ) » 
موجه إلى ألبس وإلى” . وقد رأيت هذه الفتاة عدةمرات فى أكسفورد » فأثارت 
اهماى إلى درجة كبيرة ٠‏ ووددت لوعرفها معرفة وثيقة . وعندما ذهبت إلى 
شيكاغو . كتبت إلى تدعو للإقامة ى بيت والديها . قاباتى فى المحطة ع 
وشعرت قى الخال أثنى كنت أستريح إلبا أكثر من أى شخص آخر قابلته 
أمريكا . واكتشفت أنبا تكتب شعراً جيداً . وأن حبها للأدب 
قو إلى حد غير مألوف . وقضيت ليلتين قى بيت والديها » وقضيت 
الليلة الثانية معها . وقامتشقيقاتما الثلاث بالحراسة » لكى نحذر ننا.إذا اقرب 
الأب أو الآم . وكانت ممتعة للغاية ؛ كن جميلة بالمعنى التقليدى » ولكنها 
كانت حامية غريبة الأطوار ويبوى الشعر . وكانت قد قضت فرة الشباب 
وحيلة تعسة . ويبدوأنى تيه أن أعطيها ماتريد . واتفقنا على أن 
تحضر إلى إنجلترا بأسرع ما يمكن وأن نعيش معاً علناً » وربا تزوجنا فيا بعد 
إذا استطعت الحصول عل الطلاق . وعقب هذا مباشرة عدت إلى إنجلبراء ومن 
ا كتبت إلى أوتولين أخبرها عا حدث» ووصلبى مها فق نفس الوقت خطاب 
إنها تود أن تصبح علاقتنا من الآن فصاعداً علاقة أفلاطونية . ولكن 


ى م 
1 


َي 

ما أرسلته لها من أخبار وكونى قد شفيت فى أمريكا من تقيح اللثة جعلاها 
تغير رأمهأ . كانت أوتولين مازالت قادرة » عندما تريد » على أن تكون بمتعة 
لدرجة أن مسألة هجرها كانت تبدو مستحيلة . وعدت إلى إنجليرا فى يونية 
ووجدتها فى لندن . ودرجنا على أن نذهب كل ثلاثاء إلى ببرنام بيتش . 
لقضاء اليوم كله . كانت آخر هذه الرحلات فى الوم الذى أعلنت فيه 
الغسا الحرب ضد الصرب . وكانت أوتولن فى أحسن حالاتها وفى تلك الاثناء 
كانت فتاة شيكاغو قد أقنعت أباها » الذى كان نجهل الأمر ٠‏ أن يصاحبها 
إل أوربا وأيمرا فى الثالث من أغسطس . وعندما وصلت الفتاة إلى إتجليرا 
م أكن قادراً على التفكير فى شىء سوى اهرب ٠‏ ولا كنت قد صممت على 
أن أجاهر برأبى ضد الحرب ء لم أشأ أن أعقد موقى من الحرب بفضيحة 
شخصية قد تجعل أى شى ء بلا جدوى . لذلك شعرت أنه من المستحيل أن أقوم 
يتنفيذ ما خططناه . وأقامت الفتاة فى إنجلترا وكان لىمعهاعلاقات م نآن لاخر . 
ولكن صلمة ادرب قتلت عاطفتى نوها . وقطعت نياط قلبها . و المباية 
سقطث صريعة مرض غريب » أصاببا بالشال أولا ء ثم بالحنون . 
وفى جنونها باحت لأأبمبا بكل ما حدث . وكانت آنخر مرة رأينها فمها ى عام 
. وق ذلك الوقت كان الشلل قد -جعلها عاجزة عن المشى ٠‏ ولكنها كانت 
تستمتع بلحظات من الصفاء . غير أنى عندما نحدثت إلا استطعت أن 
أحس بأفكار محمنونة سوداء تكمن فى خلفية عقلها . وقد علمت أنها منذ ذلك 
لوقت لم مر بلحظة صفاء . وقبل أن .باجمها الحخذون كانت ذات عقيل نادر 
متوقد »رقيقة الطبع إلى -حد غير مألوف . ولو لم تتدخل الحرب لكان من ا تمل 
أنننفذ الدطة الى وضعناها فى شيكاغو: وأن يأتينا نحقيقها بسعادة عظيمة . 
وما زلت أشعر بالأمىلهذه الفاجعة وكأ'با حدثت بالأمس . 


- 
كيدل 
ها 


الرسائل 
ها من ينادر ١51١‏ 
نادى كوأوثيال 
كاميردج 
ولاية ما ساشوسيتس 
عزيزى رسل 

أبعث إليك بشكرى على كتابيك « مقالات فلسفية » وإن جاء متاخراً 
بعض الثىء ٠‏ ولكنك سوف ترى قى القريب العاجل دليلاً لا يمكن أن 
تخطثه على اهماتى الشديد بها . إذ أنى أقوم بكتابة_عرض مستفيض » قى 
ثلاث مقالات . عجلة الضريح المبيض » وهو الأسم الذى نطلقه على ( صحيفة 
الفلسفة) بكواومبيا . إلخ . ولا تتوقع مى أن أتفق معك فى كل ماورد بها , 
ولكن مهما كان رأيك فى أفكارى » فإننى أشعر على الدوام أن أفكارك ‏ 
وأفكار مور أيضاً » تؤدى إلى إعادة بناء الفلسفة بشكل أرحب . إن إحدى 
الروايط القوية بيننا أننا نكره نفس الأشياء » وريما كانت الكراهية ذات 
دلالة أعمق على طبيعتنا الحقيقية أكير من المشاعر الودية الصريحة . إذ أن 
الأخيرة قد تكون وليدة الظروف » بيمًا التفور هو رد فعل ضدها . 

١‏ كنت آمل أن أحضر إلى كامبردج فى يونيه » ولكنى قد رتبت أمورى 
الآن على أن أذهب بدلا من هذا إلى كاليفورنيا الى لم أزرها أبدا . وأنا 
مختبط وآسففه على هذا فى آن واحد . ولكن بحسن ى أن أرى الغرب الأقصى 2١١‏ 
مرة واحدة فى حياق : خصوصاآً وأننى قد عقدت العزم على أن أدير وجهى 
القريب العاجل ق الاتحاه المضاد . 

مرة ثانية أشكرك شكراً جزيلا لإرسالك الكتاب إلى . 

اخاص 
ج: سانتياذا 


اماك 





داس لمم | اسه منش*3_-د لعسلمدهد 


. الغرب الأقصى بالسية الولايات المتحدة يشمل ولاية كاليفورئيا مثلا‎ )١( 


ان 


( يونية )1١51١‏ 
كلية نيونام 
كاميردج 
عز يزى برف 

لقد تسلمت خطاباً من أليس . ولا أستطيع إلا أن أقول إنى آسفة من 
أجلك ومن أجلها أيضاً ‏ وأنا أعلم أنك مررت يوقت عصيب "ا ينى 
وجهلك بهذا 

هل لى أن أقول مجرد هذا ؟ لقد وقفت على الدوام إلى جانى مدافعاً عن 
التقوى والتقشف وسأظل دائما أذ كرك حبى تطلب متى أن أكف عن ذكرك -. 
لنضالك فى سبيل كل ما هو قويم وصعب المنال . 

المخلصة إلى الأبد 


جين , .١‏ هار سوك 


هذا الطاب لا يتطلب رداء واغفر لى أنى كتبته . فلا بد أنك عر رت 
لال الأيام الغلاثة الماضية بفيرة عصيبة لدرجة أنك لا تر يد أن ترى الناس . 


7السا كم مة * كسس مامد عر 


ولكن مجيئك سعدنى دايا . 


تلجرااف هاوس 
تشستر 
؟ من دولية ١41١‏ 


عزيرى برف 

تلقيت أنا وموللى أنباءك بأسف شديد . وقد كان لدينا فكرة كما تقول : 
ولكنبا كانت مجرد فكرة . إن الإخلاص الذى بدأتما به حيائكما قد انهى . 
وإِن كلد منكما قد وجد الآخر مرهقاً ء ولكئنا كنا تأمل ألا يصل الأمر إلى 
شىء بعينه مثل الانفصال؛ . فإن ذوى الأخلاق الطيبة غالبا ما يستطيعون أن 


ذكن 
يواصلوا حياهم فى نفس البيت ٠‏ إذا ما اتفقا على ألا يتفقا » ومن أجل 
راحتكما أنما الاثنين . ومن أجل راحة أصدقائكما أرجو أن يكرن هذا هو 
الخال بينكما . ولكنكما بالطيع الحكمان الوحيدان الممكنان قى هذا ااشأن . 
ولا يسعنا فى نفس الوقت إلا أن نأسف على المضايقة البى تسبببا إعادة 
ترتيب ححياتكما وامهيار وحدة كانت تبشر باللحير ف البداية . فإن الزواج 
امحعلم مأساة داعا . 
الخاص 
ج. هرك 


كلية ترينى 
كامبردج 
١‏ من يونية ١91١‏ 
عز يزى جلبرت 

أشكرك شكراً جز يلا .على خطابلك الرقيق . إن القرار "2 كا تعلم » ليس 
فجائيا ولا متسرعاً : درغم أن الحاضر مؤلم : إلا أنى لا أشك أن كلا منا 
سيكون فى المدى البعيد أسعد حالا . 

وصتصينح أنبى أراك أندر مما اعتدت قليلا -- وكم أود لم يكن هذا هو الخال؛ 
ولكن يبدو أن العمل يستغرقبى أكثر وأكثر . خلال إقامى بأكسفورد لم أكن 
أستطيع أن أتحلل من العمل إلا بالرحيل . وأظن أن هذا هو جوهر الكهولة ‏ 
ولك لا أجد أن مشاعر الود تتأثر بهذا السبب- فلا يتأثر بهذا إلا المظهر 


بي لك زع 


أرجو أن تباغ مارى حى . 
امتخلص إلى الأبد : رسل 


اس ننم سس ساس مهمد لسو له المفاس يه سميمس 


)0 قرار الانفصال عن أليس . 


لحان 


/ا١‏ من بونية ١931١‏ 
تان 
سيتنياتو ( فلورنسا) 
عزيزى برق 

تسلمث الآن ترا برقية تنبتى بنجاح كارين فى الامتحانات الشفوية 
الهائية . ولا يسعبى إلا أن أكتب إليك لأعبر عن امتنانى للدور الكبير الذى 
قمت به فى سبيل تحقيق هذا . إنى أشعرحقنًا يبالغ الامتنان . ولا أستطيع إلا 
أن أرجو أن تكلفها مزيد من العمل الممائل ويصورة مغر ية : إذ 


دمدو أن لدمها القدرة عل أن تؤدية بشكل طيب ٠.‏ وقل لجعل هذأا 5 بأ شي؟ 3 
. :1 لاء 0 د ال ا 00 عا 9 أن 00 سوه لما أع, 
عل حك القول . لكلأت أرجو بتتعبرنا ذهيات خبنا ١‏ 2 رح لخب اطا 


عمل تراه مجدياً . 

لن أقول شيئاً عن القرار الذى اتخذته أنت وأليس . إلا أن أبعث إليك 
ببى وتعاطق مع كل مالا بد أنك كابدته حبى استقر رأيك على هذا . وأن 
أؤكد لك مودة ب.ب ١١‏ الدائمة ومودق وأطيب تمنياتنا . 


إلى ام 


١‏ عد سياه 


4 


مارى ببرنسون 


سلسلة كتب الخامعة المذز لية ( من جلبرت هرى - بشأن 
١‏ شارع هير دتأ كتاب مشا كل الفلسفة ) 


١91١١ من أغسطس‎ ٠ 
يسر شركة السيدين ويليامز وزورجيت") أن تحقق للستر رسل رغباته‎ 
ق -حدود الإمكان ( ولكنبا جد بعس الصعوبة؟“ق فهم وجهة نظره . فإذا‎ 


)00 برفارد ب بيرنسون . 
فم ناشر سلسلة كتب الخامعة المنزلية الى كان جلبرت مرى أحد رؤساء التحرير بها . 


4 4ب 

© | 
كانت شكوك مسر رسل بشأن جود حشرة( ألى قفص ) فى غرفته تعلق راحته 
فإمها على استعداد أن تدفع لصائد فثران ( يكون معتاداً أيضاً على اصطياد 
حشرة ألى قفص ) شلنين ف الساعة لكى يبحث علها ويتأكد من وجودها . 
على ألا يزيد المبلغ المدفوع كله عن عشرة شلنات . وستعتبر الحشرة فى حالة 
اصطيادها ملكا لمستر سل . ولكن أن يعتير اقتناصها » أو الفشل فى 
اقتناصها ٠‏ معفياً لاسيد رسل محال من الأحوال من العقد الذى أبرمه مع السيدين 
ويليامز ونورجيت . وإنه بخصوص شكوى ٠ستر‏ رسل الأخرى من أنه لايعروف 
إمبراطور الصين فإن شركة السيدين وبليامز وتورجيت له كلها أن تعزو 
هذا إلى أى سهو أو إهمالمن جانبها. فكان ينبغى على السيد رسل أنيشترط تقديعه 
للإمبراطور قبل أن دوقع العقد ‏ أما شأن مأذ ك, ره السد رسل نل إفطاره واذزعاجه 
الذى يعاوده بشكل مستمر خوفآ من أن تسبب له الوجبة التالية أى تسمم . 
فإن شركة السيدين ويليامز ونورجيت تعبر عن بالغ تعاطفها مع السيد رسل 
ف هذا الموقف العسير ٠١‏ ولكنها تود أن توجه نظره إلى أن الاحتتجاجات يحب 
أن تقدم إلى رئيس الطباخين بكلية تريتنى لا إلها . وهى ى نفس الوقت 
لانتجاوز حدودها حين تذ كر السيد رسل أن الفياسوف »حسب قوله .لا يجب 
أن يركز تفكيره على مثل هذه الموضوعات . وهى تود أن تبدى ملاحظة أن 
رئيس التحرير قد سر أبلغ السرور من تلم السيد رسل الصر يح بأن الرجل 
الأصلع رجل برغم كل شى ع 2 حين أن جماته التالية كانت سييأ ف بعص 
المتاعب بدن أعضاء هيئة التحرير . فار ورن الثلاثة كلهم ذوو قوام رشيقء أو 
على الأقل ليس بيمْهع من بمكن إطلاق لفظ « بلدى ٠‏ فى هذا الخصوص عليه . 
ورعا كان مسير رسل يقصل مسر بر يس (1» ؟ وإذا كان الامر كذلك » 
فإنننا على أى حال لم نقهم تماما من هو المقصود بكلمة الشاعر . وود أن 
نتجاسر فنقتر ح إلغاء كل هذه المسائل الشخصية » فهى إذ ترضى شخصاً واحدأ 
إنما تؤلم الأخرين داكا . 


5-2 5 سم مم لمم نا مم الم أ مسستسسسسم الاسم سم يات مسسسيسييت لومي ساك 


. مساعد رئيس التحرير‎ )١( 


٠‏ ونب 


غندق ميستشيف 
شارع مادينجل 
١9١١-8-54‏ 
عزيزى رسل 
أرسل إليك كل ما استطعت أن أجده من المذكرات الى أرسلها إلى 
( فريج ) للدراسة الى أقوم بها عنه . 
قد أخيرق هاردى عن ٠‏ ترجمتاث لقصة شفيعة ة اأزوحة الراحلة إلى الأسلوب 
الرمزى. فهل - بإرسالها إلى إذا سمح يذلك وقتك لكى أضمنها كتاب 
فلسفة مسئر برترائد رسل 17) . وقد أخيرى هاردى أيضساً عن إثباتك وجود الله 
عن عار يق تركيية معقدة للغاية من ؛ قضسايا منطقية زائفة 25 . فهل أستطيع 
المصول على هذا أيضاً ؟ 
الخلص إلى الأب 
فيليب جوردين 


كان حودمم كانتور ًَ موضوع الخطاب التالى اق رأف ع واحداً من 
أعظم المفكر ين قَُ القرك التاسع عشر ٠‏ والموادلة الى بل كرها همح بواتكار به 
مازالت ) 8 أ ) مستعرة ا رغأن الشخصيات ارئوسية قل عاأنتٌ من ز»ن يعيك . 
وبعد قراءة الطاب التالى ء لن يدهش أحد عندما يعلم أنه قفبى ردحاً من 
-حياته ق مستشى المماذيب . ولكنه كرس فيرات صفائه كلق نظر بة ا 
اللامهائية 
وقل أعطاىق كتاياً عن مساألة بيكون - شكسيير وكتب على الغلااف : 
وأى أن مبدأك هو ” كانط أو كانتور “ ولسوء الحظ أنى لم ألتق به قط » . 


س١‏ سس السسس اس سي هع وم سا سا ساسم ممه سس لس سم عمسا الماع سم 


. ملخص فكاهى لأحاديى مع جوردين‎ )١( 
لمن الح نسيت هذا اللرهان ء ولا يوجد لدى أى مذكرة به » ولذلك يتحمم أن يظل‎ , 
يتحم‎ : ( 


هذا إلى إلى 
درل الهام + وع 2 شك 5-5 


- 
٠ 


هلاشارع فيكتوريا 
جنوب غرلى لندن 
١9١١-4-5‏ 
عز وى مسير رسل 

التقيت اليوم صدفة ببر وفسور جورجبركانتول» أستاذ الفلسفة يجامعة 
هال . وأمنيته الرئيسية أن ياتق بك أثناء إقامته فى إنجلترا » وأن محادثك عن 
كتبك . وقد غليه السرور عندما علم فى معرض حديثنا عن كامبردج أنى 
أعرفك قليلا . وأرجو أن تغفر لى تفاخرى ععرفى لعالم رياضة إنجليزى'» وقد 
اضطر رت إلى أن أعده بأن أحاول أن أرى ما إذا كان يستطيع مقابلتك . وهو 
قم الآن لمدة أسبوع فى 55 ميدان نيفيرن ساوث كنزئجتون » ويقترح زيارة 
كامبردج يوم الثلاثاء وأكسفورد يوم الخميس . 

كانت مقابلى له ممتعة الغاية رغم أنك ء إذا تكرمت عقابلته »ستتعاطف مع 
شعورى بالإرهاق بعد أن قضيت أربع ساعات تقريباً ف الحديث معه . كان 
بالنسبة لى ‏ أشبه بالنفير الذى يدوى فى الضباب فق حديثه عن الرياضيات 
وعن نظرية بيكون "2 . 

هل يمكنك كتابة خطاب إليه » أو إلى على عنوانى وودجيت » ديمل : 
سسكس . إنه سليل عائلة -جهيمراث وما إلى ذلك . وأستطيع أن أسرد عليك 
تار يخ عائلته بأ كله . 

الخلصة لك ومع اعتذارى الشديد 
مارجرى .١‏ كوربت أشى 


الككتاكك لتك السلسشسش هيشم 





بحانا 


4 من سبتمير ١41١‏ 


مدان نيفيرن صاحب الفبخامة برتراند سل 
ساوث كنز نجتون كلية تر ينى ٠‏ كامبردج 
لندن . 


سيدى وزميل العزد در 

أتقدم إليك بالحطاب التالى من مسز مارجريت كورت آشى . إنى أقم 
الآن هنا لمدة أسبوع تقريباً » مع ابننى مارى ٠‏ وقد تستمر إقامى حى يوم 
الأحد ١5‏ سيتميبر وهو التأريخ الذى يحتمل أن أرحل فيه إلى باريس للمدة 
أسبوع » أو أن أعود للوطن . وستكون سعادقى بالغة إذا استطعت أن ترافقنا 
إل باريس . فعقد نستطيع أن نلتى هناك عسويو يوانكار بيه » وسيكون 
هلا ( ثالوثاً) ممتعاً . 


أما عن تفسى فر : ما تعلم أنى غارق ق كثير من المسائل العلمية ٠‏ والأدبية 
أيضاً ٠.‏ ولأضرب لك مثالان فقطل: فأنا من أنصار بيكون قى مسألة بيكون 
شكسبير - وخصم عنيد لكائط العجوز الذى أرى أنه أخر أبلغ الضرر بالفلسفة. 
بل وبالبشريةء كا عكنك: أن تبان بسهولة » ن الانمراف البالغ فى تطور 
الميتافيز يا فى ألمانيا ى كل من جاءوا بعده ٠‏ مثل فيخته . شيلائج : وهيجل . 
وهير بارت وشو يباور . وهارتمان ٠‏ ونيتشه ١‏ الخ. الخ . حبى يومنا هذا . إنى 
لم أستطع دومأ أن أفهم هذا ولا لماذا انقادت شعوب معقولة نبيلة مثل الإ يطالين 5 
والإنجليز » والفرنسين وراء ذلك المتعصب السفسطاتى . الذى كان عالاً 
رياضيًا سيقاً . - 
ولقد وقع مسيو بوانكار يه ىغرام هذا المومياء الكريه »الذى هوكائط » اذا 


م يكن قد وقم نحت تأثير سعحرهة . وأنا لهذا السيب أفهم تماماً سر معارضة 
مسرو بواتكار به لى .هذه المعارضة لى تشرفى رثم ثققى أنه لم صل أن شرفي . 


وأظن أنه يصغر فى بعشرة أعوام . ولكننى قد تعلمتأن أنتظ رف كل الأمورء 
وأنا أتنباً الآن أنبى لن أكون اللخاسرق هذه المعركة . لكتنى أتركهيفعل مايحلوله 
ولاأجدنى مضطرا إلى الدخول ق المعركة ٠‏ فلسوف يورطه آآخرون فى ذلك 
تاركينلى الفرصة لكى أوجه اهتمامى إلى أشياء أعظم وأكثر أهمية . أما بيخصوص 
الاختلافات الضثيلة بيى وبينك فأنا واثق أنها ستسختى بعد حديث معك . 
إننى أنوى أن أز ور الرائد ماكماهون اليوم . أرجو أن أراك هذه الأيام ى 
كاميردج أو لندن 3 وسأظل باسيدى . 
المخلص جداًا 
جورج كانتور 
لقد قبلنا دعوة لقضاء يومى الحميس واللجمعة مع مس زكونستانس يوت » وهى 
صديقة قديمة لى من لندن كنت أتبادل معها الرسائل» وتقيم الآن فى فوكستون» 
6 كليفتون كرسنت . 
أما بخصوص كانط وأتباعه فإنى أرى السبب الحقيقى لوقوفه فيا يبدو على 
أرض صلبة من النجاح والاحترام والتبجيل والتقديس» وسأوضحلك ذلك السبب. 
إن البر وتستانتية الآلماثية فى تطورها نحو( التحررية ) تحتاج إلى أساس تبنى 
الغتلفة» مثل كانط أو أحد أتباعه » ليكون الدعامة الى ترتكز عليبا . فإحدى 
اليدين تغسل الأخرى ء والواحدة تعتمدعللى الأخرى » ولاند أن تهوى الواحدة 
مع الأخرى . 
لم أسى' قط إلى مسيو بوانكاريه» بلعلى العكس أمجده بقوة فى رسالى . 


اندن حاحب الفخامة درترائك سل 


4 من سبتمير 191١‏ كلية ترينبى » كاميردج 


سيدى العزيز 

كنت قد انتبيت من كتابة خطابى الأول إليك عندما تسلمت رسالتك 
ولو كنت ندرًا لا أعتمد علىمشيئة آنستين ألمانيتين» هما مارى وابنة شقيقى 
الآنسة أليس جوتمان من برلين » لحضرت اليوم بالذات لأقابلك فى إسدن 
وولنجفورد . ولذلك فيحتمل ألا أحضر . 

الخالص 
جورج كانتور 

عندما فرغت من هذا الطاب الثانى» وصلتى الرسالة التالية من زوجى 
العزيزة فى ألمانيا . « إريك مريض » عد سريعاً إلى هالى ؛ . 

هل ترى ياسيدىالءز يز » كيف يعبث لى القدر . لقد ذهبت الانستان 
اللتان أشرت إليهما لتواما لرؤية وستمنستر . 

إنه اببى الوحيد إريك » الذى كان فى أتم ععة عندما تركته ٠‏ وهو طبيب 
فى إحدى وحدات مستشى كبير للمبعدين بنزلاء ( سيليزيا ) وهو فى الثانية 
والثلاثين من خمره . 

أرجو ألا يكون المحظور قد وقع . 

لقد تزوج منذ ثلاثة أشبر مضت » وحضرنا حفل زفافه إلى فتاة لطيفة 
طيبة ذكية » وهى ابنة أحد دباغى اللخاود قى بلدة ذوسن السكسونية الصغيرة 

عنواق فى هالى هو : ١7"‏ شارع هاندل . وستسافر هذا المساء . وأرجو 
أن أعود قى التصف الأخير من أغسطس 19١17‏ لحضور المؤتمر الدول . 

كنت أكتب الآن وصفاً قصيراً ازيارق الى قمت يها إلى سانت أندروز 
وإقامى فبا » وأنوى تقدعها إلى رئيس تحرير ( مجلة المجلات ) . 


9 د ا د رورش باص مما ا 
3 


لم أستطع أن أذهب إلى الرائد ما كاهون كا كان فى نيتى أن أفعل . كا 
ذكرت فى خطالى الأول . 


- 


لقد سررت سروراً بالغاً بلقاى مع صديى الطيب مسير هو بسون قسانت 
أندر وز . وهو من كامبردج ء وكان فى طريقه إلى المؤتمر الذى يعقده مستر 
فيليكس كلاين » وهو كبير العلماء الرياضيين الألمان . لم يكن أنى ولا أنى 
من أصل ألمانى . فقد كان الأول داغركينًا » ولد فى كو هاجن وأنى من أصل 
عسوى هتغارى . ولا بد أنك تعلم : ياسيدى» أنبى لست ألمانيًا بمعنى الكلمة » 
فقد ولدت فى "ا مارس 1845 ى بطرسيرج » عاصمة رسيا » ولكننى رحلت 
مع أى وأى و | خوقى و أخواقى وتمرى إحدى عشرة سنة ق .عام" هم إل ألمانياء 
وأقمنا قى فيسيادن). م زيورخ فبرلن فجوتنجن ٠‏ ثم جنا فى عيد الفصح 
عام 4 للإقامة فى هالى حيث قضيت الآن أكير من اثنتين وأر بعين سنة . 

سيدى العزيز 

إن آآخ ر كلمة أكتبها إليك تحمل أنباء سعيدة فلقد تلقيت الآن من زوج 
البرقية التالية: « تحسنت حالة إريك » ولكنلك تدرك أننا ينبغى أن نعود إلى 
أرض الوطن . 


١‏ شارع جر وفتر 
جسر وستمنسير . 
أأآه ن أكتوبر (1411) 


يتسفبى جد 53 أرك عندما -حضرت لزيارتنا » وأشعر أننى لاأستطيع 
أن أدع هذه الزيارة تمر دون أن أكتب إليك . 

لاتغضب منى إذا طلبت إليك أن تضع نفسك ى مكاننا . فافرض 
أنك أنت وأليس ك كتما تعيشان سعادة مطلقة ورفقة كاملة » وشعرتا أن 


0 : ش اق حالة مء: ن اليأس المطى أو لسم تكونا . 


ان 
لتشعرا ء أنيَا الاثنان ٠‏ أنكما متألمان من سدلى ؟ 

إنى لا 0 شيئاً عن سر نفوركا » كل ما أعلمه أن أليس تريدنا أن 
نكون أصدقاء لكما . وهذا أيضاً شعورى الشخصى . كنت داعا معجية 
بذكائك اللخارق» و رغم أن الشكوك كانت تساورقى 0 ق قوة شخصيتك » 
إلا أننى كنت أشعر تاماً بسحرها العجيب . 

لذلك لا تظن أننى قد سحبت صداقتى ٠‏ وإذا استطعت ف أى وقت من 
الأوقات أن أكون ذا فائدة لك . سواء أوليتنى كامل ثقتك أم لا » فأرجو 
أن تبلغى وأن تحضر لز يارق . والآن وقد عبرت بصراحة عما يدور تخلدى تعال 
وزرنا إذا شعرت برغبة فى هذا . وناقش معنا أمور العام دون أدنى إشارة إلى 
متاعبك ومتاعب أليس . 

لقد قضينا وقتا ممتعاً فى الشرق الأقصى والهند - وهناك نظرات جديدة 
مدهشة ق الحدف الإنسالى والمصير الإنسانى . فى كل من اليابان و بين 
المندوسين ق المند . ولكننا عجزنا ناما عن تقدير الصين . 5 عجزنا عن 
لتعاطف مع المند المسلمة . ١‏ 

أما الآن فحن غارقون قَُ المشا كل البر يطانية . ولكن ذكرى رحلاتنا تعيد 
إلينا نشاطنا على الدوام . لماذا لا تسافر أنت فى إجازة طويلة من أجل تغيير 
أفكارك تغييراً كاملا ؟ 

١‏ صديقتك اخلصة 
بياتر يس وب 


ع_ 
وى 
ف 


“لاا مدان القر بد 
ساوث كنر#تون : جنذوب غرلى لندن 
١‏ من أكتوبر ١919‏ 
عرارفق سير رسل 
أشكرك على خطابك الرقيق . وسأطلب من دكتور سيل أن يزورك فى 
كاميردج حدى تتاح لك فرصة التعرف إليه . 
قرأت مقالك عن جوهر الدين فى العدد الأخير من مجلة ( هييرت ) بشغف 
0 وقد ذ كرتى ببيتن من الشعر فى الأدب الساسكريى الميتافوزيق 
بحريان على النحو التالى : 
« عنده ترد الكلمات ء هما يرتد العقل . متحيره . ولكن من يعرف 
بهجة براهمان ( اللانهالى ) يتحرر من اللحوف » . 
فأنت لا تستطيع سير غور اللانهائية.من خلال المعرفة » ولكناك تدرك 
الببجة الكبرى البى تعلو على كل متع حياتنا الأنانية وآلامها » عندما تعيش 


َ. آله عم 1 ا اما حل مذ | 0 الملل مدي ع 
[2©) ؟ ال ل سه ثيك ولا تصيتم شعي : كل يك 


1 3 7و وبذلاك تتحرر 
من كل أنواع اللدوف . فا 
رهذه الببجة نفسها هى الإدراك الإيجابى لبراهمان . وهى ليست عقيدة 
تفرضها علينا السلطة ولكنها إدراك مطلق للاهائية الى لا نستطيع الوصول 
إلها إلا بالتحرر من إسار النفس الضيقة ونحر ير إرادتنا وحبنا . 
الخاص 


رابندرانات طاغور 17) 


الت تت ا- ا سسيه 





. ع ه هي 
05 # 1 شاعم 4 4 4 كّ#دافلل » ل 1 8 +ا:* ع حارئة له فأ للأدب 5 
[1) طاعور 16139 [غغ١ا‏ | يه 00 حار حلى ار ايليل - 


19 


ينانا 


كلية ترينى 
١1‏ من قيراير 1١9311‏ 
عزيزى جولدى 

أسعدى أن أتسلي رسالتك » وقد أثارت الأجزاء الى استطعت أن أفك 
طلاسمها اهّاتى ء ( والواقع أنه لم يكن فى الباية إلا أقل القليل الذى لم 
أستطع أن أفهمه) . وقد أثار اهماى أن أعلم أن الحند أكير تديئاً من أن 
تحتماها . إن مسألة الدين واللحمز اليوى - الإيمان بالخرافات واليطن ‏ أمر 
لايروق لى » وأتوق أن تجد الصين أكثر إثارة - وأكر تحضراً وأكثر إدراكاً 
القم الحفية ‏ على الأقل إذا استطعت أن تتصل بالئاس المتعلمين . 


ليس لدى أخبار كثيرة . وأظنك قد علمت أن النحافظن قد ألغوا الضرائب 
على الطعام ٠‏ وأنهم يعملون جاهدين فيا يتعلق بفرض ححماية على التجارة ؟ 
وأيضاً أن الألمان قد قبلوا إنقاص نسبة نحريتهومن 15 إلى ٠١‏ » وأن العالم سعياد 
بهذا النبأ . وكل شىء ي#رى فى كاميردج كالمعتاد . وهناك هياج آخر يشأن 
الامتحان الأول ق اليوئانية ع واسميع درددون ما كانوا يرددونه داعا . والأمر 
كله يبدو أبعد ما يكون عن الأهمية الحقيقية . ولقد انتخب صديى فيتجنشتن 
الجمعية ٠‏ ولكنه رأى أن فى هذا مضيعة للوقت . فحذا حذو جون رولى )١‏ 
وانصبت عليه اللعنات . وأعتقد أنه على حق برغم أنى حاولت أن أثنيه عن 
عزمه . إنه أقدر من عرفت منذ مور وأشدهم إخلاصا لرسالته . 


لم أفعل شيئاً فى بحى . فقد -حاولت جاهداً طوال الصيف الماضى أن 
أستعيد الخالة النفسية الى بدأت كتابته فبا ٠‏ ولكن لما كان الشتاء على أية 


سس سم مس مسرا عو | اذ يسا ل سيم لس سج يم ال ا سام سد اللو اله كم 


)١(‏ انتخب هترى جون روف عنيواً ق الممعية » ولكنه كتب قائلا إنه كان أكثر انشخالا 
من أن يستطيع حضسور الاجبّاعات » وقد صبت الامنات عليه بطريقة طقوسية . فأصبح سيد 
منذ تلك اللحفلة يكتب بأحرف صغيرة ومنذ ذلك البقت واللعئة تقرأ بكل وقار عندما ينتهب عضو 
جديد . 


لمجا 
حال ميئوساً منه لثل هذا النوع من الكتابة فقد أجلت العمل فيه مؤقتاً . 
وشرعت ف العمل فى فلسفة المادة الى يبدو أنى أرى فبا منفذاً إلى شىء هام ع 
وأن مسألة معرفتنا بالعلم اللخارجى داخلة بأسرها فيا . وسأذهب فى ربيع العام 
القادم إلى هارفارد لمدة ثلاثة أشهر لإلقاء بعض المحاضرات . وأشك فى أن الناس 
هناك يرجى منهم الكثير ٠‏ ولن يكون الآمر مثيراً . لقد أصدر سانتيانا كتاباً 
جديداً «النظرية فى مهب التغيير » ٠‏ ومعظمه عن برجسون وعنى . ولى أفعل 
أكر من تصفحه حى الآن ١‏ وهو نحوى نخحصائصه المألوفة ٠‏ وقد قرأت كارين 
ذات يوم يحثاً أمام الجمعية الأرسططالية تمتدح فيه يرجسون -- وهاجمها مورء 
وهاجمتها أنا بكل العنف الذى يمكنك أن تتخيله » ولكنها أظهرت شجاعة 
لا ثلين . 


سيتزوج فرانك داروين » كا أظن أنك سمعت . من مسر ميتلانك . 
والآن ‏ هذا كل ما أستطيع التفكير فيه من أخبار -- وكلها تبدو تافهة. 
إننا هنا ى كاميردج يشجع أحدنا الأحر على الاستمرار فى طريق الافنراض 
النى لم نتوقف -لظة لمناقشته وهو أن كل ما نفعله هام ٠‏ ولكنى كثيراً ما 
أتساعل هل هذا صعيح فى الواقع ؟ إنى أتساءل ما هو الشبىء الحام ؟ أظن أن 
موت سكوت ورفاقه فى العاصفة الثلجية أمر لا يقبل الشك . وتسجيله لها رائع 
فى ساطته . ولكن الفكر عيل إلى التفاهة » إلا عندما تتوهج -جدوته . 


وأنا أشعر أن المرء لن يكشف الحدف الذى يجب أن يعيش من أجله إلا 
عل سردر موته ٠‏ ويدرك بعد فوات الأأوان أنه قد أضاع عمره هباء . إل أى حباة 
عاطفية شجاعة أمر طيب ق ححد ذاته ٠‏ ولكن المرء يشعر أن هناك عنصراً 
من لوهم ى إضفاء فيض من المشاعر العاطفية على أى هدف إنسائى ممكن 
التحقيق . وهكذا تتسرب السخرية إلى ينابيع الحياة ذانها فى كيان الإنساك . 
هل تجد السر الأعظم فى الشرق ؟ أشك فى ذلك . فليس هناك أى شىء من هذا 
بل ليس هناك حبى لغز . فهناك العام وضوء المهار الصراح والعمل اليو . والباق 


اا 


1 3 


ليس إلا أطياف الغسيق . ومع ذلك فأنا أعل أنى سأغير اتجاه تفكيرى 
عتدما مل الصيف 
كم أود لوأننى كنت معك » أو كنت أنت معى . بلغ . حى لبوب ١‏ 
الخلص 
ب . رسل 
مطبعة دقر 


عزيزى بر 
أخحراً انهى ليد كتب ميلتوك وأرساتها للك عل عئواناك : تٌّ 02 ابحم . لد 


كنت أنا أيضا فى تريتى فى مثل هذا العام من نصف قرن مضى ٠‏ وف 
نفس هله السنة ومن نفس هذه المدة الطويلة رأيت أمك البى كانت فى ذلك 
الوقت كيت ستانل . ولذلك فأنا لست آسفاً إذا كنت قد تأخرت كل 
هذا الوقت الطويل 3 أرسل لاك هديى الصغيرة فى نفس هذه السنة . 


ستغلق هله المطرعة | !ا بعك وقت قصب .1 ١‏ 5 15 بطياعة كتب ٠.‏ 
خا 1 -_- وض 1 . رك 


هل أرسلت إليك أغنية البجعة 9 التى قت بطباعتها ؟ لقد نسرت . 5 
قبل أن أغلق المطبعة سأكون قد طبعت الرسائل فى متاسيتها السنوية . ١414‏ 
وستكون هذه لبابة ملانمة . 
اكتب إلى ودعنى أراك عندما تحضر إلى المدينة فى المرة القادمة . 
الخاص 


ا ا ل ل لسن اليب لاست ع ل الل يمه امل 


. تريفيليان‎ )١( 


اعم أن البجعة هى أثد أ ا امات 
7[ 5غ اميه الب ص فل الممانا ‏ 


خ 
سياه 


امم 


8؟ شارع سباركس صاحب الفخامة لساا, |. و.رسل 
كاميردج 3 مأساشوسيتس كلية ترينى 
٠٠‏ من دوليه |١911"‏ كاميردج ٠‏ إنجليرا 


ازميل المبجل 

سوف بمنح اببى ٠‏ نوربرت فايئر. هذا الأسبوع درجة الدكتوراه من 
جامعة_هارفارد » وقد كان موضوع بحثه « دراسة مقارنة بين نظرية جبر النسبيات 
عند شرويدر ونظرية هوايتهد ورسل » . وقد كان بتوقع أن يكرن هنا فى العام 
القادم وأن محظى بشرف كونه طالباً م طلابك فق الفصل الدرامى الثانى : 


ولا كان قد حصل على درجة زمالة ل أكير من جامعة ٠‏ فإنه مضطر إل 
قشاء العام كله 5 أددما . لذلك ىس أن بجمتم تعظوة الدراسة عا . 
اسيم - 00 تن اوررظ ٠‏ وو ل رخ - 000 ٠‏ | الب - 7 


بذينك ف تريتى فى النصف الأول من العام الدرابى . وقد كان ينوى أن 
يكتب إليك بهذا النصوص ٠‏ ولكن صغر نه - فهو فى الثامنة عشرة منتمره 
فقط بما يترتب على ذلك منانعدام الخيرة بما ينبغى له أن يحيط يدق إقامته بأوريا- 
يدفعنى إلى أن أؤدى له هذه الخدمة وأن أسألك النصح . 


ب 0 


لقد مرح نوريرت فق الكلية ٠‏ وفحصل على درجة الايسانس »2 وهو ىق 


مم لور مم0 


بوستود !| 


الرابعة عشرة من عمره . لا نتيجة لعو سابق لأوانه أو نضوج مبكر غير عادى» 
ولكن أساساً نتيجة لعناية منزلية خاصة خالية من كل ما ب ضيع الوقت ف غير 
طائل » وهو أمر أطبقه على كل أبناى . ونور برت قوى البنية زيزن ١7١‏ رطلا) 
«تزن تماء] خخلقيًا وعقلينً ٠‏ ولا يبدى أىأثر لتلك العلامات الى ترتبط عادة 
بالنضج المبكر. . وأنا أذكر هذا لك حتى لا تظن أنك ستتعامل مع طالب غير 

عادى أ غريب الأطوار ٠‏ ولكن مي طالب عادى أحدين توجيه قدراته . 
وخلاف دراسته العريضية المتحررة للكلاسيكيات: عا فى ذلك من يونانى ٠‏ ولاتيى 
ولغات حدياة . فقد درس برنايجاً كاملا عن العلوم ٠.‏ كما درس حساب التفاضل 
والتكامل والمعادلات التفاضلية ء ونظرية جالوا فى المعادلات ٠‏ وبعض فروع 
الخبر الحديث ( على يدى بروفسور هنتينجتون) وقد قام بدراسة الفلسفة على 


كين 


أيدى الأساتذة رويس وبرى وبامر ومنسيربرجر . وتعيدت . وهوات ١‏ 
إلخ ٠.‏ يجامعبى هارفارد وكورنل . وهو بيل إلى المنطق الحديث ميلا تامنًا . 
ويرجو أن يفيد خلال سنة أو ستى إقامته فى أوربا من أولئك الذين قاموا 
بأعمال شبيرة ق ذلك انال . 
فهل فى إمكانه أن يدرس على يديك . أو أن تقوم بتوجبه إذا حضر إلى 
كامبردج فى سبتمير أو أوائل أكتوير ؟ وماذا يستطيع أن يفعله حى ينال هذه 
الحنظوة ؟ إن أماى دليل الطالب إلى كامبردج لعام 1908 . ولكنى غير قادر 
عل التأكد من خلاله من الشرو ط اللازم توافرها ى اللر ين الذين دريدون أن 
بنالوا تعلما خعاصنًا أو توجيهاً خاصًا . ولاأستطيع أيضاً أن أجد أى شىء صوص 
سكناه هناك » وها إذا كان عليه أن يجتاز امتحان الدخول إلى "كلية ترينى 
أو يستطيع أن يسكن فى المدينة . وهذه نقطة هامة نوعاً ما بالنسبة له إذ همه 
أن يستطيع المعيشة قى حدود دخله الشهرى الضئيل . وسأ كون بالغ الامتنان اث 
إزاء أى معلومات فىهذا الشأنقد تسبل له دخوله إلى عال غر يبعليه إلى -حد ما . 
وسيسعدنى أن أشكرك شخصينًا على أى رعاية تيدبا نحو أببى . عند ١‏ 
تحضر إلى كامبردج الأمريكية فى العام القادم لإلقاء مماضرات ى قسم الفلسغة . 
الخخلص -- ليوفايير 
أستاذ اللغات السلافية وآداما 
جامعة هارفارد 


كابل هاوس 
أو رلستون 
قرب اشفورد كنت 
من ستمير “1911 
سيدى العزيز 
لاذا تحضر راكباً دراجة فى هذا الوالعاصئ المتقلب ؟ إن الل المقيى 
هو أن تشترى تذاكرة ( فى قطار ١١‏ صباحاً من معطة تشارنج كروس فيا أظن ) 


, وبع ذلك فقد أثيت بت أنه شخص جدير‎ )١( 


ون 
إلى هاستريت (ثم تغير. القطار فى آشفورد بعد انتظار بضع دقائق) حيت 
سينتظرك اببى بعربتنا العتيمّة ويوصلاث إلى الباب قبل الواحدة والنصف . وهتاك 
بعد ذلك قطار لا يأس به ف الساعة 48ره من آشفورد يصل إلى المدينة بعد 
السابعة بقليل . 

ولا أدرى ما إذا كنت ستجد فى ما يعوضك عن مشْقّة السغر . ولكن 
الثىء الوحيد المؤكد هو أن مجيئاكرسيسنى أبلغ السرورك. ولذلك تسستطيع أن 
تعتبر الرحلة ذات طبيعة أشبه « بالأعمال الخيرية » وأود أن أقترح عليك يوم 
الأربعاء ٠‏ إذ لم يصدر حى الآن ٠‏ فيا أعلم . قانون يحرم سير القطارات 
فى هذا اليوم من أيام الأسبوع الذى يعد بثابة يوم أحد دنيوى جديد 
بالنسية لنا . 
أمخلص 
جوز يف كودراد 


كابل هاوس 
أورلستون 4 قرب أشفورد 


“اا يم؟ سكم خا + +١‏ 
8 5 1ط .2 ل 


#0 


عزيزى رسل 

لقد أثلج خطابك صدرى للغاية . ويبدو أنى كنت أتكلل طول الوقت 
فى غمرة الإعجاب بالذات . ولكننى فى مكان ما من عقلى كنت أومن أنك 
ستفهم ثرثرق غير الألوفة . فأنا عادة لا أعرف ماذا أقول للناس . لكن شخصيتك 
حلت عقدة لساى وأخيرتتى غريزق أناك أن تسبىء فهمى . 

أشكرك بحرارة على المتعة الى جلبها زيارتك وعلى الخطاب الذى كتبته 
بوحى من شعورك الودى . 

الخلص 


جوزيف كوزراد 


ان 


كابل هاوس 
أورلستون . قر بآشغورد 
؟؟ من ديسمبر 1١911"‏ 
عزيزى سل 

أريسل لك جرد كلمة تتسع للتعبير عن أطيب تمنياتنا جميعاً . يسرفى أنى 
قرأت الكتاب الصغير قبل أن أقرأ مقالاتك . وإذا كنت قد شعرت أثناء قراءة 
الكتاب كا لو كنت أتمرك خخطوة خخطوة . فى متعة . على الأرض الصلبة . 
فقّد أعطتى المقالات الإحساس برؤيا مترامية فى جو واضح تى . كانت 
كلماتك الكاشفة الى -جمعت بطريقة لها دلالها تبدو وكأنما توقظ قدرة جديدة 
فى داخبل. وهى تجربة رائعة لا يستطيع المرء حبى أن يعير عن شكره لما ولا 
سعى إلا أن أتقبلها فى صمت كهبة من الله .لقد نظمت أفكارعم ر كامل كانت 
مشوشة ٠‏ وحددت ورجهة دركات الروح الغامضة التى لا تجلب إلا المتاعب على 
أيامنا المتعبة على هذه الأرض إذا ما تركت دون توجيه . والثبىء الوحيد الذى 
أستطيع أن أقوم به إزاء الصفحات الرائعة عن عبادة الإنسان الخر هى أن 
أبادلك «أعمق المودة والإعجاب » الى ستكون لك دون أن تتغر إلى الأبد . 
إذا ل ترل مرة ثانية أبداً ٠‏ ولسيت وجودى غداً . ١‏ 

الخالص 
جوزيف كوتراد 

ملحوظة ‏ كنت أقرأك أمس واليوم وأنا أستقبل أنواعاً شبى من المتعة « وأنا 
أتكلم الآن وأنا مالك لنفسى» حبى إنى لا أستطيع أن أكتب أكبر من 
هذا اليوم . 


مي 
* شارع كليرمونت 
وستونث سيوير مار 
"١‏ من يبتأدر ١91١54‏ 
عزيزى مسير رسل 
شكراً جزيلا على خطابك الذى وصلى هنا حيث أتغلب على فبرة قصيرة 
من المرض والإعياء . وأنا متأكد أنبى لست فى حاجة إلى أن أخيرك أن تعبيرى 
عن الإعجاب بعملك لم يكن مجرد كلام . ولا يمكنى أن أتفق مع آرائلك 
فى بعض التقاط (كا أفهمها على الأقل) لكنى لا أشعر بأقل شك فى 
قيستها العظيمة ٠‏ وكلى أمل وتطلع إلى أنك ستواصل عمل ماهو أحسن وأحسن » 


5 أمه 65 أ سا أث آما أن ا قاد.ا عا علعة أ تأيلةت 
درعم يي اح ىق" 2 الس لقي م لل نه شونا ل 23 7ه زه ) 3 
والقتع بها لفترة أطول . 


أن أننى أفهم ماتقوله بشأن الطريقة الى تصوغ بها فلسفتك . ويخيل 
إل أنبا الطر بقة الصحيحة وأنٍ ما تعد به ليس تجرد أوهام عل الإطلاق ع اعم 
أنه لايمكن القمسك بها حرفا . ورب كان فى الأشياء ككل ما يفتقده المع 
إذا ما تأمل النظريات الى أمامه . ( وكا يحدث أحياناً ) يشعر امرء أن 
مأ دريده وأنه موبجود هناك لو استطاع فقبط أن يجده بشكل أو 
ومع ذلك فلا بد أن أعتقد أن المرء لا يجد الكل المتكامل» ولا يم ,تطيع أن يجدهء 
وأنه ليس هناك فيلسوف لم بصل إلى الحقيقة الى ينشدها » إلا عن طريق 
القيز ورؤية الأشياء من جانب واحد . وأن هذه هى الطريقة الوحيدة الصحيحة 
ينا على لا حال مجرد إعان لا أستطيع إثباته . 
وائق أنبى عمدت فى عمل » بقدر ما أمكن » إلى تصوير هذا التحيز-- 
ذا ل نكن قد قلت أ شه ع 1 حر . وأخحشى أنى أكتب دائماً عن ثقة 
زائدة - وإلا لتخليت عن الكتابة كلية” وله أعتقد أنى 58 أقرف ذنباً كبراً 
على أحد لارائه الذاتية قيمة خاصة . وإذا كنت قد عاوئتك 


نه يعرف 
بآخر 


-| 


أو أفرض آراق 


طهر 
على وجه من الوجوه بالاعتراضات الى أثرتها » فهذا فيا أشعر تبرير كاف 
لمذه الاعتراضات حبّى ولو كانت نخخاطئة ‏ وسيكون من دواعى ارتياحى دااً 
أن أحظى بحسن ظنك فى عمل . ولعلى أضيف هنا أنى أشعر بالميل شيئاً فشيئاً 
نحو الهول والذى لا بمكن الإحاطة به يطريقة أعتقد أنها صائئة وإن كانت 
لم تبلغ بعد ما أريده . 

أتمنى لك النجاح والتوفيق فى عملك وأتجاسر هنارعلى أن أنصحك بالتريث 
ونبذ التعجل . 

ا خلص 


شار.ده. برادل 


هي" ظر., 

شكراً جزيلا على الزهور الى أرسلها . وهى مبعث راحة وطمأنيئة 
لنفسى وكذلك خطابك الذى قرأته مرات ومرات . ما كان أقسى ذلك المساء ! 
وك كانت قسوته ستزداد لولم نتلاق ! وقد كنت سأحس بأننا لن نلتى أبداء 
ولكن هذا كله ماض الآن وأنا أدرك مشاعرك وأشعر أكثر من أى وقت مضى 
أنه ى الإمكان تكوين صداقة دائمة عميقة . وأمل أن يم ذلك قريباً جد . 

5 ل - ف م 000 ء 

وبمجرد استعادنى لصحى . ولن يؤثر ما حدث مهما يكن فى نباية الأمر ‏ 
وما حدث كان خييراً ولا يعلى عليه . 


ةا - 


وداعاً الآن . وإذا جاز للإنسان أن يتحدث عن السلام فى هذا العام 
المضطرب فسلام عليك . 


1 


مطايم دار المعارف مير 
سئة 1919٠‏ 


0 


ا 


0 


جأملا, 
0 8 2 1 :/ : :! 
2 1 : 0 


0 


0 


ا 


5 ارات 7 
1 


0 


ج ست نه انه 


00 0 00 : : 000 : 0 اي 0 


0 
0 


2 


0 : 5 1 : 0 
ا ايا 0 
00 : 2 

00 : 0م 


لي 
ل 


ا 
اا : 


37 
00 


03 
0000 


0 
ا 


0 


0 00 
: 
30 0 1 
ا : ' 0 
1 


7 0 
0 0 
ا 


الوا 
0 


00 : 2 


0 


0 0 

0 3 
ل 

1 
: 


00 


1ذ 1 
3 ل 


0 
1 


ا 
00 


م 1 5 ! / 0 : : 3 1 
0 : : : : 2 0 0 


00 1 7 2 0 : : : 0 


00